ﻧﺎﻡ" ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻣﺤﻤﺪ " ﻋﻠﻰ ﻗﺪﻡ "ﺃﺑﻰ ﺑﻜﺮ" ﻓﻰ ﺍﻟﻐﺎﺭ ﻣﻦ ﺷﺪﺓ ﺍﻟﺘﻌﺐ ﻓﺠﺎﺀ ﺛﻌﺒﺎﻥ ﻓﻠﺪﻍ
ﺃﺑﻮﺑﻜﺮ ﻓﻠﻢ ﻳﺘﺤﺮﻙ ﺧﻮﻓﺎ ﻣﻦ ﺇﺯﻋﺎﺝ "ﺳﻴﺪﺍﻟﺨﻠﻖ" ﻭﻟﻜﻦ ﻣﻦ ﺷﺪﺓ ﺍﻷﻟﻢ ﺑﻜﻰ
ﺃﺑﻮﺑﻜﺮﻓﺴﻘﻄﺖ ﺍﻟﺪﻣﻮﻉ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ" ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ " ﻓﻘﺎﻡ ﻓﻮﺟﺪ ﺃﺑﻮﺑﻜﺮ ﻓﻰ ﺣﺎﻟﺔ
ﺻﻌﺒﺔ ﻣﻦ ﺃﻟﻢ ﺍﻟﻠﺪﻍ ﻓﻮﺿﻊ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻳﺪﻩ ﺍﻟﻤﺒﺎﺭﻛﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻜﺎﻥ ﺍﻷﻟﻢ ﻓﻌﺎﺩﺕ ﻗﺪﻣﻪ
ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ،ﻓﻨﻈﺮﺍﻟﻨﺒﻲ ﺇﻟﻰ ﺻﺪﻳﻘﻪ ﻗﺎﺋﻼ ‏(ﻣﺎﻃﻠﻌﺖ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻭﻻﻏﺮﺑﺖ ﻋﻠﻰ ﺭﺟﻞ
ﺑﻌﺪﺍﻟﻨﺒﻴﻴﻦ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﺃﺑﻲ ﺑﻜﺮ، ﻭﻟﻮﻛﻨﺖ ﻣﺘﺨﺬﺍ ﺧﻠﻴﻼ ﻏﻴﺮ ﺭﺑﻲ ﻟﻜﺎﻥ ﺃﺑﻮﺑﻜﺮ‏)
ﻓﺄﺑﻮﺑﻜﺮ ﻛﺎﻥ ﻓﻰ ﺍﻟﺼﺤﺮﺍﺀ ﻳﻤﺸﻰ ﻣﺮﺓ ﺃﻣﺎﻡ
- ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻭﻣﺮﺓ ﻣﻦ ﺧﻠﻔﻪ ﻭﻣﺮﺓ ﻣﻦ ﻋﻠﻰ ﺟﺎﻧﺒﻴﻪ ﻓﻠﻤﺎ ﺳﺄﻟﻪ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻋﻦ ﺳﺒﺐ ﺫﻟﻚ؟ﻗﺎﻝ
ﻟﻪ : ﻳﺎﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺧﻮﻓﺎ ﻋﻠﻴﻚ ﻷﻧﻪ ﺇﺫﺍ ﺣﺪﺙ ﻟﻰ ﻣﻜﺮﻭﻩ ﻓﺄﻧﺎ ﻓﺮﺩ ﻭﺍﺣﺪ،ﻭﻟﻜﻦ ﺇﺫﺍ
ﺣﺪﺙ ﻟﻚ ﻣﻜﺮﻭﻩ ﻓﺴﺘﻀﻴﻊ ﺍﻷﻣﺔ ﻛﻠﻬﺎ ﻓﻬﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻛﺎﻥ ﻳﺤﻤﻞ ﺟﺴﺪﺍ ﻋﺎﺩﻳﺎ ﻭﻟﻜﻦ
ﻛﺎﻥ ﻳﺤﻤﻞ"ﻗﻠﺒﺎ ﻣﻼﺋﻜﻴﺎ" ﻗﺎﻝ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ‏( ﻟﻮﻭﺿﻊ ﺇﻳﻤﺎﻥ ﺃﺑﻮﺑﻜﺮ ﻓﻰ ﻛﻔﺔ ﻭﺇﻳﻤﺎﻥ
ﺍﻷﻣﺔ ﻛﻠﻬﺎ ﻓﻰ ﻛﻔﺔ ﻟﺮﺟﺢ ﺇﻳﻤﺎﻥ ﺃﺑﻮﺑﻜﺮ ‏) ﻷﻥ ‏( ﻗﻠﺒﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﺪﻕ ﻋﻠﻰ ﺩﻗﺎﺕ ﻗﻠﺐ
ﺍﻟﻤﺼﻄﻔﻰ ﻭﻛﺎﻥ ﺷﻌﺎﺭﻩ ﻓﻰ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻗﺎﻝ ﻓﻘﺪ ﺻﺪﻕ ‏)ﻓﻔﻰ ﻛﻞ ﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻒ ﻛﺎﻥ
ﺛﺎﺑﺘﺎ ﻳﻘﻮﺩﻩ ﺍﻟﻴﻘﻴﻦ ﻷﻧﻪ" ﻣﻌﺠﺰﺓ ﺍﻻﺳﻼﻡ" ﻓﻠﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﺟﺒﻼ ﺷﺎﻣﺨﺎ ﺣﺘﻰ ﻓﻰ ﺃﺻﻌﺐ
ﻣﻮﻗﻒ ﻭﻫﻮ ﻭﻓﺎﺓ "ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ" ﻓﻌﻨﺪﻫﺎ ﺃﺻﻴﺐ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺑﺼﺪﻣﺔ ﺭﻫﻴﺒﺔ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺃﺑﺎ ﺑﻜﺮ
ﺍﻋﺘﻠﻰ ﺍﻟﻤﻨﺒﺮ ﻭﻗﺎﻝ:
‏(ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﺒﺪ ﻣﺤﻤﺪﺍ ﻓﺈﻥ ﻣﺤﻤﺪﺍ ﻗﺪﻣﺎﺕ ﻭﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺣﻲ
ﻻﻳﻤﻮﺕ ‏) ﻷﻧﻪ ﻳﻌﻠﻢ ﺃﻥ" ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻣﺤﻤﺪ " ﻫﺪﻓﻪ ﻧﺸﺮ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻓﻰ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻭﺑﻌﺪ ﻭﻓﺎﺗﻪ ﻓﺈﺫﻥ
ﻓﻠﻴﻜﻤﻞ ﺃﺑﻮﺑﻜﺮ ﻭﺭﻓﺎﻗﻪ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﺤﻖ ﻭﺍﻟﻨﻮﺭ ﻭﻋﻨﺪﻇﻬﻮﺭ " ﺍﻟﺮﺩﺓ" ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻗﺎﻟﻮﺍ
ﻻﺗﻮﺟﺪ "ﺯﻛﺎﺓ ﻓﻰ ﺍﻹﺳﻼﻡ " ﺻﺎﺡ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻜﻠﻤﺘﺔ ﺍﻟﺨﺎﻟﺪﺓ‏( ﺃﻳﻨﻘﺺ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺃﻧﺎ ﺣﻰ‏)
ﻭﺭﻏﻢ ﻣﻌﺎﺭﺿﺔ ﺷﺪﻳﺪﺓ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﺃﺭﺳﻞ ﺟﻴﺸﺎ ﺑﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ
ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ " ﺧﺎﻟﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﻮﻟﻴﺪ " ﻭﺑﻌﺪ ﻣﻌﺎﺭﻙ ﻃﺎﺣﻨﺔ ﺍﺭﺗﻔﻌﺖ ﺭﺍﻳﺔ ﺍﻟﺤﻖ ﻭﺍﻟﻨﻮﺭ ﻭﺍﻧﺪﺛﺮﺕ
ﺭﺍﻳﺎﺕ ﺍﻟﺠﻬﻞ ﻭﺍﻟﻮﺛﻨﻴﺔ، ﻭﺃﺑﻮﺑﻜﺮ ﻛﺎﻥ ﻗﻤﺔ ﻓﻰ ﺍﻟﻌﻄﺎﺀ ﻓﻔﻰ"ﻏﺰﻭﺓ ﺗﺒﻮﻙ "
ﺗﺼﺪﻕ ﺑﻜﻞ ﺛﺮﻭﺗﻪ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ :ﻓﻤﺎﺫﺍ ﺗﺮﻛﺖ ﻷﻫﻠﻚ؟ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺑﻠﺴﺎﻥ ﺍﻟﻴﻘﻴﻦ
‏(ﺗﺮﻛﺖ ﻟﻬﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ‏) ﻓﺠﺎﺀﻩ" ﺍﻝﺗﻜﺮﻳﻢ ﺍﻷﻋﻈﻢ ﻭﺍﻟﻮﺳﺎﻡ ﺍﻹﻟﻬﻰ ﺍﻟﺨﺎﻟﺪ ﻭﺍﻟﻤﻜﺎﻓﺄﺓ
ﺍﻷﺭﻭﻉ" ﺣﻴﻦ ﻧﺰﻝ " ﺳﻴﺪﻧﺎ ﺟﺒﺮﻳﻞ" ﻋﻠﻰ" ﺣﺒﻴﺐ ﺍﻟﺤﻖ " ﻗﺎﺋﻼ ‏( ﺍﻟﺴﻞﺍﻡ ﻳﻘﺮﺅﻙ ﺍﻟﺴﻼﻡ
ﻭﻳﻘﺮﺅ ﺃﺑﺎ ﺑﻜﺮ ﺍﻟﺴﻼﻡ،ﻭﻳﺎﻣﺤﻤﺪ ﻗﻞ ﻷﺑﻲ ﺑﻜﺮ ﺇﻥ" ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ" ﺭﺍﺽ ﻋﻨﻚ ﻓﻬﻞ ﺃﻧﺖ ﻳﺎ
ﺃﺑﺎ ﺑﻜﺮ ﺭﺍﺽ ﻋﻦ" ﺍﻟﻠﻪ ("ﻓﺒﻜﻰ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﻭﻗﺎﻝ ‏(ﻭﻛﻴﻒ ﻳﻄﻠﺐ" ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺍﻟﺤﻖ" ﺭﺿﺎﻯ ﻭﺃﻧﺎ
ﺃﺗﻤﻨﻰ ﺭﺿﺎﻩ ‏) ﻛﻤﺎ ﺑﺸﺮﻩ " ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻣﺤﻤﺪ " ﺑﻘﻮﻟﻪ‏( ﺇﻥ ﺃﺑﺎ ﺑﻜﺮ ﺃﻭﻝ ﻣﻦ ﻳﺪﺧﻞ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻣﻦ
ﺃﻣﺘﻰ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺣﺴﺎﺏ ﻭﻻﺳﺎﺑﻘﺔ ﻋﺬﺍﺏ ‏)
ﺻﻠﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻭﻣﺮﺭﻫﺎ ﻣﻊ ﺇﺧﻮﺍﻧﻚ