بحـث
المواضيع الأخيرة
» سوق الأثاث المستعمل بالكويت خدمة 24 ساعة - الدليل من طرف nadya اليوم في 16:16
» كراتين للبيع حولي والشويخ لحماية اغراضك - الدليل
من طرف nadya اليوم في 15:57
» نقل عفش الكويت عمالة امينة تشمل خدمات النقل - الدليل
من طرف nadya اليوم في 15:38
» شراء اغراض مستعملة بالكويت وغرف نوم باعلى سعر - الدليل
من طرف nadya اليوم في 15:11
» مطابخ رخام حديثة من الحمد للرخام والجرانيت - اتصل الان
من طرف nadya اليوم في 14:26
» تركيب الحجر الفرعوني بخصم 50% - الحمد للرخام والجرانيت
من طرف nadya اليوم في 14:11
» شركة تركيب حجر هاشمي بأفضل الاسعار | الحمد للرخام
من طرف nadya اليوم في 13:47
» حجر هاشمى سانت كاترين بافضل الاسعار والخصومات
من طرف nadya اليوم في 12:37
» مراتب روكا
من طرف خالد فكري اليوم في 9:03
» اسعار مراتب دايموند
من طرف خالد فكري اليوم في 7:50
أفضل 10 فاتحي مواضيع
قسي وبس2 | ||||
خالد فكري | ||||
ندا عمر | ||||
nadya | ||||
omnia | ||||
moslema_r | ||||
مارينا مايكل | ||||
ندا عصام | ||||
سيرين سعيد | ||||
رضوي سعيد |
المشاركات التي حصلت على أكثر ردود أفعال في الشهر
خادم Discord
| |
ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺮﻓﺎﻕ ﻭﻗﻮﻯ ﺍﻟﺮﺩﺓ ﻭﺍﻟﺸﻘﺎﻕ : ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭﺓ ﺳﻌﺎﺩ ﺍﻟﻔﺎﺗﺢ ﺧﻂ ﺃﺣﻤﺮ !!.. ﺑﻘﻠﻢ : ﺣﺴﻴﻦ ﺧﻮﺟﻠﻲ
صفحة 2 من اصل 1 • شاطر
ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺮﻓﺎﻕ ﻭﻗﻮﻯ ﺍﻟﺮﺩﺓ ﻭﺍﻟﺸﻘﺎﻕ : ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭﺓ ﺳﻌﺎﺩ ﺍﻟﻔﺎﺗﺢ ﺧﻂ ﺃﺣﻤﺮ !!.. ﺑﻘﻠﻢ : ﺣﺴﻴﻦ ﺧﻮﺟﻠﻲ
ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺮﻓﺎﻕ ﻭﻗﻮﻯ ﺍﻟﺮﺩﺓ ﻭﺍﻟﺸﻘﺎﻕ : ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭﺓ ﺳﻌﺎﺩ ﺍﻟﻔﺎﺗﺢ ﺧﻂ ﺃﺣﻤﺮ !!..
ﺑﻘﻠﻢ : ﺣﺴﻴﻦ ﺧﻮﺟﻠﻲ
ﺍﻟﻤﺸﻬﺪ ﺍﻷﻭﻝ
ﺣﻲ ﺍﻟﻌﺒﺎﺳﻴﺔ ﺑﺄﻣﺪﺭﻣﺎﻥ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﻋﺒﻘﺮﻳﺔ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻳﺘﺼﻒ ﺑﻤﺰﺍﻳﺎ ﺗﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﻣﺸﻬﻮﺩﺓ ﻣﻨﻬﺎ ﺛﻼﺛﻴﺎﺗﻪ ﺍﻟﻤﺸﻬﻮﺭﺓ ﻓﻬﻮ ﺍﻟﺪﺍﺭ ﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻭﺩ ﺍﻟﺒﺪﻭﻱ ﺃﺷﻬﺮ ﻗﻀﺎﺓ ﺍﻟﻤﻬﺪﻳﺔ ﻭﺃﺷﻬﺮ ﻋﻠﻤﺎﺋﻬﺎ ﻭﻣﺠﺎﻫﺪﻳﻬﺎ ﻭﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﺍﻟﺸﻬﻴﺮ، ﻭﻫﻨﺎﻟﻚ ﻣﺴﺠﺪ ﻭﺧﻠﻮﺓ ) ﻣﺮﻓﻌﻴﻦ ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ( ﺍﻟﺬﻱ ﻣﻨﺢ ﺍﻟﻌﺒﺎﺳﻴﺔ ﺻﻼﺣﺎً ﻭﺑﺮﻛﺔ، ﻭﻣﺴﻴﺪ ﻭﺧﻠﻮﺓ ﻗﺪﺡ ﺍﻟﺪﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﺷﻜﻞ ﺣﻀﻮﺭﺍ ﺭﻭﺣﻴﺎ ﻟﻜﻞ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻌﺒﺎﺳﻴﺔ ﺑﻞ ﻟﻜﻞ ﺃﻣﺪﺭﻣﺎﻥ .
ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺛﻼﺛﻴﺔ ﺍﻷﺩﺏ ﻭﺍﻟﺸﻌﺮ ﻭﺍﻟﻔﺼﺎﺣﺔ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﻱ ﻭﺍﻟﻠﻮﺍﺀ ﻋﻮﺽ ﺍﺣﻤﺪ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﻭﺻﻼﺡ ﺃﺣﻤﺪ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ، ﻭﻫﻨﺎﻟﻚ ﺍﻟﻜﺮﻳﻤﺎﺕ ﺍﻟﻌﺮﻳﻘﺎﺕ ﺍﻟﻮﺳﻴﻤﺎﺕ ﻓﺎﻃﻤﺔ ﺃﺣﻤﺪ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺯﻋﻴﻤﺔ ﺍﻻﺗﺤﺎﺩ ﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻲ، ﻭﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭﺓ ﺳﻌﺎﺩ ﺍﻟﻔﺎﺗﺢ ﺍﻟﺒﺪﻭﻱ ﺯﻋﻴﻤﺔ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﺮﺓ، ﻭﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭﺓ ﺣﻮﺍﺀ ﻣﺤﻤﺪ ﺻﺎﻟﺢ ﺭﺍﺋﺪﺓ ﺍﻟﺘﻤﺮﻳﺾ ﺑﻮﺟﻬﻪ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ .
ﻭﻫﻨﺎﻟﻚ ﺛﻼﺛﻴﺔ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺒﺘﺪﺭﻫﺎ ﺍﻟﻜﺎﺑﺘﻦ ﻧﺼﺮ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﺟﻜﺴﺔ ﺍﻟﻼﻋﺐ ﺍﻟﺒﺎﺫﺥ ﺍﻟﻤﻮﻫﺒﺔ ﻭﺍﻷﺧﻼﻕ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻭﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻲ، ﻭﺍﻟﻜﺎﺑﺘﻦ ﻋﻴﺴﻰ ﺩﻫﺐ، ﻭﺍﻟﻜﺎﺑﺘﻦ ﺍﺣﻤﺪ ﺃﺑﻜﺮ، ﻣﺜﻠﻤﺎ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﺛﻼﺛﻴﺔ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺑﺬﺍﺗﻬﺎ ﻣﻦ ﺃﻭﻻﺩ ﺍﻟﻌﺎﺗﻲ .
ﺃﻣﺎ ﻋﺎﻟﻢ ﺍﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻰ ﻭﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﻭﺍﻟﻨﺸﻴﺪ ﻓﻼ ﺗﻜﻔﻴﻨﺎ ﺣﺰﻣﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺮﺍﺳﺎﺕ . ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺴﺎﺳﺔ ﻓﺈﻥ ﺍﻷﻣﺮﺍﺀ ﻣﻦ ﺃﺑﻜﺎﺭ ﺍﻟﻤﻬﺪﻳﺔ ﻭﺯﻋﺎﻣﺎﺕ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭ ﻓﺎﻟﻤﺠﺎﻝ ﻳﻀﻴﻖ ﺑﺬﻛﺮﻫﻢ ﻭﻳﻜﻔﻲ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﻲ ﺃﺧﺮﺝ ﻛﻞ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﻭﺃﺣﻔﺎﺩ ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ، ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻌﺒﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺮ ﺍﻻﻭﻝ ﻟﻠﺴﻴﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﻭﻣﻨﻬﺎ ﺧﺮﺝ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﻭﺃﺣﻔﺎﺩ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﺷﺮﻳﻒ ﻭﺍﻷﻣﻴﺮ ﻳﻌﻘﻮﺏ ﻭﺍﻷﻣﻴﺮ ﻋﻠﻲ ﻭﺩ ﺣﻠﻮ ﻭﺍﻷﻣﻴﺮ ﻭﺩ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ . ﻭﻫﻨﺎﻟﻚ ﻋﺪﺩ ﻣﻘﺪﺭ ﻣﻦ ﺍﻻﺗﺤﺎﺩﻳﻴﻦ ﻭﺍﻻﺳﻼﻣﻴﻴﻦ ﻭﺃﻫﻞ ﺍﻟﻴﺴﺎﺭ
ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﻲ ﺍﻟﻌﺮﻳﻖ ﺿﻢ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﻭﺍﻟﺒﻄﻮﻥ ﻭﺍﻻﺛﻨﻴﺎﺕ ﺣﺘﻰ ﻗﺎﻝ ﻇﺮﻳﻒ ﺃﻣﺪﺭﻣﺎﻥ : ) ﻟﻮ ﺃﻥ ﻛﻞ ﺣﻮﺵ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺒﺎﺳﻴﺔ ﺭﻓﻊ ﻋﻠﻤﺎً ﻟﺼﺎﺭﺕ ﻓﺮﻋﺎً ﻟﻸﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ( . ﻭﺑﻘﺪﺭ ﻣﺎ ﻣﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻣﻦ ﺻﺮﺍﻉ ﺣﺰﺑﻲ ﻭﻋﺴﻜﺮﻱ ﺗﻌﺎﻟﺖ ﻓﻴﻪ ﺍﻷﺻﻮﺍﺕ ﻭﺍﻗﻴﻤﺖ ﺍﻟﻤﺤﺎﻛﻤﺎﺕ ﻭﺗﻜﺎﺛﻒ ﺑﺎﻟﻘﺘﻞ ﻭﺍﻟﻀﺤﺎﻳﺎ ﻭﺍﻟﺸﻬﺪﺍﺀ ﺍﻻ ﺍﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﻲ ﺍﻟﻌﺮﻳﻖ ﺃﻋﻠﻰ ﻗﻴﻢ ﺍﻟﺨﺼﻮﻡ ﺍﻟﺸﺮﻳﻔﺔ ﻭﺭﻓﻊ ﺭﺍﻳﺔ ﺃﻥ ﺍﺧﺘﻼﻑ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﻻ ﻳﻔﺴﺪ ﻟﻠﻮﺩ ﻗﻀﻴﺔ ﻭﺭﻏﻢ ﺍﻟﻤﺮﺍﺭﺍﺕ، ﻓﻠﻢ ﺗﺨﺮﺝ ﻣﻨﻬﻢ ﻳﻮﻣﺎً ﻛﻠﻤﺔ ﻧﺎﺑﻴﺔ ﺃﻭ ﻓﻌﻞ ﻣﺴﺘﻬﺠﻦ ﺃﻭ ﻗﻄﻴﻌﺔ ﺳﺎﺭ ﺑﺸﻬﺮﺗﻬﺎ ﺍﻟﺮﻛﺒﺎﻥ، ﺑﻞ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺒﺎﺳﻴﺔ ﻣﻨﺬ ﺃﻥ ﺃُﺳﺴﺖ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻇﻠﺖ ﺑﻴﺘﺎً ﻭﺍﺣﺪﺍً ﻭﺃﺳﺮﺓ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻭﻗﻴﻤﺎً، ﻟﻮ ﻭﺛﻘﺖ ﻓﻲ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺳﻮﻓﺖ ﻭﻳﺮ ﻷﺻﺒﺤﺖ ﻫﺪﺍﻳﺔ ﻟﻜﻞ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺳﻄﻴﺔ ﻭﺍﻻﻋﺘﺪﺍﻝ ﻭﺍﻟﻔﺮﺡ ﺑﺎﻟﺪﻳﻦ ﻭﺍﻟﺪﻧﻴﺎ .
ﻭﻟﻜﻞ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﺍﻟﺘﻲ ﺫﻛﺮﺗﻬﺎ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻘﺎﺻﺮ ﻋﻦ ﻣﺰﺍﻳﺎ ﺍﻟﺤﻲ ﺍﻟﻨﺒﻴﻞ ﻓﻘﺪ ﺃﺻﺎﺑﻨﻲ ﺣﺰﻥٌ ﻋﻤﻴﻖ ﺣﻴﻦ ﻋﻠﻤﺖ ﺃﻥ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺨﺪﻭﻋﻴﻦ ﻭﺍﻟﻤﺪﻓﻮﻋﻴﻦ ﻗﺪ ﺃﺣﺎﻃﻮﺍ ﺑﻤﻨﺰﻝ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭﺓ ﺍﻟﻤﺠﺎﻫﺪﺓ ﺍﻟﺮﻣﺰ ﺳﻌﺎﺩ ﺍﻟﻔﺎﺗﺢ ﺍﻟﺒﺪﻭﻱ ﺣﻔﻴﺪﺓ ﺷﻴﺦ ﺍﻟﺤﻴﺮﺍﻥ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻗﺎﻝ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﻓﻲ ﻛﻠﻤﺘﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﻃﺒﻘﺖ ﺍﻵﻓﺎﻕ : ) ﻓﻼﻥ ﻳﺨﺎﻓﻨﻲ ﻭﻻ ﻳﺨﺎﻑ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﻓﻼﻥ ﻻ ﻳﺨﺎﻓﻨﻲ ﻭﻻ ﻳﺨﺎﻑ ﺍﻟﻠﻪ، ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻭﺩ ﺍﻟﺒﺪﻭﻱ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺨﺎﻑ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻻ ﻳﺨﺎﻓﻨﻲ ( .
ﻭﻣﻦ ﻗﻴﻤﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﺸﺠﺎﻋﻪ ﻭﺍﻟﺘﻘﻰ ﻭﺧﺪﻣﺔ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﺗﺮﻋﺮﻋﺖ ﺳﻌﺎﺩ ﺍﻟﻔﺎﺗﺢ ﻭﻧﺸﺄﺕ ﻭﻧﻀﺠﺖ ﻭﻣﺎ ﺑﺪﻟﺖ ﺗﺒﺪﻳﻼً .
ﺃﺣﺎﻃﻮﺍ ﺑﺎﻟﻤﻨﺰﻝ ﺍﻟﻌﺮﻳﻖ ﻫﺎﺗﻔﻴﻦ ﺑﻤﻨﻜﺮ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﻭﺳﺎﻗﻂ ﺍﻟﻬﺘﺎﻑ ﻟﺒﻴﺖ ﻻ ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ ﻟﻴﺲ ﻓﻴﻪ ﺍﻻ ﻋﺎﻟﻤﺔ ﺷﻴﺨﺔ ﻭﺣﻴﺪﺓ ﻭﺑﻨﺎﺗﻬﺎ . ﺣﺎﻭﻝ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﺍﻥ ﻳﺴﻮﻕ ﺍﻟﻔﻌﻠﺔ ﺍﻟﺸﻨﻴﻌﺔ ﺑﺎﺳﻢ ﺛﻮﺍﺭ ﺍﻟﻌﺒﺎﺳﻴﺔ ﻓﺮﺩﺩﺕ ﻋﻠﻴﻬﻢ : ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺒﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﻌﺮﻓﻬﺎ ﻻ ﻳُﻀﺎﻡ ﻓﻴﻬﺎ ﻗﺮﻳﺐ ﻭﻻ ﻏﺮﻳﺐ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻣﺎ ﺗﻤﻠﻜﻪ ﻣﻦ ﻣﻜﺎﺭﻡ ﺍﻷﺧﻼﻕ ﻭﺍﻟﺴﻌﺔ ﻭﺣﺐ ﺍﻷﺧﻴﺎﺭ ﺑﻞ ﺍﻷﻏﻴﺎﺭ ﻳﻨﺄﻯ ﺑﻬﺎ ﻋﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺗﻬﺎﻡ . ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ ﻗﺎﻣﻮﺍ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺍﻟﺸﻨﻴﻊ ﻻ ﻳﻤﺘﻮﻥ ﺑﺼﻠﺔ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺤﻲ ﺍﻟﻌﺮﻳﻖ ﻻ ﺑﺎﻟﺴﻜﻦ ﻭﻻ ﺑﺎﻟﺠﻮﺍﺭ ﺑﻞ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ ﺑﺒﻮﺍﻃﻦ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻗﺪ ﺭﺻﺪﻭﻫﻢ ﺑﺎﻹﺳﻢ ﻭﺍﻟﻬﻴﺄﺓ ﻭﺍﻟﻌﻨﻮﺍﻥ ﻭﺍﻻﻧﺘﻤﺎﺀ .
ﻭﻳﺒﺪﻭ ﺃﻥ ﺍﻟﻴﺴﺎﺭ ﺍﻟﻌﻘﺎﺋﺪﻱ ﺑﻌﺪ ﻣﺮﻭﺭ ﺍﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺧﻤﺴﻴﻦ ﻋﺎﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﻨﺴﻰ ﻟﺪﻛﺘﻮﺭﺓ ﺳﻌﺎﺩ ﺍﻟﻔﺎﺗﺢ ﺃﻧﻬﺎ ﺯﻟﺰﻟﺖ ﺍﻷﺭﺽ ﺗﺤﺖ ﺃﻗﺪﺍﻣﻬﻢ ﻭﻫﻲ ﺻﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻨﺎﺕ
ﺍﻟﻤﺸﻬﺪ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ
ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ١٩٦٥ ﺍﻣﺘﻸ ﻣﻴﺪﺍﻥ ﻣﻌﻬﺪ ﺍﻟﻤﻌﻠﻤﻴﻦ ﺍﻟﻌﺎﻟﻲ ﺑﺄﻣﺪﺭﻣﺎﻥ ﺑﺎﻟﻤﺌﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻀﻮﺭ ﻓﻲ ﻧﺪﻭﺓ ﺑﻌﻨﻮﺍﻥ : ﺍﻟﻤﻈﺎﻫﺮ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﺴﺎﻟﺒﺔ ﺭﺅﻳﺔ ﻟﻠﻤﺸﻜﻠﺔ ﻭﺍﻟﺤﻠﻮﻝ . ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺛﻮﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫﺓ ﺳﻌﺎﺩ ﺍﻟﻔﺎﺗﺢ ﺍﻟﺒﺪﻭﻱ ﻭﺍﻷﺳﺘﺎﺫﺓ ﺣﻜﻤﺎﺕ ﺣﺴﻦ ﺳﻴﺪ ﺃﺣﻤﺪ ﻭﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻳﻮﺳﻒ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﺃﺑﻮﺑﻜﺮ، ﻭﺑﻌﺪ ﺍﻧﺘﻬﺎﺀ ﺍﻟﻤﺤﺎﺿﺮﺓ ﻭﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﻨﻘﺎﺵ ﻧﻬﺾ ﺷﻮﻗﻲ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻲ ﺍﺣﺪ ﻛﻮﺍﺩﺭ ﺍﻟﺸﻴﻮﻋﻴﻴﻦ ﻭﻗﺎﻝ ﺑﻼ ﻣﺒﺎﻻﺓ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ : ﺇﻥ ﺍﻷﺧﻼﻕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﺤﺪﺙ ﻋﻨﻬﺎ ﺍﻟﻤﻨﺼﺔ ﻫﻲ ﺍﺧﻼﻕ ﺗﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﻭﻫﻢ ﻳﺘﺤﺪﺛﻮﻥ ﻋﻦ ﺍﻟﺠﻨﺲ ﻛﺮﺯﻳﻠﺔ ﻭﻳﺘﻨﺎﺳﻮﻥ ﺍﻥ ﺍﻟﺪﻋﺎﺭﺓ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻲ ﺑﻴﺖ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ . ﻭﺷﻮﻗﻲ ﻫﺬﺍ ﺗﻢ ﺗﻮﻗﻴﻔﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﻭﻣﺤﺎﻛﻤﺘﻪ ﻭﺳﺠﻨﻪ ﻭﻗﺎﻡ ﺍﻟﺮﻓﺎﻕ ﺑﺘﻬﺮﻳﺐ ﻟﺸﺮﻕ ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ ﻭﺃﻭﺣﻮﺍ ﺍﻟﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﺪﻋﻲ ﺑﺄﻧﻪ ﻋﻀﻮ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﺸﻴﻮﻋﻲ ﺍﻟﺠﻨﺎﺡ ﺍﻟﺼﻴﻨﻲ ) ﻣﺎﻭﻱ ( .
ﺍﺻﻴﺐ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮﻭﻥ ﺑﻮﺟﻮﻡ ﻣﺨﻴﻒ ﻭﻏﻀﺐ ﻣﻜﺘﻮﻡ، ﻭﺍﻗﺘﻌﻠﺖ ﻣﻨﻪ ﺳﻌﺎﺩ ﺍﻟﻔﺎﺗﺢ ﺍﻟﻤﻴﻜﺮﻓﻮﻥ ﻭﻗﺮﺃﺕ ﺁﻳﺎﺕ ﻣﻦ ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﻜﻬﻒ ﺣﺘﻰ ﻫﺪﺃﺕ ﺍﻟﺨﻮﺍﻃﺮ ﻭﺑﻌﺪﻫﺎ ﻗﺎﻟﺖ ﺑﺼﻮﺕ ﺛﺎﺋﺮ : ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﺳﺎﺀﺓ ﻟﻨﺒﻲ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻟﻦ ﺗﻤﻀﻲ ﺩﻭﻥ ﻋﻘﺎﺏ ﻭﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻷﺑﻲ ﺳﻮﻑ ﻳﻘﺘﺺ ﻟﺮﺳﻮﻟﻪ ﻭﺩﻳﻨﻪ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺌﺔ ﺍﻟﻤﺮﻗﺔ .
ﻭﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﻫﻮﺍﺗﻒ ﺳﻴﺎﺭﺓ ﺃﻭ ﻣﻨﺼﺎﺕ ﻟﻠﺘﻮﺍﺻﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻛﻤﺎ ﺍﻟﻴﻮﻡ، ﺍﻻ ﺍﻥ ﻏﻀﺒﺔ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻭﺑﺮﻛﺔ ﺍﻟﻤﺼﻄﻔﻰ ﻗﺪ ﺑﻠﻐﺖ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﻛﻞ ﺍﻟﻤﺪﻥ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﻭﻓﻮﺟﺊ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﺑﺼﺒﺎﺡ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ ﺑﺎﻧﺘﻔﺎﺿﺔ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﻭﺑﺤﺮﻱ، ﻣﺜﻠﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻵﻻﻑ ﺃﺣﺎﻃﻮﺍ ﺑﺒﻴﺖ ﺍﻟﺰﻋﻴﻢ ﺍﻷﺯﻫﺮﻱ ﺭﺋﻴﺲ ﻣﺠﻠﺲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺩﺓ ﺁﻧﺬﺍﻙ ﺑﺄﻣﺪﺭﻣﺎﻥ، ﻓﺄﻃﻞ ﻣﻦ ﺷﺮﻓﺔ ﺑﻴﺘﻪ ﻭﺧﺎﻃﺐ ﺍﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺮ : ) ﺑﺄﻥ ﺷﺮﻑ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻮﻕ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﻭﻓﻮﻕ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻭﺃﻥ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﺘﺄﺳﻴﺴﻴﺔ ﺍﺫﺍ ﻟﻢ ﺗﻘﻢ ﺑﺤﻞ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﺸﻴﻮﻋﻲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ﺍﻟﻤﺎﺭﻕ ﺍﻧﺘﺼﺎﺭﺍً ﻟﺸﺮﻑ ﺍﻟﻤﺼﻄﻔﻰ، ﻓﺴﺄﻗﻮﺩ ﺃﻧﺎ ﺍﻟﻤﻈﺎﻫﺮﺍﺕ ﻟﺤﻞ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﺸﻴﻮﻋﻲ ( . ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻟﻢ ﻳﻐﻔﺮﻫﺎ ﻟﻪ ﺍﻟﺸﻴﻮﻋﻴﻴﻮﻥ ﻗﻂ، ﻓﺒﻌﺪ ﺍﻧﻘﻼﺑﻬﻢ ﺍﻷﺣﻤﺮ ﺍﻟﺪﻣﻮﻱ ﻓﻲ ﻣﺎﻳﻮ ﻗﺬﻓﻮﺍ ﺑﻪ ﻓﻲ ﺯﻧﺰﺍﻧﺔ ﻣﻮﺣﺸﺔ ﺑﻜﻮﺑﺮ ﺭﻏﻢ ﻣﺮﺿﻪ ﻭﻣُﻨﻌﺖ ﻋﻨﻪ ﺃﻧﺒﻮﺑﺔ ﺍﻷﻭﻛﺴﺠﻴﻦ ﺑﺎﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻲ ﺑﺎﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﺣﺘﻰ ﻏﺎﺩﺭ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ . ﻭﺍﻧﺘﻘﻤﻮﺍ ﺣﺘﻰ ﻓﻲ ﺧﺒﺮ ﺭﺣﻴﻠﻪ ﺍﻟﻤﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﺰﻝ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﻴﻦ ﻧﺰﻭﻝ ﺍﻟﺼﺎﻋﻘﺔ، ﻓﻘﺪ ﺃﻣﺮ ﻣﺤﺠﻮﺏ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺍﻟﻤﺮﻛﺰﻱ ﺑﺎﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﺸﻴﻮﻋﻲ ﻭﻭﺯﻳﺮ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﺑﺤﻜﻮﻣﺔ ﻣﺎﻳﻮ ﺁﻧﺬﺍﻙ، ﺃﻥ ﻳُﻘﺮﺃ ﺍﻟﺨﺒﺮ ﺑﺼﻴﻐﺔ : ) ﺗُﻮﻓﻲ ﺻﺒﺎﺡ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻦ ﺍﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﺍﻷﺯﻫﺮﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﻤﻞ ﻣﺪﺭﺳﺎً ﺑﺎﻟﻤﻌﺎﺭﻑ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ( ﺗﺨﻴﻠﻮﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻴﻐﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻗُﺮﺃﺕ ﺑﻬﺎ ﺧﺒﺮ ﺭﺣﻴﻞ ﺭﺍﻓﻊ ﻋﻠﻢ ﺍﺳﺘﻘﻼﻝ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ
ﺇﻧﻬﺎ ﺃﺧﻼﻕ ﺍﻟﺸﻴﻮﻋﻴﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻤﺎﺭﺳﻮﻥ ﺍﻟﻘﺘﻞ ﺍﻟﻐﻠﻴﻆ ﻭﺍﻟﻘﺘﻞ ﺍﻟﻤﻌﻨﻮﻱ ﻭﺍﺷﺎﻧﺔ ﺍﻟﺴﻤﻌﺔ ﻟﺨﺼﻮﻣﻬﻢ، ﺣﺘﻰ ﻭﻫﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺒﻮﺭ .
ﻭﻣﻤﺎ ﻳﺆﺛﺮ ﻟﻠﺪﻛﺘﻮﺭﺓ ﺳﻌﺎﺩ ﺍﻟﻔﺎﺗﺢ ﺃﻧﻬﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺎﺩﺕ ﺍﻟﻤﻈﺎﻫﺮﺓ ﺍﻟﻀﺨﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺧﺮﺟﺖ ﻣﻊ ﺟﻨﺎﺯﺓ ﺍﻟﺰﻋﻴﻢ ﻣﻦ ﺑﻴﺘﻪ ﺣﺘﻰ ﻣﻘﺎﺑﺮ ﺍﻟﺒﻜﺮﻱ، ﻭﻓﻌﻼً ﻋﻘﺪ ﺍﻟﺒﺮﻟﻤﺎﻥ ﻋﺎﻡ ١٩٦٥ﻡ ﺟﻠﺴﺘﻪ ﺍﻟﺸﻬﻴﺮﺓ، ﻭﻗﺪ ﺍﺣﺎﻃﺖ ﺑﻪ ﺍﻵﻻﻑ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﻴﻦ ﺍﻟﻐﺎﺿﺒﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﻗﺴﻤﻮﺍ ﺍﻻ ﻳﻐﺎﺩﺭﻭﺍ ﺳﺎﺣﺘﻪ ﺣﺘﻰ ﻳُﺤﻞ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﺸﻴﻮﻋﻲ، ﻭﻳُﻄﺮﺩ ﻧﻮﺍﺑﻪ ﺍﻧﺘﺼﺎﺭﺍً ﻟﺸﺮﻑ ﻭﻋﺮﺽ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ .
ﺍﺳﺘﻤﺮﺕ ﺍﻟﺠﻠﺴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺜﺎﻣﻨﺔ ﺻﺒﺎﺣﺎً ﺣﺘﻰ ﺍﻟﺨﺎﻣﺴﺔ ﻣﺴﺎﺀً ﻭﻗﻀﻰ ﺍﻟﻨﻮﺍﺏ ﺑﺎﻹﺟﻤﺎﻉ ﻣﺎ ﻋﺪﺍ ﺻﻮﺕ ﻭﺍﺣﺪ ﻭﺻﻮﺕ ﺍﻟﻨﻮﺍﺏ ﺍﻟﺸﻴﻮﻋﻴﻴﻦ ﺑﺤﻞ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﺸﻴﻮﻋﻲ، ﻭﻃﺮﺩ ﻧﻮﺍﺑﻪ ﺑﺤﺠﺔ ﺃﻧﻬﻢ ﻏﺮﺑﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺩﻳﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﺔ، ﻭﺃﻏﻠﺒﻴﺘﻬﺎ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻌﺪﺩﻳﺔ ﻭﺧﺮﺟﻮﺍ ﻣﻄﺎﻃﺊ ﺍﻟﺮﺅﻭﺱ ﺟﺴﺪﺍ ﻭﺭﻭﺣﺎ ﺃﻣﺎﻡ ﻋﺸﺮﺍﺕ ﺍﻵﻻﻑ ﻣﻦ ﺍﻟﺜﻮﺍﺭ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﻴﻦ .
ﻭﻣﻤﺎ ﻳﺸﻬﺪ ﻟﻪ ﺃﻧﻪ ﺑﺮﻏﻢ ﻓﻌﻠﺘﻬﻢ ﺍﻟﻤﻨﻜﺮﺓ ﻟﻢ ﺗﻤﺪ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻳﺪ ﻭﻟﻢ ﻳﻬﺘﻒ ﺿﺪﻫﻢ ﺃﺣﺪ، ﻭﻟﻢ ﺗﻨﺎﻟﻬﻢ ﺣﺘﻰ ﻗﺎﺭﻭﺭﺓ ﻣﺎﺀ ﻓﺎﺭﻏﺔ . ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺼﺤﻔﻲ ﺍﻟﺸﻬﻴﺮ ﻳﻮﻣﻬﺎ : ) ﺇﻥ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﺯﻋﻤﻮﺍ ﺃﻧﻪ ﺃﻛﺒﺮ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﺍﻟﺸﻴﻮﻋﻴﺔ ﺑﺄﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﻭﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺫﻫﺐ ﺇﻟﻰ ﻣﺰﺑﻠﺔ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺑﻜﻠﻤﺔ ﻧﺎﺑﻴﺔ ﺿﺪ ﺍﻟﻤﺼﻄﻔﻰ ﻭﺑﺼﺮﺧﺔ ﺍﺳﺘﻐﺎﺛﺔ ﻣﻦ ﺻﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻨﺎﺕ ﻣﻦ ﻋﻤﺮﻫﺎ ( .
ﻧﻌﻢ ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ ﺍﻟﺸﻴﻮﻋﻴﻮﻥ ﺭﻏﻢ ﺍﻟﺘﺤﻠﻲ ﺍﻟﺰﺍﺋﻒ ﻭﺍﺩﻋﺎﺀ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻭﺍﻟﺸﺮﻑ ﺍﻟﻤﺎﺭﻛﺴﻲ ﺃﻥ ﻛﺎﻥ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩﻱ ﺷﺮﻑ ﻟﻢ ﻳﺘﺴﻄﻴﻌﻮﺍ ﺍﻥ ﻳﻨﺴﻮﺍ ﻟﻼﺯﻫﺮﻱ ﻭﻗﻔﺘﻪ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﻭﻻ ﻟﻠﺘﺮﺍﺑﻲ ﻣﺮﺍﻓﻌﺘﻪ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻭﻟﺬﻟﻚ ﺟﻌﻠﻮﻫﻮﺍ ﻓﻲ ﻣﺎﻳﻮ ﺃﻭﻝ ﺍﻟﺴﺠﻨﺎﺀ ﻗﺒﻞ ﻗﺎﺋﺪ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﻭﻗﺒﻞ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ﻭﻟﻢ ﻳﻨﺴﻮﺍ ﻟﺪﻛﺘﻮﺭﺓ ﺳﻌﺎﺩ ﺍﻟﻔﺎﺗﺢ ﺃﻧﻬﺎ ﻋﺒﺮ ﻛﻠﻤﺔ ﺭﺻﻴﻨﺔ ﻭﻏﻀﺒﺔ ﻟﻮﺟﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻗﺪﺣﺖ ﺍﻟﺸﺮﺍﺭﺓ ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﺍﺭﺓ ﺍﻧﺪﻟﻊ ﺍﻟﻠﻬﻴﺐ
ﺇﻥ ﺗﻈﺎﻫﺮﺓ ﺃﻣﺲ ﺍﻷﻭﻝ ﺃﻣﺎﻡ ﺑﻴﺘﻬﺎ ﺑﺎﻟﻌﺒﺎﺳﻴﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻏﻀﺒﺔ ﻣﺆﺟﻠﺔ ﻣﻨﺬ ﺧﻤﺴﻴﻦ ﻋﺎﻣﺎً، ﻭﻟﻜﻦ ﻣﺎﺫﺍ ﻳﻔﻌﻞ ﺍﻟﻬﺘﺎﻑ ﺍﻟﺮﺧﻴﺺ ﻭﺍﻟﺸﺘﺎﺋﻢ ﺍﻟﻤﻨﻜﺮﺓ ﻻﺑﻨﺔ ﺍﻟﻌﺰ ﻭﺍﻟﺒَﻨﻴّﺔ ﻭﺣﻔﻴﺪﺓ ﺍﻟﻤﺠﺎﻫﺪﻳﻦ ﻓﻬﻲ ﻗﺪ ﺗﻌﻮﺩﺕ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﺭﺳﺎﺕ ﺍﻟﻄﻐﺎﺓ ﻭﺳﺠﻮﻥ ﺍﻟﻤﺴﺘﺒﺪﻳﻦ ﻭﺑﺰﺍﺀﺓ ﺍﻟﻤﺎﺭﻗﻴﻦ ﻭﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻗﻮﺍﻝ ﻭﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ﺍﻟﻔﺎﺟﺮﺓ ﻣﺎ ﺯﺍﺩﺗﻬﺎ ﺍﻻ ﻭﺿﺎﺀﺓ ﻭﻋﻠﻤﺎ ﻭﺛﺒﺎﺗﺎ ﻭﻛﺒﺮﻳﺎﺀ
ﺇﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺴﻴﺌﻮﻥ ﻟﻠﺪﻛﺘﻮﺭﺓ ﺳﻌﺎﺩ ﺍﻟﻔﺎﺗﺢ ﺇﻧﻤﺎ ﻳﺴﻴﺌﻮﻥ ﻷﻧﻔﺴﻬﻢ ﺍﻭﻻ ﺑﻞ ﺃﻧﻬﻢ ﻳﺴﻴﺌﻮﻥ ﻟﺒﻼﺩﻫﻢ ﻓﺎﻟﻤﺮﺃﺓ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﺨﺮﺍ ﻻﺑﻨﺎﺀ ﺑﻼﺩﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺎﺕ ﻭﻓﻲ ﻏﻴﺎﻫﺐ ﺍﻟﺴﺠﻮﻥ ﻭﻓﻲ ﻣﺆﺗﻤﺮﺍﺕ ﻭﻣﻌﺎﻫﺪ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻭﺍﻟﻌﺠﻢ . ﻭﻣﻦ ﺗﺤﺖ ﺃﻛﻔﻬﺎ ﻭﺛﺎﻗﺐ ﻓﻜﺮﻫﺎ ﺗﺨﺮﺟﺖ ﺍﻵﻻﻑ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻣﻼﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻭﺍﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﻭﻣﻌﺎﻫﺪ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﻭﺁﺳﻴﺎ ﻭﻣﺎ ﺯﺍﻟﺖ ﺍﻟﻤﺜﻞ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﺍﺷﺮﺍﻗﺎً ﻟﻠﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﺔ ﺍﻟﻤﻠﺘﺰﻣﺔ، ﺍﻟﺘﻲ ﺟﻌﻠﺖ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﻣﻮﻫﺒﺔ ﻭﻣﺘﻌﺔ ﻭﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺣﻴﺎﺓ، ﺳﻠﻜﺖ ﻃﺮﻳﻘﻪ ﺑﻼ ﺗﺮﺩﺩ ﺣﺘﻰ ﺧﺎﻑ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﺨﻮﻑ ﻭﺗﻮﺍﺭﻯ ﻋﻨﻬﺎ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻭﺍﻻﺳﺘﺒﺪﺍﺩ .
ﺇﻧﻨﺎ ﻋﺒﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﻧﺒﻌﺚ ﺑﺒﺮﻗﻴﺔ ﺗﺤﺬﻳﺮﻳﺔ ﻟﻠﺮﻓﺎﻕ ﻭﻗﻮﻯ ﺍﻟﺮﺩﺓ ﻭﺍﻟﺸﻘﺎﻕ، ﺑﺄﻥ ﺳﻠﻮﻙ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﺸﺎﺋﻚ ﺧﻄﺮ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭﻋﻠﻰ ﻣﺸﺮﻭﻋﻬﻢ ﺍﻻﺷﺮﺍﻛﻲ ﺍﻻﺳﺘﺒﺪﺍﺩﻱ ﺍﻟﻤﺮﻓﻮﺽ .
ﻭﻧﻘﻮﻝ ﻟﻬﻢ ﻣﺤﺬﺭﻳﻦ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﺣﺎﻃﻮﺍ ﺑﻤﻨﺰﻝ ﺍﻟﻤﺠﺎﻫﺪﺓ ﺳﻌﺎﺩ ﺍﻟﻔﺎﺗﺢ ﻣﻮﺛﻘﻮﻥ ﺑﺄﺳﻤﺎﺋﻬﻢ ﻭﺻﻔﺎﺗﻬﻢ ﻭﻋﻨﺎﻭﻳﻨﻬﻢ ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﺍﻟﻤﺴﺘﺤﻖ ﺳﻴﻄﺎﻟﻬﻢ ﻋﺎﺟﻼً ﻏﻴﺮ ﺁﺟﻞ ﺑﻞ ﺃﻧﻨﺎ ﻧﺤﺬﺭ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﺸﻴﻮﻋﻲ ﻭﺃﺷﻴﺎﻋﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻌﺜﻴﻴﻦ ﻭﺍﻟﻨﺎﺻﺮﻳﻴﻦ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺸﺮﺯﻣﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺂﻣﺮﺕ ﻓﻲ ﻣﺎﻳﻮ ﻭﻳﻮﻟﻴﻮ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﻴﻦ ﻭﺍﻟﺴﺠﻦ ﻭﺍﻟﺘﺼﻔﻴﺔ ﺑﺄﻥ ﺃﻱ ﺃﺫﻯ ﻳُﻀﺎﺭ ﺑﻬﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺎﺕ ﺍﻟﺮﻣﻮﺯ ﺳﺘﻘﺎﺑﻞ ﺑﺎﻟﻌﻘﺎﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺮﻓﻮﻧﻪ . ﻓﻬﺬﻩ ﺍﻟﻤﺠﺎﻫﺪﺓ ﺗﻌﺮﻑ ﺗﻤﺎﻣﺎ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﺤﺖ ﺭﻋﺎﻳﺔ ﺍﻟﺸﻌﺎﺭ ﺍﻟﺸﻬﻴﺮ ) ﻓﻠﺴﻨﺎ ﺑﻄﻴﺮ ﻣﻬﺠﻴﺾ ﺍﻟﺠﻨﺎﺡ ﻭﻟﻦ ﻧﺴﺘﺬﻝ ﻭﻟﻦ ﻧﺴﺘﺒﺎﺡ ( .
ﻭﻟﻨﺠﻌﻞ ﺭﺳﺎﻟﺘﻨﺎ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻓﻲ ﺑﺮﻳﺪ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺩﻱ ﺍﻟﻔﺮﻳﻖ ﺃﻭﻝ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻔﺘﺎﺡ ﺍﻟﺒﺮﻫﺎﻥ ﻭﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ﺩﻛﺘﻮﺭ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺁﺩﻡ ﺣﻤﺪﻭﻙ ﻭﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻭﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﻭﻗﺎﺩﺓ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﻭﺍﻷﻣﻦ ﻭﺍﻟﻤﺨﺎﺑﺮﺍﺕ، ﺍﻥ ﺳﻮﺩﺍﻧﺎ ﺗﻬﺎﻥ ﻓﻴﻪ ﺣﻔﻴﺪﺓ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻌﺎﺭﻑ ﺍﻟﻤﺠﺎﻫﺪ ﻭﺩ ﺍﻟﺒﺪﻭﻱ ﻳﺼﺒﺢ ﺑﺎﻃﻦ ﺃﺭﺿﻪ ﺧﻴﺮٌ ﻣﻦ ﻇﺎﻫﺮﻫﺎ .
ﺃﻣﺎ ﺭﺳﺎﻟﺘﻨﺎ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻓﻬﻲ ﻻﺗﺒﺎﻉ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻭﺃﻫﻞ ﺍﻟﻮﺛﻴﻘﺔ ﺍﻟﻤﺰﻭﺭﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻓﺎﻕ ﻭﻗﻮﻯ ﺍﻟﺮﺩﺓ ﻭﺍﻟﺸﻘﺎﻕ : ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭﺓ ﺳﻌﺎﺩ ﺍﻟﻔﺎﺗﺢ ﺍﻟﺒﺪﻭﻱ .. ﺧﻂٌ ﺃﺣﻤﺮ
ﺑﻘﻠﻢ : ﺣﺴﻴﻦ ﺧﻮﺟﻠﻲ
ﺍﻟﻤﺸﻬﺪ ﺍﻷﻭﻝ
ﺣﻲ ﺍﻟﻌﺒﺎﺳﻴﺔ ﺑﺄﻣﺪﺭﻣﺎﻥ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﻋﺒﻘﺮﻳﺔ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻳﺘﺼﻒ ﺑﻤﺰﺍﻳﺎ ﺗﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﻣﺸﻬﻮﺩﺓ ﻣﻨﻬﺎ ﺛﻼﺛﻴﺎﺗﻪ ﺍﻟﻤﺸﻬﻮﺭﺓ ﻓﻬﻮ ﺍﻟﺪﺍﺭ ﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻭﺩ ﺍﻟﺒﺪﻭﻱ ﺃﺷﻬﺮ ﻗﻀﺎﺓ ﺍﻟﻤﻬﺪﻳﺔ ﻭﺃﺷﻬﺮ ﻋﻠﻤﺎﺋﻬﺎ ﻭﻣﺠﺎﻫﺪﻳﻬﺎ ﻭﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﺍﻟﺸﻬﻴﺮ، ﻭﻫﻨﺎﻟﻚ ﻣﺴﺠﺪ ﻭﺧﻠﻮﺓ ) ﻣﺮﻓﻌﻴﻦ ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ( ﺍﻟﺬﻱ ﻣﻨﺢ ﺍﻟﻌﺒﺎﺳﻴﺔ ﺻﻼﺣﺎً ﻭﺑﺮﻛﺔ، ﻭﻣﺴﻴﺪ ﻭﺧﻠﻮﺓ ﻗﺪﺡ ﺍﻟﺪﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﺷﻜﻞ ﺣﻀﻮﺭﺍ ﺭﻭﺣﻴﺎ ﻟﻜﻞ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻌﺒﺎﺳﻴﺔ ﺑﻞ ﻟﻜﻞ ﺃﻣﺪﺭﻣﺎﻥ .
ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺛﻼﺛﻴﺔ ﺍﻷﺩﺏ ﻭﺍﻟﺸﻌﺮ ﻭﺍﻟﻔﺼﺎﺣﺔ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﻱ ﻭﺍﻟﻠﻮﺍﺀ ﻋﻮﺽ ﺍﺣﻤﺪ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﻭﺻﻼﺡ ﺃﺣﻤﺪ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ، ﻭﻫﻨﺎﻟﻚ ﺍﻟﻜﺮﻳﻤﺎﺕ ﺍﻟﻌﺮﻳﻘﺎﺕ ﺍﻟﻮﺳﻴﻤﺎﺕ ﻓﺎﻃﻤﺔ ﺃﺣﻤﺪ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺯﻋﻴﻤﺔ ﺍﻻﺗﺤﺎﺩ ﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻲ، ﻭﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭﺓ ﺳﻌﺎﺩ ﺍﻟﻔﺎﺗﺢ ﺍﻟﺒﺪﻭﻱ ﺯﻋﻴﻤﺔ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﺮﺓ، ﻭﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭﺓ ﺣﻮﺍﺀ ﻣﺤﻤﺪ ﺻﺎﻟﺢ ﺭﺍﺋﺪﺓ ﺍﻟﺘﻤﺮﻳﺾ ﺑﻮﺟﻬﻪ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ .
ﻭﻫﻨﺎﻟﻚ ﺛﻼﺛﻴﺔ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺒﺘﺪﺭﻫﺎ ﺍﻟﻜﺎﺑﺘﻦ ﻧﺼﺮ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﺟﻜﺴﺔ ﺍﻟﻼﻋﺐ ﺍﻟﺒﺎﺫﺥ ﺍﻟﻤﻮﻫﺒﺔ ﻭﺍﻷﺧﻼﻕ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻭﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻲ، ﻭﺍﻟﻜﺎﺑﺘﻦ ﻋﻴﺴﻰ ﺩﻫﺐ، ﻭﺍﻟﻜﺎﺑﺘﻦ ﺍﺣﻤﺪ ﺃﺑﻜﺮ، ﻣﺜﻠﻤﺎ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﺛﻼﺛﻴﺔ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺑﺬﺍﺗﻬﺎ ﻣﻦ ﺃﻭﻻﺩ ﺍﻟﻌﺎﺗﻲ .
ﺃﻣﺎ ﻋﺎﻟﻢ ﺍﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻰ ﻭﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﻭﺍﻟﻨﺸﻴﺪ ﻓﻼ ﺗﻜﻔﻴﻨﺎ ﺣﺰﻣﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺮﺍﺳﺎﺕ . ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺴﺎﺳﺔ ﻓﺈﻥ ﺍﻷﻣﺮﺍﺀ ﻣﻦ ﺃﺑﻜﺎﺭ ﺍﻟﻤﻬﺪﻳﺔ ﻭﺯﻋﺎﻣﺎﺕ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭ ﻓﺎﻟﻤﺠﺎﻝ ﻳﻀﻴﻖ ﺑﺬﻛﺮﻫﻢ ﻭﻳﻜﻔﻲ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﻲ ﺃﺧﺮﺝ ﻛﻞ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﻭﺃﺣﻔﺎﺩ ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ، ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻌﺒﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺮ ﺍﻻﻭﻝ ﻟﻠﺴﻴﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﻭﻣﻨﻬﺎ ﺧﺮﺝ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﻭﺃﺣﻔﺎﺩ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﺷﺮﻳﻒ ﻭﺍﻷﻣﻴﺮ ﻳﻌﻘﻮﺏ ﻭﺍﻷﻣﻴﺮ ﻋﻠﻲ ﻭﺩ ﺣﻠﻮ ﻭﺍﻷﻣﻴﺮ ﻭﺩ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ . ﻭﻫﻨﺎﻟﻚ ﻋﺪﺩ ﻣﻘﺪﺭ ﻣﻦ ﺍﻻﺗﺤﺎﺩﻳﻴﻦ ﻭﺍﻻﺳﻼﻣﻴﻴﻦ ﻭﺃﻫﻞ ﺍﻟﻴﺴﺎﺭ
ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﻲ ﺍﻟﻌﺮﻳﻖ ﺿﻢ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﻭﺍﻟﺒﻄﻮﻥ ﻭﺍﻻﺛﻨﻴﺎﺕ ﺣﺘﻰ ﻗﺎﻝ ﻇﺮﻳﻒ ﺃﻣﺪﺭﻣﺎﻥ : ) ﻟﻮ ﺃﻥ ﻛﻞ ﺣﻮﺵ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺒﺎﺳﻴﺔ ﺭﻓﻊ ﻋﻠﻤﺎً ﻟﺼﺎﺭﺕ ﻓﺮﻋﺎً ﻟﻸﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ( . ﻭﺑﻘﺪﺭ ﻣﺎ ﻣﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻣﻦ ﺻﺮﺍﻉ ﺣﺰﺑﻲ ﻭﻋﺴﻜﺮﻱ ﺗﻌﺎﻟﺖ ﻓﻴﻪ ﺍﻷﺻﻮﺍﺕ ﻭﺍﻗﻴﻤﺖ ﺍﻟﻤﺤﺎﻛﻤﺎﺕ ﻭﺗﻜﺎﺛﻒ ﺑﺎﻟﻘﺘﻞ ﻭﺍﻟﻀﺤﺎﻳﺎ ﻭﺍﻟﺸﻬﺪﺍﺀ ﺍﻻ ﺍﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﻲ ﺍﻟﻌﺮﻳﻖ ﺃﻋﻠﻰ ﻗﻴﻢ ﺍﻟﺨﺼﻮﻡ ﺍﻟﺸﺮﻳﻔﺔ ﻭﺭﻓﻊ ﺭﺍﻳﺔ ﺃﻥ ﺍﺧﺘﻼﻑ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﻻ ﻳﻔﺴﺪ ﻟﻠﻮﺩ ﻗﻀﻴﺔ ﻭﺭﻏﻢ ﺍﻟﻤﺮﺍﺭﺍﺕ، ﻓﻠﻢ ﺗﺨﺮﺝ ﻣﻨﻬﻢ ﻳﻮﻣﺎً ﻛﻠﻤﺔ ﻧﺎﺑﻴﺔ ﺃﻭ ﻓﻌﻞ ﻣﺴﺘﻬﺠﻦ ﺃﻭ ﻗﻄﻴﻌﺔ ﺳﺎﺭ ﺑﺸﻬﺮﺗﻬﺎ ﺍﻟﺮﻛﺒﺎﻥ، ﺑﻞ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺒﺎﺳﻴﺔ ﻣﻨﺬ ﺃﻥ ﺃُﺳﺴﺖ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻇﻠﺖ ﺑﻴﺘﺎً ﻭﺍﺣﺪﺍً ﻭﺃﺳﺮﺓ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻭﻗﻴﻤﺎً، ﻟﻮ ﻭﺛﻘﺖ ﻓﻲ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺳﻮﻓﺖ ﻭﻳﺮ ﻷﺻﺒﺤﺖ ﻫﺪﺍﻳﺔ ﻟﻜﻞ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺳﻄﻴﺔ ﻭﺍﻻﻋﺘﺪﺍﻝ ﻭﺍﻟﻔﺮﺡ ﺑﺎﻟﺪﻳﻦ ﻭﺍﻟﺪﻧﻴﺎ .
ﻭﻟﻜﻞ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﺍﻟﺘﻲ ﺫﻛﺮﺗﻬﺎ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻘﺎﺻﺮ ﻋﻦ ﻣﺰﺍﻳﺎ ﺍﻟﺤﻲ ﺍﻟﻨﺒﻴﻞ ﻓﻘﺪ ﺃﺻﺎﺑﻨﻲ ﺣﺰﻥٌ ﻋﻤﻴﻖ ﺣﻴﻦ ﻋﻠﻤﺖ ﺃﻥ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺨﺪﻭﻋﻴﻦ ﻭﺍﻟﻤﺪﻓﻮﻋﻴﻦ ﻗﺪ ﺃﺣﺎﻃﻮﺍ ﺑﻤﻨﺰﻝ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭﺓ ﺍﻟﻤﺠﺎﻫﺪﺓ ﺍﻟﺮﻣﺰ ﺳﻌﺎﺩ ﺍﻟﻔﺎﺗﺢ ﺍﻟﺒﺪﻭﻱ ﺣﻔﻴﺪﺓ ﺷﻴﺦ ﺍﻟﺤﻴﺮﺍﻥ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻗﺎﻝ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﻓﻲ ﻛﻠﻤﺘﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﻃﺒﻘﺖ ﺍﻵﻓﺎﻕ : ) ﻓﻼﻥ ﻳﺨﺎﻓﻨﻲ ﻭﻻ ﻳﺨﺎﻑ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﻓﻼﻥ ﻻ ﻳﺨﺎﻓﻨﻲ ﻭﻻ ﻳﺨﺎﻑ ﺍﻟﻠﻪ، ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻭﺩ ﺍﻟﺒﺪﻭﻱ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺨﺎﻑ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻻ ﻳﺨﺎﻓﻨﻲ ( .
ﻭﻣﻦ ﻗﻴﻤﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﺸﺠﺎﻋﻪ ﻭﺍﻟﺘﻘﻰ ﻭﺧﺪﻣﺔ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﺗﺮﻋﺮﻋﺖ ﺳﻌﺎﺩ ﺍﻟﻔﺎﺗﺢ ﻭﻧﺸﺄﺕ ﻭﻧﻀﺠﺖ ﻭﻣﺎ ﺑﺪﻟﺖ ﺗﺒﺪﻳﻼً .
ﺃﺣﺎﻃﻮﺍ ﺑﺎﻟﻤﻨﺰﻝ ﺍﻟﻌﺮﻳﻖ ﻫﺎﺗﻔﻴﻦ ﺑﻤﻨﻜﺮ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﻭﺳﺎﻗﻂ ﺍﻟﻬﺘﺎﻑ ﻟﺒﻴﺖ ﻻ ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ ﻟﻴﺲ ﻓﻴﻪ ﺍﻻ ﻋﺎﻟﻤﺔ ﺷﻴﺨﺔ ﻭﺣﻴﺪﺓ ﻭﺑﻨﺎﺗﻬﺎ . ﺣﺎﻭﻝ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﺍﻥ ﻳﺴﻮﻕ ﺍﻟﻔﻌﻠﺔ ﺍﻟﺸﻨﻴﻌﺔ ﺑﺎﺳﻢ ﺛﻮﺍﺭ ﺍﻟﻌﺒﺎﺳﻴﺔ ﻓﺮﺩﺩﺕ ﻋﻠﻴﻬﻢ : ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺒﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﻌﺮﻓﻬﺎ ﻻ ﻳُﻀﺎﻡ ﻓﻴﻬﺎ ﻗﺮﻳﺐ ﻭﻻ ﻏﺮﻳﺐ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻣﺎ ﺗﻤﻠﻜﻪ ﻣﻦ ﻣﻜﺎﺭﻡ ﺍﻷﺧﻼﻕ ﻭﺍﻟﺴﻌﺔ ﻭﺣﺐ ﺍﻷﺧﻴﺎﺭ ﺑﻞ ﺍﻷﻏﻴﺎﺭ ﻳﻨﺄﻯ ﺑﻬﺎ ﻋﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺗﻬﺎﻡ . ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ ﻗﺎﻣﻮﺍ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺍﻟﺸﻨﻴﻊ ﻻ ﻳﻤﺘﻮﻥ ﺑﺼﻠﺔ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺤﻲ ﺍﻟﻌﺮﻳﻖ ﻻ ﺑﺎﻟﺴﻜﻦ ﻭﻻ ﺑﺎﻟﺠﻮﺍﺭ ﺑﻞ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ ﺑﺒﻮﺍﻃﻦ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻗﺪ ﺭﺻﺪﻭﻫﻢ ﺑﺎﻹﺳﻢ ﻭﺍﻟﻬﻴﺄﺓ ﻭﺍﻟﻌﻨﻮﺍﻥ ﻭﺍﻻﻧﺘﻤﺎﺀ .
ﻭﻳﺒﺪﻭ ﺃﻥ ﺍﻟﻴﺴﺎﺭ ﺍﻟﻌﻘﺎﺋﺪﻱ ﺑﻌﺪ ﻣﺮﻭﺭ ﺍﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺧﻤﺴﻴﻦ ﻋﺎﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﻨﺴﻰ ﻟﺪﻛﺘﻮﺭﺓ ﺳﻌﺎﺩ ﺍﻟﻔﺎﺗﺢ ﺃﻧﻬﺎ ﺯﻟﺰﻟﺖ ﺍﻷﺭﺽ ﺗﺤﺖ ﺃﻗﺪﺍﻣﻬﻢ ﻭﻫﻲ ﺻﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻨﺎﺕ
ﺍﻟﻤﺸﻬﺪ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ
ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ١٩٦٥ ﺍﻣﺘﻸ ﻣﻴﺪﺍﻥ ﻣﻌﻬﺪ ﺍﻟﻤﻌﻠﻤﻴﻦ ﺍﻟﻌﺎﻟﻲ ﺑﺄﻣﺪﺭﻣﺎﻥ ﺑﺎﻟﻤﺌﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻀﻮﺭ ﻓﻲ ﻧﺪﻭﺓ ﺑﻌﻨﻮﺍﻥ : ﺍﻟﻤﻈﺎﻫﺮ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﺴﺎﻟﺒﺔ ﺭﺅﻳﺔ ﻟﻠﻤﺸﻜﻠﺔ ﻭﺍﻟﺤﻠﻮﻝ . ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺛﻮﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫﺓ ﺳﻌﺎﺩ ﺍﻟﻔﺎﺗﺢ ﺍﻟﺒﺪﻭﻱ ﻭﺍﻷﺳﺘﺎﺫﺓ ﺣﻜﻤﺎﺕ ﺣﺴﻦ ﺳﻴﺪ ﺃﺣﻤﺪ ﻭﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻳﻮﺳﻒ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﺃﺑﻮﺑﻜﺮ، ﻭﺑﻌﺪ ﺍﻧﺘﻬﺎﺀ ﺍﻟﻤﺤﺎﺿﺮﺓ ﻭﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﻨﻘﺎﺵ ﻧﻬﺾ ﺷﻮﻗﻲ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻲ ﺍﺣﺪ ﻛﻮﺍﺩﺭ ﺍﻟﺸﻴﻮﻋﻴﻴﻦ ﻭﻗﺎﻝ ﺑﻼ ﻣﺒﺎﻻﺓ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ : ﺇﻥ ﺍﻷﺧﻼﻕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﺤﺪﺙ ﻋﻨﻬﺎ ﺍﻟﻤﻨﺼﺔ ﻫﻲ ﺍﺧﻼﻕ ﺗﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﻭﻫﻢ ﻳﺘﺤﺪﺛﻮﻥ ﻋﻦ ﺍﻟﺠﻨﺲ ﻛﺮﺯﻳﻠﺔ ﻭﻳﺘﻨﺎﺳﻮﻥ ﺍﻥ ﺍﻟﺪﻋﺎﺭﺓ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻲ ﺑﻴﺖ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ . ﻭﺷﻮﻗﻲ ﻫﺬﺍ ﺗﻢ ﺗﻮﻗﻴﻔﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﻭﻣﺤﺎﻛﻤﺘﻪ ﻭﺳﺠﻨﻪ ﻭﻗﺎﻡ ﺍﻟﺮﻓﺎﻕ ﺑﺘﻬﺮﻳﺐ ﻟﺸﺮﻕ ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ ﻭﺃﻭﺣﻮﺍ ﺍﻟﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﺪﻋﻲ ﺑﺄﻧﻪ ﻋﻀﻮ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﺸﻴﻮﻋﻲ ﺍﻟﺠﻨﺎﺡ ﺍﻟﺼﻴﻨﻲ ) ﻣﺎﻭﻱ ( .
ﺍﺻﻴﺐ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮﻭﻥ ﺑﻮﺟﻮﻡ ﻣﺨﻴﻒ ﻭﻏﻀﺐ ﻣﻜﺘﻮﻡ، ﻭﺍﻗﺘﻌﻠﺖ ﻣﻨﻪ ﺳﻌﺎﺩ ﺍﻟﻔﺎﺗﺢ ﺍﻟﻤﻴﻜﺮﻓﻮﻥ ﻭﻗﺮﺃﺕ ﺁﻳﺎﺕ ﻣﻦ ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﻜﻬﻒ ﺣﺘﻰ ﻫﺪﺃﺕ ﺍﻟﺨﻮﺍﻃﺮ ﻭﺑﻌﺪﻫﺎ ﻗﺎﻟﺖ ﺑﺼﻮﺕ ﺛﺎﺋﺮ : ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﺳﺎﺀﺓ ﻟﻨﺒﻲ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻟﻦ ﺗﻤﻀﻲ ﺩﻭﻥ ﻋﻘﺎﺏ ﻭﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻷﺑﻲ ﺳﻮﻑ ﻳﻘﺘﺺ ﻟﺮﺳﻮﻟﻪ ﻭﺩﻳﻨﻪ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺌﺔ ﺍﻟﻤﺮﻗﺔ .
ﻭﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﻫﻮﺍﺗﻒ ﺳﻴﺎﺭﺓ ﺃﻭ ﻣﻨﺼﺎﺕ ﻟﻠﺘﻮﺍﺻﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻛﻤﺎ ﺍﻟﻴﻮﻡ، ﺍﻻ ﺍﻥ ﻏﻀﺒﺔ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻭﺑﺮﻛﺔ ﺍﻟﻤﺼﻄﻔﻰ ﻗﺪ ﺑﻠﻐﺖ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﻛﻞ ﺍﻟﻤﺪﻥ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﻭﻓﻮﺟﺊ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﺑﺼﺒﺎﺡ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ ﺑﺎﻧﺘﻔﺎﺿﺔ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﻭﺑﺤﺮﻱ، ﻣﺜﻠﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻵﻻﻑ ﺃﺣﺎﻃﻮﺍ ﺑﺒﻴﺖ ﺍﻟﺰﻋﻴﻢ ﺍﻷﺯﻫﺮﻱ ﺭﺋﻴﺲ ﻣﺠﻠﺲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺩﺓ ﺁﻧﺬﺍﻙ ﺑﺄﻣﺪﺭﻣﺎﻥ، ﻓﺄﻃﻞ ﻣﻦ ﺷﺮﻓﺔ ﺑﻴﺘﻪ ﻭﺧﺎﻃﺐ ﺍﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺮ : ) ﺑﺄﻥ ﺷﺮﻑ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻮﻕ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﻭﻓﻮﻕ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻭﺃﻥ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﺘﺄﺳﻴﺴﻴﺔ ﺍﺫﺍ ﻟﻢ ﺗﻘﻢ ﺑﺤﻞ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﺸﻴﻮﻋﻲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ﺍﻟﻤﺎﺭﻕ ﺍﻧﺘﺼﺎﺭﺍً ﻟﺸﺮﻑ ﺍﻟﻤﺼﻄﻔﻰ، ﻓﺴﺄﻗﻮﺩ ﺃﻧﺎ ﺍﻟﻤﻈﺎﻫﺮﺍﺕ ﻟﺤﻞ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﺸﻴﻮﻋﻲ ( . ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻟﻢ ﻳﻐﻔﺮﻫﺎ ﻟﻪ ﺍﻟﺸﻴﻮﻋﻴﻴﻮﻥ ﻗﻂ، ﻓﺒﻌﺪ ﺍﻧﻘﻼﺑﻬﻢ ﺍﻷﺣﻤﺮ ﺍﻟﺪﻣﻮﻱ ﻓﻲ ﻣﺎﻳﻮ ﻗﺬﻓﻮﺍ ﺑﻪ ﻓﻲ ﺯﻧﺰﺍﻧﺔ ﻣﻮﺣﺸﺔ ﺑﻜﻮﺑﺮ ﺭﻏﻢ ﻣﺮﺿﻪ ﻭﻣُﻨﻌﺖ ﻋﻨﻪ ﺃﻧﺒﻮﺑﺔ ﺍﻷﻭﻛﺴﺠﻴﻦ ﺑﺎﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻲ ﺑﺎﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﺣﺘﻰ ﻏﺎﺩﺭ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ . ﻭﺍﻧﺘﻘﻤﻮﺍ ﺣﺘﻰ ﻓﻲ ﺧﺒﺮ ﺭﺣﻴﻠﻪ ﺍﻟﻤﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﺰﻝ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﻴﻦ ﻧﺰﻭﻝ ﺍﻟﺼﺎﻋﻘﺔ، ﻓﻘﺪ ﺃﻣﺮ ﻣﺤﺠﻮﺏ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺍﻟﻤﺮﻛﺰﻱ ﺑﺎﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﺸﻴﻮﻋﻲ ﻭﻭﺯﻳﺮ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﺑﺤﻜﻮﻣﺔ ﻣﺎﻳﻮ ﺁﻧﺬﺍﻙ، ﺃﻥ ﻳُﻘﺮﺃ ﺍﻟﺨﺒﺮ ﺑﺼﻴﻐﺔ : ) ﺗُﻮﻓﻲ ﺻﺒﺎﺡ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻦ ﺍﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﺍﻷﺯﻫﺮﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﻤﻞ ﻣﺪﺭﺳﺎً ﺑﺎﻟﻤﻌﺎﺭﻑ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ( ﺗﺨﻴﻠﻮﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻴﻐﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻗُﺮﺃﺕ ﺑﻬﺎ ﺧﺒﺮ ﺭﺣﻴﻞ ﺭﺍﻓﻊ ﻋﻠﻢ ﺍﺳﺘﻘﻼﻝ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ
ﺇﻧﻬﺎ ﺃﺧﻼﻕ ﺍﻟﺸﻴﻮﻋﻴﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻤﺎﺭﺳﻮﻥ ﺍﻟﻘﺘﻞ ﺍﻟﻐﻠﻴﻆ ﻭﺍﻟﻘﺘﻞ ﺍﻟﻤﻌﻨﻮﻱ ﻭﺍﺷﺎﻧﺔ ﺍﻟﺴﻤﻌﺔ ﻟﺨﺼﻮﻣﻬﻢ، ﺣﺘﻰ ﻭﻫﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺒﻮﺭ .
ﻭﻣﻤﺎ ﻳﺆﺛﺮ ﻟﻠﺪﻛﺘﻮﺭﺓ ﺳﻌﺎﺩ ﺍﻟﻔﺎﺗﺢ ﺃﻧﻬﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺎﺩﺕ ﺍﻟﻤﻈﺎﻫﺮﺓ ﺍﻟﻀﺨﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺧﺮﺟﺖ ﻣﻊ ﺟﻨﺎﺯﺓ ﺍﻟﺰﻋﻴﻢ ﻣﻦ ﺑﻴﺘﻪ ﺣﺘﻰ ﻣﻘﺎﺑﺮ ﺍﻟﺒﻜﺮﻱ، ﻭﻓﻌﻼً ﻋﻘﺪ ﺍﻟﺒﺮﻟﻤﺎﻥ ﻋﺎﻡ ١٩٦٥ﻡ ﺟﻠﺴﺘﻪ ﺍﻟﺸﻬﻴﺮﺓ، ﻭﻗﺪ ﺍﺣﺎﻃﺖ ﺑﻪ ﺍﻵﻻﻑ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﻴﻦ ﺍﻟﻐﺎﺿﺒﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﻗﺴﻤﻮﺍ ﺍﻻ ﻳﻐﺎﺩﺭﻭﺍ ﺳﺎﺣﺘﻪ ﺣﺘﻰ ﻳُﺤﻞ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﺸﻴﻮﻋﻲ، ﻭﻳُﻄﺮﺩ ﻧﻮﺍﺑﻪ ﺍﻧﺘﺼﺎﺭﺍً ﻟﺸﺮﻑ ﻭﻋﺮﺽ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ .
ﺍﺳﺘﻤﺮﺕ ﺍﻟﺠﻠﺴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺜﺎﻣﻨﺔ ﺻﺒﺎﺣﺎً ﺣﺘﻰ ﺍﻟﺨﺎﻣﺴﺔ ﻣﺴﺎﺀً ﻭﻗﻀﻰ ﺍﻟﻨﻮﺍﺏ ﺑﺎﻹﺟﻤﺎﻉ ﻣﺎ ﻋﺪﺍ ﺻﻮﺕ ﻭﺍﺣﺪ ﻭﺻﻮﺕ ﺍﻟﻨﻮﺍﺏ ﺍﻟﺸﻴﻮﻋﻴﻴﻦ ﺑﺤﻞ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﺸﻴﻮﻋﻲ، ﻭﻃﺮﺩ ﻧﻮﺍﺑﻪ ﺑﺤﺠﺔ ﺃﻧﻬﻢ ﻏﺮﺑﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺩﻳﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﺔ، ﻭﺃﻏﻠﺒﻴﺘﻬﺎ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻌﺪﺩﻳﺔ ﻭﺧﺮﺟﻮﺍ ﻣﻄﺎﻃﺊ ﺍﻟﺮﺅﻭﺱ ﺟﺴﺪﺍ ﻭﺭﻭﺣﺎ ﺃﻣﺎﻡ ﻋﺸﺮﺍﺕ ﺍﻵﻻﻑ ﻣﻦ ﺍﻟﺜﻮﺍﺭ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﻴﻦ .
ﻭﻣﻤﺎ ﻳﺸﻬﺪ ﻟﻪ ﺃﻧﻪ ﺑﺮﻏﻢ ﻓﻌﻠﺘﻬﻢ ﺍﻟﻤﻨﻜﺮﺓ ﻟﻢ ﺗﻤﺪ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻳﺪ ﻭﻟﻢ ﻳﻬﺘﻒ ﺿﺪﻫﻢ ﺃﺣﺪ، ﻭﻟﻢ ﺗﻨﺎﻟﻬﻢ ﺣﺘﻰ ﻗﺎﺭﻭﺭﺓ ﻣﺎﺀ ﻓﺎﺭﻏﺔ . ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺼﺤﻔﻲ ﺍﻟﺸﻬﻴﺮ ﻳﻮﻣﻬﺎ : ) ﺇﻥ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﺯﻋﻤﻮﺍ ﺃﻧﻪ ﺃﻛﺒﺮ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﺍﻟﺸﻴﻮﻋﻴﺔ ﺑﺄﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﻭﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺫﻫﺐ ﺇﻟﻰ ﻣﺰﺑﻠﺔ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺑﻜﻠﻤﺔ ﻧﺎﺑﻴﺔ ﺿﺪ ﺍﻟﻤﺼﻄﻔﻰ ﻭﺑﺼﺮﺧﺔ ﺍﺳﺘﻐﺎﺛﺔ ﻣﻦ ﺻﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻨﺎﺕ ﻣﻦ ﻋﻤﺮﻫﺎ ( .
ﻧﻌﻢ ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ ﺍﻟﺸﻴﻮﻋﻴﻮﻥ ﺭﻏﻢ ﺍﻟﺘﺤﻠﻲ ﺍﻟﺰﺍﺋﻒ ﻭﺍﺩﻋﺎﺀ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻭﺍﻟﺸﺮﻑ ﺍﻟﻤﺎﺭﻛﺴﻲ ﺃﻥ ﻛﺎﻥ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩﻱ ﺷﺮﻑ ﻟﻢ ﻳﺘﺴﻄﻴﻌﻮﺍ ﺍﻥ ﻳﻨﺴﻮﺍ ﻟﻼﺯﻫﺮﻱ ﻭﻗﻔﺘﻪ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﻭﻻ ﻟﻠﺘﺮﺍﺑﻲ ﻣﺮﺍﻓﻌﺘﻪ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻭﻟﺬﻟﻚ ﺟﻌﻠﻮﻫﻮﺍ ﻓﻲ ﻣﺎﻳﻮ ﺃﻭﻝ ﺍﻟﺴﺠﻨﺎﺀ ﻗﺒﻞ ﻗﺎﺋﺪ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﻭﻗﺒﻞ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ﻭﻟﻢ ﻳﻨﺴﻮﺍ ﻟﺪﻛﺘﻮﺭﺓ ﺳﻌﺎﺩ ﺍﻟﻔﺎﺗﺢ ﺃﻧﻬﺎ ﻋﺒﺮ ﻛﻠﻤﺔ ﺭﺻﻴﻨﺔ ﻭﻏﻀﺒﺔ ﻟﻮﺟﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻗﺪﺣﺖ ﺍﻟﺸﺮﺍﺭﺓ ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﺍﺭﺓ ﺍﻧﺪﻟﻊ ﺍﻟﻠﻬﻴﺐ
ﺇﻥ ﺗﻈﺎﻫﺮﺓ ﺃﻣﺲ ﺍﻷﻭﻝ ﺃﻣﺎﻡ ﺑﻴﺘﻬﺎ ﺑﺎﻟﻌﺒﺎﺳﻴﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻏﻀﺒﺔ ﻣﺆﺟﻠﺔ ﻣﻨﺬ ﺧﻤﺴﻴﻦ ﻋﺎﻣﺎً، ﻭﻟﻜﻦ ﻣﺎﺫﺍ ﻳﻔﻌﻞ ﺍﻟﻬﺘﺎﻑ ﺍﻟﺮﺧﻴﺺ ﻭﺍﻟﺸﺘﺎﺋﻢ ﺍﻟﻤﻨﻜﺮﺓ ﻻﺑﻨﺔ ﺍﻟﻌﺰ ﻭﺍﻟﺒَﻨﻴّﺔ ﻭﺣﻔﻴﺪﺓ ﺍﻟﻤﺠﺎﻫﺪﻳﻦ ﻓﻬﻲ ﻗﺪ ﺗﻌﻮﺩﺕ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﺭﺳﺎﺕ ﺍﻟﻄﻐﺎﺓ ﻭﺳﺠﻮﻥ ﺍﻟﻤﺴﺘﺒﺪﻳﻦ ﻭﺑﺰﺍﺀﺓ ﺍﻟﻤﺎﺭﻗﻴﻦ ﻭﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻗﻮﺍﻝ ﻭﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ﺍﻟﻔﺎﺟﺮﺓ ﻣﺎ ﺯﺍﺩﺗﻬﺎ ﺍﻻ ﻭﺿﺎﺀﺓ ﻭﻋﻠﻤﺎ ﻭﺛﺒﺎﺗﺎ ﻭﻛﺒﺮﻳﺎﺀ
ﺇﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺴﻴﺌﻮﻥ ﻟﻠﺪﻛﺘﻮﺭﺓ ﺳﻌﺎﺩ ﺍﻟﻔﺎﺗﺢ ﺇﻧﻤﺎ ﻳﺴﻴﺌﻮﻥ ﻷﻧﻔﺴﻬﻢ ﺍﻭﻻ ﺑﻞ ﺃﻧﻬﻢ ﻳﺴﻴﺌﻮﻥ ﻟﺒﻼﺩﻫﻢ ﻓﺎﻟﻤﺮﺃﺓ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﺨﺮﺍ ﻻﺑﻨﺎﺀ ﺑﻼﺩﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺎﺕ ﻭﻓﻲ ﻏﻴﺎﻫﺐ ﺍﻟﺴﺠﻮﻥ ﻭﻓﻲ ﻣﺆﺗﻤﺮﺍﺕ ﻭﻣﻌﺎﻫﺪ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻭﺍﻟﻌﺠﻢ . ﻭﻣﻦ ﺗﺤﺖ ﺃﻛﻔﻬﺎ ﻭﺛﺎﻗﺐ ﻓﻜﺮﻫﺎ ﺗﺨﺮﺟﺖ ﺍﻵﻻﻑ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻣﻼﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻭﺍﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﻭﻣﻌﺎﻫﺪ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﻭﺁﺳﻴﺎ ﻭﻣﺎ ﺯﺍﻟﺖ ﺍﻟﻤﺜﻞ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﺍﺷﺮﺍﻗﺎً ﻟﻠﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﺔ ﺍﻟﻤﻠﺘﺰﻣﺔ، ﺍﻟﺘﻲ ﺟﻌﻠﺖ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﻣﻮﻫﺒﺔ ﻭﻣﺘﻌﺔ ﻭﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺣﻴﺎﺓ، ﺳﻠﻜﺖ ﻃﺮﻳﻘﻪ ﺑﻼ ﺗﺮﺩﺩ ﺣﺘﻰ ﺧﺎﻑ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﺨﻮﻑ ﻭﺗﻮﺍﺭﻯ ﻋﻨﻬﺎ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻭﺍﻻﺳﺘﺒﺪﺍﺩ .
ﺇﻧﻨﺎ ﻋﺒﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﻧﺒﻌﺚ ﺑﺒﺮﻗﻴﺔ ﺗﺤﺬﻳﺮﻳﺔ ﻟﻠﺮﻓﺎﻕ ﻭﻗﻮﻯ ﺍﻟﺮﺩﺓ ﻭﺍﻟﺸﻘﺎﻕ، ﺑﺄﻥ ﺳﻠﻮﻙ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﺸﺎﺋﻚ ﺧﻄﺮ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭﻋﻠﻰ ﻣﺸﺮﻭﻋﻬﻢ ﺍﻻﺷﺮﺍﻛﻲ ﺍﻻﺳﺘﺒﺪﺍﺩﻱ ﺍﻟﻤﺮﻓﻮﺽ .
ﻭﻧﻘﻮﻝ ﻟﻬﻢ ﻣﺤﺬﺭﻳﻦ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﺣﺎﻃﻮﺍ ﺑﻤﻨﺰﻝ ﺍﻟﻤﺠﺎﻫﺪﺓ ﺳﻌﺎﺩ ﺍﻟﻔﺎﺗﺢ ﻣﻮﺛﻘﻮﻥ ﺑﺄﺳﻤﺎﺋﻬﻢ ﻭﺻﻔﺎﺗﻬﻢ ﻭﻋﻨﺎﻭﻳﻨﻬﻢ ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﺍﻟﻤﺴﺘﺤﻖ ﺳﻴﻄﺎﻟﻬﻢ ﻋﺎﺟﻼً ﻏﻴﺮ ﺁﺟﻞ ﺑﻞ ﺃﻧﻨﺎ ﻧﺤﺬﺭ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﺸﻴﻮﻋﻲ ﻭﺃﺷﻴﺎﻋﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻌﺜﻴﻴﻦ ﻭﺍﻟﻨﺎﺻﺮﻳﻴﻦ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺸﺮﺯﻣﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺂﻣﺮﺕ ﻓﻲ ﻣﺎﻳﻮ ﻭﻳﻮﻟﻴﻮ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﻴﻦ ﻭﺍﻟﺴﺠﻦ ﻭﺍﻟﺘﺼﻔﻴﺔ ﺑﺄﻥ ﺃﻱ ﺃﺫﻯ ﻳُﻀﺎﺭ ﺑﻬﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺎﺕ ﺍﻟﺮﻣﻮﺯ ﺳﺘﻘﺎﺑﻞ ﺑﺎﻟﻌﻘﺎﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺮﻓﻮﻧﻪ . ﻓﻬﺬﻩ ﺍﻟﻤﺠﺎﻫﺪﺓ ﺗﻌﺮﻑ ﺗﻤﺎﻣﺎ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﺤﺖ ﺭﻋﺎﻳﺔ ﺍﻟﺸﻌﺎﺭ ﺍﻟﺸﻬﻴﺮ ) ﻓﻠﺴﻨﺎ ﺑﻄﻴﺮ ﻣﻬﺠﻴﺾ ﺍﻟﺠﻨﺎﺡ ﻭﻟﻦ ﻧﺴﺘﺬﻝ ﻭﻟﻦ ﻧﺴﺘﺒﺎﺡ ( .
ﻭﻟﻨﺠﻌﻞ ﺭﺳﺎﻟﺘﻨﺎ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻓﻲ ﺑﺮﻳﺪ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺩﻱ ﺍﻟﻔﺮﻳﻖ ﺃﻭﻝ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻔﺘﺎﺡ ﺍﻟﺒﺮﻫﺎﻥ ﻭﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ﺩﻛﺘﻮﺭ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺁﺩﻡ ﺣﻤﺪﻭﻙ ﻭﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻭﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﻭﻗﺎﺩﺓ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﻭﺍﻷﻣﻦ ﻭﺍﻟﻤﺨﺎﺑﺮﺍﺕ، ﺍﻥ ﺳﻮﺩﺍﻧﺎ ﺗﻬﺎﻥ ﻓﻴﻪ ﺣﻔﻴﺪﺓ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻌﺎﺭﻑ ﺍﻟﻤﺠﺎﻫﺪ ﻭﺩ ﺍﻟﺒﺪﻭﻱ ﻳﺼﺒﺢ ﺑﺎﻃﻦ ﺃﺭﺿﻪ ﺧﻴﺮٌ ﻣﻦ ﻇﺎﻫﺮﻫﺎ .
ﺃﻣﺎ ﺭﺳﺎﻟﺘﻨﺎ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻓﻬﻲ ﻻﺗﺒﺎﻉ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻭﺃﻫﻞ ﺍﻟﻮﺛﻴﻘﺔ ﺍﻟﻤﺰﻭﺭﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻓﺎﻕ ﻭﻗﻮﻯ ﺍﻟﺮﺩﺓ ﻭﺍﻟﺸﻘﺎﻕ : ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭﺓ ﺳﻌﺎﺩ ﺍﻟﻔﺎﺗﺢ ﺍﻟﺒﺪﻭﻱ .. ﺧﻂٌ ﺃﺣﻤﺮ
مواضيع مماثلة
» ﺧﺮﺑﺸﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﻋﺮﻳﻀﺔ ﺍﻻﺛﺒﺎﺕ ﺑﻘﻠﻢ ﺣﺴﻴﻦ ﺧﻮﺟﻠﻲ
» ﺣﺴﻴﻦ ﺧﻮﺟﻠﻲ ﻳﻜﺘﺐ
» ﺣﺴﻴﻦ ﺧﻮﺟﻠﻲ ﻳﻜﺘﺐ
» ﺣﺴﻴﻦ ﺧﻮﺟﻠﻲ ﻳﻜﺘﺐ ﻭﺧﺰﺓ
» ﺣﺴﻴﻦ ﺧﻮﺟﻠﻲ ﻳﻜﺘﺐ : ﻛﻼﻡ ﻳﺎ ﻋﻮﺽ ﺩﻛﺎﻡ
» ﺣﺴﻴﻦ ﺧﻮﺟﻠﻲ ﻳﻜﺘﺐ
» ﺣﺴﻴﻦ ﺧﻮﺟﻠﻲ ﻳﻜﺘﺐ
» ﺣﺴﻴﻦ ﺧﻮﺟﻠﻲ ﻳﻜﺘﺐ ﻭﺧﺰﺓ
» ﺣﺴﻴﻦ ﺧﻮﺟﻠﻲ ﻳﻜﺘﺐ : ﻛﻼﻡ ﻳﺎ ﻋﻮﺽ ﺩﻛﺎﻡ
صفحة 2 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدىق