بحـث
المواضيع الأخيرة
» افضل شركة شراء مكيفات مستعملة بالكويتمن طرف omnia اليوم في 15:25
» شراء اثاث مستعمل الجهراء بافضل الاسعار
من طرف omnia اليوم في 15:13
» افضل شركة شراء اثاث مستعمل الاحمدي
من طرف omnia اليوم في 15:01
» شركة شراء اثاث مستعمل مبارك الكبير بافضل الاسعار
من طرف omnia اليوم في 14:50
» افضل موقع تصميم وتفصيل خيام
من طرف omnia اليوم في 14:39
» تنظيف فلل و قصور بالرياض بأفضل الاسعار-اطلب مهني
من طرف omnia اليوم في 14:26
» شركة تنظيف اثاث بالرياض-خصم 20%-اطلب مهني
من طرف omnia اليوم في 14:15
» افضل شركة شراء مكيفات مستعملة الرياض
من طرف omnia اليوم في 14:04
» شركة تنظيف اثاث بالرياض - خصم 30% - اطلب مهني
من طرف omnia اليوم في 13:45
» شركة شراء اثاث مستعمل بالرياض -خصم 20 %-اطلب مهني
من طرف omnia اليوم في 13:34
أفضل 10 فاتحي مواضيع
قسي وبس2 | ||||
خالد فكري | ||||
ندا عمر | ||||
nadya | ||||
omnia | ||||
moslema_r | ||||
مارينا مايكل | ||||
ندا عصام | ||||
سيرين سعيد | ||||
رضوي سعيد |
المشاركات التي حصلت على أكثر ردود أفعال في الشهر
خادم Discord
| |
ﺃﻣﺜﺎﻝ ﻗﺮﺁﻧﻴﺔ - [ 28 ] ﺃﻳﻨﻤﺎ ﻳﻮﺟﻬﻪ ﻻ ﻳﺄﺕ ﺑﺨﻴﺮ
صفحة 2 من اصل 1 • شاطر
ﺃﻣﺜﺎﻝ ﻗﺮﺁﻧﻴﺔ - [ 28 ] ﺃﻳﻨﻤﺎ ﻳﻮﺟﻬﻪ ﻻ ﻳﺄﺕ ﺑﺨﻴﺮ
ﻓﺎﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻋﺒﺎﺩ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﺍﻟﺠﺪ ﺍﻟﺠﺪ ﺃﺧﻲ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ، ﻓﺎﻋﺮﻑ ﺩﻭﺭﻙ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ، ﻭﺣﺪﺩ ﻭﺟﻬﺘﻚ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﻣﻘﺼﺪﻙ، ﻭﺗﻮﻛﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻬﻮ ﺣﺴﺒﻚ، ﻭﺍﺳﺘﻌﻦ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻭﻻ ﺗﻌﺠﺰ، ﺇﻧﻪ ﻧﻌﻢ ﺍﻟﻤﻮﻟﻰ ﻭﻧﻌﻢ ﺍﻟﻨﺼﻴﺮ .
ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺎﻟﻴﺐ ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺳﺘﻌﻤﻠﻬﺎ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﺍﻟﻘﺮﺁﻧﻲ ﻟﺘﻮﺻﻴﻞ ﺧﻄﺎﺑﻪ ﻭﻛﺸﻒ ﻣﻌﺎﻧﻴﻪ، ﻭﺇﺑﺮﺍﺯ ﻣﻘﺎﺻﺪﻩ، ﺃﺳﻠﻮﺏ ﺿﺮﺏ ﺍﻟﻤﺜﻞ، ﻭﻫﻮ ﺃﺳﻠﻮﺏ ﻗﺮﺁﻧﻲ ﺑﺎﺭﺯ ﻭﻣﻠﺤﻮﻅ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ، ﻭﻭﻗﻔﺘﻨﺎ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻣﻊ ﺁﻳﺔ ﻗﺮﺁﻧﻴﺔ ﺳﻴﻘﺖ ﻣﺴﺎﻕ ﺿﺮﺏ ﺍﻟﻤﺜﻞ ﻟﻤﻦ ﻳﻌﻤﻞ ﺑﻄﺎﻋﺔ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﻳﻠﺘﺰﻡ ﺣﺪﻭﺩﻩ ﻭﺷﺮﻋﻪ، ﻭﻣﻦ ﻳُﻌﺮﺽ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﻓﻼ ﻳﻜﺘﺮﺙ ﺑﺸﺮﻉ، ﻭﻻ ﻳﻘﻴﻢ ﻭﺯﻧًﺎ ﻟﺪﻳﻦ .
ﻳﻘﻮﻝ ﺟﻼ ﻋﻼﻩ ﻓﻲ ﻣﺤﻜﻢ ﺗﻨﺰﻳﻠﻪ : } ﺿَﺮَﺏَ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻣَﺜَﻠًﺎ ﻋَﺒْﺪًﺍ ﻣَّﻤْﻠُﻮﻛًﺎ ﻟَّﺎ ﻳَﻘْﺪِﺭُ ﻋَﻠَﻰٰ ﺷَﻲْﺀٍ ﻭَﻣَﻦ ﺭَّﺯَﻗْﻨَﺎﻩُ ﻣِﻨَّﺎ ﺭِﺯْﻗًﺎ ﺣَﺴَﻨًﺎ ﻓَﻬُﻮَ ﻳُﻨﻔِﻖُ ﻣِﻨْﻪُ ﺳِﺮًّﺍ ﻭَﺟَﻬْﺮًﺍ ۖ ﻫَﻞْ ﻳَﺴْﺘَﻮُﻭﻥَ ۚ ﺍﻟْﺤَﻤْﺪُ ﻟِﻠَّﻪِ ۚ ﺑَﻞْ ﺃَﻛْﺜَﺮُﻫُﻢْ ﻟَﺎ ﻳَﻌْﻠَﻤُﻮﻥَ { [ ﺍﻟﻨﺤﻞ 75: ] ، ﻭﺍﻵﻳﺔ - ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﻇﺎﻫﺮ - ﻣﺜَّﻠﺖ ﻟﺤﺎﻟﻴﻦ، ﻭﺇﻥ ﺷﺌﺖ ﻗﻞ : ﺃﺑﺮﺯﺕ ﻣﻮﻗﻔﻴﻦ ﻣﺘﺒﺎﻳﻨﻴﻦ ﻣﺘﻌﺎﺭﺿﻴﻦ؛ ﺍﻷﻭﻝ : ﺣﺎﻝ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻤﻠﻚ ﻣﻦ ﺃﻣﺮﻩ ﺷﻴﺌًﺎ، ﺑﻞ ﻫﻮ ﻓﻲ ﻣﻮﻗﻒ ﺍﻟﻤﻨﻔﻌﻞ، ﻭﺍﻟﻤﺘﺄﺛﺮ، ﻭﺍﻟﻤﺘﻠﻘﻲ ﻟﻤﺎ ﻳﻠﻘﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﺃﻭﺍﻣﺮ ﻭﻧﻮﺍﻩٍ؛ ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻲ : ﺣﺎﻝ ﺍﻟﺤﺮ ﺍﻟﻤﺎﻟﻚ ﻷﻣﺮﻩ، ﺍﻟﻔﺎﻋﻞ ﻭﻓﻖ ﻫﺪﻱ ﺭﺑﻪ، ﻭﺍﻟﻤﺆﺛﺮ ﻓﻴﻤﻦ ﺣﻮﻟﻪ .
ﻗﺎﻝ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮ ﻓﻲ ﻣﻌﻨﻰ ﺍﻵﻳﺔ : ﻫﺬﺍ ﻣﺜﻞ ﺿﺮﺑﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻠﻜﺎﻓﺮ ﻭﺍﻟﻤﺆﻣﻦ، ﻓﺎﻟﻜﺎﻓﺮ ﺭﺯﻗﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺎﻻً ﻓﻠﻢ ﻳﻘﺪﻡ ﻓﻴﻪ ﺧﻴﺮًﺍ، ﻭﻟﻢ ﻳﻌﻤﻞ ﻓﻴﻪ ﺑﻄﺎﻋﺔ ﺍﻟﻠﻪ، ﺑﻞ ﺃﺧﺬ ﻳﻨﻔﻘﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﻻ ﻳﺮﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ، ﻭﻳﺴﺘﺨﺪﻣﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﻟﻢ ﻳُﺸﺮﻉ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﻷﺟﻠﻪ؛ ﻭﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﺭﺯﻗﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺭﺯﻗًﺎ ﺣﺴﻨًﺎ، ﻓﻬﻮ ﻳﻌﻤﻞ ﻓﻴﻪ ﺑﻄﺎﻋﺔ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﻳﺆﺩﻱ ﺑﻪ ﺷﻜﺮﻩ، ﻭﻳﻌﺮﻑ ﺣﻖ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻴﻪ، ﻓﺸﺘﺎﻥ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﻮﻗﻔﻴﻦ؛ ﻣﻮﻗﻒ ﺍﻟﻤﻌﺮﺽ ﻋﻤﺎ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻪ، ﻭﺍﻟﺠﺎﺣﺪ ﻟﻤﺎ ﺃﻧﻌﻢ ﺑﻪ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﻣﻮﻗﻒ ﺍﻟﻤﻘﺒﻞ ﻋﻠﻰ ﺃﻣﺮ ﺭﺑﻪ، ﻭﺍﻟﻌﺎﺭﻑ ﻟﻤﺎ ﺃﺳﺒﻎ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﻧﻌﻤﻪ، ﻓﺸﺘﺎﻥ ﻣﺎ ﻫﻤﺎ } ﻫَﻞْ ﻳَﺴْﺘَﻮِﻳَﺎﻥِ ﻣَﺜَﻠًﺎ { [ ﻫﻮﺩ ﻣﻦ ﺍﻵﻳﺔ 24: ] ﻭﻟﻜﻦ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻻ ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ، ﺑﻞ ﻫﻢ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﻏﺎﻓﻠﻮﻥ .
ﻭﻻ ﺑﺄﺱ ﺃﻥ ﺗﻌﻠﻢ، ﺃﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﻔﺴﺮﻳﻦ ﺭﺃﻯ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻘﺼﻮﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺜﻞ ﺍﻟﻤﻀﺮﻭﺏ ﻓﻲ ﺍﻵﻳﺔ، ﺑﻴﺎﻥ ﺍﻟﻔﺮﻕ ﺑﻴﻦ ﺧﺎﻟﻖ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ﻭﻣﺪﺑﺮ ﺃﻣﺮﻫﻢ، ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻷﺻﻨﺎﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺒﺪ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﻻ ﺗﻤﻠﻚ ﻟﻨﻔﺴﻬﺎ ﻧﻔﻌًﺎ ﻭﻻ ﺿﺮًﺍ، ﻓﻀﻼً ﻋﻦ ﺃﻥ ﺗﻤﻠﻚ ﺫﻟﻚ ﻟﻐﻴﺮﻫﺎ .
ﻭﺣﺎﺻﻞ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻭﻓﻖ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮ : ﺃﻧﻪ ﻛﻤﺎ ﻻ ﻳﺴﺘﻮﻱ - ﻋﻘﻼً ﻭﻻ ﻋﺎﺩﺓ - ﻋﺒﺪ ﻣﻤﻠﻮﻙ ﻻ ﻳﻘﺪﺭ ﻣﻦ ﺃﻣﺮﻩ ﻋﻠﻰ ﺷﻲﺀ، ﻭﺭﺟﻞ ﺣﺮ ﻗﺪ ﺭﺯﻗﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺭﺯﻗًﺎ ﺣﺴﻨًﺎ ﻓﻬﻮ ﻳﻨﻔﻖ ﻣﻨﻪ، ﻛﺬﻟﻚ ﻻ ﻳﺴﺘﻮﻱ ﺍﻟﺮﺏ ﺍﻟﺨﺎﻟﻖ ﺍﻟﺮﺍﺯﻕ، ﻭﺍﻷﺻﻨﺎﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺒﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﻫﻲ ﻻ ﺗﺒﺼﺮ ﻭﻻ ﺗﺴﻤﻊ، ﻭﻻ ﺗﻀﺮ ﻭﻻ ﺗﻨﻔﻊ، ﻭﻻ ﺗﺨﻔﺾ ﻭﻻ ﺗﺮﻓﻊ .
ﺛﻢ ﺇﻥ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ ﺍﺭﺗﺒﺎﻁ ﻭﺛﻴﻖ ﺑﺎﻵﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻠﻴﻬﺎ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ، ﻭﻫﻲ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : } ﻭَﺿَﺮَﺏَ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻣَﺜَﻠًﺎ ﺭَّﺟُﻠَﻴْﻦِ ﺃَﺣَﺪُﻫُﻤَﺎ ﺃَﺑْﻜَﻢُ ﻟَﺎ ﻳَﻘْﺪِﺭُ ﻋَﻠَﻰٰ ﺷَﻲْﺀٍ ﻭَﻫُﻮَ ﻛَﻞٌّ ﻋَﻠَﻰٰ ﻣَﻮْﻟَﺎﻩُ ﺃَﻳْﻨَﻤَﺎ ﻳُﻮَﺟِّﻬﻪُّ ﻟَﺎ ﻳَﺄْﺕِ ﺑِﺨَﻴْﺮٍ ۖ ﻫَﻞْ ﻳَﺴْﺘَﻮِﻱ ﻫُﻮَ ﻭَﻣَﻦ ﻳَﺄْﻣُﺮُ ﺑِﺎﻟْﻌَﺪْﻝِ ۙ ﻭَﻫُﻮَ ﻋَﻠَﻰٰ ﺻِﺮَﺍﻁٍ ﻣُّﺴْﺘَﻘِﻴﻢٍ { [ ﺍﻟﻨﺤﻞ 76: ] ، ﻭ } ﻛَﻞٌّ { ﻓﻲ ﺍﻵﻳﺔ - ﺑﻔﺘﺢ ﺍﻟﻜﺎﻑ - ﺍﻟﻌﺎﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ : « ﻣﻦ ﺗﺮﻙ ﻛَﻼً ﻓﺈﻟﻲَّ » ( ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ) ، ﺃﻱ ﻣﻦ ﺗﺮﻙ ﻋﻴﺎﻻً ﻓﺄﻧﺎ ﻛﻔﻴﻠﻬﻢ، ﻭﺃﺻﻞ ( ﺍﻟﻜَﻞِّ ) ﺍﻟﺜﻘﻞ، ﻭ( ﺍﻷﺑﻜﻢ ) ﻫﻮ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮ، ﺷُﺒِّﻪ ﺑﺬﻟﻚ ﻟﻌﺠﺰﻩ ﻋﻦ ﺇﺩﺭﺍﻙ ﺍﻟﺤﻖ، ﻭﺍﻻﻧﻘﻴﺎﺩ ﻟﻪ، ﻭﺗﻌﺬﺭ ﺍﻟﻔﺎﺋﺪﺓ ﻣﻨﻪ ﻓﻲ ﺳﺎﺋﺮ ﺃﺣﻮﺍﻟﻪ .
ﻭ ( ﺍﻟﻌﺪﻝ ) ﺍﻟﺤﻖ ﻭﺍﻟﺼﻮﺍﺏ ﺍﻟﻤﻮﺍﻓﻖ ﻟﻠﻮﺍﻗﻊ؛ ﻭﺍﻟﺬﻱ } ﻳَﺄْﻣُﺮُ ﺑِﺎﻟْﻌَﺪْﻝِ { ﻫﻮ ﻣﺜﻞ ﻟﻠﻤﺆﻣﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻭُﻓِّﻖ ﻹﺩﺭﺍﻙ ﺍﻟﺤﻖ، ﻭﻫُﺪﻱ ﺇﻟﻴﻪ، ﻓﻌﻤﻞ ﺑﻪ، ﻭﺟﺎﻫﺪ ﻷﺟﻠﻪ، ﻭﻋﺎﺵ ﺻﺎﺑﺮًﺍ ﻭﻣﺼﺎﺑﺮًﺍ ﺗﺤﺖ ﻟﻮﺍﺋﻪ .
ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻨﺎ ﻧﻔﻬﻢ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺜﻞ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ، ﺍﻟﻤﻀﺮﻭﺏ ﻟﻠﺘﻔﺮﻳﻖ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮ ﻭﺍﻟﻤﺆﻣﻦ، ﻣﺎ ﻫﻮ ﺃﻋﻢ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻭﺃﺷﻤﻞ، ﻭﻫﻮ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺜﺎﻻً ﻟﺒﻴﺎﻥ ﺍﻟﻔﺎﺭﻕ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﻣﻞ ﻭﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﺍﻟﺨﺎﻣﻞ، ﻭﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﺍﻟﻔﺎﻋﻞ ﻭﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﻔﻌﻞ، ﻭﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﺍﻹﻳﺠﺎﺑﻲ ﻭﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﺍﻟﺴﻠﺒﻲ، ﻭﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﺍﻟﻤﺘﻔﺎﺋﻞ ﻭﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﺍﻟﻤﺘﺸﺎﺋﻢ، ﻭﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﺍﻟﻤﺆﺛﺮ ﻭﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﺍﻟﻤﺘﺄﺛﺮ .. ﺇﻟﻰ ﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﺍﻟﻔﺎﺭﻗﺔ ﻭﺍﻟﻔﺎﺻﻠﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﻮﻗﻔﻴﻦ؛ ﻣﻮﻗﻒ ﻣﻘﺪﺍﻡ ﻏﻴﺮ ﻫﻴَّﺎﺏ، ﻛﻞ ﻫﻤﻪ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﻤﺎ ﻳﺮﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﺍﻟﺴﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﻧﻬﺞ ﺧﺎﻟﻘﻪ، ﻻ ﻳﻨﻔﺘﻞ ﺇﻟﻰ ﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ؛ ﻭﻣﻮﻗﻒ ﻣﺘﺮﺩﺩ ﺧﻮﺍﺭ ﻻ ﻳﺪﺭﻱ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻓﺎﻋﻞ، ﻭﻻ ﺇﻟﻰ ﺃﻳﻦ ﻫﻮ ﻳﺘﺠﻪ؛ ﻭﺷﺘﺎﻥ ﺑﻴﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﻛَﻼًّ، ﻭﺑﻴﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﺪﻻً، ﻓﺎﻷﻭﻝ ﻗﺎﻋﺪ ﻳﻨﺘﻈﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺃﻥ ﺗﻤﻄﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﺫﻫﺒًﺎ ﺃﻭ ﻓﻀﺔ، ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﺳﺎﻉ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻛﺒﻬﺎ، ﺁﺧﺬ ﺑﺄﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﺮﺯﻕ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ، ﻣﺘﻮﻛﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺃﻣﺮﻩ ﻛﻠﻪ .
ﻓﺎﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻋﺒﺎﺩ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﺍﻟﺠﺪ ﺍﻟﺠﺪ ﺃﺧﻲ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ، ﻓﺎﻋﺮﻑ ﺩﻭﺭﻙ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ، ﻭﺣﺪﺩ ﻭﺟﻬﺘﻚ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﻣﻘﺼﺪﻙ، ﻭﺗﻮﻛﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻬﻮ ﺣﺴﺒﻚ، ﻭﺍﺳﺘﻌﻦ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻭﻻ ﺗﻌﺠﺰ، ﺇﻧﻪ ﻧﻌﻢ ﺍﻟﻤﻮﻟﻰ ﻭﻧﻌﻢ ﺍﻟﻨﺼﻴﺮ
ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺎﻟﻴﺐ ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺳﺘﻌﻤﻠﻬﺎ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﺍﻟﻘﺮﺁﻧﻲ ﻟﺘﻮﺻﻴﻞ ﺧﻄﺎﺑﻪ ﻭﻛﺸﻒ ﻣﻌﺎﻧﻴﻪ، ﻭﺇﺑﺮﺍﺯ ﻣﻘﺎﺻﺪﻩ، ﺃﺳﻠﻮﺏ ﺿﺮﺏ ﺍﻟﻤﺜﻞ، ﻭﻫﻮ ﺃﺳﻠﻮﺏ ﻗﺮﺁﻧﻲ ﺑﺎﺭﺯ ﻭﻣﻠﺤﻮﻅ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ، ﻭﻭﻗﻔﺘﻨﺎ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻣﻊ ﺁﻳﺔ ﻗﺮﺁﻧﻴﺔ ﺳﻴﻘﺖ ﻣﺴﺎﻕ ﺿﺮﺏ ﺍﻟﻤﺜﻞ ﻟﻤﻦ ﻳﻌﻤﻞ ﺑﻄﺎﻋﺔ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﻳﻠﺘﺰﻡ ﺣﺪﻭﺩﻩ ﻭﺷﺮﻋﻪ، ﻭﻣﻦ ﻳُﻌﺮﺽ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﻓﻼ ﻳﻜﺘﺮﺙ ﺑﺸﺮﻉ، ﻭﻻ ﻳﻘﻴﻢ ﻭﺯﻧًﺎ ﻟﺪﻳﻦ .
ﻳﻘﻮﻝ ﺟﻼ ﻋﻼﻩ ﻓﻲ ﻣﺤﻜﻢ ﺗﻨﺰﻳﻠﻪ : } ﺿَﺮَﺏَ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻣَﺜَﻠًﺎ ﻋَﺒْﺪًﺍ ﻣَّﻤْﻠُﻮﻛًﺎ ﻟَّﺎ ﻳَﻘْﺪِﺭُ ﻋَﻠَﻰٰ ﺷَﻲْﺀٍ ﻭَﻣَﻦ ﺭَّﺯَﻗْﻨَﺎﻩُ ﻣِﻨَّﺎ ﺭِﺯْﻗًﺎ ﺣَﺴَﻨًﺎ ﻓَﻬُﻮَ ﻳُﻨﻔِﻖُ ﻣِﻨْﻪُ ﺳِﺮًّﺍ ﻭَﺟَﻬْﺮًﺍ ۖ ﻫَﻞْ ﻳَﺴْﺘَﻮُﻭﻥَ ۚ ﺍﻟْﺤَﻤْﺪُ ﻟِﻠَّﻪِ ۚ ﺑَﻞْ ﺃَﻛْﺜَﺮُﻫُﻢْ ﻟَﺎ ﻳَﻌْﻠَﻤُﻮﻥَ { [ ﺍﻟﻨﺤﻞ 75: ] ، ﻭﺍﻵﻳﺔ - ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﻇﺎﻫﺮ - ﻣﺜَّﻠﺖ ﻟﺤﺎﻟﻴﻦ، ﻭﺇﻥ ﺷﺌﺖ ﻗﻞ : ﺃﺑﺮﺯﺕ ﻣﻮﻗﻔﻴﻦ ﻣﺘﺒﺎﻳﻨﻴﻦ ﻣﺘﻌﺎﺭﺿﻴﻦ؛ ﺍﻷﻭﻝ : ﺣﺎﻝ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻤﻠﻚ ﻣﻦ ﺃﻣﺮﻩ ﺷﻴﺌًﺎ، ﺑﻞ ﻫﻮ ﻓﻲ ﻣﻮﻗﻒ ﺍﻟﻤﻨﻔﻌﻞ، ﻭﺍﻟﻤﺘﺄﺛﺮ، ﻭﺍﻟﻤﺘﻠﻘﻲ ﻟﻤﺎ ﻳﻠﻘﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﺃﻭﺍﻣﺮ ﻭﻧﻮﺍﻩٍ؛ ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻲ : ﺣﺎﻝ ﺍﻟﺤﺮ ﺍﻟﻤﺎﻟﻚ ﻷﻣﺮﻩ، ﺍﻟﻔﺎﻋﻞ ﻭﻓﻖ ﻫﺪﻱ ﺭﺑﻪ، ﻭﺍﻟﻤﺆﺛﺮ ﻓﻴﻤﻦ ﺣﻮﻟﻪ .
ﻗﺎﻝ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮ ﻓﻲ ﻣﻌﻨﻰ ﺍﻵﻳﺔ : ﻫﺬﺍ ﻣﺜﻞ ﺿﺮﺑﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻠﻜﺎﻓﺮ ﻭﺍﻟﻤﺆﻣﻦ، ﻓﺎﻟﻜﺎﻓﺮ ﺭﺯﻗﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺎﻻً ﻓﻠﻢ ﻳﻘﺪﻡ ﻓﻴﻪ ﺧﻴﺮًﺍ، ﻭﻟﻢ ﻳﻌﻤﻞ ﻓﻴﻪ ﺑﻄﺎﻋﺔ ﺍﻟﻠﻪ، ﺑﻞ ﺃﺧﺬ ﻳﻨﻔﻘﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﻻ ﻳﺮﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ، ﻭﻳﺴﺘﺨﺪﻣﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﻟﻢ ﻳُﺸﺮﻉ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﻷﺟﻠﻪ؛ ﻭﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﺭﺯﻗﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺭﺯﻗًﺎ ﺣﺴﻨًﺎ، ﻓﻬﻮ ﻳﻌﻤﻞ ﻓﻴﻪ ﺑﻄﺎﻋﺔ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﻳﺆﺩﻱ ﺑﻪ ﺷﻜﺮﻩ، ﻭﻳﻌﺮﻑ ﺣﻖ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻴﻪ، ﻓﺸﺘﺎﻥ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﻮﻗﻔﻴﻦ؛ ﻣﻮﻗﻒ ﺍﻟﻤﻌﺮﺽ ﻋﻤﺎ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻪ، ﻭﺍﻟﺠﺎﺣﺪ ﻟﻤﺎ ﺃﻧﻌﻢ ﺑﻪ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﻣﻮﻗﻒ ﺍﻟﻤﻘﺒﻞ ﻋﻠﻰ ﺃﻣﺮ ﺭﺑﻪ، ﻭﺍﻟﻌﺎﺭﻑ ﻟﻤﺎ ﺃﺳﺒﻎ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﻧﻌﻤﻪ، ﻓﺸﺘﺎﻥ ﻣﺎ ﻫﻤﺎ } ﻫَﻞْ ﻳَﺴْﺘَﻮِﻳَﺎﻥِ ﻣَﺜَﻠًﺎ { [ ﻫﻮﺩ ﻣﻦ ﺍﻵﻳﺔ 24: ] ﻭﻟﻜﻦ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻻ ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ، ﺑﻞ ﻫﻢ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﻏﺎﻓﻠﻮﻥ .
ﻭﻻ ﺑﺄﺱ ﺃﻥ ﺗﻌﻠﻢ، ﺃﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﻔﺴﺮﻳﻦ ﺭﺃﻯ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻘﺼﻮﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺜﻞ ﺍﻟﻤﻀﺮﻭﺏ ﻓﻲ ﺍﻵﻳﺔ، ﺑﻴﺎﻥ ﺍﻟﻔﺮﻕ ﺑﻴﻦ ﺧﺎﻟﻖ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ﻭﻣﺪﺑﺮ ﺃﻣﺮﻫﻢ، ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻷﺻﻨﺎﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺒﺪ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﻻ ﺗﻤﻠﻚ ﻟﻨﻔﺴﻬﺎ ﻧﻔﻌًﺎ ﻭﻻ ﺿﺮًﺍ، ﻓﻀﻼً ﻋﻦ ﺃﻥ ﺗﻤﻠﻚ ﺫﻟﻚ ﻟﻐﻴﺮﻫﺎ .
ﻭﺣﺎﺻﻞ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻭﻓﻖ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮ : ﺃﻧﻪ ﻛﻤﺎ ﻻ ﻳﺴﺘﻮﻱ - ﻋﻘﻼً ﻭﻻ ﻋﺎﺩﺓ - ﻋﺒﺪ ﻣﻤﻠﻮﻙ ﻻ ﻳﻘﺪﺭ ﻣﻦ ﺃﻣﺮﻩ ﻋﻠﻰ ﺷﻲﺀ، ﻭﺭﺟﻞ ﺣﺮ ﻗﺪ ﺭﺯﻗﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺭﺯﻗًﺎ ﺣﺴﻨًﺎ ﻓﻬﻮ ﻳﻨﻔﻖ ﻣﻨﻪ، ﻛﺬﻟﻚ ﻻ ﻳﺴﺘﻮﻱ ﺍﻟﺮﺏ ﺍﻟﺨﺎﻟﻖ ﺍﻟﺮﺍﺯﻕ، ﻭﺍﻷﺻﻨﺎﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺒﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﻫﻲ ﻻ ﺗﺒﺼﺮ ﻭﻻ ﺗﺴﻤﻊ، ﻭﻻ ﺗﻀﺮ ﻭﻻ ﺗﻨﻔﻊ، ﻭﻻ ﺗﺨﻔﺾ ﻭﻻ ﺗﺮﻓﻊ .
ﺛﻢ ﺇﻥ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ ﺍﺭﺗﺒﺎﻁ ﻭﺛﻴﻖ ﺑﺎﻵﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻠﻴﻬﺎ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ، ﻭﻫﻲ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : } ﻭَﺿَﺮَﺏَ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻣَﺜَﻠًﺎ ﺭَّﺟُﻠَﻴْﻦِ ﺃَﺣَﺪُﻫُﻤَﺎ ﺃَﺑْﻜَﻢُ ﻟَﺎ ﻳَﻘْﺪِﺭُ ﻋَﻠَﻰٰ ﺷَﻲْﺀٍ ﻭَﻫُﻮَ ﻛَﻞٌّ ﻋَﻠَﻰٰ ﻣَﻮْﻟَﺎﻩُ ﺃَﻳْﻨَﻤَﺎ ﻳُﻮَﺟِّﻬﻪُّ ﻟَﺎ ﻳَﺄْﺕِ ﺑِﺨَﻴْﺮٍ ۖ ﻫَﻞْ ﻳَﺴْﺘَﻮِﻱ ﻫُﻮَ ﻭَﻣَﻦ ﻳَﺄْﻣُﺮُ ﺑِﺎﻟْﻌَﺪْﻝِ ۙ ﻭَﻫُﻮَ ﻋَﻠَﻰٰ ﺻِﺮَﺍﻁٍ ﻣُّﺴْﺘَﻘِﻴﻢٍ { [ ﺍﻟﻨﺤﻞ 76: ] ، ﻭ } ﻛَﻞٌّ { ﻓﻲ ﺍﻵﻳﺔ - ﺑﻔﺘﺢ ﺍﻟﻜﺎﻑ - ﺍﻟﻌﺎﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ : « ﻣﻦ ﺗﺮﻙ ﻛَﻼً ﻓﺈﻟﻲَّ » ( ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ) ، ﺃﻱ ﻣﻦ ﺗﺮﻙ ﻋﻴﺎﻻً ﻓﺄﻧﺎ ﻛﻔﻴﻠﻬﻢ، ﻭﺃﺻﻞ ( ﺍﻟﻜَﻞِّ ) ﺍﻟﺜﻘﻞ، ﻭ( ﺍﻷﺑﻜﻢ ) ﻫﻮ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮ، ﺷُﺒِّﻪ ﺑﺬﻟﻚ ﻟﻌﺠﺰﻩ ﻋﻦ ﺇﺩﺭﺍﻙ ﺍﻟﺤﻖ، ﻭﺍﻻﻧﻘﻴﺎﺩ ﻟﻪ، ﻭﺗﻌﺬﺭ ﺍﻟﻔﺎﺋﺪﺓ ﻣﻨﻪ ﻓﻲ ﺳﺎﺋﺮ ﺃﺣﻮﺍﻟﻪ .
ﻭ ( ﺍﻟﻌﺪﻝ ) ﺍﻟﺤﻖ ﻭﺍﻟﺼﻮﺍﺏ ﺍﻟﻤﻮﺍﻓﻖ ﻟﻠﻮﺍﻗﻊ؛ ﻭﺍﻟﺬﻱ } ﻳَﺄْﻣُﺮُ ﺑِﺎﻟْﻌَﺪْﻝِ { ﻫﻮ ﻣﺜﻞ ﻟﻠﻤﺆﻣﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻭُﻓِّﻖ ﻹﺩﺭﺍﻙ ﺍﻟﺤﻖ، ﻭﻫُﺪﻱ ﺇﻟﻴﻪ، ﻓﻌﻤﻞ ﺑﻪ، ﻭﺟﺎﻫﺪ ﻷﺟﻠﻪ، ﻭﻋﺎﺵ ﺻﺎﺑﺮًﺍ ﻭﻣﺼﺎﺑﺮًﺍ ﺗﺤﺖ ﻟﻮﺍﺋﻪ .
ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻨﺎ ﻧﻔﻬﻢ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺜﻞ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ، ﺍﻟﻤﻀﺮﻭﺏ ﻟﻠﺘﻔﺮﻳﻖ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮ ﻭﺍﻟﻤﺆﻣﻦ، ﻣﺎ ﻫﻮ ﺃﻋﻢ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻭﺃﺷﻤﻞ، ﻭﻫﻮ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺜﺎﻻً ﻟﺒﻴﺎﻥ ﺍﻟﻔﺎﺭﻕ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﻣﻞ ﻭﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﺍﻟﺨﺎﻣﻞ، ﻭﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﺍﻟﻔﺎﻋﻞ ﻭﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﻔﻌﻞ، ﻭﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﺍﻹﻳﺠﺎﺑﻲ ﻭﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﺍﻟﺴﻠﺒﻲ، ﻭﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﺍﻟﻤﺘﻔﺎﺋﻞ ﻭﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﺍﻟﻤﺘﺸﺎﺋﻢ، ﻭﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﺍﻟﻤﺆﺛﺮ ﻭﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﺍﻟﻤﺘﺄﺛﺮ .. ﺇﻟﻰ ﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﺍﻟﻔﺎﺭﻗﺔ ﻭﺍﻟﻔﺎﺻﻠﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﻮﻗﻔﻴﻦ؛ ﻣﻮﻗﻒ ﻣﻘﺪﺍﻡ ﻏﻴﺮ ﻫﻴَّﺎﺏ، ﻛﻞ ﻫﻤﻪ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﻤﺎ ﻳﺮﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﺍﻟﺴﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﻧﻬﺞ ﺧﺎﻟﻘﻪ، ﻻ ﻳﻨﻔﺘﻞ ﺇﻟﻰ ﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ؛ ﻭﻣﻮﻗﻒ ﻣﺘﺮﺩﺩ ﺧﻮﺍﺭ ﻻ ﻳﺪﺭﻱ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻓﺎﻋﻞ، ﻭﻻ ﺇﻟﻰ ﺃﻳﻦ ﻫﻮ ﻳﺘﺠﻪ؛ ﻭﺷﺘﺎﻥ ﺑﻴﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﻛَﻼًّ، ﻭﺑﻴﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﺪﻻً، ﻓﺎﻷﻭﻝ ﻗﺎﻋﺪ ﻳﻨﺘﻈﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺃﻥ ﺗﻤﻄﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﺫﻫﺒًﺎ ﺃﻭ ﻓﻀﺔ، ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﺳﺎﻉ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻛﺒﻬﺎ، ﺁﺧﺬ ﺑﺄﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﺮﺯﻕ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ، ﻣﺘﻮﻛﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺃﻣﺮﻩ ﻛﻠﻪ .
ﻓﺎﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻋﺒﺎﺩ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﺍﻟﺠﺪ ﺍﻟﺠﺪ ﺃﺧﻲ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ، ﻓﺎﻋﺮﻑ ﺩﻭﺭﻙ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ، ﻭﺣﺪﺩ ﻭﺟﻬﺘﻚ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﻣﻘﺼﺪﻙ، ﻭﺗﻮﻛﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻬﻮ ﺣﺴﺒﻚ، ﻭﺍﺳﺘﻌﻦ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻭﻻ ﺗﻌﺠﺰ، ﺇﻧﻪ ﻧﻌﻢ ﺍﻟﻤﻮﻟﻰ ﻭﻧﻌﻢ ﺍﻟﻨﺼﻴﺮ
مواضيع مماثلة
» ﺃﻣﺜﺎﻝ ﻗﺮﺁﻧﻴﺔ - [ 25 ] ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ
» ﺃﻣﺜﺎﻝ ﻗﺮﺁﻧﻴﺔ - [ 24 ] ﻣﺜﻞ ﻣﻦ ﺃﻋﺮﺽ ﻋﻦ ﺁﻳﺎﺕ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ
» ﺃﻣﺜﺎﻝ ﻗﺮﺁﻧﻴﺔ - [ 26 ] ﻛﺬﻟﻚ ﻳﻀﺮﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺤﻖ ﻭﺍﻟﺒﺎﻃﻞ
» ﻻﻋﺐ ﺍﻟﻤﺮﻳﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﺮﺷﻴﺪ : ﺃﻧﺎ ﺑﺨﻴﺮ
» ﺗﻘﺎﺭﻳﺮ ﻃﺒﻴﺔ : ﺃﺑﻮ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﺑﺨﻴﺮ
» ﺃﻣﺜﺎﻝ ﻗﺮﺁﻧﻴﺔ - [ 24 ] ﻣﺜﻞ ﻣﻦ ﺃﻋﺮﺽ ﻋﻦ ﺁﻳﺎﺕ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ
» ﺃﻣﺜﺎﻝ ﻗﺮﺁﻧﻴﺔ - [ 26 ] ﻛﺬﻟﻚ ﻳﻀﺮﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺤﻖ ﻭﺍﻟﺒﺎﻃﻞ
» ﻻﻋﺐ ﺍﻟﻤﺮﻳﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﺮﺷﻴﺪ : ﺃﻧﺎ ﺑﺨﻴﺮ
» ﺗﻘﺎﺭﻳﺮ ﻃﺒﻴﺔ : ﺃﺑﻮ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﺑﺨﻴﺮ
صفحة 2 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدىق