بحـث
المواضيع الأخيرة
» ما هي الشموع اليابانية؟من طرف doaausef3i أمس في 21:17
» فنى تركيب اثاث ايكيا بالكرتون بخصم 50%
من طرف nadya أمس في 15:47
» افضل شركة نقل عفش حولي بخصم 25% - اتصل الآن
من طرف nadya أمس في 15:22
» شراء اجهزة كهربائية ومفروشات مستعملة بأعلى سعر - الدليل
من طرف nadya أمس في 15:00
» كراتين للبيع حولي والشويخ لحماية اغراضك - الدليل
من طرف nadya أمس في 14:43
» نقل عفش الكويت عمالة امينة تشمل خدمات النقل - الدليل
من طرف nadya أمس في 14:25
» شركة شراء اثاث مستعمل بالرياض -خصم 20 %-اطلب مهني
من طرف omnia أمس في 10:12
» شركة تنظيف اثاث بالرياض - خصم 30% - اطلب مهني
من طرف omnia أمس في 9:52
» شركة باعظيم التجارية
من طرف doaausef3i الثلاثاء 12 نوفمبر 2024 - 21:37
» شراء اغراض مستعملة بالكويت وغرف نوم باعلى سعر - الدليل
من طرف nadya الثلاثاء 12 نوفمبر 2024 - 16:09
أفضل 10 فاتحي مواضيع
قسي وبس2 | ||||
خالد فكري | ||||
ندا عمر | ||||
nadya | ||||
omnia | ||||
moslema_r | ||||
مارينا مايكل | ||||
ندا عصام | ||||
سيرين سعيد | ||||
رضوي سعيد |
المشاركات التي حصلت على أكثر ردود أفعال في الشهر
خادم Discord
| |
ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﺰﻣﺮ - ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺍﻟﺴﻌﺪﻱ
صفحة 2 من اصل 1 • شاطر
ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﺰﻣﺮ - ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺍﻟﺴﻌﺪﻱ
ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﺰﻣﺮ - ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺍﻟﺴﻌﺪﻱ
" ﺗﻨﺰﻳﻞ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ "
ﺗﻨﺰﻳﻞ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺇﻧﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﻓﻲ ﻓﺪﺭﺗﻪ ﻭﺍﻧﺘﻘﺎﻣﻪ , ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ ﻓﻲ ﺗﺪﺑﻴﺮﻩ ﻭﺃﺣﻜﺎﻣﻪ
" ﺇﻧﺎ ﺃﻧﺰﻟﻨﺎ ﺇﻟﻴﻚ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺑﺎﻟﺤﻖ ﻓﺎﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺨﻠﺼﺎ ﻟﻪ ﺍﻟﺪﻳﻦ "
ﺇﻧﺎ ﺃﻧﺰﻟﻨﺎ ﺇﻟﻴﻚ - ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ - ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻳﺄﻣﺮ ﺑﺎﻟﺤﻖ ﻭﺍﻟﻌﺪﻝ , ﻓﺎﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺣﺪﻩ , ﻭﺃﺧﻠﺺ ﻟﻪ ﺟﻤﻴﻊ ﺩﻳﻨﻚ .
" ﺃﻻ ﻟﻠﻪ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﺨﺎﻟﺺ ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﺗﺨﺬﻭﺍ ﻣﻦ ﺩﻭﻧﻪ ﺃﻭﻟﻴﺎﺀ ﻣﺎ ﻧﻌﺒﺪﻫﻢ ﺇﻻ ﻟﻴﻘﺮﺑﻮﻧﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺯﻟﻔﻰ ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺤﻜﻢ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻓﻲ ﻣﺎ ﻫﻢ ﻓﻴﻪ ﻳﺨﺘﻠﻔﻮﻥ ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻻ ﻳﻬﺪﻱ ﻣﻦ ﻫﻮ ﻛﺎﺫﺏ ﻛﻔﺎﺭ "
ﺃﻻ ﻟﻠﻪ ﻭﺣﺪﻩ ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ ﺍﻟﺘﺎﻣﺔ ﺍﻟﺴﺎﻟﻤﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﻙ ,, ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﺷﺮﻛﻮﺍ ﻣﻊ ﺍﻟﻠﻪ ﻏﻴﺮﻩ ﻭﺍﺗﺨﺬﻭﺍ ﻣﻦ ﺩﻭﻧﻪ ﺃﻭﻟﻴﺎﺀ , ﻗﺎﻟﻮﺍ : ﻣﺎ ﻧﻌﺒﺪ ﺗﻠﻚ ﺍﻵﻟﻬﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻻ ﻟﺘﺸﻔﻊ ﻟﻨﺎ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ , ﻭﺗﻘﺮﺑﻨﺎ ﻋﻨﺪﻩ ﻣﻨﺰﻟﺔ , ﻓﻜﻔﺮﻭﺍ ﺑﺬﻟﻚ؟ ﻷﻥ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻭﺍﻟﺸﻔﺎﻋﺔ ﻟﻠﻪ ﻭﺣﺪﻩ , ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﻔﺼﻞ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﺍﻟﻤﺨﻠﺼﻴﻦ ﻭﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻴﻦ ﻣﻊ ﺍﻟﻠﻪ ﻏﻴﺮﻩ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺨﺘﻠﻔﻮﻥ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﻋﺒﺎﺩﺗﻬﻢ , ﻓﻴﺠﺎﺯﻱ ﻛﻼ ﺑﻤﺎ ﻳﺴﺘﺤﻖ .
ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻻ ﻳﻮﻓﻖ ﻟﻠﻬﺪﺍﻳﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺼﺮﺍﻁ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﻴﻢ ﻣﻦ ﻫﻮ ﻣﻔﺘﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ , ﻛﻔﺎﺭ ﺑﺂﻳﺎﺗﻪ ﻭﺣﺠﺠﻪ .
" ﻟﻮ ﺃﺭﺍﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﻳﺘﺨﺬ ﻭﻟﺪﺍ ﻻﺻﻄﻔﻰ ﻣﻤﺎ ﻳﺨﻠﻖ ﻣﺎ ﻳﺸﺎﺀ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻫﻮ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﺍﻟﻘﻬﺎﺭ "
ﻟﻮ ﺃﺭﺍﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﻳﺘﺨﺬ ﻭﻟﺪﺍ ﻻﺧﺘﺎﺭ ﻣﻦ ﻣﺨﻠﻮﻓﺎﺗﻪ ﻣﺎ ﻳﺸﺎﺀ , ﺗﻨﺰﻩ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺗﻘﺪﺱ ﻋﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻪ ﻭﻟﺪ , ﻓﺈﻧﻪ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﺍﻷﺣﺪ , ﺍﻟﻔﺮﺩ ﺍﻟﺼﻤﺪ , ﺍﻟﻘﻬﺎﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﻬﺮ ﺧﻠﻘﻪ ﺑﻘﺪﺭﺗﻪ , ﻓﻜﻞ ﺷﻲﺀ ﻟﻪ ﻣﺘﺬﻟﻞ ﺧﺎﺿﻊ .
" ﺧﻠﻖ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕ ﻭﺍﻷﺭﺽ ﺑﺎﻟﺤﻖ ﻳﻜﻮﺭ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﻭﻳﻜﻮﺭ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻭﺳﺨﺮ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻭﺍﻟﻘﻤﺮ ﻛﻞ ﻳﺠﺮﻱ ﻷﺟﻞ ﻣﺴﻤﻰ ﺃﻻ ﻫﻮ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺍﻟﻐﻔﺎﺭ "
ﺧﻠﻖ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺴﻤﻮﺍﺕ ﻭﺍﻷﺭﺽ ﻭﻣﺎ ﻓﻴﻬﻤﺎ ﺑﺎﻟﺤﻖ , ﻳﺠﻲﺀ ﺑﺎﻟﻠﻴﻞ ﻭﻳﺬﻫﺐ ﺑﺎﻟﻨﻬﺎﺭ , ﻭﻳﺠﻲﺀ ﺑﺎﻟﻨﻬﺎﺭ ﻭﻳﺬﻫﺐ ﺑﺎﻟﻠﻴﻞ , ﻭﺫﻟﻞ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻭﺍﻟﻘﻤﺮ ﺑﺎﻧﺘﻈﺎﻡ ﻟﻤﻨﺎﻓﻊ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ , ﻛﻞ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻳﺠﺮﻱ ﻓﻲ ﻣﺪﺍﺭﻩ ﺃﻱ ﺣﻴﻦ ﻗﻴﺎﻡ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﺃﻻ ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﻌﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ , ﻭﺃﻧﻌﻢ ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻘﻪ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻨﻌﻢ ﻫﻮ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻘﻪ , ﺍﻟﻐﻔﺎﺭ ﻟﺬﻧﻮﺏ ﻋﺒﺎﺩﻩ ﺍﻟﺘﺎﺋﺒﻴﻦ
" ﺧﻠﻘﻜﻢ ﻣﻦ ﻧﻔﺲ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺛﻢ ﺟﻌﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻭﺃﻧﺰﻝ ﻟﻜﻢ ﻣﻦ ﺍﻷﻧﻌﺎﻡ ﺛﻤﺎﻧﻴﺔ ﺃﺯﻭﺍﺝ ﻳﺨﻠﻘﻜﻢ ﻓﻲ ﺑﻄﻮﻥ ﺃﻣﻬﺎﺗﻜﻢ ﺧﻠﻘﺎ ﻣﻦ ﺑﻌﺪ ﺧﻠﻖ ﻓﻲ ﻇﻠﻤﺎﺕ ﺛﻼﺙ ﺫﻟﻜﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺭﺑﻜﻢ ﻟﻪ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﻫﻮ ﻓﺄﻧﻰ ﺗﺼﺮﻓﻮﻥ "
ﺧﻠﻘﻜﻢ ﺭﺑﻜﻢ - ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ - ﻣﻦ ﺁﺩﻡ , ﻭﺧﻠﻖ ﻣﻨﻪ ﺯﻭﺟﻪ , ﻭﺧﻠﻖ ﻟﻜﻢ ﻣﻦ ﺍﻷﻧﻌﺎﻡ ﺛﻤﺎﻧﻴﺔ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺫﻛﺮﺍ ﻭﺃﻧﺜﻰ ﻣﻦ ﺍﻹﺑﻞ ﻭﺍﻟﺒﻘﺮ ﻭﺍﻟﻀﺄﻥ ﻭﺍﻟﻤﻌﺰ؟ ﻳﺨﻠﻘﻜﻢ ﻓﻲ ﺑﻄﻮﻥ ﺃﻣﻬﺎﺗﻜﻢ ﻃﻮﺭﺍ ﺑﻌﺪ ﻃﻮﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﻓﻲ ﻇﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﺒﻄﻦ , ﻭﺍﻟﺮﺣﻢ , ﻭﺍﻟﻤﺸﻴﻤﺔ , ﺫﻟﻜﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﺧﻠﻖ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ , ﺭﺑﻜﻢ ﺍﻟﻤﺘﻔﺮﺩ ﺑﺎﻟﻤﻠﻚ ﺍﻟﻤﺘﻮﺣﺪ ﺑﺎﻷﻟﻮﻫﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﺤﻖ ﻟﻠﻌﺒﺎﺩﺓ ﻭﺣﺪﻩ , ﻓﻜﻴﻒ ﺗﻌﺪﻟﻮﻥ ﻋﻦ ﻋﺒﺎﺩﺗﻪ ﺇﻟﻰ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﻏﻴﺮﻩ ﻣﻦ ﺧﻠﻘﻪ؟
" ﺇﻥ ﺗﻜﻔﺮﻭﺍ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻏﻨﻲ ﻋﻨﻜﻢ ﻭﻻ ﻳﺮﺿﻰ ﻟﻌﺒﺎﺩﻩ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﻭﺇﻥ ﺗﺸﻜﺮﻭﺍ ﻳﺮﺿﻪ ﻟﻜﻢ ﻭﻻ ﺗﺰﺭ ﻭﺍﺯﺭﺓ ﻭﺯﺭ ﺃﺧﺮﻯ ﺛﻢ ﺇﻟﻰ ﺭﺑﻜﻢ ﻣﺮﺟﻌﻜﻢ ﻓﻴﻨﺒﺌﻜﻢ ﺑﻤﺎ ﻛﻨﺘﻢ ﺗﻌﻤﻠﻮﻥ ﺇﻧﻪ ﻋﻠﻴﻢ ﺑﺬﺍﺕ ﺍﻟﺼﺪﻭﺭ "
ﺇﻥ ﺗﻜﻔﺮﻭﺍ - ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ - ﺑﺮﺑﻜﻢ ﻭﻟﻢ ﺗﺆﻣﻨﻮﺍ ﺑﻪ , ﻭﻟﻢ ﺗﺘﺒﻌﻮﺍ ﺭﺳﻠﻪ , ﻓﺈﻧﻪ ﻏﻨﻲ ﻋﻨﻜﻢ , ﻟﻴﺲ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻴﻜﻢ , ﻭﺃﻧﺘﻢ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﺇﻟﻴﻪ , ﻭﻻ ﻳﺮﺿﻰ ﻟﻌﺒﺎﺩﻩ ﺍﻟﻜﻔﺮ , ﻭﻻ ﻳﺄﻣﺮﻫﻢ ﺑﻪ , ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻳﺮﺿﻰ ﻟﻬﻢ ﺷﻜﺮ ﻧﻌﻤﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ .
ﻭﻻ ﺗﺤﻤﻞ ﻧﻔﺲ ﺇﺛﻢ ﻧﻔﺲ ﺃﺧﺮﻯ , ﺛﻢ ﺇﻟﻰ ﺭﺑﻜﻢ ﻣﺼﻴﺮﻛﻢ , ﻓﻴﺨﺒﺮﻛﻢ ﺑﻌﻤﻠﻜﻢ , ﻭﻳﺤﺎﺳﺒﻜﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺇﻧﻪ ﻋﻠﻴﻢ ﺑﺄﺳﺮﺍﺭ ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ ﻭﻣﺎ ﺗﺨﻔﻲ ﺍﻟﺼﺪﻭﺭ .
" ﻭﺇﺫﺍ ﻣﺲ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺿﺮ ﺩﻋﺎ ﺭﺑﻪ ﻣﻨﻴﺒﺎ ﺇﻟﻴﻪ ﺛﻢ ﺇﺫﺍ ﺧﻮﻟﻪ ﻧﻌﻤﺔ ﻣﻨﻪ ﻧﺴﻲ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﺪﻋﻮ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻭﺟﻌﻞ ﻟﻠﻪ ﺃﻧﺪﺍﺩﺍ ﻟﻴﻀﻞ ﻋﻦ ﺳﺒﻴﻠﻪ ﻗﻞ ﺗﻤﺘﻊ ﺑﻜﻔﺮﻙ ﻗﻠﻴﻼ ﺇﻧﻚ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻨﺎﺭ "
ﻭﺇﺫﺍ ﺃﺻﺎﺏ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺑﻼﺀ ﻭﺷﺪﺓ ﻭﻣﺮﺽ ﺗﺬﻛﺮ ﺍﻟﻠﻪ , ﻓﺎﺳﺘﻐﺎﺙ ﺑﻪ ﻭﺩﻋﺎﻩ , ﺛﻢ ﺇﺫﺍ ﺃﺟﺎﺑﻪ ﻭﻛﻒ ﻋﻨﻪ ﺿﺮﻩ , ﻭﻣﻨﺤﻪ ﻧﻌﻤﻪ , ﻓﻲ ﺩﻋﺎﺀﻩ ﻟﺮﺑﻪ ﻋﻨﺪ ﺣﺎﺟﺘﻪ ﺇﻟﻴﻪ , ﻭﺃﺷﺮﻙ ﻣﻌﻪ ﻏﻴﺮﻩ؟ ﻟﻴﻀﻞ ﻏﻴﺮﻩ ﻋﻦ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻭﻃﺎﻋﺘﻪ , ﻗﻞ ﻟﻪ - ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ - ﻣﺘﻮﻋﺪﺍ : ﺗﻤﺘﻊ ﺑﻜﻔﺮﻙ ﻗﻠﻴﻼ ﺣﺘﻰ ﻣﻮﺗﻚ ﻭﺍﻧﺘﻬﺎﺀ ﺃﺟﻠﻚ , ﺇﻧﻚ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺍﻟﻤﺨﻠﺪﻳﻦ ﻓﻴﻬﺎ .
" ﺃﻡ ﻣﻦ ﻫﻮ ﻗﺎﻧﺖ ﺁﻧﺎﺀ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﺳﺎﺟﺪﺍ ﻭﻗﺎﺋﻤﺎ ﻳﺤﺬﺭ ﺍﻵﺧﺮﺓ ﻭﻳﺮﺟﻮ ﺭﺣﻤﺔ ﺭﺑﻪ ﻗﻞ ﻫﻞ ﻳﺴﺘﻮﻱ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ ﺇﻧﻤﺎ ﻳﺘﺬﻛﺮ ﺃﻭﻟﻮ ﺍﻷﻟﺒﺎﺏ "
ﺃﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮ ﺍﻟﻤﺘﻤﺘﻊ ﺑﻜﻔﺮﻩ ﺧﻴﺮ , ﺃﻡ ﻣﻦ ﻫﻮ ﻋﺎﺑﺪ ﻟﺮﺑﻪ ﻃﺎﺋﻊ ﻟﻪ , ﻳﻘﻀﻲ ﺳﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﻭﺍﻟﺴﺠﻮﺩ ﻟﻠﻪ , ﻳﺨﺎﻑ ﻋﺬﺍﺏ ﺍﻵﺧﺮﺓ , ﻭﻳﺄﻣﻞ ﺭﺣﻤﺔ ﺭﺑﻪ؟ ﻗﻞ - ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ :- ﻫﻞ ﻳﺴﺘﻮﻱ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ ﺭﺑﻬﻢ ﻭﺩﻳﻨﻬﻢ ﺍﻟﺤﻖ ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ؟ ﻻ ﻳﺴﺘﻮﻭﻥ .
ﺇﻧﻤﺎ ﻳﺘﺬﻛﺮ ﻭﻳﻌﺮﻑ ﺍﻟﻔﺮﻕ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻌﻘﻮﻝ ﺍﻟﺴﻠﻴﻤﺔ .
" ﻗﻞ ﻳﺎ ﻋﺒﺎﺩﻱ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮﺍ ﺍﺗﻘﻮﺍ ﺭﺑﻜﻢ ﻟﻠﺬﻳﻦ ﺃﺣﺴﻨﻮﺍ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺣﺴﻨﺔ ﻭﺃﺭﺽ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﺳﻌﺔ ﺇﻧﻤﺎ ﻳﻮﻓﻰ ﺍﻟﺼﺎﺑﺮﻭﻥ ﺃﺟﺮﻫﻢ ﺑﻐﻴﺮ ﺣﺴﺎﺏ "
ﻗﻞ - ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ - ﻟﻌﺒﺎﺩﻱ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ : ﺍﺗﻘﻮﺍ ﺭﺑﻜﻢ ﺑﻄﺎﻋﺘﻪ ﻭﺍﺟﺘﻨﺎﺏ ﻣﻌﺼﻴﺘﻪ .
ﻟﻠﺬﻳﻦ ﺃﺣﺴﻨﻮﺍ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻳﻨﺎ ﺑﻌﺒﺎﺩﺓ ﺭﺑﻬﻢ ﻭﻃﺎﻋﺘﻪ ﺣﺴﻨﺔ ﻓﻲ ﺍﻵﺧﺮﺓ , ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺠﻨﺔ , ﻭﺣﺴﻨﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻣﻦ ﺻﺤﺔ ﻭﺭﺯﻕ ﻭﻧﺼﺮ ﻭﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ .
ﻭﺃﺭﺽ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﺳﻌﺔ , ﻓﻬﺎﺟﺮﻭﺍ ﻓﻴﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺣﻴﺚ ﺗﻌﺒﺪﻭﻥ ﺭﺑﻜﻢ , ﻭﺗﺘﻤﻜﻨﻮﻥ ﻣﻦ ﺇﻗﺎﻣﺔ ﺩﻳﻨﻜﻢ .
ﺇﻧﻤﺎ ﻳﻌﻄﻰ ﺍﻟﺼﺎﺑﺮﻭﻥ ﺛﻮﺍﺑﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻵﺧﺮﺓ ﺑﻐﻴﺮ ﺣﺴﺎﺏ ﻣﻨﺎ , ﻛﻤﺎ ﻳﺤﺎﺳﺐ ﻏﻴﺮﻫﻢ .
" ﻗﻞ ﺇﻧﻲ ﺃﻣﺮﺕ ﺃﻥ ﺃﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺨﻠﺼﺎ ﻟﻪ ﺍﻟﺪﻳﻦ "
ﻗﻞ - ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ - ﻟﻠﻨﺎﺱ : ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻣﺮﻧﻲ ﻭﻣﻦ ﺗﺒﻌﻨﻲ ﺑﺈﺧﻼﺹ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻟﻪ ﻭﺣﺪﻩ ﺩﻭﻥ ﺳﻮﺍﻩ
" ﻭﺃﻣﺮﺕ ﻷﻥ ﺃﻛﻮﻥ ﺃﻭﻝ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ "
ﻭﺃﻣﺮﻧﻲ ﺑﺄﻥ ﺃﻛﻮﻥ ﺃﻭﻝ ﻣﻦ ﺃﺳﻠﻢ ﻣﻦ ﺃﻣﺘﻲ , ﻓﺨﻀﻊ ﻟﻪ ﺑﺎﻟﺘﻮﺣﻴﺪ , ﻭﺃﺧﻠﺺ ﻟﻪ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ , ﻭﺑﺮﺉ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺩﻭﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻵﻟﻬﺔ .
" ﻗﻞ ﺇﻧﻲ ﺃﺧﺎﻑ ﺇﻥ ﻋﺼﻴﺖ ﺭﺑﻲ ﻋﺬﺍﺏ ﻳﻮﻡ ﻋﻈﻴﻢ "
ﻓﻞ - ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ - ﻟﻨﺎﺱ : ﺇﻧﻲ ﺃﺧﺎﻑ ﺇﻥ ﻋﺼﻴﺖ ﺭﺑﻲ ﻓﻴﻤﺎ ﺃﻣﺮﻧﻲ ﺑﻪ ﻣﻦ ﻋﺒﺎﺩﺗﻪ ﻭﺍﻹﺧﻼﺹ ﻓﻲ ﻃﺎﻋﺘﻪ ﻋﺬﺍﺏ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ , ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﻈﻢ ﻫﻮﻟﻪ .
" ﻗﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻋﺒﺪ ﻣﺨﻠﺼﺎ ﻟﻪ ﺩﻳﻨﻲ "
ﻗﻞ - ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ :- ﺇﻧﻲ ﺃﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺣﺪﻩ ﻻ ﺷﺮﻳﻚ ﻟﻪ ﻣﺨﻠﺼﺎ ﻟﻪ ﻋﺒﺎﺩﺗﻲ ﻭﻃﺎﻋﺘﻲ ,
" ﻓﺎﻋﺒﺪﻭﺍ ﻣﺎ ﺷﺌﺘﻢ ﻣﻦ ﺩﻭﻧﻪ ﻗﻞ ﺇﻥ ﺍﻟﺨﺎﺳﺮﻳﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺧﺴﺮﻭﺍ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻭﺃﻫﻠﻴﻬﻢ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﺃﻻ ﺫﻟﻚ ﻫﻮ ﺍﻟﺨﺴﺮﺍﻥ ﺍﻟﻤﺒﻴﻦ "
ﻓﺎﻋﺒﺪﻭﺍ ﺃﻧﺘﻢ - ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻮﻥ - ﻣﺎ ﺷﺌﺘﻢ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻷﻭﺛﺎﻥ ﻭﺍﻷﺻﻨﺎﻡ ﻭﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﻣﺨﻠﻮﻗﺎﺗﻪ , ﻓﻼ ﻳﻀﺮﻧﻲ ﺫﻟﻚ ﺷﻴﺌﺎ .
ﻭﻫﺬﺍ ﺗﻬﺪﻳﺪ ﻭﻭﻋﻴﺪ ﻟﻤﻦ ﻋﺒﺪ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻠﻪ , ﻭﺃﺷﺮﻙ ﻣﻌﻪ ﻏﻴﺮﻩ ﻗﻞ - ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ :- ﺇﻥ ﺍﻟﺨﺎﺳﺮﻳﻦ - ﺣﻘﺎ - ﻫﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺧﺴﺮﻭﺍ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻭﺃﻫﻠﻴﻬﻢ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ , ﻭﺫﻟﻚ ﺑﺈﻏﻮﺍﺋﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺇﺿﻼﻟﻬﻢ ﻋﻦ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ .
ﺃﻻ ﺇﻥ ﺧﺴﺮﺍﻥ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻴﻦ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻭﺃﻫﻠﻴﻬﻢ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻫﻮ ﺍﻟﺨﺴﺮﺍﻥ ﺍﻟﺒﻴﻦ ﺍﻟﻮﺍﺿﺢ .
" ﻟﻬﻢ ﻣﻦ ﻓﻮﻗﻬﻢ ﻇﻠﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻭﻣﻦ ﺗﺤﺘﻬﻢ ﻇﻠﻞ ﺫﻟﻚ ﻳﺨﻮﻑ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻪ ﻋﺒﺎﺩﻩ ﻳﺎ ﻋﺒﺎﺩ ﻓﺎﺗﻘﻮﻥ "
ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﺨﺎﺳﺮﻭﻥ ﻟﻬﻢ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﺟﻬﻨﻢ ﻣﻦ ﻓﻮﻗﻬﻢ ﻗﻄﻊ ﻋﺬﺍﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻛﻬﻴﺌﺔ ﺍﻟﻈﻠﻞ ﺍﻟﻤﺒﻨﻴﺔ , ﻭﻣﻦ ﺗﺤﺘﻬﻢ ﻛﺬﻟﻚ .
ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﺍﻟﻤﻮﺻﻮﻑ ﻳﺨﻮﻑ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻪ ﻋﺒﺎﺩﻩ ; ﻟﻴﺤﺬﺭﻭﻩ ﻳﺎ ﻋﺒﺎﺩ ﻓﺎﺗﻘﻮﻧﻲ ﺑﺎﻣﺘﺜﺎﻝ ﺃﻭﺍﻣﺮﻱ ﻭﺍﺟﺘﻨﺎﺏ ﻣﻌﺎﺻﻲ .
" ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﺟﺘﻨﺒﻮﺍ ﺍﻟﻄﺎﻏﻮﺕ ﺃﻥ ﻳﻌﺒﺪﻭﻫﺎ ﻭﺃﻧﺎﺑﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻬﻢ ﺍﻟﺒﺸﺮﻯ ﻓﺒﺸﺮ ﻋﺒﺎﺩﻱ "
ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﺟﺘﻨﺒﻮﺍ ﻃﺎﻋﺔ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻭﻋﺒﺎﺩﺓ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻠﻪ , ﻭﺗﺎﺑﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻌﺒﺎﺩﺗﻪ ﻭﺇﺧﻼﺹ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻟﻪ , ﻟﻬﻢ ﺍﻟﺒﺸﺮﻯ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺑﺎﻟﺜﻨﺎﺀ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﻭﺍﻟﺘﻮﻓﻴﻖ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ , ﻭﻓﻲ ﺍﻵﺧﺮﺓ ﺭﺿﻮﺍﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﻟﻨﻌﻴﻢ ﺍﻟﺪﺍﺋﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﺔ .
ﻓﺒﺸﺮ - ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ - ﻋﺒﺎﺩﻱ
" ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺴﺘﻤﻌﻮﻥ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﻓﻴﺘﺒﻌﻮﻥ ﺃﺣﺴﻨﻪ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻫﺪﺍﻫﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺃﻭﻟﺌﻚ ﻫﻢ ﺃﻭﻟﻮ ﺍﻷﻟﺒﺎﺏ "
ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺴﺘﻤﻌﻮﻥ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﻓﻴﺘﺒﻌﻮﻥ ﺃﺭﺷﺪﻩ .
ﻭﺃﺣﺴﻦ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻭﺃﺭﺷﺪﻩ ﻛﻼﻡ ﺍﻟﻠﻪ ﺛﻢ ﻛﻼﻡ ﺭﺳﻮﻟﻪ .
ﺃﻭﻟﺌﻚ ﻫﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻭﻓﻘﻬﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻠﺮﺷﺎﺩ ﻭﺍﻟﺴﺪﺍﺩ , ﻭﻫﺪﺍﻫﻢ ﻷﺣﺴﻦ ﺍﻷﺧﻼﻕ ﻭﺍﻷﻋﻤﺎﻝ , ﻭﺃﻭﻟﺌﻚ ﻫﻢ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻌﻘﻮﻝ ﺍﻟﺴﻠﻴﻤﺔ .
" ﺃﻓﻤﻦ ﺣﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﻛﻠﻤﺔ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﺃﻓﺄﻧﺖ ﺗﻨﻘﺬ ﻣﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﺭ "
ﺃﻓﻤﻦ ﻭﺟﺒﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻛﻠﻤﺔ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ , ﺑﺎﺳﺘﻤﺮﺍﺭﻩ ﻋﻠﻰ ﻏﻴﻪ ﻭﻋﻨﺎﺩﻩ , ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﺣﻴﻠﺔ ﻟﻚ - ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ - ﻓﻲ ﻫﺪﺍﻳﺘﻪ , ﺃﻓﺘﻘﺪﺭ ﺃﻥ ﺗﻨﻘﺬ ﻣﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﺭ؟ ﻟﺴﺖ ﺑﻘﺎﺩﺭ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ .
" ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﺗﻘﻮﺍ ﺭﺑﻬﻢ ﻟﻬﻢ ﻏﺮﻑ ﻣﻦ ﻓﻮﻗﻬﺎ ﻏﺮﻑ ﻣﺒﻨﻴﺔ ﺗﺠﺮﻱ ﻣﻦ ﺗﺤﺘﻬﺎ ﺍﻷﻧﻬﺎﺭ ﻭﻋﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻻ ﻳﺨﻠﻒ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻤﻴﻌﺎﺩ "
ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﺗﻘﻮﺍ ﺭﺑﻬﻢ - ﺑﻄﺎﻋﺘﻪ ﻭﺇﺧﻼﺹ ﻋﺒﺎﺩﺗﻪ - ﻟﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻏﺮﻑ ﻣﺒﻨﻴﺔ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻓﻮﻕ ﺑﻌﺾ , ﺗﺠﺮﻱ ﻣﻦ ﺗﺤﺖ ﺃﺷﺠﺎﺭﻫﺎ ﺍﻷﻧﻬﺎﺭ , ﻭﻋﺪﻫﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺒﺎﺩﻩ ﺍﻟﻤﺘﻘﻴﻦ ﻭﻋﺪﺍ ﻣﺘﺤﻘﻘﺎ , ﻻ ﻳﺨﻠﻒ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻤﻴﻌﺎﺩ
" ﺃﻟﻢ ﺗﺮ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻧﺰﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻣﺎﺀ ﻓﺴﻠﻜﻪ ﻳﻨﺎﺑﻴﻊ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﺛﻢ ﻳﺨﺮﺝ ﺑﻪ ﺯﺭﻋﺎ ﻣﺨﺘﻠﻔﺎ ﺃﻟﻮﺍﻧﻪ ﺛﻢ ﻳﻬﻴﺞ ﻓﺘﺮﺍﻩ ﻣﺼﻔﺮﺍ ﺛﻢ ﻳﺠﻌﻠﻪ ﺣﻄﺎﻣﺎ ﺇﻥ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻟﺬﻛﺮﻯ ﻷﻭﻟﻲ ﺍﻷﻟﺒﺎﺏ "
ﺃﻟﻢ ﺗﺮ - ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ - ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻧﺰﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺤﺎﺏ ﻣﻄﺮﺍ ﻓﺄﺩﺧﻠﻪ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ , ﻭﺟﻌﻠﻪ ﻋﻴﻮﻧﺎ ﻧﺎﺑﻌﺔ ﻭﻣﻴﺎﻫﺎ ﺟﺎﺭﻳﺔ , ﺛﻢ ﻳﺨﺮﺝ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﺯﺭﻋﺎ ﻣﺨﺘﻠﻔﺎ ﺃﻟﻮﺍﻧﻪ ﻭﺃﻧﻮﺍﻋﻪ , ﺛﻢ ﻳﻴﺒﺲ ﺑﻌﺪ ﺧﻀﺮﺗﻪ ﻭﻧﻀﺎﺭﺗﻪ , ﻓﺘﺮﺍﻩ ﻣﺼﻔﺮﺍ ﺃﻟﻮﻧﻪ , ﺛﻢ ﻳﺠﻌﻠﻪ ﺣﻄﺎﻣﺎ ﻣﺘﻜﺴﺮﺍ ﻣﺘﻔﺘﺘﺎ؟ ﺇﻥ ﻓﻲ ﻓﻌﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﺫﻟﻚ ﻟﺬﻛﺮﻯ ﻭﻣﻮﻋﻈﺔ ﻷﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻌﻘﻮﻝ ﺍﻟﺴﻠﻴﻤﺔ .
" ﺃﻓﻤﻦ ﺷﺮﺡ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﺪﺭﻩ ﻟﻺﺳﻼﻡ ﻓﻬﻮ ﻋﻠﻰ ﻧﻮﺭ ﻣﻦ ﺭﺑﻪ ﻓﻮﻳﻞ ﻟﻠﻘﺎﺳﻴﺔ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ﻣﻦ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﻓﻲ ﺿﻼﻝ ﻣﺒﻴﻦ "
ﺃﻓﻤﻦ ﻭﺳﻊ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﺪﺭﻩ , ﻓﺴﻌﺪ ﺑﻘﺒﻮﻝ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﺍﻻﻧﻘﻴﺎﺩ ﻟﻪ ﻭﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺑﻪ , ﻓﻬﻮ ﻋﻠﻰ ﺑﺼﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺃﻣﺮﻩ ﻭﻫﺪﻯ ﻣﻦ ﺭﺑﻪ , ﻛﻤﻦ ﻟﻴﺲ ﻛﺬﻟﻚ؟ ﻻ ﻳﺴﺘﻮﻭﻥ .
ﻓﻮﻳﻞ ﻭﻫﻼﻙ ﻟﻠﺬﻳﻦ ﻗﺴﺖ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ , ﻭﺃﻋﺮﺿﺖ ﻋﻦ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻠﻪ , ﺃﻭﻟﺌﻚ ﻓﻲ ﺿﻼﻝ ﺑﻴﻦ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﻖ .
" ﺍﻟﻠﻪ ﻧﺰﻝ ﺃﺣﺴﻦ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻛﺘﺎﺑﺎ ﻣﺘﺸﺎﺑﻬﺎ ﻣﺜﺎﻧﻲ ﺗﻘﺸﻌﺮ ﻣﻨﻪ ﺟﻠﻮﺩ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺨﺸﻮﻥ ﺭﺑﻬﻢ ﺛﻢ ﺗﻠﻴﻦ ﺟﻠﻮﺩﻫﻢ ﻭﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺫﻟﻚ ﻫﺪﻯ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﻬﺪﻱ ﺑﻪ ﻣﻦ ﻳﺸﺎﺀ ﻭﻣﻦ ﻳﻀﻠﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻤﺎ ﻟﻪ ﻣﻦ ﻫﺎﺩ "
ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﺰﻝ ﺃﺣﺴﻦ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ , ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ , ﻣﺘﺸﺎﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﺴﻨﻪ ﻭﺇﺣﻜﺎﻣﻪ ﻭﻋﺪﻡ ﺍﺧﺘﻼﻓﻪ , ﺗﺜﻨﻰ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻘﺼﺺ ﻭﺍﻷﺣﻜﺎﻡ , ﻭﺍﻟﺤﺠﺞ ﻭﺍﻟﺒﻴﻨﺎﺕ , ﺗﻘﺸﻌﺮ ﻣﻦ ﺳﻤﺎﻋﻪ , ﻭﺗﻀﻄﺮﺏ ﺟﻠﻮﺩ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺨﺎﻓﻮﻥ ﺭﺑﻬﻢ؟ ﺗﺄﺋﺮﺍ ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﺗﺮﻫﻴﺐ ﻭﻭﻋﻴﺪ , ﺛﻢ ﺗﻠﻴﻦ ﺟﻠﻮﺩﻫﻢ ﻭﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ; ﺍﺳﺘﺒﺸﺎﺭﺍ ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﻭﻋﺪ ﻭﺗﺮﻏﻴﺐ , ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺘﺄﺛﺮ ﺑﺎﻟﻘﺮﺁﻥ ﻫﺪﺍﻳﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻌﺒﺎﺩﻩ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻳﻬﺪﻱ ﺑﺎﻟﻘﺮﺁﻥ ﻣﻦ ﻳﺸﺎﺀ ﻣﻦ ﻋﺒﺎﺩﻩ .
ﻭﻣﻦ ﻳﻀﻠﻠﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻦ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ , ﻟﻜﻔﺮ .
ﻭﻋﻨﺎﺩﻩ , ﻓﻤﺎ ﻟﻪ ﻣﻦ ﻫﺎﺩ ﻳﻬﺪﻳﻪ ﻭﻳﻮﻓﻘﻪ
" ﺃﻓﻤﻦ ﻳﺘﻘﻲ ﺑﻮﺟﻬﻪ ﺳﻮﺀ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻭﻗﻴﻞ ﻟﻠﻈﺎﻟﻤﻴﻦ ﺫﻭﻗﻮﺍ ﻣﺎ ﻛﻨﺘﻢ ﺗﻜﺴﺒﻮﻥ "
ﺃﻓﻤﻦ ﻳﻠﻘﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻣﻐﻠﻮﻻ - ﻓﻼ ﺑﺘﻬﻴﺄ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻳﺘﻘﻲ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺇﻻ ﺑﻮﺟﻬﻪ؟ ﻟﻜﻔﺮﻩ ﻭﺿﻼﻟﻪ - ﺧﻴﺮ ﺃﻡ ﻣﻦ ﻳﻨﻌﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﺔ؟ ﻷﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻫﺪﺍﻩ؟ ﻭﻗﻴﻞ ﻳﻮﻣﺌﺬ ﻟﻠﻈﺎﻟﻤﻴﻦ : ﺫﻭﻗﻮﺍ ﻭﺑﺎﻝ ﻣﺎ ﻛﻨﺘﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺗﻜﺴﺒﻮﻥ ﻣﻦ ﻣﻌﺎﺻﻲ ﺍﻟﻠﻪ .
" ﻛﺬﺏ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻬﻢ ﻓﺄﺗﺎﻫﻢ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻻ ﻳﺸﻌﺮﻭﻥ "
ﻛﺬﺏ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻗﻮﻣﻚ - ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ - ﺭﺳﻠﻬﻢ , ﻓﺠﺎﺀﻫﻢ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻻ ﻳﺸﻌﺮﻭﻥ ﺑﻤﺠﻴﺌﻪ ,
" ﻓﺄﺫﺍﻗﻬﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺨﺰﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﻟﻌﺬﺍﺏ ﺍﻵﺧﺮﺓ ﺃﻛﺒﺮ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ "
ﻓﺄﺫﺍﻕ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻟﻤﻜﺬﺑﺔ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ , ﺍﻟﻬﻮﺍﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ , ﻭﺃﻋﺪ ﻟﻬﻢ ﻋﺬﺍﺑﺎ ﺃﺷﺪ ﻭﺃﺷﻖ ﻓﻲ ﺍﻷﺧﺮﺓ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻮﻥ ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ ﺃﻥ ﻣﺎ ﺣﻞ ﺑﻬﻢ , ﺑﺴﺐ ﻛﻔﺮﻫﻢ ﻭﺗﻜﺬﻳﺒﻬﻢ ﻻﺗﻌﻈﻮﺍ .
" ﻭﻟﻘﺪ ﺿﺮﺑﻨﺎ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻣﺜﻞ ﻟﻌﻠﻬﻢ ﻳﺘﺬﻛﺮﻭﻥ "
ﻭﻟﻘﺪ ﺿﺮﺑﻨﺎ ﻟﻬﺆﻻﺀ ﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻴﻦ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻣﺜﻞ ﻣﻦ ﺃﻣﺜﺎﻝ ﺍﻟﻘﺮﻭﻥ ﺍﻟﺨﺎﻟﻴﺔ ﺗﺨﻮﻳﻔﺎ ﻭﺗﺤﺬﻳﺮﺍ ; ﻟﻴﺘﺬﻛﺮﻭﺍ ﻓﻴﻨﺰﺟﺮﻭﺍ ﻋﻤﺎ ﻫﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻘﻴﻤﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﺑﺎﻟﻠﻪ .
" ﻗﺮﺁﻧﺎ ﻋﺮﺑﻴﺎ ﻏﻴﺮ ﺫﻱ ﻋﻮﺝ ﻟﻌﻠﻬﻢ ﻳﺘﻘﻮﻥ "
ﻭﺟﻌﻠﻨﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻋﺮﺑﻴﺎ ﻭﺍﺿﺢ ﺍﻷﻟﻔﺎﻅ ﺳﻬﻞ ﺍﻟﻤﻌﺎﻧﻲ , ﻻ ﻟﺒﺲ ﻓﻴﻪ ﻭﻻ ﺍﻧﺤﺮﺍﻑ ; ﻟﻌﻠﻬﻢ ﻳﺘﻘﻮﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺎﻣﺘﺜﺎﻝ ﺃﻭﺍﻣﺮﻩ ﻭﺍﺟﺘﻨﺎﺏ ﻧﻮﺍﻫﻴﻪ .
" ﺿﺮﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺜﻼ ﺭﺟﻼ ﻓﻴﻪ ﺷﺮﻛﺎﺀ ﻣﺘﺸﺎﻛﺴﻮﻥ ﻭﺭﺟﻼ ﺳﻠﻤﺎ ﻟﺮﺟﻞ ﻫﻞ ﻳﺴﺘﻮﻳﺎﻥ ﻣﺜﻼ ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺑﻞ ﺃﻛﺜﺮﻫﻢ ﻻ ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ "
ﺿﺮﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺜﻼ ﻋﺒﺪﺍ ﻣﻤﻠﻮﻛﺎ ﻟﺸﺮﻛﺎﺀ ﻣﺘﻨﺎﺯﻋﻴﻦ , ﻓﻬﻮ ﺣﻴﺮﺍﻥ ﻓﻲ ﺇﺭﺿﺎﺋﻬﻢ , ﻭﻋﺪﺍ ﺧﺎﻟﺼﺎ ﻟﻤﺎﻟﻚ ﻭﺍﺣﺪ ﻳﻌﺮﻑ ﻣﺮﺍﺩﻩ ﻭﻣﺎ ﻳﺮﺿﻴﻪ , ﻫﻞ ﻳﺴﺘﻮﻳﺎﻥ , ﻣﺜﻼ؟ ﻻ ﻳﺴﺘﻮﻳﺎﻥ , ﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﻤﺸﺮﻙ ﻫﻮ ﻓﻲ ﺣﻴﺮﺓ ﻭﺷﻚ , ﻭﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﻓﻲ ﺭﺍﺣﺔ ﻭﺍﻃﻤﺌﻨﺎﻥ .
ﻓﺎﻟﺜﻨﺎﺀ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ ﺍﻟﺘﺎﻡ ﻟﻠﻪ ﻭﺣﺪﻩ , ﺑﻞ ﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻮﻥ ﻻ ﻳﺤﻠﻤﻮﻥ ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻴﺘﺒﻌﻮﻧﻪ .
" ﺇﻧﻚ ﻣﻴﺖ ﻭﺇﻧﻬﻢ ﻣﻴﺘﻮﻥ "
ﺇﻧﻚ - ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ - ﻣﻴﺖ ﻭﺇﻧﻬﻢ ﻣﻴﺘﻮﻥ ,
" ﺛﻢ ﺇﻧﻜﻢ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻋﻨﺪ ﺭﺑﻜﻢ ﺗﺨﺘﺼﻤﻮﻥ "
ﺛﻢ ﺇﻧﻜﻢ ﺟﻤﻴﻌﺎ - ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ , ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻋﻨﺪ ﺭﺑﻜﻢ ﺗﺘﻨﺎﺯﻋﻮﻥ , ﻓﻴﺤﻜﻢ ﺑﻴﻨﻜﻢ ﺑﺎﻟﻌﺪﻝ ﻭﺍﻹﻧﺼﺎﻑ .
" ﻓﻤﻦ ﺃﻇﻠﻢ ﻣﻤﻦ ﻛﺬﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻛﺬﺏ ﺑﺎﻟﺼﺪﻕ ﺇﺫ ﺟﺎﺀﻩ ﺃﻟﻴﺲ ﻓﻲ ﺟﻬﻨﻢ ﻣﺜﻮﻯ ﻟﻠﻜﺎﻓﺮﻳﻦ "
ﻻ ﺃﺣﺪ ﺃﻇﻠﻢ ﻣﻤﻦ ﺍﻓﺘﺮﻯ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻜﺬﺏ : ﺑﺄﻥ ﻧﺴﺐ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﺎ ﻻ ﻳﻠﻴﻖ ﺑﻪ ﻛﺎﻟﺸﺮﻳﻚ ﻭﺍﻟﻮﻟﺪ , ﺃﻭ ﻗﺎﻝ : ﺃﻭﺣﻲ ﺇﻟﻲ , ﻭﻟﻢ ﻳﻮﺡ ﺇﻟﻴﻪ ﺷﻲﺀ , ﻭﻻ ﺃﺣﺪ ﺃﻇﻠﻢ ﻣﻤﻦ ﻛﺬﺏ ﺑﺎﻟﺤﻖ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﺰﻝ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﻤﺪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ .
ﺃﻟﻴﺲ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻣﺄﻭﻯ ﻭﻣﺴﻜﻦ ﻟﻤﻦ ﻛﻔﺮ ﺑﺎﻟﻠﻪ , ﻭﻟﻢ ﻳﺼﺪﻕ ﻣﺤﻤﺪﺍ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ؟ ﺑﻠﻰ .
" ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺟﺎﺀ ﺑﺎﻟﺼﺪﻕ ﻭﺻﺪﻕ ﺑﻪ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﻫﻢ ﺍﻟﻤﺘﻘﻮﻥ "
ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺟﺎﺀ ﺑﺎﻟﺼﺪﻕ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ ﻭﻋﻤﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭﺃﺗﺒﺎﻋﻬﻢ , ﻭﺻﺪﻕ ﺑﻪ ﺇﻳﻤﺎﻧﺎ ﻭﻋﻤﻼ , ﺃﻭﻟﺌﻚ ﻫﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺟﻤﻌﻮﺍ ﺧﺼﺎﻝ ﺍﻟﺘﻘﻮﻯ , ﻭﻓﻲ ﻣﻘﺪﻣﺔ ﻫﺆﻻﺀ ﺧﺎﺗﻢ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭﺍﻟﻤﺮﺳﻠﻴﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻮﻥ ﺑﻪ , ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﻮﻥ ﺑﺸﺮﻳﻌﺘﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ , ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻢ , ﻓﻤﻦ ﺑﻌﺪﻫﻢ ﺇﻟﻰ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ .
" ﻟﻬﻢ ﻣﺎ ﻳﺸﺎﺀﻭﻥ ﻋﻨﺪ ﺭﺑﻬﻢ ﺫﻟﻚ ﺟﺰﺍﺀ ﺍﻟﻤﺤﺴﻨﻴﻦ "
ﻟﻬﻢ ﻣﺎ ﻳﺸﺎﺅﻭﻥ ﻋﻨﺪ ﺭﺑﻬﻢ ﻣﻦ ﺃﺻﻨﺎﻑ ﺍﻟﻠﺬﺍﺕ , ﺍﻟﻤﺸﺘﻬﻴﺎﺕ؟ ﺫﻟﻚ ﺟﺰﺍﺀ ﻣﻦ ﺃﻃﺎﻉ ﺭﺑﻪ ﺣﻖ ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ , ﻭﻋﺒﺪﻩ ﺣﻖ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ .
" ﻟﻴﻜﻔﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻢ ﺃﺳﻮﺃ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﻤﻠﻮﺍ ﻭﻳﺠﺰﻳﻬﻢ ﺃﺟﺮﻫﻢ ﺑﺄﺣﺴﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻌﻤﻠﻮﻥ "
ﻟﻴﻜﻔﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻢ ﺃﺳﻮﺃ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﻤﻠﻮﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻣﻦ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ؟ ﺑﺴﺒﺐ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺗﻮﺑﺔ ﻭﺇﻧﺎﺑﺔ ﻣﻤﺎ ﺍﺟﺘﺮﺣﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻴﺌﺎﺕ ﻓﻴﻬﺎ , ﻭﻳﺜﻴﺒﻬﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻃﺎﻋﺘﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺑﺄﺣﺴﻦ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻌﻤﻠﻮﻥ , ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺠﻨﺔ .
" ﺃﻟﻴﺲ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻜﺎﻑ ﻋﺒﺪﻩ ﻭﻳﺨﻮﻓﻮﻧﻚ ﺑﺎﻟﺬﻳﻦ ﻣﻦ ﺩﻭﻧﻪ ﻭﻣﻦ ﻳﻀﻠﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻤﺎ ﻟﻪ ﻣﻦ ﻫﺎﺩ "
ﺃﻟﻴﺲ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻜﺎﻑ ﻋﺒﺪﻩ ﻣﺤﻤﺪﺍ ﻭﻋﻴﺪ ﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻴﻦ ﻭﻛﻴﺪﻫﻢ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﻨﺎﻟﻮﻩ ﺑﺴﻮﺀ؟ ﺑﻠﻰ ﺇﻧﻪ ﺳﻴﻜﻔﻴﻪ ﻓﻲ ﺃﻣﺮ ﺩﻳﻨﻪ ﻭﺩﻧﻴﺎﻩ , ﻭﻳﺪﻓﻊ ﻋﻨﻪ ﻣﻦ ﺃﺭﺍﺩﻩ ﺑﺴﻮﺀ , ﻭﻳﺨﻮﻓﻮﻧﻚ - ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ - ﺑﺂﻟﻬﺘﻬﻢ ﺍﻟﺘﻲ ﺯﻋﻤﻮﺍ ﺃﻧﻬﺎ ﺳﺘﺆﺫﻳﻚ .
ﻭﻣﻦ ﻳﺨﺬﻟﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻴﻀﻠﻪ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺤﻖ , ﻓﻤﺎ ﻟﻪ ﻣﻦ ﻫﺎﺩ ﻳﻬﺪﻳﻪ ﺇﻟﻴﻪ .
" ﻭﻣﻦ ﻳﻬﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻤﺎ ﻟﻪ ﻣﻦ ﻣﻀﻞ ﺃﻟﻴﺲ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻌﺰﻳﺰ ﺫﻱ ﺍﻧﺘﻘﺎﻡ "
ﻭﻣﻦ ﻳﻮﻓﻘﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻺﻳﻤﺎﻥ ﺑﻪ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﻜﺘﺎﺑﻪ ﻭﺍﺗﺒﺎﻉ ﺭﺳﻮﻟﻪ ﻓﻤﺎ ﻟﻪ ﻣﻦ ﻣﻀﻞ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﻖ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻟﻴﺲ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻌﺰﻳﺰ ﻓﻲ ﺍﻧﺘﻘﺎﻣﻪ ﻣﻦ ﻛﻔﺮﺓ ﺧﻠﻘﻪ , ﻭﻣﻤﻦ ﻋﺼﺎﻩ؟
" ﻭﻟﺌﻦ ﺳﺄﻟﺘﻬﻢ ﻣﻦ ﺧﻠﻖ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕ ﻭﺍﻷﺭﺽ ﻟﻴﻘﻮﻟﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻗﻞ ﺃﻓﺮﺃﻳﺘﻢ ﻣﺎ ﺗﺪﻋﻮﻥ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻥ ﺃﺭﺍﺩﻧﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻀﺮ ﻫﻞ ﻫﻦ ﻛﺎﺷﻔﺎﺕ ﺿﺮﻩ ﺃﻭ ﺃﺭﺍﺩﻧﻲ ﺑﺮﺣﻤﺔ ﻫﻞ ﻫﻦ ﻣﻤﺴﻜﺎﺕ ﺭﺣﻤﺘﻪ ﻗﻞ ﺣﺴﺒﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻳﺘﻮﻛﻞ ﺍﻟﻤﺘﻮﻛﻠﻮﻥ "
ﻭﻟﺌﻦ ﺳﺄﻟﺖ - ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ - ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﺒﺪﻭﻥ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻠﻪ : ﻣﻦ ﺧﻠﻖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻤﻮﺍﺕ ﻭﺍﻷﺭﺽ؟ ﻟﻴﻘﻮﻟﻦ : ﺧﻠﻘﻬﻦ ﺍﻟﻠﻪ , ﻓﻬﻢ ﻳﻘﺮﻭﻥ ﺑﺎﻟﺨﺎﻟﻖ .
ﻗﻞ ﻟﻬﻢ , ﻫﻞ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻟﻬﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺸﺮﻛﻮﻧﻬﺎ ﻣﻊ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﺗﺒﻌﺪ ﻋﻨﻲ ﺃﺫﻯ ﻗﺪﺭﻩ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻲ , ﺃﻭ ﺗﺰﻳﻞ ﻣﻜﺮﻭﻫﺎ ﻟﺤﻖ ﺑﻲ؟ ﻭﻫﻞ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﺗﻤﻨﻊ ﻧﻔﻌﺎ ﻳﺴﺮﻩ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻲ , ﺃﻭ ﺗﺤﺒﺲ ﺭﺣﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻲ؟ ﺇﻧﻬﻢ ﺳﻴﻘﻮﻟﻮﻥ : ﻻ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺫﻟﻚ .
ﻗﻞ ﻟﻬﻢ : ﺣﺴﺒﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺳﻴﻜﻔﻴﻨﻲ , ﻛﻞ ﻣﺎ ﺃﻫﻤﻨﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﺍﻟﻤﻌﺘﻤﺪﻭﻥ ﻓﻲ ﺟﻠﺐ ﻣﺼﺎﻟﺤﻬﻢ ﻭﺩﻓﻊ ﻣﻀﺎﺭﻫﻢ , ﻓﺎﻟﺬﻱ ﺑﻴﺪﻩ ﻭﺣﺪﻩ ﺍﻟﻜﻔﺎﻳﺔ ﻫﻮ ﺣﺒﻲ , ﺭﻳﻜﻔﻴﻨﻲ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺃﻣﺸﻲ .
" ﻗﻞ ﻳﺎ ﻗﻮﻡ ﺍﻋﻤﻠﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﻣﻜﺎﻧﺘﻜﻢ ﺇﻧﻲ ﻋﺎﻣﻞ ﻓﺴﻮﻑ ﺗﻌﻠﻤﻮﻥ "
ﻓﻞ - ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ - ﻟﻘﻮﻣﻚ ﺍﻟﻤﻌﺎﻧﺪﻳﻦ : ﺍﻋﻤﻠﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﺘﻜﻢ ﺍﻟﺘﻲ ﺭﺿﻴﺘﻤﻮﻫﺎ ﻷﻧﻔﺴﻜﻢ , ﺣﻴﺚ ﻋﺒﺪﺗﻢ ﻣﻦ ﻻ ﻳﺴﺘﺤﻖ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ , ﻭﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﺮ ﺷﻲﺀ , ﺇﻧﻲ ﻋﺎﻣﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺃﻣﺮﺕ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻮﺟﻪ ﻟﻠﻪ ﻭﺣﺪﻩ ﻓﻲ ﺃﻗﻮﺍﻟﻲ ﻭﺃﻓﻌﺎﻟﻲ ,
" ﻣﻦ ﻳﺄﺗﻴﻪ ﻋﺬﺍﺏ ﻳﺨﺰﻳﻪ ﻭﻳﺤﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﺬﺍﺏ ﻣﻘﻴﻢ "
ﻓﺴﻮﻑ ﺗﻌﻠﻤﻮﻥ ﻣﻦ ﻳﺄﺗﻴﻪ ﻋﺬﺍﺏ ﻳﻬﻴﻨﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ , ﻭﻳﺤﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﺍﻵﺧﺮﺓ ﻋﺬﺍﺏ ﺩﺍﺋﻢ؟ ﻻ ﻳﺤﻮﻝ ﻋﻨﻪ ﻭﻻ ﻳﺰﻭﻝ .
" ﺇﻧﺎ ﺃﻧﺰﻟﻨﺎ ﻋﻠﻴﻚ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﺑﺎﻟﺤﻖ ﻓﻤﻦ ﺍﻫﺘﺪﻯ ﻓﻠﻨﻔﺴﻪ ﻭﻣﻦ ﺿﻞ ﻓﺈﻧﻤﺎ ﻳﻀﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﻣﺎ ﺃﻧﺖ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺑﻮﻛﻴﻞ "
ﺇﻧﺎ ﺃﻧﺰﻟﻨﺎ ﻋﻠﻴﻚ - ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ - ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺑﺎﻟﺤﻖ ﻫﺪﺍﻳﺔ ﻟﻠﻌﺎﻟﻤﻴﻦ , ﺇﻟﻰ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺮﺷﺎﺩ , ﻓﻤﻦ ﺍﻫﺘﺪﻯ ﺑﻨﻮﺭﻩ , ﻭﻋﻤﻞ ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻪ , ﻭﺍﺳﺘﻘﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﻬﺠﻪ , ﻓﻨﻔﻊ ﺫﻟﻚ ﻳﻌﻮﺩ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻪ , ﻭﻣﻦ ﺿﻞ ﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﺗﺒﻴﻦ ﻟﻪ ﺍﻟﻬﺪﻯ , ﻓﺈﻧﻤﺎ ﻳﻌﻮﺩ ﺿﺮﺭﻩ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻪ , ﻭﻟﻦ ﻳﻀﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺷﻴﺌﺎ , ﻭﻣﺎ ﺃﻧﺖ - ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ - ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺑﻮﻛﻴﻞ ﺗﺤﻔﻆ ﺃﻋﻤﺎﻟﻬﻢ , ﻭﺗﺤﺎﺳﺒﻬﻢ ﻋﻠﻴﻬﺎ , ﻭﺗﺠﺒﺮﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺗﺸﺎﺀ , ﻣﺎ ﻋﻠﻴﻚ ﺇﻻ ﺍﻟﺒﻼﻍ .
" ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺘﻮﻓﻰ ﺍﻷﻧﻔﺲ ﺣﻴﻦ ﻣﻮﺗﻬﺎ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗﻤﺖ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻣﻬﺎ ﻓﻴﻤﺴﻚ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﻀﻰ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻭﻳﺮﺳﻞ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﺇﻟﻰ ﺃﺟﻞ ﻣﺴﻤﻰ ﺇﻥ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻵﻳﺎﺕ ﻟﻘﻮﻡ ﻳﺘﻔﻜﺮﻭﻥ "
ﺍﻟﻠﻪ - ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ - ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﺒﺾ ﺍﻷﻧﻔﺲ ﺣﻴﻦ ﻣﻮﺗﻬﺎ , ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﻮﻓﺎﺓ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ , ﻭﻓﺎﺓ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﺑﺎﻧﻘﻀﺎﺀ ﺍﻷﺟﻞ , ﻭﻳﻘﺒﺾ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗﻤﺖ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻣﻬﺎ , ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻤﻮﺗﺔ ﺍﻟﺼﻐﺮﻯ , ﻓﻴﺤﺒﺲ ﻣﻦ ﻫﺎﺗﻴﻦ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﻦ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﻀﻰ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﻮﺕ , ﻭﻫﻲ ﻧﻔﺲ ﻣﻦ ﻣﺎﺕ , ﻭﻳﺮﺳﻞ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﺇﻟﻰ ﺍﺳﺘﻜﻤﺎﻝ ﺃﺟﻠﻬﺎ ﻭﺭﺯﻗﻬﺎ , ﻭﺫﻟﻚ ﺑﺈﻋﺎﺩﺗﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺟﺴﻢ ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ , ﺇﻥ ﻓﻲ ﻗﺒﺾ ﺍﻟﻠﻪ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﻴﺖ ﻭﺍﻟﻨﺎﺋﻢ ﻭﺇﺭﺳﺎﻟﻪ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻨﺎﺋﻢ , ﻭﺣﺒﺴﻪ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﻴﺖ ﻟﺪﻻﺋﻞ ﻭﺍﺿﺤﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﺪﺭﺓ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻤﻦ ﺗﻔﻜﺮ ﻭﺗﺪﺑﺮ .
" ﺃﻡ ﺍﺗﺨﺬﻭﺍ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺷﻔﻌﺎﺀ ﻗﻞ ﺃﻭﻟﻮ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻻ ﻳﻤﻠﻜﻮﻥ ﺷﻴﺌﺎ ﻭﻻ ﻳﻌﻘﻠﻮﻥ "
ﺃﻡ ﺍﺗﺨﺬ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻮﻥ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺩﻭﻧﻪ ﺁﻟﻬﺘﻬﻢ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻌﺒﺪﻭﻧﻬﺎ ﺷﻔﻌﺎﺀ , ﺗﺸﻔﻊ ﻟﻬﻢ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺎﺗﻬﻢ؟ ﻗﻞ - ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ - ﻟﻬﻢ : ﺍﺗﺘﺨﺬﻭﻧﻬﺎ ﺷﻔﻌﺎﺀ ﻛﻤﺎ ﺗﺰﻋﻤﻮﻥ , ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻵﻟﻬﺔ ﻻ ﺗﻤﻠﻚ ﺷﻴﺌﺎ , ﻭﻻ ﺗﻌﻘﻞ ﻋﺒﺎﺩﺗﻬﻢ ﻟﻬﺎ؟
" ﻗﻞ ﻟﻠﻪ ﺍﻟﺸﻔﺎﻋﺔ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﻟﻪ ﻣﻠﻚ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕ ﻭﺍﻷﺭﺽ ﺛﻢ ﺇﻟﻴﻪ ﺗﺮﺟﻌﻮﻥ "
ﻗﻞ - ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ - ﻟﻬﺆﻻﺀ ﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻴﻦ : ﻟﻠﻪ ﺍﻟﺸﻔﺎﻋﺔ ﺟﻤﻴﻌﺎ , ﻟﻪ ﻣﻠﻚ ﺍﻟﺴﻤﻮﺍﺕ ﻭﺍﻷﺭﺽ ﻭﻣﺎ ﻓﻴﻬﻤﺎ , ﻓﺎﻷﻣﺮ ﻛﻠﻪ ﻟﻠﻪ ﻭﺣﺪﻩ , ﻭﻻ ﻳﺸﻔﻊ ﺃﺣﺪ ﻋﻨﺪﻩ ﺇﻻ ﺑﺈﺫﻧﻪ , ﻓﻬﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻤﻠﻚ ﺍﻟﺴﻤﻮﺍﺕ ﻭﺍﻷﺭﺽ ﻭﻳﺘﺼﺮﻑ ﻓﻴﻬﻤﺎ , ﻓﺎﻟﻮﺍﺟﺐ ﺃﻥ ﺗﻄﻠﺐ ﺍﻟﺸﻔﺎﻋﺔ ﻣﻤﻦ ﻳﻤﻠﻜﻬﺎ , ﻭﺃﻥ ﺗﺨﻠﺺ ﻟﻪ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ , ﻭﻻ ﺗﻄﻠﺐ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻟﻬﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﻀﺮ ﻭﻻ ﺗﻨﻔﻊ , ﺛﻢ ﺇﻟﻴﻪ ﺗﺮﺟﻌﻮﻥ ﺑﻌﺪ ﻣﻤﺎﺗﻜﻢ ﻟﻠﺤﺴﺎﺏ ﻭﺍﻟﺠﺰﺍﺀ .
" ﻭﺇﺫﺍ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺣﺪﻩ ﺍﺷﻤﺄﺯﺕ ﻗﻠﻮﺏ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﺆﻣﻨﻮﻥ ﺑﺎﻵﺧﺮﺓ ﻭﺇﺫﺍ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻣﻦ ﺩﻭﻧﻪ ﺇﺫﺍ ﻫﻢ ﻳﺴﺘﺒﺸﺮﻭﻥ "
ﻭﺇﺫﺍ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺣﺪﻩ ﻧﻔﺮﺕ ﻗﻠﻮﺏ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﺆﻣﻨﻮﻥ ﺑﺎﻟﻤﻌﺎﺩ ﻭﺍﻟﺒﻌﺚ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻤﻤﺎﺕ , ﻭﺇﺫﺍ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻣﻦ ﺩﻭﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻷﺻﻨﺎﻡ ﻭﺍﻷﻭﺛﺎﻥ ﻭﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ﺇﺫﺍ ﻫﻢ ﻳﻔﺮﺣﻮﻥ؟ ﻟﻜﻮﻥ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻣﻮﺍﻓﻘﺎ ﻷﻫﻮﺍﺋﻬﻢ .
" ﻗﻞ ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻓﺎﻃﺮ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕ ﻭﺍﻷﺭﺽ ﻋﺎﻟﻢ ﺍﻟﻐﻴﺐ ﻭﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺓ ﺃﻧﺖ ﺗﺤﻜﻢ ﺑﻴﻦ ﻋﺒﺎﺩﻙ ﻓﻲ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻓﻴﻪ ﻳﺨﺘﻠﻔﻮﻥ "
ﻗﻞ : ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻳﺎ ﺧﺎﻟﻖ ﺍﻟﺴﻤﻮﺍﺕ ﻭﺍﻷﺭﺽ ﻭﻣﺒﺪﻋﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺮ ﻣﺎﻝ ﺳﺒﻖ , ﻋﺎﻟﻢ ﺍﻟﺴﺮ ﻭﺍﻟﻌﻼﻧﻴﺔ , ﺃﻧﺖ ﺗﻔﺼﻞ ﺑﻴﻦ ﻋﺒﺎﺩﻙ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻓﻴﻪ ﻳﺨﺘﻠﻔﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﻓﻴﻚ , ﻭﻓﻲ ﻋﻈﻤﺘﻚ ﻭﺳﻠﻄﺎﻧﻚ ﻭﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺑﻚ ﻭﺑﺮﺳﻮﻟﻚ , ﺍﻫﺪﻧﻲ ﻟﻤﺎ ﺍﺧﺘﻠﻒ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻖ ﺑﺈﺫﻧﻚ , ﺇﻧﻚ ﺗﻬﺪﻱ ﻣﻦ ﺗﺸﺎﺀ ﺇﻟﻰ ﺻﺮﺍﻁ ﻣﺴﺘﻘﻴﻢ ﻭﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺩﻋﺎﺋﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ , ﻭﻫﻮ ﺗﻌﻠﻴﻢ ﻟﻠﻌﺒﺎﺩ ﺑﺎﻻﻟﺘﺠﺎﺀ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ , ﻭﺩﻋﺎﺋﻪ ﺑﺄﺳﻤﺎﺋﻪ ﺍﻟﺤﺴﻨﻰ ﻭﺻﻔﺎﺗﻪ ﺍﻟﻌﻠﻰ .
" ﻭﻟﻮ ﺃﻥ ﻟﻠﺬﻳﻦ ﻇﻠﻤﻮﺍ ﻣﺎ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﻭﻣﺜﻠﻪ ﻣﻌﻪ ﻻﻓﺘﺪﻭﺍ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺳﻮﺀ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻭﺑﺪﺍ ﻟﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﻜﻮﻧﻮﺍ ﻳﺤﺘﺴﺒﻮﻥ "
ﻭﻟﻮ ﺃﻥ ﻟﻬﺆﻻﺀ ﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻴﻦ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﻣﻦ ﻣﺎﻝ ﻭﺫﺧﺎﺋﺮ , ﻭﻣﺜﻠﻪ ﻣﻌﻪ ﻣﻀﺎﻋﻔﺎ , ﻟﺒﺬﻟﻮﻩ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ؟ ﻟﻴﻘﺘﺪﺭﺍ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺳﻮﺀ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ , ﻭﻟﻮ ﺑﺬﻟﻮﺍ ﻭﺍﻓﺘﺪﻭﺍ ﺑﻪ ﻣﺎ ﻗﺒﻞ ﻣﻨﻬﻢ , ﻭﻻ ﺃﻏﻨﻰ ﻋﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻋﺬﺍﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﺷﻴﺌﺎ , ﻭﻇﻬﺮ ﻟﻬﻢ ﻳﻮﻣﺌﺬ ﻣﻦ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻋﺬﺍﺑﻪ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﻜﻮﻧﻮﺍ ﻳﺤﺘﺴﺒﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺃﻧﻪ ﻧﺎﺯﻝ ﺑﻬﻢ .
" ﻭﺑﺪﺍ ﻟﻬﻢ ﺳﻴﺌﺎﺕ ﻣﺎ ﻛﺴﺒﻮﺍ ﻭﺣﺎﻕ ﺑﻬﻢ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺑﻪ ﻳﺴﺘﻬﺰﺋﻮﻥ "
ﻭﻇﻬﺮ ﻟﻬﺆﻻﺀ ﺍﻟﻤﻜﺬﺑﻴﻦ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺤﺴﺎﺏ ﺟﺰﺍﺀ ﺳﻴﺌﺎﺗﻬﻢ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻗﺘﺮﻓﻮﻫﺎ , ﺣﻴﺚ ﻧﺴﺒﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﻻ ﻳﻠﻴﻖ ﺑﻪ , ﻭﺍﺭﺗﻜﺒﻮﺍ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﻲ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ , ﻭﺃﺣﺎﻁ ﺑﻬﻢ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺟﺎﻧﺐ ﻋﺬﺍﺏ ﺃﻟﻴﻢ؟ ﻋﻘﺎﺑﺎ ﻟﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﻬﺰﺍﺋﻬﻢ ﺑﺎﻹﻧﺬﺍﺭ ﺑﺎﻟﻌﺬﺍﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻳﻌﺬﺑﻬﻢ ﺑﻪ , ﻭﻻ ﻳﺄﺑﻬﻮﻥ ﻟﻪ .
" ﻓﺈﺫﺍ ﻣﺲ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺿﺮ ﺩﻋﺎﻧﺎ ﺛﻢ ﺇﺫﺍ ﺧﻮﻟﻨﺎﻩ ﻧﻌﻤﺔ ﻣﻨﺎ ﻗﺎﻝ ﺇﻧﻤﺎ ﺃﻭﺗﻴﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﻋﻠﻢ ﺑﻞ ﻫﻲ ﻓﺘﻨﺔ ﻭﻟﻜﻦ ﺃﻛﺜﺮﻫﻢ ﻻ ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ "
ﻓﺎﺫﺍ ﺃﺻﺎﺏ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺷﺪﺓ ﻭﺿﺮ , ﻃﻠﺐ ﻣﻦ ﺭﺩﻩ ﺃﻥ ﻳﻔﺮﺝ ﻋﻨﻪ , ﻓﺈﺫﺍ ﻛﺸﻔﻨﺎ ﻋﻨﻪ ﻣﺎ ﺃﺻﺎﺑﻪ ﻭﺃﻋﻄﻴﻨﺎﻩ ﻧﻌﻤﺔ ﻣﻨﺎ ﻋﺎﺩ ﺑﺮﺑﻪ ﻛﺎﻓﺮﺍ , ﻭﻟﻔﻀﻠﻪ ﻣﻨﻜﺮﺍ , ﻭﻗﺎﻝ : ﺇﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻭﺗﻴﺘﻪ ﺇﻧﻤﺎ ﻫﻮ ﻋﻠﻰ ﻋﻠﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻧﻲ ﻟﻪ ﺃﻫﻞ ﻭﻣﺴﺘﺤﻖ , ﺑﻞ ﺫﻟﻚ ﻓﺘﻨﺔ ﻳﺒﺘﻠﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻬﺎ ﻋﺒﺎﺩﻩ؟ ﻟﻴﻨﻈﺮ ﻣﻦ ﻳﺸﻜﺮﻩ ﻣﻤﻦ ﻳﻜﻔﺮﻩ , ﻭﻟﻜﻦ ﺃﻛﺜﺮﻫﻢ - ﻟﺠﻬﻠﻬﻢ ﻭﺳﻮﺀ ﻇﻨﻬﻢ ﻭﻗﻮﻟﻬﻢ - ﻻ ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ؟ ﻓﻠﺬﻟﻚ ﻳﺤﺬﻭﻥ ﺍﻟﻔﺘﻨﺔ ﻣﻨﺤﺔ .
" ﻗﺪ ﻗﺎﻟﻬﺎ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻬﻢ ﻓﻤﺎ ﺃﻏﻨﻰ ﻋﻨﻬﻢ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻜﺴﺒﻮﻥ "
ﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﻣﻘﺎﻟﺘﻬﻢ ﻫﺬﻩ ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻟﺨﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﻤﻜﺬﺑﺔ؟ ﻓﻤﺎ ﺃﻏﻨﻰ ﻋﻨﻬﻢ ﺣﻴﻦ ﺟﺎﺀﻫﻢ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻜﺴﺒﻮﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ ﻭﺍﻷﻭﻻﺩ .
" ﻓﺄﺻﺎﺑﻬﻢ ﺳﻴﺌﺎﺕ ﻣﺎ ﻛﺴﺒﻮﺍ ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ ﻇﻠﻤﻮﺍ ﻣﻦ ﻫﺆﻻﺀ ﺳﻴﺼﻴﺒﻬﻢ ﺳﻴﺌﺎﺕ ﻣﺎ ﻛﺴﺒﻮﺍ ﻭﻣﺎ ﻫﻢ ﺑﻤﻌﺠﺰﻳﻦ "
ﻓﺄﺻﺎﺏ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻘﺎﻟﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻟﺨﺎﻟﻴﺔ ﻭﺑﺎﻝ ﺳﻴﺌﺎﺕ ﻣﺎ ﻛﺴﺒﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ , ﻓﻌﻮﺟﻠﻮﺍ ﺑﺎﻟﺨﺰﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ , ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ ﻇﻠﻤﻮﺍ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻣﻦ ﻗﻮﻣﻚ ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ , ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻘﺎﻟﺔ , ﻳﺼﻴﺒﻬﻢ ﺃﻳﻀﺎ ﻭﺑﺎﻝ ﺳﻴﺌﺎﺕ ﻣﺎ ﻛﺴﺒﻮﺍ , ﻛﻤﺎ ﺃﺻﺎﺏ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻬﻢ , ﻭﻣﺎ ﻫﻢ ﺑﻔﺎﺗﻨﻴﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻻ ﺳﺎﺑﻘﻴﻪ .
" ﺃﻭﻟﻢ ﻳﻌﻠﻤﻮﺍ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺒﺴﻂ ﺍﻟﺮﺯﻕ ﻟﻤﻦ ﻳﺸﺎﺀ ﻭﻳﻘﺪﺭ ﺇﻥ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻵﻳﺎﺕ ﻟﻘﻮﻡ ﻳﺆﻣﻨﻮﻥ "
ﺃﻭ ﻟﻢ ﻳﻌﻠﻢ ﻫﺆﻻﺀ ﺃﻥ ﺭﺯﻕ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ ﻻ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﻦ ﺣﺎﻝ ﺻﺎﺣﺒﻪ , ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﺒﺎﻟﻎ ﺣﻜﻤﺘﻪ ﻳﻮﺳﻊ ﺍﻟﺮﺯﻕ ﻟﻤﻦ ﻳﺸﺎﺀ ﻣﻦ ﻋﺒﺎﺩﻩ , ﺻﺎﻟﺤﺎ ﻛﺎﻥ ﺃﻭ ﻃﺎﻟﺤﺎ , ﻭﻳﻀﻴﻘﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻳﺸﺎﺀ ﻣﻨﻬﻢ؟ ﺇﻥ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺘﻮﺳﻊ ﻭﺍﻟﺘﻀﻴﻴﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺯﻕ ﻟﺪﻻﻻﺕ ﻭﺍﺿﺤﺎﺕ ﻟﻘﻮﻡ ﻳﺼﺪﻗﻮﻥ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻳﻌﻤﻠﻮﻥ ﺑﻪ .
" ﻗﻞ ﻳﺎ ﻋﺒﺎﺩﻱ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﺳﺮﻓﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻻ ﺗﻘﻨﻄﻮﺍ ﻣﻦ ﺭﺣﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﻐﻔﺮ ﺍﻟﺬﻧﻮﺏ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﺇﻧﻪ ﻫﻮ ﺍﻟﻐﻔﻮﺭ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ "
ﻗﻞ - ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ - ﻟﻌﺒﺎﺩﻱ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﻤﺎﺩﻭﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﻲ , ﻭﺃﺻﺮﻓﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﺑﺈﺗﻴﺎﻥ ﻣﺎ ﺗﺪﻋﻮﻫﻢ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻧﻮﺏ : ﻻ ﺗﻴﺌﺴﻮﺍ ﻣﻦ ﺭﺣﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ؟ ﻟﻜﺜﺮﺓ ﺫﻧﻮﺑﻜﻢ , ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﻐﻔﺮ ﺍﻟﺬﻧﻮﺏ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﻟﻤﻦ ﺗﺎﺏ ﻣﻨﻬﺎ ﻭﺭﺟﻊ ﻋﻨﻬﺎ ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ , ﺇﻧﻪ ﻫﻮ ﺍﻟﻐﻔﻮﺭ ﻟﺬﻧﻮﺏ ﺍﻟﺘﺎﺋﺒﻴﻦ ﻣﻦ ﻋﺒﺎﺩﻩ , ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ ﺑﻬﻢ .
" ﻭﺃﻧﻴﺒﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﺭﺑﻜﻢ ﻭﺃﺳﻠﻤﻮﺍ ﻟﻪ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺄﺗﻴﻜﻢ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﺛﻢ ﻻ ﺗﻨﺼﺮﻭﻥ "
ﻭﺍﺭﺟﻌﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﺭﺑﻜﻢ - ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ - ﺑﺎﻟﻄﺎﻋﺔ ﻭﺍﻟﺘﻮﺑﺔ , ﻭﺍﺧﻀﻌﻮﺍ ﻟﻪ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﻘﻊ ﺑﻜﻢ ﻋﻘﺎﺑﻪ , ﺛﻢ ﻻ ﻳﻨﺼﺮﻛﻢ ﺃﺣﺪ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻠﻪ .
" ﻭﺍﺗﺒﻌﻮﺍ ﺃﺣﺴﻦ ﻣﺎ ﺃﻧﺰﻝ ﺇﻟﻴﻜﻢ ﻣﻦ ﺭﺑﻜﻢ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺄﺗﻴﻜﻢ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﺑﻐﺘﺔ ﻭﺃﻧﺘﻢ ﻻ ﺗﺸﻌﺮﻭﻥ "
ﻭﺍﺗﺒﻌﻮﺍ ﺃﺣﺴﻦ ﻣﺎ ﺃﻧﺰﻝ ﺇﻟﻴﻜﻢ ﻣﻦ ﺭﺑﻜﻢ , ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ , ﻭﻛﻠﻪ ﺣﺴﻦ , ﻓﺎﻣﺘﺜﻠﻮﺍ ﺃﻭﺍﻣﺮﻩ , ﻭﺍﺟﺘﻨﺒﻮﺍ ﻧﻮﺍﻫﻴﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺄﺗﻴﻜﻢ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﻓﺠﺄﺓ , ﻭﺃﻧﺘﻢ ﻻ ﺗﻌﻠﻤﻮﻥ ﺑﻪ .
" ﺃﻥ ﺗﻘﻮﻝ ﻧﻔﺲ ﻳﺎ ﺣﺴﺮﺗﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻓﺮﻃﺖ ﻓﻲ ﺟﻨﺐ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺇﻥ ﻛﻨﺖ ﻟﻤﻦ ﺍﻟﺴﺎﺧﺮﻳﻦ "
ﻭﺃﻃﻴﻌﻮﺍ ﺭﺑﻜﻢ ﻭﺗﻮﺑﻮﺍ ﺇﻟﻴﻪ ﺣﺘﻰ ﻻ ﺗﻨﺪﻡ ﻧﻔﺲ ﻭﺗﻘﻮﻝ : ﻳﺎ ﺣﺴﺮﺗﻰ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺿﻴﻌﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﻤﺎ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻪ , ﻭﻗﺼﺮﺕ ﻓﻲ ﻃﺎﻋﺘﻪ ﻭﺣﻘﻪ , ﻭﺇﻥ ﻛﻨﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻟﻤﻦ ﺍﻟﻤﺴﺘﻬﺰﺋﻴﻦ ﺑﺄﻣﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻛﺘﺎﺑﻪ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ ﻭﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﺑﻪ .
" ﺃﻭ ﺗﻘﻮﻝ ﻟﻮ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻫﺪﺍﻧﻲ ﻟﻜﻨﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺘﻘﻴﻦ "
ﺃﻭ ﺗﻘﻮﻝ : ﻟﻮ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﺭﺷﺪﻧﻲ ﺇﻟﻰ ﺩﻳﻨﻪ ﻟﻜﻨﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺘﻘﻴﻦ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﺻﻲ .
" ﺃﻭ ﺗﻘﻮﻝ ﺣﻴﻦ ﺗﺮﻯ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﻟﻮ ﺃﻥ ﻟﻲ ﻛﺮﺓ ﻓﺄﻛﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺤﺴﻨﻴﻦ "
ﺃﻭ ﺗﻘﻮﻝ ﺣﻴﻦ ﺗﺮﻯ ﻋﻘﺎﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﻗﺪ ﺃﺣﺎﻁ ﺑﻬﺎ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺤﺴﺎﺏ : ﻟﻴﺖ ﻟﻲ ﺭﺟﻌﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻓﺄﻛﻮﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﺣﺴﻨﻮﺍ ﺑﻄﺎﻋﺔ ﺭﺑﻬﻢ , ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﻤﺎ ﺃﻣﺮﺗﻬﻢ ﺑﻪ ﺍﻟﺮﺳﻞ .
" ﺑﻠﻰ ﻗﺪ ﺟﺎﺀﺗﻚ ﺁﻳﺎﺗﻲ ﻓﻜﺬﺑﺖ ﺑﻬﺎ ﻭﺍﺳﺘﻜﺒﺮﺕ ﻭﻛﻨﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮﻳﻦ "
ﻣﺎ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﻛﻤﺎ ﺗﻘﻮﻝ , ﻓﺪ ﺟﺎﺀﺗﻚ ﺁﻳﺎﺗﻲ ﺍﻟﻮﺍﺿﺤﺔ ﺍﻟﺪﺍﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻖ , ﻓﻜﺬﺑﺖ ﺑﻬﺎ , ﻭﺍﺳﺘﻜﺒﺮﺕ ﻋﻦ ﻗﺒﻮﻟﻬﺎ ﻭﺍﺗﺒﺎﻋﻬﺎ , ﻭﻛﻨﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮﻳﻦ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻭﺭﺳﻠﻪ .
" ﻭﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﺗﺮﻯ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﺬﺑﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺟﻮﻫﻬﻢ ﻣﺴﻮﺩﺓ ﺃﻟﻴﺲ ﻓﻲ ﺟﻬﻨﻢ ﻣﺜﻮﻯ ﻟﻠﻤﺘﻜﺒﺮﻳﻦ "
ﻭﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﺗﺮﻯ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻤﻜﺬﺑﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻭﺻﻔﻮﺍ ﺭﺑﻬﻢ ﺑﻤﺎ ﻻ ﻳﻠﻴﻖ ﺑﻪ , ﻭﻧﺴﺒﻮﺍ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﺸﺮﻳﻚ ﻭﺍﻟﻮﻟﺪ ﻭﺟﻮﻫﻬﻢ ﻣﺴﻮﺩﺓ .
ﺃﻟﻴﺲ ﻓﻲ ﺟﻬﻨﻢ ﻣﺄﻭﻯ ﻭﻣﺴﻜﻦ ﻟﻤﻦ ﺗﻜﺒﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ , ﻓﺎﻣﺘﻨﻊ ﻣﻦ ﺗﻮﺣﻴﺪﻩ ﻭﻃﺎﻋﺘﻪ؟ ﺑﻠﻰ .
" ﻭﻳﻨﺠﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﺗﻘﻮﺍ ﺑﻤﻔﺎﺯﺗﻬﻢ ﻻ ﻳﻤﺴﻬﻢ ﺍﻟﺴﻮﺀ ﻭﻻ ﻫﻢ ﻳﺤﺰﻧﻮﻥ "
ﻭﻳﻨﺠﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺟﻬﻨﻢ ﻭﻋﺬﺍﺑﻬﺎ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﺗﻘﻮﺍ ﺭﺑﻬﻢ ﺑﺄﺩﺍﺀ ﻓﺮﺍﺋﻀﻪ ﻭﺍﺟﺘﻨﺎﺏ ﻧﻮﺍﻫﻴﻪ ﺑﻔﻮﺯﻫﻢ ﻭﺗﺤﻘﻖ ﺃﻣﻨﻴﺘﻬﻢ , ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻈﻔﺮ ﺑﺎﻟﺠﻨﺔ , ﻻ ﻳﻤﺴﻬﻢ ﻣﻦ ﻋﺬﺍﺏ ﺟﻬﻨﻢ ﺷﻲﺀ , ﻭﻻ ﻫﻢ ﻳﺤﺰﻧﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻓﺎﺗﻬﻢ ﻣﻦ ﺣﻈﻮﻅ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ .
" ﺍﻟﻠﻪ ﺧﺎﻟﻖ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻭﻫﻮ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻭﻛﻴﻞ "
ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻫﻮ ﺧﺎﻟﻖ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﻛﻠﻬﺎ , ﻭﺭﺑﻬﺎ ﻭﻣﻠﻴﻜﻬﺎ ﻭﺍﻟﻤﺘﺼﺮﻑ ﻓﻴﻬﺎ , ﻭﻛﻞ ﺗﺤﺖ ﺗﺪﺑﻴﺮﻩ ﻭﻗﻬﺮﻩ , ﻭﻫﻮ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻭﻛﻴﻞ .
" ﻟﻪ ﻣﻘﺎﻟﻴﺪ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕ ﻭﺍﻷﺭﺽ ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﻔﺮﻭﺍ ﺑﺂﻳﺎﺕ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﻫﻢ ﺍﻟﺨﺎﺳﺮﻭﻥ "
ﻟﻠﻪ ﻣﻔﺎﺗﻴﺢ ﺧﺰﺍﺋﻦ ﺍﻟﺴﻤﻮﺍﺕ ﻭﺍﻷﺭﺽ , ﻳﻌﻄﻲ ﻣﻨﻬﺎ ﺧﻠﻘﻪ ﻛﻴﻒ ﻳﺸﺎﺀ ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ ﺟﺤﺪﻭﺍ ﺑﺂﻳﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﻣﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻻﺋﻞ ﺍﻟﻮﺍﺿﺤﺔ , ﺃﻭﻟﺌﻚ ﻫﻢ ﺍﻟﺨﺎﺳﺮﻭﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺑﺨﺬﻻﻧﻬﻢ ﻋﻦ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ , ﻭﻓﻲ ﺍﻵﺧﺮﺓ ﺑﺨﻠﻮﺩﻫﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﺭ .
" ﻗﻞ ﺃﻓﻐﻴﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﺄﻣﺮﻭﻧﻲ ﺃﻋﺒﺪ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻮﻥ "
ﻗﻞ - ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ - ﻟﻤﺸﺮﻛﻲ ﻗﻮﻣﻚ : ﺃﻓﻐﻴﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻮﻥ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﺗﺄﻣﺮﻭﻧﻦ ﺃﻥ ﺃﻋﺒﺪ , ﻭﻻ ﺗﺼﻠﺢ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻟﺸﻲﺀ ﺳﻮﺍﻩ؟
" ﻭﻟﻘﺪ ﺃﻭﺣﻲ ﺇﻟﻴﻚ ﻭﺇﻟﻰ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻚ ﻟﺌﻦ ﺃﺷﺮﻛﺖ ﻟﻴﺤﺒﻄﻦ ﻋﻤﻠﻚ ﻭﻟﺘﻜﻮﻧﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺎﺳﺮﻳﻦ "
ﻭﻟﻘﺪ ﺃﻭﺣﻲ ﺇﻟﻴﻚ - ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ - ﻭﺇﻟﻰ ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺳﻞ : ﻟﺌﻦ ﺃﺷﺮﻛﺖ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻏﻴﺮﻩ ﻟﻴﺒﻄﻠﻦ ﻋﻤﻠﻚ , ﻭﻟﺘﻜﻮﻧﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻬﺎﻟﻜﻴﻦ ﺍﻟﺨﺎﺳﺮﻳﻦ ﺩﻳﻨﻚ ﻭﺁﺧﺮﺗﻚ , ﻷﻧﻪ ﻻ ﺗﻘﺒﻞ ﻣﻊ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻋﻤﻞ ﺻﺎﻟﺢ .
" ﺑﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﺎﻋﺒﺪ ﻭﻛﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺎﻛﺮﻳﻦ "
ﺑﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﺎﻋﺒﺪ - ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ - ﻣﺨﻠﺼﺎ ﻟﻪ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻭﺣﺪﻩ ﻻ ﺷﺮﻳﻚ ﻟﻪ , ﻭﻛﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺎﻛﺮﻳﻦ ﻟﻠﻪ ﻧﻌﻤﻪ
" ﻭﻣﺎ ﻗﺪﺭﻭﺍ ﺍﻟﻠﻪ ﺣﻖ ﻗﺪﺭﻩ ﻭﺍﻷﺭﺽ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﻗﺒﻀﺘﻪ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻭﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕ ﻣﻄﻮﻳﺎﺕ ﺑﻴﻤﻴﻨﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻤﺎ ﻳﺸﺮﻛﻮﻥ "
ﻭﻣﺎ ﻋﻈﻢ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻮﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺣﻖ ﺗﻌﻈﻴﻤﻪ ; ﺇﺫ ﻋﺒﺪﻭﺍ ﻣﻌﻪ ﻏﻴﺮﻩ ﻣﻤﺎ ﻻ ﻳﻨﻔﻊ ﻭﻻ ﻳﻀﺮ , ﻓﺴﻮﻭﺍ ﺍﻟﻤﺨﻠﻮﻕ ﻣﻊ ﻋﺠﺰﻩ ﺑﺎﻟﺨﺎﻟﻖ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ , ﺍﻟﺬﻱ ﻣﻦ ﻋﻈﻴﻢ ﻓﺪﺭﺗﻪ ﺃﻥ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻷﺭﺽ ﻓﻲ ﻓﺒﻀﺘﻪ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ , ﻭﺍﻟﺴﻤﻮﺍﺕ ﻣﻄﻮﻳﺎﺕ ﺑﻴﻤﻴﻨﻪ , ﺗﻨﺰﻩ ﻭﺗﻌﺎﻇﻢ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻤﺎ ﻳﺸﺮﻙ ﺑﻪ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻮﻥ ﻭﻓﻲ ﺍﻵﻳﺔ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺇﺛﺒﺎﺕ ﺍﻟﻘﺒﻀﺔ , ﻭﺍﻟﻴﻤﻴﻦ , ﻭﺍﻟﻄﻲ , ﻟﻠﻪ ﻛﻤﺎ ﻳﻠﻴﻖ ﺑﺠﻼﻟﻪ ﻭﻋﻈﻤﺘﻪ , ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺗﻜﻴﻴﻒ ﻭﻻ
" ﻭﻧﻔﺦ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻮﺭ ﻓﺼﻌﻖ ﻣﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕ ﻭﻣﻦ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﺇﻻ ﻣﻦ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﺛﻢ ﻧﻔﺦ ﻓﻴﻪ ﺃﺧﺮﻯ ﻓﺈﺫﺍ ﻫﻢ ﻗﻴﺎﻡ ﻳﻨﻈﺮﻭﻥ "
ﻭﻧﻔﺦ ﻓﻲ " ﺍﻟﻘﺮﻥ " ﻓﻤﺎﺕ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻤﻮﺍﺕ ﻭﺍﻷﺭﺽ , ﺇﻻ ﻣﻦ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺪﻡ ﻣﻮﺗﻪ , ﺛﻢ ﻧﻔﺦ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻓﻴﻪ ﻧﻔﺨﺔ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﻣﺆﺫﻧﺎ ﺑﺈﺣﻴﺎﺀ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺨﻼﺋﻖ ﻟﻠﺤﺴﺎﺏ ﺃﻣﺎﻡ ﺭﺑﻬﻢ , ﻓﺈﺫﺍ ﻫﻢ ﻗﻴﺎﻡ ﻣﻦ ﻗﺒﻮﺭﻫﻢ ﻳﻨﻈﺮﻭﻥ ﻣﺎﺫﺍ ﻳﻔﻌﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻬﻢ؟
" ﻭﺃﺷﺮﻗﺖ ﺍﻷﺭﺽ ﺑﻨﻮﺭ ﺭﺑﻬﺎ ﻭﻭﺿﻊ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺟﻲﺀ ﺑﺎﻟﻨﺒﻴﻴﻦ ﻭﺍﻟﺸﻬﺪﺍﺀ ﻭﻗﻀﻲ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﺑﺎﻟﺤﻖ ﻭﻫﻢ ﻻ ﻳﻈﻠﻤﻮﻥ "
ﻭﺃﺿﺎﺀﺕ ﺍﻷﺭﺽ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﺇﺫﺍ ﺗﺠﻠﻰ ﺍﻟﺤﻖ ﺟﻞ ﻭﻋﻼ ﻟﻠﺨﻼﺋﻖ ﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ , ﻭﻧﺸﺮﺕ ﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﺻﺤﻴﻔﺔ ﻛﻞ ﻓﺮﺩ , ﻭﺟﻲﺀ ﺑﺎﻟﻨﺒﻴﻴﻦ ﻭﺍﻟﺸﻬﻮﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻡ؟ ﻟﻴﺴﺄﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻨﺒﻴﻴﻦ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺒﻠﻴﻎ ﻭﻋﻤﺎ ﺃﺟﺎﺑﺘﻬﻢ ﺑﻪ ﺃﻣﻤﻬﻢ , ﻛﻤﺎ ﺗﺄﺗﻲ ﺃﻣﺔ ﻣﺤﻤﺪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ؟ ﻟﺘﺸﻬﺪ ﺑﺘﺒﻠﻴﻎ ﺍﻟﺮﺳﻞ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﻴﻦ ﻷﻣﻤﻬﻢ ﺇﺫﺍ ﺃﻧﻜﺮﺕ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺒﻠﻴﻎ , ﻓﺘﻘﻮﻡ ﺍﻟﺤﺠﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻣﻢ , ﻭﻗﻀﻰ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ﺑﺎﻟﻌﺪﻝ ﺍﻟﺘﺎﻡ , ﻭﻫﻢ ﻻ ﻳﻈﻠﻤﻮﻥ ﺷﻴﺌﺎ ﺑﻨﻘﺺ ﺛﻮﺍﺏ ﺃﻭ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﻋﻘﺎﺏ .
" ﻭﻭﻓﻴﺖ ﻛﻞ ﻧﻔﺲ ﻣﺎ ﻋﻤﻠﺖ ﻭﻫﻮ ﺃﻋﻠﻢ ﺑﻤﺎ ﻳﻔﻌﻠﻮﻥ "
ﻭﻭﻓﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻛﻞ ﻧﻔﺲ ﺟﺰﺍﺀ ﻋﻤﻠﻬﺎ ﻣﻦ ﺧﻴﺮ ﻭﺿﺮ , ﻭﻫﻮ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﺃﻋﻠﻢ ﺑﻤﺎ ﻳﻔﻌﻠﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻣﻦ ﻃﺎﻋﺔ ﺃﻭ ﻣﻌﺼﻴﺔ
" ﻭﺳﻴﻖ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﻔﺮﻭﺍ ﺇﻟﻰ ﺟﻬﻨﻢ ﺯﻣﺮﺍ ﺣﺘﻰ ﺇﺫﺍ ﺟﺎﺀﻭﻫﺎ ﻓﺘﺤﺖ ﺃﺑﻮﺍﺑﻬﺎ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻬﻢ ﺧﺰﻧﺘﻬﺎ ﺃﻟﻢ ﻳﺄﺗﻜﻢ ﺭﺳﻞ ﻣﻨﻜﻢ ﻳﺘﻠﻮﻥ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺁﻳﺎﺕ ﺭﺑﻜﻢ ﻭﻳﻨﺬﺭﻭﻧﻜﻢ ﻟﻘﺎﺀ ﻳﻮﻣﻜﻢ ﻫﺬﺍ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﺑﻠﻰ ﻭﻟﻜﻦ ﺣﻘﺖ ﻛﻠﻤﺔ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮﻳﻦ "
ﻭﺳﻴﻖ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﻔﺮﻭﺍ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻭﺭﺳﻠﻪ ﺇﻟﻰ ﺟﻬﻨﻢ ﺟﻤﺎﻋﺎﺕ , ﺣﺘﻰ ﺇﺫﺍ ﺟﺎﺅﻭﻫﺎ ﻓﺘﺢ ﺍﻟﺨﺰﻧﺔ ﺍﻟﻤﻮﻛﻠﻮﻥ ﺑﻬﺎ ﺃﺑﻮﺍﺑﻬﺎ ﺍﻟﺴﺒﻌﺔ , ﻭﺯﺟﺮﻭﻫﻢ ﻗﺎﺋﻠﻴﻦ : ﻛﻴﻒ ﺗﻌﺼﻮﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺗﺠﺤﺪﻭﻥ ﺭﺑﻮﺑﻴﺘﻪ؟ ﺃﻟﻢ ﻳﺮﺳﻞ ﺇﻟﻴﻜﻢ ﺭﺳﻼ ﻣﻨﻜﻢ ﻳﺘﻠﻮﻥ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺃﻳﺎﺕ ﺭﺑﻜﻢ , ﻭﻳﺤﺬﺭﻭﻧﻜﻢ ﺃﻫﻮﺍﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ؟ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﻣﻘﺮﻳﻦ ﺑﺬﻧﺒﻬﻢ , ﺑﻠﻰ ﻗﺪ ﺟﺎﺀﺕ ﺭﺳﻞ ﺭﺑﻨﺎ ﺑﺎﻟﺤﻖ , ﻭﺣﺬﺭﻭﻧﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ , ﻭﻟﻜﻦ ﻭﺟﺒﺖ ﻛﻠﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﻋﺬﺍﺑﻪ ﻷﻫﻞ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﺑﻪ .
" ﻗﻴﻞ ﺍﺩﺧﻠﻮﺍ ﺃﺑﻮﺍﺏ ﺟﻬﻨﻢ ﺧﺎﻟﺪﻳﻦ ﻓﻴﻬﺎ ﻓﺒﺌﺲ ﻣﺜﻮﻯ ﺍﻟﻤﺘﻜﺒﺮﻳﻦ "
ﻗﻴﻞ ﻟﻠﺠﺎﺣﺪﻳﻦ ﺇﻫﺎﻧﺔ ﻟﻬﻢ ﻭﺇﺫﻻﻻ : ﺍﺩﺧﻠﻮﺍ ﺃﺑﻮﺍﺏ ﺟﻬﻨﻢ ﻣﺎﻛﺜﻴﻦ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﺑﺪﺍ , ﻓﻔﺘﺢ ﻣﺼﻴﺮ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻟﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﺸﺮﻋﻪ .
" ﻭﺳﻴﻖ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﺗﻘﻮﺍ ﺭﺑﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﺯﻣﺮﺍ ﺣﺘﻰ ﺇﺫﺍ ﺟﺎﺀﻭﻫﺎ ﻭﻓﺘﺤﺖ ﺃﺑﻮﺍﺑﻬﺎ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻬﻢ ﺧﺰﻧﺘﻬﺎ ﺳﻼﻡ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻃﺒﺘﻢ ﻓﺎﺩﺧﻠﻮﻫﺎ ﺧﺎﻟﺪﻳﻦ "
ﻭﺳﻴﻖ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﺗﻘﻮﺍ ﺭﺑﻬﻢ ﺑﺘﻮﺣﻴﺪﻩ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﻄﺎﻋﺘﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﺟﻤﺎﻋﺎﺕ , ﺣﺘﻰ ﺇﺫﺍ ﺟﺎﺅﻭﻫﺎ ﻭﺟﺪﻭﺍ ﺃﺑﻮﺍﻟﻬﺎ ﻣﻔﺘﻮﺣﺔ , ﻓﺘﺮﺣﺐ ﺑﻬﻢ ﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﺍﻟﻤﻮﻛﻠﻮﻥ ﺑﺎﻟﺠﻨﺔ , ﻭﻳﺤﻴﻮﻧﻬﻢ ﺑﺎﻟﺒﺸﺮ ﻭﺍﻟﺴﺮﻭﺭ ; ﻟﻄﻬﺎﺭﺗﻬﻢ ﻣﻦ ﺁﺛﺎﺭ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﻲ ﻗﺎﺋﻠﻴﻦ ﻟﻬﻢ : ﺳﻼﻡ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺁﻓﺔ , ﻃﺎﺑﺖ ﺃﺣﻮﺍﻟﻜﻢ , ﻓﺎﺩﺧﻠﻮﺍ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﺧﺎﻟﺪﻳﻦ ﻓﻴﻬﺎ .
" ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﺻﺪﻗﻨﺎ ﻭﻋﺪﻩ ﻭﺃﻭﺭﺛﻨﺎ ﺍﻷﺭﺽ ﻧﺘﺒﻮﺃ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﺣﻴﺚ ﻧﺸﺎﺀ ﻓﻨﻌﻢ ﺃﺟﺮ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﻴﻦ "
ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻮﻥ : ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﺻﺪﻗﻨﺎ ﻭﻋﺪﻩ ﺍﻟﺬﻱ , ﻋﺪﻧﺎ ﺇﻳﺎﻩ ﻋﻠﻰ ﺃﻟﺴﻨﺔ ﺭﺳﻠﻪ , ﻭﺃﻭﺭﺛﻨﺎ ﺃﺭﺽ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻧﻨﺰﻝ ﻣﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﺃﻱ ﻣﻜﺎﻥ ﺷﺌﻨﺎ , ﻓﻨﻌﻢ ﺛﻮﺍﺏ ﺍﻟﻤﺤﺴﻨﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﺟﺘﻬﺪﻭﺍ ﻓﻲ ﻃﺎﻋﺔ ﺭﺑﻬﻢ .
" ﻭﺗﺮﻯ ﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﺣﺎﻓﻴﻦ ﻣﻦ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻌﺮﺵ ﻳﺴﺒﺤﻮﻥ ﺑﺤﻤﺪ ﺭﺑﻬﻢ ﻭﻗﻀﻲ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﺑﺎﻟﺤﻖ ﻭﻗﻴﻞ ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ "
ﻭﺗﺮﻯ - ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ - ﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﻣﺤﻴﻄﻴﻦ ﺑﻌﺮﺽ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ , ﻳﻨﺰﻫﻮﻥ ﺭﺑﻬﻢ ﻋﻦ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻻ ﻳﻠﻴﻖ ﺑﻪ , ﻭﻗﻀﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺨﻼﺋﻖ ﺑﺎﻟﺤﻖ ﻭﺍﻟﻌﺪﻝ , ﻓﺄﺳﻜﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺍﻟﺠﻨﺔ , ﻭﺃﻫﻞ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﺍﻟﻨﺎﺭ , ﻭﻗﻴﻞ : ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻗﻀﻰ ﺑﻪ ﺑﻴﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻭﺃﻫﻞ ﺍﻟﻨﺎﺭ , ﺣﻤﺪ ﻓﻀﻞ ﻭﺇﺣﺴﺎﻥ , ﻭﺣﻤﺪ ﻋﺪﻝ ﻭﺣﻜﻤﺔ
" ﺗﻨﺰﻳﻞ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ "
ﺗﻨﺰﻳﻞ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺇﻧﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﻓﻲ ﻓﺪﺭﺗﻪ ﻭﺍﻧﺘﻘﺎﻣﻪ , ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ ﻓﻲ ﺗﺪﺑﻴﺮﻩ ﻭﺃﺣﻜﺎﻣﻪ
" ﺇﻧﺎ ﺃﻧﺰﻟﻨﺎ ﺇﻟﻴﻚ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺑﺎﻟﺤﻖ ﻓﺎﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺨﻠﺼﺎ ﻟﻪ ﺍﻟﺪﻳﻦ "
ﺇﻧﺎ ﺃﻧﺰﻟﻨﺎ ﺇﻟﻴﻚ - ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ - ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻳﺄﻣﺮ ﺑﺎﻟﺤﻖ ﻭﺍﻟﻌﺪﻝ , ﻓﺎﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺣﺪﻩ , ﻭﺃﺧﻠﺺ ﻟﻪ ﺟﻤﻴﻊ ﺩﻳﻨﻚ .
" ﺃﻻ ﻟﻠﻪ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﺨﺎﻟﺺ ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﺗﺨﺬﻭﺍ ﻣﻦ ﺩﻭﻧﻪ ﺃﻭﻟﻴﺎﺀ ﻣﺎ ﻧﻌﺒﺪﻫﻢ ﺇﻻ ﻟﻴﻘﺮﺑﻮﻧﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺯﻟﻔﻰ ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺤﻜﻢ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻓﻲ ﻣﺎ ﻫﻢ ﻓﻴﻪ ﻳﺨﺘﻠﻔﻮﻥ ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻻ ﻳﻬﺪﻱ ﻣﻦ ﻫﻮ ﻛﺎﺫﺏ ﻛﻔﺎﺭ "
ﺃﻻ ﻟﻠﻪ ﻭﺣﺪﻩ ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ ﺍﻟﺘﺎﻣﺔ ﺍﻟﺴﺎﻟﻤﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﻙ ,, ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﺷﺮﻛﻮﺍ ﻣﻊ ﺍﻟﻠﻪ ﻏﻴﺮﻩ ﻭﺍﺗﺨﺬﻭﺍ ﻣﻦ ﺩﻭﻧﻪ ﺃﻭﻟﻴﺎﺀ , ﻗﺎﻟﻮﺍ : ﻣﺎ ﻧﻌﺒﺪ ﺗﻠﻚ ﺍﻵﻟﻬﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻻ ﻟﺘﺸﻔﻊ ﻟﻨﺎ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ , ﻭﺗﻘﺮﺑﻨﺎ ﻋﻨﺪﻩ ﻣﻨﺰﻟﺔ , ﻓﻜﻔﺮﻭﺍ ﺑﺬﻟﻚ؟ ﻷﻥ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻭﺍﻟﺸﻔﺎﻋﺔ ﻟﻠﻪ ﻭﺣﺪﻩ , ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﻔﺼﻞ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﺍﻟﻤﺨﻠﺼﻴﻦ ﻭﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻴﻦ ﻣﻊ ﺍﻟﻠﻪ ﻏﻴﺮﻩ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺨﺘﻠﻔﻮﻥ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﻋﺒﺎﺩﺗﻬﻢ , ﻓﻴﺠﺎﺯﻱ ﻛﻼ ﺑﻤﺎ ﻳﺴﺘﺤﻖ .
ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻻ ﻳﻮﻓﻖ ﻟﻠﻬﺪﺍﻳﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺼﺮﺍﻁ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﻴﻢ ﻣﻦ ﻫﻮ ﻣﻔﺘﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ , ﻛﻔﺎﺭ ﺑﺂﻳﺎﺗﻪ ﻭﺣﺠﺠﻪ .
" ﻟﻮ ﺃﺭﺍﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﻳﺘﺨﺬ ﻭﻟﺪﺍ ﻻﺻﻄﻔﻰ ﻣﻤﺎ ﻳﺨﻠﻖ ﻣﺎ ﻳﺸﺎﺀ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻫﻮ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﺍﻟﻘﻬﺎﺭ "
ﻟﻮ ﺃﺭﺍﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﻳﺘﺨﺬ ﻭﻟﺪﺍ ﻻﺧﺘﺎﺭ ﻣﻦ ﻣﺨﻠﻮﻓﺎﺗﻪ ﻣﺎ ﻳﺸﺎﺀ , ﺗﻨﺰﻩ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺗﻘﺪﺱ ﻋﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻪ ﻭﻟﺪ , ﻓﺈﻧﻪ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﺍﻷﺣﺪ , ﺍﻟﻔﺮﺩ ﺍﻟﺼﻤﺪ , ﺍﻟﻘﻬﺎﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﻬﺮ ﺧﻠﻘﻪ ﺑﻘﺪﺭﺗﻪ , ﻓﻜﻞ ﺷﻲﺀ ﻟﻪ ﻣﺘﺬﻟﻞ ﺧﺎﺿﻊ .
" ﺧﻠﻖ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕ ﻭﺍﻷﺭﺽ ﺑﺎﻟﺤﻖ ﻳﻜﻮﺭ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﻭﻳﻜﻮﺭ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻭﺳﺨﺮ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻭﺍﻟﻘﻤﺮ ﻛﻞ ﻳﺠﺮﻱ ﻷﺟﻞ ﻣﺴﻤﻰ ﺃﻻ ﻫﻮ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺍﻟﻐﻔﺎﺭ "
ﺧﻠﻖ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺴﻤﻮﺍﺕ ﻭﺍﻷﺭﺽ ﻭﻣﺎ ﻓﻴﻬﻤﺎ ﺑﺎﻟﺤﻖ , ﻳﺠﻲﺀ ﺑﺎﻟﻠﻴﻞ ﻭﻳﺬﻫﺐ ﺑﺎﻟﻨﻬﺎﺭ , ﻭﻳﺠﻲﺀ ﺑﺎﻟﻨﻬﺎﺭ ﻭﻳﺬﻫﺐ ﺑﺎﻟﻠﻴﻞ , ﻭﺫﻟﻞ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻭﺍﻟﻘﻤﺮ ﺑﺎﻧﺘﻈﺎﻡ ﻟﻤﻨﺎﻓﻊ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ , ﻛﻞ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻳﺠﺮﻱ ﻓﻲ ﻣﺪﺍﺭﻩ ﺃﻱ ﺣﻴﻦ ﻗﻴﺎﻡ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﺃﻻ ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﻌﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ , ﻭﺃﻧﻌﻢ ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻘﻪ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻨﻌﻢ ﻫﻮ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻘﻪ , ﺍﻟﻐﻔﺎﺭ ﻟﺬﻧﻮﺏ ﻋﺒﺎﺩﻩ ﺍﻟﺘﺎﺋﺒﻴﻦ
" ﺧﻠﻘﻜﻢ ﻣﻦ ﻧﻔﺲ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺛﻢ ﺟﻌﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻭﺃﻧﺰﻝ ﻟﻜﻢ ﻣﻦ ﺍﻷﻧﻌﺎﻡ ﺛﻤﺎﻧﻴﺔ ﺃﺯﻭﺍﺝ ﻳﺨﻠﻘﻜﻢ ﻓﻲ ﺑﻄﻮﻥ ﺃﻣﻬﺎﺗﻜﻢ ﺧﻠﻘﺎ ﻣﻦ ﺑﻌﺪ ﺧﻠﻖ ﻓﻲ ﻇﻠﻤﺎﺕ ﺛﻼﺙ ﺫﻟﻜﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺭﺑﻜﻢ ﻟﻪ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﻫﻮ ﻓﺄﻧﻰ ﺗﺼﺮﻓﻮﻥ "
ﺧﻠﻘﻜﻢ ﺭﺑﻜﻢ - ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ - ﻣﻦ ﺁﺩﻡ , ﻭﺧﻠﻖ ﻣﻨﻪ ﺯﻭﺟﻪ , ﻭﺧﻠﻖ ﻟﻜﻢ ﻣﻦ ﺍﻷﻧﻌﺎﻡ ﺛﻤﺎﻧﻴﺔ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺫﻛﺮﺍ ﻭﺃﻧﺜﻰ ﻣﻦ ﺍﻹﺑﻞ ﻭﺍﻟﺒﻘﺮ ﻭﺍﻟﻀﺄﻥ ﻭﺍﻟﻤﻌﺰ؟ ﻳﺨﻠﻘﻜﻢ ﻓﻲ ﺑﻄﻮﻥ ﺃﻣﻬﺎﺗﻜﻢ ﻃﻮﺭﺍ ﺑﻌﺪ ﻃﻮﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﻓﻲ ﻇﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﺒﻄﻦ , ﻭﺍﻟﺮﺣﻢ , ﻭﺍﻟﻤﺸﻴﻤﺔ , ﺫﻟﻜﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﺧﻠﻖ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ , ﺭﺑﻜﻢ ﺍﻟﻤﺘﻔﺮﺩ ﺑﺎﻟﻤﻠﻚ ﺍﻟﻤﺘﻮﺣﺪ ﺑﺎﻷﻟﻮﻫﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﺤﻖ ﻟﻠﻌﺒﺎﺩﺓ ﻭﺣﺪﻩ , ﻓﻜﻴﻒ ﺗﻌﺪﻟﻮﻥ ﻋﻦ ﻋﺒﺎﺩﺗﻪ ﺇﻟﻰ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﻏﻴﺮﻩ ﻣﻦ ﺧﻠﻘﻪ؟
" ﺇﻥ ﺗﻜﻔﺮﻭﺍ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻏﻨﻲ ﻋﻨﻜﻢ ﻭﻻ ﻳﺮﺿﻰ ﻟﻌﺒﺎﺩﻩ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﻭﺇﻥ ﺗﺸﻜﺮﻭﺍ ﻳﺮﺿﻪ ﻟﻜﻢ ﻭﻻ ﺗﺰﺭ ﻭﺍﺯﺭﺓ ﻭﺯﺭ ﺃﺧﺮﻯ ﺛﻢ ﺇﻟﻰ ﺭﺑﻜﻢ ﻣﺮﺟﻌﻜﻢ ﻓﻴﻨﺒﺌﻜﻢ ﺑﻤﺎ ﻛﻨﺘﻢ ﺗﻌﻤﻠﻮﻥ ﺇﻧﻪ ﻋﻠﻴﻢ ﺑﺬﺍﺕ ﺍﻟﺼﺪﻭﺭ "
ﺇﻥ ﺗﻜﻔﺮﻭﺍ - ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ - ﺑﺮﺑﻜﻢ ﻭﻟﻢ ﺗﺆﻣﻨﻮﺍ ﺑﻪ , ﻭﻟﻢ ﺗﺘﺒﻌﻮﺍ ﺭﺳﻠﻪ , ﻓﺈﻧﻪ ﻏﻨﻲ ﻋﻨﻜﻢ , ﻟﻴﺲ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻴﻜﻢ , ﻭﺃﻧﺘﻢ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﺇﻟﻴﻪ , ﻭﻻ ﻳﺮﺿﻰ ﻟﻌﺒﺎﺩﻩ ﺍﻟﻜﻔﺮ , ﻭﻻ ﻳﺄﻣﺮﻫﻢ ﺑﻪ , ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻳﺮﺿﻰ ﻟﻬﻢ ﺷﻜﺮ ﻧﻌﻤﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ .
ﻭﻻ ﺗﺤﻤﻞ ﻧﻔﺲ ﺇﺛﻢ ﻧﻔﺲ ﺃﺧﺮﻯ , ﺛﻢ ﺇﻟﻰ ﺭﺑﻜﻢ ﻣﺼﻴﺮﻛﻢ , ﻓﻴﺨﺒﺮﻛﻢ ﺑﻌﻤﻠﻜﻢ , ﻭﻳﺤﺎﺳﺒﻜﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺇﻧﻪ ﻋﻠﻴﻢ ﺑﺄﺳﺮﺍﺭ ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ ﻭﻣﺎ ﺗﺨﻔﻲ ﺍﻟﺼﺪﻭﺭ .
" ﻭﺇﺫﺍ ﻣﺲ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺿﺮ ﺩﻋﺎ ﺭﺑﻪ ﻣﻨﻴﺒﺎ ﺇﻟﻴﻪ ﺛﻢ ﺇﺫﺍ ﺧﻮﻟﻪ ﻧﻌﻤﺔ ﻣﻨﻪ ﻧﺴﻲ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﺪﻋﻮ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻭﺟﻌﻞ ﻟﻠﻪ ﺃﻧﺪﺍﺩﺍ ﻟﻴﻀﻞ ﻋﻦ ﺳﺒﻴﻠﻪ ﻗﻞ ﺗﻤﺘﻊ ﺑﻜﻔﺮﻙ ﻗﻠﻴﻼ ﺇﻧﻚ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻨﺎﺭ "
ﻭﺇﺫﺍ ﺃﺻﺎﺏ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺑﻼﺀ ﻭﺷﺪﺓ ﻭﻣﺮﺽ ﺗﺬﻛﺮ ﺍﻟﻠﻪ , ﻓﺎﺳﺘﻐﺎﺙ ﺑﻪ ﻭﺩﻋﺎﻩ , ﺛﻢ ﺇﺫﺍ ﺃﺟﺎﺑﻪ ﻭﻛﻒ ﻋﻨﻪ ﺿﺮﻩ , ﻭﻣﻨﺤﻪ ﻧﻌﻤﻪ , ﻓﻲ ﺩﻋﺎﺀﻩ ﻟﺮﺑﻪ ﻋﻨﺪ ﺣﺎﺟﺘﻪ ﺇﻟﻴﻪ , ﻭﺃﺷﺮﻙ ﻣﻌﻪ ﻏﻴﺮﻩ؟ ﻟﻴﻀﻞ ﻏﻴﺮﻩ ﻋﻦ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻭﻃﺎﻋﺘﻪ , ﻗﻞ ﻟﻪ - ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ - ﻣﺘﻮﻋﺪﺍ : ﺗﻤﺘﻊ ﺑﻜﻔﺮﻙ ﻗﻠﻴﻼ ﺣﺘﻰ ﻣﻮﺗﻚ ﻭﺍﻧﺘﻬﺎﺀ ﺃﺟﻠﻚ , ﺇﻧﻚ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺍﻟﻤﺨﻠﺪﻳﻦ ﻓﻴﻬﺎ .
" ﺃﻡ ﻣﻦ ﻫﻮ ﻗﺎﻧﺖ ﺁﻧﺎﺀ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﺳﺎﺟﺪﺍ ﻭﻗﺎﺋﻤﺎ ﻳﺤﺬﺭ ﺍﻵﺧﺮﺓ ﻭﻳﺮﺟﻮ ﺭﺣﻤﺔ ﺭﺑﻪ ﻗﻞ ﻫﻞ ﻳﺴﺘﻮﻱ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ ﺇﻧﻤﺎ ﻳﺘﺬﻛﺮ ﺃﻭﻟﻮ ﺍﻷﻟﺒﺎﺏ "
ﺃﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮ ﺍﻟﻤﺘﻤﺘﻊ ﺑﻜﻔﺮﻩ ﺧﻴﺮ , ﺃﻡ ﻣﻦ ﻫﻮ ﻋﺎﺑﺪ ﻟﺮﺑﻪ ﻃﺎﺋﻊ ﻟﻪ , ﻳﻘﻀﻲ ﺳﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﻭﺍﻟﺴﺠﻮﺩ ﻟﻠﻪ , ﻳﺨﺎﻑ ﻋﺬﺍﺏ ﺍﻵﺧﺮﺓ , ﻭﻳﺄﻣﻞ ﺭﺣﻤﺔ ﺭﺑﻪ؟ ﻗﻞ - ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ :- ﻫﻞ ﻳﺴﺘﻮﻱ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ ﺭﺑﻬﻢ ﻭﺩﻳﻨﻬﻢ ﺍﻟﺤﻖ ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ؟ ﻻ ﻳﺴﺘﻮﻭﻥ .
ﺇﻧﻤﺎ ﻳﺘﺬﻛﺮ ﻭﻳﻌﺮﻑ ﺍﻟﻔﺮﻕ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻌﻘﻮﻝ ﺍﻟﺴﻠﻴﻤﺔ .
" ﻗﻞ ﻳﺎ ﻋﺒﺎﺩﻱ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮﺍ ﺍﺗﻘﻮﺍ ﺭﺑﻜﻢ ﻟﻠﺬﻳﻦ ﺃﺣﺴﻨﻮﺍ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺣﺴﻨﺔ ﻭﺃﺭﺽ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﺳﻌﺔ ﺇﻧﻤﺎ ﻳﻮﻓﻰ ﺍﻟﺼﺎﺑﺮﻭﻥ ﺃﺟﺮﻫﻢ ﺑﻐﻴﺮ ﺣﺴﺎﺏ "
ﻗﻞ - ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ - ﻟﻌﺒﺎﺩﻱ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ : ﺍﺗﻘﻮﺍ ﺭﺑﻜﻢ ﺑﻄﺎﻋﺘﻪ ﻭﺍﺟﺘﻨﺎﺏ ﻣﻌﺼﻴﺘﻪ .
ﻟﻠﺬﻳﻦ ﺃﺣﺴﻨﻮﺍ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻳﻨﺎ ﺑﻌﺒﺎﺩﺓ ﺭﺑﻬﻢ ﻭﻃﺎﻋﺘﻪ ﺣﺴﻨﺔ ﻓﻲ ﺍﻵﺧﺮﺓ , ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺠﻨﺔ , ﻭﺣﺴﻨﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻣﻦ ﺻﺤﺔ ﻭﺭﺯﻕ ﻭﻧﺼﺮ ﻭﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ .
ﻭﺃﺭﺽ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﺳﻌﺔ , ﻓﻬﺎﺟﺮﻭﺍ ﻓﻴﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺣﻴﺚ ﺗﻌﺒﺪﻭﻥ ﺭﺑﻜﻢ , ﻭﺗﺘﻤﻜﻨﻮﻥ ﻣﻦ ﺇﻗﺎﻣﺔ ﺩﻳﻨﻜﻢ .
ﺇﻧﻤﺎ ﻳﻌﻄﻰ ﺍﻟﺼﺎﺑﺮﻭﻥ ﺛﻮﺍﺑﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻵﺧﺮﺓ ﺑﻐﻴﺮ ﺣﺴﺎﺏ ﻣﻨﺎ , ﻛﻤﺎ ﻳﺤﺎﺳﺐ ﻏﻴﺮﻫﻢ .
" ﻗﻞ ﺇﻧﻲ ﺃﻣﺮﺕ ﺃﻥ ﺃﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺨﻠﺼﺎ ﻟﻪ ﺍﻟﺪﻳﻦ "
ﻗﻞ - ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ - ﻟﻠﻨﺎﺱ : ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻣﺮﻧﻲ ﻭﻣﻦ ﺗﺒﻌﻨﻲ ﺑﺈﺧﻼﺹ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻟﻪ ﻭﺣﺪﻩ ﺩﻭﻥ ﺳﻮﺍﻩ
" ﻭﺃﻣﺮﺕ ﻷﻥ ﺃﻛﻮﻥ ﺃﻭﻝ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ "
ﻭﺃﻣﺮﻧﻲ ﺑﺄﻥ ﺃﻛﻮﻥ ﺃﻭﻝ ﻣﻦ ﺃﺳﻠﻢ ﻣﻦ ﺃﻣﺘﻲ , ﻓﺨﻀﻊ ﻟﻪ ﺑﺎﻟﺘﻮﺣﻴﺪ , ﻭﺃﺧﻠﺺ ﻟﻪ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ , ﻭﺑﺮﺉ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺩﻭﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻵﻟﻬﺔ .
" ﻗﻞ ﺇﻧﻲ ﺃﺧﺎﻑ ﺇﻥ ﻋﺼﻴﺖ ﺭﺑﻲ ﻋﺬﺍﺏ ﻳﻮﻡ ﻋﻈﻴﻢ "
ﻓﻞ - ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ - ﻟﻨﺎﺱ : ﺇﻧﻲ ﺃﺧﺎﻑ ﺇﻥ ﻋﺼﻴﺖ ﺭﺑﻲ ﻓﻴﻤﺎ ﺃﻣﺮﻧﻲ ﺑﻪ ﻣﻦ ﻋﺒﺎﺩﺗﻪ ﻭﺍﻹﺧﻼﺹ ﻓﻲ ﻃﺎﻋﺘﻪ ﻋﺬﺍﺏ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ , ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﻈﻢ ﻫﻮﻟﻪ .
" ﻗﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻋﺒﺪ ﻣﺨﻠﺼﺎ ﻟﻪ ﺩﻳﻨﻲ "
ﻗﻞ - ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ :- ﺇﻧﻲ ﺃﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺣﺪﻩ ﻻ ﺷﺮﻳﻚ ﻟﻪ ﻣﺨﻠﺼﺎ ﻟﻪ ﻋﺒﺎﺩﺗﻲ ﻭﻃﺎﻋﺘﻲ ,
" ﻓﺎﻋﺒﺪﻭﺍ ﻣﺎ ﺷﺌﺘﻢ ﻣﻦ ﺩﻭﻧﻪ ﻗﻞ ﺇﻥ ﺍﻟﺨﺎﺳﺮﻳﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺧﺴﺮﻭﺍ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻭﺃﻫﻠﻴﻬﻢ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﺃﻻ ﺫﻟﻚ ﻫﻮ ﺍﻟﺨﺴﺮﺍﻥ ﺍﻟﻤﺒﻴﻦ "
ﻓﺎﻋﺒﺪﻭﺍ ﺃﻧﺘﻢ - ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻮﻥ - ﻣﺎ ﺷﺌﺘﻢ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻷﻭﺛﺎﻥ ﻭﺍﻷﺻﻨﺎﻡ ﻭﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﻣﺨﻠﻮﻗﺎﺗﻪ , ﻓﻼ ﻳﻀﺮﻧﻲ ﺫﻟﻚ ﺷﻴﺌﺎ .
ﻭﻫﺬﺍ ﺗﻬﺪﻳﺪ ﻭﻭﻋﻴﺪ ﻟﻤﻦ ﻋﺒﺪ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻠﻪ , ﻭﺃﺷﺮﻙ ﻣﻌﻪ ﻏﻴﺮﻩ ﻗﻞ - ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ :- ﺇﻥ ﺍﻟﺨﺎﺳﺮﻳﻦ - ﺣﻘﺎ - ﻫﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺧﺴﺮﻭﺍ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻭﺃﻫﻠﻴﻬﻢ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ , ﻭﺫﻟﻚ ﺑﺈﻏﻮﺍﺋﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺇﺿﻼﻟﻬﻢ ﻋﻦ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ .
ﺃﻻ ﺇﻥ ﺧﺴﺮﺍﻥ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻴﻦ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻭﺃﻫﻠﻴﻬﻢ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻫﻮ ﺍﻟﺨﺴﺮﺍﻥ ﺍﻟﺒﻴﻦ ﺍﻟﻮﺍﺿﺢ .
" ﻟﻬﻢ ﻣﻦ ﻓﻮﻗﻬﻢ ﻇﻠﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻭﻣﻦ ﺗﺤﺘﻬﻢ ﻇﻠﻞ ﺫﻟﻚ ﻳﺨﻮﻑ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻪ ﻋﺒﺎﺩﻩ ﻳﺎ ﻋﺒﺎﺩ ﻓﺎﺗﻘﻮﻥ "
ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﺨﺎﺳﺮﻭﻥ ﻟﻬﻢ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﺟﻬﻨﻢ ﻣﻦ ﻓﻮﻗﻬﻢ ﻗﻄﻊ ﻋﺬﺍﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻛﻬﻴﺌﺔ ﺍﻟﻈﻠﻞ ﺍﻟﻤﺒﻨﻴﺔ , ﻭﻣﻦ ﺗﺤﺘﻬﻢ ﻛﺬﻟﻚ .
ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﺍﻟﻤﻮﺻﻮﻑ ﻳﺨﻮﻑ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻪ ﻋﺒﺎﺩﻩ ; ﻟﻴﺤﺬﺭﻭﻩ ﻳﺎ ﻋﺒﺎﺩ ﻓﺎﺗﻘﻮﻧﻲ ﺑﺎﻣﺘﺜﺎﻝ ﺃﻭﺍﻣﺮﻱ ﻭﺍﺟﺘﻨﺎﺏ ﻣﻌﺎﺻﻲ .
" ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﺟﺘﻨﺒﻮﺍ ﺍﻟﻄﺎﻏﻮﺕ ﺃﻥ ﻳﻌﺒﺪﻭﻫﺎ ﻭﺃﻧﺎﺑﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻬﻢ ﺍﻟﺒﺸﺮﻯ ﻓﺒﺸﺮ ﻋﺒﺎﺩﻱ "
ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﺟﺘﻨﺒﻮﺍ ﻃﺎﻋﺔ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻭﻋﺒﺎﺩﺓ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻠﻪ , ﻭﺗﺎﺑﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻌﺒﺎﺩﺗﻪ ﻭﺇﺧﻼﺹ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻟﻪ , ﻟﻬﻢ ﺍﻟﺒﺸﺮﻯ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺑﺎﻟﺜﻨﺎﺀ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﻭﺍﻟﺘﻮﻓﻴﻖ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ , ﻭﻓﻲ ﺍﻵﺧﺮﺓ ﺭﺿﻮﺍﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﻟﻨﻌﻴﻢ ﺍﻟﺪﺍﺋﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﺔ .
ﻓﺒﺸﺮ - ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ - ﻋﺒﺎﺩﻱ
" ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺴﺘﻤﻌﻮﻥ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﻓﻴﺘﺒﻌﻮﻥ ﺃﺣﺴﻨﻪ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻫﺪﺍﻫﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺃﻭﻟﺌﻚ ﻫﻢ ﺃﻭﻟﻮ ﺍﻷﻟﺒﺎﺏ "
ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺴﺘﻤﻌﻮﻥ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﻓﻴﺘﺒﻌﻮﻥ ﺃﺭﺷﺪﻩ .
ﻭﺃﺣﺴﻦ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻭﺃﺭﺷﺪﻩ ﻛﻼﻡ ﺍﻟﻠﻪ ﺛﻢ ﻛﻼﻡ ﺭﺳﻮﻟﻪ .
ﺃﻭﻟﺌﻚ ﻫﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻭﻓﻘﻬﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻠﺮﺷﺎﺩ ﻭﺍﻟﺴﺪﺍﺩ , ﻭﻫﺪﺍﻫﻢ ﻷﺣﺴﻦ ﺍﻷﺧﻼﻕ ﻭﺍﻷﻋﻤﺎﻝ , ﻭﺃﻭﻟﺌﻚ ﻫﻢ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻌﻘﻮﻝ ﺍﻟﺴﻠﻴﻤﺔ .
" ﺃﻓﻤﻦ ﺣﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﻛﻠﻤﺔ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﺃﻓﺄﻧﺖ ﺗﻨﻘﺬ ﻣﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﺭ "
ﺃﻓﻤﻦ ﻭﺟﺒﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻛﻠﻤﺔ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ , ﺑﺎﺳﺘﻤﺮﺍﺭﻩ ﻋﻠﻰ ﻏﻴﻪ ﻭﻋﻨﺎﺩﻩ , ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﺣﻴﻠﺔ ﻟﻚ - ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ - ﻓﻲ ﻫﺪﺍﻳﺘﻪ , ﺃﻓﺘﻘﺪﺭ ﺃﻥ ﺗﻨﻘﺬ ﻣﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﺭ؟ ﻟﺴﺖ ﺑﻘﺎﺩﺭ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ .
" ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﺗﻘﻮﺍ ﺭﺑﻬﻢ ﻟﻬﻢ ﻏﺮﻑ ﻣﻦ ﻓﻮﻗﻬﺎ ﻏﺮﻑ ﻣﺒﻨﻴﺔ ﺗﺠﺮﻱ ﻣﻦ ﺗﺤﺘﻬﺎ ﺍﻷﻧﻬﺎﺭ ﻭﻋﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻻ ﻳﺨﻠﻒ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻤﻴﻌﺎﺩ "
ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﺗﻘﻮﺍ ﺭﺑﻬﻢ - ﺑﻄﺎﻋﺘﻪ ﻭﺇﺧﻼﺹ ﻋﺒﺎﺩﺗﻪ - ﻟﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻏﺮﻑ ﻣﺒﻨﻴﺔ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻓﻮﻕ ﺑﻌﺾ , ﺗﺠﺮﻱ ﻣﻦ ﺗﺤﺖ ﺃﺷﺠﺎﺭﻫﺎ ﺍﻷﻧﻬﺎﺭ , ﻭﻋﺪﻫﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺒﺎﺩﻩ ﺍﻟﻤﺘﻘﻴﻦ ﻭﻋﺪﺍ ﻣﺘﺤﻘﻘﺎ , ﻻ ﻳﺨﻠﻒ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻤﻴﻌﺎﺩ
" ﺃﻟﻢ ﺗﺮ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻧﺰﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻣﺎﺀ ﻓﺴﻠﻜﻪ ﻳﻨﺎﺑﻴﻊ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﺛﻢ ﻳﺨﺮﺝ ﺑﻪ ﺯﺭﻋﺎ ﻣﺨﺘﻠﻔﺎ ﺃﻟﻮﺍﻧﻪ ﺛﻢ ﻳﻬﻴﺞ ﻓﺘﺮﺍﻩ ﻣﺼﻔﺮﺍ ﺛﻢ ﻳﺠﻌﻠﻪ ﺣﻄﺎﻣﺎ ﺇﻥ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻟﺬﻛﺮﻯ ﻷﻭﻟﻲ ﺍﻷﻟﺒﺎﺏ "
ﺃﻟﻢ ﺗﺮ - ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ - ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻧﺰﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺤﺎﺏ ﻣﻄﺮﺍ ﻓﺄﺩﺧﻠﻪ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ , ﻭﺟﻌﻠﻪ ﻋﻴﻮﻧﺎ ﻧﺎﺑﻌﺔ ﻭﻣﻴﺎﻫﺎ ﺟﺎﺭﻳﺔ , ﺛﻢ ﻳﺨﺮﺝ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﺯﺭﻋﺎ ﻣﺨﺘﻠﻔﺎ ﺃﻟﻮﺍﻧﻪ ﻭﺃﻧﻮﺍﻋﻪ , ﺛﻢ ﻳﻴﺒﺲ ﺑﻌﺪ ﺧﻀﺮﺗﻪ ﻭﻧﻀﺎﺭﺗﻪ , ﻓﺘﺮﺍﻩ ﻣﺼﻔﺮﺍ ﺃﻟﻮﻧﻪ , ﺛﻢ ﻳﺠﻌﻠﻪ ﺣﻄﺎﻣﺎ ﻣﺘﻜﺴﺮﺍ ﻣﺘﻔﺘﺘﺎ؟ ﺇﻥ ﻓﻲ ﻓﻌﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﺫﻟﻚ ﻟﺬﻛﺮﻯ ﻭﻣﻮﻋﻈﺔ ﻷﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻌﻘﻮﻝ ﺍﻟﺴﻠﻴﻤﺔ .
" ﺃﻓﻤﻦ ﺷﺮﺡ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﺪﺭﻩ ﻟﻺﺳﻼﻡ ﻓﻬﻮ ﻋﻠﻰ ﻧﻮﺭ ﻣﻦ ﺭﺑﻪ ﻓﻮﻳﻞ ﻟﻠﻘﺎﺳﻴﺔ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ﻣﻦ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﻓﻲ ﺿﻼﻝ ﻣﺒﻴﻦ "
ﺃﻓﻤﻦ ﻭﺳﻊ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﺪﺭﻩ , ﻓﺴﻌﺪ ﺑﻘﺒﻮﻝ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﺍﻻﻧﻘﻴﺎﺩ ﻟﻪ ﻭﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺑﻪ , ﻓﻬﻮ ﻋﻠﻰ ﺑﺼﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺃﻣﺮﻩ ﻭﻫﺪﻯ ﻣﻦ ﺭﺑﻪ , ﻛﻤﻦ ﻟﻴﺲ ﻛﺬﻟﻚ؟ ﻻ ﻳﺴﺘﻮﻭﻥ .
ﻓﻮﻳﻞ ﻭﻫﻼﻙ ﻟﻠﺬﻳﻦ ﻗﺴﺖ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ , ﻭﺃﻋﺮﺿﺖ ﻋﻦ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻠﻪ , ﺃﻭﻟﺌﻚ ﻓﻲ ﺿﻼﻝ ﺑﻴﻦ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﻖ .
" ﺍﻟﻠﻪ ﻧﺰﻝ ﺃﺣﺴﻦ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻛﺘﺎﺑﺎ ﻣﺘﺸﺎﺑﻬﺎ ﻣﺜﺎﻧﻲ ﺗﻘﺸﻌﺮ ﻣﻨﻪ ﺟﻠﻮﺩ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺨﺸﻮﻥ ﺭﺑﻬﻢ ﺛﻢ ﺗﻠﻴﻦ ﺟﻠﻮﺩﻫﻢ ﻭﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺫﻟﻚ ﻫﺪﻯ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﻬﺪﻱ ﺑﻪ ﻣﻦ ﻳﺸﺎﺀ ﻭﻣﻦ ﻳﻀﻠﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻤﺎ ﻟﻪ ﻣﻦ ﻫﺎﺩ "
ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﺰﻝ ﺃﺣﺴﻦ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ , ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ , ﻣﺘﺸﺎﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﺴﻨﻪ ﻭﺇﺣﻜﺎﻣﻪ ﻭﻋﺪﻡ ﺍﺧﺘﻼﻓﻪ , ﺗﺜﻨﻰ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻘﺼﺺ ﻭﺍﻷﺣﻜﺎﻡ , ﻭﺍﻟﺤﺠﺞ ﻭﺍﻟﺒﻴﻨﺎﺕ , ﺗﻘﺸﻌﺮ ﻣﻦ ﺳﻤﺎﻋﻪ , ﻭﺗﻀﻄﺮﺏ ﺟﻠﻮﺩ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺨﺎﻓﻮﻥ ﺭﺑﻬﻢ؟ ﺗﺄﺋﺮﺍ ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﺗﺮﻫﻴﺐ ﻭﻭﻋﻴﺪ , ﺛﻢ ﺗﻠﻴﻦ ﺟﻠﻮﺩﻫﻢ ﻭﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ; ﺍﺳﺘﺒﺸﺎﺭﺍ ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﻭﻋﺪ ﻭﺗﺮﻏﻴﺐ , ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺘﺄﺛﺮ ﺑﺎﻟﻘﺮﺁﻥ ﻫﺪﺍﻳﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻌﺒﺎﺩﻩ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻳﻬﺪﻱ ﺑﺎﻟﻘﺮﺁﻥ ﻣﻦ ﻳﺸﺎﺀ ﻣﻦ ﻋﺒﺎﺩﻩ .
ﻭﻣﻦ ﻳﻀﻠﻠﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻦ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ , ﻟﻜﻔﺮ .
ﻭﻋﻨﺎﺩﻩ , ﻓﻤﺎ ﻟﻪ ﻣﻦ ﻫﺎﺩ ﻳﻬﺪﻳﻪ ﻭﻳﻮﻓﻘﻪ
" ﺃﻓﻤﻦ ﻳﺘﻘﻲ ﺑﻮﺟﻬﻪ ﺳﻮﺀ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻭﻗﻴﻞ ﻟﻠﻈﺎﻟﻤﻴﻦ ﺫﻭﻗﻮﺍ ﻣﺎ ﻛﻨﺘﻢ ﺗﻜﺴﺒﻮﻥ "
ﺃﻓﻤﻦ ﻳﻠﻘﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻣﻐﻠﻮﻻ - ﻓﻼ ﺑﺘﻬﻴﺄ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻳﺘﻘﻲ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺇﻻ ﺑﻮﺟﻬﻪ؟ ﻟﻜﻔﺮﻩ ﻭﺿﻼﻟﻪ - ﺧﻴﺮ ﺃﻡ ﻣﻦ ﻳﻨﻌﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﺔ؟ ﻷﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻫﺪﺍﻩ؟ ﻭﻗﻴﻞ ﻳﻮﻣﺌﺬ ﻟﻠﻈﺎﻟﻤﻴﻦ : ﺫﻭﻗﻮﺍ ﻭﺑﺎﻝ ﻣﺎ ﻛﻨﺘﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺗﻜﺴﺒﻮﻥ ﻣﻦ ﻣﻌﺎﺻﻲ ﺍﻟﻠﻪ .
" ﻛﺬﺏ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻬﻢ ﻓﺄﺗﺎﻫﻢ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻻ ﻳﺸﻌﺮﻭﻥ "
ﻛﺬﺏ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻗﻮﻣﻚ - ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ - ﺭﺳﻠﻬﻢ , ﻓﺠﺎﺀﻫﻢ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻻ ﻳﺸﻌﺮﻭﻥ ﺑﻤﺠﻴﺌﻪ ,
" ﻓﺄﺫﺍﻗﻬﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺨﺰﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﻟﻌﺬﺍﺏ ﺍﻵﺧﺮﺓ ﺃﻛﺒﺮ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ "
ﻓﺄﺫﺍﻕ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻟﻤﻜﺬﺑﺔ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ , ﺍﻟﻬﻮﺍﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ , ﻭﺃﻋﺪ ﻟﻬﻢ ﻋﺬﺍﺑﺎ ﺃﺷﺪ ﻭﺃﺷﻖ ﻓﻲ ﺍﻷﺧﺮﺓ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻮﻥ ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ ﺃﻥ ﻣﺎ ﺣﻞ ﺑﻬﻢ , ﺑﺴﺐ ﻛﻔﺮﻫﻢ ﻭﺗﻜﺬﻳﺒﻬﻢ ﻻﺗﻌﻈﻮﺍ .
" ﻭﻟﻘﺪ ﺿﺮﺑﻨﺎ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻣﺜﻞ ﻟﻌﻠﻬﻢ ﻳﺘﺬﻛﺮﻭﻥ "
ﻭﻟﻘﺪ ﺿﺮﺑﻨﺎ ﻟﻬﺆﻻﺀ ﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻴﻦ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻣﺜﻞ ﻣﻦ ﺃﻣﺜﺎﻝ ﺍﻟﻘﺮﻭﻥ ﺍﻟﺨﺎﻟﻴﺔ ﺗﺨﻮﻳﻔﺎ ﻭﺗﺤﺬﻳﺮﺍ ; ﻟﻴﺘﺬﻛﺮﻭﺍ ﻓﻴﻨﺰﺟﺮﻭﺍ ﻋﻤﺎ ﻫﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻘﻴﻤﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﺑﺎﻟﻠﻪ .
" ﻗﺮﺁﻧﺎ ﻋﺮﺑﻴﺎ ﻏﻴﺮ ﺫﻱ ﻋﻮﺝ ﻟﻌﻠﻬﻢ ﻳﺘﻘﻮﻥ "
ﻭﺟﻌﻠﻨﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻋﺮﺑﻴﺎ ﻭﺍﺿﺢ ﺍﻷﻟﻔﺎﻅ ﺳﻬﻞ ﺍﻟﻤﻌﺎﻧﻲ , ﻻ ﻟﺒﺲ ﻓﻴﻪ ﻭﻻ ﺍﻧﺤﺮﺍﻑ ; ﻟﻌﻠﻬﻢ ﻳﺘﻘﻮﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺎﻣﺘﺜﺎﻝ ﺃﻭﺍﻣﺮﻩ ﻭﺍﺟﺘﻨﺎﺏ ﻧﻮﺍﻫﻴﻪ .
" ﺿﺮﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺜﻼ ﺭﺟﻼ ﻓﻴﻪ ﺷﺮﻛﺎﺀ ﻣﺘﺸﺎﻛﺴﻮﻥ ﻭﺭﺟﻼ ﺳﻠﻤﺎ ﻟﺮﺟﻞ ﻫﻞ ﻳﺴﺘﻮﻳﺎﻥ ﻣﺜﻼ ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺑﻞ ﺃﻛﺜﺮﻫﻢ ﻻ ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ "
ﺿﺮﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺜﻼ ﻋﺒﺪﺍ ﻣﻤﻠﻮﻛﺎ ﻟﺸﺮﻛﺎﺀ ﻣﺘﻨﺎﺯﻋﻴﻦ , ﻓﻬﻮ ﺣﻴﺮﺍﻥ ﻓﻲ ﺇﺭﺿﺎﺋﻬﻢ , ﻭﻋﺪﺍ ﺧﺎﻟﺼﺎ ﻟﻤﺎﻟﻚ ﻭﺍﺣﺪ ﻳﻌﺮﻑ ﻣﺮﺍﺩﻩ ﻭﻣﺎ ﻳﺮﺿﻴﻪ , ﻫﻞ ﻳﺴﺘﻮﻳﺎﻥ , ﻣﺜﻼ؟ ﻻ ﻳﺴﺘﻮﻳﺎﻥ , ﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﻤﺸﺮﻙ ﻫﻮ ﻓﻲ ﺣﻴﺮﺓ ﻭﺷﻚ , ﻭﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﻓﻲ ﺭﺍﺣﺔ ﻭﺍﻃﻤﺌﻨﺎﻥ .
ﻓﺎﻟﺜﻨﺎﺀ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ ﺍﻟﺘﺎﻡ ﻟﻠﻪ ﻭﺣﺪﻩ , ﺑﻞ ﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻮﻥ ﻻ ﻳﺤﻠﻤﻮﻥ ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻴﺘﺒﻌﻮﻧﻪ .
" ﺇﻧﻚ ﻣﻴﺖ ﻭﺇﻧﻬﻢ ﻣﻴﺘﻮﻥ "
ﺇﻧﻚ - ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ - ﻣﻴﺖ ﻭﺇﻧﻬﻢ ﻣﻴﺘﻮﻥ ,
" ﺛﻢ ﺇﻧﻜﻢ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻋﻨﺪ ﺭﺑﻜﻢ ﺗﺨﺘﺼﻤﻮﻥ "
ﺛﻢ ﺇﻧﻜﻢ ﺟﻤﻴﻌﺎ - ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ , ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻋﻨﺪ ﺭﺑﻜﻢ ﺗﺘﻨﺎﺯﻋﻮﻥ , ﻓﻴﺤﻜﻢ ﺑﻴﻨﻜﻢ ﺑﺎﻟﻌﺪﻝ ﻭﺍﻹﻧﺼﺎﻑ .
" ﻓﻤﻦ ﺃﻇﻠﻢ ﻣﻤﻦ ﻛﺬﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻛﺬﺏ ﺑﺎﻟﺼﺪﻕ ﺇﺫ ﺟﺎﺀﻩ ﺃﻟﻴﺲ ﻓﻲ ﺟﻬﻨﻢ ﻣﺜﻮﻯ ﻟﻠﻜﺎﻓﺮﻳﻦ "
ﻻ ﺃﺣﺪ ﺃﻇﻠﻢ ﻣﻤﻦ ﺍﻓﺘﺮﻯ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻜﺬﺏ : ﺑﺄﻥ ﻧﺴﺐ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﺎ ﻻ ﻳﻠﻴﻖ ﺑﻪ ﻛﺎﻟﺸﺮﻳﻚ ﻭﺍﻟﻮﻟﺪ , ﺃﻭ ﻗﺎﻝ : ﺃﻭﺣﻲ ﺇﻟﻲ , ﻭﻟﻢ ﻳﻮﺡ ﺇﻟﻴﻪ ﺷﻲﺀ , ﻭﻻ ﺃﺣﺪ ﺃﻇﻠﻢ ﻣﻤﻦ ﻛﺬﺏ ﺑﺎﻟﺤﻖ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﺰﻝ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﻤﺪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ .
ﺃﻟﻴﺲ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻣﺄﻭﻯ ﻭﻣﺴﻜﻦ ﻟﻤﻦ ﻛﻔﺮ ﺑﺎﻟﻠﻪ , ﻭﻟﻢ ﻳﺼﺪﻕ ﻣﺤﻤﺪﺍ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ؟ ﺑﻠﻰ .
" ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺟﺎﺀ ﺑﺎﻟﺼﺪﻕ ﻭﺻﺪﻕ ﺑﻪ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﻫﻢ ﺍﻟﻤﺘﻘﻮﻥ "
ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺟﺎﺀ ﺑﺎﻟﺼﺪﻕ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ ﻭﻋﻤﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭﺃﺗﺒﺎﻋﻬﻢ , ﻭﺻﺪﻕ ﺑﻪ ﺇﻳﻤﺎﻧﺎ ﻭﻋﻤﻼ , ﺃﻭﻟﺌﻚ ﻫﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺟﻤﻌﻮﺍ ﺧﺼﺎﻝ ﺍﻟﺘﻘﻮﻯ , ﻭﻓﻲ ﻣﻘﺪﻣﺔ ﻫﺆﻻﺀ ﺧﺎﺗﻢ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭﺍﻟﻤﺮﺳﻠﻴﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻮﻥ ﺑﻪ , ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﻮﻥ ﺑﺸﺮﻳﻌﺘﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ , ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻢ , ﻓﻤﻦ ﺑﻌﺪﻫﻢ ﺇﻟﻰ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ .
" ﻟﻬﻢ ﻣﺎ ﻳﺸﺎﺀﻭﻥ ﻋﻨﺪ ﺭﺑﻬﻢ ﺫﻟﻚ ﺟﺰﺍﺀ ﺍﻟﻤﺤﺴﻨﻴﻦ "
ﻟﻬﻢ ﻣﺎ ﻳﺸﺎﺅﻭﻥ ﻋﻨﺪ ﺭﺑﻬﻢ ﻣﻦ ﺃﺻﻨﺎﻑ ﺍﻟﻠﺬﺍﺕ , ﺍﻟﻤﺸﺘﻬﻴﺎﺕ؟ ﺫﻟﻚ ﺟﺰﺍﺀ ﻣﻦ ﺃﻃﺎﻉ ﺭﺑﻪ ﺣﻖ ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ , ﻭﻋﺒﺪﻩ ﺣﻖ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ .
" ﻟﻴﻜﻔﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻢ ﺃﺳﻮﺃ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﻤﻠﻮﺍ ﻭﻳﺠﺰﻳﻬﻢ ﺃﺟﺮﻫﻢ ﺑﺄﺣﺴﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻌﻤﻠﻮﻥ "
ﻟﻴﻜﻔﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻢ ﺃﺳﻮﺃ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﻤﻠﻮﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻣﻦ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ؟ ﺑﺴﺒﺐ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺗﻮﺑﺔ ﻭﺇﻧﺎﺑﺔ ﻣﻤﺎ ﺍﺟﺘﺮﺣﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻴﺌﺎﺕ ﻓﻴﻬﺎ , ﻭﻳﺜﻴﺒﻬﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻃﺎﻋﺘﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺑﺄﺣﺴﻦ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻌﻤﻠﻮﻥ , ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺠﻨﺔ .
" ﺃﻟﻴﺲ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻜﺎﻑ ﻋﺒﺪﻩ ﻭﻳﺨﻮﻓﻮﻧﻚ ﺑﺎﻟﺬﻳﻦ ﻣﻦ ﺩﻭﻧﻪ ﻭﻣﻦ ﻳﻀﻠﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻤﺎ ﻟﻪ ﻣﻦ ﻫﺎﺩ "
ﺃﻟﻴﺲ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻜﺎﻑ ﻋﺒﺪﻩ ﻣﺤﻤﺪﺍ ﻭﻋﻴﺪ ﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻴﻦ ﻭﻛﻴﺪﻫﻢ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﻨﺎﻟﻮﻩ ﺑﺴﻮﺀ؟ ﺑﻠﻰ ﺇﻧﻪ ﺳﻴﻜﻔﻴﻪ ﻓﻲ ﺃﻣﺮ ﺩﻳﻨﻪ ﻭﺩﻧﻴﺎﻩ , ﻭﻳﺪﻓﻊ ﻋﻨﻪ ﻣﻦ ﺃﺭﺍﺩﻩ ﺑﺴﻮﺀ , ﻭﻳﺨﻮﻓﻮﻧﻚ - ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ - ﺑﺂﻟﻬﺘﻬﻢ ﺍﻟﺘﻲ ﺯﻋﻤﻮﺍ ﺃﻧﻬﺎ ﺳﺘﺆﺫﻳﻚ .
ﻭﻣﻦ ﻳﺨﺬﻟﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻴﻀﻠﻪ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺤﻖ , ﻓﻤﺎ ﻟﻪ ﻣﻦ ﻫﺎﺩ ﻳﻬﺪﻳﻪ ﺇﻟﻴﻪ .
" ﻭﻣﻦ ﻳﻬﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻤﺎ ﻟﻪ ﻣﻦ ﻣﻀﻞ ﺃﻟﻴﺲ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻌﺰﻳﺰ ﺫﻱ ﺍﻧﺘﻘﺎﻡ "
ﻭﻣﻦ ﻳﻮﻓﻘﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻺﻳﻤﺎﻥ ﺑﻪ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﻜﺘﺎﺑﻪ ﻭﺍﺗﺒﺎﻉ ﺭﺳﻮﻟﻪ ﻓﻤﺎ ﻟﻪ ﻣﻦ ﻣﻀﻞ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﻖ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻟﻴﺲ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻌﺰﻳﺰ ﻓﻲ ﺍﻧﺘﻘﺎﻣﻪ ﻣﻦ ﻛﻔﺮﺓ ﺧﻠﻘﻪ , ﻭﻣﻤﻦ ﻋﺼﺎﻩ؟
" ﻭﻟﺌﻦ ﺳﺄﻟﺘﻬﻢ ﻣﻦ ﺧﻠﻖ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕ ﻭﺍﻷﺭﺽ ﻟﻴﻘﻮﻟﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻗﻞ ﺃﻓﺮﺃﻳﺘﻢ ﻣﺎ ﺗﺪﻋﻮﻥ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻥ ﺃﺭﺍﺩﻧﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻀﺮ ﻫﻞ ﻫﻦ ﻛﺎﺷﻔﺎﺕ ﺿﺮﻩ ﺃﻭ ﺃﺭﺍﺩﻧﻲ ﺑﺮﺣﻤﺔ ﻫﻞ ﻫﻦ ﻣﻤﺴﻜﺎﺕ ﺭﺣﻤﺘﻪ ﻗﻞ ﺣﺴﺒﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻳﺘﻮﻛﻞ ﺍﻟﻤﺘﻮﻛﻠﻮﻥ "
ﻭﻟﺌﻦ ﺳﺄﻟﺖ - ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ - ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﺒﺪﻭﻥ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻠﻪ : ﻣﻦ ﺧﻠﻖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻤﻮﺍﺕ ﻭﺍﻷﺭﺽ؟ ﻟﻴﻘﻮﻟﻦ : ﺧﻠﻘﻬﻦ ﺍﻟﻠﻪ , ﻓﻬﻢ ﻳﻘﺮﻭﻥ ﺑﺎﻟﺨﺎﻟﻖ .
ﻗﻞ ﻟﻬﻢ , ﻫﻞ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻟﻬﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺸﺮﻛﻮﻧﻬﺎ ﻣﻊ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﺗﺒﻌﺪ ﻋﻨﻲ ﺃﺫﻯ ﻗﺪﺭﻩ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻲ , ﺃﻭ ﺗﺰﻳﻞ ﻣﻜﺮﻭﻫﺎ ﻟﺤﻖ ﺑﻲ؟ ﻭﻫﻞ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﺗﻤﻨﻊ ﻧﻔﻌﺎ ﻳﺴﺮﻩ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻲ , ﺃﻭ ﺗﺤﺒﺲ ﺭﺣﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻲ؟ ﺇﻧﻬﻢ ﺳﻴﻘﻮﻟﻮﻥ : ﻻ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺫﻟﻚ .
ﻗﻞ ﻟﻬﻢ : ﺣﺴﺒﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺳﻴﻜﻔﻴﻨﻲ , ﻛﻞ ﻣﺎ ﺃﻫﻤﻨﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﺍﻟﻤﻌﺘﻤﺪﻭﻥ ﻓﻲ ﺟﻠﺐ ﻣﺼﺎﻟﺤﻬﻢ ﻭﺩﻓﻊ ﻣﻀﺎﺭﻫﻢ , ﻓﺎﻟﺬﻱ ﺑﻴﺪﻩ ﻭﺣﺪﻩ ﺍﻟﻜﻔﺎﻳﺔ ﻫﻮ ﺣﺒﻲ , ﺭﻳﻜﻔﻴﻨﻲ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺃﻣﺸﻲ .
" ﻗﻞ ﻳﺎ ﻗﻮﻡ ﺍﻋﻤﻠﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﻣﻜﺎﻧﺘﻜﻢ ﺇﻧﻲ ﻋﺎﻣﻞ ﻓﺴﻮﻑ ﺗﻌﻠﻤﻮﻥ "
ﻓﻞ - ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ - ﻟﻘﻮﻣﻚ ﺍﻟﻤﻌﺎﻧﺪﻳﻦ : ﺍﻋﻤﻠﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﺘﻜﻢ ﺍﻟﺘﻲ ﺭﺿﻴﺘﻤﻮﻫﺎ ﻷﻧﻔﺴﻜﻢ , ﺣﻴﺚ ﻋﺒﺪﺗﻢ ﻣﻦ ﻻ ﻳﺴﺘﺤﻖ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ , ﻭﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﺮ ﺷﻲﺀ , ﺇﻧﻲ ﻋﺎﻣﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺃﻣﺮﺕ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻮﺟﻪ ﻟﻠﻪ ﻭﺣﺪﻩ ﻓﻲ ﺃﻗﻮﺍﻟﻲ ﻭﺃﻓﻌﺎﻟﻲ ,
" ﻣﻦ ﻳﺄﺗﻴﻪ ﻋﺬﺍﺏ ﻳﺨﺰﻳﻪ ﻭﻳﺤﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﺬﺍﺏ ﻣﻘﻴﻢ "
ﻓﺴﻮﻑ ﺗﻌﻠﻤﻮﻥ ﻣﻦ ﻳﺄﺗﻴﻪ ﻋﺬﺍﺏ ﻳﻬﻴﻨﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ , ﻭﻳﺤﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﺍﻵﺧﺮﺓ ﻋﺬﺍﺏ ﺩﺍﺋﻢ؟ ﻻ ﻳﺤﻮﻝ ﻋﻨﻪ ﻭﻻ ﻳﺰﻭﻝ .
" ﺇﻧﺎ ﺃﻧﺰﻟﻨﺎ ﻋﻠﻴﻚ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﺑﺎﻟﺤﻖ ﻓﻤﻦ ﺍﻫﺘﺪﻯ ﻓﻠﻨﻔﺴﻪ ﻭﻣﻦ ﺿﻞ ﻓﺈﻧﻤﺎ ﻳﻀﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﻣﺎ ﺃﻧﺖ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺑﻮﻛﻴﻞ "
ﺇﻧﺎ ﺃﻧﺰﻟﻨﺎ ﻋﻠﻴﻚ - ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ - ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺑﺎﻟﺤﻖ ﻫﺪﺍﻳﺔ ﻟﻠﻌﺎﻟﻤﻴﻦ , ﺇﻟﻰ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺮﺷﺎﺩ , ﻓﻤﻦ ﺍﻫﺘﺪﻯ ﺑﻨﻮﺭﻩ , ﻭﻋﻤﻞ ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻪ , ﻭﺍﺳﺘﻘﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﻬﺠﻪ , ﻓﻨﻔﻊ ﺫﻟﻚ ﻳﻌﻮﺩ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻪ , ﻭﻣﻦ ﺿﻞ ﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﺗﺒﻴﻦ ﻟﻪ ﺍﻟﻬﺪﻯ , ﻓﺈﻧﻤﺎ ﻳﻌﻮﺩ ﺿﺮﺭﻩ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻪ , ﻭﻟﻦ ﻳﻀﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺷﻴﺌﺎ , ﻭﻣﺎ ﺃﻧﺖ - ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ - ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺑﻮﻛﻴﻞ ﺗﺤﻔﻆ ﺃﻋﻤﺎﻟﻬﻢ , ﻭﺗﺤﺎﺳﺒﻬﻢ ﻋﻠﻴﻬﺎ , ﻭﺗﺠﺒﺮﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺗﺸﺎﺀ , ﻣﺎ ﻋﻠﻴﻚ ﺇﻻ ﺍﻟﺒﻼﻍ .
" ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺘﻮﻓﻰ ﺍﻷﻧﻔﺲ ﺣﻴﻦ ﻣﻮﺗﻬﺎ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗﻤﺖ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻣﻬﺎ ﻓﻴﻤﺴﻚ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﻀﻰ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻭﻳﺮﺳﻞ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﺇﻟﻰ ﺃﺟﻞ ﻣﺴﻤﻰ ﺇﻥ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻵﻳﺎﺕ ﻟﻘﻮﻡ ﻳﺘﻔﻜﺮﻭﻥ "
ﺍﻟﻠﻪ - ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ - ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﺒﺾ ﺍﻷﻧﻔﺲ ﺣﻴﻦ ﻣﻮﺗﻬﺎ , ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﻮﻓﺎﺓ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ , ﻭﻓﺎﺓ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﺑﺎﻧﻘﻀﺎﺀ ﺍﻷﺟﻞ , ﻭﻳﻘﺒﺾ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗﻤﺖ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻣﻬﺎ , ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻤﻮﺗﺔ ﺍﻟﺼﻐﺮﻯ , ﻓﻴﺤﺒﺲ ﻣﻦ ﻫﺎﺗﻴﻦ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﻦ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﻀﻰ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﻮﺕ , ﻭﻫﻲ ﻧﻔﺲ ﻣﻦ ﻣﺎﺕ , ﻭﻳﺮﺳﻞ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﺇﻟﻰ ﺍﺳﺘﻜﻤﺎﻝ ﺃﺟﻠﻬﺎ ﻭﺭﺯﻗﻬﺎ , ﻭﺫﻟﻚ ﺑﺈﻋﺎﺩﺗﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺟﺴﻢ ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ , ﺇﻥ ﻓﻲ ﻗﺒﺾ ﺍﻟﻠﻪ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﻴﺖ ﻭﺍﻟﻨﺎﺋﻢ ﻭﺇﺭﺳﺎﻟﻪ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻨﺎﺋﻢ , ﻭﺣﺒﺴﻪ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﻴﺖ ﻟﺪﻻﺋﻞ ﻭﺍﺿﺤﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﺪﺭﺓ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻤﻦ ﺗﻔﻜﺮ ﻭﺗﺪﺑﺮ .
" ﺃﻡ ﺍﺗﺨﺬﻭﺍ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺷﻔﻌﺎﺀ ﻗﻞ ﺃﻭﻟﻮ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻻ ﻳﻤﻠﻜﻮﻥ ﺷﻴﺌﺎ ﻭﻻ ﻳﻌﻘﻠﻮﻥ "
ﺃﻡ ﺍﺗﺨﺬ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻮﻥ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺩﻭﻧﻪ ﺁﻟﻬﺘﻬﻢ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻌﺒﺪﻭﻧﻬﺎ ﺷﻔﻌﺎﺀ , ﺗﺸﻔﻊ ﻟﻬﻢ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺎﺗﻬﻢ؟ ﻗﻞ - ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ - ﻟﻬﻢ : ﺍﺗﺘﺨﺬﻭﻧﻬﺎ ﺷﻔﻌﺎﺀ ﻛﻤﺎ ﺗﺰﻋﻤﻮﻥ , ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻵﻟﻬﺔ ﻻ ﺗﻤﻠﻚ ﺷﻴﺌﺎ , ﻭﻻ ﺗﻌﻘﻞ ﻋﺒﺎﺩﺗﻬﻢ ﻟﻬﺎ؟
" ﻗﻞ ﻟﻠﻪ ﺍﻟﺸﻔﺎﻋﺔ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﻟﻪ ﻣﻠﻚ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕ ﻭﺍﻷﺭﺽ ﺛﻢ ﺇﻟﻴﻪ ﺗﺮﺟﻌﻮﻥ "
ﻗﻞ - ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ - ﻟﻬﺆﻻﺀ ﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻴﻦ : ﻟﻠﻪ ﺍﻟﺸﻔﺎﻋﺔ ﺟﻤﻴﻌﺎ , ﻟﻪ ﻣﻠﻚ ﺍﻟﺴﻤﻮﺍﺕ ﻭﺍﻷﺭﺽ ﻭﻣﺎ ﻓﻴﻬﻤﺎ , ﻓﺎﻷﻣﺮ ﻛﻠﻪ ﻟﻠﻪ ﻭﺣﺪﻩ , ﻭﻻ ﻳﺸﻔﻊ ﺃﺣﺪ ﻋﻨﺪﻩ ﺇﻻ ﺑﺈﺫﻧﻪ , ﻓﻬﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻤﻠﻚ ﺍﻟﺴﻤﻮﺍﺕ ﻭﺍﻷﺭﺽ ﻭﻳﺘﺼﺮﻑ ﻓﻴﻬﻤﺎ , ﻓﺎﻟﻮﺍﺟﺐ ﺃﻥ ﺗﻄﻠﺐ ﺍﻟﺸﻔﺎﻋﺔ ﻣﻤﻦ ﻳﻤﻠﻜﻬﺎ , ﻭﺃﻥ ﺗﺨﻠﺺ ﻟﻪ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ , ﻭﻻ ﺗﻄﻠﺐ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻟﻬﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﻀﺮ ﻭﻻ ﺗﻨﻔﻊ , ﺛﻢ ﺇﻟﻴﻪ ﺗﺮﺟﻌﻮﻥ ﺑﻌﺪ ﻣﻤﺎﺗﻜﻢ ﻟﻠﺤﺴﺎﺏ ﻭﺍﻟﺠﺰﺍﺀ .
" ﻭﺇﺫﺍ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺣﺪﻩ ﺍﺷﻤﺄﺯﺕ ﻗﻠﻮﺏ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﺆﻣﻨﻮﻥ ﺑﺎﻵﺧﺮﺓ ﻭﺇﺫﺍ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻣﻦ ﺩﻭﻧﻪ ﺇﺫﺍ ﻫﻢ ﻳﺴﺘﺒﺸﺮﻭﻥ "
ﻭﺇﺫﺍ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺣﺪﻩ ﻧﻔﺮﺕ ﻗﻠﻮﺏ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﺆﻣﻨﻮﻥ ﺑﺎﻟﻤﻌﺎﺩ ﻭﺍﻟﺒﻌﺚ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻤﻤﺎﺕ , ﻭﺇﺫﺍ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻣﻦ ﺩﻭﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻷﺻﻨﺎﻡ ﻭﺍﻷﻭﺛﺎﻥ ﻭﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ﺇﺫﺍ ﻫﻢ ﻳﻔﺮﺣﻮﻥ؟ ﻟﻜﻮﻥ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻣﻮﺍﻓﻘﺎ ﻷﻫﻮﺍﺋﻬﻢ .
" ﻗﻞ ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻓﺎﻃﺮ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕ ﻭﺍﻷﺭﺽ ﻋﺎﻟﻢ ﺍﻟﻐﻴﺐ ﻭﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺓ ﺃﻧﺖ ﺗﺤﻜﻢ ﺑﻴﻦ ﻋﺒﺎﺩﻙ ﻓﻲ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻓﻴﻪ ﻳﺨﺘﻠﻔﻮﻥ "
ﻗﻞ : ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻳﺎ ﺧﺎﻟﻖ ﺍﻟﺴﻤﻮﺍﺕ ﻭﺍﻷﺭﺽ ﻭﻣﺒﺪﻋﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺮ ﻣﺎﻝ ﺳﺒﻖ , ﻋﺎﻟﻢ ﺍﻟﺴﺮ ﻭﺍﻟﻌﻼﻧﻴﺔ , ﺃﻧﺖ ﺗﻔﺼﻞ ﺑﻴﻦ ﻋﺒﺎﺩﻙ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻓﻴﻪ ﻳﺨﺘﻠﻔﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﻓﻴﻚ , ﻭﻓﻲ ﻋﻈﻤﺘﻚ ﻭﺳﻠﻄﺎﻧﻚ ﻭﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺑﻚ ﻭﺑﺮﺳﻮﻟﻚ , ﺍﻫﺪﻧﻲ ﻟﻤﺎ ﺍﺧﺘﻠﻒ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻖ ﺑﺈﺫﻧﻚ , ﺇﻧﻚ ﺗﻬﺪﻱ ﻣﻦ ﺗﺸﺎﺀ ﺇﻟﻰ ﺻﺮﺍﻁ ﻣﺴﺘﻘﻴﻢ ﻭﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺩﻋﺎﺋﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ , ﻭﻫﻮ ﺗﻌﻠﻴﻢ ﻟﻠﻌﺒﺎﺩ ﺑﺎﻻﻟﺘﺠﺎﺀ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ , ﻭﺩﻋﺎﺋﻪ ﺑﺄﺳﻤﺎﺋﻪ ﺍﻟﺤﺴﻨﻰ ﻭﺻﻔﺎﺗﻪ ﺍﻟﻌﻠﻰ .
" ﻭﻟﻮ ﺃﻥ ﻟﻠﺬﻳﻦ ﻇﻠﻤﻮﺍ ﻣﺎ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﻭﻣﺜﻠﻪ ﻣﻌﻪ ﻻﻓﺘﺪﻭﺍ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺳﻮﺀ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻭﺑﺪﺍ ﻟﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﻜﻮﻧﻮﺍ ﻳﺤﺘﺴﺒﻮﻥ "
ﻭﻟﻮ ﺃﻥ ﻟﻬﺆﻻﺀ ﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻴﻦ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﻣﻦ ﻣﺎﻝ ﻭﺫﺧﺎﺋﺮ , ﻭﻣﺜﻠﻪ ﻣﻌﻪ ﻣﻀﺎﻋﻔﺎ , ﻟﺒﺬﻟﻮﻩ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ؟ ﻟﻴﻘﺘﺪﺭﺍ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺳﻮﺀ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ , ﻭﻟﻮ ﺑﺬﻟﻮﺍ ﻭﺍﻓﺘﺪﻭﺍ ﺑﻪ ﻣﺎ ﻗﺒﻞ ﻣﻨﻬﻢ , ﻭﻻ ﺃﻏﻨﻰ ﻋﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻋﺬﺍﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﺷﻴﺌﺎ , ﻭﻇﻬﺮ ﻟﻬﻢ ﻳﻮﻣﺌﺬ ﻣﻦ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻋﺬﺍﺑﻪ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﻜﻮﻧﻮﺍ ﻳﺤﺘﺴﺒﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺃﻧﻪ ﻧﺎﺯﻝ ﺑﻬﻢ .
" ﻭﺑﺪﺍ ﻟﻬﻢ ﺳﻴﺌﺎﺕ ﻣﺎ ﻛﺴﺒﻮﺍ ﻭﺣﺎﻕ ﺑﻬﻢ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺑﻪ ﻳﺴﺘﻬﺰﺋﻮﻥ "
ﻭﻇﻬﺮ ﻟﻬﺆﻻﺀ ﺍﻟﻤﻜﺬﺑﻴﻦ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺤﺴﺎﺏ ﺟﺰﺍﺀ ﺳﻴﺌﺎﺗﻬﻢ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻗﺘﺮﻓﻮﻫﺎ , ﺣﻴﺚ ﻧﺴﺒﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﻻ ﻳﻠﻴﻖ ﺑﻪ , ﻭﺍﺭﺗﻜﺒﻮﺍ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﻲ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ , ﻭﺃﺣﺎﻁ ﺑﻬﻢ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺟﺎﻧﺐ ﻋﺬﺍﺏ ﺃﻟﻴﻢ؟ ﻋﻘﺎﺑﺎ ﻟﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﻬﺰﺍﺋﻬﻢ ﺑﺎﻹﻧﺬﺍﺭ ﺑﺎﻟﻌﺬﺍﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻳﻌﺬﺑﻬﻢ ﺑﻪ , ﻭﻻ ﻳﺄﺑﻬﻮﻥ ﻟﻪ .
" ﻓﺈﺫﺍ ﻣﺲ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺿﺮ ﺩﻋﺎﻧﺎ ﺛﻢ ﺇﺫﺍ ﺧﻮﻟﻨﺎﻩ ﻧﻌﻤﺔ ﻣﻨﺎ ﻗﺎﻝ ﺇﻧﻤﺎ ﺃﻭﺗﻴﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﻋﻠﻢ ﺑﻞ ﻫﻲ ﻓﺘﻨﺔ ﻭﻟﻜﻦ ﺃﻛﺜﺮﻫﻢ ﻻ ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ "
ﻓﺎﺫﺍ ﺃﺻﺎﺏ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺷﺪﺓ ﻭﺿﺮ , ﻃﻠﺐ ﻣﻦ ﺭﺩﻩ ﺃﻥ ﻳﻔﺮﺝ ﻋﻨﻪ , ﻓﺈﺫﺍ ﻛﺸﻔﻨﺎ ﻋﻨﻪ ﻣﺎ ﺃﺻﺎﺑﻪ ﻭﺃﻋﻄﻴﻨﺎﻩ ﻧﻌﻤﺔ ﻣﻨﺎ ﻋﺎﺩ ﺑﺮﺑﻪ ﻛﺎﻓﺮﺍ , ﻭﻟﻔﻀﻠﻪ ﻣﻨﻜﺮﺍ , ﻭﻗﺎﻝ : ﺇﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻭﺗﻴﺘﻪ ﺇﻧﻤﺎ ﻫﻮ ﻋﻠﻰ ﻋﻠﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻧﻲ ﻟﻪ ﺃﻫﻞ ﻭﻣﺴﺘﺤﻖ , ﺑﻞ ﺫﻟﻚ ﻓﺘﻨﺔ ﻳﺒﺘﻠﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻬﺎ ﻋﺒﺎﺩﻩ؟ ﻟﻴﻨﻈﺮ ﻣﻦ ﻳﺸﻜﺮﻩ ﻣﻤﻦ ﻳﻜﻔﺮﻩ , ﻭﻟﻜﻦ ﺃﻛﺜﺮﻫﻢ - ﻟﺠﻬﻠﻬﻢ ﻭﺳﻮﺀ ﻇﻨﻬﻢ ﻭﻗﻮﻟﻬﻢ - ﻻ ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ؟ ﻓﻠﺬﻟﻚ ﻳﺤﺬﻭﻥ ﺍﻟﻔﺘﻨﺔ ﻣﻨﺤﺔ .
" ﻗﺪ ﻗﺎﻟﻬﺎ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻬﻢ ﻓﻤﺎ ﺃﻏﻨﻰ ﻋﻨﻬﻢ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻜﺴﺒﻮﻥ "
ﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﻣﻘﺎﻟﺘﻬﻢ ﻫﺬﻩ ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻟﺨﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﻤﻜﺬﺑﺔ؟ ﻓﻤﺎ ﺃﻏﻨﻰ ﻋﻨﻬﻢ ﺣﻴﻦ ﺟﺎﺀﻫﻢ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻜﺴﺒﻮﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ ﻭﺍﻷﻭﻻﺩ .
" ﻓﺄﺻﺎﺑﻬﻢ ﺳﻴﺌﺎﺕ ﻣﺎ ﻛﺴﺒﻮﺍ ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ ﻇﻠﻤﻮﺍ ﻣﻦ ﻫﺆﻻﺀ ﺳﻴﺼﻴﺒﻬﻢ ﺳﻴﺌﺎﺕ ﻣﺎ ﻛﺴﺒﻮﺍ ﻭﻣﺎ ﻫﻢ ﺑﻤﻌﺠﺰﻳﻦ "
ﻓﺄﺻﺎﺏ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻘﺎﻟﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻟﺨﺎﻟﻴﺔ ﻭﺑﺎﻝ ﺳﻴﺌﺎﺕ ﻣﺎ ﻛﺴﺒﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ , ﻓﻌﻮﺟﻠﻮﺍ ﺑﺎﻟﺨﺰﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ , ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ ﻇﻠﻤﻮﺍ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻣﻦ ﻗﻮﻣﻚ ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ , ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻘﺎﻟﺔ , ﻳﺼﻴﺒﻬﻢ ﺃﻳﻀﺎ ﻭﺑﺎﻝ ﺳﻴﺌﺎﺕ ﻣﺎ ﻛﺴﺒﻮﺍ , ﻛﻤﺎ ﺃﺻﺎﺏ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻬﻢ , ﻭﻣﺎ ﻫﻢ ﺑﻔﺎﺗﻨﻴﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻻ ﺳﺎﺑﻘﻴﻪ .
" ﺃﻭﻟﻢ ﻳﻌﻠﻤﻮﺍ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺒﺴﻂ ﺍﻟﺮﺯﻕ ﻟﻤﻦ ﻳﺸﺎﺀ ﻭﻳﻘﺪﺭ ﺇﻥ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻵﻳﺎﺕ ﻟﻘﻮﻡ ﻳﺆﻣﻨﻮﻥ "
ﺃﻭ ﻟﻢ ﻳﻌﻠﻢ ﻫﺆﻻﺀ ﺃﻥ ﺭﺯﻕ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ ﻻ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﻦ ﺣﺎﻝ ﺻﺎﺣﺒﻪ , ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﺒﺎﻟﻎ ﺣﻜﻤﺘﻪ ﻳﻮﺳﻊ ﺍﻟﺮﺯﻕ ﻟﻤﻦ ﻳﺸﺎﺀ ﻣﻦ ﻋﺒﺎﺩﻩ , ﺻﺎﻟﺤﺎ ﻛﺎﻥ ﺃﻭ ﻃﺎﻟﺤﺎ , ﻭﻳﻀﻴﻘﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻳﺸﺎﺀ ﻣﻨﻬﻢ؟ ﺇﻥ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺘﻮﺳﻊ ﻭﺍﻟﺘﻀﻴﻴﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺯﻕ ﻟﺪﻻﻻﺕ ﻭﺍﺿﺤﺎﺕ ﻟﻘﻮﻡ ﻳﺼﺪﻗﻮﻥ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻳﻌﻤﻠﻮﻥ ﺑﻪ .
" ﻗﻞ ﻳﺎ ﻋﺒﺎﺩﻱ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﺳﺮﻓﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻻ ﺗﻘﻨﻄﻮﺍ ﻣﻦ ﺭﺣﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﻐﻔﺮ ﺍﻟﺬﻧﻮﺏ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﺇﻧﻪ ﻫﻮ ﺍﻟﻐﻔﻮﺭ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ "
ﻗﻞ - ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ - ﻟﻌﺒﺎﺩﻱ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﻤﺎﺩﻭﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﻲ , ﻭﺃﺻﺮﻓﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﺑﺈﺗﻴﺎﻥ ﻣﺎ ﺗﺪﻋﻮﻫﻢ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻧﻮﺏ : ﻻ ﺗﻴﺌﺴﻮﺍ ﻣﻦ ﺭﺣﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ؟ ﻟﻜﺜﺮﺓ ﺫﻧﻮﺑﻜﻢ , ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﻐﻔﺮ ﺍﻟﺬﻧﻮﺏ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﻟﻤﻦ ﺗﺎﺏ ﻣﻨﻬﺎ ﻭﺭﺟﻊ ﻋﻨﻬﺎ ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ , ﺇﻧﻪ ﻫﻮ ﺍﻟﻐﻔﻮﺭ ﻟﺬﻧﻮﺏ ﺍﻟﺘﺎﺋﺒﻴﻦ ﻣﻦ ﻋﺒﺎﺩﻩ , ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ ﺑﻬﻢ .
" ﻭﺃﻧﻴﺒﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﺭﺑﻜﻢ ﻭﺃﺳﻠﻤﻮﺍ ﻟﻪ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺄﺗﻴﻜﻢ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﺛﻢ ﻻ ﺗﻨﺼﺮﻭﻥ "
ﻭﺍﺭﺟﻌﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﺭﺑﻜﻢ - ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ - ﺑﺎﻟﻄﺎﻋﺔ ﻭﺍﻟﺘﻮﺑﺔ , ﻭﺍﺧﻀﻌﻮﺍ ﻟﻪ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﻘﻊ ﺑﻜﻢ ﻋﻘﺎﺑﻪ , ﺛﻢ ﻻ ﻳﻨﺼﺮﻛﻢ ﺃﺣﺪ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻠﻪ .
" ﻭﺍﺗﺒﻌﻮﺍ ﺃﺣﺴﻦ ﻣﺎ ﺃﻧﺰﻝ ﺇﻟﻴﻜﻢ ﻣﻦ ﺭﺑﻜﻢ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺄﺗﻴﻜﻢ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﺑﻐﺘﺔ ﻭﺃﻧﺘﻢ ﻻ ﺗﺸﻌﺮﻭﻥ "
ﻭﺍﺗﺒﻌﻮﺍ ﺃﺣﺴﻦ ﻣﺎ ﺃﻧﺰﻝ ﺇﻟﻴﻜﻢ ﻣﻦ ﺭﺑﻜﻢ , ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ , ﻭﻛﻠﻪ ﺣﺴﻦ , ﻓﺎﻣﺘﺜﻠﻮﺍ ﺃﻭﺍﻣﺮﻩ , ﻭﺍﺟﺘﻨﺒﻮﺍ ﻧﻮﺍﻫﻴﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺄﺗﻴﻜﻢ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﻓﺠﺄﺓ , ﻭﺃﻧﺘﻢ ﻻ ﺗﻌﻠﻤﻮﻥ ﺑﻪ .
" ﺃﻥ ﺗﻘﻮﻝ ﻧﻔﺲ ﻳﺎ ﺣﺴﺮﺗﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻓﺮﻃﺖ ﻓﻲ ﺟﻨﺐ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺇﻥ ﻛﻨﺖ ﻟﻤﻦ ﺍﻟﺴﺎﺧﺮﻳﻦ "
ﻭﺃﻃﻴﻌﻮﺍ ﺭﺑﻜﻢ ﻭﺗﻮﺑﻮﺍ ﺇﻟﻴﻪ ﺣﺘﻰ ﻻ ﺗﻨﺪﻡ ﻧﻔﺲ ﻭﺗﻘﻮﻝ : ﻳﺎ ﺣﺴﺮﺗﻰ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺿﻴﻌﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﻤﺎ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻪ , ﻭﻗﺼﺮﺕ ﻓﻲ ﻃﺎﻋﺘﻪ ﻭﺣﻘﻪ , ﻭﺇﻥ ﻛﻨﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻟﻤﻦ ﺍﻟﻤﺴﺘﻬﺰﺋﻴﻦ ﺑﺄﻣﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻛﺘﺎﺑﻪ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ ﻭﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﺑﻪ .
" ﺃﻭ ﺗﻘﻮﻝ ﻟﻮ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻫﺪﺍﻧﻲ ﻟﻜﻨﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺘﻘﻴﻦ "
ﺃﻭ ﺗﻘﻮﻝ : ﻟﻮ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﺭﺷﺪﻧﻲ ﺇﻟﻰ ﺩﻳﻨﻪ ﻟﻜﻨﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺘﻘﻴﻦ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﺻﻲ .
" ﺃﻭ ﺗﻘﻮﻝ ﺣﻴﻦ ﺗﺮﻯ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﻟﻮ ﺃﻥ ﻟﻲ ﻛﺮﺓ ﻓﺄﻛﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺤﺴﻨﻴﻦ "
ﺃﻭ ﺗﻘﻮﻝ ﺣﻴﻦ ﺗﺮﻯ ﻋﻘﺎﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﻗﺪ ﺃﺣﺎﻁ ﺑﻬﺎ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺤﺴﺎﺏ : ﻟﻴﺖ ﻟﻲ ﺭﺟﻌﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻓﺄﻛﻮﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﺣﺴﻨﻮﺍ ﺑﻄﺎﻋﺔ ﺭﺑﻬﻢ , ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﻤﺎ ﺃﻣﺮﺗﻬﻢ ﺑﻪ ﺍﻟﺮﺳﻞ .
" ﺑﻠﻰ ﻗﺪ ﺟﺎﺀﺗﻚ ﺁﻳﺎﺗﻲ ﻓﻜﺬﺑﺖ ﺑﻬﺎ ﻭﺍﺳﺘﻜﺒﺮﺕ ﻭﻛﻨﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮﻳﻦ "
ﻣﺎ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﻛﻤﺎ ﺗﻘﻮﻝ , ﻓﺪ ﺟﺎﺀﺗﻚ ﺁﻳﺎﺗﻲ ﺍﻟﻮﺍﺿﺤﺔ ﺍﻟﺪﺍﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻖ , ﻓﻜﺬﺑﺖ ﺑﻬﺎ , ﻭﺍﺳﺘﻜﺒﺮﺕ ﻋﻦ ﻗﺒﻮﻟﻬﺎ ﻭﺍﺗﺒﺎﻋﻬﺎ , ﻭﻛﻨﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮﻳﻦ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻭﺭﺳﻠﻪ .
" ﻭﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﺗﺮﻯ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﺬﺑﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺟﻮﻫﻬﻢ ﻣﺴﻮﺩﺓ ﺃﻟﻴﺲ ﻓﻲ ﺟﻬﻨﻢ ﻣﺜﻮﻯ ﻟﻠﻤﺘﻜﺒﺮﻳﻦ "
ﻭﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﺗﺮﻯ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻤﻜﺬﺑﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻭﺻﻔﻮﺍ ﺭﺑﻬﻢ ﺑﻤﺎ ﻻ ﻳﻠﻴﻖ ﺑﻪ , ﻭﻧﺴﺒﻮﺍ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﺸﺮﻳﻚ ﻭﺍﻟﻮﻟﺪ ﻭﺟﻮﻫﻬﻢ ﻣﺴﻮﺩﺓ .
ﺃﻟﻴﺲ ﻓﻲ ﺟﻬﻨﻢ ﻣﺄﻭﻯ ﻭﻣﺴﻜﻦ ﻟﻤﻦ ﺗﻜﺒﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ , ﻓﺎﻣﺘﻨﻊ ﻣﻦ ﺗﻮﺣﻴﺪﻩ ﻭﻃﺎﻋﺘﻪ؟ ﺑﻠﻰ .
" ﻭﻳﻨﺠﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﺗﻘﻮﺍ ﺑﻤﻔﺎﺯﺗﻬﻢ ﻻ ﻳﻤﺴﻬﻢ ﺍﻟﺴﻮﺀ ﻭﻻ ﻫﻢ ﻳﺤﺰﻧﻮﻥ "
ﻭﻳﻨﺠﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺟﻬﻨﻢ ﻭﻋﺬﺍﺑﻬﺎ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﺗﻘﻮﺍ ﺭﺑﻬﻢ ﺑﺄﺩﺍﺀ ﻓﺮﺍﺋﻀﻪ ﻭﺍﺟﺘﻨﺎﺏ ﻧﻮﺍﻫﻴﻪ ﺑﻔﻮﺯﻫﻢ ﻭﺗﺤﻘﻖ ﺃﻣﻨﻴﺘﻬﻢ , ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻈﻔﺮ ﺑﺎﻟﺠﻨﺔ , ﻻ ﻳﻤﺴﻬﻢ ﻣﻦ ﻋﺬﺍﺏ ﺟﻬﻨﻢ ﺷﻲﺀ , ﻭﻻ ﻫﻢ ﻳﺤﺰﻧﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻓﺎﺗﻬﻢ ﻣﻦ ﺣﻈﻮﻅ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ .
" ﺍﻟﻠﻪ ﺧﺎﻟﻖ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻭﻫﻮ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻭﻛﻴﻞ "
ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻫﻮ ﺧﺎﻟﻖ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﻛﻠﻬﺎ , ﻭﺭﺑﻬﺎ ﻭﻣﻠﻴﻜﻬﺎ ﻭﺍﻟﻤﺘﺼﺮﻑ ﻓﻴﻬﺎ , ﻭﻛﻞ ﺗﺤﺖ ﺗﺪﺑﻴﺮﻩ ﻭﻗﻬﺮﻩ , ﻭﻫﻮ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻭﻛﻴﻞ .
" ﻟﻪ ﻣﻘﺎﻟﻴﺪ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕ ﻭﺍﻷﺭﺽ ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﻔﺮﻭﺍ ﺑﺂﻳﺎﺕ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﻫﻢ ﺍﻟﺨﺎﺳﺮﻭﻥ "
ﻟﻠﻪ ﻣﻔﺎﺗﻴﺢ ﺧﺰﺍﺋﻦ ﺍﻟﺴﻤﻮﺍﺕ ﻭﺍﻷﺭﺽ , ﻳﻌﻄﻲ ﻣﻨﻬﺎ ﺧﻠﻘﻪ ﻛﻴﻒ ﻳﺸﺎﺀ ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ ﺟﺤﺪﻭﺍ ﺑﺂﻳﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﻣﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻻﺋﻞ ﺍﻟﻮﺍﺿﺤﺔ , ﺃﻭﻟﺌﻚ ﻫﻢ ﺍﻟﺨﺎﺳﺮﻭﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺑﺨﺬﻻﻧﻬﻢ ﻋﻦ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ , ﻭﻓﻲ ﺍﻵﺧﺮﺓ ﺑﺨﻠﻮﺩﻫﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﺭ .
" ﻗﻞ ﺃﻓﻐﻴﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﺄﻣﺮﻭﻧﻲ ﺃﻋﺒﺪ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻮﻥ "
ﻗﻞ - ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ - ﻟﻤﺸﺮﻛﻲ ﻗﻮﻣﻚ : ﺃﻓﻐﻴﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻮﻥ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﺗﺄﻣﺮﻭﻧﻦ ﺃﻥ ﺃﻋﺒﺪ , ﻭﻻ ﺗﺼﻠﺢ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻟﺸﻲﺀ ﺳﻮﺍﻩ؟
" ﻭﻟﻘﺪ ﺃﻭﺣﻲ ﺇﻟﻴﻚ ﻭﺇﻟﻰ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻚ ﻟﺌﻦ ﺃﺷﺮﻛﺖ ﻟﻴﺤﺒﻄﻦ ﻋﻤﻠﻚ ﻭﻟﺘﻜﻮﻧﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺎﺳﺮﻳﻦ "
ﻭﻟﻘﺪ ﺃﻭﺣﻲ ﺇﻟﻴﻚ - ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ - ﻭﺇﻟﻰ ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺳﻞ : ﻟﺌﻦ ﺃﺷﺮﻛﺖ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻏﻴﺮﻩ ﻟﻴﺒﻄﻠﻦ ﻋﻤﻠﻚ , ﻭﻟﺘﻜﻮﻧﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻬﺎﻟﻜﻴﻦ ﺍﻟﺨﺎﺳﺮﻳﻦ ﺩﻳﻨﻚ ﻭﺁﺧﺮﺗﻚ , ﻷﻧﻪ ﻻ ﺗﻘﺒﻞ ﻣﻊ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻋﻤﻞ ﺻﺎﻟﺢ .
" ﺑﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﺎﻋﺒﺪ ﻭﻛﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺎﻛﺮﻳﻦ "
ﺑﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﺎﻋﺒﺪ - ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ - ﻣﺨﻠﺼﺎ ﻟﻪ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻭﺣﺪﻩ ﻻ ﺷﺮﻳﻚ ﻟﻪ , ﻭﻛﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺎﻛﺮﻳﻦ ﻟﻠﻪ ﻧﻌﻤﻪ
" ﻭﻣﺎ ﻗﺪﺭﻭﺍ ﺍﻟﻠﻪ ﺣﻖ ﻗﺪﺭﻩ ﻭﺍﻷﺭﺽ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﻗﺒﻀﺘﻪ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻭﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕ ﻣﻄﻮﻳﺎﺕ ﺑﻴﻤﻴﻨﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻤﺎ ﻳﺸﺮﻛﻮﻥ "
ﻭﻣﺎ ﻋﻈﻢ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻮﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺣﻖ ﺗﻌﻈﻴﻤﻪ ; ﺇﺫ ﻋﺒﺪﻭﺍ ﻣﻌﻪ ﻏﻴﺮﻩ ﻣﻤﺎ ﻻ ﻳﻨﻔﻊ ﻭﻻ ﻳﻀﺮ , ﻓﺴﻮﻭﺍ ﺍﻟﻤﺨﻠﻮﻕ ﻣﻊ ﻋﺠﺰﻩ ﺑﺎﻟﺨﺎﻟﻖ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ , ﺍﻟﺬﻱ ﻣﻦ ﻋﻈﻴﻢ ﻓﺪﺭﺗﻪ ﺃﻥ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻷﺭﺽ ﻓﻲ ﻓﺒﻀﺘﻪ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ , ﻭﺍﻟﺴﻤﻮﺍﺕ ﻣﻄﻮﻳﺎﺕ ﺑﻴﻤﻴﻨﻪ , ﺗﻨﺰﻩ ﻭﺗﻌﺎﻇﻢ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻤﺎ ﻳﺸﺮﻙ ﺑﻪ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻮﻥ ﻭﻓﻲ ﺍﻵﻳﺔ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺇﺛﺒﺎﺕ ﺍﻟﻘﺒﻀﺔ , ﻭﺍﻟﻴﻤﻴﻦ , ﻭﺍﻟﻄﻲ , ﻟﻠﻪ ﻛﻤﺎ ﻳﻠﻴﻖ ﺑﺠﻼﻟﻪ ﻭﻋﻈﻤﺘﻪ , ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺗﻜﻴﻴﻒ ﻭﻻ
" ﻭﻧﻔﺦ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻮﺭ ﻓﺼﻌﻖ ﻣﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕ ﻭﻣﻦ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﺇﻻ ﻣﻦ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﺛﻢ ﻧﻔﺦ ﻓﻴﻪ ﺃﺧﺮﻯ ﻓﺈﺫﺍ ﻫﻢ ﻗﻴﺎﻡ ﻳﻨﻈﺮﻭﻥ "
ﻭﻧﻔﺦ ﻓﻲ " ﺍﻟﻘﺮﻥ " ﻓﻤﺎﺕ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻤﻮﺍﺕ ﻭﺍﻷﺭﺽ , ﺇﻻ ﻣﻦ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺪﻡ ﻣﻮﺗﻪ , ﺛﻢ ﻧﻔﺦ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻓﻴﻪ ﻧﻔﺨﺔ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﻣﺆﺫﻧﺎ ﺑﺈﺣﻴﺎﺀ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺨﻼﺋﻖ ﻟﻠﺤﺴﺎﺏ ﺃﻣﺎﻡ ﺭﺑﻬﻢ , ﻓﺈﺫﺍ ﻫﻢ ﻗﻴﺎﻡ ﻣﻦ ﻗﺒﻮﺭﻫﻢ ﻳﻨﻈﺮﻭﻥ ﻣﺎﺫﺍ ﻳﻔﻌﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻬﻢ؟
" ﻭﺃﺷﺮﻗﺖ ﺍﻷﺭﺽ ﺑﻨﻮﺭ ﺭﺑﻬﺎ ﻭﻭﺿﻊ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺟﻲﺀ ﺑﺎﻟﻨﺒﻴﻴﻦ ﻭﺍﻟﺸﻬﺪﺍﺀ ﻭﻗﻀﻲ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﺑﺎﻟﺤﻖ ﻭﻫﻢ ﻻ ﻳﻈﻠﻤﻮﻥ "
ﻭﺃﺿﺎﺀﺕ ﺍﻷﺭﺽ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﺇﺫﺍ ﺗﺠﻠﻰ ﺍﻟﺤﻖ ﺟﻞ ﻭﻋﻼ ﻟﻠﺨﻼﺋﻖ ﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ , ﻭﻧﺸﺮﺕ ﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﺻﺤﻴﻔﺔ ﻛﻞ ﻓﺮﺩ , ﻭﺟﻲﺀ ﺑﺎﻟﻨﺒﻴﻴﻦ ﻭﺍﻟﺸﻬﻮﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻡ؟ ﻟﻴﺴﺄﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻨﺒﻴﻴﻦ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺒﻠﻴﻎ ﻭﻋﻤﺎ ﺃﺟﺎﺑﺘﻬﻢ ﺑﻪ ﺃﻣﻤﻬﻢ , ﻛﻤﺎ ﺗﺄﺗﻲ ﺃﻣﺔ ﻣﺤﻤﺪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ؟ ﻟﺘﺸﻬﺪ ﺑﺘﺒﻠﻴﻎ ﺍﻟﺮﺳﻞ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﻴﻦ ﻷﻣﻤﻬﻢ ﺇﺫﺍ ﺃﻧﻜﺮﺕ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺒﻠﻴﻎ , ﻓﺘﻘﻮﻡ ﺍﻟﺤﺠﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻣﻢ , ﻭﻗﻀﻰ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ﺑﺎﻟﻌﺪﻝ ﺍﻟﺘﺎﻡ , ﻭﻫﻢ ﻻ ﻳﻈﻠﻤﻮﻥ ﺷﻴﺌﺎ ﺑﻨﻘﺺ ﺛﻮﺍﺏ ﺃﻭ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﻋﻘﺎﺏ .
" ﻭﻭﻓﻴﺖ ﻛﻞ ﻧﻔﺲ ﻣﺎ ﻋﻤﻠﺖ ﻭﻫﻮ ﺃﻋﻠﻢ ﺑﻤﺎ ﻳﻔﻌﻠﻮﻥ "
ﻭﻭﻓﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻛﻞ ﻧﻔﺲ ﺟﺰﺍﺀ ﻋﻤﻠﻬﺎ ﻣﻦ ﺧﻴﺮ ﻭﺿﺮ , ﻭﻫﻮ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﺃﻋﻠﻢ ﺑﻤﺎ ﻳﻔﻌﻠﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻣﻦ ﻃﺎﻋﺔ ﺃﻭ ﻣﻌﺼﻴﺔ
" ﻭﺳﻴﻖ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﻔﺮﻭﺍ ﺇﻟﻰ ﺟﻬﻨﻢ ﺯﻣﺮﺍ ﺣﺘﻰ ﺇﺫﺍ ﺟﺎﺀﻭﻫﺎ ﻓﺘﺤﺖ ﺃﺑﻮﺍﺑﻬﺎ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻬﻢ ﺧﺰﻧﺘﻬﺎ ﺃﻟﻢ ﻳﺄﺗﻜﻢ ﺭﺳﻞ ﻣﻨﻜﻢ ﻳﺘﻠﻮﻥ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺁﻳﺎﺕ ﺭﺑﻜﻢ ﻭﻳﻨﺬﺭﻭﻧﻜﻢ ﻟﻘﺎﺀ ﻳﻮﻣﻜﻢ ﻫﺬﺍ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﺑﻠﻰ ﻭﻟﻜﻦ ﺣﻘﺖ ﻛﻠﻤﺔ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮﻳﻦ "
ﻭﺳﻴﻖ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﻔﺮﻭﺍ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻭﺭﺳﻠﻪ ﺇﻟﻰ ﺟﻬﻨﻢ ﺟﻤﺎﻋﺎﺕ , ﺣﺘﻰ ﺇﺫﺍ ﺟﺎﺅﻭﻫﺎ ﻓﺘﺢ ﺍﻟﺨﺰﻧﺔ ﺍﻟﻤﻮﻛﻠﻮﻥ ﺑﻬﺎ ﺃﺑﻮﺍﺑﻬﺎ ﺍﻟﺴﺒﻌﺔ , ﻭﺯﺟﺮﻭﻫﻢ ﻗﺎﺋﻠﻴﻦ : ﻛﻴﻒ ﺗﻌﺼﻮﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺗﺠﺤﺪﻭﻥ ﺭﺑﻮﺑﻴﺘﻪ؟ ﺃﻟﻢ ﻳﺮﺳﻞ ﺇﻟﻴﻜﻢ ﺭﺳﻼ ﻣﻨﻜﻢ ﻳﺘﻠﻮﻥ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺃﻳﺎﺕ ﺭﺑﻜﻢ , ﻭﻳﺤﺬﺭﻭﻧﻜﻢ ﺃﻫﻮﺍﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ؟ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﻣﻘﺮﻳﻦ ﺑﺬﻧﺒﻬﻢ , ﺑﻠﻰ ﻗﺪ ﺟﺎﺀﺕ ﺭﺳﻞ ﺭﺑﻨﺎ ﺑﺎﻟﺤﻖ , ﻭﺣﺬﺭﻭﻧﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ , ﻭﻟﻜﻦ ﻭﺟﺒﺖ ﻛﻠﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﻋﺬﺍﺑﻪ ﻷﻫﻞ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﺑﻪ .
" ﻗﻴﻞ ﺍﺩﺧﻠﻮﺍ ﺃﺑﻮﺍﺏ ﺟﻬﻨﻢ ﺧﺎﻟﺪﻳﻦ ﻓﻴﻬﺎ ﻓﺒﺌﺲ ﻣﺜﻮﻯ ﺍﻟﻤﺘﻜﺒﺮﻳﻦ "
ﻗﻴﻞ ﻟﻠﺠﺎﺣﺪﻳﻦ ﺇﻫﺎﻧﺔ ﻟﻬﻢ ﻭﺇﺫﻻﻻ : ﺍﺩﺧﻠﻮﺍ ﺃﺑﻮﺍﺏ ﺟﻬﻨﻢ ﻣﺎﻛﺜﻴﻦ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﺑﺪﺍ , ﻓﻔﺘﺢ ﻣﺼﻴﺮ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻟﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﺸﺮﻋﻪ .
" ﻭﺳﻴﻖ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﺗﻘﻮﺍ ﺭﺑﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﺯﻣﺮﺍ ﺣﺘﻰ ﺇﺫﺍ ﺟﺎﺀﻭﻫﺎ ﻭﻓﺘﺤﺖ ﺃﺑﻮﺍﺑﻬﺎ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻬﻢ ﺧﺰﻧﺘﻬﺎ ﺳﻼﻡ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻃﺒﺘﻢ ﻓﺎﺩﺧﻠﻮﻫﺎ ﺧﺎﻟﺪﻳﻦ "
ﻭﺳﻴﻖ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﺗﻘﻮﺍ ﺭﺑﻬﻢ ﺑﺘﻮﺣﻴﺪﻩ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﻄﺎﻋﺘﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﺟﻤﺎﻋﺎﺕ , ﺣﺘﻰ ﺇﺫﺍ ﺟﺎﺅﻭﻫﺎ ﻭﺟﺪﻭﺍ ﺃﺑﻮﺍﻟﻬﺎ ﻣﻔﺘﻮﺣﺔ , ﻓﺘﺮﺣﺐ ﺑﻬﻢ ﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﺍﻟﻤﻮﻛﻠﻮﻥ ﺑﺎﻟﺠﻨﺔ , ﻭﻳﺤﻴﻮﻧﻬﻢ ﺑﺎﻟﺒﺸﺮ ﻭﺍﻟﺴﺮﻭﺭ ; ﻟﻄﻬﺎﺭﺗﻬﻢ ﻣﻦ ﺁﺛﺎﺭ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﻲ ﻗﺎﺋﻠﻴﻦ ﻟﻬﻢ : ﺳﻼﻡ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺁﻓﺔ , ﻃﺎﺑﺖ ﺃﺣﻮﺍﻟﻜﻢ , ﻓﺎﺩﺧﻠﻮﺍ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﺧﺎﻟﺪﻳﻦ ﻓﻴﻬﺎ .
" ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﺻﺪﻗﻨﺎ ﻭﻋﺪﻩ ﻭﺃﻭﺭﺛﻨﺎ ﺍﻷﺭﺽ ﻧﺘﺒﻮﺃ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﺣﻴﺚ ﻧﺸﺎﺀ ﻓﻨﻌﻢ ﺃﺟﺮ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﻴﻦ "
ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻮﻥ : ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﺻﺪﻗﻨﺎ ﻭﻋﺪﻩ ﺍﻟﺬﻱ , ﻋﺪﻧﺎ ﺇﻳﺎﻩ ﻋﻠﻰ ﺃﻟﺴﻨﺔ ﺭﺳﻠﻪ , ﻭﺃﻭﺭﺛﻨﺎ ﺃﺭﺽ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻧﻨﺰﻝ ﻣﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﺃﻱ ﻣﻜﺎﻥ ﺷﺌﻨﺎ , ﻓﻨﻌﻢ ﺛﻮﺍﺏ ﺍﻟﻤﺤﺴﻨﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﺟﺘﻬﺪﻭﺍ ﻓﻲ ﻃﺎﻋﺔ ﺭﺑﻬﻢ .
" ﻭﺗﺮﻯ ﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﺣﺎﻓﻴﻦ ﻣﻦ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻌﺮﺵ ﻳﺴﺒﺤﻮﻥ ﺑﺤﻤﺪ ﺭﺑﻬﻢ ﻭﻗﻀﻲ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﺑﺎﻟﺤﻖ ﻭﻗﻴﻞ ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ "
ﻭﺗﺮﻯ - ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ - ﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﻣﺤﻴﻄﻴﻦ ﺑﻌﺮﺽ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ , ﻳﻨﺰﻫﻮﻥ ﺭﺑﻬﻢ ﻋﻦ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻻ ﻳﻠﻴﻖ ﺑﻪ , ﻭﻗﻀﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺨﻼﺋﻖ ﺑﺎﻟﺤﻖ ﻭﺍﻟﻌﺪﻝ , ﻓﺄﺳﻜﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺍﻟﺠﻨﺔ , ﻭﺃﻫﻞ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﺍﻟﻨﺎﺭ , ﻭﻗﻴﻞ : ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻗﻀﻰ ﺑﻪ ﺑﻴﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻭﺃﻫﻞ ﺍﻟﻨﺎﺭ , ﺣﻤﺪ ﻓﻀﻞ ﻭﺇﺣﺴﺎﻥ , ﻭﺣﻤﺪ ﻋﺪﻝ ﻭﺣﻜﻤﺔ
مواضيع مماثلة
» ﺳﻮﺭﺓ ﺳﺒﺄ - ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺍﻟﺴﻌﺪﻱ
» ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﻀﺤﻰ - ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺍﻟﺴﻌﺪﻱ
» ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻷﻋﻠﻰ - ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺍﻟﺴﻌﺪﻱ
» ﺳﻮﺭﺓ ﻓﺎﻃﺮ - ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺍﻟﺴﻌﺪﻱ
» ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﻄﻮﺭ - ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺍﻟﺴﻌﺪﻱ
» ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﻀﺤﻰ - ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺍﻟﺴﻌﺪﻱ
» ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻷﻋﻠﻰ - ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺍﻟﺴﻌﺪﻱ
» ﺳﻮﺭﺓ ﻓﺎﻃﺮ - ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺍﻟﺴﻌﺪﻱ
» ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﻄﻮﺭ - ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺍﻟﺴﻌﺪﻱ
صفحة 2 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدىق