بحـث
المواضيع الأخيرة
» ما هي الشموع اليابانية؟من طرف doaausef3i أمس في 21:17
» فنى تركيب اثاث ايكيا بالكرتون بخصم 50%
من طرف nadya أمس في 15:47
» افضل شركة نقل عفش حولي بخصم 25% - اتصل الآن
من طرف nadya أمس في 15:22
» شراء اجهزة كهربائية ومفروشات مستعملة بأعلى سعر - الدليل
من طرف nadya أمس في 15:00
» كراتين للبيع حولي والشويخ لحماية اغراضك - الدليل
من طرف nadya أمس في 14:43
» نقل عفش الكويت عمالة امينة تشمل خدمات النقل - الدليل
من طرف nadya أمس في 14:25
» شركة شراء اثاث مستعمل بالرياض -خصم 20 %-اطلب مهني
من طرف omnia أمس في 10:12
» شركة تنظيف اثاث بالرياض - خصم 30% - اطلب مهني
من طرف omnia أمس في 9:52
» شركة باعظيم التجارية
من طرف doaausef3i الثلاثاء 12 نوفمبر 2024 - 21:37
» شراء اغراض مستعملة بالكويت وغرف نوم باعلى سعر - الدليل
من طرف nadya الثلاثاء 12 نوفمبر 2024 - 16:09
أفضل 10 فاتحي مواضيع
قسي وبس2 | ||||
خالد فكري | ||||
ندا عمر | ||||
nadya | ||||
omnia | ||||
moslema_r | ||||
مارينا مايكل | ||||
ندا عصام | ||||
سيرين سعيد | ||||
رضوي سعيد |
المشاركات التي حصلت على أكثر ردود أفعال في الشهر
خادم Discord
| |
ﺳﻮﺭﺓ ﻓﺎﻃﺮ - ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺍﻟﺴﻌﺪﻱ
صفحة 2 من اصل 1 • شاطر
ﺳﻮﺭﺓ ﻓﺎﻃﺮ - ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺍﻟﺴﻌﺪﻱ
ﺳﻮﺭﺓ ﻓﺎﻃﺮ - ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺍﻟﺴﻌﺪﻱ
" ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﻓﺎﻃﺮ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕ ﻭﺍﻷﺭﺽ ﺟﺎﻋﻞ ﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﺭﺳﻼ ﺃﻭﻟﻲ ﺃﺟﻨﺤﺔ ﻣﺜﻨﻰ ﻭﺛﻼﺙ ﻭﺭﺑﺎﻉ ﻳﺰﻳﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﻣﺎ ﻳﺸﺎﺀ ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻗﺪﻳﺮ "
ﺍﻟﺜﻨﺎﺀ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ ﻟﻠﻪ ﺧﺎﻟﻖ ﺍﻟﺴﻤﻮﺍﺕ ﻭﺍﻷﺭﺽ ﻭﻣﺒﺪﻋﻬﺎ , ﺟﺎﻋﻞ ﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﺭﺳﻼ ﺇﻟﻰ ﻣﻦ ﻳﺸﺎﺀ ﻣﻦ ﻋﺒﺎﺩﻩ , ﻭﻓﻴﻤﺎ ﺷﺎﺀ ﻣﻦ ﺃﻣﺮﻩ ﻭﻧﻬﻴﻪ , ﻭﻣﻦ ﻋﻈﻴﻢ ﻗﺪﺭﺓ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﺟﻌﻞ ﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺃﺟﻨﺤﺔ ﻣﺜﻨﻰ ﻭﺛﻼﺙ ﻭﺭﺑﺎﻉ ﺗﻄﻴﺮ ﺑﻬﺎ ; ﻟﺘﺒﻠﻴﻎ ﻣﺎ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻪ , ﻳﺰﻳﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺧﻠﻘﻪ ﻣﺎ ﻳﺸﺎﺀ .
ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻗﺪﻳﺮ , ﻻ ﻳﺴﺘﻌﺼﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﺷﻲﺀ .
" ﻣﺎ ﻳﻔﺘﺢ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﺭﺣﻤﺔ ﻓﻼ ﻣﻤﺴﻚ ﻟﻬﺎ ﻭﻣﺎ ﻳﻤﺴﻚ ﻓﻼ ﻣﺮﺳﻞ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻩ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ "
ﻣﺎ ﻳﻔﺘﺢ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﺭﺯﻕ ﻭﻣﻄﺮ ﻭﺻﺤﺔ ﻭﻋﻠﻢ ﻭﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻌﻢ , ﻓﻼ ﺃﺣﺪ ﻳﻘﺪﺭ ﺃﻥ ﻳﻤﺴﻚ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ , ﻭﻣﺎ ﻳﻤﺴﻚ ﻣﻨﻬﺎ ﻓﻼ ﺃﺣﺪ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻳﺮﺳﻠﻬﺎ ﺑﻌﺪﻩ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ .
ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮ ﻟﻜﻞ ﺷﻲﺀ , ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﺳﻞ ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ ﻭﻳﻤﺴﻜﻬﺎ ﻭﻓﻖ ﺣﻜﻤﺘﻪ .
" ﻳﺎ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﺫﻛﺮﻭﺍ ﻧﻌﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻫﻞ ﻣﻦ ﺧﺎﻟﻖ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺮﺯﻗﻜﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻭﺍﻷﺭﺽ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﻫﻮ ﻓﺄﻧﻰ ﺗﺆﻓﻜﻮﻥ "
ﻳﺎ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﺫﻛﺮﻭﺍ ﻧﻌﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺑﻘﻠﻮﺑﻜﻢ ﻭﺃﻟﺴﻨﺘﻜﻢ ﻭﺟﻮﺍﺭﺣﻜﻢ , ﻓﻼ ﺧﺎﻟﻖ ﻟﻜﻢ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺮﺯﻗﻜﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺑﺎﻟﻤﻄﺮ , ﻭﻣﻦ ﺍﻷﺭﺽ ﺑﺎﻟﻤﺎﺀ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﺩﻥ ﻭﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ .
ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﻫﻮ ﻭﺣﺪﻩ ﻻ ﺷﺮﻳﻚ ﻟﻪ , ﻓﻜﻴﻒ ﺗﺼﺮﻓﻮﻥ ﻋﻦ ﺗﻮﺣﻴﺪﻩ ﻭﻋﺒﺎﺩﺗﻪ؟
" ﻭﺇﻥ ﻳﻜﺬﺑﻮﻙ ﻓﻘﺪ ﻛﺬﺑﺖ ﺭﺳﻞ ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻚ ﻭﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﺮﺟﻊ ﺍﻷﻣﻮﺭ "
ﻓﺈﻥ ﻳﻜﺬﺑﻚ ﻗﻮﻣﻚ - ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ - ﻓﻘﺪ ﻛﺬﺏ ﺭﺳﻞ ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻚ , ﻭﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﺼﻴﺮ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻓﻲ ﺍﻵﺧﺮﺓ , ﻓﻴﺠﺎﺯﻱ ﻛﻼ ﺑﻤﺎ ﻳﺴﺘﺤﻖ .
ﻭﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺗﺴﻠﻴﺔ ﻟﻠﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ .
" ﻳﺎ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﻥ ﻭﻋﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺣﻖ ﻓﻼ ﺗﻐﺮﻧﻜﻢ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﻻ ﻳﻐﺮﻧﻜﻢ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﺍﻟﻐﺮﻭﺭ "
ﻳﺎ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﻥ ﻭﻋﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺎﻟﺒﻌﺚ ﻭﺍﻟﺜﻮﺍﺏ ﻭﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﺣﻖ ﺛﺎﺑﺖ , ﻓﻼ ﺗﺨﺪﻋﻨﻜﻢ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺑﺸﻬﻮﺍﺗﻬﺎ ﻭﻣﻄﺎﻟﺒﻬﺎ , ﻭﻻ ﻳﺨﺪﻋﻨﻜﻢ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ .
" ﺇﻥ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻟﻜﻢ ﻋﺪﻭ ﻓﺎﺗﺨﺬﻭﻩ ﻋﺪﻭﺍ ﺇﻧﻤﺎ ﻳﺪﻋﻮ ﺣﺰﺑﻪ ﻟﻴﻜﻮﻧﻮﺍ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﺴﻌﻴﺮ "
ﺇﻥ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻟﺒﻨﻲ ﺁﺩﻡ ﻋﺪﻭ , ﻓﺎﺗﺨﺬﻭﻩ ﻋﺪﻭﺍ ﻭﻻ ﺗﻄﻴﻌﻮﻩ , ﺇﻧﻤﺎ ﻳﺪﻋﻮ ﺃﺗﺒﺎﻋﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻀﻼﻝ ; ﻟﻴﻜﻮﻧﻮﺍ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺍﻟﻤﻮﻗﺪﺓ .
" ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﻔﺮﻭﺍ ﻟﻬﻢ ﻋﺬﺍﺏ ﺷﺪﻳﺪ ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮﺍ ﻭﻋﻤﻠﻮﺍ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﺎﺕ ﻟﻬﻢ ﻣﻐﻔﺮﺓ ﻭﺃﺟﺮ ﻛﺒﻴﺮ "
ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺟﺤﺪﻭﺍ ﻭﺣﺪﺍﻧﻴﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻣﺎ ﺟﺎﺀﺕ ﺑﻪ ﺭﺳﻠﻪ ﻟﻬﻢ ﻋﺬﺍﺏ ﺷﺪﻳﺪ ﻓﻲ ﺍﻵﺧﺮﺓ , ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ ﺻﺪﻗﻮﺍ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ ﻭﻋﻤﻠﻮﺍ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﺎﺕ ﻟﻬﻢ ﺳﺘﺮ ﻟﺬﻧﻮﺑﻬﻢ ﻭﺃﺟﺮ ﻛﺒﻴﺮ , ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺠﻨﺔ .
" ﺃﻓﻤﻦ ﺯﻳﻦ ﻟﻪ ﺳﻮﺀ ﻋﻤﻠﻪ ﻓﺮﺁﻩ ﺣﺴﻨﺎ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﻀﻞ ﻣﻦ ﻳﺸﺎﺀ ﻭﻳﻬﺪﻱ ﻣﻦ ﻳﺸﺎﺀ ﻓﻼ ﺗﺬﻫﺐ ﻧﻔﺴﻚ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺣﺴﺮﺍﺕ ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻢ ﺑﻤﺎ ﻳﺼﻨﻌﻮﻥ "
ﺃﻓﻤﻦ ﺣﺴﻦ ﻟﻪ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺃﻋﻤﺎﻟﻪ ﺍﻟﺴﻴﺌﺔ ﻣﻦ ﻣﻌﺎﺻﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﻟﻜﻔﺮ ﻭﻋﺒﺎﺩﺓ ﻣﺎ ﺩﻭﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻵﻟﻬﺔ ﻭﺍﻷﻭﺛﺎﻥ ﻓﺮﺃﻩ ﺣﺴﻨﺎ ﺟﻤﻴﻼ , ﻛﻤﻦ ﻫﺪﺍﻩ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ , ﻓﺮﺃﻯ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﺣﺴﻨﺎ ﻭﺍﻟﺴﻴﺊ ﺳﻴﺌﺎ؟ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﻀﻞ ﻣﻦ ﻳﺸﺎﺀ ﻣﻦ ﻋﺒﺎﺩﻩ , ﻭﻳﻬﺪﻱ ﻣﻦ ﻳﺸﺎﺀ , ﻓﻼ ﺗﻬﻠﻚ ﻧﻔﺴﻚ ﺣﺰﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﻛﻔﺮ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻀﺎﻟﻴﻦ , ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻢ ﺑﻘﺒﺎﺋﺤﻬﻢ ﻭﺳﻴﺠﺎﺯﻳﻬﻢ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﺳﻮﺃ ﺍﻟﺠﺰﺍﺀ .
" ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺭﺳﻞ ﺍﻟﺮﻳﺎﺡ ﻓﺘﺜﻴﺮ ﺳﺤﺎﺑﺎ ﻓﺴﻘﻨﺎﻩ ﺇﻟﻰ ﺑﻠﺪ ﻣﻴﺖ ﻓﺄﺣﻴﻴﻨﺎ ﺑﻪ ﺍﻷﺭﺽ ﺑﻌﺪ ﻣﻮﺗﻬﺎ ﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﻨﺸﻮﺭ "
ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺭﺳﻞ ﺍﻟﺮﻳﺎﺡ ﻓﺘﺤﺮﻙ ﺳﺤﺎﺑﺎ , ﻓﺴﻘﻨﺎﻩ ﺇﻟﻰ ﺑﻠﺪ ﺟﺪﺏ , ﻓﻴﻨﺰﻝ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻓﺄﺣﻴﻴﻨﺎ ﺑﻪ ﺍﻷﺭﺽ ﺑﻌﺪ ﻳﺒﺴﻬﺎ ﻓﺘﺨﻀﺮ ﺑﺎﻟﻨﺒﺎﺕ , ﻣﺜﻞ ﺫﻟﻚ ﺍﻹﺣﻴﺎﺀ ﻳﺤﻴﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻤﻮﺗﻰ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ .
" ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻳﺮﻳﺪ ﺍﻟﻌﺰﺓ ﻓﻠﻠﻪ ﺍﻟﻌﺰﺓ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﺇﻟﻴﻪ ﻳﺼﻌﺪ ﺍﻟﻜﻠﻢ ﺍﻟﻄﻴﺐ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﻳﺮﻓﻌﻪ ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻤﻜﺮﻭﻥ ﺍﻟﺴﻴﺌﺎﺕ ﻟﻬﻢ ﻋﺬﺍﺏ ﺷﺪﻳﺪ ﻭﻣﻜﺮ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﻫﻮ ﻳﺒﻮﺭ "
ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻳﻄﻠﺐ ﻋﺰﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺃﻭ ﺍﻵﺧﺮﺓ ﻓﻠﻴﻄﻠﺒﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ , ﻭﻻ ﺗﻨﺎﻝ ﺇﻻ ﺑﻄﺎﻋﺘﻪ , ﻓﻠﻠﻪ ﺍﻟﻌﺰﺓ ﺟﻤﻴﻌﺎ , ﻓﻤﻦ ﺍﻋﺘﺰ ﺑﺎﻟﻤﺨﻠﻮﻕ ﺃﺫﻟﻪ ﺍﻟﻠﻪ , ﻭﻣﻦ ﺍﻋﺘﺰ ﺑﺎﻟﺨﺎﻟﻖ ﺃﻋﺰﻩ ﺍﻟﻠﻪ , ﺇﻟﻴﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻳﺼﻌﺪ ﺫﻛﺮﻩ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﻳﺮﻓﻌﻪ .
ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻜﺘﺴﺒﻮﻥ ﺍﻟﺴﻴﺌﺎﺕ ﻟﻬﻢ ﻋﺬﺍﺏ ﺷﺪﻳﺪ , ﻭﻣﻜﺮ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﻳﻬﻠﻚ ﻭﻳﻔﺴﺪ , ﻭﻻ ﻳﻔﻴﺪﻫﻢ ﺷﻴﺌﺎ .
" ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺧﻠﻘﻜﻢ ﻣﻦ ﺗﺮﺍﺏ ﺛﻢ ﻣﻦ ﻧﻄﻔﺔ ﺛﻢ ﺟﻌﻠﻜﻢ ﺃﺯﻭﺍﺟﺎ ﻭﻣﺎ ﺗﺤﻤﻞ ﻣﻦ ﺃﻧﺜﻰ ﻭﻻ ﺗﻀﻊ ﺇﻻ ﺑﻌﻠﻤﻪ ﻭﻣﺎ ﻳﻌﻤﺮ ﻣﻦ ﻣﻌﻤﺮ ﻭﻻ ﻳﻨﻘﺺ ﻣﻦ ﻋﻤﺮﻩ ﺇﻻ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ ﺇﻥ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺴﻴﺮ "
ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺧﻠﻖ ﺃﺑﺎﻛﻢ ﺁﺩﻡ ﻣﻦ ﺗﺮﺍﺏ , ﺋﻢ ﺟﻌﻞ ﻧﺴﻠﻪ ﻣﻦ ﺳﻼﻟﺔ ﻣﻦ ﻣﺎﺀ ﻣﻬﻴﻦ , ﺛﻢ ﺟﻌﻠﻜﻢ ﺭﺟﺎﻻ ﻭﻧﺴﺎﺀ .
ﻭﻣﺎ ﺗﺤﻤﻞ ﻣﻦ ﺃﻧﺜﻰ ﻭﻻ ﺗﻀﻊ ﺇﻻ ﺑﻌﻠﻤﻪ , ﻭﻣﺎ ﻳﻌﻤﺮ ﻣﻦ ﻣﻌﻤﺮ , ﻓﻴﻄﻮﻝ ﻋﻤﺮﻩ , ﻭﻻ ﻳﻨﻘﺺ ﻣﻦ ﻋﻤﺮﻩ ﺇﻻ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ ﻋﻨﺪﻩ , ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻠﻮﺡ ﺍﻟﻤﺤﻔﻮﻅ , ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﺤﻤﻞ ﺑﻪ ﺃﻣﻪ ﻭﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﻀﻌﻪ .
ﻗﺪ ﺃﺣﺼﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺫﻟﻚ ﻛﻠﻪ , ﻭﻋﻠﻤﻪ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺨﻠﻘﻪ , ﻻ ﻳﺰﺍﺩ ﻓﻴﻤﺎ ﻛﺘﺐ ﻟﻪ ﻭﻻ ﻳﻨﻘﺺ .
ﺇﻥ ﺧﻠﻘﻜﻢ ﻭﻋﻠﻢ ﺃﺣﻮﺍﻟﻜﻢ ﻭﻛﺘﺎﺑﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻮﺡ ﺍﻟﻤﺤﻔﻮﻅ ﺳﻬﻞ ﻳﺴﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ .
" ﻭﻣﺎ ﻳﺴﺘﻮﻱ ﺍﻟﺒﺤﺮﺍﻥ ﻫﺬﺍ ﻋﺬﺏ ﻓﺮﺍﺕ ﺳﺎﺋﻎ ﺷﺮﺍﺑﻪ ﻭﻫﺬﺍ ﻣﻠﺢ ﺃﺟﺎﺝ ﻭﻣﻦ ﻛﻞ ﺗﺄﻛﻠﻮﻥ ﻟﺤﻤﺎ ﻃﺮﻳﺎ ﻭﺗﺴﺘﺨﺮﺟﻮﻥ ﺣﻠﻴﺔ ﺗﻠﺒﺴﻮﻧﻬﺎ ﻭﺗﺮﻯ ﺍﻟﻔﻠﻚ ﻓﻴﻪ ﻣﻮﺍﺧﺮ ﻟﺘﺒﺘﻐﻮﺍ ﻣﻦ ﻓﻀﻠﻪ ﻭﻟﻌﻠﻜﻢ ﺗﺸﻜﺮﻭﻥ "
ﻭﻣﺎ ﻳﺴﺘﻮﻱ ﺍﻟﺒﺤﺮﺍﻥ : ﻫﺬﺍ ﻋﺬﺏ ﺷﺪﻳﺪ ﺍﻟﻌﺬﻭﺑﺔ , ﺳﻬﻞ ﻣﺮﻭﺭﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻠﻖ ﻳﺰﻳﻞ ﺍﻟﻌﻄﺶ , ﻭﻫﺬﺍ ﻣﻠﺢ ﺷﺪﻳﺪ ﺍﻟﻤﻠﻮﺣﺔ , ﻭﻣﻦ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺤﺮﻳﻦ ﺗﺄﻛﻠﻮﻥ ﺳﻤﻜﺎ ﻃﺮﻳﺎ ﺷﻬﻲ ﺍﻟﻄﻌﻢ , ﻭﺗﺴﺘﺨﺮﺟﻮﻥ ﺯﻳﻨﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﻠﺆﻟﺆ ﻭﺍﻟﻤﺮﺟﺎﻥ ﺗﻠﺒﺴﻮﻧﻬﺎ , ﻭﺗﺮﻯ ﺍﻟﺴﻔﻦ ﻓﻴﻪ ﺷﺎﻗﺎﺕ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ; ﻟﺘﺒﺘﻐﻮﺍ ﻣﻦ ﻓﻀﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ .
ﻭﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺩﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﺪﺭﺓ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻭﺣﺪﺍﻧﻴﺘﻪ ; ﻭﻟﻌﻠﻜﻢ ﺗﺸﻜﺮﻭﻥ ﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻌﻢ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻧﻌﻢ ﺑﻬﺎ ﻋﻠﻴﻜﻢ .
" ﻳﻮﻟﺞ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﻭﻳﻮﻟﺞ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻭﺳﺨﺮ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻭﺍﻟﻘﻤﺮ ﻛﻞ ﻳﺠﺮﻱ ﻷﺟﻞ ﻣﺴﻤﻰ ﺫﻟﻜﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺭﺑﻜﻢ ﻟﻪ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﺪﻋﻮﻥ ﻣﻦ ﺩﻭﻧﻪ ﻣﺎ ﻳﻤﻠﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﻗﻄﻤﻴﺮ "
ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻳﺪﺧﻞ ﻣﻦ ﺳﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ , ﻓﻴﺰﻳﺪ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﺑﻘﺪﺭ ﻣﺎ ﻧﻘﺺ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻴﻞ , ﻭﻳﺪﺧﻞ ﻣﻦ ﺳﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻴﻞ , ﻓﻴﺰﻳﺪ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﺑﻘﺪﺭ ﻣﺎ ﻧﻘﺺ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ , ﻭﺫﻟﻞ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻭﺍﻟﻘﻤﺮ , ﻳﺠﺮﻳﺎﻥ ﻟﻮﻗﺖ ﻣﻌﻠﻮﻡ , ﺫﻟﻜﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﻌﻞ ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﻠﻪ ﺭﺑﻜﻢ ﻟﻪ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻛﻠﻪ , ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﻌﺒﺪﻭﻥ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﻳﻤﻠﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﻗﻄﻤﻴﺮ , ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻘﺸﺮﺓ ﺍﻟﺮﻗﻴﻘﺔ ﺍﻟﺒﻴﻀﺎﺀ ﺗﻜﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻮﺍﺓ .
" ﺇﻥ ﺗﺪﻋﻮﻫﻢ ﻻ ﻳﺴﻤﻌﻮﺍ ﺩﻋﺎﺀﻛﻢ ﻭﻟﻮ ﺳﻤﻌﻮﺍ ﻣﺎ ﺍﺳﺘﺠﺎﺑﻮﺍ ﻟﻜﻢ ﻭﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻳﻜﻔﺮﻭﻥ ﺑﺸﺮﻛﻜﻢ ﻭﻻ ﻳﻨﺒﺌﻚ ﻣﺜﻞ ﺧﺒﻴﺮ "
ﺇﻥ ﺗﺪﻋﻮﺍ - ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ - ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻌﺒﻮﺩﺍﺕ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻻ ﻳﺴﻤﻌﻮﺍ ﺩﻋﺎﺀﻛﻢ , ﻭﻟﻮ ﺳﻤﻌﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻔﺮﺽ ﻣﺎ ﺃﺟﺎﺑﻮﻛﻢ , ﻭﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻳﺘﺒﺮﺅﻭﻥ ﻣﻨﻜﻢ , ﻭﻻ ﺃﺣﺪ ﻳﺨﺒﺮﻙ - ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ - ﺃﺻﺪﻕ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﺨﺒﻴﺮ .
" ﻳﺎ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻧﺘﻢ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻫﻮ ﺍﻟﻐﻨﻲ ﺍﻟﺤﻤﻴﺪ "
ﻳﺎ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻧﺘﻢ ﺍﻟﻤﺤﺘﺎﺟﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ , ﻻ ﺗﺴﺘﻐﻨﻮﻥ ﻋﻨﻪ ﻃﺮﻓﺔ ﻋﻴﻦ , ﻭﻫﻮ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﺍﻟﻐﻨﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻋﻦ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﻣﺨﻠﻮﻓﺎﺗﻪ , ﺍﻟﺤﻤﻴﺪ ﻓﻲ ﺫﺍﺗﻪ ﻭﺃﺳﻤﺎﺋﻪ ﻭﺻﻔﺎﺗﻪ .
" ﺇﻥ ﻳﺸﺄ ﻳﺬﻫﺒﻜﻢ ﻭﻳﺄﺕ ﺑﺨﻠﻖ ﺟﺪﻳﺪ "
ﺇﻥ ﻳﺸﺄ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﻬﻠﻜﻢ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ , ﻭﻳﺄﺕ ﺑﻘﻮﻡ ﺁﺧﺮﻳﻦ ﺃﻃﻮﻉ ﻟﻠﻪ ﻣﻨﻜﻢ .
" ﻭﻣﺎ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻌﺰﻳﺰ "
ﻭﻣﺎ ﺇﻫﻼﻛﻜﻢ ﻭﺍﻹﺗﻴﺎﻥ ﺑﺨﻠﻖ ﺳﻮﺍﻛﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻤﻤﺘﻨﻊ , ﺑﻞ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﻬﻞ ﻳﺴﻴﺮ .
" ﻭﻻ ﺗﺰﺭ ﻭﺍﺯﺭﺓ ﻭﺯﺭ ﺃﺧﺮﻯ ﻭﺇﻥ ﺗﺪﻉ ﻣﺜﻘﻠﺔ ﺇﻟﻰ ﺣﻤﻠﻬﺎ ﻻ ﻳﺤﻤﻞ ﻣﻨﻪ ﺷﻲﺀ ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺫﺍ ﻗﺮﺑﻰ ﺇﻧﻤﺎ ﺗﻨﺬﺭ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺨﺸﻮﻥ ﺭﺑﻬﻢ ﺑﺎﻟﻐﻴﺐ ﻭﺃﻗﺎﻣﻮﺍ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﻣﻦ ﺗﺰﻛﻰ ﻓﺈﻧﻤﺎ ﻳﺘﺰﻛﻰ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﻭﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻤﺼﻴﺮ "
ﻭﻻ ﺗﺤﻤﻞ ﻧﻔﺲ ﻣﺬﻧﺒﺔ ﺫﻧﺐ ﻧﻔﺲ ﺃﺧﺮﻯ , ﻭﺇﻥ ﺗﺴﺄﻝ ﻧﻔﺲ ﻣﺜﻘﻠﺔ ﺑﺎﻟﺨﻄﺎﻳﺎ ﻣﻦ ﻳﺤﻤﻞ ﻋﻨﻬﺎ ﻣﻦ ﺫﻧﻮﺑﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﺠﺪ ﻣﻦ ﻳﺤﻤﻞ ﻋﻨﻬﺎ ﺷﻴﺌﺎ , ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﺄﻟﺘﻪ ﺫﺍ ﻗﺮﺍﺑﺔ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﻦ ﺃﺏ ﺃﻭ ﺃﺥ ﻭﻧﺤﻮﻫﻤﺎ .
ﺇﻧﻤﺎ ﺗﺤﺬﺭ - ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ - ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺨﺎﻓﻮﻥ ﻋﺬﺍﺏ ﺭﺑﻬﻢ ﺑﺎﻟﻐﻴﺐ , ﻭﺃﺩﻭﺍ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺣﻖ ﺃﺩﺍﺋﻬﺎ .
ﻭﻣﻦ ﺗﻄﻬﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻭﻏﻴﺮﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﻲ ﻓﺈﻧﻤﺎ ﻳﺘﻄﻬﺮ ﻟﻨﻔﺴﻪ .
ﻭﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻣﺎﻝ ﺍﻟﺨﻼﺋﻖ ﻭﻣﺼﻴﺮﻫﻢ , ﻓﻴﺠﺎﺯﻱ ﻛﻼ ﺑﻤﺎ ﻳﺴﺘﺤﻖ .
" ﻭﻣﺎ ﻳﺴﺘﻮﻱ ﺍﻷﻋﻤﻰ ﻭﺍﻟﺒﺼﻴﺮ "
ﻭﻣﺎ ﻳﺴﺘﻮﻱ ﺍﻷﻋﻤﻰ ﻋﻦ ﺩﻳﻦ ﺍﻟﻠﻪ , ﻭﺍﻟﺒﺼﻴﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺑﺼﺮ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺤﻖ ﻭﺍﺗﺒﻌﻪ ,
" ﻭﻻ ﺍﻟﻈﻠﻤﺎﺕ ﻭﻻ ﺍﻟﻨﻮﺭ "
ﻭﻣﺎ ﺗﺴﺘﻮﻱ ﻇﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﻭﻧﻮﺭ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ,
" ﻭﻻ ﺍﻟﻈﻞ ﻭﻻ ﺍﻟﺤﺮﻭﺭ "
ﻭﻻ ﺍﻟﻈﻞ ﻭﻻ ﺍﻟﺮﻳﺢ ﺍﻟﺤﺎﺭﺓ ,
" ﻭﻣﺎ ﻳﺴﺘﻮﻱ ﺍﻷﺣﻴﺎﺀ ﻭﻻ ﺍﻷﻣﻮﺍﺕ ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺴﻤﻊ ﻣﻦ ﻳﺸﺎﺀ ﻭﻣﺎ ﺃﻧﺖ ﺑﻤﺴﻤﻊ ﻣﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺒﻮﺭ "
ﻭﻣﺎ ﻳﺴﺘﻮﻱ ﺃﺣﻴﺎﺀ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﺑﺎﻹﻳﻤﺎﻥ , ﻭﺃﻣﻮﺍﺕ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﺑﺎﻟﻜﻔﺮ .
ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺴﻤﻊ ﻣﻦ ﻳﺸﺎﺀ ﺳﻤﺎﻉ ﻓﻬﻢ ﻭﻗﺒﻮﻝ , ﻭﻣﺎ ﺃﻧﺖ - ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ - ﺑﻤﺴﻤﻊ ﻣﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺒﻮﺭ , ﻓﻜﻤﺎ ﻻ ﺗﺴﻤﻊ ﺍﻟﻤﻮﺗﻰ ﻓﻲ ﻗﺒﻮﺭﻫﻢ ﻓﻜﺬﻟﻚ ﻻ ﺗﺴﻤﻊ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ﻟﻤﻮﺕ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ,
" ﺇﻥ ﺃﻧﺖ ﺇﻻ ﻧﺬﻳﺮ "
ﺇﻥ ﺃﻧﺖ ﺇﻻ ﻧﺬﻳﺮ ﻟﻬﻢ ﻏﻀﺐ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻋﻘﺎﺑﻪ .
" ﺇﻧﺎ ﺃﺭﺳﻠﻨﺎﻙ ﺑﺎﻟﺤﻖ ﺑﺸﻴﺮﺍ ﻭﻧﺬﻳﺮﺍ ﻭﺇﻥ ﻣﻦ ﺃﻣﺔ ﺇﻻ ﺧﻼ ﻓﻴﻬﺎ ﻧﺬﻳﺮ "
ﺇﻧﺎ ﺃﺭﺳﻠﻨﺎﻙ ﺑﺎﻟﺤﻖ , ﻭﻫﻮ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻭﺷﺮﺍﺋﻊ ﺍﻟﺪﻳﻦ , ﻣﺒﺸﺮﺍ ﺑﺎﻟﺠﻨﺔ ﻣﻦ ﺻﺪﻗﻚ ﻭﻋﻤﻞ ﺑﻬﺪﻳﻚ , ﻭﻣﺤﺬﺭﺍ ﻣﻦ ﻛﺬﺑﻚ ﻭﻋﺼﺎﻙ ﺍﻟﻨﺎﺭ .
ﻭﻣﺎ ﻣﻦ ﺃﻣﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻢ ﺇﻻ ﺟﺎﺀﻫﺎ ﻧﺬﻳﺮ ﻳﺤﺬﺭﻫﺎ ﻋﺎﻗﺒﺔ ﻛﻔﺮﻫﺎ ﻭﺿﻼﻟﻬﺎ .
" ﻭﺇﻥ ﻳﻜﺬﺑﻮﻙ ﻓﻘﺪ ﻛﺬﺏ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻬﻢ ﺟﺎﺀﺗﻬﻢ ﺭﺳﻠﻬﻢ ﺑﺎﻟﺒﻴﻨﺎﺕ ﻭﺑﺎﻟﺰﺑﺮ ﻭﺑﺎﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻨﻴﺮ "
ﻭﺇﻥ ﻳﻜﺬﺑﻚ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻮﻥ ﻓﻘﺪ ﻛﺬﺏ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻬﻢ ﺭﺳﻠﻬﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺟﺎﺅﻭﻫﻢ ﺑﺎﻟﻤﻌﺠﺰﺍﺕ ﺍﻟﻮﺍﺿﺤﺎﺕ ﺍﻟﺪﺍﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻮﺗﻬﻢ , ﻭﺟﺎﺅﻭﻫﻢ ﺑﺎﻟﻜﺘﺐ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻉ ﻓﻴﻬﺎ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ , ﻭﺑﺎﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻨﻴﺮ ﺍﻟﻤﻮﺿﺢ ﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻭﺍﻟﺸﺮ .
" ﺛﻢ ﺃﺧﺬﺕ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﻔﺮﻭﺍ ﻓﻜﻴﻒ ﻛﺎﻥ ﻧﻜﻴﺮ "
ﺛﻢ ﺃﺧﺬﺕ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﻔﺮﻭﺍ ﺑﺄﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ , ﻓﺎﻧﻈﺮ ﻛﻴﻒ ﻛﺎﻥ ﺇﻧﻜﺎﺭﻱ ﻟﻌﻤﻠﻬﻢ ﻭﺣﻠﻮﻝ ﻋﻘﻮﺑﺘﻲ ﺑﻬﻢ؟
" ﺃﻟﻢ ﺗﺮ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻧﺰﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻣﺎﺀ ﻓﺄﺧﺮﺟﻨﺎ ﺑﻪ ﺛﻤﺮﺍﺕ ﻣﺨﺘﻠﻔﺎ ﺃﻟﻮﺍﻧﻬﺎ ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺠﺒﺎﻝ ﺟﺪﺩ ﺑﻴﺾ ﻭﺣﻤﺮ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺃﻟﻮﺍﻧﻬﺎ ﻭﻏﺮﺍﺑﻴﺐ ﺳﻮﺩ "
ﺃﻟﻢ ﺗﺮ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻧﺰﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻣﺎ , ﻓﺴﻘﻴﻨﺎ ﺑﻪ ﺃﺷﺠﺎﺭﺍ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ , ﻓﺄﺧﺮﺟﻨﺎ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﺷﺠﺎﺭ ﺛﻤﺮﺍﺕ ﻣﺨﺘﻠﻔﺎ ﺃﻟﻮﺍﻧﻬﺎ , ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻷﺣﻤﺮ ﻭﻣﻨﻬﺎ ﺍﻷﺳﻮﺩ ﻭﺍﻷﺻﻔﺮ ﻭﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ؟ ﻭﺧﻠﻘﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﺒﺎﻝ ﻃﺮﺍﺋﻖ ﺑﻴﻀﺎ ﻭﺣﻤﺮﺍ ﻣﺨﺘﻠﻔﺎﻥ ﺃﻟﻮﺍﻧﻬﺎ , ﻭﺧﻠﻘﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﺒﺎﻝ ﺟﺒﺎﻻ ﺷﺪﻳﺪﺓ ﺍﻟﺴﻮﺍﺩ .
" ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺍﻟﺪﻭﺍﺏ ﻭﺍﻷﻧﻌﺎﻡ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺃﻟﻮﺍﻧﻪ ﻛﺬﻟﻚ ﺇﻧﻤﺎ ﻳﺨﺸﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﻋﺒﺎﺩﻩ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰﻳﺰ ﻏﻔﻮﺭ "
ﻭﺧﻠﻘﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺍﻟﺪﻭﺍﺏ ﻭﺍﻹﺑﻞ ﻭﺍﻟﺒﻘﺮ ﻭﺍﻟﻐﻨﻢ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺃﻟﻮﺍﻧﻪ ﻛﺬﻟﻚ , ﻓﻤﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻷﺣﻤﺮ ﻭﺍﻷﺑﻴﺾ ﻭﺍﻷﺳﻮﺩ ﻭﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﻛﺎﺧﺘﻼﻑ ﺃﻟﻮﺍﻥ ﺍﻟﺜﻤﺎﺭ ﻭﺍﻟﺠﺒﺎﻝ .
ﺇﻧﻤﺎ ﻳﺨﺸﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻳﺘﻘﻲ ﻋﻘﺎﺑﻪ ﺑﻄﺎﻋﺘﻪ ﻭﺍﺟﺘﻨﺎﺏ ﻣﻌﺼﻴﺘﻪ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺑﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ , ﻭﺑﺼﻔﺎﺗﻪ , ﻭﺑﺸﺮﻋﻪ , ﻭﻗﺪﺭﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ , ﻭﻣﻨﻬﺎ ﺍﺧﺘﻼﻑ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺎﺕ ﻣﻊ ﺍﺗﺤﺎﺩ ﺳﺒﺒﻬﺎ , ﻭﻳﺘﺪﺑﺮﻭﻥ ﻣﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻋﻈﺎﺕ ﻭﻋﺒﺮ .
ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰﻳﺰ ﻗﻮﻱ ﻻ ﻳﻐﺎﻟﺐ , ﻏﻔﻮﺭ ﻳﺜﻴﺐ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ , ﻭﻳﻌﻔﻮ ﻋﻨﻬﻢ .
" ﺇﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﻠﻮﻥ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺃﻗﺎﻣﻮﺍ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺃﻧﻔﻘﻮﺍ ﻣﻤﺎ ﺭﺯﻗﻨﺎﻫﻢ ﺳﺮﺍ ﻭﻋﻼﻧﻴﺔ ﻳﺮﺟﻮﻥ ﺗﺠﺎﺭﺓ ﻟﻦ ﺗﺒﻮﺭ "
ﺇﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻘﺮﺅﻭﻥ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ , ﻭﻳﻌﻤﻠﻮﻥ ﺑﻪ , ﻭﺩﺍﻭﻣﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻓﻲ ﺃﻭﻗﺎﺗﻬﺎ , ﻭﺃﻧﻔﻘﻮﺍ ﻣﻤﺎ ﺭﺯﻗﻨﺎﻫﻢ ﻣﻦ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﻨﻔﻘﺎﺕ ﺍﻟﻮﺍﺟﺒﺔ ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﺤﺒﺔ ﺳﺮﺍ ﻭﺟﻬﺮﺍ , ﻫﺆﻻﺀ ﻳﺮﺟﻮﻥ ﺑﺬﻟﻚ ﺗﺠﺎﺭﺓ ﻟﻦ ﺗﻜﺴﺪ ﻭﻟﻦ ﺗﻬﻠﻚ , ﺃﻻ ﻭﻫﻲ ﺭﺿﺎ ﺭﺑﻬﻢ , ﻭﺍﻟﻔﻮﺯ ﺑﺠﺰﻳﻞ ﺛﻮﺍﺑﻪ .
" ﻟﻴﻮﻓﻴﻬﻢ ﺃﺟﻮﺭﻫﻢ ﻭﻳﺰﻳﺪﻫﻢ ﻣﻦ ﻓﻀﻠﻪ ﺇﻧﻪ ﻏﻔﻮﺭ ﺷﻜﻮﺭ "
ﻟﻴﻮﻓﻴﻬﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺛﻮﺍﺏ ﺃﻋﻤﺎﻟﻬﻢ ﻛﺎﻣﻼ ﻏﻴﺮ ﻣﻨﻘﻮﺹ , ﻭﻳﻀﺎﻋﻒ ﻟﻬﻢ ﺍﻟﺤﺴﻨﺎﺕ ﻣﻦ ﻓﻀﻠﻪ , ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻏﻔﻮﺭ ﻟﺴﻴﺌﺎﺗﻬﻢ , ﺷﻜﻮﺭ ﻟﺤﺴﻨﺎﺗﻬﻢ , ﻳﺜﻴﺒﻬﻢ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺠﺰﻳﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺜﻮﺍﺏ .
" ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺃﻭﺣﻴﻨﺎ ﺇﻟﻴﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻫﻮ ﺍﻟﺤﻖ ﻣﺼﺪﻗﺎ ﻟﻤﺎ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻌﺒﺎﺩﻩ ﻟﺨﺒﻴﺮ ﺑﺼﻴﺮ "
ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺃﻧﺰﻟﻨﺎﻩ ﺇﻟﻴﻚ - ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ - ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻫﻮ ﺍﻟﺤﻖ ﺍﻟﻤﺼﺪﻕ ﻟﻠﻜﺘﺐ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻧﺰﻟﻬﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺭﺳﻠﻪ ﻗﺒﻠﻚ .
ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻌﺒﺎﺩﻩ ﻟﺨﺒﻴﺮ ﺑﺼﻴﺮ , ﻻ ﻳﺨﻔﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺷﻲﺀ .
" ﺛﻢ ﺃﻭﺭﺛﻨﺎ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﺻﻄﻔﻴﻨﺎ ﻣﻦ ﻋﺒﺎﺩﻧﺎ ﻓﻤﻨﻬﻢ ﻇﺎﻟﻢ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻘﺘﺼﺪ ﻭﻣﻨﻬﻢ ﺳﺎﺑﻖ ﺑﺎﻟﺨﻴﺮﺍﺕ ﺑﺈﺫﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺫﻟﻚ ﻫﻮ ﺍﻟﻔﻀﻞ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ "
ﺛﻢ ﺃﻋﻄﻴﻨﺎ - ﺑﻌﺪ ﻫﻼﻙ ﺍﻷﻣﻢ - ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻣﻦ ﺍﺧﺘﺮﻧﺎﻫﻢ ﻣﻦ ﺃﻣﺔ ﻣﺤﻤﺪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ : ﻓﻤﻨﻬﻢ ﻇﺎﻟﻢ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﺑﻔﻌﻞ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﻲ , ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻘﺘﺼﺪ , ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻤﺆﺩﻱ ﻟﻠﻮﺍﺟﺒﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻨﺐ ﻟﻠﻤﺤﺮﻣﺎﺕ , ﻭﻣﻨﻬﻢ ﺳﺎﺑﻖ ﺑﺎﻟﺨﻴﺮﺍﺕ ﺑﺈﺫﻥ ﺍﻟﻠﻪ , ﺃﻱ ﻣﺴﺎﺭﻉ ﻣﺠﺘﻬﺪ ﻓﻲ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﺔ , ﻓﺮﺿﻬﺎ ﻭﻧﻔﻠﻬﺎ , ﺫﻟﻚ ﺍﻹﻋﻄﺎﺀ ﻟﻠﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﺻﻄﻔﺎﺀ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﺔ ﻫﻮ ﺍﻟﻔﻀﻞ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ .
" ﺟﻨﺎﺕ ﻋﺪﻥ ﻳﺪﺧﻠﻮﻧﻬﺎ ﻳﺤﻠﻮﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺃﺳﺎﻭﺭ ﻣﻦ ﺫﻫﺐ ﻭﻟﺆﻟﺆﺍ ﻭﻟﺒﺎﺳﻬﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﺣﺮﻳﺮ "
ﺟﻨﺎﺕ ﺇﻗﺎﻣﺔ ﺩﺍﺋﻤﺔ ﻟﻠﺬﻳﻦ ﺃﻭﺭﺛﻬﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﻳﺤﻠﻮﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻷﺳﺎﻭﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻫﺐ ﻭﺍﻟﻠﺆﻟﺆ , ﻭﻟﺒﺎﺳﻬﻢ ﺍﻟﻤﻌﺘﺎﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﺣﺮﻳﺮ ﺃﻱ : ﺛﻴﺎﺏ ﺭﻓﻴﻘﺔ .
" ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺫﻫﺐ ﻋﻨﺎ ﺍﻟﺤﺰﻥ ﺇﻥ ﺭﺑﻨﺎ ﻟﻐﻔﻮﺭ ﺷﻜﻮﺭ "
ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ ﺣﻴﻦ ﺩﺧﻠﻮﺍ ﺍﻟﺠﻨﺔ : ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺫﻫﺐ ﻋﻨﺎ ﻛﻞ ﺣﺰﻥ , ﺇﻥ ﺭﺑﻨﺎ ﻟﻐﻔﻮﺭ ; ﺣﻴﺚ ﻏﻔﺮ ﻟﻨﺎ ﺍﻟﺰﻻﺕ , ﺷﻜﻮﺭ ; ﺣﻴﺚ ﻗﺒﻞ ﻣﻨﺎ ﺍﻟﺤﺴﻨﺎﺕ ﻭﺿﺎﻋﻔﻬﺎ .
" ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺣﻠﻨﺎ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻤﻘﺎﻣﺔ ﻣﻦ ﻓﻀﻠﻪ ﻻ ﻳﻤﺴﻨﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻧﺼﺐ ﻭﻻ ﻳﻤﺴﻨﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻟﻐﻮﺏ "
ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻧﺰﻟﻨﺎ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻣﻦ ﻓﻀﻠﻪ , ﻻ ﻳﻤﺴﻨﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﺗﻌﺐ ﻭﻻ ﺇﻋﻴﺎﺀ .
" ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﻔﺮﻭﺍ ﻟﻬﻢ ﻧﺎﺭ ﺟﻬﻨﻢ ﻻ ﻳﻘﻀﻰ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻓﻴﻤﻮﺗﻮﺍ ﻭﻻ ﻳﺨﻔﻒ ﻋﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻋﺬﺍﺑﻬﺎ ﻛﺬﻟﻚ ﻧﺠﺰﻱ ﻛﻞ ﻛﻔﻮﺭ "
ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﻔﺮﻭﺍ ﻟﻬﻢ ﻧﺎﺭ ﺟﻬﻨﻢ ﺍﻟﻤﻮﻗﺪﺓ , ﻻ ﻳﻘﻀﻰ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺑﺎﻟﻤﻮﺕ , ﻓﻴﻤﻮﺗﻮﺍ ﻭﻳﺴﺘﺮﻳﺤﻮﺍ , ﻭﻻ ﻳﺨﻔﻒ ﻋﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻋﺬﺍﺑﻬﺎ , ﻭﻣﺜﻞ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺠﺰﺍﺀ ﻳﺠﺰﻱ ﺍﻟﻠﻪ ﻛﻞ ﺟﺤﻮﺩ ﻟﻪ ﻭﻟﺮﺳﻮﻟﻪ .
" ﻭﻫﻢ ﻳﺼﻄﺮﺧﻮﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺭﺑﻨﺎ ﺃﺧﺮﺟﻨﺎ ﻧﻌﻤﻞ ﺻﺎﻟﺤﺎ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﻨﺎ ﻧﻌﻤﻞ ﺃﻭﻟﻢ ﻧﻌﻤﺮﻛﻢ ﻣﺎ ﻳﺘﺬﻛﺮ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﺗﺬﻛﺮ ﻭﺟﺎﺀﻛﻢ ﺍﻟﻨﺬﻳﺮ ﻓﺬﻭﻗﻮﺍ ﻓﻤﺎ ﻟﻠﻈﺎﻟﻤﻴﻦ ﻣﻦ ﻧﺼﻴﺮ "
ﻭﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ﻳﺼﺮﺧﻮﻥ ﻣﻦ ﺷﺪﺓ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﻓﻲ ﻧﺎﺭ ﺟﻬﻨﻢ ﻣﺴﺘﻐﻴﺜﻴﻦ : ﺭﺑﻨﺎ ﺃﺧﺮﺟﻨﺎ ﻣﻦ ﻧﺎﺭ ﺟﻬﻨﻢ , ﻭﺭﺩﻧﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻧﻌﻤﻞ ﺻﺎﻟﺤﺎ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﻨﺎ ﻧﻌﻤﻠﻪ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ , ﻓﻨﺆﻣﻦ ﺑﺪﻝ ﺍﻟﻜﻔﺮ , ﻓﻴﻘﻮﻝ ﻟﻬﻢ : ﺃﻭﻟﻢ ﻧﻤﻬﻠﻜﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻗﺪﺭﺍ ﻭﺍﻓﻴﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﺮ , ﻳﺘﻌﻆ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﺗﻌﻆ , ﻭﺟﺎﺀﻛﻢ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ , ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﻟﻢ ﺗﺘﺬﻛﺮﻭﺍ ﻭﻟﻢ ﺗﺘﻌﻈﻮﺍ؟ ﻓﺬﻭﻗﻮﺍ ﻋﺬﺍﺏ ﺟﻬﻨﻢ , ﻓﻠﻴﺲ ﻟﻠﻜﺎﻓﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﻧﺎﺻﺮ ﻳﻨﺼﺮﻫﻢ ﻣﻦ ﻋﺬﺍﺏ ﺍﻟﻠﻪ .
" ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺎﻟﻢ ﻏﻴﺐ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕ ﻭﺍﻷﺭﺽ ﺇﻧﻪ ﻋﻠﻴﻢ ﺑﺬﺍﺕ ﺍﻟﺼﺪﻭﺭ "
ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻄﻠﻊ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻏﺎﺋﺐ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻤﻮﺍﺕ ﻭﺍﻷﺭﺽ , ﻓﺈﻧﻪ ﻋﻠﻴﻢ ﺑﺨﻔﺎﻳﺎ ﺍﻟﺼﺪﻭﺭ , ﻓﺎﺗﻘﻮﻩ ﺃﻥ ﻳﻄﻠﻊ ﻋﻠﻴﻜﻢ , ﻭﺃﻧﺘﻢ ﺗﻀﻤﺮﻭﻥ ﺍﻟﺸﻚ ﺃﻭ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻓﻲ ﻭﺣﺪﺍﻧﻴﺘﻪ , ﺃﻭ ﻓﻲ ﻧﺒﻮﺓ ﻣﺤﻤﺪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ , ﺃﻭ ﺃﻥ ﺗﻌﺼﻮﻩ ﺑﻤﺎ ﺩﻭﻥ ﺫﻟﻚ .
" ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﻌﻠﻜﻢ ﺧﻼﺋﻒ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﻓﻤﻦ ﻛﻔﺮ ﻓﻌﻠﻴﻪ ﻛﻔﺮﻩ ﻭﻻ ﻳﺰﻳﺪ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮﻳﻦ ﻛﻔﺮﻫﻢ ﻋﻨﺪ ﺭﺑﻬﻢ ﺇﻻ ﻣﻘﺘﺎ ﻭﻻ ﻳﺰﻳﺪ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮﻳﻦ ﻛﻔﺮﻫﻢ ﺇﻻ ﺧﺴﺎﺭﺍ "
ﺍﻟﻠﻪ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﻌﻠﻜﻢ - ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ - ﻳﺨﻠﻒ ﺑﻌﻀﻜﻢ ﺑﻌﻀﺎ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ , ﻓﻤﻦ ﺟﺤﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻨﻜﻢ ﻓﻌﻠﻰ ﻧﻔﺴﻪ ﺿﺮﺭﻩ ﻭﻛﻔﺮﻩ ﻭﻻ ﻳﺰﻳﺪ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮﻳﻦ ﻛﻔﺮﻫﻢ ﻋﻨﺪ ﺭﺑﻬﻢ ﺇﻻ ﺑﻐﻀﺎ ﻭﻏﻀﺒﺎ , ﻭﻻ ﻳﺰﻳﺪﻫﻢ ﻛﻔﺮﻫﻢ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﺇﻻ ﺿﻼﻻ ﻭﻫﻼﻛﺎ .
" ﻗﻞ ﺃﺭﺃﻳﺘﻢ ﺷﺮﻛﺎﺀﻛﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﺪﻋﻮﻥ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﺭﻭﻧﻲ ﻣﺎﺫﺍ ﺧﻠﻘﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﻷﺭﺽ ﺃﻡ ﻟﻬﻢ ﺷﺮﻙ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕ ﺃﻡ ﺁﺗﻴﻨﺎﻫﻢ ﻛﺘﺎﺑﺎ ﻓﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺑﻴﻨﺔ ﻣﻨﻪ ﺑﻞ ﺇﻥ ﻳﻌﺪ ﺍﻟﻈﺎﻟﻤﻮﻥ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺑﻌﻀﺎ ﺇﻻ ﻏﺮﻭﺭﺍ "
ﻗﻞ - ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ - ﻟﻠﻤﺸﺮﻛﻴﻦ : ﺃﺧﺒﺮﻭﻧﻲ ﺃﻱ ﺷﻲﺀ ﺧﻠﻖ ﺷﺮﻛﺎﺅﻛﻢ ﻣﻦ ﺍﻷﺭﺽ , ﺃﻡ ﺃﻥ ﻟﺸﺮﻛﺎﺋﻜﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﻌﺒﺪﻭﻧﻬﻢ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺷﺮﻛﺎ ﻣﻊ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺧﻠﻖ ﺍﻟﺴﻤﻮﺍﺕ , ﺃﻡ ﺃﻋﻄﻴﻨﺎﻫﻢ ﻛﺘﺎﺑﺎ ﻓﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺣﺠﺔ ﻣﻨﻪ؟ ﺑﻞ ﻣﺎ ﻳﻌﺪ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮﻭﻥ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺑﻌﻀﺎ ﺇﻻ ﻏﺮﻭﺭﺍ ﻭﺧﺪﺍﻋﺎ .
" ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﻤﺴﻚ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕ ﻭﺍﻷﺭﺽ ﺃﻥ ﺗﺰﻭﻻ ﻭﻟﺌﻦ ﺯﺍﻟﺘﺎ ﺇﻥ ﺃﻣﺴﻜﻬﻤﺎ ﻣﻦ ﺃﺣﺪ ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻩ ﺇﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﺣﻠﻴﻤﺎ ﻏﻔﻮﺭﺍ "
ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﻤﺴﻚ ﺍﻟﺴﻤﻮﺍﺕ ﻭﺍﻷﺭﺽ ﺃﻥ ﺗﺰﻭﻻ ﻋﻦ ﻣﻜﺎﻧﻬﻤﺎ , ﻭﻟﺌﻦ ﺯﺍﻟﺖ ﺍﻟﺴﻤﻮﺍﺕ ﻭﺍﻷﺭﺽ ﻋﻦ ﻣﻜﺎﻧﻬﻤﺎ ﻣﺎ ﻳﻤﺴﻜﻬﻤﺎ ﻣﻦ ﺃﺣﺪ ﻣﻦ ﺑﻌﺪ .
ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻛﺎﻥ ﺣﻠﻴﻤﺎ ﻓﻲ ﺗﺄﺧﻴﺮ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮﻳﻦ ﻭﺍﻟﻌﺼﺎﺓ , ﻏﻔﻮﺭﺍ ﻟﻤﻦ ﺗﺎﺏ ﻣﻦ ﺫﻧﺒﻪ ﻭﺭﺟﻊ ﺇﻟﻴﻪ .
" ﻭﺃﻗﺴﻤﻮﺍ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﺟﻬﺪ ﺃﻳﻤﺎﻧﻬﻢ ﻟﺌﻦ ﺟﺎﺀﻫﻢ ﻧﺬﻳﺮ ﻟﻴﻜﻮﻧﻦ ﺃﻫﺪﻯ ﻣﻦ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻷﻣﻢ ﻓﻠﻤﺎ ﺟﺎﺀﻫﻢ ﻧﺬﻳﺮ ﻣﺎ ﺯﺍﺩﻫﻢ ﺇﻻ ﻧﻔﻮﺭﺍ "
ﻭﺃﻗﺴﻢ ﻛﻔﺎﺭ ﻗﺮﻳﺶ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﺃﺷﺪ ﺍﻷﻳﻤﺎﻥ : ﻟﺌﻦ ﺟﺎﺀﻫﻢ ﺭﺳﻮﻝ ﻣﻦ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺨﻮﻓﻬﻢ ﻋﻘﺎﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻴﻜﻮﻧﻦ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﺳﺘﻘﺎﻣﺔ ﻭﺍﺗﺒﺎﻋﺎ ﻟﻠﺤﻖ ﻣﻦ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻭﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ , ﻓﻠﻤﺎ ﺟﺎﺀﻫﻢ ﻣﺤﻤﺪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻣﺎ ﺯﺍﺩﻫﻢ ﺫﻟﻚ ﺇﻻ ﺑﻌﺪﺍ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﻖ ﻭﻧﻔﻮﺭﺍ ﻣﻨﻪ .
" ﺍﺳﺘﻜﺒﺎﺭﺍ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﻣﻜﺮ ﺍﻟﺴﻴﺊ ﻭﻻ ﻳﺤﻴﻖ ﺍﻟﻤﻜﺮ ﺍﻟﺴﻴﺊ ﺇﻻ ﺑﺄﻫﻠﻪ ﻓﻬﻞ ﻳﻨﻈﺮﻭﻥ ﺇﻻ ﺳﻨﺔ ﺍﻷﻭﻟﻴﻦ ﻓﻠﻦ ﺗﺠﺪ ﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﺒﺪﻳﻼ ﻭﻟﻦ ﺗﺠﺪ ﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﺤﻮﻳﻼ "
ﻟﻴﺲ ﺇﻗﺴﺎﻣﻬﻢ ﻟﻘﺼﺪ ﺣﺴﻦ ﻭﻃﻠﺒﺎ ﻟﻠﺤﻖ , ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻫﻮ ﺍﺳﺘﻜﺒﺎﺭ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﻠﻖ , ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﺑﻪ ﺍﻟﻤﻜﺮ ﺍﻟﺴﻴﺊ ﻭﺍﻟﺨﺪﺍﻉ ﻭﺍﻟﺒﺎﻃﻞ , ﻭﻻ ﻳﺤﻴﻖ ﺍﻟﻤﻜﺮ ﺍﻟﺴﻴﺊ ﺇﻻ ﺑﺄﻫﻠﻪ , ﻓﻬﻞ ﻳﻨﺘﻈﺮ ﺍﻟﻤﺴﺘﻜﺒﺮﻭﻥ ﺍﻟﻤﺎﻛﺮﻭﻥ ﺇﻻ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﺰﻝ ﺑﺄﻣﺜﺎﻟﻬﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺳﺒﻘﻮﻫﻢ , ﻓﻠﻦ ﺗﺠﺪ ﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﺒﺪﻳﻼ ﻭﻻ ﺗﺤﻮﻳﻼ , ﻓﻼ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﺣﺪ ﺃﻥ ﻳﺒﺪﻝ , ﻭﻻ ﺃﻥ ﻳﺤﻮﻝ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﺃﻭ ﻏﻴﺮﻩ .
" ﺃﻭﻟﻢ ﻳﺴﻴﺮﻭﺍ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﻓﻴﻨﻈﺮﻭﺍ ﻛﻴﻒ ﻛﺎﻥ ﻋﺎﻗﺒﺔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻬﻢ ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ ﺃﺷﺪ ﻣﻨﻬﻢ ﻗﻮﺓ ﻭﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻴﻌﺠﺰﻩ ﻣﻦ ﺷﻲﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕ ﻭﻻ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﺇﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻴﻤﺎ ﻗﺪﻳﺮﺍ "
ﺃﻭ ﻟﻢ ﻳﺴﺮ ﻛﻔﺎﺭ ( ﻣﻜﺔ ) ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ , ﻓﻴﻨﻈﺮﻭﺍ ﻛﻴﻒ ﻛﺎﻥ ﻋﺎﻗﺒﺔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻬﻢ ﻛﻌﺎﺩ ﻭﺛﻤﻮﺩ ﻭﺃﻣﺜﺎﻟﻬﻢ , ﻭﻣﺎ ﺣﻞ ﺑﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻣﺎﺭ , ﻭﺑﺪﻳﺎﺭﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺮﺍﺏ , ﺣﻴﻦ ﻛﺬﺑﻮﺍ ﺍﻟﺮﺳﻞ , ﻭﻛﺎﻥ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﻜﻔﺮﺓ ﺃﺷﺪ ﻗﻮﺓ ﻭﺑﻄﺸﺎ ﻣﻦ ﻛﻔﺎﺭ ( ﻣﻜﺔ ) ؟ ﻭﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻟﻴﻌﺠﺰﻩ ﻭﻳﻔﻮﺗﻪ ﻣﻦ ﺷﻲﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻤﻮﺍﺕ ﻭﻻ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ , ﺇﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻴﻤﺎ ﺑﺄﻓﻌﺎﻟﻬﻢ , ﻗﺪﻳﺮﺍ ﻋﻠﻰ ﺇﻫﻼﻛﻬﻢ .
" ﻭﻟﻮ ﻳﺆﺍﺧﺬ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﻤﺎ ﻛﺴﺒﻮﺍ ﻣﺎ ﺗﺮﻙ ﻋﻠﻰ ﻇﻬﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺩﺍﺑﺔ ﻭﻟﻜﻦ ﻳﺆﺧﺮﻫﻢ ﺇﻟﻰ ﺃﺟﻞ ﻣﺴﻤﻰ ﻓﺈﺫﺍ ﺟﺎﺀ ﺃﺟﻠﻬﻢ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻛﺎﻥ ﺑﻌﺒﺎﺩﻩ ﺑﺼﻴﺮﺍ "
ﻭﻟﻮ ﻳﻌﺎﻗﺐ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﻤﺎ ﻋﻤﻠﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻧﻮﺏ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﺻﻲ ﻣﺎ ﺗﺮﻙ ﻋﻠﻰ ﻇﻬﺮ ﺍﻷﺭﺽ ﻣﻦ ﺩﺍﺑﺔ ﺗﺪﺏ ﻋﻠﻴﻬﺎ , ﻭﻟﻜﻦ ﻳﻤﻬﻠﻬﻢ ﻭﻳﺆﺧﺮ ﻋﻘﺎﺑﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﻭﻗﺖ ﻣﻌﻠﻮﻡ ﻋﻨﺪﻩ , ﻓﺈﺫﺍ ﺟﺎﺀ ﻭﻗﺖ ﻋﻘﺎﺑﻬﻢ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻛﺎﻥ ﺑﻌﺒﺎﺩﻩ ﺑﺼﻴﺮﺍ , ﻻ ﻳﺨﻔﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﺣﺪ ﻣﻨﻬﻢ , ﻭﻻ ﻳﻌﺰﺏ ﻋﻨﻪ ﻋﻠﻢ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﺃﻣﻮﺭﻫﻢ , ﻭﺳﻴﺠﺎﺯﻳﻬﻢ ﺑﻤﺎ ﻋﻤﻠﻮﺍ ﻣﻦ ﺧﻴﺮ ﺃﻭ ﺷﺮ
" ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﻓﺎﻃﺮ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕ ﻭﺍﻷﺭﺽ ﺟﺎﻋﻞ ﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﺭﺳﻼ ﺃﻭﻟﻲ ﺃﺟﻨﺤﺔ ﻣﺜﻨﻰ ﻭﺛﻼﺙ ﻭﺭﺑﺎﻉ ﻳﺰﻳﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﻣﺎ ﻳﺸﺎﺀ ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻗﺪﻳﺮ "
ﺍﻟﺜﻨﺎﺀ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ ﻟﻠﻪ ﺧﺎﻟﻖ ﺍﻟﺴﻤﻮﺍﺕ ﻭﺍﻷﺭﺽ ﻭﻣﺒﺪﻋﻬﺎ , ﺟﺎﻋﻞ ﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﺭﺳﻼ ﺇﻟﻰ ﻣﻦ ﻳﺸﺎﺀ ﻣﻦ ﻋﺒﺎﺩﻩ , ﻭﻓﻴﻤﺎ ﺷﺎﺀ ﻣﻦ ﺃﻣﺮﻩ ﻭﻧﻬﻴﻪ , ﻭﻣﻦ ﻋﻈﻴﻢ ﻗﺪﺭﺓ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﺟﻌﻞ ﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺃﺟﻨﺤﺔ ﻣﺜﻨﻰ ﻭﺛﻼﺙ ﻭﺭﺑﺎﻉ ﺗﻄﻴﺮ ﺑﻬﺎ ; ﻟﺘﺒﻠﻴﻎ ﻣﺎ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻪ , ﻳﺰﻳﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺧﻠﻘﻪ ﻣﺎ ﻳﺸﺎﺀ .
ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻗﺪﻳﺮ , ﻻ ﻳﺴﺘﻌﺼﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﺷﻲﺀ .
" ﻣﺎ ﻳﻔﺘﺢ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﺭﺣﻤﺔ ﻓﻼ ﻣﻤﺴﻚ ﻟﻬﺎ ﻭﻣﺎ ﻳﻤﺴﻚ ﻓﻼ ﻣﺮﺳﻞ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻩ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ "
ﻣﺎ ﻳﻔﺘﺢ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﺭﺯﻕ ﻭﻣﻄﺮ ﻭﺻﺤﺔ ﻭﻋﻠﻢ ﻭﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻌﻢ , ﻓﻼ ﺃﺣﺪ ﻳﻘﺪﺭ ﺃﻥ ﻳﻤﺴﻚ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ , ﻭﻣﺎ ﻳﻤﺴﻚ ﻣﻨﻬﺎ ﻓﻼ ﺃﺣﺪ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻳﺮﺳﻠﻬﺎ ﺑﻌﺪﻩ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ .
ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮ ﻟﻜﻞ ﺷﻲﺀ , ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﺳﻞ ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ ﻭﻳﻤﺴﻜﻬﺎ ﻭﻓﻖ ﺣﻜﻤﺘﻪ .
" ﻳﺎ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﺫﻛﺮﻭﺍ ﻧﻌﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻫﻞ ﻣﻦ ﺧﺎﻟﻖ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺮﺯﻗﻜﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻭﺍﻷﺭﺽ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﻫﻮ ﻓﺄﻧﻰ ﺗﺆﻓﻜﻮﻥ "
ﻳﺎ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﺫﻛﺮﻭﺍ ﻧﻌﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺑﻘﻠﻮﺑﻜﻢ ﻭﺃﻟﺴﻨﺘﻜﻢ ﻭﺟﻮﺍﺭﺣﻜﻢ , ﻓﻼ ﺧﺎﻟﻖ ﻟﻜﻢ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺮﺯﻗﻜﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺑﺎﻟﻤﻄﺮ , ﻭﻣﻦ ﺍﻷﺭﺽ ﺑﺎﻟﻤﺎﺀ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﺩﻥ ﻭﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ .
ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﻫﻮ ﻭﺣﺪﻩ ﻻ ﺷﺮﻳﻚ ﻟﻪ , ﻓﻜﻴﻒ ﺗﺼﺮﻓﻮﻥ ﻋﻦ ﺗﻮﺣﻴﺪﻩ ﻭﻋﺒﺎﺩﺗﻪ؟
" ﻭﺇﻥ ﻳﻜﺬﺑﻮﻙ ﻓﻘﺪ ﻛﺬﺑﺖ ﺭﺳﻞ ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻚ ﻭﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﺮﺟﻊ ﺍﻷﻣﻮﺭ "
ﻓﺈﻥ ﻳﻜﺬﺑﻚ ﻗﻮﻣﻚ - ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ - ﻓﻘﺪ ﻛﺬﺏ ﺭﺳﻞ ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻚ , ﻭﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﺼﻴﺮ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻓﻲ ﺍﻵﺧﺮﺓ , ﻓﻴﺠﺎﺯﻱ ﻛﻼ ﺑﻤﺎ ﻳﺴﺘﺤﻖ .
ﻭﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺗﺴﻠﻴﺔ ﻟﻠﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ .
" ﻳﺎ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﻥ ﻭﻋﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺣﻖ ﻓﻼ ﺗﻐﺮﻧﻜﻢ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﻻ ﻳﻐﺮﻧﻜﻢ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﺍﻟﻐﺮﻭﺭ "
ﻳﺎ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﻥ ﻭﻋﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺎﻟﺒﻌﺚ ﻭﺍﻟﺜﻮﺍﺏ ﻭﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﺣﻖ ﺛﺎﺑﺖ , ﻓﻼ ﺗﺨﺪﻋﻨﻜﻢ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺑﺸﻬﻮﺍﺗﻬﺎ ﻭﻣﻄﺎﻟﺒﻬﺎ , ﻭﻻ ﻳﺨﺪﻋﻨﻜﻢ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ .
" ﺇﻥ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻟﻜﻢ ﻋﺪﻭ ﻓﺎﺗﺨﺬﻭﻩ ﻋﺪﻭﺍ ﺇﻧﻤﺎ ﻳﺪﻋﻮ ﺣﺰﺑﻪ ﻟﻴﻜﻮﻧﻮﺍ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﺴﻌﻴﺮ "
ﺇﻥ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻟﺒﻨﻲ ﺁﺩﻡ ﻋﺪﻭ , ﻓﺎﺗﺨﺬﻭﻩ ﻋﺪﻭﺍ ﻭﻻ ﺗﻄﻴﻌﻮﻩ , ﺇﻧﻤﺎ ﻳﺪﻋﻮ ﺃﺗﺒﺎﻋﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻀﻼﻝ ; ﻟﻴﻜﻮﻧﻮﺍ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺍﻟﻤﻮﻗﺪﺓ .
" ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﻔﺮﻭﺍ ﻟﻬﻢ ﻋﺬﺍﺏ ﺷﺪﻳﺪ ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮﺍ ﻭﻋﻤﻠﻮﺍ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﺎﺕ ﻟﻬﻢ ﻣﻐﻔﺮﺓ ﻭﺃﺟﺮ ﻛﺒﻴﺮ "
ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺟﺤﺪﻭﺍ ﻭﺣﺪﺍﻧﻴﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻣﺎ ﺟﺎﺀﺕ ﺑﻪ ﺭﺳﻠﻪ ﻟﻬﻢ ﻋﺬﺍﺏ ﺷﺪﻳﺪ ﻓﻲ ﺍﻵﺧﺮﺓ , ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ ﺻﺪﻗﻮﺍ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ ﻭﻋﻤﻠﻮﺍ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﺎﺕ ﻟﻬﻢ ﺳﺘﺮ ﻟﺬﻧﻮﺑﻬﻢ ﻭﺃﺟﺮ ﻛﺒﻴﺮ , ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺠﻨﺔ .
" ﺃﻓﻤﻦ ﺯﻳﻦ ﻟﻪ ﺳﻮﺀ ﻋﻤﻠﻪ ﻓﺮﺁﻩ ﺣﺴﻨﺎ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﻀﻞ ﻣﻦ ﻳﺸﺎﺀ ﻭﻳﻬﺪﻱ ﻣﻦ ﻳﺸﺎﺀ ﻓﻼ ﺗﺬﻫﺐ ﻧﻔﺴﻚ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺣﺴﺮﺍﺕ ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻢ ﺑﻤﺎ ﻳﺼﻨﻌﻮﻥ "
ﺃﻓﻤﻦ ﺣﺴﻦ ﻟﻪ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺃﻋﻤﺎﻟﻪ ﺍﻟﺴﻴﺌﺔ ﻣﻦ ﻣﻌﺎﺻﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﻟﻜﻔﺮ ﻭﻋﺒﺎﺩﺓ ﻣﺎ ﺩﻭﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻵﻟﻬﺔ ﻭﺍﻷﻭﺛﺎﻥ ﻓﺮﺃﻩ ﺣﺴﻨﺎ ﺟﻤﻴﻼ , ﻛﻤﻦ ﻫﺪﺍﻩ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ , ﻓﺮﺃﻯ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﺣﺴﻨﺎ ﻭﺍﻟﺴﻴﺊ ﺳﻴﺌﺎ؟ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﻀﻞ ﻣﻦ ﻳﺸﺎﺀ ﻣﻦ ﻋﺒﺎﺩﻩ , ﻭﻳﻬﺪﻱ ﻣﻦ ﻳﺸﺎﺀ , ﻓﻼ ﺗﻬﻠﻚ ﻧﻔﺴﻚ ﺣﺰﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﻛﻔﺮ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻀﺎﻟﻴﻦ , ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻢ ﺑﻘﺒﺎﺋﺤﻬﻢ ﻭﺳﻴﺠﺎﺯﻳﻬﻢ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﺳﻮﺃ ﺍﻟﺠﺰﺍﺀ .
" ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺭﺳﻞ ﺍﻟﺮﻳﺎﺡ ﻓﺘﺜﻴﺮ ﺳﺤﺎﺑﺎ ﻓﺴﻘﻨﺎﻩ ﺇﻟﻰ ﺑﻠﺪ ﻣﻴﺖ ﻓﺄﺣﻴﻴﻨﺎ ﺑﻪ ﺍﻷﺭﺽ ﺑﻌﺪ ﻣﻮﺗﻬﺎ ﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﻨﺸﻮﺭ "
ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺭﺳﻞ ﺍﻟﺮﻳﺎﺡ ﻓﺘﺤﺮﻙ ﺳﺤﺎﺑﺎ , ﻓﺴﻘﻨﺎﻩ ﺇﻟﻰ ﺑﻠﺪ ﺟﺪﺏ , ﻓﻴﻨﺰﻝ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻓﺄﺣﻴﻴﻨﺎ ﺑﻪ ﺍﻷﺭﺽ ﺑﻌﺪ ﻳﺒﺴﻬﺎ ﻓﺘﺨﻀﺮ ﺑﺎﻟﻨﺒﺎﺕ , ﻣﺜﻞ ﺫﻟﻚ ﺍﻹﺣﻴﺎﺀ ﻳﺤﻴﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻤﻮﺗﻰ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ .
" ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻳﺮﻳﺪ ﺍﻟﻌﺰﺓ ﻓﻠﻠﻪ ﺍﻟﻌﺰﺓ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﺇﻟﻴﻪ ﻳﺼﻌﺪ ﺍﻟﻜﻠﻢ ﺍﻟﻄﻴﺐ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﻳﺮﻓﻌﻪ ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻤﻜﺮﻭﻥ ﺍﻟﺴﻴﺌﺎﺕ ﻟﻬﻢ ﻋﺬﺍﺏ ﺷﺪﻳﺪ ﻭﻣﻜﺮ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﻫﻮ ﻳﺒﻮﺭ "
ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻳﻄﻠﺐ ﻋﺰﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺃﻭ ﺍﻵﺧﺮﺓ ﻓﻠﻴﻄﻠﺒﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ , ﻭﻻ ﺗﻨﺎﻝ ﺇﻻ ﺑﻄﺎﻋﺘﻪ , ﻓﻠﻠﻪ ﺍﻟﻌﺰﺓ ﺟﻤﻴﻌﺎ , ﻓﻤﻦ ﺍﻋﺘﺰ ﺑﺎﻟﻤﺨﻠﻮﻕ ﺃﺫﻟﻪ ﺍﻟﻠﻪ , ﻭﻣﻦ ﺍﻋﺘﺰ ﺑﺎﻟﺨﺎﻟﻖ ﺃﻋﺰﻩ ﺍﻟﻠﻪ , ﺇﻟﻴﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻳﺼﻌﺪ ﺫﻛﺮﻩ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﻳﺮﻓﻌﻪ .
ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻜﺘﺴﺒﻮﻥ ﺍﻟﺴﻴﺌﺎﺕ ﻟﻬﻢ ﻋﺬﺍﺏ ﺷﺪﻳﺪ , ﻭﻣﻜﺮ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﻳﻬﻠﻚ ﻭﻳﻔﺴﺪ , ﻭﻻ ﻳﻔﻴﺪﻫﻢ ﺷﻴﺌﺎ .
" ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺧﻠﻘﻜﻢ ﻣﻦ ﺗﺮﺍﺏ ﺛﻢ ﻣﻦ ﻧﻄﻔﺔ ﺛﻢ ﺟﻌﻠﻜﻢ ﺃﺯﻭﺍﺟﺎ ﻭﻣﺎ ﺗﺤﻤﻞ ﻣﻦ ﺃﻧﺜﻰ ﻭﻻ ﺗﻀﻊ ﺇﻻ ﺑﻌﻠﻤﻪ ﻭﻣﺎ ﻳﻌﻤﺮ ﻣﻦ ﻣﻌﻤﺮ ﻭﻻ ﻳﻨﻘﺺ ﻣﻦ ﻋﻤﺮﻩ ﺇﻻ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ ﺇﻥ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺴﻴﺮ "
ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺧﻠﻖ ﺃﺑﺎﻛﻢ ﺁﺩﻡ ﻣﻦ ﺗﺮﺍﺏ , ﺋﻢ ﺟﻌﻞ ﻧﺴﻠﻪ ﻣﻦ ﺳﻼﻟﺔ ﻣﻦ ﻣﺎﺀ ﻣﻬﻴﻦ , ﺛﻢ ﺟﻌﻠﻜﻢ ﺭﺟﺎﻻ ﻭﻧﺴﺎﺀ .
ﻭﻣﺎ ﺗﺤﻤﻞ ﻣﻦ ﺃﻧﺜﻰ ﻭﻻ ﺗﻀﻊ ﺇﻻ ﺑﻌﻠﻤﻪ , ﻭﻣﺎ ﻳﻌﻤﺮ ﻣﻦ ﻣﻌﻤﺮ , ﻓﻴﻄﻮﻝ ﻋﻤﺮﻩ , ﻭﻻ ﻳﻨﻘﺺ ﻣﻦ ﻋﻤﺮﻩ ﺇﻻ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ ﻋﻨﺪﻩ , ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻠﻮﺡ ﺍﻟﻤﺤﻔﻮﻅ , ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﺤﻤﻞ ﺑﻪ ﺃﻣﻪ ﻭﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﻀﻌﻪ .
ﻗﺪ ﺃﺣﺼﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺫﻟﻚ ﻛﻠﻪ , ﻭﻋﻠﻤﻪ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺨﻠﻘﻪ , ﻻ ﻳﺰﺍﺩ ﻓﻴﻤﺎ ﻛﺘﺐ ﻟﻪ ﻭﻻ ﻳﻨﻘﺺ .
ﺇﻥ ﺧﻠﻘﻜﻢ ﻭﻋﻠﻢ ﺃﺣﻮﺍﻟﻜﻢ ﻭﻛﺘﺎﺑﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻮﺡ ﺍﻟﻤﺤﻔﻮﻅ ﺳﻬﻞ ﻳﺴﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ .
" ﻭﻣﺎ ﻳﺴﺘﻮﻱ ﺍﻟﺒﺤﺮﺍﻥ ﻫﺬﺍ ﻋﺬﺏ ﻓﺮﺍﺕ ﺳﺎﺋﻎ ﺷﺮﺍﺑﻪ ﻭﻫﺬﺍ ﻣﻠﺢ ﺃﺟﺎﺝ ﻭﻣﻦ ﻛﻞ ﺗﺄﻛﻠﻮﻥ ﻟﺤﻤﺎ ﻃﺮﻳﺎ ﻭﺗﺴﺘﺨﺮﺟﻮﻥ ﺣﻠﻴﺔ ﺗﻠﺒﺴﻮﻧﻬﺎ ﻭﺗﺮﻯ ﺍﻟﻔﻠﻚ ﻓﻴﻪ ﻣﻮﺍﺧﺮ ﻟﺘﺒﺘﻐﻮﺍ ﻣﻦ ﻓﻀﻠﻪ ﻭﻟﻌﻠﻜﻢ ﺗﺸﻜﺮﻭﻥ "
ﻭﻣﺎ ﻳﺴﺘﻮﻱ ﺍﻟﺒﺤﺮﺍﻥ : ﻫﺬﺍ ﻋﺬﺏ ﺷﺪﻳﺪ ﺍﻟﻌﺬﻭﺑﺔ , ﺳﻬﻞ ﻣﺮﻭﺭﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻠﻖ ﻳﺰﻳﻞ ﺍﻟﻌﻄﺶ , ﻭﻫﺬﺍ ﻣﻠﺢ ﺷﺪﻳﺪ ﺍﻟﻤﻠﻮﺣﺔ , ﻭﻣﻦ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺤﺮﻳﻦ ﺗﺄﻛﻠﻮﻥ ﺳﻤﻜﺎ ﻃﺮﻳﺎ ﺷﻬﻲ ﺍﻟﻄﻌﻢ , ﻭﺗﺴﺘﺨﺮﺟﻮﻥ ﺯﻳﻨﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﻠﺆﻟﺆ ﻭﺍﻟﻤﺮﺟﺎﻥ ﺗﻠﺒﺴﻮﻧﻬﺎ , ﻭﺗﺮﻯ ﺍﻟﺴﻔﻦ ﻓﻴﻪ ﺷﺎﻗﺎﺕ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ; ﻟﺘﺒﺘﻐﻮﺍ ﻣﻦ ﻓﻀﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ .
ﻭﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺩﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﺪﺭﺓ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻭﺣﺪﺍﻧﻴﺘﻪ ; ﻭﻟﻌﻠﻜﻢ ﺗﺸﻜﺮﻭﻥ ﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻌﻢ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻧﻌﻢ ﺑﻬﺎ ﻋﻠﻴﻜﻢ .
" ﻳﻮﻟﺞ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﻭﻳﻮﻟﺞ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻭﺳﺨﺮ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻭﺍﻟﻘﻤﺮ ﻛﻞ ﻳﺠﺮﻱ ﻷﺟﻞ ﻣﺴﻤﻰ ﺫﻟﻜﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺭﺑﻜﻢ ﻟﻪ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﺪﻋﻮﻥ ﻣﻦ ﺩﻭﻧﻪ ﻣﺎ ﻳﻤﻠﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﻗﻄﻤﻴﺮ "
ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻳﺪﺧﻞ ﻣﻦ ﺳﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ , ﻓﻴﺰﻳﺪ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﺑﻘﺪﺭ ﻣﺎ ﻧﻘﺺ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻴﻞ , ﻭﻳﺪﺧﻞ ﻣﻦ ﺳﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻴﻞ , ﻓﻴﺰﻳﺪ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﺑﻘﺪﺭ ﻣﺎ ﻧﻘﺺ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ , ﻭﺫﻟﻞ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻭﺍﻟﻘﻤﺮ , ﻳﺠﺮﻳﺎﻥ ﻟﻮﻗﺖ ﻣﻌﻠﻮﻡ , ﺫﻟﻜﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﻌﻞ ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﻠﻪ ﺭﺑﻜﻢ ﻟﻪ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻛﻠﻪ , ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﻌﺒﺪﻭﻥ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﻳﻤﻠﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﻗﻄﻤﻴﺮ , ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻘﺸﺮﺓ ﺍﻟﺮﻗﻴﻘﺔ ﺍﻟﺒﻴﻀﺎﺀ ﺗﻜﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻮﺍﺓ .
" ﺇﻥ ﺗﺪﻋﻮﻫﻢ ﻻ ﻳﺴﻤﻌﻮﺍ ﺩﻋﺎﺀﻛﻢ ﻭﻟﻮ ﺳﻤﻌﻮﺍ ﻣﺎ ﺍﺳﺘﺠﺎﺑﻮﺍ ﻟﻜﻢ ﻭﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻳﻜﻔﺮﻭﻥ ﺑﺸﺮﻛﻜﻢ ﻭﻻ ﻳﻨﺒﺌﻚ ﻣﺜﻞ ﺧﺒﻴﺮ "
ﺇﻥ ﺗﺪﻋﻮﺍ - ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ - ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻌﺒﻮﺩﺍﺕ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻻ ﻳﺴﻤﻌﻮﺍ ﺩﻋﺎﺀﻛﻢ , ﻭﻟﻮ ﺳﻤﻌﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻔﺮﺽ ﻣﺎ ﺃﺟﺎﺑﻮﻛﻢ , ﻭﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻳﺘﺒﺮﺅﻭﻥ ﻣﻨﻜﻢ , ﻭﻻ ﺃﺣﺪ ﻳﺨﺒﺮﻙ - ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ - ﺃﺻﺪﻕ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﺨﺒﻴﺮ .
" ﻳﺎ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻧﺘﻢ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻫﻮ ﺍﻟﻐﻨﻲ ﺍﻟﺤﻤﻴﺪ "
ﻳﺎ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻧﺘﻢ ﺍﻟﻤﺤﺘﺎﺟﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ , ﻻ ﺗﺴﺘﻐﻨﻮﻥ ﻋﻨﻪ ﻃﺮﻓﺔ ﻋﻴﻦ , ﻭﻫﻮ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﺍﻟﻐﻨﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻋﻦ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﻣﺨﻠﻮﻓﺎﺗﻪ , ﺍﻟﺤﻤﻴﺪ ﻓﻲ ﺫﺍﺗﻪ ﻭﺃﺳﻤﺎﺋﻪ ﻭﺻﻔﺎﺗﻪ .
" ﺇﻥ ﻳﺸﺄ ﻳﺬﻫﺒﻜﻢ ﻭﻳﺄﺕ ﺑﺨﻠﻖ ﺟﺪﻳﺪ "
ﺇﻥ ﻳﺸﺄ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﻬﻠﻜﻢ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ , ﻭﻳﺄﺕ ﺑﻘﻮﻡ ﺁﺧﺮﻳﻦ ﺃﻃﻮﻉ ﻟﻠﻪ ﻣﻨﻜﻢ .
" ﻭﻣﺎ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻌﺰﻳﺰ "
ﻭﻣﺎ ﺇﻫﻼﻛﻜﻢ ﻭﺍﻹﺗﻴﺎﻥ ﺑﺨﻠﻖ ﺳﻮﺍﻛﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻤﻤﺘﻨﻊ , ﺑﻞ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﻬﻞ ﻳﺴﻴﺮ .
" ﻭﻻ ﺗﺰﺭ ﻭﺍﺯﺭﺓ ﻭﺯﺭ ﺃﺧﺮﻯ ﻭﺇﻥ ﺗﺪﻉ ﻣﺜﻘﻠﺔ ﺇﻟﻰ ﺣﻤﻠﻬﺎ ﻻ ﻳﺤﻤﻞ ﻣﻨﻪ ﺷﻲﺀ ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺫﺍ ﻗﺮﺑﻰ ﺇﻧﻤﺎ ﺗﻨﺬﺭ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺨﺸﻮﻥ ﺭﺑﻬﻢ ﺑﺎﻟﻐﻴﺐ ﻭﺃﻗﺎﻣﻮﺍ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﻣﻦ ﺗﺰﻛﻰ ﻓﺈﻧﻤﺎ ﻳﺘﺰﻛﻰ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﻭﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻤﺼﻴﺮ "
ﻭﻻ ﺗﺤﻤﻞ ﻧﻔﺲ ﻣﺬﻧﺒﺔ ﺫﻧﺐ ﻧﻔﺲ ﺃﺧﺮﻯ , ﻭﺇﻥ ﺗﺴﺄﻝ ﻧﻔﺲ ﻣﺜﻘﻠﺔ ﺑﺎﻟﺨﻄﺎﻳﺎ ﻣﻦ ﻳﺤﻤﻞ ﻋﻨﻬﺎ ﻣﻦ ﺫﻧﻮﺑﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﺠﺪ ﻣﻦ ﻳﺤﻤﻞ ﻋﻨﻬﺎ ﺷﻴﺌﺎ , ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﺄﻟﺘﻪ ﺫﺍ ﻗﺮﺍﺑﺔ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﻦ ﺃﺏ ﺃﻭ ﺃﺥ ﻭﻧﺤﻮﻫﻤﺎ .
ﺇﻧﻤﺎ ﺗﺤﺬﺭ - ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ - ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺨﺎﻓﻮﻥ ﻋﺬﺍﺏ ﺭﺑﻬﻢ ﺑﺎﻟﻐﻴﺐ , ﻭﺃﺩﻭﺍ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺣﻖ ﺃﺩﺍﺋﻬﺎ .
ﻭﻣﻦ ﺗﻄﻬﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻭﻏﻴﺮﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﻲ ﻓﺈﻧﻤﺎ ﻳﺘﻄﻬﺮ ﻟﻨﻔﺴﻪ .
ﻭﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻣﺎﻝ ﺍﻟﺨﻼﺋﻖ ﻭﻣﺼﻴﺮﻫﻢ , ﻓﻴﺠﺎﺯﻱ ﻛﻼ ﺑﻤﺎ ﻳﺴﺘﺤﻖ .
" ﻭﻣﺎ ﻳﺴﺘﻮﻱ ﺍﻷﻋﻤﻰ ﻭﺍﻟﺒﺼﻴﺮ "
ﻭﻣﺎ ﻳﺴﺘﻮﻱ ﺍﻷﻋﻤﻰ ﻋﻦ ﺩﻳﻦ ﺍﻟﻠﻪ , ﻭﺍﻟﺒﺼﻴﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺑﺼﺮ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺤﻖ ﻭﺍﺗﺒﻌﻪ ,
" ﻭﻻ ﺍﻟﻈﻠﻤﺎﺕ ﻭﻻ ﺍﻟﻨﻮﺭ "
ﻭﻣﺎ ﺗﺴﺘﻮﻱ ﻇﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﻭﻧﻮﺭ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ,
" ﻭﻻ ﺍﻟﻈﻞ ﻭﻻ ﺍﻟﺤﺮﻭﺭ "
ﻭﻻ ﺍﻟﻈﻞ ﻭﻻ ﺍﻟﺮﻳﺢ ﺍﻟﺤﺎﺭﺓ ,
" ﻭﻣﺎ ﻳﺴﺘﻮﻱ ﺍﻷﺣﻴﺎﺀ ﻭﻻ ﺍﻷﻣﻮﺍﺕ ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺴﻤﻊ ﻣﻦ ﻳﺸﺎﺀ ﻭﻣﺎ ﺃﻧﺖ ﺑﻤﺴﻤﻊ ﻣﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺒﻮﺭ "
ﻭﻣﺎ ﻳﺴﺘﻮﻱ ﺃﺣﻴﺎﺀ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﺑﺎﻹﻳﻤﺎﻥ , ﻭﺃﻣﻮﺍﺕ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﺑﺎﻟﻜﻔﺮ .
ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺴﻤﻊ ﻣﻦ ﻳﺸﺎﺀ ﺳﻤﺎﻉ ﻓﻬﻢ ﻭﻗﺒﻮﻝ , ﻭﻣﺎ ﺃﻧﺖ - ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ - ﺑﻤﺴﻤﻊ ﻣﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺒﻮﺭ , ﻓﻜﻤﺎ ﻻ ﺗﺴﻤﻊ ﺍﻟﻤﻮﺗﻰ ﻓﻲ ﻗﺒﻮﺭﻫﻢ ﻓﻜﺬﻟﻚ ﻻ ﺗﺴﻤﻊ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ﻟﻤﻮﺕ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ,
" ﺇﻥ ﺃﻧﺖ ﺇﻻ ﻧﺬﻳﺮ "
ﺇﻥ ﺃﻧﺖ ﺇﻻ ﻧﺬﻳﺮ ﻟﻬﻢ ﻏﻀﺐ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻋﻘﺎﺑﻪ .
" ﺇﻧﺎ ﺃﺭﺳﻠﻨﺎﻙ ﺑﺎﻟﺤﻖ ﺑﺸﻴﺮﺍ ﻭﻧﺬﻳﺮﺍ ﻭﺇﻥ ﻣﻦ ﺃﻣﺔ ﺇﻻ ﺧﻼ ﻓﻴﻬﺎ ﻧﺬﻳﺮ "
ﺇﻧﺎ ﺃﺭﺳﻠﻨﺎﻙ ﺑﺎﻟﺤﻖ , ﻭﻫﻮ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻭﺷﺮﺍﺋﻊ ﺍﻟﺪﻳﻦ , ﻣﺒﺸﺮﺍ ﺑﺎﻟﺠﻨﺔ ﻣﻦ ﺻﺪﻗﻚ ﻭﻋﻤﻞ ﺑﻬﺪﻳﻚ , ﻭﻣﺤﺬﺭﺍ ﻣﻦ ﻛﺬﺑﻚ ﻭﻋﺼﺎﻙ ﺍﻟﻨﺎﺭ .
ﻭﻣﺎ ﻣﻦ ﺃﻣﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻢ ﺇﻻ ﺟﺎﺀﻫﺎ ﻧﺬﻳﺮ ﻳﺤﺬﺭﻫﺎ ﻋﺎﻗﺒﺔ ﻛﻔﺮﻫﺎ ﻭﺿﻼﻟﻬﺎ .
" ﻭﺇﻥ ﻳﻜﺬﺑﻮﻙ ﻓﻘﺪ ﻛﺬﺏ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻬﻢ ﺟﺎﺀﺗﻬﻢ ﺭﺳﻠﻬﻢ ﺑﺎﻟﺒﻴﻨﺎﺕ ﻭﺑﺎﻟﺰﺑﺮ ﻭﺑﺎﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻨﻴﺮ "
ﻭﺇﻥ ﻳﻜﺬﺑﻚ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻮﻥ ﻓﻘﺪ ﻛﺬﺏ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻬﻢ ﺭﺳﻠﻬﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺟﺎﺅﻭﻫﻢ ﺑﺎﻟﻤﻌﺠﺰﺍﺕ ﺍﻟﻮﺍﺿﺤﺎﺕ ﺍﻟﺪﺍﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻮﺗﻬﻢ , ﻭﺟﺎﺅﻭﻫﻢ ﺑﺎﻟﻜﺘﺐ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻉ ﻓﻴﻬﺎ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ , ﻭﺑﺎﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻨﻴﺮ ﺍﻟﻤﻮﺿﺢ ﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻭﺍﻟﺸﺮ .
" ﺛﻢ ﺃﺧﺬﺕ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﻔﺮﻭﺍ ﻓﻜﻴﻒ ﻛﺎﻥ ﻧﻜﻴﺮ "
ﺛﻢ ﺃﺧﺬﺕ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﻔﺮﻭﺍ ﺑﺄﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ , ﻓﺎﻧﻈﺮ ﻛﻴﻒ ﻛﺎﻥ ﺇﻧﻜﺎﺭﻱ ﻟﻌﻤﻠﻬﻢ ﻭﺣﻠﻮﻝ ﻋﻘﻮﺑﺘﻲ ﺑﻬﻢ؟
" ﺃﻟﻢ ﺗﺮ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻧﺰﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻣﺎﺀ ﻓﺄﺧﺮﺟﻨﺎ ﺑﻪ ﺛﻤﺮﺍﺕ ﻣﺨﺘﻠﻔﺎ ﺃﻟﻮﺍﻧﻬﺎ ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺠﺒﺎﻝ ﺟﺪﺩ ﺑﻴﺾ ﻭﺣﻤﺮ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺃﻟﻮﺍﻧﻬﺎ ﻭﻏﺮﺍﺑﻴﺐ ﺳﻮﺩ "
ﺃﻟﻢ ﺗﺮ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻧﺰﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻣﺎ , ﻓﺴﻘﻴﻨﺎ ﺑﻪ ﺃﺷﺠﺎﺭﺍ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ , ﻓﺄﺧﺮﺟﻨﺎ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﺷﺠﺎﺭ ﺛﻤﺮﺍﺕ ﻣﺨﺘﻠﻔﺎ ﺃﻟﻮﺍﻧﻬﺎ , ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻷﺣﻤﺮ ﻭﻣﻨﻬﺎ ﺍﻷﺳﻮﺩ ﻭﺍﻷﺻﻔﺮ ﻭﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ؟ ﻭﺧﻠﻘﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﺒﺎﻝ ﻃﺮﺍﺋﻖ ﺑﻴﻀﺎ ﻭﺣﻤﺮﺍ ﻣﺨﺘﻠﻔﺎﻥ ﺃﻟﻮﺍﻧﻬﺎ , ﻭﺧﻠﻘﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﺒﺎﻝ ﺟﺒﺎﻻ ﺷﺪﻳﺪﺓ ﺍﻟﺴﻮﺍﺩ .
" ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺍﻟﺪﻭﺍﺏ ﻭﺍﻷﻧﻌﺎﻡ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺃﻟﻮﺍﻧﻪ ﻛﺬﻟﻚ ﺇﻧﻤﺎ ﻳﺨﺸﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﻋﺒﺎﺩﻩ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰﻳﺰ ﻏﻔﻮﺭ "
ﻭﺧﻠﻘﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺍﻟﺪﻭﺍﺏ ﻭﺍﻹﺑﻞ ﻭﺍﻟﺒﻘﺮ ﻭﺍﻟﻐﻨﻢ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺃﻟﻮﺍﻧﻪ ﻛﺬﻟﻚ , ﻓﻤﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻷﺣﻤﺮ ﻭﺍﻷﺑﻴﺾ ﻭﺍﻷﺳﻮﺩ ﻭﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﻛﺎﺧﺘﻼﻑ ﺃﻟﻮﺍﻥ ﺍﻟﺜﻤﺎﺭ ﻭﺍﻟﺠﺒﺎﻝ .
ﺇﻧﻤﺎ ﻳﺨﺸﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻳﺘﻘﻲ ﻋﻘﺎﺑﻪ ﺑﻄﺎﻋﺘﻪ ﻭﺍﺟﺘﻨﺎﺏ ﻣﻌﺼﻴﺘﻪ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺑﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ , ﻭﺑﺼﻔﺎﺗﻪ , ﻭﺑﺸﺮﻋﻪ , ﻭﻗﺪﺭﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ , ﻭﻣﻨﻬﺎ ﺍﺧﺘﻼﻑ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺎﺕ ﻣﻊ ﺍﺗﺤﺎﺩ ﺳﺒﺒﻬﺎ , ﻭﻳﺘﺪﺑﺮﻭﻥ ﻣﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻋﻈﺎﺕ ﻭﻋﺒﺮ .
ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰﻳﺰ ﻗﻮﻱ ﻻ ﻳﻐﺎﻟﺐ , ﻏﻔﻮﺭ ﻳﺜﻴﺐ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ , ﻭﻳﻌﻔﻮ ﻋﻨﻬﻢ .
" ﺇﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﻠﻮﻥ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺃﻗﺎﻣﻮﺍ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺃﻧﻔﻘﻮﺍ ﻣﻤﺎ ﺭﺯﻗﻨﺎﻫﻢ ﺳﺮﺍ ﻭﻋﻼﻧﻴﺔ ﻳﺮﺟﻮﻥ ﺗﺠﺎﺭﺓ ﻟﻦ ﺗﺒﻮﺭ "
ﺇﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻘﺮﺅﻭﻥ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ , ﻭﻳﻌﻤﻠﻮﻥ ﺑﻪ , ﻭﺩﺍﻭﻣﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻓﻲ ﺃﻭﻗﺎﺗﻬﺎ , ﻭﺃﻧﻔﻘﻮﺍ ﻣﻤﺎ ﺭﺯﻗﻨﺎﻫﻢ ﻣﻦ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﻨﻔﻘﺎﺕ ﺍﻟﻮﺍﺟﺒﺔ ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﺤﺒﺔ ﺳﺮﺍ ﻭﺟﻬﺮﺍ , ﻫﺆﻻﺀ ﻳﺮﺟﻮﻥ ﺑﺬﻟﻚ ﺗﺠﺎﺭﺓ ﻟﻦ ﺗﻜﺴﺪ ﻭﻟﻦ ﺗﻬﻠﻚ , ﺃﻻ ﻭﻫﻲ ﺭﺿﺎ ﺭﺑﻬﻢ , ﻭﺍﻟﻔﻮﺯ ﺑﺠﺰﻳﻞ ﺛﻮﺍﺑﻪ .
" ﻟﻴﻮﻓﻴﻬﻢ ﺃﺟﻮﺭﻫﻢ ﻭﻳﺰﻳﺪﻫﻢ ﻣﻦ ﻓﻀﻠﻪ ﺇﻧﻪ ﻏﻔﻮﺭ ﺷﻜﻮﺭ "
ﻟﻴﻮﻓﻴﻬﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺛﻮﺍﺏ ﺃﻋﻤﺎﻟﻬﻢ ﻛﺎﻣﻼ ﻏﻴﺮ ﻣﻨﻘﻮﺹ , ﻭﻳﻀﺎﻋﻒ ﻟﻬﻢ ﺍﻟﺤﺴﻨﺎﺕ ﻣﻦ ﻓﻀﻠﻪ , ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻏﻔﻮﺭ ﻟﺴﻴﺌﺎﺗﻬﻢ , ﺷﻜﻮﺭ ﻟﺤﺴﻨﺎﺗﻬﻢ , ﻳﺜﻴﺒﻬﻢ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺠﺰﻳﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺜﻮﺍﺏ .
" ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺃﻭﺣﻴﻨﺎ ﺇﻟﻴﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻫﻮ ﺍﻟﺤﻖ ﻣﺼﺪﻗﺎ ﻟﻤﺎ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻌﺒﺎﺩﻩ ﻟﺨﺒﻴﺮ ﺑﺼﻴﺮ "
ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺃﻧﺰﻟﻨﺎﻩ ﺇﻟﻴﻚ - ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ - ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻫﻮ ﺍﻟﺤﻖ ﺍﻟﻤﺼﺪﻕ ﻟﻠﻜﺘﺐ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻧﺰﻟﻬﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺭﺳﻠﻪ ﻗﺒﻠﻚ .
ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻌﺒﺎﺩﻩ ﻟﺨﺒﻴﺮ ﺑﺼﻴﺮ , ﻻ ﻳﺨﻔﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺷﻲﺀ .
" ﺛﻢ ﺃﻭﺭﺛﻨﺎ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﺻﻄﻔﻴﻨﺎ ﻣﻦ ﻋﺒﺎﺩﻧﺎ ﻓﻤﻨﻬﻢ ﻇﺎﻟﻢ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻘﺘﺼﺪ ﻭﻣﻨﻬﻢ ﺳﺎﺑﻖ ﺑﺎﻟﺨﻴﺮﺍﺕ ﺑﺈﺫﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺫﻟﻚ ﻫﻮ ﺍﻟﻔﻀﻞ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ "
ﺛﻢ ﺃﻋﻄﻴﻨﺎ - ﺑﻌﺪ ﻫﻼﻙ ﺍﻷﻣﻢ - ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻣﻦ ﺍﺧﺘﺮﻧﺎﻫﻢ ﻣﻦ ﺃﻣﺔ ﻣﺤﻤﺪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ : ﻓﻤﻨﻬﻢ ﻇﺎﻟﻢ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﺑﻔﻌﻞ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﻲ , ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻘﺘﺼﺪ , ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻤﺆﺩﻱ ﻟﻠﻮﺍﺟﺒﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻨﺐ ﻟﻠﻤﺤﺮﻣﺎﺕ , ﻭﻣﻨﻬﻢ ﺳﺎﺑﻖ ﺑﺎﻟﺨﻴﺮﺍﺕ ﺑﺈﺫﻥ ﺍﻟﻠﻪ , ﺃﻱ ﻣﺴﺎﺭﻉ ﻣﺠﺘﻬﺪ ﻓﻲ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﺔ , ﻓﺮﺿﻬﺎ ﻭﻧﻔﻠﻬﺎ , ﺫﻟﻚ ﺍﻹﻋﻄﺎﺀ ﻟﻠﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﺻﻄﻔﺎﺀ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﺔ ﻫﻮ ﺍﻟﻔﻀﻞ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ .
" ﺟﻨﺎﺕ ﻋﺪﻥ ﻳﺪﺧﻠﻮﻧﻬﺎ ﻳﺤﻠﻮﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺃﺳﺎﻭﺭ ﻣﻦ ﺫﻫﺐ ﻭﻟﺆﻟﺆﺍ ﻭﻟﺒﺎﺳﻬﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﺣﺮﻳﺮ "
ﺟﻨﺎﺕ ﺇﻗﺎﻣﺔ ﺩﺍﺋﻤﺔ ﻟﻠﺬﻳﻦ ﺃﻭﺭﺛﻬﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﻳﺤﻠﻮﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻷﺳﺎﻭﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻫﺐ ﻭﺍﻟﻠﺆﻟﺆ , ﻭﻟﺒﺎﺳﻬﻢ ﺍﻟﻤﻌﺘﺎﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﺣﺮﻳﺮ ﺃﻱ : ﺛﻴﺎﺏ ﺭﻓﻴﻘﺔ .
" ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺫﻫﺐ ﻋﻨﺎ ﺍﻟﺤﺰﻥ ﺇﻥ ﺭﺑﻨﺎ ﻟﻐﻔﻮﺭ ﺷﻜﻮﺭ "
ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ ﺣﻴﻦ ﺩﺧﻠﻮﺍ ﺍﻟﺠﻨﺔ : ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺫﻫﺐ ﻋﻨﺎ ﻛﻞ ﺣﺰﻥ , ﺇﻥ ﺭﺑﻨﺎ ﻟﻐﻔﻮﺭ ; ﺣﻴﺚ ﻏﻔﺮ ﻟﻨﺎ ﺍﻟﺰﻻﺕ , ﺷﻜﻮﺭ ; ﺣﻴﺚ ﻗﺒﻞ ﻣﻨﺎ ﺍﻟﺤﺴﻨﺎﺕ ﻭﺿﺎﻋﻔﻬﺎ .
" ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺣﻠﻨﺎ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻤﻘﺎﻣﺔ ﻣﻦ ﻓﻀﻠﻪ ﻻ ﻳﻤﺴﻨﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻧﺼﺐ ﻭﻻ ﻳﻤﺴﻨﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻟﻐﻮﺏ "
ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻧﺰﻟﻨﺎ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻣﻦ ﻓﻀﻠﻪ , ﻻ ﻳﻤﺴﻨﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﺗﻌﺐ ﻭﻻ ﺇﻋﻴﺎﺀ .
" ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﻔﺮﻭﺍ ﻟﻬﻢ ﻧﺎﺭ ﺟﻬﻨﻢ ﻻ ﻳﻘﻀﻰ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻓﻴﻤﻮﺗﻮﺍ ﻭﻻ ﻳﺨﻔﻒ ﻋﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻋﺬﺍﺑﻬﺎ ﻛﺬﻟﻚ ﻧﺠﺰﻱ ﻛﻞ ﻛﻔﻮﺭ "
ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﻔﺮﻭﺍ ﻟﻬﻢ ﻧﺎﺭ ﺟﻬﻨﻢ ﺍﻟﻤﻮﻗﺪﺓ , ﻻ ﻳﻘﻀﻰ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺑﺎﻟﻤﻮﺕ , ﻓﻴﻤﻮﺗﻮﺍ ﻭﻳﺴﺘﺮﻳﺤﻮﺍ , ﻭﻻ ﻳﺨﻔﻒ ﻋﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻋﺬﺍﺑﻬﺎ , ﻭﻣﺜﻞ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺠﺰﺍﺀ ﻳﺠﺰﻱ ﺍﻟﻠﻪ ﻛﻞ ﺟﺤﻮﺩ ﻟﻪ ﻭﻟﺮﺳﻮﻟﻪ .
" ﻭﻫﻢ ﻳﺼﻄﺮﺧﻮﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺭﺑﻨﺎ ﺃﺧﺮﺟﻨﺎ ﻧﻌﻤﻞ ﺻﺎﻟﺤﺎ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﻨﺎ ﻧﻌﻤﻞ ﺃﻭﻟﻢ ﻧﻌﻤﺮﻛﻢ ﻣﺎ ﻳﺘﺬﻛﺮ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﺗﺬﻛﺮ ﻭﺟﺎﺀﻛﻢ ﺍﻟﻨﺬﻳﺮ ﻓﺬﻭﻗﻮﺍ ﻓﻤﺎ ﻟﻠﻈﺎﻟﻤﻴﻦ ﻣﻦ ﻧﺼﻴﺮ "
ﻭﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ﻳﺼﺮﺧﻮﻥ ﻣﻦ ﺷﺪﺓ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﻓﻲ ﻧﺎﺭ ﺟﻬﻨﻢ ﻣﺴﺘﻐﻴﺜﻴﻦ : ﺭﺑﻨﺎ ﺃﺧﺮﺟﻨﺎ ﻣﻦ ﻧﺎﺭ ﺟﻬﻨﻢ , ﻭﺭﺩﻧﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻧﻌﻤﻞ ﺻﺎﻟﺤﺎ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﻨﺎ ﻧﻌﻤﻠﻪ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ , ﻓﻨﺆﻣﻦ ﺑﺪﻝ ﺍﻟﻜﻔﺮ , ﻓﻴﻘﻮﻝ ﻟﻬﻢ : ﺃﻭﻟﻢ ﻧﻤﻬﻠﻜﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻗﺪﺭﺍ ﻭﺍﻓﻴﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﺮ , ﻳﺘﻌﻆ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﺗﻌﻆ , ﻭﺟﺎﺀﻛﻢ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ , ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﻟﻢ ﺗﺘﺬﻛﺮﻭﺍ ﻭﻟﻢ ﺗﺘﻌﻈﻮﺍ؟ ﻓﺬﻭﻗﻮﺍ ﻋﺬﺍﺏ ﺟﻬﻨﻢ , ﻓﻠﻴﺲ ﻟﻠﻜﺎﻓﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﻧﺎﺻﺮ ﻳﻨﺼﺮﻫﻢ ﻣﻦ ﻋﺬﺍﺏ ﺍﻟﻠﻪ .
" ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺎﻟﻢ ﻏﻴﺐ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕ ﻭﺍﻷﺭﺽ ﺇﻧﻪ ﻋﻠﻴﻢ ﺑﺬﺍﺕ ﺍﻟﺼﺪﻭﺭ "
ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻄﻠﻊ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻏﺎﺋﺐ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻤﻮﺍﺕ ﻭﺍﻷﺭﺽ , ﻓﺈﻧﻪ ﻋﻠﻴﻢ ﺑﺨﻔﺎﻳﺎ ﺍﻟﺼﺪﻭﺭ , ﻓﺎﺗﻘﻮﻩ ﺃﻥ ﻳﻄﻠﻊ ﻋﻠﻴﻜﻢ , ﻭﺃﻧﺘﻢ ﺗﻀﻤﺮﻭﻥ ﺍﻟﺸﻚ ﺃﻭ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻓﻲ ﻭﺣﺪﺍﻧﻴﺘﻪ , ﺃﻭ ﻓﻲ ﻧﺒﻮﺓ ﻣﺤﻤﺪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ , ﺃﻭ ﺃﻥ ﺗﻌﺼﻮﻩ ﺑﻤﺎ ﺩﻭﻥ ﺫﻟﻚ .
" ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﻌﻠﻜﻢ ﺧﻼﺋﻒ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﻓﻤﻦ ﻛﻔﺮ ﻓﻌﻠﻴﻪ ﻛﻔﺮﻩ ﻭﻻ ﻳﺰﻳﺪ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮﻳﻦ ﻛﻔﺮﻫﻢ ﻋﻨﺪ ﺭﺑﻬﻢ ﺇﻻ ﻣﻘﺘﺎ ﻭﻻ ﻳﺰﻳﺪ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮﻳﻦ ﻛﻔﺮﻫﻢ ﺇﻻ ﺧﺴﺎﺭﺍ "
ﺍﻟﻠﻪ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﻌﻠﻜﻢ - ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ - ﻳﺨﻠﻒ ﺑﻌﻀﻜﻢ ﺑﻌﻀﺎ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ , ﻓﻤﻦ ﺟﺤﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻨﻜﻢ ﻓﻌﻠﻰ ﻧﻔﺴﻪ ﺿﺮﺭﻩ ﻭﻛﻔﺮﻩ ﻭﻻ ﻳﺰﻳﺪ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮﻳﻦ ﻛﻔﺮﻫﻢ ﻋﻨﺪ ﺭﺑﻬﻢ ﺇﻻ ﺑﻐﻀﺎ ﻭﻏﻀﺒﺎ , ﻭﻻ ﻳﺰﻳﺪﻫﻢ ﻛﻔﺮﻫﻢ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﺇﻻ ﺿﻼﻻ ﻭﻫﻼﻛﺎ .
" ﻗﻞ ﺃﺭﺃﻳﺘﻢ ﺷﺮﻛﺎﺀﻛﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﺪﻋﻮﻥ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﺭﻭﻧﻲ ﻣﺎﺫﺍ ﺧﻠﻘﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﻷﺭﺽ ﺃﻡ ﻟﻬﻢ ﺷﺮﻙ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕ ﺃﻡ ﺁﺗﻴﻨﺎﻫﻢ ﻛﺘﺎﺑﺎ ﻓﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺑﻴﻨﺔ ﻣﻨﻪ ﺑﻞ ﺇﻥ ﻳﻌﺪ ﺍﻟﻈﺎﻟﻤﻮﻥ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺑﻌﻀﺎ ﺇﻻ ﻏﺮﻭﺭﺍ "
ﻗﻞ - ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ - ﻟﻠﻤﺸﺮﻛﻴﻦ : ﺃﺧﺒﺮﻭﻧﻲ ﺃﻱ ﺷﻲﺀ ﺧﻠﻖ ﺷﺮﻛﺎﺅﻛﻢ ﻣﻦ ﺍﻷﺭﺽ , ﺃﻡ ﺃﻥ ﻟﺸﺮﻛﺎﺋﻜﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﻌﺒﺪﻭﻧﻬﻢ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺷﺮﻛﺎ ﻣﻊ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺧﻠﻖ ﺍﻟﺴﻤﻮﺍﺕ , ﺃﻡ ﺃﻋﻄﻴﻨﺎﻫﻢ ﻛﺘﺎﺑﺎ ﻓﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺣﺠﺔ ﻣﻨﻪ؟ ﺑﻞ ﻣﺎ ﻳﻌﺪ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮﻭﻥ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺑﻌﻀﺎ ﺇﻻ ﻏﺮﻭﺭﺍ ﻭﺧﺪﺍﻋﺎ .
" ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﻤﺴﻚ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕ ﻭﺍﻷﺭﺽ ﺃﻥ ﺗﺰﻭﻻ ﻭﻟﺌﻦ ﺯﺍﻟﺘﺎ ﺇﻥ ﺃﻣﺴﻜﻬﻤﺎ ﻣﻦ ﺃﺣﺪ ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻩ ﺇﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﺣﻠﻴﻤﺎ ﻏﻔﻮﺭﺍ "
ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﻤﺴﻚ ﺍﻟﺴﻤﻮﺍﺕ ﻭﺍﻷﺭﺽ ﺃﻥ ﺗﺰﻭﻻ ﻋﻦ ﻣﻜﺎﻧﻬﻤﺎ , ﻭﻟﺌﻦ ﺯﺍﻟﺖ ﺍﻟﺴﻤﻮﺍﺕ ﻭﺍﻷﺭﺽ ﻋﻦ ﻣﻜﺎﻧﻬﻤﺎ ﻣﺎ ﻳﻤﺴﻜﻬﻤﺎ ﻣﻦ ﺃﺣﺪ ﻣﻦ ﺑﻌﺪ .
ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻛﺎﻥ ﺣﻠﻴﻤﺎ ﻓﻲ ﺗﺄﺧﻴﺮ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮﻳﻦ ﻭﺍﻟﻌﺼﺎﺓ , ﻏﻔﻮﺭﺍ ﻟﻤﻦ ﺗﺎﺏ ﻣﻦ ﺫﻧﺒﻪ ﻭﺭﺟﻊ ﺇﻟﻴﻪ .
" ﻭﺃﻗﺴﻤﻮﺍ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﺟﻬﺪ ﺃﻳﻤﺎﻧﻬﻢ ﻟﺌﻦ ﺟﺎﺀﻫﻢ ﻧﺬﻳﺮ ﻟﻴﻜﻮﻧﻦ ﺃﻫﺪﻯ ﻣﻦ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻷﻣﻢ ﻓﻠﻤﺎ ﺟﺎﺀﻫﻢ ﻧﺬﻳﺮ ﻣﺎ ﺯﺍﺩﻫﻢ ﺇﻻ ﻧﻔﻮﺭﺍ "
ﻭﺃﻗﺴﻢ ﻛﻔﺎﺭ ﻗﺮﻳﺶ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﺃﺷﺪ ﺍﻷﻳﻤﺎﻥ : ﻟﺌﻦ ﺟﺎﺀﻫﻢ ﺭﺳﻮﻝ ﻣﻦ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺨﻮﻓﻬﻢ ﻋﻘﺎﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻴﻜﻮﻧﻦ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﺳﺘﻘﺎﻣﺔ ﻭﺍﺗﺒﺎﻋﺎ ﻟﻠﺤﻖ ﻣﻦ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻭﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ , ﻓﻠﻤﺎ ﺟﺎﺀﻫﻢ ﻣﺤﻤﺪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻣﺎ ﺯﺍﺩﻫﻢ ﺫﻟﻚ ﺇﻻ ﺑﻌﺪﺍ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﻖ ﻭﻧﻔﻮﺭﺍ ﻣﻨﻪ .
" ﺍﺳﺘﻜﺒﺎﺭﺍ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﻣﻜﺮ ﺍﻟﺴﻴﺊ ﻭﻻ ﻳﺤﻴﻖ ﺍﻟﻤﻜﺮ ﺍﻟﺴﻴﺊ ﺇﻻ ﺑﺄﻫﻠﻪ ﻓﻬﻞ ﻳﻨﻈﺮﻭﻥ ﺇﻻ ﺳﻨﺔ ﺍﻷﻭﻟﻴﻦ ﻓﻠﻦ ﺗﺠﺪ ﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﺒﺪﻳﻼ ﻭﻟﻦ ﺗﺠﺪ ﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﺤﻮﻳﻼ "
ﻟﻴﺲ ﺇﻗﺴﺎﻣﻬﻢ ﻟﻘﺼﺪ ﺣﺴﻦ ﻭﻃﻠﺒﺎ ﻟﻠﺤﻖ , ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻫﻮ ﺍﺳﺘﻜﺒﺎﺭ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﻠﻖ , ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﺑﻪ ﺍﻟﻤﻜﺮ ﺍﻟﺴﻴﺊ ﻭﺍﻟﺨﺪﺍﻉ ﻭﺍﻟﺒﺎﻃﻞ , ﻭﻻ ﻳﺤﻴﻖ ﺍﻟﻤﻜﺮ ﺍﻟﺴﻴﺊ ﺇﻻ ﺑﺄﻫﻠﻪ , ﻓﻬﻞ ﻳﻨﺘﻈﺮ ﺍﻟﻤﺴﺘﻜﺒﺮﻭﻥ ﺍﻟﻤﺎﻛﺮﻭﻥ ﺇﻻ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﺰﻝ ﺑﺄﻣﺜﺎﻟﻬﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺳﺒﻘﻮﻫﻢ , ﻓﻠﻦ ﺗﺠﺪ ﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﺒﺪﻳﻼ ﻭﻻ ﺗﺤﻮﻳﻼ , ﻓﻼ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﺣﺪ ﺃﻥ ﻳﺒﺪﻝ , ﻭﻻ ﺃﻥ ﻳﺤﻮﻝ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﺃﻭ ﻏﻴﺮﻩ .
" ﺃﻭﻟﻢ ﻳﺴﻴﺮﻭﺍ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﻓﻴﻨﻈﺮﻭﺍ ﻛﻴﻒ ﻛﺎﻥ ﻋﺎﻗﺒﺔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻬﻢ ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ ﺃﺷﺪ ﻣﻨﻬﻢ ﻗﻮﺓ ﻭﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻴﻌﺠﺰﻩ ﻣﻦ ﺷﻲﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕ ﻭﻻ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﺇﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻴﻤﺎ ﻗﺪﻳﺮﺍ "
ﺃﻭ ﻟﻢ ﻳﺴﺮ ﻛﻔﺎﺭ ( ﻣﻜﺔ ) ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ , ﻓﻴﻨﻈﺮﻭﺍ ﻛﻴﻒ ﻛﺎﻥ ﻋﺎﻗﺒﺔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻬﻢ ﻛﻌﺎﺩ ﻭﺛﻤﻮﺩ ﻭﺃﻣﺜﺎﻟﻬﻢ , ﻭﻣﺎ ﺣﻞ ﺑﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻣﺎﺭ , ﻭﺑﺪﻳﺎﺭﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺮﺍﺏ , ﺣﻴﻦ ﻛﺬﺑﻮﺍ ﺍﻟﺮﺳﻞ , ﻭﻛﺎﻥ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﻜﻔﺮﺓ ﺃﺷﺪ ﻗﻮﺓ ﻭﺑﻄﺸﺎ ﻣﻦ ﻛﻔﺎﺭ ( ﻣﻜﺔ ) ؟ ﻭﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻟﻴﻌﺠﺰﻩ ﻭﻳﻔﻮﺗﻪ ﻣﻦ ﺷﻲﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻤﻮﺍﺕ ﻭﻻ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ , ﺇﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻴﻤﺎ ﺑﺄﻓﻌﺎﻟﻬﻢ , ﻗﺪﻳﺮﺍ ﻋﻠﻰ ﺇﻫﻼﻛﻬﻢ .
" ﻭﻟﻮ ﻳﺆﺍﺧﺬ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﻤﺎ ﻛﺴﺒﻮﺍ ﻣﺎ ﺗﺮﻙ ﻋﻠﻰ ﻇﻬﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺩﺍﺑﺔ ﻭﻟﻜﻦ ﻳﺆﺧﺮﻫﻢ ﺇﻟﻰ ﺃﺟﻞ ﻣﺴﻤﻰ ﻓﺈﺫﺍ ﺟﺎﺀ ﺃﺟﻠﻬﻢ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻛﺎﻥ ﺑﻌﺒﺎﺩﻩ ﺑﺼﻴﺮﺍ "
ﻭﻟﻮ ﻳﻌﺎﻗﺐ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﻤﺎ ﻋﻤﻠﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻧﻮﺏ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﺻﻲ ﻣﺎ ﺗﺮﻙ ﻋﻠﻰ ﻇﻬﺮ ﺍﻷﺭﺽ ﻣﻦ ﺩﺍﺑﺔ ﺗﺪﺏ ﻋﻠﻴﻬﺎ , ﻭﻟﻜﻦ ﻳﻤﻬﻠﻬﻢ ﻭﻳﺆﺧﺮ ﻋﻘﺎﺑﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﻭﻗﺖ ﻣﻌﻠﻮﻡ ﻋﻨﺪﻩ , ﻓﺈﺫﺍ ﺟﺎﺀ ﻭﻗﺖ ﻋﻘﺎﺑﻬﻢ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻛﺎﻥ ﺑﻌﺒﺎﺩﻩ ﺑﺼﻴﺮﺍ , ﻻ ﻳﺨﻔﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﺣﺪ ﻣﻨﻬﻢ , ﻭﻻ ﻳﻌﺰﺏ ﻋﻨﻪ ﻋﻠﻢ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﺃﻣﻮﺭﻫﻢ , ﻭﺳﻴﺠﺎﺯﻳﻬﻢ ﺑﻤﺎ ﻋﻤﻠﻮﺍ ﻣﻦ ﺧﻴﺮ ﺃﻭ ﺷﺮ
مواضيع مماثلة
» ﺳﻮﺭﺓ ﺳﺒﺄ - ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺍﻟﺴﻌﺪﻱ
» ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﺰﻣﺮ - ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺍﻟﺴﻌﺪﻱ
» ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﻀﺤﻰ - ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺍﻟﺴﻌﺪﻱ
» ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻷﻋﻠﻰ - ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺍﻟﺴﻌﺪﻱ
» ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﻄﻮﺭ - ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺍﻟﺴﻌﺪﻱ
» ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﺰﻣﺮ - ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺍﻟﺴﻌﺪﻱ
» ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﻀﺤﻰ - ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺍﻟﺴﻌﺪﻱ
» ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻷﻋﻠﻰ - ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺍﻟﺴﻌﺪﻱ
» ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﻄﻮﺭ - ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺍﻟﺴﻌﺪﻱ
صفحة 2 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدىق