بحـث
المواضيع الأخيرة
» احدث هواتف انفينكس Infinix Hot 50 من طرف omnia اليوم في 15:54
» افضل الهواتف من اوبو Oppo A3x
من طرف omnia اليوم في 15:38
» سامسونج Samsung Galaxy A16
من طرف omnia اليوم في 15:29
» موبي برايس ماركات الموبايلات
من طرف omnia اليوم في 15:16
» افضل شركة تنظيف منازل بالكويت باقل الاسعار
من طرف omnia اليوم في 15:06
» كراتين للبيع بالكويت- افضل انواع الكراتين
من طرف omnia اليوم في 14:42
» افضل شركة نقل عفش بالكويت
من طرف omnia اليوم في 14:32
» افضل شركة شراء اثاث مستعمل بالكويت
من طرف omnia اليوم في 14:21
» افضل نجار بالكويت
من طرف omnia اليوم في 14:06
» تنظيف فلل و قصور بالرياض بأفضل الاسعار-اطلب مهني
من طرف omnia اليوم في 13:50
أفضل 10 فاتحي مواضيع
قسي وبس2 | ||||
خالد فكري | ||||
ندا عمر | ||||
nadya | ||||
omnia | ||||
moslema_r | ||||
مارينا مايكل | ||||
ندا عصام | ||||
سيرين سعيد | ||||
رضوي سعيد |
المشاركات التي حصلت على أكثر ردود أفعال في الشهر
خادم Discord
| |
ﺳﻮﺭﺓ ﺳﺒﺄ - ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺍﻟﺴﻌﺪﻱ
صفحة 2 من اصل 1 • شاطر
ﺳﻮﺭﺓ ﺳﺒﺄ - ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺍﻟﺴﻌﺪﻱ
ﺳﻮﺭﺓ ﺳﺒﺄ - ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺍﻟﺴﻌﺪﻱ
" ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻪ ﻣﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕ ﻭﻣﺎ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﻟﻪ ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻓﻲ ﺍﻵﺧﺮﺓ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ ﺍﻟﺨﺒﻴﺮ "
ﺍﻟﺜﻨﺎﺀ ﺍﻟﺠﻤﺒﻞ ﻭﺍﻟﺸﻜﺮ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ ﻟﻠﻪ ﻭﺣﺪﻩ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻪ ﻣﻠﻚ ﻣﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻤﻮﺍﺕ ﻭﻣﺎ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ , ﻭﻟﻪ ﺍﻟﺜﻨﺎﺀ ﺍﻟﺘﺎﻡ ﻓﻲ ﺍﻵﺧﺮﺓ , ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ ﻓﻲ ﻓﻌﻠﻪ , ﺍﻟﺨﺒﻴﺮ ﺑﺸﺆﻭﻥ ﺧﻠﻘﻪ .
" ﻳﻌﻠﻢ ﻣﺎ ﻳﻠﺞ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﻣﺎ ﻳﺨﺮﺝ ﻣﻨﻬﺎ ﻭﻣﺎ ﻳﻨﺰﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻭﻣﺎ ﻳﻌﺮﺝ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ ﺍﻟﻐﻔﻮﺭ "
ﻳﻌﻠﻢ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﻣﻦ ﻗﻄﺮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺎﺀ , ﻭﻣﺎ ﻳﺨﺮﺝ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺒﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﺩﻥ ﻭﺍﻟﻤﻴﺎﻩ , ﻭﻣﺎ ﻳﻨﺰﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻄﺎﺭ ﻭﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﻭﺍﻟﻜﺘﺐ , ﻭﻣﺎ ﻳﺼﻌﺪ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﻭﺃﻓﻌﺎﻝ ﺍﻟﺨﻠﻖ .
ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ ﺑﻌﺒﺎﺩﻩ ﻓﻼ ﻳﻌﺎﺟﻞ ﻋﺼﺎﺗﻬﻢ ﺑﺎﻟﻌﻘﻮﺑﺔ , ﺍﻟﻐﻔﻮﺭ ﻟﺬﻧﻮﺏ ﺍﻟﺘﺎﺋﺒﻴﻦ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﻤﺘﻮﻛﻠﻴﻦ ﻋﻠﻴﻪ .
" ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﻔﺮﻭﺍ ﻻ ﺗﺄﺗﻴﻨﺎ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﻗﻞ ﺑﻠﻰ ﻭﺭﺑﻲ ﻟﺘﺄﺗﻴﻨﻜﻢ ﻋﺎﻟﻢ ﺍﻟﻐﻴﺐ ﻻ ﻳﻌﺰﺏ ﻋﻨﻪ ﻣﺜﻘﺎﻝ ﺫﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕ ﻭﻻ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﻻ ﺃﺻﻐﺮ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻭﻻ ﺃﻛﺒﺮ ﺇﻻ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ ﻣﺒﻴﻦ "
ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮﻭﻥ ﺍﻟﻤﻨﻜﺮﻭﻥ ﻟﻠﺒﻌﺚ : ﻻ ﺗﺄﺗﻴﻨﺎ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ , ﻗﻞ ﻟﻬﻢ - ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ :- ﺑﻠﻰ ﻭﺭﺑﻲ ﻟﺘﺄﺗﻴﻨﻜﻢ , ﻭﻟﻜﻦ ﻻ ﻳﻌﻠﻢ ﻭﻗﺖ ﻣﺠﻴﺌﻬﺎ ﺃﺣﺪ ﺳﻮﻯ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻼﻡ ﺍﻟﻐﻴﻮﺏ , ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻐﻴﺐ ﻋﻨﻪ ﻭﺯﻥ ﻧﻤﻠﺔ ﺻﻐﻴﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻤﻮﺍﺕ ﻭﺍﻷﺭﺽ , ﻭﻻ ﺃﺻﻐﺮ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻭﻻ ﺃﻛﺒﺮ ﺇﻻ ﻫﻮ ﻣﺴﻄﻮﺭ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ ﻭﺍﺿﺢ , ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻠﻮﺡ ﺍﻟﻤﺤﻔﻮﻅ ;
" ﻟﻴﺠﺰﻱ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮﺍ ﻭﻋﻤﻠﻮﺍ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﺎﺕ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﻟﻬﻢ ﻣﻐﻔﺮﺓ ﻭﺭﺯﻕ ﻛﺮﻳﻢ "
ﻟﻴﺜﻴﺐ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺻﺪﻗﻮﺍ ﺑﺎﻟﻠﻪ , ﻭﺍﺗﺒﻌﻮﺍ ﺭﺳﻮﻟﻪ , ﻭﻋﻤﻠﻮﺍ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﺎﺕ .
ﺃﻭﻟﺌﻚ ﻟﻬﻢ ﻣﻐﻔﺮﺓ ﻟﺬﻧﻮﺑﻬﻢ ﻭﺭﺯﻕ ﻛﺮﻳﻢ , ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺠﻨﺔ .
" ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ ﺳﻌﻮﺍ ﻓﻲ ﺁﻳﺎﺗﻨﺎ ﻣﻌﺎﺟﺰﻳﻦ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﻟﻬﻢ ﻋﺬﺍﺏ ﻣﻦ ﺭﺟﺰ ﺃﻟﻴﻢ "
ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ ﺳﻌﻮﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺪ ﻋﻦ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺗﻜﺬﻳﺐ ﺭﺳﻠﻪ ﻭﺇﺑﻄﺎﻝ ﺇﻳﺎﺗﻨﺎ ﻣﺸﺎﻗﻴﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻐﺎﻟﺒﻴﻦ ﺃﻣﺮﻩ , ﺃﻭﻟﺌﻚ ﻟﻬﻢ ﺃﺳﻮﺃ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﻭﺃﺷﺪﻩ ﺃﻟﻤﺎ .
" ﻭﻳﺮﻯ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﻭﺗﻮﺍ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻧﺰﻝ ﺇﻟﻴﻚ ﻣﻦ ﺭﺑﻚ ﻫﻮ ﺍﻟﺤﻖ ﻭﻳﻬﺪﻱ ﺇﻟﻰ ﺻﺮﺍﻁ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺍﻟﺤﻤﻴﺪ "
ﻭﻳﻌﻠﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﻋﻄﻮﺍ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻧﺰﻝ ﺇﻟﻴﻚ ﻣﻦ ﺭﺑﻚ ﻫﻮ ﺍﻟﺤﻖ , ﻭﻳﺮﺷﺪ ﺇﻟﻰ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻠﻪ , ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻐﺎﻟﺐ ﻭﻻ ﻳﻤﺎﻧﻊ , ﺑﻞ ﻗﻬﺮ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻭﻏﻠﺒﻪ , ﺍﻟﻤﺤﻤﻮﺩ ﻓﻲ ﺃﻗﻮﺍﻟﻪ ﻭﺃﻓﻌﺎﻟﻪ ﻭﺷﺮﻋﻪ .
" ﻭﻳﺮﻯ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﻭﺗﻮﺍ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻧﺰﻝ ﺇﻟﻴﻚ ﻣﻦ ﺭﺑﻚ ﻫﻮ ﺍﻟﺤﻖ ﻭﻳﻬﺪﻱ ﺇﻟﻰ ﺻﺮﺍﻁ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺍﻟﺤﻤﻴﺪ "
ﻭﻳﻌﻠﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﻋﻄﻮﺍ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻧﺰﻝ ﺇﻟﻴﻚ ﻣﻦ ﺭﺑﻚ ﻫﻮ ﺍﻟﺤﻖ , ﻭﻳﺮﺷﺪ ﺇﻟﻰ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻠﻪ , ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻐﺎﻟﺐ ﻭﻻ ﻳﻤﺎﻧﻊ , ﺑﻞ ﻗﻬﺮ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻭﻏﻠﺒﻪ , ﺍﻟﻤﺤﻤﻮﺩ ﻓﻲ ﺃﻗﻮﺍﻟﻪ ﻭﺃﻓﻌﺎﻟﻪ ﻭﺷﺮﻋﻪ .
" ﺃﻓﺘﺮﻯ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻛﺬﺑﺎ ﺃﻡ ﺑﻪ ﺟﻨﺔ ﺑﻞ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﺆﻣﻨﻮﻥ ﺑﺎﻵﺧﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﻭﺍﻟﻀﻼﻝ ﺍﻟﺒﻌﻴﺪ "
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺃﺧﺘﻠﻖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻛﺬﺑﺎ ﺃﻡ ﺑﻪ ﺟﻨﻮﻥ , ﻓﻬﻮ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﺑﻤﺎ ﻻ ﻳﺪﺭﻱ؟ ﻟﻴﺲ ﺍﻷﻣﺮ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ , ﺑﻞ ﻣﺤﻤﺪ ﺃﺻﺪﻕ ﺍﻟﺼﺎﺩﻗﻴﻦ .
ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﺼﺪﻗﻮﻥ ﺑﺎﻟﺒﻌﺚ ﻭﻻ ﻳﻌﻤﻠﻮﻥ ﻣﻦ ﺃﺟﻠﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﺍﻟﺪﺍﺋﻢ ﻓﻲ ﺍﻵﺧﺮﺓ , ﻭﺍﻟﻀﻼﻝ ﺍﻟﺒﻌﻴﺪ ﻋﻦ ﺍﻟﺼﻮﺍﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ .
" ﺃﻓﻠﻢ ﻳﺮﻭﺍ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺃﻳﺪﻳﻬﻢ ﻭﻣﺎ ﺧﻠﻔﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻭﺍﻷﺭﺽ ﺇﻥ ﻧﺸﺄ ﻧﺨﺴﻒ ﺑﻬﻢ ﺍﻷﺭﺽ ﺃﻭ ﻧﺴﻘﻂ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻛﺴﻔﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺇﻥ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻵﻳﺔ ﻟﻜﻞ ﻋﺒﺪ ﻣﻨﻴﺐ "
ﺃﻓﻠﻢ ﻳﺮ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﺆﻣﻨﻮﻥ ﺑﺎﻵﺧﺮﺓ ﻋﻈﻴﻢ ﻗﺪﺭﺓ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻦ ﺃﻳﺪﻳﻬﻢ ﻭﻣﺎ ﺧﻠﻔﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻭﺍﻷﺭﺽ ﻣﻤﺎ ﻳﺒﻬﺮ ﺍﻟﻌﻘﻮﻝ , ﻭﺃﻧﻬﻤﺎ ﻗﺪ ﺃﺣﺎﻃﺘﺎ ﺑﻬﻢ؟ ﺇﻥ ﻧﺸﺄ ﻧﺨﺴﻒ ﺑﻬﻢ ﺍﻷﺭﺽ , ﻛﻤﺎ ﻓﻌﻠﻨﺎ ﺑﻘﺎﺭﻭﻥ , ﺃﻭ ﻧﻨﺰﻝ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻗﻄﻌﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ , ﻛﻤﺎ ﻓﻌﻠﻨﺎ ﺑﻘﻮﻡ ﺷﻌﻴﺐ , ﻓﻘﺪ ﺃﻣﻄﺮﺕ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻧﺎﺭﺍ ﻓﺄﺣﺮﻗﺘﻬﻢ .
ﺇﻥ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺬﻱ ﺫﻛﺮﻧﺎ ﻣﻦ ﻗﺪﺭﺗﻨﺎ ﻟﺪﻻﻟﺔ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﻟﻜﻞ ﻋﺒﺪ ﺭﺍﺟﻊ ﺇﻟﻰ ﺭﺑﻪ ﺑﺎﻟﺘﻮﺑﺔ , ﻭﻣﻘﺮ ﻟﻪ ﺑﺘﻮﺣﻴﺪﻩ , ﻭﻣﺨﻠﺺ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ .
" ﻭﻟﻘﺪ ﺁﺗﻴﻨﺎ ﺩﺍﻭﺩ ﻣﻨﺎ ﻓﻀﻼ ﻳﺎ ﺟﺒﺎﻝ ﺃﻭﺑﻲ ﻣﻌﻪ ﻭﺍﻟﻄﻴﺮ ﻭﺃﻟﻨﺎ ﻟﻪ ﺍﻟﺤﺪﻳﺪ "
ﻭﻟﻘﺪ ﺃﺗﻴﻨﺎ ﺩﺍﻭﺩ ﻧﺒﻮﺓ , ﻭﻛﺘﺎﺑﺎ ﻭﻋﻠﻤﺎ , ﻭﻗﻠﻨﺎ ﻟﻠﺠﺒﺎﻝ ﻭﺍﻟﻄﻴﺮ : ﺳﺒﺤﻲ ﻣﻌﻪ , ﻭﺃﻟﻨﺎ ﻟﻪ ﺍﻟﺤﺪﻳﺪ , ﻓﻜﺎﻥ ﻛﺎﻟﻌﺠﻴﻦ ﻳﺘﺼﺮﻑ ﻓﻴﻪ ﻛﻴﻒ ﻳﺸﺎﺀ .
" ﺃﻥ ﺍﻋﻤﻞ ﺳﺎﺑﻐﺎﺕ ﻭﻗﺪﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺮﺩ ﻭﺍﻋﻤﻠﻮﺍ ﺻﺎﻟﺤﺎ ﺇﻧﻲ ﺑﻤﺎ ﺗﻌﻤﻠﻮﻥ ﺑﺼﻴﺮ "
ﺃﻥ ﺍﻋﻤﻞ ﺩﺭﻭﻋﺎ ﺗﺎﻣﺎﺕ ﻭﺍﺳﻌﺎﺕ ﻭﻗﺪﺭ ﺍﻟﻤﺴﺎﻣﻴﺮ ﻓﻲ ﺣﻠﻖ ﺍﻟﺪﺭﻭﻉ , ﻓﻼ ﺗﻌﻤﻞ ﺍﻟﺤﻠﻘﺔ ﺻﻐﻴﺮﺓ ﻓﺘﻀﻌﻒ , ﻓﻼ ﺗﻘﻮﻯ ﺍﻟﺪﺭﻭﻉ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ , ﻭﻻ ﺗﺠﻌﻠﻬﺎ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻓﺘﺜﻘﻞ ﻋﻠﻰ ﻻﺑﺴﻬﺎ , ﻭﺍﻋﻤﻞ ﻳﺎ ﺩﺍﻭﺩ ﺃﻧﺖ ﻭﺃﻫﻠﻚ ﺑﻄﺎﻋﺔ ﺍﻟﻠﻪ , ﺇﻧﻲ ﺑﻤﺎ ﺗﻌﻤﻠﻮﻥ ﺑﺼﻴﺮ ﻻ ﻳﺨﻔﻰ ﻋﻠﻲ ﺷﻲﺀ ﻣﻨﻬﺎ .
" ﻭﻟﺴﻠﻴﻤﺎﻥ ﺍﻟﺮﻳﺢ ﻏﺪﻭﻫﺎ ﺷﻬﺮ ﻭﺭﻭﺍﺣﻬﺎ ﺷﻬﺮ ﻭﺃﺳﻠﻨﺎ ﻟﻪ ﻋﻴﻦ ﺍﻟﻘﻄﺮ ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺠﻦ ﻣﻦ ﻳﻌﻤﻞ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ ﺑﺈﺫﻥ ﺭﺑﻪ ﻭﻣﻦ ﻳﺰﻍ ﻣﻨﻬﻢ ﻋﻦ ﺃﻣﺮﻧﺎ ﻧﺬﻗﻪ ﻣﻦ ﻋﺬﺍﺏ ﺍﻟﺴﻌﻴﺮ "
ﻭﺳﺨﺮﻧﺎ ﻟﺴﻠﻴﻤﺎﻥ ﺍﻟﺮﻳﺢ ﺗﺠﺮﻱ ﺻﻦ ﺃﻭﻝ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻧﺘﺼﺎﻓﻪ ﻣﺴﻴﺮﺓ ﺷﻬﺮ , ﻭﻣﻦ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻣﺴﻴﺮﺓ ﺷﻬﺮ ﺑﺎﻟﺴﻴﺮ ﺍﻟﻤﻌﺘﺎﺩ , ﻭﺃﺳﻠﻨﺎ ﻟﻪ ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ ﻛﻤﺎ ﻳﺴﻴﻞ ﺍﻟﻤﺎﺀ , ﻳﻌﻤﻞ ﺑﻪ ﻣﺎ ﻳﺸﺎﺀ , ﻭﺳﺨﺮﻧﺎ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻦ ﻣﻦ ﻳﻌﻤﻞ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ ﺑﺈﺫﻥ ﺭﺑﻪ , ﻭﻣﻦ ﻳﻌﺪﻝ ﻣﻨﻬﻢ ﻋﻦ ﺃﻣﺮﻧﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻣﺮﻧﺎ ﺑﻪ ﻣﻦ ﻃﺎﻋﺔ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﻧﺬﻗﻪ ﻣﻦ ﻋﺬﺍﺏ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﺮﺓ .
" ﻳﻌﻤﻠﻮﻥ ﻟﻪ ﻣﺎ ﻳﺸﺎﺀ ﻣﻦ ﻣﺤﺎﺭﻳﺐ ﻭﺗﻤﺎﺛﻴﻞ ﻭﺟﻔﺎﻥ ﻛﺎﻟﺠﻮﺍﺏ ﻭﻗﺪﻭﺭ ﺭﺍﺳﻴﺎﺕ ﺍﻋﻤﻠﻮﺍ ﺁﻝ ﺩﺍﻭﺩ ﺷﻜﺮﺍ ﻭﻗﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﻋﺒﺎﺩﻱ ﺍﻟﺸﻜﻮﺭ "
ﻳﻌﻤﻞ ﺍﻟﺠﻦ ﻟﺴﻠﻴﻤﺎﻥ ﻣﺎ ﻳﺸﺎﺀ ﻣﻦ ﻣﺴﺎﺟﺪ ﻟﻠﻌﺒﺎﺩﺓ , ﻭﺻﻮﺭ ﻣﻦ ﻧﺤﺎﺱ ﻭﺯﺟﺎﺝ , ﻭﻗﺼﺎﻉ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻛﺎﻷﺣﻮﺍﺽ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺠﺘﻤﻊ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺎﺀ , ﻭﻗﺪﻭﺭ ﺛﺎﺑﺘﺎﺕ ﻻ ﺗﺘﺤﺮﻙ ﻣﻦ ﺃﻣﺎﻛﻨﻬﺎ ﻟﻌﻈﻤﻬﻦ , ﻭﻗﻠﻨﺎ ﻳﺎ ﺁﻝ ﺩﺍﻭﺩ : ﺍﻋﻤﻠﻮﺍ ﺷﻜﺮﺍ ﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺃﻋﻄﺎﻛﻢ , ﻭﺫﻟﻚ ﺑﻄﺎﻋﺘﻪ ﻭﺍﻣﺘﺜﺎﻝ ﺃﻣﺮﻩ , ﻭﻗﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﻋﺒﺎﺩﻱ ﻣﻦ ﻳﺸﻜﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻛﺜﻴﺮﺍ , ﻭﻛﺎﻥ ﺩﺍﻭﺩ ﻭﺁﻟﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻠﻴﻞ .
" ﻓﻠﻤﺎ ﻗﻀﻴﻨﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻣﺎ ﺩﻟﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺗﻪ ﺇﻻ ﺩﺍﺑﺔ ﺍﻷﺭﺽ ﺗﺄﻛﻞ ﻣﻨﺴﺄﺗﻪ ﻓﻠﻤﺎ ﺧﺮ ﺗﺒﻴﻨﺖ ﺍﻟﺠﻦ ﺃﻥ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ ﺍﻟﻐﻴﺐ ﻣﺎ ﻟﺒﺜﻮﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﺍﻟﻤﻬﻴﻦ "
ﻓﻠﻤﺎ ﻗﻀﻴﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺑﺎﻟﻤﻮﺕ ﻣﺎ ﺩﻝ ﺍﻟﺠﻦ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺗﻪ ﺇﻻ ﺍﻷﺭﺿﺔ ﺗﺄﻛﻞ ﻋﺼﺎﻩ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻥ ﻣﺘﻜﺌﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ , ﻓﻮﻗﻊ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ , ﻋﻨﺪ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻤﺖ ﺍﻟﺠﻦ ﺃﻧﻬﻢ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ ﺍﻟﻐﻴﺐ ﻣﺎ ﺃﻗﺎﻣﻮﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﺍﻟﻤﺬﻝ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺸﺎﻕ ﻟﺴﻠﻴﻤﺎﻥ .
ﻇﻨﺎ ﻣﻨﻬﻢ ﺃﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻷﺣﻴﺎﺀ .
ﻭﻓﻲ ﺍﻵﻳﺔ ﺇﺑﻄﺎﻝ ﻻﻋﺘﻘﺎﺩ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻥ ﺍﻟﺠﻦ ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ ﺍﻟﻐﻴﺐ ; ﺇﺫ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ ﺍﻟﻐﻴﺐ ﻟﻌﻠﻤﻮﺍ ﻭﻓﺎﺓ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ , ﻭﻟﻤﺎ ﺃﻗﺎﻣﻮﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﺍﻟﻤﻬﻴﻦ .
" ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻟﺴﺒﺈ ﻓﻲ ﻣﺴﻜﻨﻬﻢ ﺁﻳﺔ ﺟﻨﺘﺎﻥ ﻋﻦ ﻳﻤﻴﻦ ﻭﺷﻤﺎﻝ ﻛﻠﻮﺍ ﻣﻦ ﺭﺯﻕ ﺭﺑﻜﻢ ﻭﺍﺷﻜﺮﻭﺍ ﻟﻪ ﺑﻠﺪﺓ ﻃﻴﺒﺔ ﻭﺭﺏ ﻏﻔﻮﺭ "
ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻟﻘﺒﻴﻠﺔ ﺳﺒﺄ ﺑـ ( ﺍﻟﻴﻤﻦ ) ﻓﻲ ﻣﺴﻜﻨﻬﻢ ﺩﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﺪﺭﺗﻨﺎ : ﺑﺴﺘﺎﻧﺎﻥ ﻋﻦ ﻳﻤﻴﻦ ﻭﺷﻤﺎﻝ , ﻛﻠﻮﺍ ﻣﻦ ﺭﺯﻕ ﺭﺑﻜﻢ , ﻭﺍﺷﻜﺮﻭﺍ ﻟﻪ ﻧﻌﻤﻪ ﻋﻠﻴﻜﻢ ; ﻓﺈﻥ ﺑﻠﺪﺗﻜﻢ ﻛﺮﻳﻤﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﺔ ﺣﺴﻨﺔ ﺍﻟﻬﻮﺍﺀ , ﻭﺭﺑﻜﻢ ﻏﻔﻮﺭ ﻟﻜﻢ .
" ﻓﺄﻋﺮﺿﻮﺍ ﻓﺄﺭﺳﻠﻨﺎ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺳﻴﻞ ﺍﻟﻌﺮﻡ ﻭﺑﺪﻟﻨﺎﻫﻢ ﺑﺠﻨﺘﻴﻬﻢ ﺟﻨﺘﻴﻦ ﺫﻭﺍﺗﻲ ﺃﻛﻞ ﺧﻤﻂ ﻭﺃﺛﻞ ﻭﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﺳﺪﺭ ﻗﻠﻴﻞ "
ﻓﺎﻋﺮﺿﻮﺍ ﻋﻦ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺷﻜﺮﻩ ﻭﻛﺬﺑﻮﺍ ﺍﻟﺮﺳﻞ , ﻓﺄﺭﺳﻠﻨﺎ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺴﻴﻞ ﺍﻟﺠﺎﺭﻑ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﺧﺮﺏ ﺍﻟﺴﺪ ﻭﺃﻏﺮﻕ ﺍﻟﺒﺴﺎﺗﻴﻦ , ﻭﺑﺪﻟﻨﺎﻫﻢ ﺑﺠﻨﺘﻴﻬﻢ ﺍﻟﻤﺜﻤﺮﺗﻴﻦ ﺟﻨﺘﻴﻦ ﺫﻭﺍﺗﻲ ﺃﻛﻞ ﺧﻤﻂ , ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺜﻤﺮ ﺍﻟﻤﺮ ﺍﻟﻜﺮﻳﻪ ﺍﻟﻄﻌﻢ , ﻭﺃﺛﻞ ﻭﻫﻮ ﺷﺠﺮ ﺷﺒﻴﻪ ﺑﺎﻟﻄﺮﻓﺎﺀ ﻻ ﺛﻤﺮ ﻟﻪ , ﻭﻗﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﺷﺠﺮ ﺍﻟﻨﺒﻖ ﻛﺜﻴﺮ ﺍﻟﺸﻮﻙ .
" ﺫﻟﻚ ﺟﺰﻳﻨﺎﻫﻢ ﺑﻤﺎ ﻛﻔﺮﻭﺍ ﻭﻫﻞ ﻧﺠﺎﺯﻱ ﺇﻻ ﺍﻟﻜﻔﻮﺭ "
ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺘﺒﺪﻳﻞ ﻣﻦ ﺧﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﺷﺮ ﺑﺴﺒﺐ ﻛﻔﺮﻫﻢ , ﻭﻋﺪﻡ ﺷﻜﺮﻫﻢ ﻧﻌﻢ ﺍﻟﻠﻪ , ﻭﻣﺎ ﻧﻌﺎﻗﺐ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ ﺇﻻ ﺍﻟﺠﺤﻮﺩ ﺍﻟﻤﺒﺎﻟﻎ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻔﺮ , ﻳﺠﺎﺯﻱ ﺑﻔﻌﻠﻪ ﻣﺜﻼ ﺑﻤﺜﻞ .
" ﻭﺟﻌﻠﻨﺎ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﻘﺮﻯ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﺎﺭﻛﻨﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻗﺮﻯ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﻭﻗﺪﺭﻧﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺴﻴﺮ ﺳﻴﺮﻭﺍ ﻓﻴﻬﺎ ﻟﻴﺎﻟﻲ ﻭﺃﻳﺎﻣﺎ ﺁﻣﻨﻴﻦ "
ﻭﺟﻌﻠﻨﺎ ﺑﻴﻦ ﺃﻫﻞ ( ﺳﺒﺎ ) - ﻭﻫﻢ ( ﺑﺎﻟﻴﻤﻦ ) - ﻭﺍﻟﻘﺮﻯ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﺎﺭﻛﻨﺎ ﻓﻴﻬﺎ - ﻭﻫﻲ ( ﺍﻟﺸﺎﻡ ) - ﻣﺪﻧﺎ ﻣﺘﺼﻠﺔ ﻳﺮﻯ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ , ﻭﺟﻌﻠﻨﺎ ﺍﻟﺴﻴﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﺳﻴﺮﺍ ﻣﻘﺪﺭﺍ ﻣﻦ ﻣﻨﺰﻝ ﺇﻟﻰ ﻣﻨﺰﻝ ﻻ ﻣﺸﻘﺔ ﻓﻴﻪ , ﻭﻗﻠﻨﺎ ﻟﻬﻢ : ﺳﻴﺮﻭﺍ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻘﺮﻯ ﻓﻲ ﺃﻱ ﻭﻗﺖ ﺷﺌﺘﻢ ﻣﻦ ﻟﻴﻞ ﺃﻭ ﻧﻬﺎﺭ , ﺁﻣﻨﻴﻦ ﻻ ﺗﺨﺎﻓﻮﻥ ﻋﺪﻭﺍ , ﺭﻻ ﺟﻮﻋﺎ ﻭﻻ ﻋﻄﺸﺎ .
" ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ ﺭﺑﻨﺎ ﺑﺎﻋﺪ ﺑﻴﻦ ﺃﺳﻔﺎﺭﻧﺎ ﻭﻇﻠﻤﻮﺍ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻓﺠﻌﻠﻨﺎﻫﻢ ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﻭﻣﺰﻗﻨﺎﻫﻢ ﻛﻞ ﻣﻤﺰﻕ ﺇﻥ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻵﻳﺎﺕ ﻟﻜﻞ ﺻﺒﺎﺭ ﺷﻜﻮﺭ "
ﻓﺒﻄﻐﻴﺎﻧﻬﻢ ﻣﻠﻮﺍ ﺍﻟﺮﺍﺣﺔ ﻭﺍﻷﻣﻦ ﻭﺭﻏﺪ ﺍﻟﻌﻴﺶ , ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ : ﺭﺑﻨﺎ ﺍﺟﻌﻞ ﻗﺮﺍﻧﺎ ﻣﺘﺒﺎﻋﺪﺓ ; ﻟﻴﺒﻌﺪ ﺳﻔﺮﻧﺎ ﺑﻴﻨﻬﺎ , ﻓﻼ ﻧﺠﺪ ﻗﺮﻯ ﻋﺎﻣﺮﺓ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﻨﺎ , ﻭﻇﻠﻤﻮﺍ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﺑﻜﻔﺮﻫﻢ ﻓﺄﻫﻠﻜﻨﺎﻫﻢ , ﻭﺟﻌﻠﻨﺎﻫﻢ ﻋﺒﺮﺍ ﻭﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﻟﻤﻦ ﻳﺄﺗﻲ ﺑﻌﺪﻫﻢ , ﻭﻓﺮﻗﻨﺎﻫﻢ ﻛﻞ ﺗﻔﺮﻳﻖ ﻭﺧﺮﺑﺖ ﺑﻼﺩﻫﻢ , ﺇﻥ ﻓﻴﻤﺎ ﺣﻞ ( ﺑﺴﺒﺄ ) ﻟﻌﺒﺮﺓ ﻟﻜﻞ ﺻﺒﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻜﺎﺭﻩ ﻭﺍﻟﺸﺪﺍﺋﺪ , ﺷﻜﻮﺭ ﻟﻨﻌﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ .
" ﻭﻟﻘﺪ ﺻﺪﻕ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻇﻨﻪ ﻓﺎﺗﺒﻌﻮﻩ ﺇﻻ ﻓﺮﻳﻘﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ "
ﻭﻟﻘﺪ ﻇﻦ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻇﻨﺎ ﻏﻴﺮ ﻳﻘﻴﻦ ﺃﻧﻪ ﺳﻴﻀﻞ ﺑﻨﻲ ﺁﺩﻡ , ﻭﺃﻧﻬﻢ ﺳﻴﻄﻴﻌﻮﻧﻪ ﻓﻲ ﻣﻌﺼﻴﺔ ﺍﻟﻠﻪ , ﻓﺼﺪﻕ ﻇﻨﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ , ﻓﺄﻃﺎﻋﻮﻩ ﻭﻋﺼﻮﺍ ﺭﺑﻬﻢ ﺇﻻ ﻓﺮﻳﻘﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﺑﺎﻟﻠﻪ , ﻓﺈﻧﻬﻢ ﺛﺒﺘﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﻃﺎﻋﺔ ﺍﻟﻠﻪ .
" ﻭﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﺳﻠﻄﺎﻥ ﺇﻻ ﻟﻨﻌﻠﻢ ﻣﻦ ﻳﺆﻣﻦ ﺑﺎﻵﺧﺮﺓ ﻣﻤﻦ ﻫﻮ ﻣﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﺷﻚ ﻭﺭﺑﻚ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﺣﻔﻴﻆ "
ﻭﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻹﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ﻣﻦ ﻗﻬﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﻔﺮ , ﻭﻟﻜﻦ ﺣﻜﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻗﺘﻀﺖ ﺗﺴﻮﻳﻠﻪ ﻟﺒﻨﻲ ﺁﺩﻡ ; ﻟﻨﻌﻠﻢ ﻣﻦ ﻳﺼﺪﻕ ﺑﺎﻟﺒﻌﺚ ﻭﺍﻟﺜﻮﺍﺏ ﻭﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﻣﻤﻦ ﻫﻮ ﻓﻲ ﺷﻚ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ .
ﻭﺭﺑﻚ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﺣﻔﻴﻆ , ﻳﺤﻔﻈﻪ ﻭﻳﺠﺎﺯﻱ ﻋﻠﻴﻪ .
" ﻗﻞ ﺍﺩﻋﻮﺍ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺯﻋﻤﺘﻢ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻻ ﻳﻤﻠﻜﻮﻥ ﻣﺜﻘﺎﻝ ﺫﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕ ﻭﻻ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﻣﺎ ﻟﻬﻢ ﻓﻴﻬﻤﺎ ﻣﻦ ﺷﺮﻙ ﻭﻣﺎ ﻟﻪ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻇﻬﻴﺮ "
ﻗﻞ - ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ - ﻟﻠﻤﺸﺮﻛﻴﻦ : ﺍﺩﻋﻮﺍ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺯﻋﻤﺘﻤﻮﻫﻢ ﺷﺮﻛﺎﺀ ﻟﻠﻪ ﻓﻌﺒﺪﺗﻤﻮﻫﻢ ﻣﻦ ﺩﻭﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻷﺻﻨﺎﻡ ﻭﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﻭﺍﻟﺒﺸﺮ , ﻭﺍﻗﺼﺪﻭﻫﻢ ﻓﻲ ﺣﻮﺍﺋﺠﻜﻢ , ﻓﺈﻧﻬﻢ ﻟﻦ ﻳﺠﻴﺒﻮﻛﻢ , ﻓﻬﻢ ﻻ ﻳﻤﻠﻜﻮﻥ ﻭﺯﻥ ﻧﻤﻠﺔ ﺻﻐﻴﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻤﻮﺍﺕ ﻭﻻ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ , ﻭﻟﻴﺲ ﻟﻬﻢ ﺷﺮﻛﺔ ﻓﻴﻬﻤﺎ , ﻭﻟﻴﺲ ﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻴﻦ ﻣﻌﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻖ ﺷﻲﺀ , ﺑﻞ ﺍﻟﻠﻪ - ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ - ﻫﻮ ﺍﻟﻤﺘﻔﺮﺩ ﺑﺎﻹﻳﺠﺎﺩ , ﻓﻬﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺒﺪ ﻭﺣﺪﻩ , ﻭﻻ ﻳﺴﺘﺤﻖ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﺃﺣﺪ ﺳﻮﺍﻩ .
" ﻭﻻ ﺗﻨﻔﻊ ﺍﻟﺸﻔﺎﻋﺔ ﻋﻨﺪﻩ ﺇﻻ ﻟﻤﻦ ﺃﺫﻥ ﻟﻪ ﺣﺘﻰ ﺇﺫﺍ ﻓﺰﻉ ﻋﻦ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﻣﺎﺫﺍ ﻗﺎﻝ ﺭﺑﻜﻢ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﺍﻟﺤﻖ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻌﻠﻲ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ "
ﻭﻻ ﺗﻨﻔﻊ ﺷﻔﺎﻋﺔ ﺍﻟﺸﺎﻓﻊ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺇﻻ ﻟﻤﻦ ﺃﺫﻥ ﻟﻪ .
ﻭﻣﻦ ﻋﻈﻴﻢ ﻗﺪﺭﺓ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﺃﻧﻪ ﺇﺫﺍ ﺗﻜﻠﻢ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﺑﺎﻟﻮﺣﻲ ﻓﺴﻤﻊ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻤﻮﺍﺕ ﻛﻼﻣﻪ ﺃﺭﻋﺪﻭﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻬﻴﺒﺔ , ﺣﺘﻰ ﻳﻠﺤﻘﻬﻢ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻐﺸﻲ , ﻓﺈﺫﺍ ﺯﺍﻝ ﺍﻟﻔﺰﻉ ﻋﻦ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ﺳﺄﻝ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺑﻌﻀﺎ : ﻣﺎﺫﺍ ﻗﺎﻝ ﺭﺑﻜﻢ؟ ﻗﺎﻟﺖ ﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ : ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺤﻖ , ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻌﻠﻲ ﺑﺬﺍﺗﻪ ﻭﻗﻬﺮﻩ ﻭﻋﻠﻮ ﻗﺪﺭﻩ , ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ .
" ﻗﻞ ﻣﻦ ﻳﺮﺯﻗﻜﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕ ﻭﺍﻷﺭﺽ ﻗﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺇﻧﺎ ﺃﻭ ﺇﻳﺎﻛﻢ ﻟﻌﻠﻰ ﻫﺪﻯ ﺃﻭ ﻓﻲ ﺿﻼﻝ ﻣﺒﻴﻦ "
ﻗﻞ - ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ - ﻟﻠﻤﺸﺮﻛﻴﻦ : ﻣﻦ ﻳﺮﺯﻗﻜﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻤﻮﺍﺕ ﺑﺎﻟﻤﻄﺮ , ﻭﻣﻦ ﺍﻷﺭﺽ ﺑﺎﻟﻨﺒﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﺩﻥ ﻭﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ؟ ﻓﺈﻧﻬﻢ ﻻ ﺑﺪ ﺃﻥ ﻳﻘﺮﻭﺍ ﺑﺄﻧﻪ ﺍﻟﻠﻪ , ﻭﺇﻥ ﻟﻢ ﺗﻘﺮﻭﺍ ﺑﺬﻟﻚ ﻓﻘﻞ ﻟﻬﻢ : ﺍﻟﻠﻪ ﻫﻮ ﺍﻟﺮﺯﺍﻕ , ﻭﺇﻥ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻔﺮﻳﻘﻴﻦ ﻣﻨﺎ ﻭﻣﻨﻜﻢ ﻟﻌﻠﻲ ﻫﺪﻯ ﻣﺘﻤﻜﻦ ﻣﻨﻪ , ﺃﻭ ﻓﻲ ﺿﻼﻝ ﺑﻴﻦ ﻣﻨﻐﻤﺲ ﻓﻴﻪ .
" ﻗﻞ ﻻ ﺗﺴﺄﻟﻮﻥ ﻋﻤﺎ ﺃﺟﺮﻣﻨﺎ ﻭﻻ ﻧﺴﺄﻝ ﻋﻤﺎ ﺗﻌﻤﻠﻮﻥ "
ﻗﻞ : ﻻ ﺗﺴﺄﻟﻮﻥ ﻋﻦ ﺫﻧﻮﺑﻨﺎ , ﻭﻻ ﻧﺴﺄﻝ ﻋﻦ ﺃﻋﻤﺎﻟﻜﻢ ; ﻷﻧﻨﺎ ﺑﺮﻳﺌﻮﻥ ﻣﻨﻜﻢ ﻭﻣﻦ ﻛﻔﺮﻛﻢ .
" ﻗﻞ ﻳﺠﻤﻊ ﺑﻴﻨﻨﺎ ﺭﺑﻨﺎ ﺛﻢ ﻳﻔﺘﺢ ﺑﻴﻨﻨﺎ ﺑﺎﻟﺤﻖ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻔﺘﺎﺡ ﺍﻟﻌﻠﻴﻢ "
ﻗﻞ : ﺭﺑﻨﺎ ﻳﺠﻤﻊ ﺑﻴﻨﻨﺎ ﻭﺑﻴﻨﻜﻢ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ , ﺛﻢ ﻳﻘﻀﻲ ﺑﻴﻨﻨﺎ ﺑﺎﻟﻌﺪﻝ , ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻔﺘﺎﺡ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﺑﻴﻦ ﺧﻠﻘﻪ , ﺍﻟﻌﻠﻴﻢ ﺑﻤﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﻘﻀﻰ ﺑﻪ , ﻭﺑﺄﺣﻮﺍﻝ ﺧﻠﻘﻪ , ﻻ ﺗﺨﻔﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺧﺎﻓﻴﺔ .
" ﻗﻞ ﺃﺭﻭﻧﻲ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﻟﺤﻘﺘﻢ ﺑﻪ ﺷﺮﻛﺎﺀ ﻛﻼ ﺑﻞ ﻫﻮ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ "
ﻗﻞ : ﺃﺭﻭﻧﻲ ﺑﺎﻟﺤﺠﺔ ﻭﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﻟﺤﻘﺘﻤﻮﻫﻢ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻭﺟﻌﻠﺘﻤﻮﻫﻢ ﺷﺮﻛﺎﺀ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ , ﻫﻞ ﺧﻠﻘﻮﺍ ﺷﻴﺌﺎ؟ ﻟﻴﺲ ﺍﻷﻣﺮ ﻛﻤﺎ ﻭﺻﻔﻮﺍ , ﺑﻞ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﻌﺒﻮﺩ ﺑﺤﻖ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﺷﺮﻳﻚ ﻟﻪ , ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﻓﻲ ﺍﻧﺘﻘﺎﻣﻪ ﻣﻤﻦ ﺃﺷﺮﻙ ﺑﻪ ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ ﻓﻲ ﺃﻗﻮﺍﻟﻪ ﻭﺃﻓﻌﺎﻟﻪ ﻭﺗﺪﺑﻴﺮ ﺃﻣﻮﺭ ﺧﻠﻘﻪ .
" ﻭﻣﺎ ﺃﺭﺳﻠﻨﺎﻙ ﺇﻻ ﻛﺎﻓﺔ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﺑﺸﻴﺮﺍ ﻭﻧﺬﻳﺮﺍ ﻭﻟﻜﻦ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻻ ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ "
ﻭﻣﺎ ﺃﺭﺳﻠﻨﺎﻙ - ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ - ﺇﻻ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ ﻣﺒﺸﺮﺍ ﺑﺜﻮﺍﺏ ﺍﻟﻠﻪ , ﻭﻣﻨﺬﺭﺍ ﻋﻘﺎﺑﻪ , ﻭﻟﻜﻦ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻻ ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ ﺍﻟﺤﻖ , ﻓﻬﻢ ﻣﻌﺮﺿﻮﻥ ﻋﻨﻪ .
" ﻭﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﻣﺘﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﻋﺪ ﺇﻥ ﻛﻨﺘﻢ ﺻﺎﺩﻗﻴﻦ "
ﻭﻳﻘﻮﻝ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻮﻥ ﻣﺴﺘﻬﺰﺋﻴﻦ : ﻣﺘﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﻋﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻌﺪﻭﻧﻨﺎ ﺃﻥ ﻳﺠﻤﻌﻨﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻴﻪ , ﺛﻢ ﻳﻘﻀﻲ ﺑﻴﻨﻨﺎ , ﺇﻥ ﻛﻨﺘﻢ ﺻﺎﺩﻗﻴﻦ ﻓﻴﻤﺎ ﺗﻌﺪﻭﻧﻨﺎ ﺑﻪ؟
" ﻗﻞ ﻟﻜﻢ ﻣﻴﻌﺎﺩ ﻳﻮﻡ ﻻ ﺗﺴﺘﺄﺧﺮﻭﻥ ﻋﻨﻪ ﺳﺎﻋﺔ ﻭﻻ ﺗﺴﺘﻘﺪﻣﻮﻥ "
ﻗﻞ ﻟﻬﻢ - ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ :- ﻟﻜﻢ ﻣﻴﻌﺎﺩ ﻫﻮ ﺁﺗﻴﻜﻢ ﻻ ﻣﺤﺎﻟﺔ , ﻭﻫﻮ ﻣﻴﻌﺎﺩ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ , ﻻ ﺗﺴﺘﺄﺧﺮﻭﻥ ﻋﻨﻪ ﺳﺎﻋﺔ ﻟﻠﺘﻮﺑﺔ , ﻭﻻ ﺗﺴﺘﻘﺪﻣﻮﻥ ﺳﺎﻋﺔ ﻗﺒﻠﻪ ﻟﻠﻌﺬﺍﺏ .
ﻓﺎﺣﺬﺭﻭﺍ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻴﻮﻡ , ﻭﺃﻋﺪﻭﺍ ﻟﻪ ﻋﺪﺗﻪ .
" ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﻔﺮﻭﺍ ﻟﻦ ﻧﺆﻣﻦ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﻻ ﺑﺎﻟﺬﻱ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ ﻭﻟﻮ ﺗﺮﻯ ﺇﺫ ﺍﻟﻈﺎﻟﻤﻮﻥ ﻣﻮﻗﻮﻓﻮﻥ ﻋﻨﺪ ﺭﺑﻬﻢ ﻳﺮﺟﻊ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﺳﺘﻀﻌﻔﻮﺍ ﻟﻠﺬﻳﻦ ﺍﺳﺘﻜﺒﺮﻭﺍ ﻟﻮﻻ ﺃﻧﺘﻢ ﻟﻜﻨﺎ ﻣﺆﻣﻨﻴﻦ "
ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﻔﺮﻭﺍ : ﻟﻦ ﻧﺼﺪﻕ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﻻ ﺑﺎﻟﺬﻱ ﺗﻘﺪﻣﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﻭﺍﻹﻧﺠﻴﻞ ﻭﺍﻟﺰﺑﻮﺭ , ﻓﻘﺪ ﻛﺬﺑﻮﺍ ﺑﺠﻤﻴﻊ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﻠﻪ .
ﻭﻟﻮ ﺗﺮﻯ - ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ - ﺇﺫ ﺍﻟﻈﺎﻟﻤﻮﻥ ﻣﺤﺒﻮﺳﻮﻥ ﻋﻨﺪ ﺭﺑﻬﻢ ﻟﻠﺤﺴﺎﺏ , ﻳﺘﺮﺍﺟﻌﻮﻥ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻬﻢ , ﻛﻞ ﻳﻠﻘﻲ ﺑﺎﻟﻌﺘﺎﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻵﺧﺮ , ﻟﺮﺃﻳﺖ ﺷﻴﺌﺎ ﻓﻈﻴﻌﺎ , ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻤﺴﺘﻀﻌﻔﻮﻥ ﻟﻠﺬﻳﻦ ﺍﺳﺘﻜﺒﺮﻭﺍ - ﻭﻫﻢ ﺍﻟﻘﺎﺩﺓ ﻭﺍﻟﺮﺅﺳﺎﺀ ﺍﻟﻀﺎﻟﻮﻥ ﺍﻟﻤﻀﻠﻮﻥ :- ﻟﻮﻻ ﺃﻧﺘﻢ ﺃﺿﻠﻠﺘﻤﻮﻧﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﻬﺪﻯ ﻟﻜﻨﺎ ﻣﺆﻣﻨﻴﻦ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ .
" ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﺳﺘﻜﺒﺮﻭﺍ ﻟﻠﺬﻳﻦ ﺍﺳﺘﻀﻌﻔﻮﺍ ﺃﻧﺤﻦ ﺻﺪﺩﻧﺎﻛﻢ ﻋﻦ ﺍﻟﻬﺪﻯ ﺑﻌﺪ ﺇﺫ ﺟﺎﺀﻛﻢ ﺑﻞ ﻛﻨﺘﻢ ﻣﺠﺮﻣﻴﻦ "
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺮﺅﺳﺎﺀ ﻟﻠﺬﻳﻦ ﺍﺳﺘﻀﻌﻔﻮﺍ : ﺃﻧﺤﻦ ﻣﻨﻌﻨﺎﻛﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻬﺪﻯ ﺑﻌﺪ ﺇﺫ ﺟﺎﺀﻛﻢ؟ ﺑﻞ ﻛﻨﺘﻢ ﻣﺠﺮﻣﻴﻦ ﺇﺫ ﺩﺧﻠﺘﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﺑﺈﺭﺍﺩﺗﻜﻢ ﻣﺨﺘﺎﺭﻳﻦ .
" ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﺳﺘﻀﻌﻔﻮﺍ ﻟﻠﺬﻳﻦ ﺍﺳﺘﻜﺒﺮﻭﺍ ﺑﻞ ﻣﻜﺮ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻭﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﺇﺫ ﺗﺄﻣﺮﻭﻧﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﻜﻔﺮ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻭﻧﺠﻌﻞ ﻟﻪ ﺃﻧﺪﺍﺩﺍ ﻭﺃﺳﺮﻭﺍ ﺍﻟﻨﺪﺍﻣﺔ ﻟﻤﺎ ﺭﺃﻭﺍ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﻭﺟﻌﻠﻨﺎ ﺍﻷﻏﻼﻝ ﻓﻲ ﺃﻋﻨﺎﻕ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﻔﺮﻭﺍ ﻫﻞ ﻳﺠﺰﻭﻥ ﺇﻻ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻌﻤﻠﻮﻥ "
ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﻤﺴﺘﻀﻌﻔﻮﻥ ﻟﺮﺅﺳﺎﺋﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻀﻼﻝ : ﺑﻞ ﺗﺪﺑﻴﺮﻛﻢ ﺍﻟﺸﺮ ﻟﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻭﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻭﻗﻌﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻬﻠﻜﺔ , ﻓﻜﻨﺘﻢ ﺗﻄﻠﺒﻮﻥ ﻣﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﻜﻔﺮ ﺑﺎﻟﻠﻪ , ﻭﻧﺠﻌﻞ ﻟﻪ ﺷﺮﻛﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ , ﻭﺃﺳﺮ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺮﻳﻘﻴﻦ ﺍﻟﺤﺴﺮﺓ ﺣﻴﻦ ﺭﺃﻭﺍ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻋﺪ ﻟﻬﻢ , ﻭﺟﻌﻠﻨﺎ ﺍﻷﻏﻼﻝ ﻓﻲ ﺃﻋﻨﺎﻕ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﻔﺮﻭﺍ , ﻻ ﻳﻌﺎﻗﺒﻮﻥ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﺇﻻ ﺑﺴﺒﺐ ﻛﻔﺮﻫﻢ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻭﻋﻤﻠﻬﻢ ﺍﻟﺴﻴﺌﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ .
ﻭﻓﻲ ﺍﻵﻳﺔ ﺗﺤﺬﻳﺮ ﺷﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ ﺩﻋﺎﺓ ﺍﻟﻀﻼﻝ ﻭﺃﺋﻤﺔ ﺍﻟﻄﻐﺒﺎﻥ .
" ﻭﻣﺎ ﺃﺭﺳﻠﻨﺎ ﻓﻲ ﻗﺮﻳﺔ ﻣﻦ ﻧﺬﻳﺮ ﺇﻻ ﻗﺎﻝ ﻣﺘﺮﻓﻮﻫﺎ ﺇﻧﺎ ﺑﻤﺎ ﺃﺭﺳﻠﺘﻢ ﺑﻪ ﻛﺎﻓﺮﻭﻥ "
ﻭﻣﺎ ﺃﺭﺳﻠﻨﺎ ﻓﻲ ﻗﺮﻳﺔ ﻣﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﻳﺪﻋﻮ ﺍﻟﻰ ﺗﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺇﻓﺮﺍﺩﻩ ﺑﺎﻟﻌﺒﺎﺩﺓ , ﺇﻻ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻤﻨﻐﻤﺴﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﺬﺍﺕ ﻭﺍﻟﺸﻬﻮﺍﺕ ﻣﻦ ﺃﻫﻠﻬﺎ : ﺇﻧﺎ ﺑﺎﻟﺬﻱ ﺟﺌﺘﻢ ﺑﻪ - ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﺮﺳﻞ - ﺟﺎﺣﺪﻭﻥ .
" ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ ﻧﺤﻦ ﺃﻛﺜﺮ ﺃﻣﻮﺍﻻ ﻭﺃﻭﻻﺩﺍ ﻭﻣﺎ ﻧﺤﻦ ﺑﻤﻌﺬﺑﻴﻦ "
ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ : ﻧﺤﻦ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻨﻜﻢ ﺃﻣﻮﺍﻻ ﻭﺃﻭﻻﺩﺍ , ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻟﻢ ﻳﻌﻄﻨﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻌﻢ ﺇﻻ ﻟﺮﺿﺎﻩ ﻋﻨﺎ , ﻭﻣﺎ ﻧﺤﻦ ﺑﻤﻌﺬﺑﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﻻ ﻓﻲ ﺍﻵﺧﺮﺓ .
" ﻗﻞ ﺇﻥ ﺭﺑﻲ ﻳﺒﺴﻂ ﺍﻟﺮﺯﻕ ﻟﻤﻦ ﻳﺸﺎﺀ ﻭﻳﻘﺪﺭ ﻭﻟﻜﻦ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻻ ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ "
ﻗﻞ ﻟﻬﻢ - ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ :- ﺇﻥ ﺭﺑﻲ ﻳﻮﺳﻊ ﺍﻟﺮﺯﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻟﻤﻦ ﻳﺸﺎﺀ ﻣﻦ ﻋﺒﺎﺩﻩ , ﻭﻳﻀﻴﻖ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻳﺸﺎﺀ , ﻻ ﻟﻤﺤﺒﺔ ﻭﻻ ﻟﺒﻐﺾ , ﻭﻟﻜﻦ ﻳﻔﻌﻞ ﺫﻟﻚ ﺍﺧﺘﺒﺎﺭﺍ , ﻭﻟﻜﻦ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻻ ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ ﺃﻥ ﺫﻟﻚ ﺍﺧﺘﺒﺎﺭ ﻟﻌﺒﺎﺩﻩ ; ﻷﻧﻬﻢ ﻻ ﻳﺘﺄﻣﻠﻮﻥ .
" ﻭﻣﺎ ﺃﻣﻮﺍﻟﻜﻢ ﻭﻻ ﺃﻭﻻﺩﻛﻢ ﺑﺎﻟﺘﻲ ﺗﻘﺮﺑﻜﻢ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﺯﻟﻔﻰ ﺇﻻ ﻣﻦ ﺁﻣﻦ ﻭﻋﻤﻞ ﺻﺎﻟﺤﺎ ﻓﺄﻭﻟﺌﻚ ﻟﻬﻢ ﺟﺰﺍﺀ ﺍﻟﻀﻌﻒ ﺑﻤﺎ ﻋﻤﻠﻮﺍ ﻭﻫﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺮﻓﺎﺕ ﺁﻣﻨﻮﻥ "
ﻭﻟﻴﺴﺖ ﺃﻣﻮﺍﻟﻜﻢ ﻭﻻ ﺃﻭﻻﺩﻛﻢ ﺑﺎﻟﺘﻲ ﺗﻘﺮﺑﻜﻢ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﻗﺮﺑﻰ , ﻭﺗﺮﻓﻊ ﺩﺭﺟﺎﺗﻜﻢ , ﻟﻜﻦ ﻣﻦ ﺁﻣﻦ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻭﻋﻤﻞ ﺻﺎﻟﺤﺎ ﻓﻬﺆﻻﺀ ﻟﻬﻢ ﺛﻮﺍﺏ ﺍﻟﻀﻌﻒ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺴﻨﺎﺕ , ﻓﺎﻟﺤﺴﻨﺔ ﺑﻌﺸﺮ ﺃﻣﺜﺎﻟﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻳﺸﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻳﺎﺩﺓ , ﻭﻫﻢ ﻓﻲ ﺃﻋﺎﻟﻲ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﺁﻣﻨﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﻭﺍﻟﻤﻮﺕ ﻭﺍﻷﺣﺰﺍﻥ .
" ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺴﻌﻮﻥ ﻓﻲ ﺁﻳﺎﺗﻨﺎ ﻣﻌﺎﺟﺰﻳﻦ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﻣﺤﻀﺮﻭﻥ "
ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺴﻌﻮﻥ ﻓﻲ ﺇﺑﻄﺎﻝ ﺣﺠﺠﻨﺎ , ﻭﻳﺼﺪﻭﻥ ﻋﻦ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺸﺎﻗﻴﻦ ﻣﻐﺎﻟﺒﻴﻦ , ﻫﺆﻻﺀ ﻓﻲ ﻋﺬﺍﺏ ﺟﻬﻨﻢ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ , ﺗﺤﻀﺮﻫﻢ ﺍﻟﺰﺑﺎﻧﻴﺔ , ﻓﻼ ﻳﺨﺮﺟﻮﻥ ﻣﻨﻬﺎ .
" ﻗﻞ ﺇﻥ ﺭﺑﻲ ﻳﺒﺴﻂ ﺍﻟﺮﺯﻕ ﻟﻤﻦ ﻳﺸﺎﺀ ﻣﻦ ﻋﺒﺎﺩﻩ ﻭﻳﻘﺪﺭ ﻟﻪ ﻭﻣﺎ ﺃﻧﻔﻘﺘﻢ ﻣﻦ ﺷﻲﺀ ﻓﻬﻮ ﻳﺨﻠﻔﻪ ﻭﻫﻮ ﺧﻴﺮ ﺍﻟﺮﺍﺯﻗﻴﻦ "
ﻗﻞ - ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ - ﻟﻬﺆﻻﺀ ﺍﻟﻤﻐﺘﺮﻳﻦ ﺑﺎﻷﻣﻮﺍﻝ ﻭﺍﻷﻭﻻﺩ : ﺇﻥ ﺭﺑﻲ ﻳﻮﺳﻊ ﺍﻟﺮﺯﻕ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻳﺸﺎﺀ ﻣﻦ ﻋﺒﺎﺩﻩ , ﻭﻳﻀﻴﻔﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻳﺸﺎﺀ ; ﻟﺤﻜﻤﺔ ﻳﻌﻠﻤﻬﺎ , ﻭﻣﻬﻤﺎ ﺃﻋﻄﻴﺘﻢ ﻣﻦ ﺷﻲﺀ ﻓﻴﻤﺎ ﺃﻣﺮﻛﻢ ﺑﻪ ﻓﻬﻮ ﻳﻌﻮﺿﻪ ﻟﻜﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺑﺎﻟﺒﺪﻝ , ﻭﻓﻲ ﺍﻵﺧﺮﺓ ﺑﺎﻟﺜﻮﺍﺏ , ﻭﻫﻮ - ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ - ﺧﻴﺮ ﺍﻟﺮﺍﺯﻗﻴﻦ , ﻓﺎﻃﻠﺒﻮﺍ ﺍﻟﺮﺯﻕ ﻣﻨﻪ ﻭﺣﺪﻩ , ﻭﺍﺳﻌﻮﺍ ﻓﻲ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻣﺮﻛﻢ ﺑﻬﺎ .
" ﻭﻳﻮﻡ ﻳﺤﺸﺮﻫﻢ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﺛﻢ ﻳﻘﻮﻝ ﻟﻠﻤﻼﺋﻜﺔ ﺃﻫﺆﻻﺀ ﺇﻳﺎﻛﻢ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻌﺒﺪﻭﻥ "
ﻭﺍﺫﻛﺮ - ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ - ﻳﻮﻡ ﻳﺤﺸﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻴﻦ ﻭﺍﻟﻤﻌﺒﻮﺩﻳﻦ ﻣﻦ ﺩﻭﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ , ﺛﻢ ﻳﻘﻮﻝ ﻟﻠﻤﻼﺋﻜﺔ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺘﻮﺑﻴﺦ ﻟﻤﻦ ﻋﺒﺪﻫﻢ : ﺃﻫﺆﻻﺀ ﺇﻳﺎﻛﻢ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻌﺒﺪﻭﻥ ﻣﻦ ﺩﻭﻧﻨﺎ؟
" ﻗﺎﻟﻮﺍ ﺳﺒﺤﺎﻧﻚ ﺃﻧﺖ ﻭﻟﻴﻨﺎ ﻣﻦ ﺩﻭﻧﻬﻢ ﺑﻞ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻌﺒﺪﻭﻥ ﺍﻟﺠﻦ ﺃﻛﺜﺮﻫﻢ ﺑﻬﻢ ﻣﺆﻣﻨﻮﻥ "
ﻗﺎﻟﺖ ﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ : ﻧﻨﺰﻫﻚ ﻳﺎ ﺃﻟﻠﻪ ﻋﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻚ ﺷﺮﻳﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ , ﺃﻧﺖ ﻭﻟﻴﻨﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﻄﻴﻌﻪ ﻭﻧﻌﺒﺪﻩ ﻭﺣﺪﻩ , ﺑﻞ ﻛﺎﻥ ﻫﺆﻻﺀ ﻳﻌﺒﺪﻭﻥ ﺍﻟﺸﻴﺎﻃﻴﻦ , ﺃﻛﺜﺮﻫﻢ ﺑﻬﻢ ﻣﺼﺪﻗﻮﻥ ﻭﻣﻄﻴﻌﻮﻥ .
" ﻓﺎﻟﻴﻮﻡ ﻻ ﻳﻤﻠﻚ ﺑﻌﻀﻜﻢ ﻟﺒﻌﺾ ﻧﻔﻌﺎ ﻭﻻ ﺿﺮﺍ ﻭﻧﻘﻮﻝ ﻟﻠﺬﻳﻦ ﻇﻠﻤﻮﺍ ﺫﻭﻗﻮﺍ ﻋﺬﺍﺏ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﻨﺘﻢ ﺑﻬﺎ ﺗﻜﺬﺑﻮﻥ "
ﻓﻔﻲ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺤﺸﺮ ﻻ ﻳﻤﻠﻚ ﺍﻟﻤﻌﺒﻮﺩﻭﻥ ﻟﻠﻌﺎﺑﺪﻳﻦ ﻧﻔﻌﺎ ﻭﻻ ﺿﺮﺍ , ﻭﻧﻘﻮﻝ ﻟﻠﺬﻳﻦ ﻇﻠﻤﻮﺍ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﺑﺎﻟﺸﺮﻙ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﺻﻲ : ﺫﻭﻗﻮﺍ ﻋﺬﺍﺏ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﻨﺘﻢ ﺑﻬﺎ ﺗﻜﺬﺑﻮﻥ .
" ﻭﺇﺫﺍ ﺗﺘﻠﻰ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺁﻳﺎﺗﻨﺎ ﺑﻴﻨﺎﺕ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﻣﺎ ﻫﺬﺍ ﺇﻻ ﺭﺟﻞ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﺼﺪﻛﻢ ﻋﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﺒﺪ ﺁﺑﺎﺅﻛﻢ ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ ﻣﺎ ﻫﺬﺍ ﺇﻻ ﺇﻓﻚ ﻣﻔﺘﺮﻯ ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﻔﺮﻭﺍ ﻟﻠﺤﻖ ﻟﻤﺎ ﺟﺎﺀﻫﻢ ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﺇﻻ ﺳﺤﺮ ﻣﺒﻴﻦ "
ﻭﺇﺫﺍ ﺗﺘﻠﻰ ﻋﻠﻰ ﻛﻔﺎﺭ ( ﻣﻜﺔ ) ﺁﻳﺎﺕ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﺿﺤﺎﺕ ﻗﺎﻟﻮﺍ : ﻣﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺇﻻ ﺭﺟﻞ ﻳﺮﻏﺐ ﺃﻥ ﻳﻤﻨﻌﻜﻢ ﻋﻦ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﻵﻟﻬﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﺒﺪﻫﺎ ﺁﺑﺎﺅﻛﻢ , ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ : ﻣﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺘﻠﻮﻩ ﻋﻠﻴﻨﺎ - ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ - ﺇﻻ ﻛﺬﺏ ﻣﺨﺘﻠﻖ , ﺟﺌﺖ ﺑﻪ ﻣﻦ ﻋﻨﺪ ﻧﻔﺴﻚ , ﻭﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ , ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻟﻤﺎ ﺟﺎﺀﻫﻢ : ﻣﺎ ﻫﺬﺍ ﺇﻻ ﺳﺤﺮ ﻭﺍﺿﺢ .
" ﻭﻣﺎ ﺁﺗﻴﻨﺎﻫﻢ ﻣﻦ ﻛﺘﺐ ﻳﺪﺭﺳﻮﻧﻬﺎ ﻭﻣﺎ ﺃﺭﺳﻠﻨﺎ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻗﺒﻠﻚ ﻣﻦ ﻧﺬﻳﺮ "
ﻭﻣﺎ ﺃﻧﺰﻟﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ﻣﻦ ﻛﺘﺐ ﻳﻘﺮﺅﻭﻧﻬﺎ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻓﺘﺪﻟﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﺰﻋﻤﻮﻥ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻣﺎ ﺟﺎﺀﻫﻢ ﺑﻪ ﻣﺤﻤﺪ ﺳﺤﺮ , ﻭﻣﺎ ﺃﺭﺳﻠﻨﺎ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻗﺒﻠﻚ - ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ - ﻣﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﻳﻨﺬﺭﻫﻢ ﺑﺄﺳﻨﺎ .
" ﻭﻛﺬﺏ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻬﻢ ﻭﻣﺎ ﺑﻠﻐﻮﺍ ﻣﻌﺸﺎﺭ ﻣﺎ ﺁﺗﻴﻨﺎﻫﻢ ﻓﻜﺬﺑﻮﺍ ﺭﺳﻠﻲ ﻓﻜﻴﻒ ﻛﺎﻥ ﻧﻜﻴﺮ "
ﻭﻛﺬﺏ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻬﻢ ﻛﻌﺎﺩ ﻭﺛﻤﻮﺩ ﺭﺳﻠﻨﺎ , ﻭﻣﺎ ﺑﻠﻎ ﺃﻫﻞ ( ﻣﻜﺔ ) ﻋﺸﺮ ﻣﺎ ﺁﺗﻴﻨﺎ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﺓ , ﻭﻛﺜﺮﺓ ﺍﻟﻤﺎﻝ , ﻭﻃﻮﻝ ﺍﻟﻌﻤﺮ ﻭﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻌﻢ , ﻓﻜﺬﺑﻮﺍ ﺭﺳﻠﻲ ﻓﻴﻤﺎ ﺟﺎﺅﻭﻫﻢ ﺑﻪ ﻓﺄﻫﻠﻜﻨﺎﻫﻢ , ﻓﺎﻧﻈﺮ - ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ - ﻛﻴﻒ ﻛﺎﻥ ﺇﻧﻜﺎﺭﻱ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭﻋﻘﻮﺑﺘﻲ ﺇﻳﺎﻫﻢ؟
" ﻗﻞ ﺇﻧﻤﺎ ﺃﻋﻈﻜﻢ ﺑﻮﺍﺣﺪﺓ ﺃﻥ ﺗﻘﻮﻣﻮﺍ ﻟﻠﻪ ﻣﺜﻨﻰ ﻭﻓﺮﺍﺩﻯ ﺛﻢ ﺗﺘﻔﻜﺮﻭﺍ ﻣﺎ ﺑﺼﺎﺣﺒﻜﻢ ﻣﻦ ﺟﻨﺔ ﺇﻥ ﻫﻮ ﺇﻻ ﻧﺬﻳﺮ ﻟﻜﻢ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻱ ﻋﺬﺍﺏ ﺷﺪﻳﺪ "
ﻗﻞ - ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ - ﻟﻬﺆﻻﺀ ﺍﻟﻤﻜﺬﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﻌﺎﻧﺪﻳﻦ : ﺇﻧﻤﺎ ﺃﻧﺼﺢ ﻟﻜﻢ ﺑﺨﺼﻠﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺃﻥ ﺗﻨﻬﻀﻮﺍ ﻓﻲ ﻃﺎﻋﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﺛﻨﻴﻦ ﺍﺛﻨﻴﻦ ﻭﻭﺍﺣﺪﺍ ﻭﺍﺣﺪﺍ , ﺛﻢ ﺗﺘﻔﻜﺮﻭﺍ ﻓﻲ ﺣﺎﻝ ﺻﺎﺣﺒﻜﻢ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﻓﻴﻤﺎ ﻧﺴﺐ ﺇﻟﻴﻪ , ﻓﻤﺎ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺟﻨﻮﻥ , ﻭﻣﺎ ﻫﻮ ﺍﻻ ﻣﺨﻮﻑ ﻟﻜﻢ , ﻭﻧﺬﻳﺮ ﻣﻦ ﻋﺬﺍﺏ ﺟﻬﻨﻢ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﻘﺎﺳﻮﺍ ﺣﺮﻫﺎ .
" ﻗﻞ ﻣﺎ ﺳﺄﻟﺘﻜﻢ ﻣﻦ ﺃﺟﺮ ﻓﻬﻮ ﻟﻜﻢ ﺇﻥ ﺃﺟﺮﻱ ﺇﻻ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻫﻮ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﺷﻬﻴﺪ "
ﻗﻞ - ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ - ﻟﻠﻜﻔﺎﺭ : ﻣﺎ ﺳﺄﻟﺘﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﺌﺘﻜﻢ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺃﺟﺮ ﻓﻬﻮ ﻟﻜﻢ , ﻣﺎ ﺃﺟﺮﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻧﺘﻈﺮﻩ ﺇﻻ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻤﻄﻠﻊ ﻋﻠﻰ ﺃﻋﻤﺎﻟﻲ ﻭﺃﻋﻤﺎﻟﻜﻢ , ﻻ ﻳﺨﻔﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺷﻲﺀ ﻓﻬﻮ ﻳﺠﺎﺯﻱ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ , ﻛﻞ ﺑﻤﺎ ﻳﺴﺘﺤﻘﻪ .
" ﻗﻞ ﺇﻥ ﺭﺑﻲ ﻳﻘﺬﻑ ﺑﺎﻟﺤﻖ ﻋﻼﻡ ﺍﻟﻐﻴﻮﺏ "
ﻗﻞ - ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ - ﻟﻤﻦ ﺃﻧﻜﺮ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻭﺭﺳﺎﻟﺔ ﺍﻹﺳﻼﻡ : ﺇﻥ ﺭﺑﻲ ﻳﻘﺬﻑ ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ ﺑﺤﺠﺞ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻖ , ﻓﻴﻔﻀﺤﻪ ﻭﻳﻬﻠﻜﻪ , ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻋﻼﻡ ﺍﻟﻐﻴﻮﺏ , ﻻ ﻳﺨﻔﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺷﻲﺀ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﻻ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ .
" ﻗﻞ ﺟﺎﺀ ﺍﻟﺤﻖ ﻭﻣﺎ ﻳﺒﺪﺉ ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ ﻭﻣﺎ ﻳﻌﻴﺪ "
ﻗﻞ - ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ :- ﺟﺎﺀ ﺍﻟﺤﻖ ﻭﺍﻟﺸﺮﻉ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ , ﻭﺫﻫﺐ ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ , ﻭﺍﺿﻤﺤﻞ ﺳﻠﻄﺎﻧﻪ , ﻓﻠﻢ ﻳﺒﻖ ﻟﻠﺒﺎﻃﻞ ﺷﻲﺀ ﻳﺒﺪﺅﻩ ﻭﻳﻌﻴﺪﻩ .
" ﻗﻞ ﺇﻥ ﺿﻠﻠﺖ ﻓﺈﻧﻤﺎ ﺃﺿﻞ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻲ ﻭﺇﻥ ﺍﻫﺘﺪﻳﺖ ﻓﺒﻤﺎ ﻳﻮﺣﻲ ﺇﻟﻲ ﺭﺑﻲ ﺇﻧﻪ ﺳﻤﻴﻊ ﻗﺮﻳﺐ "
ﻗﻞ : ﺇﻥ ﻣﻠﺖ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﻖ ﻓﺈﺛﻢ ﺿﻼﻟﻲ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻲ , ﻭﺇﻥ ﺍﺳﺘﻘﻤﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﺒﻮﺣﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻮﺣﻴﻪ ﺇﻟﻲ , ﺇﻥ ﺭﺑﻲ ﺳﻤﻴﻊ ﻟﻤﺎ ﺃﻗﻮﻝ ﻟﻜﻢ , ﻗﺮﻳﺐ ﻣﻤﻦ ﺩﻋﺎ ﻭﺳﺄﻟﻪ .
" ﻭﻟﻮ ﺗﺮﻯ ﺇﺫ ﻓﺰﻋﻮﺍ ﻓﻼ ﻓﻮﺕ ﻭﺃﺧﺬﻭﺍ ﻣﻦ ﻣﻜﺎﻥ ﻗﺮﻳﺐ "
ﻭﻟﻮ ﺗﺮﻯ - ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ - ﺇﺫ ﻓﺰﻉ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ﺣﻴﻦ ﻣﻌﺎﻳﻨﺘﻬﻢ ﻋﺬﺍﺏ ﺍﻟﻠﻪ , ﻟﺮﺃﻳﺖ ﺃﻣﺮﺍ ﻋﻈﻴﻤﺎ , ﻓﻼ ﻧﺠﺎﺓ ﻟﻬﻢ ﻭﻻ ﻣﻬﺮﺏ , ﻭﺃﺧﺬﻭﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻣﻦ ﻣﻮﺿﻊ ﻗﺮﻳﺐ ﺍﻟﺘﻨﺎﻭﻝ .
" ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ ﺁﻣﻨﺎ ﺑﻪ ﻭﺃﻧﻰ ﻟﻬﻢ ﺍﻟﺘﻨﺎﻭﺵ ﻣﻦ ﻣﻜﺎﻥ ﺑﻌﻴﺪ "
ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ - ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺭﺃﻭﺍ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﻓﻲ ﺍﻵﺧﺮﺓ :- ﺁﻣﻨﺎ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻭﻛﺘﺒﻪ ﻭﺭﺳﻠﻪ , ﻭﻛﻴﻒ ﻟﻬﻢ ﺗﻨﺎﻭﻝ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻵﺧﺮﺓ ﻭﻭﺻﻮﻟﻬﻢ ﻟﻪ ﻣﻦ ﻣﻜﺎﻥ ﺑﻌﻴﺪ؟ ﻗﺪ ﺣﻴﻞ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻭﺑﻴﻨﻪ , ﻓﻤﻜﺎﻧﻪ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ , ﻭﻗﺪ ﻛﻔﺮﻭﺍ ﻓﻴﻬﺎ .
" ﻭﻗﺪ ﻛﻔﺮﻭﺍ ﺑﻪ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻭﻳﻘﺬﻓﻮﻥ ﺑﺎﻟﻐﻴﺐ ﻣﻦ ﻣﻜﺎﻥ ﺑﻌﻴﺪ "
ﻭﻗﺪ ﻛﻔﺮﻭﺍ ﺑﺎﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ , ﻭﻛﺬﺑﻮﺍ ﺍﻟﺮﺳﻞ , ﻭﻳﺮﻣﻮﻥ ﺑﺎﻟﻈﻦ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺑﻌﻴﺪﺓ ﻋﻦ ﺇﺻﺎﺑﺔ ﺍﻟﺤﻖ , ﻟﻴﺲ ﻟﻬﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺴﺘﻨﺪ ﻟﻈﻨﻬﻢ ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ , ﻓﻼ ﺳﺒﻴﻞ ﻹﺻﺎﺑﺘﻬﻢ ﺍﻟﺤﻖ , ﻛﻤﺎ ﻻ ﺳﺒﻴﻞ ﻟﻠﺮﺍﻣﻲ ﺇﻟﻰ ﺇﺻﺎﺑﺔ ﺍﻟﻐﺮﺽ ﻣﻦ ﻣﻜﺎﻥ ﺑﻌﻴﺪ .
" ﻭﺣﻴﻞ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻭﺑﻴﻦ ﻣﺎ ﻳﺸﺘﻬﻮﻥ ﻛﻤﺎ ﻓﻌﻞ ﺑﺄﺷﻴﺎﻋﻬﻢ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺇﻧﻬﻢ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻓﻲ ﺷﻚ ﻣﺮﻳﺐ "
ﻭﺣﻴﻞ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ﻭﻣﺎ ﻳﺸﺘﻬﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ ﻭﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻟﻴﺆﻣﻨﻮﺍ , ﻛﻤﺎ ﻓﻌﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺄﻣﺜﺎﻟﻬﻢ ﻣﻦ ﻛﻔﺮﺓ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ , ﺇﻧﻬﻢ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻓﻲ ﺷﻚ ﻣﻦ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﺮﺳﻞ ﻭﺍﻟﺒﻌﺚ ﻭﺍﻟﺤﺴﺎﺏ , ﻣﺤﺪﺙ ﻟﻠﺮﻳﺒﺔ ﻭﺍﻟﻘﻠﻖ , ﻓﻠﺬﻟﻚ ﻟﻢ ﻳﺆﻣﻨﻮﺍ
" ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻪ ﻣﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕ ﻭﻣﺎ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﻟﻪ ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻓﻲ ﺍﻵﺧﺮﺓ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ ﺍﻟﺨﺒﻴﺮ "
ﺍﻟﺜﻨﺎﺀ ﺍﻟﺠﻤﺒﻞ ﻭﺍﻟﺸﻜﺮ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ ﻟﻠﻪ ﻭﺣﺪﻩ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻪ ﻣﻠﻚ ﻣﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻤﻮﺍﺕ ﻭﻣﺎ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ , ﻭﻟﻪ ﺍﻟﺜﻨﺎﺀ ﺍﻟﺘﺎﻡ ﻓﻲ ﺍﻵﺧﺮﺓ , ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ ﻓﻲ ﻓﻌﻠﻪ , ﺍﻟﺨﺒﻴﺮ ﺑﺸﺆﻭﻥ ﺧﻠﻘﻪ .
" ﻳﻌﻠﻢ ﻣﺎ ﻳﻠﺞ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﻣﺎ ﻳﺨﺮﺝ ﻣﻨﻬﺎ ﻭﻣﺎ ﻳﻨﺰﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻭﻣﺎ ﻳﻌﺮﺝ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ ﺍﻟﻐﻔﻮﺭ "
ﻳﻌﻠﻢ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﻣﻦ ﻗﻄﺮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺎﺀ , ﻭﻣﺎ ﻳﺨﺮﺝ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺒﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﺩﻥ ﻭﺍﻟﻤﻴﺎﻩ , ﻭﻣﺎ ﻳﻨﺰﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻄﺎﺭ ﻭﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﻭﺍﻟﻜﺘﺐ , ﻭﻣﺎ ﻳﺼﻌﺪ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﻭﺃﻓﻌﺎﻝ ﺍﻟﺨﻠﻖ .
ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ ﺑﻌﺒﺎﺩﻩ ﻓﻼ ﻳﻌﺎﺟﻞ ﻋﺼﺎﺗﻬﻢ ﺑﺎﻟﻌﻘﻮﺑﺔ , ﺍﻟﻐﻔﻮﺭ ﻟﺬﻧﻮﺏ ﺍﻟﺘﺎﺋﺒﻴﻦ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﻤﺘﻮﻛﻠﻴﻦ ﻋﻠﻴﻪ .
" ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﻔﺮﻭﺍ ﻻ ﺗﺄﺗﻴﻨﺎ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﻗﻞ ﺑﻠﻰ ﻭﺭﺑﻲ ﻟﺘﺄﺗﻴﻨﻜﻢ ﻋﺎﻟﻢ ﺍﻟﻐﻴﺐ ﻻ ﻳﻌﺰﺏ ﻋﻨﻪ ﻣﺜﻘﺎﻝ ﺫﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕ ﻭﻻ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﻻ ﺃﺻﻐﺮ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻭﻻ ﺃﻛﺒﺮ ﺇﻻ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ ﻣﺒﻴﻦ "
ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮﻭﻥ ﺍﻟﻤﻨﻜﺮﻭﻥ ﻟﻠﺒﻌﺚ : ﻻ ﺗﺄﺗﻴﻨﺎ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ , ﻗﻞ ﻟﻬﻢ - ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ :- ﺑﻠﻰ ﻭﺭﺑﻲ ﻟﺘﺄﺗﻴﻨﻜﻢ , ﻭﻟﻜﻦ ﻻ ﻳﻌﻠﻢ ﻭﻗﺖ ﻣﺠﻴﺌﻬﺎ ﺃﺣﺪ ﺳﻮﻯ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻼﻡ ﺍﻟﻐﻴﻮﺏ , ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻐﻴﺐ ﻋﻨﻪ ﻭﺯﻥ ﻧﻤﻠﺔ ﺻﻐﻴﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻤﻮﺍﺕ ﻭﺍﻷﺭﺽ , ﻭﻻ ﺃﺻﻐﺮ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻭﻻ ﺃﻛﺒﺮ ﺇﻻ ﻫﻮ ﻣﺴﻄﻮﺭ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ ﻭﺍﺿﺢ , ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻠﻮﺡ ﺍﻟﻤﺤﻔﻮﻅ ;
" ﻟﻴﺠﺰﻱ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮﺍ ﻭﻋﻤﻠﻮﺍ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﺎﺕ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﻟﻬﻢ ﻣﻐﻔﺮﺓ ﻭﺭﺯﻕ ﻛﺮﻳﻢ "
ﻟﻴﺜﻴﺐ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺻﺪﻗﻮﺍ ﺑﺎﻟﻠﻪ , ﻭﺍﺗﺒﻌﻮﺍ ﺭﺳﻮﻟﻪ , ﻭﻋﻤﻠﻮﺍ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﺎﺕ .
ﺃﻭﻟﺌﻚ ﻟﻬﻢ ﻣﻐﻔﺮﺓ ﻟﺬﻧﻮﺑﻬﻢ ﻭﺭﺯﻕ ﻛﺮﻳﻢ , ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺠﻨﺔ .
" ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ ﺳﻌﻮﺍ ﻓﻲ ﺁﻳﺎﺗﻨﺎ ﻣﻌﺎﺟﺰﻳﻦ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﻟﻬﻢ ﻋﺬﺍﺏ ﻣﻦ ﺭﺟﺰ ﺃﻟﻴﻢ "
ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ ﺳﻌﻮﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺪ ﻋﻦ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺗﻜﺬﻳﺐ ﺭﺳﻠﻪ ﻭﺇﺑﻄﺎﻝ ﺇﻳﺎﺗﻨﺎ ﻣﺸﺎﻗﻴﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻐﺎﻟﺒﻴﻦ ﺃﻣﺮﻩ , ﺃﻭﻟﺌﻚ ﻟﻬﻢ ﺃﺳﻮﺃ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﻭﺃﺷﺪﻩ ﺃﻟﻤﺎ .
" ﻭﻳﺮﻯ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﻭﺗﻮﺍ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻧﺰﻝ ﺇﻟﻴﻚ ﻣﻦ ﺭﺑﻚ ﻫﻮ ﺍﻟﺤﻖ ﻭﻳﻬﺪﻱ ﺇﻟﻰ ﺻﺮﺍﻁ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺍﻟﺤﻤﻴﺪ "
ﻭﻳﻌﻠﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﻋﻄﻮﺍ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻧﺰﻝ ﺇﻟﻴﻚ ﻣﻦ ﺭﺑﻚ ﻫﻮ ﺍﻟﺤﻖ , ﻭﻳﺮﺷﺪ ﺇﻟﻰ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻠﻪ , ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻐﺎﻟﺐ ﻭﻻ ﻳﻤﺎﻧﻊ , ﺑﻞ ﻗﻬﺮ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻭﻏﻠﺒﻪ , ﺍﻟﻤﺤﻤﻮﺩ ﻓﻲ ﺃﻗﻮﺍﻟﻪ ﻭﺃﻓﻌﺎﻟﻪ ﻭﺷﺮﻋﻪ .
" ﻭﻳﺮﻯ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﻭﺗﻮﺍ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻧﺰﻝ ﺇﻟﻴﻚ ﻣﻦ ﺭﺑﻚ ﻫﻮ ﺍﻟﺤﻖ ﻭﻳﻬﺪﻱ ﺇﻟﻰ ﺻﺮﺍﻁ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺍﻟﺤﻤﻴﺪ "
ﻭﻳﻌﻠﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﻋﻄﻮﺍ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻧﺰﻝ ﺇﻟﻴﻚ ﻣﻦ ﺭﺑﻚ ﻫﻮ ﺍﻟﺤﻖ , ﻭﻳﺮﺷﺪ ﺇﻟﻰ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻠﻪ , ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻐﺎﻟﺐ ﻭﻻ ﻳﻤﺎﻧﻊ , ﺑﻞ ﻗﻬﺮ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻭﻏﻠﺒﻪ , ﺍﻟﻤﺤﻤﻮﺩ ﻓﻲ ﺃﻗﻮﺍﻟﻪ ﻭﺃﻓﻌﺎﻟﻪ ﻭﺷﺮﻋﻪ .
" ﺃﻓﺘﺮﻯ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻛﺬﺑﺎ ﺃﻡ ﺑﻪ ﺟﻨﺔ ﺑﻞ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﺆﻣﻨﻮﻥ ﺑﺎﻵﺧﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﻭﺍﻟﻀﻼﻝ ﺍﻟﺒﻌﻴﺪ "
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺃﺧﺘﻠﻖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻛﺬﺑﺎ ﺃﻡ ﺑﻪ ﺟﻨﻮﻥ , ﻓﻬﻮ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﺑﻤﺎ ﻻ ﻳﺪﺭﻱ؟ ﻟﻴﺲ ﺍﻷﻣﺮ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ , ﺑﻞ ﻣﺤﻤﺪ ﺃﺻﺪﻕ ﺍﻟﺼﺎﺩﻗﻴﻦ .
ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﺼﺪﻗﻮﻥ ﺑﺎﻟﺒﻌﺚ ﻭﻻ ﻳﻌﻤﻠﻮﻥ ﻣﻦ ﺃﺟﻠﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﺍﻟﺪﺍﺋﻢ ﻓﻲ ﺍﻵﺧﺮﺓ , ﻭﺍﻟﻀﻼﻝ ﺍﻟﺒﻌﻴﺪ ﻋﻦ ﺍﻟﺼﻮﺍﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ .
" ﺃﻓﻠﻢ ﻳﺮﻭﺍ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺃﻳﺪﻳﻬﻢ ﻭﻣﺎ ﺧﻠﻔﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻭﺍﻷﺭﺽ ﺇﻥ ﻧﺸﺄ ﻧﺨﺴﻒ ﺑﻬﻢ ﺍﻷﺭﺽ ﺃﻭ ﻧﺴﻘﻂ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻛﺴﻔﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺇﻥ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻵﻳﺔ ﻟﻜﻞ ﻋﺒﺪ ﻣﻨﻴﺐ "
ﺃﻓﻠﻢ ﻳﺮ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﺆﻣﻨﻮﻥ ﺑﺎﻵﺧﺮﺓ ﻋﻈﻴﻢ ﻗﺪﺭﺓ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻦ ﺃﻳﺪﻳﻬﻢ ﻭﻣﺎ ﺧﻠﻔﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻭﺍﻷﺭﺽ ﻣﻤﺎ ﻳﺒﻬﺮ ﺍﻟﻌﻘﻮﻝ , ﻭﺃﻧﻬﻤﺎ ﻗﺪ ﺃﺣﺎﻃﺘﺎ ﺑﻬﻢ؟ ﺇﻥ ﻧﺸﺄ ﻧﺨﺴﻒ ﺑﻬﻢ ﺍﻷﺭﺽ , ﻛﻤﺎ ﻓﻌﻠﻨﺎ ﺑﻘﺎﺭﻭﻥ , ﺃﻭ ﻧﻨﺰﻝ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻗﻄﻌﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ , ﻛﻤﺎ ﻓﻌﻠﻨﺎ ﺑﻘﻮﻡ ﺷﻌﻴﺐ , ﻓﻘﺪ ﺃﻣﻄﺮﺕ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻧﺎﺭﺍ ﻓﺄﺣﺮﻗﺘﻬﻢ .
ﺇﻥ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺬﻱ ﺫﻛﺮﻧﺎ ﻣﻦ ﻗﺪﺭﺗﻨﺎ ﻟﺪﻻﻟﺔ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﻟﻜﻞ ﻋﺒﺪ ﺭﺍﺟﻊ ﺇﻟﻰ ﺭﺑﻪ ﺑﺎﻟﺘﻮﺑﺔ , ﻭﻣﻘﺮ ﻟﻪ ﺑﺘﻮﺣﻴﺪﻩ , ﻭﻣﺨﻠﺺ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ .
" ﻭﻟﻘﺪ ﺁﺗﻴﻨﺎ ﺩﺍﻭﺩ ﻣﻨﺎ ﻓﻀﻼ ﻳﺎ ﺟﺒﺎﻝ ﺃﻭﺑﻲ ﻣﻌﻪ ﻭﺍﻟﻄﻴﺮ ﻭﺃﻟﻨﺎ ﻟﻪ ﺍﻟﺤﺪﻳﺪ "
ﻭﻟﻘﺪ ﺃﺗﻴﻨﺎ ﺩﺍﻭﺩ ﻧﺒﻮﺓ , ﻭﻛﺘﺎﺑﺎ ﻭﻋﻠﻤﺎ , ﻭﻗﻠﻨﺎ ﻟﻠﺠﺒﺎﻝ ﻭﺍﻟﻄﻴﺮ : ﺳﺒﺤﻲ ﻣﻌﻪ , ﻭﺃﻟﻨﺎ ﻟﻪ ﺍﻟﺤﺪﻳﺪ , ﻓﻜﺎﻥ ﻛﺎﻟﻌﺠﻴﻦ ﻳﺘﺼﺮﻑ ﻓﻴﻪ ﻛﻴﻒ ﻳﺸﺎﺀ .
" ﺃﻥ ﺍﻋﻤﻞ ﺳﺎﺑﻐﺎﺕ ﻭﻗﺪﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺮﺩ ﻭﺍﻋﻤﻠﻮﺍ ﺻﺎﻟﺤﺎ ﺇﻧﻲ ﺑﻤﺎ ﺗﻌﻤﻠﻮﻥ ﺑﺼﻴﺮ "
ﺃﻥ ﺍﻋﻤﻞ ﺩﺭﻭﻋﺎ ﺗﺎﻣﺎﺕ ﻭﺍﺳﻌﺎﺕ ﻭﻗﺪﺭ ﺍﻟﻤﺴﺎﻣﻴﺮ ﻓﻲ ﺣﻠﻖ ﺍﻟﺪﺭﻭﻉ , ﻓﻼ ﺗﻌﻤﻞ ﺍﻟﺤﻠﻘﺔ ﺻﻐﻴﺮﺓ ﻓﺘﻀﻌﻒ , ﻓﻼ ﺗﻘﻮﻯ ﺍﻟﺪﺭﻭﻉ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ , ﻭﻻ ﺗﺠﻌﻠﻬﺎ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻓﺘﺜﻘﻞ ﻋﻠﻰ ﻻﺑﺴﻬﺎ , ﻭﺍﻋﻤﻞ ﻳﺎ ﺩﺍﻭﺩ ﺃﻧﺖ ﻭﺃﻫﻠﻚ ﺑﻄﺎﻋﺔ ﺍﻟﻠﻪ , ﺇﻧﻲ ﺑﻤﺎ ﺗﻌﻤﻠﻮﻥ ﺑﺼﻴﺮ ﻻ ﻳﺨﻔﻰ ﻋﻠﻲ ﺷﻲﺀ ﻣﻨﻬﺎ .
" ﻭﻟﺴﻠﻴﻤﺎﻥ ﺍﻟﺮﻳﺢ ﻏﺪﻭﻫﺎ ﺷﻬﺮ ﻭﺭﻭﺍﺣﻬﺎ ﺷﻬﺮ ﻭﺃﺳﻠﻨﺎ ﻟﻪ ﻋﻴﻦ ﺍﻟﻘﻄﺮ ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺠﻦ ﻣﻦ ﻳﻌﻤﻞ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ ﺑﺈﺫﻥ ﺭﺑﻪ ﻭﻣﻦ ﻳﺰﻍ ﻣﻨﻬﻢ ﻋﻦ ﺃﻣﺮﻧﺎ ﻧﺬﻗﻪ ﻣﻦ ﻋﺬﺍﺏ ﺍﻟﺴﻌﻴﺮ "
ﻭﺳﺨﺮﻧﺎ ﻟﺴﻠﻴﻤﺎﻥ ﺍﻟﺮﻳﺢ ﺗﺠﺮﻱ ﺻﻦ ﺃﻭﻝ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻧﺘﺼﺎﻓﻪ ﻣﺴﻴﺮﺓ ﺷﻬﺮ , ﻭﻣﻦ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻣﺴﻴﺮﺓ ﺷﻬﺮ ﺑﺎﻟﺴﻴﺮ ﺍﻟﻤﻌﺘﺎﺩ , ﻭﺃﺳﻠﻨﺎ ﻟﻪ ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ ﻛﻤﺎ ﻳﺴﻴﻞ ﺍﻟﻤﺎﺀ , ﻳﻌﻤﻞ ﺑﻪ ﻣﺎ ﻳﺸﺎﺀ , ﻭﺳﺨﺮﻧﺎ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻦ ﻣﻦ ﻳﻌﻤﻞ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ ﺑﺈﺫﻥ ﺭﺑﻪ , ﻭﻣﻦ ﻳﻌﺪﻝ ﻣﻨﻬﻢ ﻋﻦ ﺃﻣﺮﻧﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻣﺮﻧﺎ ﺑﻪ ﻣﻦ ﻃﺎﻋﺔ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﻧﺬﻗﻪ ﻣﻦ ﻋﺬﺍﺏ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﺮﺓ .
" ﻳﻌﻤﻠﻮﻥ ﻟﻪ ﻣﺎ ﻳﺸﺎﺀ ﻣﻦ ﻣﺤﺎﺭﻳﺐ ﻭﺗﻤﺎﺛﻴﻞ ﻭﺟﻔﺎﻥ ﻛﺎﻟﺠﻮﺍﺏ ﻭﻗﺪﻭﺭ ﺭﺍﺳﻴﺎﺕ ﺍﻋﻤﻠﻮﺍ ﺁﻝ ﺩﺍﻭﺩ ﺷﻜﺮﺍ ﻭﻗﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﻋﺒﺎﺩﻱ ﺍﻟﺸﻜﻮﺭ "
ﻳﻌﻤﻞ ﺍﻟﺠﻦ ﻟﺴﻠﻴﻤﺎﻥ ﻣﺎ ﻳﺸﺎﺀ ﻣﻦ ﻣﺴﺎﺟﺪ ﻟﻠﻌﺒﺎﺩﺓ , ﻭﺻﻮﺭ ﻣﻦ ﻧﺤﺎﺱ ﻭﺯﺟﺎﺝ , ﻭﻗﺼﺎﻉ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻛﺎﻷﺣﻮﺍﺽ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺠﺘﻤﻊ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺎﺀ , ﻭﻗﺪﻭﺭ ﺛﺎﺑﺘﺎﺕ ﻻ ﺗﺘﺤﺮﻙ ﻣﻦ ﺃﻣﺎﻛﻨﻬﺎ ﻟﻌﻈﻤﻬﻦ , ﻭﻗﻠﻨﺎ ﻳﺎ ﺁﻝ ﺩﺍﻭﺩ : ﺍﻋﻤﻠﻮﺍ ﺷﻜﺮﺍ ﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺃﻋﻄﺎﻛﻢ , ﻭﺫﻟﻚ ﺑﻄﺎﻋﺘﻪ ﻭﺍﻣﺘﺜﺎﻝ ﺃﻣﺮﻩ , ﻭﻗﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﻋﺒﺎﺩﻱ ﻣﻦ ﻳﺸﻜﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻛﺜﻴﺮﺍ , ﻭﻛﺎﻥ ﺩﺍﻭﺩ ﻭﺁﻟﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻠﻴﻞ .
" ﻓﻠﻤﺎ ﻗﻀﻴﻨﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻣﺎ ﺩﻟﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺗﻪ ﺇﻻ ﺩﺍﺑﺔ ﺍﻷﺭﺽ ﺗﺄﻛﻞ ﻣﻨﺴﺄﺗﻪ ﻓﻠﻤﺎ ﺧﺮ ﺗﺒﻴﻨﺖ ﺍﻟﺠﻦ ﺃﻥ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ ﺍﻟﻐﻴﺐ ﻣﺎ ﻟﺒﺜﻮﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﺍﻟﻤﻬﻴﻦ "
ﻓﻠﻤﺎ ﻗﻀﻴﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺑﺎﻟﻤﻮﺕ ﻣﺎ ﺩﻝ ﺍﻟﺠﻦ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺗﻪ ﺇﻻ ﺍﻷﺭﺿﺔ ﺗﺄﻛﻞ ﻋﺼﺎﻩ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻥ ﻣﺘﻜﺌﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ , ﻓﻮﻗﻊ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ , ﻋﻨﺪ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻤﺖ ﺍﻟﺠﻦ ﺃﻧﻬﻢ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ ﺍﻟﻐﻴﺐ ﻣﺎ ﺃﻗﺎﻣﻮﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﺍﻟﻤﺬﻝ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺸﺎﻕ ﻟﺴﻠﻴﻤﺎﻥ .
ﻇﻨﺎ ﻣﻨﻬﻢ ﺃﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻷﺣﻴﺎﺀ .
ﻭﻓﻲ ﺍﻵﻳﺔ ﺇﺑﻄﺎﻝ ﻻﻋﺘﻘﺎﺩ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻥ ﺍﻟﺠﻦ ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ ﺍﻟﻐﻴﺐ ; ﺇﺫ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ ﺍﻟﻐﻴﺐ ﻟﻌﻠﻤﻮﺍ ﻭﻓﺎﺓ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ , ﻭﻟﻤﺎ ﺃﻗﺎﻣﻮﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﺍﻟﻤﻬﻴﻦ .
" ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻟﺴﺒﺈ ﻓﻲ ﻣﺴﻜﻨﻬﻢ ﺁﻳﺔ ﺟﻨﺘﺎﻥ ﻋﻦ ﻳﻤﻴﻦ ﻭﺷﻤﺎﻝ ﻛﻠﻮﺍ ﻣﻦ ﺭﺯﻕ ﺭﺑﻜﻢ ﻭﺍﺷﻜﺮﻭﺍ ﻟﻪ ﺑﻠﺪﺓ ﻃﻴﺒﺔ ﻭﺭﺏ ﻏﻔﻮﺭ "
ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻟﻘﺒﻴﻠﺔ ﺳﺒﺄ ﺑـ ( ﺍﻟﻴﻤﻦ ) ﻓﻲ ﻣﺴﻜﻨﻬﻢ ﺩﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﺪﺭﺗﻨﺎ : ﺑﺴﺘﺎﻧﺎﻥ ﻋﻦ ﻳﻤﻴﻦ ﻭﺷﻤﺎﻝ , ﻛﻠﻮﺍ ﻣﻦ ﺭﺯﻕ ﺭﺑﻜﻢ , ﻭﺍﺷﻜﺮﻭﺍ ﻟﻪ ﻧﻌﻤﻪ ﻋﻠﻴﻜﻢ ; ﻓﺈﻥ ﺑﻠﺪﺗﻜﻢ ﻛﺮﻳﻤﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﺔ ﺣﺴﻨﺔ ﺍﻟﻬﻮﺍﺀ , ﻭﺭﺑﻜﻢ ﻏﻔﻮﺭ ﻟﻜﻢ .
" ﻓﺄﻋﺮﺿﻮﺍ ﻓﺄﺭﺳﻠﻨﺎ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺳﻴﻞ ﺍﻟﻌﺮﻡ ﻭﺑﺪﻟﻨﺎﻫﻢ ﺑﺠﻨﺘﻴﻬﻢ ﺟﻨﺘﻴﻦ ﺫﻭﺍﺗﻲ ﺃﻛﻞ ﺧﻤﻂ ﻭﺃﺛﻞ ﻭﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﺳﺪﺭ ﻗﻠﻴﻞ "
ﻓﺎﻋﺮﺿﻮﺍ ﻋﻦ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺷﻜﺮﻩ ﻭﻛﺬﺑﻮﺍ ﺍﻟﺮﺳﻞ , ﻓﺄﺭﺳﻠﻨﺎ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺴﻴﻞ ﺍﻟﺠﺎﺭﻑ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﺧﺮﺏ ﺍﻟﺴﺪ ﻭﺃﻏﺮﻕ ﺍﻟﺒﺴﺎﺗﻴﻦ , ﻭﺑﺪﻟﻨﺎﻫﻢ ﺑﺠﻨﺘﻴﻬﻢ ﺍﻟﻤﺜﻤﺮﺗﻴﻦ ﺟﻨﺘﻴﻦ ﺫﻭﺍﺗﻲ ﺃﻛﻞ ﺧﻤﻂ , ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺜﻤﺮ ﺍﻟﻤﺮ ﺍﻟﻜﺮﻳﻪ ﺍﻟﻄﻌﻢ , ﻭﺃﺛﻞ ﻭﻫﻮ ﺷﺠﺮ ﺷﺒﻴﻪ ﺑﺎﻟﻄﺮﻓﺎﺀ ﻻ ﺛﻤﺮ ﻟﻪ , ﻭﻗﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﺷﺠﺮ ﺍﻟﻨﺒﻖ ﻛﺜﻴﺮ ﺍﻟﺸﻮﻙ .
" ﺫﻟﻚ ﺟﺰﻳﻨﺎﻫﻢ ﺑﻤﺎ ﻛﻔﺮﻭﺍ ﻭﻫﻞ ﻧﺠﺎﺯﻱ ﺇﻻ ﺍﻟﻜﻔﻮﺭ "
ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺘﺒﺪﻳﻞ ﻣﻦ ﺧﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﺷﺮ ﺑﺴﺒﺐ ﻛﻔﺮﻫﻢ , ﻭﻋﺪﻡ ﺷﻜﺮﻫﻢ ﻧﻌﻢ ﺍﻟﻠﻪ , ﻭﻣﺎ ﻧﻌﺎﻗﺐ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ ﺇﻻ ﺍﻟﺠﺤﻮﺩ ﺍﻟﻤﺒﺎﻟﻎ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻔﺮ , ﻳﺠﺎﺯﻱ ﺑﻔﻌﻠﻪ ﻣﺜﻼ ﺑﻤﺜﻞ .
" ﻭﺟﻌﻠﻨﺎ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﻘﺮﻯ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﺎﺭﻛﻨﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻗﺮﻯ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﻭﻗﺪﺭﻧﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺴﻴﺮ ﺳﻴﺮﻭﺍ ﻓﻴﻬﺎ ﻟﻴﺎﻟﻲ ﻭﺃﻳﺎﻣﺎ ﺁﻣﻨﻴﻦ "
ﻭﺟﻌﻠﻨﺎ ﺑﻴﻦ ﺃﻫﻞ ( ﺳﺒﺎ ) - ﻭﻫﻢ ( ﺑﺎﻟﻴﻤﻦ ) - ﻭﺍﻟﻘﺮﻯ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﺎﺭﻛﻨﺎ ﻓﻴﻬﺎ - ﻭﻫﻲ ( ﺍﻟﺸﺎﻡ ) - ﻣﺪﻧﺎ ﻣﺘﺼﻠﺔ ﻳﺮﻯ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ , ﻭﺟﻌﻠﻨﺎ ﺍﻟﺴﻴﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﺳﻴﺮﺍ ﻣﻘﺪﺭﺍ ﻣﻦ ﻣﻨﺰﻝ ﺇﻟﻰ ﻣﻨﺰﻝ ﻻ ﻣﺸﻘﺔ ﻓﻴﻪ , ﻭﻗﻠﻨﺎ ﻟﻬﻢ : ﺳﻴﺮﻭﺍ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻘﺮﻯ ﻓﻲ ﺃﻱ ﻭﻗﺖ ﺷﺌﺘﻢ ﻣﻦ ﻟﻴﻞ ﺃﻭ ﻧﻬﺎﺭ , ﺁﻣﻨﻴﻦ ﻻ ﺗﺨﺎﻓﻮﻥ ﻋﺪﻭﺍ , ﺭﻻ ﺟﻮﻋﺎ ﻭﻻ ﻋﻄﺸﺎ .
" ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ ﺭﺑﻨﺎ ﺑﺎﻋﺪ ﺑﻴﻦ ﺃﺳﻔﺎﺭﻧﺎ ﻭﻇﻠﻤﻮﺍ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻓﺠﻌﻠﻨﺎﻫﻢ ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﻭﻣﺰﻗﻨﺎﻫﻢ ﻛﻞ ﻣﻤﺰﻕ ﺇﻥ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻵﻳﺎﺕ ﻟﻜﻞ ﺻﺒﺎﺭ ﺷﻜﻮﺭ "
ﻓﺒﻄﻐﻴﺎﻧﻬﻢ ﻣﻠﻮﺍ ﺍﻟﺮﺍﺣﺔ ﻭﺍﻷﻣﻦ ﻭﺭﻏﺪ ﺍﻟﻌﻴﺶ , ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ : ﺭﺑﻨﺎ ﺍﺟﻌﻞ ﻗﺮﺍﻧﺎ ﻣﺘﺒﺎﻋﺪﺓ ; ﻟﻴﺒﻌﺪ ﺳﻔﺮﻧﺎ ﺑﻴﻨﻬﺎ , ﻓﻼ ﻧﺠﺪ ﻗﺮﻯ ﻋﺎﻣﺮﺓ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﻨﺎ , ﻭﻇﻠﻤﻮﺍ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﺑﻜﻔﺮﻫﻢ ﻓﺄﻫﻠﻜﻨﺎﻫﻢ , ﻭﺟﻌﻠﻨﺎﻫﻢ ﻋﺒﺮﺍ ﻭﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﻟﻤﻦ ﻳﺄﺗﻲ ﺑﻌﺪﻫﻢ , ﻭﻓﺮﻗﻨﺎﻫﻢ ﻛﻞ ﺗﻔﺮﻳﻖ ﻭﺧﺮﺑﺖ ﺑﻼﺩﻫﻢ , ﺇﻥ ﻓﻴﻤﺎ ﺣﻞ ( ﺑﺴﺒﺄ ) ﻟﻌﺒﺮﺓ ﻟﻜﻞ ﺻﺒﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻜﺎﺭﻩ ﻭﺍﻟﺸﺪﺍﺋﺪ , ﺷﻜﻮﺭ ﻟﻨﻌﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ .
" ﻭﻟﻘﺪ ﺻﺪﻕ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻇﻨﻪ ﻓﺎﺗﺒﻌﻮﻩ ﺇﻻ ﻓﺮﻳﻘﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ "
ﻭﻟﻘﺪ ﻇﻦ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻇﻨﺎ ﻏﻴﺮ ﻳﻘﻴﻦ ﺃﻧﻪ ﺳﻴﻀﻞ ﺑﻨﻲ ﺁﺩﻡ , ﻭﺃﻧﻬﻢ ﺳﻴﻄﻴﻌﻮﻧﻪ ﻓﻲ ﻣﻌﺼﻴﺔ ﺍﻟﻠﻪ , ﻓﺼﺪﻕ ﻇﻨﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ , ﻓﺄﻃﺎﻋﻮﻩ ﻭﻋﺼﻮﺍ ﺭﺑﻬﻢ ﺇﻻ ﻓﺮﻳﻘﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﺑﺎﻟﻠﻪ , ﻓﺈﻧﻬﻢ ﺛﺒﺘﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﻃﺎﻋﺔ ﺍﻟﻠﻪ .
" ﻭﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﺳﻠﻄﺎﻥ ﺇﻻ ﻟﻨﻌﻠﻢ ﻣﻦ ﻳﺆﻣﻦ ﺑﺎﻵﺧﺮﺓ ﻣﻤﻦ ﻫﻮ ﻣﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﺷﻚ ﻭﺭﺑﻚ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﺣﻔﻴﻆ "
ﻭﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻹﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ﻣﻦ ﻗﻬﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﻔﺮ , ﻭﻟﻜﻦ ﺣﻜﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻗﺘﻀﺖ ﺗﺴﻮﻳﻠﻪ ﻟﺒﻨﻲ ﺁﺩﻡ ; ﻟﻨﻌﻠﻢ ﻣﻦ ﻳﺼﺪﻕ ﺑﺎﻟﺒﻌﺚ ﻭﺍﻟﺜﻮﺍﺏ ﻭﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﻣﻤﻦ ﻫﻮ ﻓﻲ ﺷﻚ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ .
ﻭﺭﺑﻚ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﺣﻔﻴﻆ , ﻳﺤﻔﻈﻪ ﻭﻳﺠﺎﺯﻱ ﻋﻠﻴﻪ .
" ﻗﻞ ﺍﺩﻋﻮﺍ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺯﻋﻤﺘﻢ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻻ ﻳﻤﻠﻜﻮﻥ ﻣﺜﻘﺎﻝ ﺫﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕ ﻭﻻ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﻣﺎ ﻟﻬﻢ ﻓﻴﻬﻤﺎ ﻣﻦ ﺷﺮﻙ ﻭﻣﺎ ﻟﻪ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻇﻬﻴﺮ "
ﻗﻞ - ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ - ﻟﻠﻤﺸﺮﻛﻴﻦ : ﺍﺩﻋﻮﺍ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺯﻋﻤﺘﻤﻮﻫﻢ ﺷﺮﻛﺎﺀ ﻟﻠﻪ ﻓﻌﺒﺪﺗﻤﻮﻫﻢ ﻣﻦ ﺩﻭﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻷﺻﻨﺎﻡ ﻭﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﻭﺍﻟﺒﺸﺮ , ﻭﺍﻗﺼﺪﻭﻫﻢ ﻓﻲ ﺣﻮﺍﺋﺠﻜﻢ , ﻓﺈﻧﻬﻢ ﻟﻦ ﻳﺠﻴﺒﻮﻛﻢ , ﻓﻬﻢ ﻻ ﻳﻤﻠﻜﻮﻥ ﻭﺯﻥ ﻧﻤﻠﺔ ﺻﻐﻴﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻤﻮﺍﺕ ﻭﻻ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ , ﻭﻟﻴﺲ ﻟﻬﻢ ﺷﺮﻛﺔ ﻓﻴﻬﻤﺎ , ﻭﻟﻴﺲ ﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻴﻦ ﻣﻌﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻖ ﺷﻲﺀ , ﺑﻞ ﺍﻟﻠﻪ - ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ - ﻫﻮ ﺍﻟﻤﺘﻔﺮﺩ ﺑﺎﻹﻳﺠﺎﺩ , ﻓﻬﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺒﺪ ﻭﺣﺪﻩ , ﻭﻻ ﻳﺴﺘﺤﻖ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﺃﺣﺪ ﺳﻮﺍﻩ .
" ﻭﻻ ﺗﻨﻔﻊ ﺍﻟﺸﻔﺎﻋﺔ ﻋﻨﺪﻩ ﺇﻻ ﻟﻤﻦ ﺃﺫﻥ ﻟﻪ ﺣﺘﻰ ﺇﺫﺍ ﻓﺰﻉ ﻋﻦ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﻣﺎﺫﺍ ﻗﺎﻝ ﺭﺑﻜﻢ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﺍﻟﺤﻖ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻌﻠﻲ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ "
ﻭﻻ ﺗﻨﻔﻊ ﺷﻔﺎﻋﺔ ﺍﻟﺸﺎﻓﻊ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺇﻻ ﻟﻤﻦ ﺃﺫﻥ ﻟﻪ .
ﻭﻣﻦ ﻋﻈﻴﻢ ﻗﺪﺭﺓ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﺃﻧﻪ ﺇﺫﺍ ﺗﻜﻠﻢ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﺑﺎﻟﻮﺣﻲ ﻓﺴﻤﻊ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻤﻮﺍﺕ ﻛﻼﻣﻪ ﺃﺭﻋﺪﻭﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻬﻴﺒﺔ , ﺣﺘﻰ ﻳﻠﺤﻘﻬﻢ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻐﺸﻲ , ﻓﺈﺫﺍ ﺯﺍﻝ ﺍﻟﻔﺰﻉ ﻋﻦ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ﺳﺄﻝ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺑﻌﻀﺎ : ﻣﺎﺫﺍ ﻗﺎﻝ ﺭﺑﻜﻢ؟ ﻗﺎﻟﺖ ﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ : ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺤﻖ , ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻌﻠﻲ ﺑﺬﺍﺗﻪ ﻭﻗﻬﺮﻩ ﻭﻋﻠﻮ ﻗﺪﺭﻩ , ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ .
" ﻗﻞ ﻣﻦ ﻳﺮﺯﻗﻜﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕ ﻭﺍﻷﺭﺽ ﻗﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺇﻧﺎ ﺃﻭ ﺇﻳﺎﻛﻢ ﻟﻌﻠﻰ ﻫﺪﻯ ﺃﻭ ﻓﻲ ﺿﻼﻝ ﻣﺒﻴﻦ "
ﻗﻞ - ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ - ﻟﻠﻤﺸﺮﻛﻴﻦ : ﻣﻦ ﻳﺮﺯﻗﻜﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻤﻮﺍﺕ ﺑﺎﻟﻤﻄﺮ , ﻭﻣﻦ ﺍﻷﺭﺽ ﺑﺎﻟﻨﺒﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﺩﻥ ﻭﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ؟ ﻓﺈﻧﻬﻢ ﻻ ﺑﺪ ﺃﻥ ﻳﻘﺮﻭﺍ ﺑﺄﻧﻪ ﺍﻟﻠﻪ , ﻭﺇﻥ ﻟﻢ ﺗﻘﺮﻭﺍ ﺑﺬﻟﻚ ﻓﻘﻞ ﻟﻬﻢ : ﺍﻟﻠﻪ ﻫﻮ ﺍﻟﺮﺯﺍﻕ , ﻭﺇﻥ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻔﺮﻳﻘﻴﻦ ﻣﻨﺎ ﻭﻣﻨﻜﻢ ﻟﻌﻠﻲ ﻫﺪﻯ ﻣﺘﻤﻜﻦ ﻣﻨﻪ , ﺃﻭ ﻓﻲ ﺿﻼﻝ ﺑﻴﻦ ﻣﻨﻐﻤﺲ ﻓﻴﻪ .
" ﻗﻞ ﻻ ﺗﺴﺄﻟﻮﻥ ﻋﻤﺎ ﺃﺟﺮﻣﻨﺎ ﻭﻻ ﻧﺴﺄﻝ ﻋﻤﺎ ﺗﻌﻤﻠﻮﻥ "
ﻗﻞ : ﻻ ﺗﺴﺄﻟﻮﻥ ﻋﻦ ﺫﻧﻮﺑﻨﺎ , ﻭﻻ ﻧﺴﺄﻝ ﻋﻦ ﺃﻋﻤﺎﻟﻜﻢ ; ﻷﻧﻨﺎ ﺑﺮﻳﺌﻮﻥ ﻣﻨﻜﻢ ﻭﻣﻦ ﻛﻔﺮﻛﻢ .
" ﻗﻞ ﻳﺠﻤﻊ ﺑﻴﻨﻨﺎ ﺭﺑﻨﺎ ﺛﻢ ﻳﻔﺘﺢ ﺑﻴﻨﻨﺎ ﺑﺎﻟﺤﻖ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻔﺘﺎﺡ ﺍﻟﻌﻠﻴﻢ "
ﻗﻞ : ﺭﺑﻨﺎ ﻳﺠﻤﻊ ﺑﻴﻨﻨﺎ ﻭﺑﻴﻨﻜﻢ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ , ﺛﻢ ﻳﻘﻀﻲ ﺑﻴﻨﻨﺎ ﺑﺎﻟﻌﺪﻝ , ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻔﺘﺎﺡ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﺑﻴﻦ ﺧﻠﻘﻪ , ﺍﻟﻌﻠﻴﻢ ﺑﻤﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﻘﻀﻰ ﺑﻪ , ﻭﺑﺄﺣﻮﺍﻝ ﺧﻠﻘﻪ , ﻻ ﺗﺨﻔﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺧﺎﻓﻴﺔ .
" ﻗﻞ ﺃﺭﻭﻧﻲ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﻟﺤﻘﺘﻢ ﺑﻪ ﺷﺮﻛﺎﺀ ﻛﻼ ﺑﻞ ﻫﻮ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ "
ﻗﻞ : ﺃﺭﻭﻧﻲ ﺑﺎﻟﺤﺠﺔ ﻭﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﻟﺤﻘﺘﻤﻮﻫﻢ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻭﺟﻌﻠﺘﻤﻮﻫﻢ ﺷﺮﻛﺎﺀ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ , ﻫﻞ ﺧﻠﻘﻮﺍ ﺷﻴﺌﺎ؟ ﻟﻴﺲ ﺍﻷﻣﺮ ﻛﻤﺎ ﻭﺻﻔﻮﺍ , ﺑﻞ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﻌﺒﻮﺩ ﺑﺤﻖ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﺷﺮﻳﻚ ﻟﻪ , ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﻓﻲ ﺍﻧﺘﻘﺎﻣﻪ ﻣﻤﻦ ﺃﺷﺮﻙ ﺑﻪ ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ ﻓﻲ ﺃﻗﻮﺍﻟﻪ ﻭﺃﻓﻌﺎﻟﻪ ﻭﺗﺪﺑﻴﺮ ﺃﻣﻮﺭ ﺧﻠﻘﻪ .
" ﻭﻣﺎ ﺃﺭﺳﻠﻨﺎﻙ ﺇﻻ ﻛﺎﻓﺔ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﺑﺸﻴﺮﺍ ﻭﻧﺬﻳﺮﺍ ﻭﻟﻜﻦ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻻ ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ "
ﻭﻣﺎ ﺃﺭﺳﻠﻨﺎﻙ - ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ - ﺇﻻ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ ﻣﺒﺸﺮﺍ ﺑﺜﻮﺍﺏ ﺍﻟﻠﻪ , ﻭﻣﻨﺬﺭﺍ ﻋﻘﺎﺑﻪ , ﻭﻟﻜﻦ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻻ ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ ﺍﻟﺤﻖ , ﻓﻬﻢ ﻣﻌﺮﺿﻮﻥ ﻋﻨﻪ .
" ﻭﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﻣﺘﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﻋﺪ ﺇﻥ ﻛﻨﺘﻢ ﺻﺎﺩﻗﻴﻦ "
ﻭﻳﻘﻮﻝ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻮﻥ ﻣﺴﺘﻬﺰﺋﻴﻦ : ﻣﺘﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﻋﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻌﺪﻭﻧﻨﺎ ﺃﻥ ﻳﺠﻤﻌﻨﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻴﻪ , ﺛﻢ ﻳﻘﻀﻲ ﺑﻴﻨﻨﺎ , ﺇﻥ ﻛﻨﺘﻢ ﺻﺎﺩﻗﻴﻦ ﻓﻴﻤﺎ ﺗﻌﺪﻭﻧﻨﺎ ﺑﻪ؟
" ﻗﻞ ﻟﻜﻢ ﻣﻴﻌﺎﺩ ﻳﻮﻡ ﻻ ﺗﺴﺘﺄﺧﺮﻭﻥ ﻋﻨﻪ ﺳﺎﻋﺔ ﻭﻻ ﺗﺴﺘﻘﺪﻣﻮﻥ "
ﻗﻞ ﻟﻬﻢ - ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ :- ﻟﻜﻢ ﻣﻴﻌﺎﺩ ﻫﻮ ﺁﺗﻴﻜﻢ ﻻ ﻣﺤﺎﻟﺔ , ﻭﻫﻮ ﻣﻴﻌﺎﺩ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ , ﻻ ﺗﺴﺘﺄﺧﺮﻭﻥ ﻋﻨﻪ ﺳﺎﻋﺔ ﻟﻠﺘﻮﺑﺔ , ﻭﻻ ﺗﺴﺘﻘﺪﻣﻮﻥ ﺳﺎﻋﺔ ﻗﺒﻠﻪ ﻟﻠﻌﺬﺍﺏ .
ﻓﺎﺣﺬﺭﻭﺍ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻴﻮﻡ , ﻭﺃﻋﺪﻭﺍ ﻟﻪ ﻋﺪﺗﻪ .
" ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﻔﺮﻭﺍ ﻟﻦ ﻧﺆﻣﻦ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﻻ ﺑﺎﻟﺬﻱ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ ﻭﻟﻮ ﺗﺮﻯ ﺇﺫ ﺍﻟﻈﺎﻟﻤﻮﻥ ﻣﻮﻗﻮﻓﻮﻥ ﻋﻨﺪ ﺭﺑﻬﻢ ﻳﺮﺟﻊ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﺳﺘﻀﻌﻔﻮﺍ ﻟﻠﺬﻳﻦ ﺍﺳﺘﻜﺒﺮﻭﺍ ﻟﻮﻻ ﺃﻧﺘﻢ ﻟﻜﻨﺎ ﻣﺆﻣﻨﻴﻦ "
ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﻔﺮﻭﺍ : ﻟﻦ ﻧﺼﺪﻕ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﻻ ﺑﺎﻟﺬﻱ ﺗﻘﺪﻣﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﻭﺍﻹﻧﺠﻴﻞ ﻭﺍﻟﺰﺑﻮﺭ , ﻓﻘﺪ ﻛﺬﺑﻮﺍ ﺑﺠﻤﻴﻊ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﻠﻪ .
ﻭﻟﻮ ﺗﺮﻯ - ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ - ﺇﺫ ﺍﻟﻈﺎﻟﻤﻮﻥ ﻣﺤﺒﻮﺳﻮﻥ ﻋﻨﺪ ﺭﺑﻬﻢ ﻟﻠﺤﺴﺎﺏ , ﻳﺘﺮﺍﺟﻌﻮﻥ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻬﻢ , ﻛﻞ ﻳﻠﻘﻲ ﺑﺎﻟﻌﺘﺎﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻵﺧﺮ , ﻟﺮﺃﻳﺖ ﺷﻴﺌﺎ ﻓﻈﻴﻌﺎ , ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻤﺴﺘﻀﻌﻔﻮﻥ ﻟﻠﺬﻳﻦ ﺍﺳﺘﻜﺒﺮﻭﺍ - ﻭﻫﻢ ﺍﻟﻘﺎﺩﺓ ﻭﺍﻟﺮﺅﺳﺎﺀ ﺍﻟﻀﺎﻟﻮﻥ ﺍﻟﻤﻀﻠﻮﻥ :- ﻟﻮﻻ ﺃﻧﺘﻢ ﺃﺿﻠﻠﺘﻤﻮﻧﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﻬﺪﻯ ﻟﻜﻨﺎ ﻣﺆﻣﻨﻴﻦ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ .
" ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﺳﺘﻜﺒﺮﻭﺍ ﻟﻠﺬﻳﻦ ﺍﺳﺘﻀﻌﻔﻮﺍ ﺃﻧﺤﻦ ﺻﺪﺩﻧﺎﻛﻢ ﻋﻦ ﺍﻟﻬﺪﻯ ﺑﻌﺪ ﺇﺫ ﺟﺎﺀﻛﻢ ﺑﻞ ﻛﻨﺘﻢ ﻣﺠﺮﻣﻴﻦ "
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺮﺅﺳﺎﺀ ﻟﻠﺬﻳﻦ ﺍﺳﺘﻀﻌﻔﻮﺍ : ﺃﻧﺤﻦ ﻣﻨﻌﻨﺎﻛﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻬﺪﻯ ﺑﻌﺪ ﺇﺫ ﺟﺎﺀﻛﻢ؟ ﺑﻞ ﻛﻨﺘﻢ ﻣﺠﺮﻣﻴﻦ ﺇﺫ ﺩﺧﻠﺘﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﺑﺈﺭﺍﺩﺗﻜﻢ ﻣﺨﺘﺎﺭﻳﻦ .
" ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﺳﺘﻀﻌﻔﻮﺍ ﻟﻠﺬﻳﻦ ﺍﺳﺘﻜﺒﺮﻭﺍ ﺑﻞ ﻣﻜﺮ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻭﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﺇﺫ ﺗﺄﻣﺮﻭﻧﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﻜﻔﺮ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻭﻧﺠﻌﻞ ﻟﻪ ﺃﻧﺪﺍﺩﺍ ﻭﺃﺳﺮﻭﺍ ﺍﻟﻨﺪﺍﻣﺔ ﻟﻤﺎ ﺭﺃﻭﺍ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﻭﺟﻌﻠﻨﺎ ﺍﻷﻏﻼﻝ ﻓﻲ ﺃﻋﻨﺎﻕ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﻔﺮﻭﺍ ﻫﻞ ﻳﺠﺰﻭﻥ ﺇﻻ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻌﻤﻠﻮﻥ "
ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﻤﺴﺘﻀﻌﻔﻮﻥ ﻟﺮﺅﺳﺎﺋﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻀﻼﻝ : ﺑﻞ ﺗﺪﺑﻴﺮﻛﻢ ﺍﻟﺸﺮ ﻟﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻭﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻭﻗﻌﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻬﻠﻜﺔ , ﻓﻜﻨﺘﻢ ﺗﻄﻠﺒﻮﻥ ﻣﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﻜﻔﺮ ﺑﺎﻟﻠﻪ , ﻭﻧﺠﻌﻞ ﻟﻪ ﺷﺮﻛﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ , ﻭﺃﺳﺮ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺮﻳﻘﻴﻦ ﺍﻟﺤﺴﺮﺓ ﺣﻴﻦ ﺭﺃﻭﺍ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻋﺪ ﻟﻬﻢ , ﻭﺟﻌﻠﻨﺎ ﺍﻷﻏﻼﻝ ﻓﻲ ﺃﻋﻨﺎﻕ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﻔﺮﻭﺍ , ﻻ ﻳﻌﺎﻗﺒﻮﻥ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﺇﻻ ﺑﺴﺒﺐ ﻛﻔﺮﻫﻢ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻭﻋﻤﻠﻬﻢ ﺍﻟﺴﻴﺌﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ .
ﻭﻓﻲ ﺍﻵﻳﺔ ﺗﺤﺬﻳﺮ ﺷﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ ﺩﻋﺎﺓ ﺍﻟﻀﻼﻝ ﻭﺃﺋﻤﺔ ﺍﻟﻄﻐﺒﺎﻥ .
" ﻭﻣﺎ ﺃﺭﺳﻠﻨﺎ ﻓﻲ ﻗﺮﻳﺔ ﻣﻦ ﻧﺬﻳﺮ ﺇﻻ ﻗﺎﻝ ﻣﺘﺮﻓﻮﻫﺎ ﺇﻧﺎ ﺑﻤﺎ ﺃﺭﺳﻠﺘﻢ ﺑﻪ ﻛﺎﻓﺮﻭﻥ "
ﻭﻣﺎ ﺃﺭﺳﻠﻨﺎ ﻓﻲ ﻗﺮﻳﺔ ﻣﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﻳﺪﻋﻮ ﺍﻟﻰ ﺗﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺇﻓﺮﺍﺩﻩ ﺑﺎﻟﻌﺒﺎﺩﺓ , ﺇﻻ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻤﻨﻐﻤﺴﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﺬﺍﺕ ﻭﺍﻟﺸﻬﻮﺍﺕ ﻣﻦ ﺃﻫﻠﻬﺎ : ﺇﻧﺎ ﺑﺎﻟﺬﻱ ﺟﺌﺘﻢ ﺑﻪ - ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﺮﺳﻞ - ﺟﺎﺣﺪﻭﻥ .
" ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ ﻧﺤﻦ ﺃﻛﺜﺮ ﺃﻣﻮﺍﻻ ﻭﺃﻭﻻﺩﺍ ﻭﻣﺎ ﻧﺤﻦ ﺑﻤﻌﺬﺑﻴﻦ "
ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ : ﻧﺤﻦ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻨﻜﻢ ﺃﻣﻮﺍﻻ ﻭﺃﻭﻻﺩﺍ , ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻟﻢ ﻳﻌﻄﻨﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻌﻢ ﺇﻻ ﻟﺮﺿﺎﻩ ﻋﻨﺎ , ﻭﻣﺎ ﻧﺤﻦ ﺑﻤﻌﺬﺑﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﻻ ﻓﻲ ﺍﻵﺧﺮﺓ .
" ﻗﻞ ﺇﻥ ﺭﺑﻲ ﻳﺒﺴﻂ ﺍﻟﺮﺯﻕ ﻟﻤﻦ ﻳﺸﺎﺀ ﻭﻳﻘﺪﺭ ﻭﻟﻜﻦ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻻ ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ "
ﻗﻞ ﻟﻬﻢ - ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ :- ﺇﻥ ﺭﺑﻲ ﻳﻮﺳﻊ ﺍﻟﺮﺯﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻟﻤﻦ ﻳﺸﺎﺀ ﻣﻦ ﻋﺒﺎﺩﻩ , ﻭﻳﻀﻴﻖ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻳﺸﺎﺀ , ﻻ ﻟﻤﺤﺒﺔ ﻭﻻ ﻟﺒﻐﺾ , ﻭﻟﻜﻦ ﻳﻔﻌﻞ ﺫﻟﻚ ﺍﺧﺘﺒﺎﺭﺍ , ﻭﻟﻜﻦ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻻ ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ ﺃﻥ ﺫﻟﻚ ﺍﺧﺘﺒﺎﺭ ﻟﻌﺒﺎﺩﻩ ; ﻷﻧﻬﻢ ﻻ ﻳﺘﺄﻣﻠﻮﻥ .
" ﻭﻣﺎ ﺃﻣﻮﺍﻟﻜﻢ ﻭﻻ ﺃﻭﻻﺩﻛﻢ ﺑﺎﻟﺘﻲ ﺗﻘﺮﺑﻜﻢ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﺯﻟﻔﻰ ﺇﻻ ﻣﻦ ﺁﻣﻦ ﻭﻋﻤﻞ ﺻﺎﻟﺤﺎ ﻓﺄﻭﻟﺌﻚ ﻟﻬﻢ ﺟﺰﺍﺀ ﺍﻟﻀﻌﻒ ﺑﻤﺎ ﻋﻤﻠﻮﺍ ﻭﻫﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺮﻓﺎﺕ ﺁﻣﻨﻮﻥ "
ﻭﻟﻴﺴﺖ ﺃﻣﻮﺍﻟﻜﻢ ﻭﻻ ﺃﻭﻻﺩﻛﻢ ﺑﺎﻟﺘﻲ ﺗﻘﺮﺑﻜﻢ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﻗﺮﺑﻰ , ﻭﺗﺮﻓﻊ ﺩﺭﺟﺎﺗﻜﻢ , ﻟﻜﻦ ﻣﻦ ﺁﻣﻦ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻭﻋﻤﻞ ﺻﺎﻟﺤﺎ ﻓﻬﺆﻻﺀ ﻟﻬﻢ ﺛﻮﺍﺏ ﺍﻟﻀﻌﻒ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺴﻨﺎﺕ , ﻓﺎﻟﺤﺴﻨﺔ ﺑﻌﺸﺮ ﺃﻣﺜﺎﻟﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻳﺸﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻳﺎﺩﺓ , ﻭﻫﻢ ﻓﻲ ﺃﻋﺎﻟﻲ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﺁﻣﻨﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﻭﺍﻟﻤﻮﺕ ﻭﺍﻷﺣﺰﺍﻥ .
" ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺴﻌﻮﻥ ﻓﻲ ﺁﻳﺎﺗﻨﺎ ﻣﻌﺎﺟﺰﻳﻦ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﻣﺤﻀﺮﻭﻥ "
ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺴﻌﻮﻥ ﻓﻲ ﺇﺑﻄﺎﻝ ﺣﺠﺠﻨﺎ , ﻭﻳﺼﺪﻭﻥ ﻋﻦ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺸﺎﻗﻴﻦ ﻣﻐﺎﻟﺒﻴﻦ , ﻫﺆﻻﺀ ﻓﻲ ﻋﺬﺍﺏ ﺟﻬﻨﻢ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ , ﺗﺤﻀﺮﻫﻢ ﺍﻟﺰﺑﺎﻧﻴﺔ , ﻓﻼ ﻳﺨﺮﺟﻮﻥ ﻣﻨﻬﺎ .
" ﻗﻞ ﺇﻥ ﺭﺑﻲ ﻳﺒﺴﻂ ﺍﻟﺮﺯﻕ ﻟﻤﻦ ﻳﺸﺎﺀ ﻣﻦ ﻋﺒﺎﺩﻩ ﻭﻳﻘﺪﺭ ﻟﻪ ﻭﻣﺎ ﺃﻧﻔﻘﺘﻢ ﻣﻦ ﺷﻲﺀ ﻓﻬﻮ ﻳﺨﻠﻔﻪ ﻭﻫﻮ ﺧﻴﺮ ﺍﻟﺮﺍﺯﻗﻴﻦ "
ﻗﻞ - ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ - ﻟﻬﺆﻻﺀ ﺍﻟﻤﻐﺘﺮﻳﻦ ﺑﺎﻷﻣﻮﺍﻝ ﻭﺍﻷﻭﻻﺩ : ﺇﻥ ﺭﺑﻲ ﻳﻮﺳﻊ ﺍﻟﺮﺯﻕ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻳﺸﺎﺀ ﻣﻦ ﻋﺒﺎﺩﻩ , ﻭﻳﻀﻴﻔﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻳﺸﺎﺀ ; ﻟﺤﻜﻤﺔ ﻳﻌﻠﻤﻬﺎ , ﻭﻣﻬﻤﺎ ﺃﻋﻄﻴﺘﻢ ﻣﻦ ﺷﻲﺀ ﻓﻴﻤﺎ ﺃﻣﺮﻛﻢ ﺑﻪ ﻓﻬﻮ ﻳﻌﻮﺿﻪ ﻟﻜﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺑﺎﻟﺒﺪﻝ , ﻭﻓﻲ ﺍﻵﺧﺮﺓ ﺑﺎﻟﺜﻮﺍﺏ , ﻭﻫﻮ - ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ - ﺧﻴﺮ ﺍﻟﺮﺍﺯﻗﻴﻦ , ﻓﺎﻃﻠﺒﻮﺍ ﺍﻟﺮﺯﻕ ﻣﻨﻪ ﻭﺣﺪﻩ , ﻭﺍﺳﻌﻮﺍ ﻓﻲ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻣﺮﻛﻢ ﺑﻬﺎ .
" ﻭﻳﻮﻡ ﻳﺤﺸﺮﻫﻢ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﺛﻢ ﻳﻘﻮﻝ ﻟﻠﻤﻼﺋﻜﺔ ﺃﻫﺆﻻﺀ ﺇﻳﺎﻛﻢ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻌﺒﺪﻭﻥ "
ﻭﺍﺫﻛﺮ - ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ - ﻳﻮﻡ ﻳﺤﺸﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻴﻦ ﻭﺍﻟﻤﻌﺒﻮﺩﻳﻦ ﻣﻦ ﺩﻭﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ , ﺛﻢ ﻳﻘﻮﻝ ﻟﻠﻤﻼﺋﻜﺔ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺘﻮﺑﻴﺦ ﻟﻤﻦ ﻋﺒﺪﻫﻢ : ﺃﻫﺆﻻﺀ ﺇﻳﺎﻛﻢ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻌﺒﺪﻭﻥ ﻣﻦ ﺩﻭﻧﻨﺎ؟
" ﻗﺎﻟﻮﺍ ﺳﺒﺤﺎﻧﻚ ﺃﻧﺖ ﻭﻟﻴﻨﺎ ﻣﻦ ﺩﻭﻧﻬﻢ ﺑﻞ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻌﺒﺪﻭﻥ ﺍﻟﺠﻦ ﺃﻛﺜﺮﻫﻢ ﺑﻬﻢ ﻣﺆﻣﻨﻮﻥ "
ﻗﺎﻟﺖ ﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ : ﻧﻨﺰﻫﻚ ﻳﺎ ﺃﻟﻠﻪ ﻋﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻚ ﺷﺮﻳﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ , ﺃﻧﺖ ﻭﻟﻴﻨﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﻄﻴﻌﻪ ﻭﻧﻌﺒﺪﻩ ﻭﺣﺪﻩ , ﺑﻞ ﻛﺎﻥ ﻫﺆﻻﺀ ﻳﻌﺒﺪﻭﻥ ﺍﻟﺸﻴﺎﻃﻴﻦ , ﺃﻛﺜﺮﻫﻢ ﺑﻬﻢ ﻣﺼﺪﻗﻮﻥ ﻭﻣﻄﻴﻌﻮﻥ .
" ﻓﺎﻟﻴﻮﻡ ﻻ ﻳﻤﻠﻚ ﺑﻌﻀﻜﻢ ﻟﺒﻌﺾ ﻧﻔﻌﺎ ﻭﻻ ﺿﺮﺍ ﻭﻧﻘﻮﻝ ﻟﻠﺬﻳﻦ ﻇﻠﻤﻮﺍ ﺫﻭﻗﻮﺍ ﻋﺬﺍﺏ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﻨﺘﻢ ﺑﻬﺎ ﺗﻜﺬﺑﻮﻥ "
ﻓﻔﻲ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺤﺸﺮ ﻻ ﻳﻤﻠﻚ ﺍﻟﻤﻌﺒﻮﺩﻭﻥ ﻟﻠﻌﺎﺑﺪﻳﻦ ﻧﻔﻌﺎ ﻭﻻ ﺿﺮﺍ , ﻭﻧﻘﻮﻝ ﻟﻠﺬﻳﻦ ﻇﻠﻤﻮﺍ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﺑﺎﻟﺸﺮﻙ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﺻﻲ : ﺫﻭﻗﻮﺍ ﻋﺬﺍﺏ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﻨﺘﻢ ﺑﻬﺎ ﺗﻜﺬﺑﻮﻥ .
" ﻭﺇﺫﺍ ﺗﺘﻠﻰ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺁﻳﺎﺗﻨﺎ ﺑﻴﻨﺎﺕ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﻣﺎ ﻫﺬﺍ ﺇﻻ ﺭﺟﻞ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﺼﺪﻛﻢ ﻋﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﺒﺪ ﺁﺑﺎﺅﻛﻢ ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ ﻣﺎ ﻫﺬﺍ ﺇﻻ ﺇﻓﻚ ﻣﻔﺘﺮﻯ ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﻔﺮﻭﺍ ﻟﻠﺤﻖ ﻟﻤﺎ ﺟﺎﺀﻫﻢ ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﺇﻻ ﺳﺤﺮ ﻣﺒﻴﻦ "
ﻭﺇﺫﺍ ﺗﺘﻠﻰ ﻋﻠﻰ ﻛﻔﺎﺭ ( ﻣﻜﺔ ) ﺁﻳﺎﺕ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﺿﺤﺎﺕ ﻗﺎﻟﻮﺍ : ﻣﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺇﻻ ﺭﺟﻞ ﻳﺮﻏﺐ ﺃﻥ ﻳﻤﻨﻌﻜﻢ ﻋﻦ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﻵﻟﻬﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﺒﺪﻫﺎ ﺁﺑﺎﺅﻛﻢ , ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ : ﻣﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺘﻠﻮﻩ ﻋﻠﻴﻨﺎ - ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ - ﺇﻻ ﻛﺬﺏ ﻣﺨﺘﻠﻖ , ﺟﺌﺖ ﺑﻪ ﻣﻦ ﻋﻨﺪ ﻧﻔﺴﻚ , ﻭﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ , ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻟﻤﺎ ﺟﺎﺀﻫﻢ : ﻣﺎ ﻫﺬﺍ ﺇﻻ ﺳﺤﺮ ﻭﺍﺿﺢ .
" ﻭﻣﺎ ﺁﺗﻴﻨﺎﻫﻢ ﻣﻦ ﻛﺘﺐ ﻳﺪﺭﺳﻮﻧﻬﺎ ﻭﻣﺎ ﺃﺭﺳﻠﻨﺎ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻗﺒﻠﻚ ﻣﻦ ﻧﺬﻳﺮ "
ﻭﻣﺎ ﺃﻧﺰﻟﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ﻣﻦ ﻛﺘﺐ ﻳﻘﺮﺅﻭﻧﻬﺎ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻓﺘﺪﻟﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﺰﻋﻤﻮﻥ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻣﺎ ﺟﺎﺀﻫﻢ ﺑﻪ ﻣﺤﻤﺪ ﺳﺤﺮ , ﻭﻣﺎ ﺃﺭﺳﻠﻨﺎ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻗﺒﻠﻚ - ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ - ﻣﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﻳﻨﺬﺭﻫﻢ ﺑﺄﺳﻨﺎ .
" ﻭﻛﺬﺏ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻬﻢ ﻭﻣﺎ ﺑﻠﻐﻮﺍ ﻣﻌﺸﺎﺭ ﻣﺎ ﺁﺗﻴﻨﺎﻫﻢ ﻓﻜﺬﺑﻮﺍ ﺭﺳﻠﻲ ﻓﻜﻴﻒ ﻛﺎﻥ ﻧﻜﻴﺮ "
ﻭﻛﺬﺏ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻬﻢ ﻛﻌﺎﺩ ﻭﺛﻤﻮﺩ ﺭﺳﻠﻨﺎ , ﻭﻣﺎ ﺑﻠﻎ ﺃﻫﻞ ( ﻣﻜﺔ ) ﻋﺸﺮ ﻣﺎ ﺁﺗﻴﻨﺎ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﺓ , ﻭﻛﺜﺮﺓ ﺍﻟﻤﺎﻝ , ﻭﻃﻮﻝ ﺍﻟﻌﻤﺮ ﻭﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻌﻢ , ﻓﻜﺬﺑﻮﺍ ﺭﺳﻠﻲ ﻓﻴﻤﺎ ﺟﺎﺅﻭﻫﻢ ﺑﻪ ﻓﺄﻫﻠﻜﻨﺎﻫﻢ , ﻓﺎﻧﻈﺮ - ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ - ﻛﻴﻒ ﻛﺎﻥ ﺇﻧﻜﺎﺭﻱ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭﻋﻘﻮﺑﺘﻲ ﺇﻳﺎﻫﻢ؟
" ﻗﻞ ﺇﻧﻤﺎ ﺃﻋﻈﻜﻢ ﺑﻮﺍﺣﺪﺓ ﺃﻥ ﺗﻘﻮﻣﻮﺍ ﻟﻠﻪ ﻣﺜﻨﻰ ﻭﻓﺮﺍﺩﻯ ﺛﻢ ﺗﺘﻔﻜﺮﻭﺍ ﻣﺎ ﺑﺼﺎﺣﺒﻜﻢ ﻣﻦ ﺟﻨﺔ ﺇﻥ ﻫﻮ ﺇﻻ ﻧﺬﻳﺮ ﻟﻜﻢ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻱ ﻋﺬﺍﺏ ﺷﺪﻳﺪ "
ﻗﻞ - ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ - ﻟﻬﺆﻻﺀ ﺍﻟﻤﻜﺬﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﻌﺎﻧﺪﻳﻦ : ﺇﻧﻤﺎ ﺃﻧﺼﺢ ﻟﻜﻢ ﺑﺨﺼﻠﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺃﻥ ﺗﻨﻬﻀﻮﺍ ﻓﻲ ﻃﺎﻋﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﺛﻨﻴﻦ ﺍﺛﻨﻴﻦ ﻭﻭﺍﺣﺪﺍ ﻭﺍﺣﺪﺍ , ﺛﻢ ﺗﺘﻔﻜﺮﻭﺍ ﻓﻲ ﺣﺎﻝ ﺻﺎﺣﺒﻜﻢ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﻓﻴﻤﺎ ﻧﺴﺐ ﺇﻟﻴﻪ , ﻓﻤﺎ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺟﻨﻮﻥ , ﻭﻣﺎ ﻫﻮ ﺍﻻ ﻣﺨﻮﻑ ﻟﻜﻢ , ﻭﻧﺬﻳﺮ ﻣﻦ ﻋﺬﺍﺏ ﺟﻬﻨﻢ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﻘﺎﺳﻮﺍ ﺣﺮﻫﺎ .
" ﻗﻞ ﻣﺎ ﺳﺄﻟﺘﻜﻢ ﻣﻦ ﺃﺟﺮ ﻓﻬﻮ ﻟﻜﻢ ﺇﻥ ﺃﺟﺮﻱ ﺇﻻ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻫﻮ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﺷﻬﻴﺪ "
ﻗﻞ - ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ - ﻟﻠﻜﻔﺎﺭ : ﻣﺎ ﺳﺄﻟﺘﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﺌﺘﻜﻢ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺃﺟﺮ ﻓﻬﻮ ﻟﻜﻢ , ﻣﺎ ﺃﺟﺮﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻧﺘﻈﺮﻩ ﺇﻻ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻤﻄﻠﻊ ﻋﻠﻰ ﺃﻋﻤﺎﻟﻲ ﻭﺃﻋﻤﺎﻟﻜﻢ , ﻻ ﻳﺨﻔﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺷﻲﺀ ﻓﻬﻮ ﻳﺠﺎﺯﻱ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ , ﻛﻞ ﺑﻤﺎ ﻳﺴﺘﺤﻘﻪ .
" ﻗﻞ ﺇﻥ ﺭﺑﻲ ﻳﻘﺬﻑ ﺑﺎﻟﺤﻖ ﻋﻼﻡ ﺍﻟﻐﻴﻮﺏ "
ﻗﻞ - ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ - ﻟﻤﻦ ﺃﻧﻜﺮ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻭﺭﺳﺎﻟﺔ ﺍﻹﺳﻼﻡ : ﺇﻥ ﺭﺑﻲ ﻳﻘﺬﻑ ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ ﺑﺤﺠﺞ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻖ , ﻓﻴﻔﻀﺤﻪ ﻭﻳﻬﻠﻜﻪ , ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻋﻼﻡ ﺍﻟﻐﻴﻮﺏ , ﻻ ﻳﺨﻔﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺷﻲﺀ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﻻ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ .
" ﻗﻞ ﺟﺎﺀ ﺍﻟﺤﻖ ﻭﻣﺎ ﻳﺒﺪﺉ ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ ﻭﻣﺎ ﻳﻌﻴﺪ "
ﻗﻞ - ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ :- ﺟﺎﺀ ﺍﻟﺤﻖ ﻭﺍﻟﺸﺮﻉ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ , ﻭﺫﻫﺐ ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ , ﻭﺍﺿﻤﺤﻞ ﺳﻠﻄﺎﻧﻪ , ﻓﻠﻢ ﻳﺒﻖ ﻟﻠﺒﺎﻃﻞ ﺷﻲﺀ ﻳﺒﺪﺅﻩ ﻭﻳﻌﻴﺪﻩ .
" ﻗﻞ ﺇﻥ ﺿﻠﻠﺖ ﻓﺈﻧﻤﺎ ﺃﺿﻞ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻲ ﻭﺇﻥ ﺍﻫﺘﺪﻳﺖ ﻓﺒﻤﺎ ﻳﻮﺣﻲ ﺇﻟﻲ ﺭﺑﻲ ﺇﻧﻪ ﺳﻤﻴﻊ ﻗﺮﻳﺐ "
ﻗﻞ : ﺇﻥ ﻣﻠﺖ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﻖ ﻓﺈﺛﻢ ﺿﻼﻟﻲ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻲ , ﻭﺇﻥ ﺍﺳﺘﻘﻤﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﺒﻮﺣﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻮﺣﻴﻪ ﺇﻟﻲ , ﺇﻥ ﺭﺑﻲ ﺳﻤﻴﻊ ﻟﻤﺎ ﺃﻗﻮﻝ ﻟﻜﻢ , ﻗﺮﻳﺐ ﻣﻤﻦ ﺩﻋﺎ ﻭﺳﺄﻟﻪ .
" ﻭﻟﻮ ﺗﺮﻯ ﺇﺫ ﻓﺰﻋﻮﺍ ﻓﻼ ﻓﻮﺕ ﻭﺃﺧﺬﻭﺍ ﻣﻦ ﻣﻜﺎﻥ ﻗﺮﻳﺐ "
ﻭﻟﻮ ﺗﺮﻯ - ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ - ﺇﺫ ﻓﺰﻉ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ﺣﻴﻦ ﻣﻌﺎﻳﻨﺘﻬﻢ ﻋﺬﺍﺏ ﺍﻟﻠﻪ , ﻟﺮﺃﻳﺖ ﺃﻣﺮﺍ ﻋﻈﻴﻤﺎ , ﻓﻼ ﻧﺠﺎﺓ ﻟﻬﻢ ﻭﻻ ﻣﻬﺮﺏ , ﻭﺃﺧﺬﻭﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻣﻦ ﻣﻮﺿﻊ ﻗﺮﻳﺐ ﺍﻟﺘﻨﺎﻭﻝ .
" ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ ﺁﻣﻨﺎ ﺑﻪ ﻭﺃﻧﻰ ﻟﻬﻢ ﺍﻟﺘﻨﺎﻭﺵ ﻣﻦ ﻣﻜﺎﻥ ﺑﻌﻴﺪ "
ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ - ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺭﺃﻭﺍ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﻓﻲ ﺍﻵﺧﺮﺓ :- ﺁﻣﻨﺎ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻭﻛﺘﺒﻪ ﻭﺭﺳﻠﻪ , ﻭﻛﻴﻒ ﻟﻬﻢ ﺗﻨﺎﻭﻝ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻵﺧﺮﺓ ﻭﻭﺻﻮﻟﻬﻢ ﻟﻪ ﻣﻦ ﻣﻜﺎﻥ ﺑﻌﻴﺪ؟ ﻗﺪ ﺣﻴﻞ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻭﺑﻴﻨﻪ , ﻓﻤﻜﺎﻧﻪ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ , ﻭﻗﺪ ﻛﻔﺮﻭﺍ ﻓﻴﻬﺎ .
" ﻭﻗﺪ ﻛﻔﺮﻭﺍ ﺑﻪ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻭﻳﻘﺬﻓﻮﻥ ﺑﺎﻟﻐﻴﺐ ﻣﻦ ﻣﻜﺎﻥ ﺑﻌﻴﺪ "
ﻭﻗﺪ ﻛﻔﺮﻭﺍ ﺑﺎﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ , ﻭﻛﺬﺑﻮﺍ ﺍﻟﺮﺳﻞ , ﻭﻳﺮﻣﻮﻥ ﺑﺎﻟﻈﻦ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺑﻌﻴﺪﺓ ﻋﻦ ﺇﺻﺎﺑﺔ ﺍﻟﺤﻖ , ﻟﻴﺲ ﻟﻬﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺴﺘﻨﺪ ﻟﻈﻨﻬﻢ ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ , ﻓﻼ ﺳﺒﻴﻞ ﻹﺻﺎﺑﺘﻬﻢ ﺍﻟﺤﻖ , ﻛﻤﺎ ﻻ ﺳﺒﻴﻞ ﻟﻠﺮﺍﻣﻲ ﺇﻟﻰ ﺇﺻﺎﺑﺔ ﺍﻟﻐﺮﺽ ﻣﻦ ﻣﻜﺎﻥ ﺑﻌﻴﺪ .
" ﻭﺣﻴﻞ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻭﺑﻴﻦ ﻣﺎ ﻳﺸﺘﻬﻮﻥ ﻛﻤﺎ ﻓﻌﻞ ﺑﺄﺷﻴﺎﻋﻬﻢ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺇﻧﻬﻢ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻓﻲ ﺷﻚ ﻣﺮﻳﺐ "
ﻭﺣﻴﻞ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ﻭﻣﺎ ﻳﺸﺘﻬﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ ﻭﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻟﻴﺆﻣﻨﻮﺍ , ﻛﻤﺎ ﻓﻌﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺄﻣﺜﺎﻟﻬﻢ ﻣﻦ ﻛﻔﺮﺓ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ , ﺇﻧﻬﻢ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻓﻲ ﺷﻚ ﻣﻦ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﺮﺳﻞ ﻭﺍﻟﺒﻌﺚ ﻭﺍﻟﺤﺴﺎﺏ , ﻣﺤﺪﺙ ﻟﻠﺮﻳﺒﺔ ﻭﺍﻟﻘﻠﻖ , ﻓﻠﺬﻟﻚ ﻟﻢ ﻳﺆﻣﻨﻮﺍ
مواضيع مماثلة
» ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﻀﺤﻰ - ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺍﻟﺴﻌﺪﻱ
» ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻷﻋﻠﻰ - ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺍﻟﺴﻌﺪﻱ
» ﺳﻮﺭﺓ ﻓﺎﻃﺮ - ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺍﻟﺴﻌﺪﻱ
» ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﻄﻮﺭ - ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺍﻟﺴﻌﺪﻱ
» ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﺬﺍﺭﻳﺎﺕ - ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺍﻟﺴﻌﺪﻱ
» ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻷﻋﻠﻰ - ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺍﻟﺴﻌﺪﻱ
» ﺳﻮﺭﺓ ﻓﺎﻃﺮ - ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺍﻟﺴﻌﺪﻱ
» ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﻄﻮﺭ - ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺍﻟﺴﻌﺪﻱ
» ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﺬﺍﺭﻳﺎﺕ - ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺍﻟﺴﻌﺪﻱ
صفحة 2 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدىق