بحـث
المواضيع الأخيرة
» شركة تنظيف اثاث بالرياض-خصم 20%-اطلب مهنيمن طرف omnia اليوم في 15:15
» افضل شركة شراء مكيفات مستعملة الرياض
من طرف omnia اليوم في 15:04
» شركة تنظيف اثاث بالرياض - خصم 30% - اطلب مهني
من طرف omnia اليوم في 14:45
» شركة شراء اثاث مستعمل بالرياض -خصم 20 %-اطلب مهني
من طرف omnia اليوم في 14:34
» افضل خدمات منزلية بأفضل الاسعار-اطلب مهني السعودية
من طرف omnia اليوم في 14:22
» شركة جلي بلاط بالرياض
من طرف moslema_r الخميس 14 نوفمبر 2024 - 22:36
» احدث هواتف انفينكس Infinix Hot 50
من طرف omnia الخميس 14 نوفمبر 2024 - 16:54
» افضل الهواتف من اوبو Oppo A3x
من طرف omnia الخميس 14 نوفمبر 2024 - 16:38
» سامسونج Samsung Galaxy A16
من طرف omnia الخميس 14 نوفمبر 2024 - 16:29
» موبي برايس ماركات الموبايلات
من طرف omnia الخميس 14 نوفمبر 2024 - 16:16
أفضل 10 فاتحي مواضيع
قسي وبس2 | ||||
خالد فكري | ||||
ندا عمر | ||||
nadya | ||||
omnia | ||||
moslema_r | ||||
مارينا مايكل | ||||
ندا عصام | ||||
سيرين سعيد | ||||
رضوي سعيد |
المشاركات التي حصلت على أكثر ردود أفعال في الشهر
خادم Discord
| |
[ 27 ] ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﻄﻴﺒﺔ ﻭﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﺨﺒﻴﺜﺔ
صفحة 2 من اصل 1 • شاطر
[ 27 ] ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﻄﻴﺒﺔ ﻭﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﺨﺒﻴﺜﺔ
ﻭﻷﻫﻤﻴﺔ ﻛﻠﻤﺔ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻭﺩﻭﺭﻫﺎ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﻭﺍﻷﻣﻢ، ﻓﻘﺪ ﺿﺮﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻬﺎ ﻣﺜﻼً ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ، ﻓﻘﺎﻝ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ : } ﺃَﻟَﻢْ ﺗَﺮَ ﻛَﻴْﻒَ ﺿَﺮَﺏَ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻣَﺜَﻠًﺎ ﻛَﻠِﻤَﺔً ﻃَﻴِّﺒَﺔً ﻛَﺸَﺠَﺮَﺓٍ ﻃَﻴِّﺒَﺔٍ ﺃَﺻْﻠُﻬَﺎ ﺛَﺎﺑِﺖٌ ﻭَﻓَﺮْﻋُﻬَﺎ ﻓِﻲ ﺍﻟﺴَّﻤَﺎﺀِ . ﺗُﺆْﺗِﻲ ﺃُﻛُﻠَﻬَﺎ ﻛُﻞَّ ﺣِﻴﻦٍ ﺑِﺈِﺫْﻥِ ﺭَﺑِّﻬَﺎ ۗ ﻭَﻳَﻀْﺮِﺏُ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﺍﻟْﺄَﻣْﺜَﺎﻝَ ﻟِﻠﻨَّﺎﺱِ ﻟَﻌَﻠَّﻬُﻢْ ﻳَﺘَﺬَﻛَّﺮُﻭﻥَ . ﻭَﻣَﺜَﻞُ ﻛَﻠِﻤَﺔٍ ﺧَﺒِﻴﺜَﺔٍ ﻛَﺸَﺠَﺮَﺓٍ ﺧَﺒِﻴﺜَﺔٍ ﺍﺟْﺘُﺜَّﺖْ ﻣِﻦ ﻓَﻮْﻕِ ﺍﻟْﺄَﺭْﺽِ ﻣَﺎ ﻟَﻬَﺎ ﻣِﻦ ﻗَﺮَﺍﺭٍ { [ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ 26-24: ] .
ﺛﺒﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺃﻥ ﺃﻓﻀﻞ ﻛﻠﻤﺔ ﻗﺎﻟﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻗﻮﻝ : ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ؛ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺎﻣﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕ ﻭﺍﻷﺭﺽ، ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﻖ ﻭﺍﻟﺒﺎﻃﻞ، ﻭﻫﻲ ﻓﻴﺼﻞ ﺍﻟﺘﻔﺮﻗﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﻭﺍﻹﻳﻤﺎﻥ، ﺇﻧﻬﺎ ﺧﻴﺮ ﻛﻠﻤﺔ ﻋﺮﻓﺘﻬﺎ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ، ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺧﺬﻫﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻋﻬﺪﺍً ﻋﻠﻰ ﺑﻨﻲ ﺁﺩﻡ، ﻭﻫﻢ ﻓﻲ ﺑﻄﻮﻥ ﺃﻣﻬﺎﺗﻬﻢ، ﻭﺃﺷﻬﺪﻫﻢ ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ : } ﻭَﺇِﺫْ ﺃَﺧَﺬَ ﺭَﺑُّﻚَ ﻣِﻦ ﺑَﻨِﻲ ﺁﺩَﻡَ ﻣِﻦ ﻇُﻬُﻮﺭِﻫِﻢْ ﺫُﺭِّﻳَّﺘَﻬُﻢْ ﻭَﺃَﺷْﻬَﺪَﻫُﻢْ ﻋَﻠَﻰٰ ﺃَﻧﻔُﺴِﻬِﻢْ ﺃَﻟَﺴْﺖُ ﺑِﺮَﺑِّﻜُﻢْ ۖ ﻗَﺎﻟُﻮﺍ ﺑَﻠَﻰٰ ۛ ﺷَﻬِﺪْﻧَﺎ { [ ﺍﻷﻋﺮﺍﻑ ﻣﻦ ﺍﻵﻳﺔ 172: ] .
ﻭﻷﻫﻤﻴﺔ ﻛﻠﻤﺔ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻭﺩﻭﺭﻫﺎ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﻭﺍﻷﻣﻢ، ﻓﻘﺪ ﺿﺮﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻬﺎ ﻣﺜﻼً ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ، ﻓﻘﺎﻝ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ : } ﺃَﻟَﻢْ ﺗَﺮَ ﻛَﻴْﻒَ ﺿَﺮَﺏَ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻣَﺜَﻠًﺎ ﻛَﻠِﻤَﺔً ﻃَﻴِّﺒَﺔً ﻛَﺸَﺠَﺮَﺓٍ ﻃَﻴِّﺒَﺔٍ ﺃَﺻْﻠُﻬَﺎ ﺛَﺎﺑِﺖٌ ﻭَﻓَﺮْﻋُﻬَﺎ ﻓِﻲ ﺍﻟﺴَّﻤَﺎﺀِ . ﺗُﺆْﺗِﻲ ﺃُﻛُﻠَﻬَﺎ ﻛُﻞَّ ﺣِﻴﻦٍ ﺑِﺈِﺫْﻥِ ﺭَﺑِّﻬَﺎ ۗ ﻭَﻳَﻀْﺮِﺏُ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﺍﻟْﺄَﻣْﺜَﺎﻝَ ﻟِﻠﻨَّﺎﺱِ ﻟَﻌَﻠَّﻬُﻢْ ﻳَﺘَﺬَﻛَّﺮُﻭﻥَ . ﻭَﻣَﺜَﻞُ ﻛَﻠِﻤَﺔٍ ﺧَﺒِﻴﺜَﺔٍ ﻛَﺸَﺠَﺮَﺓٍ ﺧَﺒِﻴﺜَﺔٍ ﺍﺟْﺘُﺜَّﺖْ ﻣِﻦ ﻓَﻮْﻕِ ﺍﻟْﺄَﺭْﺽِ ﻣَﺎ ﻟَﻬَﺎ ﻣِﻦ ﻗَﺮَﺍﺭٍ { [ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ 26-24: ] .
ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻤﻔﺴﺮﻭﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺮﺍﺩ ﺑـ ( ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﻄﻴﺒﺔ ) ﺷﻬﺎﺩﺓ ﺃﻥ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ، ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﻧﻔﺴﻪ، ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻤﺮﺍﺩ ﺑـ ( ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﺨﺒﻴﺜﺔ ) ﻛﻠﻤﺔ ﺍﻟﺸﺮﻙ، ﺃﻭ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮ ﻧﻔﺴﻪ .
ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺜﻞ ﺍﻟﻘﺮﺁﻧﻲ ﺟﺎﺀ ﻋﻘﻴﺐ ﻣﺜﻞ ﺿﺮﺑﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻟﺒﻴﺎﻥ ﺣﺎﻝ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ، ﻭﻫﻮ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : } ﻣَّﺜَﻞُ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﻛَﻔَﺮُﻭﺍ ﺑِﺮَﺑِّﻬِﻢْ ۖ ﺃَﻋْﻤَﺎﻟُﻬُﻢْ ﻛَﺮَﻣَﺎﺩٍ ﺍﺷْﺘَﺪَّﺕْ ﺑِﻪِ ﺍﻟﺮِّﻳﺢُ ﻓِﻲ ﻳَﻮْﻡٍ ﻋَﺎﺻِﻒٍ { [ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻣﻦ ﺍﻵﻳﺔ 18: ] ، ﻓﺬﻛﺮ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻣﺜﻞ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ، ﻭﺃﻧﻬﺎ ﻛﺮﻣﺎﺩ ﺍﺷﺘﺪﺕ ﺑﻪ ﺍﻟﺮﻳﺢ ﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﻋﺎﺻﻒ، ﺛﻢ ﺃﻋﻘﺐ ﺫﻟﻚ ﺫﻛﺮ ﻣﺜﻞ ﺃﻗﻮﺍﻝ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ .
ﻭﻭﺟﻪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺜﻞ ﺃﻧﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﺷﺒﻪ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﻄﻴﺒﺔ -ﻭﻫﻲ ﻛﻠﻤﺔ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻣﺎ ﻳﺘﺒﻌﻬﺎ ﻣﻦ ﻛﻼﻡ ﻃﻴﺐ - ﺑﺎﻟﺸﺠﺮﺓ ﺍﻟﻄﻴﺒﺔ، ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺠﺬﻭﺭ ﺍﻟﺜﺎﺑﺘﺔ ﻭﺍﻟﺮﺍﺳﺨﺔ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ، ﻭﺍﻷﻏﺼﺎﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻜﺎﺩ ﺗﻄﺎﻝ ﻋﻨﺎﻥ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ، ﻻ ﺗﻨﺎﻝ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﺮﻳﺎﺡ ﺍﻟﻌﺎﺗﻴﺔ، ﻭﻻ ﺗﻌﺼﻒ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻌﻮﺍﺻﻒ ﺍﻟﻬﻮﺟﺎﺀ، ﻓﻬﻲ ﺗﻨﺒﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺬﻭﺭ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﺔ، ﻭﺗﻌﻴﺶ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﺔ، ﻭﺗﺠﻮﺩ ﺑﺨﻴﺮﻫﺎ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺣﻴﻦ، ﺛﻢ ﺗﻌﻠﻮ ﻣﻦ ﻓﻮﻗﻬﺎ ﺑﺎﻟﻈﻼﻝ ﺍﻟﻮﺍﺭﻓﺔ، ﻭﺑﺎﻟﺜﻤﺎﺭ ﺍﻟﻄﻴﺒﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺴﺘﻄﻴﺒﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻻ ﻳﺸﺒﻌﻮﻥ ﻣﻨﻬﺎ، ﻓﻜﺬﻟﻚ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﻄﻴﺒﺔ ﺗﻤﻸ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺑﺎﻟﺼﺪﻕ ﻭﺍﻹﻳﻤﺎﻥ، ﻭﺗﺪﺧﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺍﺳﺘﺌﺬﺍﻥ، ﻓﺘﻌﻤﻞ ﺑﻪ ﻣﺎ ﺗﻌﻤﻞ .
ﻭﻗﺪ ﺭﻭﻯ ﺍﻟﻄﺒﺮﻱ ﻋﻦ ﺍﻟﺮﺑﻴﻊ ﺑﻦ ﺃﻧﺲ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : } ﻛَﻠِﻤَﺔً ﻃَﻴِّﺒَﺔً { ، ﻗﺎﻝ : ﻫﺬﺍ ﻣﺜﻞ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ، ﻓﺎﻹﻳﻤﺎﻥ ﺍﻟﺸﺠﺮﺓ ﺍﻟﻄﻴﺒﺔ، ﻭﺃﺻﻠﻪ ﺍﻟﺜﺎﺑﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﺰﻭﻝ
ﺍﻹﺧﻼﺹ ﻟﻠﻪ، ﻭﻓﺮﻋﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ، ﻓﺮﻋﻪ ﺧﺸﻴﺔ ﺍﻟﻠﻪ .
ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﺠﺮﺓ ﺃﻳﻀﺎً ﻣﺜﻠﻬﺎ ﻛﺎﻟﻤﺆﻣﻦ، ﻓﻬﻮ ﺛﺎﺑﺖ ﻓﻲ ﺇﻳﻤﺎﻧﻪ، ﺳﺎﻡٍ ﻓﻲ ﺗﻄﻠﻌﺎﺗﻪ ﻭﺗﻮﺟﻬﺎﺗﻪ، ﻧﺎﻓﻊ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻋﻤﻞ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﻪ، ﻣﻘﺪﺍﻡ ﻣﻬﻤﺎ ﺍﻋﺘﺮﺿﻪ ﻣﻦ ﺻﻌﺎﺏ، ﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﺍﻟﺨﻮﻑ ﺇﻟﻰ ﻗﻠﺒﻪ ﺳﺒﻴﻼً، ﻣﻌﻄﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺣﺎﻝ، ﻻ ﻳﻬﺘﺪﻱ ﺍﻟﺒﺨﻞ ﺇﻟﻰ ﻧﻔﺴﻪ ﻃﺮﻳﻘﺎً، ﻓﻬﻮ ﺧﻴﺮ ﻛﻠﻪ، ﻭﺑﺮﻛﺔ ﻛﻠﻪ، ﻭﻧﻔﻊ ﻛﻠﻪ .
ﻭﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻤﻘﺼﻮﺩ ﺑﺎﻟﻤﺜﻞ ﺗﺸﺒﻴﻪ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ، ﻭﻗﻮﻟﻪ ﺍﻟﻄﻴﺐ، ﻭﻋﻤﻠﻪ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ، ﺑﺎﻟﺸﺠﺮﺓ ﺍﻟﻤﻌﻄﺎﺀ، ﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﻳُﺮﻓﻊ ﻟﻪ ﻋﻤﻞ ﺻﺎﻟﺢ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺣﻴﻦ ﻭﻭﻗﺖ، ﻭﻓﻲ ﻛﻞ ﺻﺒﺎﺡ ﻭﻣﺴﺎﺀ .
ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﺨﺒﻴﺜﺔ، ﻭﻫﻲ ﻛﻠﻤﺔ ﺍﻟﺸﺮﻙ - ﻭﻣﺎ ﻳﺘﺒﻌﻬﺎ ﻣﻦ ﻛﻼﻡ ﺧﺒﻴﺚ - ﻓﻬﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻘﻴﺾ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ، ﻛﻠﻤﺔ ﺿﺎﺭﺓ ﻏﻴﺮ ﻧﺎﻓﻌﺔ، ﻓﻬﻲ ﺗﻀﺮ ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ، ﻭﺗﻀﺮ ﻧﺎﻗﻠﻬﺎ، ﻭﺗﻀﺮ ﻣﺘﻠﻘﻴﻬﺎ، ﻭﺗﻀﺮ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻧﻄﻖ ﺑﻬﺎ، ﻭﺗﺴﻲﺀ ﻟﻜﻞ ﺳﺎﻣﻊ ﻟﻬﺎ، ﺇﻧﻬﺎ ﻛﻠﻤﺔ ﺳﻮﺀ ﻻ ﺧﻴﺮ ﻓﻴﻬﺎ، ﻭﻛﻠﻤﺔ ﺧُﺒْﺚٍ ﻻ ﻃﻴﺐ ﻓﻴﻬﺎ، ﻭﻛﻠﻤﺔ ﻣﺴﻤﻮﻣﺔ ﻻ ﻧﻔﻊ ﻓﻴﻬﺎ؛ ﻓﻬﻲ ﻛﺎﻟﺸﺠﺮﺓ ﺍﻟﺨﺒﻴﺜﺔ، ﺃﺻﻠﻬﺎ ﻏﻴﺮ ﺛﺎﺑﺖ، ﻭﻣﺬﺍﻗﻬﺎ ﻣﺮ، ﻭﺷﻜﻠﻬﺎ ﻻ ﻳﺴﺮ ﺍﻟﻨﺎﻇﺮﻳﻦ، ﺗﺘﺸﺎﺑﻚ ﻓﺮﻭﻋﻬﺎ ﻭﺃﻏﺼﺎﻧﻬﺎ، ﺣﺘﻰ ﻟﻴُﺨﻴَّﻞ ﻟﻠﻨﺎﻇﺮ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﻄﻐﻰ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺣﻮﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺠﺮ ﻭﺍﻟﻨﺒﺎﺕ، ﺇﻻ ﺃﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺃﻣﺮﻫﺎ ﻫﺰﻳﻠﺔ، ﻻ ﻗﺪﺭﺓ ﻟﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﻗﻮﻑ ﻓﻲ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﻌﻮﺍﺻﻒ ﻭﺍﻷﻋﺎﺻﻴﺮ، ﺑﻞ ﺗﻨﻬﺎﺭ ﻷﺩﻧﻰ ﺭﻳﺢ، ﻭﺗﺘﻬﺎﻭﻯ ﻷﻗﻞ ﺧﻄﺮ ﻳﻬﺪﺩﻫﺎ؛ ﺇﺫ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﻃﺒﻌﻬﺎ ﺍﻟﺼﻤﻮﺩ ﻭﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ، ﻭﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺻﻔﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﺜﺒﺎﺕ ﻭﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺭ، ﺇﻧﻬﺎ ﺷﺠﺮﺓ ﻻ ﺧﻴﺮ ﻳﺮﺗﺠﻰ ﻣﻨﻬﺎ، ﻓﻄﻌﻤﻬﺎ ﻣﺮ، ﻭﺭﻳﺤﻬﺎ ﻏﻴﺮ ﺯﺍﻛﻴﺔ، ﻓﻬﻲ ﺷﺮ ﻛﻠﻬﺎ، ﻭﺧﺒﺚ ﻛﻠﻬﺎ، ﻭﺳﻮﺀ ﻛﻠﻬﺎ .
ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮ، ﻻ ﺛﺒﺎﺕ ﻟﻪ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﻻ ﻗﺮﺍﺭ، ﻓﻬﻮ ﻣﺘﻘﻠﺐ ﺑﻴﻦ ﻣﺒﺪﺃ ﻭﺁﺧﺮ، ﻭﺳﺎﺋﺮ ﺧﻠﻒ ﻛﻞ ﻧﺎﻋﻖ، ﻻ ﻳﻬﺘﺪﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻖ ﺳﺒﻴﻼً، ﻭﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻃﺮﻳﻘﺎً، ﻓﻬﻮ ﺷﺮ ﻛﻠﻪ، ﺍﻋﺘﻘﺎﺩﺍً ﻭﻓﻜﺮﺍً، ﻭﺳﻠﻮﻛﺎً ﻭﺃﺧﻼﻗﺎً، ﻭﺗﻄﻠﻌﺎً ﻭﻫﻤﺔ .
ﺭﻭﻱ ﻋﻦ ﻗﺘﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ : " ﺃﻥ ﺭﺟﻼً ﻟﻘﻲ ﺭﺟﻼً ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ : " ﻣﺎ ﺗﻘﻮﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﺨﺒﻴﺜﺔ؟ " ، ﻗﺎﻝ : " ﻻ ﺃﻋﻠﻢ ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﻣﺴﺘﻘﺮﺍً، ﻭﻻ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻣﺼﻌﺪﺍً، ﺇﻻ ﺃﻥ ﺗﻠﺰﻡ ﻋﻨﻖ ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﻳﻮﺍﻓﻲ ﺑﻬﺎ ﻳﻮﻡ
ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ .""
ﻭﺭﻭﻱ ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ : } ﻭَﻣَﺜَﻞُ ﻛَﻠِﻤَﺔٍ ﺧَﺒِﻴﺜَﺔٍ ﻛَﺸَﺠَﺮَﺓٍ ﺧَﺒِﻴﺜَﺔٍ ﺍﺟْﺘُﺜَّﺖْ ﻣِﻦ ﻓَﻮْﻕِ ﺍﻟْﺄَﺭْﺽِ ﻣَﺎ ﻟَﻬَﺎ ﻣِﻦ ﻗَﺮَﺍﺭٍ { ، ﻗﺎﻝ : " ﺿﺮﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺸﺠﺮﺓ ﺍﻟﺨﺒﻴﺜﺔ ﻛﻤﺜﻞ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮ " ، ﻳﻘﻮﻝ : " ﺇﻥ ﺍﻟﺸﺠﺮﺓ ﺍﻟﺨﺒﻴﺜﺔ ﺍﺟﺘﺜﺖ ﻣﻦ ﻓﻮﻕ ﺍﻷﺭﺽ ﻣﺎ ﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﺮﺍﺭ " ، ﻳﻘﻮﻝ : " ﺍﻟﻜﺎﻓﺮ ﻻ ﻳﻘﺒﻞ ﻋﻤﻠﻪ، ﻭﻻ ﻳﺼﻌﺪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ، ﻓﻠﻴﺲ ﻟﻪ ﺃﺻﻞ ﺛﺎﺑﺖ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ، ﻭﻻ ﻓﺮﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ " ( ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﻄﺒﺮﻱ ) .
ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺎﺕ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﺠﺮﺓ ﺍﻟﻄﻴﺒﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺭﺩ ﺫﻛﺮﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻵﻳﺔ ﻫﻲ ﺷﺠﺮﺓ ﺍﻟﻨﺨﻞ، ﻭﺃﻥ ﺍﻟﺸﺠﺮﺓ ﺍﻟﺨﺒﻴﺜﺔ ﻫﻲ ﺷﺠﺮﺓ ﺍﻟﺤﻨﻈﻞ؛ ﻳﺮﺷﺪ ﻟﺬﻟﻚ ﻣﺎ ﺭﻭﺍﻩ ﺃﺑﻮ ﻳﻌﻠﻰ ﻓﻲ ( ﻣﺴﻨﺪﻩ ) ﻋﻦ ﺃﻧﺲ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ، ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﺗﻲ ﺑﻄﺒﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﺛﻤﺮ ﻧﺨﻞ، ﻓﻘﺎﻝ : " ﻣﺜﻞ } ﻛَﻠِﻤَﺔً ﻃَﻴِّﺒَﺔً ﻛَﺸَﺠَﺮَﺓٍ ﻃَﻴِّﺒَﺔٍ ﺃَﺻْﻠُﻬَﺎ ﺛَﺎﺑِﺖٌ ﻭَﻓَﺮْﻋُﻬَﺎ ﻓِﻲ ﺍﻟﺴَّﻤَﺎﺀِ . ﺗُﺆْﺗِﻲ ﺃُﻛُﻠَﻬَﺎ ﻛُﻞَّ ﺣِﻴﻦٍ ﺑِﺈِﺫْﻥِ ﺭَﺑِّﻬَﺎ { ﻫﻲ ﺍﻟﻨﺨﻠﺔ، } ﻭَﻣَﺜَﻞُ ﻛَﻠِﻤَﺔٍ ﺧَﺒِﻴﺜَﺔٍ ﻛَﺸَﺠَﺮَﺓٍ ﺧَﺒِﻴﺜَﺔٍ ﺍﺟْﺘُﺜَّﺖْ ﻣِﻦ ﻓَﻮْﻕِ ﺍﻟْﺄَﺭْﺽِ ﻣَﺎ ﻟَﻬَﺎ ﻣِﻦ ﻗَﺮَﺍﺭٍ { ﻗﺎﻝ : ﻫﻲ ﺍﻟﺤﻨﻈﻞ ."
ﻭﺭﻭﻯ ﺍﻟﻄﺒﺮﻱ ﻋﻦ ﺃﻧﺲ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : } ﻭَﻣَﺜَﻞُ ﻛَﻠِﻤَﺔٍ ﺧَﺒِﻴﺜَﺔٍ ﻛَﺸَﺠَﺮَﺓٍ ﺧَﺒِﻴﺜَﺔٍ { ، ﻗﺎﻝ : ﺗﻠﻜﻢ ﺍﻟﺤﻨﻈﻞ، ﺃﻟﻢ ﺗﺮﻭﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺮﻳﺎﺡ ﻛﻴﻒ ﺗﺼﻔﻘﻬﺎ ﻳﻤﻴﻨﺎً ﻭﺷﻤﺎﻻً؟
ﻓﺈﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺸﺠﺮﺓ ﺍﻟﻄﻴﺒﺔ ﺭﻣﺰ ﺍﻟﻌﻄﺎﺀ ﻭﺍﻟﺒﺬﻝ، ﻓﺈﻥ ﻛﻠﻤﺔ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﺭﻣﺰ ﺍﻟﻌﺒﻮﺩﻳﺔ ﻟﻠﻪ، ﻭﺩﻟﻴﻞ ﺍﻹﺧﻼﺹ ﻟﻪ، ﻭﺑﺮﻫﺎﻥ ﺍﻻﻋﺘﻤﺎﺩ ﻋﻠﻴﻪ . ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺸﺠﺮﺓ ﺍﻟﻄﻴﺒﺔ ﻋﻨﻮﺍﻥ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻭﺍﻟﺠﻮﺩ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﺧﻴﺮ ﻛﻠﻪ، ﻭﺑﺮﻛﺔ ﻛﻠﻪ، ﻭﻃﻴﺐ ﻛﻠﻪ .
ﻭﻻ ﺷﻚ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺣﻴﻦ ﻳﻀﺮﺏ ﻣﺜﻼً ﻟﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﺃﻭ ﻟﻠﻤﺆﻣﻦ ﺑﺎﻟﺸﺠﺮﺓ ﺍﻟﻄﻴﺒﺔ ﺍﻟﺨﻴﺮﺓ ﺍﻟﻤﻌﻄﺎﺀ، ﻳﻜﻮﻥ ﻗﺪ ﺃﻭﺻﻞ ﺍﻟﻔﻜﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺭﺍﺩ ﺇﻳﺼﺎﻟﻬﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﺃﻛﺜﺮ ﻭﺿﻮﺣﺎً، ﻭﺃﺷﺪ ﺑﻴﺎﻧﺎً ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﺄﺗﻲ ﺑﺘﻠﻚ ﺍﻟﻔﻜﺮﺓ ﻣﺠﺮﺩﺓ، ﺧﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﺃﻱ ﺗﻤﺜﻴﻞ ﺃﻭ ﺗﺸﺒﻴﻪ
ﺛﺒﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺃﻥ ﺃﻓﻀﻞ ﻛﻠﻤﺔ ﻗﺎﻟﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻗﻮﻝ : ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ؛ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺎﻣﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕ ﻭﺍﻷﺭﺽ، ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﻖ ﻭﺍﻟﺒﺎﻃﻞ، ﻭﻫﻲ ﻓﻴﺼﻞ ﺍﻟﺘﻔﺮﻗﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﻭﺍﻹﻳﻤﺎﻥ، ﺇﻧﻬﺎ ﺧﻴﺮ ﻛﻠﻤﺔ ﻋﺮﻓﺘﻬﺎ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ، ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺧﺬﻫﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻋﻬﺪﺍً ﻋﻠﻰ ﺑﻨﻲ ﺁﺩﻡ، ﻭﻫﻢ ﻓﻲ ﺑﻄﻮﻥ ﺃﻣﻬﺎﺗﻬﻢ، ﻭﺃﺷﻬﺪﻫﻢ ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ : } ﻭَﺇِﺫْ ﺃَﺧَﺬَ ﺭَﺑُّﻚَ ﻣِﻦ ﺑَﻨِﻲ ﺁﺩَﻡَ ﻣِﻦ ﻇُﻬُﻮﺭِﻫِﻢْ ﺫُﺭِّﻳَّﺘَﻬُﻢْ ﻭَﺃَﺷْﻬَﺪَﻫُﻢْ ﻋَﻠَﻰٰ ﺃَﻧﻔُﺴِﻬِﻢْ ﺃَﻟَﺴْﺖُ ﺑِﺮَﺑِّﻜُﻢْ ۖ ﻗَﺎﻟُﻮﺍ ﺑَﻠَﻰٰ ۛ ﺷَﻬِﺪْﻧَﺎ { [ ﺍﻷﻋﺮﺍﻑ ﻣﻦ ﺍﻵﻳﺔ 172: ] .
ﻭﻷﻫﻤﻴﺔ ﻛﻠﻤﺔ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻭﺩﻭﺭﻫﺎ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﻭﺍﻷﻣﻢ، ﻓﻘﺪ ﺿﺮﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻬﺎ ﻣﺜﻼً ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ، ﻓﻘﺎﻝ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ : } ﺃَﻟَﻢْ ﺗَﺮَ ﻛَﻴْﻒَ ﺿَﺮَﺏَ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻣَﺜَﻠًﺎ ﻛَﻠِﻤَﺔً ﻃَﻴِّﺒَﺔً ﻛَﺸَﺠَﺮَﺓٍ ﻃَﻴِّﺒَﺔٍ ﺃَﺻْﻠُﻬَﺎ ﺛَﺎﺑِﺖٌ ﻭَﻓَﺮْﻋُﻬَﺎ ﻓِﻲ ﺍﻟﺴَّﻤَﺎﺀِ . ﺗُﺆْﺗِﻲ ﺃُﻛُﻠَﻬَﺎ ﻛُﻞَّ ﺣِﻴﻦٍ ﺑِﺈِﺫْﻥِ ﺭَﺑِّﻬَﺎ ۗ ﻭَﻳَﻀْﺮِﺏُ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﺍﻟْﺄَﻣْﺜَﺎﻝَ ﻟِﻠﻨَّﺎﺱِ ﻟَﻌَﻠَّﻬُﻢْ ﻳَﺘَﺬَﻛَّﺮُﻭﻥَ . ﻭَﻣَﺜَﻞُ ﻛَﻠِﻤَﺔٍ ﺧَﺒِﻴﺜَﺔٍ ﻛَﺸَﺠَﺮَﺓٍ ﺧَﺒِﻴﺜَﺔٍ ﺍﺟْﺘُﺜَّﺖْ ﻣِﻦ ﻓَﻮْﻕِ ﺍﻟْﺄَﺭْﺽِ ﻣَﺎ ﻟَﻬَﺎ ﻣِﻦ ﻗَﺮَﺍﺭٍ { [ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ 26-24: ] .
ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻤﻔﺴﺮﻭﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺮﺍﺩ ﺑـ ( ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﻄﻴﺒﺔ ) ﺷﻬﺎﺩﺓ ﺃﻥ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ، ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﻧﻔﺴﻪ، ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻤﺮﺍﺩ ﺑـ ( ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﺨﺒﻴﺜﺔ ) ﻛﻠﻤﺔ ﺍﻟﺸﺮﻙ، ﺃﻭ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮ ﻧﻔﺴﻪ .
ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺜﻞ ﺍﻟﻘﺮﺁﻧﻲ ﺟﺎﺀ ﻋﻘﻴﺐ ﻣﺜﻞ ﺿﺮﺑﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻟﺒﻴﺎﻥ ﺣﺎﻝ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ، ﻭﻫﻮ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : } ﻣَّﺜَﻞُ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﻛَﻔَﺮُﻭﺍ ﺑِﺮَﺑِّﻬِﻢْ ۖ ﺃَﻋْﻤَﺎﻟُﻬُﻢْ ﻛَﺮَﻣَﺎﺩٍ ﺍﺷْﺘَﺪَّﺕْ ﺑِﻪِ ﺍﻟﺮِّﻳﺢُ ﻓِﻲ ﻳَﻮْﻡٍ ﻋَﺎﺻِﻒٍ { [ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻣﻦ ﺍﻵﻳﺔ 18: ] ، ﻓﺬﻛﺮ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻣﺜﻞ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ، ﻭﺃﻧﻬﺎ ﻛﺮﻣﺎﺩ ﺍﺷﺘﺪﺕ ﺑﻪ ﺍﻟﺮﻳﺢ ﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﻋﺎﺻﻒ، ﺛﻢ ﺃﻋﻘﺐ ﺫﻟﻚ ﺫﻛﺮ ﻣﺜﻞ ﺃﻗﻮﺍﻝ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ .
ﻭﻭﺟﻪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺜﻞ ﺃﻧﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﺷﺒﻪ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﻄﻴﺒﺔ -ﻭﻫﻲ ﻛﻠﻤﺔ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻣﺎ ﻳﺘﺒﻌﻬﺎ ﻣﻦ ﻛﻼﻡ ﻃﻴﺐ - ﺑﺎﻟﺸﺠﺮﺓ ﺍﻟﻄﻴﺒﺔ، ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺠﺬﻭﺭ ﺍﻟﺜﺎﺑﺘﺔ ﻭﺍﻟﺮﺍﺳﺨﺔ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ، ﻭﺍﻷﻏﺼﺎﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻜﺎﺩ ﺗﻄﺎﻝ ﻋﻨﺎﻥ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ، ﻻ ﺗﻨﺎﻝ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﺮﻳﺎﺡ ﺍﻟﻌﺎﺗﻴﺔ، ﻭﻻ ﺗﻌﺼﻒ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻌﻮﺍﺻﻒ ﺍﻟﻬﻮﺟﺎﺀ، ﻓﻬﻲ ﺗﻨﺒﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺬﻭﺭ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﺔ، ﻭﺗﻌﻴﺶ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﺔ، ﻭﺗﺠﻮﺩ ﺑﺨﻴﺮﻫﺎ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺣﻴﻦ، ﺛﻢ ﺗﻌﻠﻮ ﻣﻦ ﻓﻮﻗﻬﺎ ﺑﺎﻟﻈﻼﻝ ﺍﻟﻮﺍﺭﻓﺔ، ﻭﺑﺎﻟﺜﻤﺎﺭ ﺍﻟﻄﻴﺒﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺴﺘﻄﻴﺒﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻻ ﻳﺸﺒﻌﻮﻥ ﻣﻨﻬﺎ، ﻓﻜﺬﻟﻚ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﻄﻴﺒﺔ ﺗﻤﻸ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺑﺎﻟﺼﺪﻕ ﻭﺍﻹﻳﻤﺎﻥ، ﻭﺗﺪﺧﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺍﺳﺘﺌﺬﺍﻥ، ﻓﺘﻌﻤﻞ ﺑﻪ ﻣﺎ ﺗﻌﻤﻞ .
ﻭﻗﺪ ﺭﻭﻯ ﺍﻟﻄﺒﺮﻱ ﻋﻦ ﺍﻟﺮﺑﻴﻊ ﺑﻦ ﺃﻧﺲ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : } ﻛَﻠِﻤَﺔً ﻃَﻴِّﺒَﺔً { ، ﻗﺎﻝ : ﻫﺬﺍ ﻣﺜﻞ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ، ﻓﺎﻹﻳﻤﺎﻥ ﺍﻟﺸﺠﺮﺓ ﺍﻟﻄﻴﺒﺔ، ﻭﺃﺻﻠﻪ ﺍﻟﺜﺎﺑﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﺰﻭﻝ
ﺍﻹﺧﻼﺹ ﻟﻠﻪ، ﻭﻓﺮﻋﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ، ﻓﺮﻋﻪ ﺧﺸﻴﺔ ﺍﻟﻠﻪ .
ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﺠﺮﺓ ﺃﻳﻀﺎً ﻣﺜﻠﻬﺎ ﻛﺎﻟﻤﺆﻣﻦ، ﻓﻬﻮ ﺛﺎﺑﺖ ﻓﻲ ﺇﻳﻤﺎﻧﻪ، ﺳﺎﻡٍ ﻓﻲ ﺗﻄﻠﻌﺎﺗﻪ ﻭﺗﻮﺟﻬﺎﺗﻪ، ﻧﺎﻓﻊ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻋﻤﻞ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﻪ، ﻣﻘﺪﺍﻡ ﻣﻬﻤﺎ ﺍﻋﺘﺮﺿﻪ ﻣﻦ ﺻﻌﺎﺏ، ﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﺍﻟﺨﻮﻑ ﺇﻟﻰ ﻗﻠﺒﻪ ﺳﺒﻴﻼً، ﻣﻌﻄﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺣﺎﻝ، ﻻ ﻳﻬﺘﺪﻱ ﺍﻟﺒﺨﻞ ﺇﻟﻰ ﻧﻔﺴﻪ ﻃﺮﻳﻘﺎً، ﻓﻬﻮ ﺧﻴﺮ ﻛﻠﻪ، ﻭﺑﺮﻛﺔ ﻛﻠﻪ، ﻭﻧﻔﻊ ﻛﻠﻪ .
ﻭﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻤﻘﺼﻮﺩ ﺑﺎﻟﻤﺜﻞ ﺗﺸﺒﻴﻪ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ، ﻭﻗﻮﻟﻪ ﺍﻟﻄﻴﺐ، ﻭﻋﻤﻠﻪ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ، ﺑﺎﻟﺸﺠﺮﺓ ﺍﻟﻤﻌﻄﺎﺀ، ﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﻳُﺮﻓﻊ ﻟﻪ ﻋﻤﻞ ﺻﺎﻟﺢ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺣﻴﻦ ﻭﻭﻗﺖ، ﻭﻓﻲ ﻛﻞ ﺻﺒﺎﺡ ﻭﻣﺴﺎﺀ .
ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﺨﺒﻴﺜﺔ، ﻭﻫﻲ ﻛﻠﻤﺔ ﺍﻟﺸﺮﻙ - ﻭﻣﺎ ﻳﺘﺒﻌﻬﺎ ﻣﻦ ﻛﻼﻡ ﺧﺒﻴﺚ - ﻓﻬﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻘﻴﺾ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ، ﻛﻠﻤﺔ ﺿﺎﺭﺓ ﻏﻴﺮ ﻧﺎﻓﻌﺔ، ﻓﻬﻲ ﺗﻀﺮ ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ، ﻭﺗﻀﺮ ﻧﺎﻗﻠﻬﺎ، ﻭﺗﻀﺮ ﻣﺘﻠﻘﻴﻬﺎ، ﻭﺗﻀﺮ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻧﻄﻖ ﺑﻬﺎ، ﻭﺗﺴﻲﺀ ﻟﻜﻞ ﺳﺎﻣﻊ ﻟﻬﺎ، ﺇﻧﻬﺎ ﻛﻠﻤﺔ ﺳﻮﺀ ﻻ ﺧﻴﺮ ﻓﻴﻬﺎ، ﻭﻛﻠﻤﺔ ﺧُﺒْﺚٍ ﻻ ﻃﻴﺐ ﻓﻴﻬﺎ، ﻭﻛﻠﻤﺔ ﻣﺴﻤﻮﻣﺔ ﻻ ﻧﻔﻊ ﻓﻴﻬﺎ؛ ﻓﻬﻲ ﻛﺎﻟﺸﺠﺮﺓ ﺍﻟﺨﺒﻴﺜﺔ، ﺃﺻﻠﻬﺎ ﻏﻴﺮ ﺛﺎﺑﺖ، ﻭﻣﺬﺍﻗﻬﺎ ﻣﺮ، ﻭﺷﻜﻠﻬﺎ ﻻ ﻳﺴﺮ ﺍﻟﻨﺎﻇﺮﻳﻦ، ﺗﺘﺸﺎﺑﻚ ﻓﺮﻭﻋﻬﺎ ﻭﺃﻏﺼﺎﻧﻬﺎ، ﺣﺘﻰ ﻟﻴُﺨﻴَّﻞ ﻟﻠﻨﺎﻇﺮ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﻄﻐﻰ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺣﻮﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺠﺮ ﻭﺍﻟﻨﺒﺎﺕ، ﺇﻻ ﺃﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺃﻣﺮﻫﺎ ﻫﺰﻳﻠﺔ، ﻻ ﻗﺪﺭﺓ ﻟﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﻗﻮﻑ ﻓﻲ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﻌﻮﺍﺻﻒ ﻭﺍﻷﻋﺎﺻﻴﺮ، ﺑﻞ ﺗﻨﻬﺎﺭ ﻷﺩﻧﻰ ﺭﻳﺢ، ﻭﺗﺘﻬﺎﻭﻯ ﻷﻗﻞ ﺧﻄﺮ ﻳﻬﺪﺩﻫﺎ؛ ﺇﺫ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﻃﺒﻌﻬﺎ ﺍﻟﺼﻤﻮﺩ ﻭﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ، ﻭﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺻﻔﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﺜﺒﺎﺕ ﻭﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺭ، ﺇﻧﻬﺎ ﺷﺠﺮﺓ ﻻ ﺧﻴﺮ ﻳﺮﺗﺠﻰ ﻣﻨﻬﺎ، ﻓﻄﻌﻤﻬﺎ ﻣﺮ، ﻭﺭﻳﺤﻬﺎ ﻏﻴﺮ ﺯﺍﻛﻴﺔ، ﻓﻬﻲ ﺷﺮ ﻛﻠﻬﺎ، ﻭﺧﺒﺚ ﻛﻠﻬﺎ، ﻭﺳﻮﺀ ﻛﻠﻬﺎ .
ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮ، ﻻ ﺛﺒﺎﺕ ﻟﻪ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﻻ ﻗﺮﺍﺭ، ﻓﻬﻮ ﻣﺘﻘﻠﺐ ﺑﻴﻦ ﻣﺒﺪﺃ ﻭﺁﺧﺮ، ﻭﺳﺎﺋﺮ ﺧﻠﻒ ﻛﻞ ﻧﺎﻋﻖ، ﻻ ﻳﻬﺘﺪﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻖ ﺳﺒﻴﻼً، ﻭﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻃﺮﻳﻘﺎً، ﻓﻬﻮ ﺷﺮ ﻛﻠﻪ، ﺍﻋﺘﻘﺎﺩﺍً ﻭﻓﻜﺮﺍً، ﻭﺳﻠﻮﻛﺎً ﻭﺃﺧﻼﻗﺎً، ﻭﺗﻄﻠﻌﺎً ﻭﻫﻤﺔ .
ﺭﻭﻱ ﻋﻦ ﻗﺘﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ : " ﺃﻥ ﺭﺟﻼً ﻟﻘﻲ ﺭﺟﻼً ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ : " ﻣﺎ ﺗﻘﻮﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﺨﺒﻴﺜﺔ؟ " ، ﻗﺎﻝ : " ﻻ ﺃﻋﻠﻢ ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﻣﺴﺘﻘﺮﺍً، ﻭﻻ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻣﺼﻌﺪﺍً، ﺇﻻ ﺃﻥ ﺗﻠﺰﻡ ﻋﻨﻖ ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﻳﻮﺍﻓﻲ ﺑﻬﺎ ﻳﻮﻡ
ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ .""
ﻭﺭﻭﻱ ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ : } ﻭَﻣَﺜَﻞُ ﻛَﻠِﻤَﺔٍ ﺧَﺒِﻴﺜَﺔٍ ﻛَﺸَﺠَﺮَﺓٍ ﺧَﺒِﻴﺜَﺔٍ ﺍﺟْﺘُﺜَّﺖْ ﻣِﻦ ﻓَﻮْﻕِ ﺍﻟْﺄَﺭْﺽِ ﻣَﺎ ﻟَﻬَﺎ ﻣِﻦ ﻗَﺮَﺍﺭٍ { ، ﻗﺎﻝ : " ﺿﺮﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺸﺠﺮﺓ ﺍﻟﺨﺒﻴﺜﺔ ﻛﻤﺜﻞ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮ " ، ﻳﻘﻮﻝ : " ﺇﻥ ﺍﻟﺸﺠﺮﺓ ﺍﻟﺨﺒﻴﺜﺔ ﺍﺟﺘﺜﺖ ﻣﻦ ﻓﻮﻕ ﺍﻷﺭﺽ ﻣﺎ ﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﺮﺍﺭ " ، ﻳﻘﻮﻝ : " ﺍﻟﻜﺎﻓﺮ ﻻ ﻳﻘﺒﻞ ﻋﻤﻠﻪ، ﻭﻻ ﻳﺼﻌﺪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ، ﻓﻠﻴﺲ ﻟﻪ ﺃﺻﻞ ﺛﺎﺑﺖ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ، ﻭﻻ ﻓﺮﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ " ( ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﻄﺒﺮﻱ ) .
ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺎﺕ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﺠﺮﺓ ﺍﻟﻄﻴﺒﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺭﺩ ﺫﻛﺮﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻵﻳﺔ ﻫﻲ ﺷﺠﺮﺓ ﺍﻟﻨﺨﻞ، ﻭﺃﻥ ﺍﻟﺸﺠﺮﺓ ﺍﻟﺨﺒﻴﺜﺔ ﻫﻲ ﺷﺠﺮﺓ ﺍﻟﺤﻨﻈﻞ؛ ﻳﺮﺷﺪ ﻟﺬﻟﻚ ﻣﺎ ﺭﻭﺍﻩ ﺃﺑﻮ ﻳﻌﻠﻰ ﻓﻲ ( ﻣﺴﻨﺪﻩ ) ﻋﻦ ﺃﻧﺲ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ، ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﺗﻲ ﺑﻄﺒﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﺛﻤﺮ ﻧﺨﻞ، ﻓﻘﺎﻝ : " ﻣﺜﻞ } ﻛَﻠِﻤَﺔً ﻃَﻴِّﺒَﺔً ﻛَﺸَﺠَﺮَﺓٍ ﻃَﻴِّﺒَﺔٍ ﺃَﺻْﻠُﻬَﺎ ﺛَﺎﺑِﺖٌ ﻭَﻓَﺮْﻋُﻬَﺎ ﻓِﻲ ﺍﻟﺴَّﻤَﺎﺀِ . ﺗُﺆْﺗِﻲ ﺃُﻛُﻠَﻬَﺎ ﻛُﻞَّ ﺣِﻴﻦٍ ﺑِﺈِﺫْﻥِ ﺭَﺑِّﻬَﺎ { ﻫﻲ ﺍﻟﻨﺨﻠﺔ، } ﻭَﻣَﺜَﻞُ ﻛَﻠِﻤَﺔٍ ﺧَﺒِﻴﺜَﺔٍ ﻛَﺸَﺠَﺮَﺓٍ ﺧَﺒِﻴﺜَﺔٍ ﺍﺟْﺘُﺜَّﺖْ ﻣِﻦ ﻓَﻮْﻕِ ﺍﻟْﺄَﺭْﺽِ ﻣَﺎ ﻟَﻬَﺎ ﻣِﻦ ﻗَﺮَﺍﺭٍ { ﻗﺎﻝ : ﻫﻲ ﺍﻟﺤﻨﻈﻞ ."
ﻭﺭﻭﻯ ﺍﻟﻄﺒﺮﻱ ﻋﻦ ﺃﻧﺲ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : } ﻭَﻣَﺜَﻞُ ﻛَﻠِﻤَﺔٍ ﺧَﺒِﻴﺜَﺔٍ ﻛَﺸَﺠَﺮَﺓٍ ﺧَﺒِﻴﺜَﺔٍ { ، ﻗﺎﻝ : ﺗﻠﻜﻢ ﺍﻟﺤﻨﻈﻞ، ﺃﻟﻢ ﺗﺮﻭﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺮﻳﺎﺡ ﻛﻴﻒ ﺗﺼﻔﻘﻬﺎ ﻳﻤﻴﻨﺎً ﻭﺷﻤﺎﻻً؟
ﻓﺈﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺸﺠﺮﺓ ﺍﻟﻄﻴﺒﺔ ﺭﻣﺰ ﺍﻟﻌﻄﺎﺀ ﻭﺍﻟﺒﺬﻝ، ﻓﺈﻥ ﻛﻠﻤﺔ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﺭﻣﺰ ﺍﻟﻌﺒﻮﺩﻳﺔ ﻟﻠﻪ، ﻭﺩﻟﻴﻞ ﺍﻹﺧﻼﺹ ﻟﻪ، ﻭﺑﺮﻫﺎﻥ ﺍﻻﻋﺘﻤﺎﺩ ﻋﻠﻴﻪ . ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺸﺠﺮﺓ ﺍﻟﻄﻴﺒﺔ ﻋﻨﻮﺍﻥ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻭﺍﻟﺠﻮﺩ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﺧﻴﺮ ﻛﻠﻪ، ﻭﺑﺮﻛﺔ ﻛﻠﻪ، ﻭﻃﻴﺐ ﻛﻠﻪ .
ﻭﻻ ﺷﻚ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺣﻴﻦ ﻳﻀﺮﺏ ﻣﺜﻼً ﻟﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﺃﻭ ﻟﻠﻤﺆﻣﻦ ﺑﺎﻟﺸﺠﺮﺓ ﺍﻟﻄﻴﺒﺔ ﺍﻟﺨﻴﺮﺓ ﺍﻟﻤﻌﻄﺎﺀ، ﻳﻜﻮﻥ ﻗﺪ ﺃﻭﺻﻞ ﺍﻟﻔﻜﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺭﺍﺩ ﺇﻳﺼﺎﻟﻬﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﺃﻛﺜﺮ ﻭﺿﻮﺣﺎً، ﻭﺃﺷﺪ ﺑﻴﺎﻧﺎً ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﺄﺗﻲ ﺑﺘﻠﻚ ﺍﻟﻔﻜﺮﺓ ﻣﺠﺮﺩﺓ، ﺧﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﺃﻱ ﺗﻤﺜﻴﻞ ﺃﻭ ﺗﺸﺒﻴﻪ
مواضيع مماثلة
» ﻧﺨﺖ ﺍﻟﻄﻴﺒﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﻴﺒﺔ
» ﻻﺟﻞ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻟﻴﻨﺎ ﻳﻌﻘﻮﺏ
» ﻻﺟﻞ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻟﻴﻨﺎ ﻳﻌﻘﻮﺏ
» ﻷﺟﻞ _ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻟﻴﻨﺎ ﻳﻌﻘﻮﺏ
» ﻷﺟﻞ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ || ﻟﻴﻨﺎ ﻳﻌﻘﻮﺏ ﻫﺮﻭﺏ
» ﻻﺟﻞ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻟﻴﻨﺎ ﻳﻌﻘﻮﺏ
» ﻻﺟﻞ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻟﻴﻨﺎ ﻳﻌﻘﻮﺏ
» ﻷﺟﻞ _ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻟﻴﻨﺎ ﻳﻌﻘﻮﺏ
» ﻷﺟﻞ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ || ﻟﻴﻨﺎ ﻳﻌﻘﻮﺏ ﻫﺮﻭﺏ
صفحة 2 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدىق