بحـث
المواضيع الأخيرة
» فيفو Vivo V40من طرف omnia اليوم في 16:29
» موبي برايس ماركات الموبايلات
من طرف omnia اليوم في 16:20
» افضل شركة شراء اثاث مستعمل بالكويت
من طرف omnia اليوم في 15:56
» كراتين للبيع بالكويت- افضل انواع الكراتين
من طرف omnia اليوم في 15:45
» افضل شركة شراء مكيفات مستعملة بالكويت
من طرف omnia اليوم في 15:25
» شراء اثاث مستعمل الجهراء بافضل الاسعار
من طرف omnia اليوم في 15:13
» افضل شركة شراء اثاث مستعمل الاحمدي
من طرف omnia اليوم في 15:01
» شركة شراء اثاث مستعمل مبارك الكبير بافضل الاسعار
من طرف omnia اليوم في 14:50
» افضل موقع تصميم وتفصيل خيام
من طرف omnia اليوم في 14:39
» تنظيف فلل و قصور بالرياض بأفضل الاسعار-اطلب مهني
من طرف omnia اليوم في 14:26
أفضل 10 فاتحي مواضيع
قسي وبس2 | ||||
خالد فكري | ||||
ندا عمر | ||||
omnia | ||||
nadya | ||||
moslema_r | ||||
مارينا مايكل | ||||
ندا عصام | ||||
سيرين سعيد | ||||
رضوي سعيد |
المشاركات التي حصلت على أكثر ردود أفعال في الشهر
خادم Discord
| |
ﺫﻭ ﺍﻟﻘﺮﻧﻴﻦ : ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﻭ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺴﺪ ﻭﻧﺼﺮﺓ ﺍﻟﻀﻌﻔﺎﺀ
صفحة 2 من اصل 1 • شاطر
ﺫﻭ ﺍﻟﻘﺮﻧﻴﻦ : ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﻭ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺴﺪ ﻭﻧﺼﺮﺓ ﺍﻟﻀﻌﻔﺎﺀ
ﻟﻤﺎ ﺑﻠﻎ ﻣﻦ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﻣﺎ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺑﻪ ﺍﻹﺻﻼﺡ ﻭ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ , ﺳﻌﻰ ﻟﻨﺸﺮ ﺩﻳﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻭ ﺍﻹﺻﻼﺡ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﻭ ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﻛﻞ ﻓﺎﺳﺪ ﺑﻤﺎ ﻳﻠﻴﻖ ﺑﻪ ﻭ ﺍﻟﻮﻗﻮﻑ ﻣﻊ ﺍﻟﻀﻌﻴﻒ ﺣﺘﻰ ﻳﻀﻤﻦ ﻟﻪ ﻋﻮﺩﺓ ﺍﻟﺤﻖ ﻭ ﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺭ .
ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﻧﻬﺞ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺍﻟﻘﻮﻱ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﻠﻲ ﺑﺈﻳﻤﺎﻧﻪ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﺍﻟﻤﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻋﻄﺎﻫﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻳﺎﻩ .
ﻓﻠﻤﺎ ﺭﺃﻯ ﻣﻦ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻤﺤﺎﻭﻳﺞ ﻣﺎ ﻫﻢ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ ﺍﻟﻤﻠﺤﺔ ﻟﻠﻨﺼﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﻇﻠﻢ ﻭ ﺇﻓﺴﺎﺩ ﻳﺄﺟﻮﺝ ﻭ ﻣﺄﺟﻮﺝ ﻛﺎﻥ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺴﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻣﺘﻨﻊ ﺑﻪ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺑﺄﺳﺮﻩ ﻣﻦ ﻓﺴﺎﺩ ﻳﺄﺟﻮﺝ ﻭ ﻣﺄﺟﻮﺝ ﺣﺘﻰ ﻳﻮﻣﻨﺎ ﻫﺬﺍ .
ﻭ ﻟﻤﺎ ﻋﺮﺿﻮﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺜﻤﻦ ﺃﺑﻰ ﻭ ﺃﺭﺟﻊ ﺍﻷﻣﺮ ﻭ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﻛﻠﻬﺎ ﻟﻠﻪ ﻭ ﺭﻓﺾ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻠﻢ ﺃﺟﺮﻩ ﻣﻦ ﻣﻮﻻﻩ .
ﺗﺄﻣﻞ ﻣﻊ ﺫﻱ ﺍﻟﻘﺮﻧﻴﻦ ﻭ ﻋﺪﺍﻟﺔ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻓﻲ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻣﻊ ﺍﻟﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﻭ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺍﻹﺻﻼﺡ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ :
} ﺛُﻢَّ ﺃَﺗْﺒَﻊَ ﺳَﺒَﺒًﺎ * ﺣَﺘَّﻰ ﺇِﺫَﺍ ﺑَﻠَﻎَ ﻣَﻄْﻠِﻊَ ﺍﻟﺸَّﻤْﺲِ ﻭَﺟَﺪَﻫَﺎ ﺗَﻄْﻠُﻊُ ﻋَﻠَﻰ ﻗَﻮْﻡٍ ﻟَﻢْ ﻧَﺠْﻌَﻞْ ﻟَﻬُﻢْ ﻣِﻦْ ﺩُﻭﻧِﻬَﺎ ﺳِﺘْﺮًﺍ * ﻛَﺬَﻟِﻚَ ﻭَﻗَﺪْ ﺃَﺣَﻄْﻨَﺎ ﺑِﻤَﺎ ﻟَﺪَﻳْﻪِ ﺧُﺒْﺮًﺍ * ﺛُﻢَّ ﺃَﺗْﺒَﻊَ ﺳَﺒَﺒًﺎ * ﺣَﺘَّﻰ ﺇِﺫَﺍ ﺑَﻠَﻎَ ﺑَﻴْﻦَ ﺍﻟﺴَّﺪَّﻳْﻦِ ﻭَﺟَﺪَ ﻣِﻦْ ﺩُﻭﻧِﻬِﻤَﺎ ﻗَﻮْﻣًﺎ ﻻ ﻳَﻜَﺎﺩُﻭﻥَ ﻳَﻔْﻘَﻬُﻮﻥَ ﻗَﻮْﻻ * ﻗَﺎﻟُﻮﺍ ﻳَﺎ ﺫَﺍ ﺍﻟْﻘَﺮْﻧَﻴْﻦِ ﺇِﻥَّ ﻳَﺄْﺟُﻮﺝَ ﻭَﻣَﺄْﺟُﻮﺝَ ﻣُﻔْﺴِﺪُﻭﻥَ ﻓِﻲ ﺍﻷﺭْﺽِ ﻓَﻬَﻞْ ﻧَﺠْﻌَﻞُ ﻟَﻚَ ﺧَﺮْﺟًﺎ ﻋَﻠَﻰ ﺃَﻥْ ﺗَﺠْﻌَﻞَ ﺑَﻴْﻨَﻨَﺎ ﻭَﺑَﻴْﻨَﻬُﻢْ ﺳَﺪًّﺍ * ﻗَﺎﻝَ ﻣَﺎ ﻣَﻜَّﻨِّﻲ ﻓِﻴﻪِ ﺭَﺑِّﻲ ﺧَﻴْﺮٌ ﻓَﺄَﻋِﻴﻨُﻮﻧِﻲ ﺑِﻘُﻮَّﺓٍ ﺃَﺟْﻌَﻞْ ﺑَﻴْﻨَﻜُﻢْ ﻭَﺑَﻴْﻨَﻬُﻢْ ﺭَﺩْﻣًﺎ * ﺁﺗُﻮﻧِﻲ ﺯُﺑَﺮَ ﺍﻟْﺤَﺪِﻳﺪِ ﺣَﺘَّﻰ ﺇِﺫَﺍ ﺳَﺎﻭَﻯ ﺑَﻴْﻦَ ﺍﻟﺼَّﺪَﻓَﻴْﻦِ ﻗَﺎﻝَ ﺍﻧْﻔُﺨُﻮﺍ ﺣَﺘَّﻰ ﺇِﺫَﺍ ﺟَﻌَﻠَﻪُ ﻧَﺎﺭًﺍ ﻗَﺎﻝَ ﺁﺗُﻮﻧِﻲ ﺃُﻓْﺮِﻍْ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻗِﻄْﺮًﺍ * ﻓَﻤَﺎ ﺍﺳْﻄَﺎﻋُﻮﺍ ﺃَﻥْ ﻳَﻈْﻬَﺮُﻭﻩُ ﻭَﻣَﺎ ﺍﺳْﺘَﻄَﺎﻋُﻮﺍ ﻟَﻪُ ﻧَﻘْﺒًﺎ { [ ﺍﻟﻜﻬﻒ 98-89 ] .
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺴﻌﺪﻱ ﻓﻲ ﺗﻔﺴﻴﺮﻩ :
ﺃﻱ ﻟﻤﺎ ﻭﺻﻞ ﺇﻟﻰ ﻣﻐﺮﺏ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻛﺮ ﺭﺍﺟﻌﺎ، ﻗﺎﺻﺪﺍ ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ، ﻣﺘﺒﻌﺎ ﻟﻸﺳﺒﺎﺏ، ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻋﻄﺎﻩ ﺍﻟﻠﻪ، ﻓﻮﺻﻞ ﺇﻟﻰ ﻣﻄﻠﻊ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻓـ } ﻭَﺟَﺪَﻫَﺎ ﺗَﻄْﻠُﻊُ ﻋَﻠَﻰ ﻗَﻮْﻡٍ ﻟَﻢْ ﻧَﺠْﻌَﻞْ ﻟَﻬُﻢْ ﻣِﻦْ ﺩُﻭﻧِﻬَﺎ ﺳِﺘْﺮًﺍ { ﺃﻱ : ﻭﺟﺪﻫﺎ ﺗﻄﻠﻊ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﺎﺱ ﻟﻴﺲ ﻟﻬﻢ ﺳﺘﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻤﺲ، ﺇﻣﺎ ﻟﻌﺪﻡ ﺍﺳﺘﻌﺪﺍﺩﻫﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺎﻛﻦ، ﻭﺫﻟﻚ ﻟﺰﻳﺎﺩﺓ ﻫﻤﺠﻴﺘﻬﻢ ﻭﺗﻮﺣﺸﻬﻢ، ﻭﻋﺪﻡ ﺗﻤﺪﻧﻬﻢ، ﻭﺇﻣﺎ ﻟﻜﻮﻥ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺩﺍﺋﻤﺔ ﻋﻨﺪﻫﻢ، ﻻ ﺗﻐﺮﺏ ﻋﻨﻬﻢ ﻏﺮﻭﺑﺎ ﻳﺬﻛﺮ، ﻛﻤﺎ ﻳﻮﺟﺪ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺷﺮﻗﻲ ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻲ، ﻓﻮﺻﻞ ﺇﻟﻰ ﻣﻮﺿﻊ ﺍﻧﻘﻄﻊ ﻋﻨﻪ ﻋﻠﻢ ﺃﻫﻞ ﺍﻷﺭﺽ، ﻓﻀﻼ ﻋﻦ ﻭﺻﻮﻟﻬﻢ ﺇﻟﻴﻪ ﺇﻳﺎﻩ ﺑﺄﺑﺪﺍﻧﻬﻢ، ﻭﻣﻊ ﻫﺬﺍ، ﻓﻜﻞ ﻫﺬﺍ ﺑﺘﻘﺪﻳﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻪ، ﻭﻋﻠﻤﻪ ﺑﻪ ﻭﻟﻬﺬﺍ ﻗﺎﻝ } ﻛَﺬَﻟِﻚَ ﻭَﻗَﺪْ ﺃَﺣَﻄْﻨَﺎ ﺑِﻤَﺎ ﻟَﺪَﻳْﻪِ ﺧُﺒَﺮًﺍ { ﺃﻱ : ﺃﺣﻄﻨﺎ ﺑﻤﺎ ﻋﻨﺪﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻭﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﻌﻈﻴﻤﺔ ﻭﻋﻠﻤﻨﺎ ﻣﻌﻪ، ﺣﻴﺜﻤﺎ ﺗﻮﺟﻪ ﻭﺳﺎﺭ .
} ﺛُﻢَّ ﺃَﺗْﺒَﻊَ ﺳَﺒَﺒًﺎ ﺣَﺘَّﻰ ﺇِﺫَﺍ ﺑَﻠَﻎَ ﺑَﻴْﻦَ ﺍﻟﺴَّﺪَّﻳْﻦِ { ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻤﻔﺴﺮﻭﻥ : ﺫﻫﺐ ﻣﺘﻮﺟﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺸﺮﻕ، ﻗﺎﺻﺪﺍ ﻟﻠﺸﻤﺎﻝ، ﻓﻮﺻﻞ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺴﺪﻳﻦ، ﻭﻫﻤﺎ ﺳﺪﺍﻥ، ﻛﺎﻧﺎ ﺳﻼﺳﻞ ﺟﺒﺎﻝ ﻣﻌﺮﻭﻓﻴﻦ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ، ﺳﺪﺍ ﺑﻴﻦ ﻳﺄﺟﻮﺝ ﻭﻣﺄﺟﻮﺝ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻭﺟﺪ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺴﺪﻳﻦ ﻗﻮﻣﺎ، ﻻ ﻳﻜﺎﺩﻭﻥ ﻳﻔﻘﻬﻮﻥ ﻗﻮﻻ ﻟﻌﺠﻤﺔ ﺃﻟﺴﻨﺘﻬﻢ، ﻭﺍﺳﺘﻌﺠﺎﻡ ﺃﺫﻫﺎﻧﻬﻢ ﻭﻗﻠﻮﺑﻬﻢ، ﻭﻗﺪ ﺃﻋﻄﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺫﺍ ﺍﻟﻘﺮﻧﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ، ﻣﺎ ﻓﻘﻪ ﺑﻪ ﺃﻟﺴﻨﺔ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﻭﻓﻘﻬﻬﻢ، ﻭﺭﺍﺟﻌﻬﻢ، ﻭﺭﺍﺟﻌﻮﻩ، ﻓﺎﺷﺘﻜﻮﺍ ﺇﻟﻴﻪ ﺿﺮﺭ ﻳﺄﺟﻮﺝ ﻭﻣﺄﺟﻮﺝ، ﻭﻫﻤﺎ ﺃﻣﺘﺎﻥ ﻋﻈﻴﻤﺘﺎﻥ ﻣﻦ ﺑﻨﻲ ﺁﺩﻡ ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ : } ﺇِﻥَّ ﻳَﺄْﺟُﻮﺝَ ﻭَﻣَﺄْﺟُﻮﺝَ ﻣُﻔْﺴِﺪُﻭﻥَ ﻓِﻲ ﺍﻷﺭْﺽِ { ﺑﺎﻟﻘﺘﻞ ﻭﺃﺧﺬ ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ ﻭﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ . } ﻓَﻬَﻞْ ﻧَﺠْﻌَﻞُ ﻟَﻚَ ﺧَﺮْﺟًﺎ { ﺃﻱ ﺟﻌﻼ } ﻋَﻠَﻰ ﺃَﻥْ ﺗَﺠْﻌَﻞَ ﺑَﻴْﻨَﻨَﺎ ﻭَﺑَﻴْﻨَﻬُﻢْ ﺳَﺪًّﺍ { ﻭﺩﻝ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﻋﺪﻡ ﺍﻗﺘﺪﺍﺭﻫﻢ ﺑﺄﻧﻔﺴﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺑﻨﻴﺎﻥ ﺍﻟﺴﺪ، ﻭﻋﺮﻓﻮﺍ ﺍﻗﺘﺪﺍﺭ ﺫﻱ ﺍﻟﻘﺮﻧﻴﻦ ﻋﻠﻴﻪ، ﻓﺒﺬﻟﻮﺍ ﻟﻪ ﺃﺟﺮﺓ، ﻟﻴﻔﻌﻞ ﺫﻟﻚ، ﻭﺫﻛﺮﻭﺍ ﻟﻪ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﺍﻟﺪﺍﻋﻲ، ﻭﻫﻮ : ﺇﻓﺴﺎﺩﻫﻢ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ، ﻓﻠﻢ ﻳﻜﻦ ﺫﻭ ﺍﻟﻘﺮﻧﻴﻦ ﺫﺍ ﻃﻤﻊ، ﻭﻻ ﺭﻏﺒﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ، ﻭﻻ ﺗﺎﺭﻛﺎ ﻹﺻﻼﺡ ﺃﺣﻮﺍﻝ ﺍﻟﺮﻋﻴﺔ، ﺑﻞ ﻛﺎﻥ ﻗﺼﺪﻩ ﺍﻹﺻﻼﺡ، ﻓﻠﺬﻟﻚ ﺃﺟﺎﺏ ﻃﻠﺒﺘﻬﻢ ﻟﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ، ﻭﻟﻢ ﻳﺄﺧﺬ ﻣﻨﻬﻢ ﺃﺟﺮﺓ، ﻭﺷﻜﺮ ﺭﺑﻪ ﻋﻠﻰ ﺗﻤﻜﻴﻨﻪ ﻭﺍﻗﺘﺪﺍﺭﻩ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻬﻢ : } ﻣَﺎ ﻣَﻜَّﻨِّﻲ ﻓِﻴﻪِ ﺭَﺑِّﻲ ﺧَﻴْﺮٌ { ﺃﻱ : ﻣﻤﺎ ﺗﺒﺬﻟﻮﻥ ﻟﻲ ﻭﺗﻌﻄﻮﻧﻲ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺃﻃﻠﺐ ﻣﻨﻜﻢ ﺃﻥ ﺗﻌﻴﻨﻮﻧﻲ ﺑﻘﻮﺓ ﻣﻨﻜﻢ ﺑﺄﻳﺪﻳﻜﻢ } ﺃَﺟْﻌَﻞْ ﺑَﻴْﻨَﻜُﻢْ ﻭَﺑَﻴْﻨَﻬُﻢْ ﺭَﺩْﻣًﺎ { ﺃﻱ : ﻣﺎﻧﻌﺎ ﻣﻦ ﻋﺒﻮﺭﻫﻢ ﻋﻠﻴﻜﻢ .
} ﺁﺗُﻮﻧِﻲ ﺯُﺑَﺮَ ﺍﻟْﺤَﺪِﻳﺪِ { ﺃﻱ : ﻗﻄﻊ ﺍﻟﺤﺪﻳﺪ، ﻓﺄﻋﻄﻮﻩ ﺫﻟﻚ .
} ﺣَﺘَّﻰ ﺇِﺫَﺍ ﺳَﺎﻭَﻯ ﺑَﻴْﻦَ ﺍﻟﺼَّﺪَﻓَﻴْﻦِ { ﺃﻱ : ﺍﻟﺠﺒﻠﻴﻦ ﺍﻟﻠﺬﻳﻦ ﺑﻨﻲ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﺍﻟﺴﺪ } ﻗَﺎﻝَ ﺍﻧْﻔُﺨُﻮﺍ { ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺃﻱ : ﺃﻭﻗﺪﻭﻫﺎ ﺇﻳﻘﺎﺩﺍ ﻋﻈﻴﻤﺎ، ﻭﺍﺳﺘﻌﻤﻠﻮﺍ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻴﺦ ﻟﺘﺸﺘﺪ، ﻓﺘﺬﻳﺐ ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ، ﻓﻠﻤﺎ ﺫﺍﺏ ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ، ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﻠﺼﻘﻪ ﺑﻴﻦ ﺯﺑﺮ ﺍﻟﺤﺪﻳﺪ } ﻗَﺎﻝَ ﺁﺗُﻮﻧِﻲ ﺃُﻓْﺮِﻍْ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻗِﻄْﺮًﺍ { ﺃﻱ : ﻧﺤﺎﺳﺎ ﻣﺬﺍﺑﺎ، ﻓﺄﻓﺮﻍ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻘﻄﺮ، ﻓﺎﺳﺘﺤﻜﻢ ﺍﻟﺴﺪ ﺍﺳﺘﺤﻜﺎﻣﺎ ﻫﺎﺋﻼ ﻭﺍﻣﺘﻨﻊ ﺑﻪ ﻣﻦ ﻭﺭﺍﺀﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻣﻦ ﺿﺮﺭ ﻳﺄﺟﻮﺝ ﻭﻣﺄﺟﻮﺝ .
} ﻓَﻤَﺎ ﺍﺳْﻄَﺎﻋُﻮﺍ ﺃَﻥْ ﻳَﻈْﻬَﺮُﻭﻩُ ﻭَﻣَﺎ ﺍﺳْﺘَﻄَﺎﻋُﻮﺍ ﻟَﻪُ ﻧَﻘْﺒًﺎ
{ ﺃﻱ : ﻓﻤﺎ ﻟﻬﻢ ﺍﺳﺘﻄﺎﻋﺔ، ﻭﻻ ﻗﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻌﻮﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﻻﺭﺗﻔﺎﻋﻪ، ﻭﻻ ﻋﻠﻰ ﻧﻘﺒﻪ ﻹﺣﻜﺎﻣﻪ ﻭﻗﻮﺗﻪ .
# ﺃﺑﻮ _ ﺍﻟﻬﻴﺜﻢ
# ﻣﻊ _ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ
ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﻧﻬﺞ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺍﻟﻘﻮﻱ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﻠﻲ ﺑﺈﻳﻤﺎﻧﻪ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﺍﻟﻤﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻋﻄﺎﻫﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻳﺎﻩ .
ﻓﻠﻤﺎ ﺭﺃﻯ ﻣﻦ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻤﺤﺎﻭﻳﺞ ﻣﺎ ﻫﻢ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ ﺍﻟﻤﻠﺤﺔ ﻟﻠﻨﺼﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﻇﻠﻢ ﻭ ﺇﻓﺴﺎﺩ ﻳﺄﺟﻮﺝ ﻭ ﻣﺄﺟﻮﺝ ﻛﺎﻥ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺴﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻣﺘﻨﻊ ﺑﻪ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺑﺄﺳﺮﻩ ﻣﻦ ﻓﺴﺎﺩ ﻳﺄﺟﻮﺝ ﻭ ﻣﺄﺟﻮﺝ ﺣﺘﻰ ﻳﻮﻣﻨﺎ ﻫﺬﺍ .
ﻭ ﻟﻤﺎ ﻋﺮﺿﻮﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺜﻤﻦ ﺃﺑﻰ ﻭ ﺃﺭﺟﻊ ﺍﻷﻣﺮ ﻭ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﻛﻠﻬﺎ ﻟﻠﻪ ﻭ ﺭﻓﺾ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻠﻢ ﺃﺟﺮﻩ ﻣﻦ ﻣﻮﻻﻩ .
ﺗﺄﻣﻞ ﻣﻊ ﺫﻱ ﺍﻟﻘﺮﻧﻴﻦ ﻭ ﻋﺪﺍﻟﺔ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻓﻲ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻣﻊ ﺍﻟﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﻭ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺍﻹﺻﻼﺡ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ :
} ﺛُﻢَّ ﺃَﺗْﺒَﻊَ ﺳَﺒَﺒًﺎ * ﺣَﺘَّﻰ ﺇِﺫَﺍ ﺑَﻠَﻎَ ﻣَﻄْﻠِﻊَ ﺍﻟﺸَّﻤْﺲِ ﻭَﺟَﺪَﻫَﺎ ﺗَﻄْﻠُﻊُ ﻋَﻠَﻰ ﻗَﻮْﻡٍ ﻟَﻢْ ﻧَﺠْﻌَﻞْ ﻟَﻬُﻢْ ﻣِﻦْ ﺩُﻭﻧِﻬَﺎ ﺳِﺘْﺮًﺍ * ﻛَﺬَﻟِﻚَ ﻭَﻗَﺪْ ﺃَﺣَﻄْﻨَﺎ ﺑِﻤَﺎ ﻟَﺪَﻳْﻪِ ﺧُﺒْﺮًﺍ * ﺛُﻢَّ ﺃَﺗْﺒَﻊَ ﺳَﺒَﺒًﺎ * ﺣَﺘَّﻰ ﺇِﺫَﺍ ﺑَﻠَﻎَ ﺑَﻴْﻦَ ﺍﻟﺴَّﺪَّﻳْﻦِ ﻭَﺟَﺪَ ﻣِﻦْ ﺩُﻭﻧِﻬِﻤَﺎ ﻗَﻮْﻣًﺎ ﻻ ﻳَﻜَﺎﺩُﻭﻥَ ﻳَﻔْﻘَﻬُﻮﻥَ ﻗَﻮْﻻ * ﻗَﺎﻟُﻮﺍ ﻳَﺎ ﺫَﺍ ﺍﻟْﻘَﺮْﻧَﻴْﻦِ ﺇِﻥَّ ﻳَﺄْﺟُﻮﺝَ ﻭَﻣَﺄْﺟُﻮﺝَ ﻣُﻔْﺴِﺪُﻭﻥَ ﻓِﻲ ﺍﻷﺭْﺽِ ﻓَﻬَﻞْ ﻧَﺠْﻌَﻞُ ﻟَﻚَ ﺧَﺮْﺟًﺎ ﻋَﻠَﻰ ﺃَﻥْ ﺗَﺠْﻌَﻞَ ﺑَﻴْﻨَﻨَﺎ ﻭَﺑَﻴْﻨَﻬُﻢْ ﺳَﺪًّﺍ * ﻗَﺎﻝَ ﻣَﺎ ﻣَﻜَّﻨِّﻲ ﻓِﻴﻪِ ﺭَﺑِّﻲ ﺧَﻴْﺮٌ ﻓَﺄَﻋِﻴﻨُﻮﻧِﻲ ﺑِﻘُﻮَّﺓٍ ﺃَﺟْﻌَﻞْ ﺑَﻴْﻨَﻜُﻢْ ﻭَﺑَﻴْﻨَﻬُﻢْ ﺭَﺩْﻣًﺎ * ﺁﺗُﻮﻧِﻲ ﺯُﺑَﺮَ ﺍﻟْﺤَﺪِﻳﺪِ ﺣَﺘَّﻰ ﺇِﺫَﺍ ﺳَﺎﻭَﻯ ﺑَﻴْﻦَ ﺍﻟﺼَّﺪَﻓَﻴْﻦِ ﻗَﺎﻝَ ﺍﻧْﻔُﺨُﻮﺍ ﺣَﺘَّﻰ ﺇِﺫَﺍ ﺟَﻌَﻠَﻪُ ﻧَﺎﺭًﺍ ﻗَﺎﻝَ ﺁﺗُﻮﻧِﻲ ﺃُﻓْﺮِﻍْ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻗِﻄْﺮًﺍ * ﻓَﻤَﺎ ﺍﺳْﻄَﺎﻋُﻮﺍ ﺃَﻥْ ﻳَﻈْﻬَﺮُﻭﻩُ ﻭَﻣَﺎ ﺍﺳْﺘَﻄَﺎﻋُﻮﺍ ﻟَﻪُ ﻧَﻘْﺒًﺎ { [ ﺍﻟﻜﻬﻒ 98-89 ] .
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺴﻌﺪﻱ ﻓﻲ ﺗﻔﺴﻴﺮﻩ :
ﺃﻱ ﻟﻤﺎ ﻭﺻﻞ ﺇﻟﻰ ﻣﻐﺮﺏ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻛﺮ ﺭﺍﺟﻌﺎ، ﻗﺎﺻﺪﺍ ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ، ﻣﺘﺒﻌﺎ ﻟﻸﺳﺒﺎﺏ، ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻋﻄﺎﻩ ﺍﻟﻠﻪ، ﻓﻮﺻﻞ ﺇﻟﻰ ﻣﻄﻠﻊ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻓـ } ﻭَﺟَﺪَﻫَﺎ ﺗَﻄْﻠُﻊُ ﻋَﻠَﻰ ﻗَﻮْﻡٍ ﻟَﻢْ ﻧَﺠْﻌَﻞْ ﻟَﻬُﻢْ ﻣِﻦْ ﺩُﻭﻧِﻬَﺎ ﺳِﺘْﺮًﺍ { ﺃﻱ : ﻭﺟﺪﻫﺎ ﺗﻄﻠﻊ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﺎﺱ ﻟﻴﺲ ﻟﻬﻢ ﺳﺘﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻤﺲ، ﺇﻣﺎ ﻟﻌﺪﻡ ﺍﺳﺘﻌﺪﺍﺩﻫﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺎﻛﻦ، ﻭﺫﻟﻚ ﻟﺰﻳﺎﺩﺓ ﻫﻤﺠﻴﺘﻬﻢ ﻭﺗﻮﺣﺸﻬﻢ، ﻭﻋﺪﻡ ﺗﻤﺪﻧﻬﻢ، ﻭﺇﻣﺎ ﻟﻜﻮﻥ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺩﺍﺋﻤﺔ ﻋﻨﺪﻫﻢ، ﻻ ﺗﻐﺮﺏ ﻋﻨﻬﻢ ﻏﺮﻭﺑﺎ ﻳﺬﻛﺮ، ﻛﻤﺎ ﻳﻮﺟﺪ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺷﺮﻗﻲ ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻲ، ﻓﻮﺻﻞ ﺇﻟﻰ ﻣﻮﺿﻊ ﺍﻧﻘﻄﻊ ﻋﻨﻪ ﻋﻠﻢ ﺃﻫﻞ ﺍﻷﺭﺽ، ﻓﻀﻼ ﻋﻦ ﻭﺻﻮﻟﻬﻢ ﺇﻟﻴﻪ ﺇﻳﺎﻩ ﺑﺄﺑﺪﺍﻧﻬﻢ، ﻭﻣﻊ ﻫﺬﺍ، ﻓﻜﻞ ﻫﺬﺍ ﺑﺘﻘﺪﻳﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻪ، ﻭﻋﻠﻤﻪ ﺑﻪ ﻭﻟﻬﺬﺍ ﻗﺎﻝ } ﻛَﺬَﻟِﻚَ ﻭَﻗَﺪْ ﺃَﺣَﻄْﻨَﺎ ﺑِﻤَﺎ ﻟَﺪَﻳْﻪِ ﺧُﺒَﺮًﺍ { ﺃﻱ : ﺃﺣﻄﻨﺎ ﺑﻤﺎ ﻋﻨﺪﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻭﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﻌﻈﻴﻤﺔ ﻭﻋﻠﻤﻨﺎ ﻣﻌﻪ، ﺣﻴﺜﻤﺎ ﺗﻮﺟﻪ ﻭﺳﺎﺭ .
} ﺛُﻢَّ ﺃَﺗْﺒَﻊَ ﺳَﺒَﺒًﺎ ﺣَﺘَّﻰ ﺇِﺫَﺍ ﺑَﻠَﻎَ ﺑَﻴْﻦَ ﺍﻟﺴَّﺪَّﻳْﻦِ { ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻤﻔﺴﺮﻭﻥ : ﺫﻫﺐ ﻣﺘﻮﺟﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺸﺮﻕ، ﻗﺎﺻﺪﺍ ﻟﻠﺸﻤﺎﻝ، ﻓﻮﺻﻞ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺴﺪﻳﻦ، ﻭﻫﻤﺎ ﺳﺪﺍﻥ، ﻛﺎﻧﺎ ﺳﻼﺳﻞ ﺟﺒﺎﻝ ﻣﻌﺮﻭﻓﻴﻦ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ، ﺳﺪﺍ ﺑﻴﻦ ﻳﺄﺟﻮﺝ ﻭﻣﺄﺟﻮﺝ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻭﺟﺪ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺴﺪﻳﻦ ﻗﻮﻣﺎ، ﻻ ﻳﻜﺎﺩﻭﻥ ﻳﻔﻘﻬﻮﻥ ﻗﻮﻻ ﻟﻌﺠﻤﺔ ﺃﻟﺴﻨﺘﻬﻢ، ﻭﺍﺳﺘﻌﺠﺎﻡ ﺃﺫﻫﺎﻧﻬﻢ ﻭﻗﻠﻮﺑﻬﻢ، ﻭﻗﺪ ﺃﻋﻄﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺫﺍ ﺍﻟﻘﺮﻧﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ، ﻣﺎ ﻓﻘﻪ ﺑﻪ ﺃﻟﺴﻨﺔ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﻭﻓﻘﻬﻬﻢ، ﻭﺭﺍﺟﻌﻬﻢ، ﻭﺭﺍﺟﻌﻮﻩ، ﻓﺎﺷﺘﻜﻮﺍ ﺇﻟﻴﻪ ﺿﺮﺭ ﻳﺄﺟﻮﺝ ﻭﻣﺄﺟﻮﺝ، ﻭﻫﻤﺎ ﺃﻣﺘﺎﻥ ﻋﻈﻴﻤﺘﺎﻥ ﻣﻦ ﺑﻨﻲ ﺁﺩﻡ ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ : } ﺇِﻥَّ ﻳَﺄْﺟُﻮﺝَ ﻭَﻣَﺄْﺟُﻮﺝَ ﻣُﻔْﺴِﺪُﻭﻥَ ﻓِﻲ ﺍﻷﺭْﺽِ { ﺑﺎﻟﻘﺘﻞ ﻭﺃﺧﺬ ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ ﻭﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ . } ﻓَﻬَﻞْ ﻧَﺠْﻌَﻞُ ﻟَﻚَ ﺧَﺮْﺟًﺎ { ﺃﻱ ﺟﻌﻼ } ﻋَﻠَﻰ ﺃَﻥْ ﺗَﺠْﻌَﻞَ ﺑَﻴْﻨَﻨَﺎ ﻭَﺑَﻴْﻨَﻬُﻢْ ﺳَﺪًّﺍ { ﻭﺩﻝ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﻋﺪﻡ ﺍﻗﺘﺪﺍﺭﻫﻢ ﺑﺄﻧﻔﺴﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺑﻨﻴﺎﻥ ﺍﻟﺴﺪ، ﻭﻋﺮﻓﻮﺍ ﺍﻗﺘﺪﺍﺭ ﺫﻱ ﺍﻟﻘﺮﻧﻴﻦ ﻋﻠﻴﻪ، ﻓﺒﺬﻟﻮﺍ ﻟﻪ ﺃﺟﺮﺓ، ﻟﻴﻔﻌﻞ ﺫﻟﻚ، ﻭﺫﻛﺮﻭﺍ ﻟﻪ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﺍﻟﺪﺍﻋﻲ، ﻭﻫﻮ : ﺇﻓﺴﺎﺩﻫﻢ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ، ﻓﻠﻢ ﻳﻜﻦ ﺫﻭ ﺍﻟﻘﺮﻧﻴﻦ ﺫﺍ ﻃﻤﻊ، ﻭﻻ ﺭﻏﺒﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ، ﻭﻻ ﺗﺎﺭﻛﺎ ﻹﺻﻼﺡ ﺃﺣﻮﺍﻝ ﺍﻟﺮﻋﻴﺔ، ﺑﻞ ﻛﺎﻥ ﻗﺼﺪﻩ ﺍﻹﺻﻼﺡ، ﻓﻠﺬﻟﻚ ﺃﺟﺎﺏ ﻃﻠﺒﺘﻬﻢ ﻟﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ، ﻭﻟﻢ ﻳﺄﺧﺬ ﻣﻨﻬﻢ ﺃﺟﺮﺓ، ﻭﺷﻜﺮ ﺭﺑﻪ ﻋﻠﻰ ﺗﻤﻜﻴﻨﻪ ﻭﺍﻗﺘﺪﺍﺭﻩ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻬﻢ : } ﻣَﺎ ﻣَﻜَّﻨِّﻲ ﻓِﻴﻪِ ﺭَﺑِّﻲ ﺧَﻴْﺮٌ { ﺃﻱ : ﻣﻤﺎ ﺗﺒﺬﻟﻮﻥ ﻟﻲ ﻭﺗﻌﻄﻮﻧﻲ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺃﻃﻠﺐ ﻣﻨﻜﻢ ﺃﻥ ﺗﻌﻴﻨﻮﻧﻲ ﺑﻘﻮﺓ ﻣﻨﻜﻢ ﺑﺄﻳﺪﻳﻜﻢ } ﺃَﺟْﻌَﻞْ ﺑَﻴْﻨَﻜُﻢْ ﻭَﺑَﻴْﻨَﻬُﻢْ ﺭَﺩْﻣًﺎ { ﺃﻱ : ﻣﺎﻧﻌﺎ ﻣﻦ ﻋﺒﻮﺭﻫﻢ ﻋﻠﻴﻜﻢ .
} ﺁﺗُﻮﻧِﻲ ﺯُﺑَﺮَ ﺍﻟْﺤَﺪِﻳﺪِ { ﺃﻱ : ﻗﻄﻊ ﺍﻟﺤﺪﻳﺪ، ﻓﺄﻋﻄﻮﻩ ﺫﻟﻚ .
} ﺣَﺘَّﻰ ﺇِﺫَﺍ ﺳَﺎﻭَﻯ ﺑَﻴْﻦَ ﺍﻟﺼَّﺪَﻓَﻴْﻦِ { ﺃﻱ : ﺍﻟﺠﺒﻠﻴﻦ ﺍﻟﻠﺬﻳﻦ ﺑﻨﻲ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﺍﻟﺴﺪ } ﻗَﺎﻝَ ﺍﻧْﻔُﺨُﻮﺍ { ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺃﻱ : ﺃﻭﻗﺪﻭﻫﺎ ﺇﻳﻘﺎﺩﺍ ﻋﻈﻴﻤﺎ، ﻭﺍﺳﺘﻌﻤﻠﻮﺍ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻴﺦ ﻟﺘﺸﺘﺪ، ﻓﺘﺬﻳﺐ ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ، ﻓﻠﻤﺎ ﺫﺍﺏ ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ، ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﻠﺼﻘﻪ ﺑﻴﻦ ﺯﺑﺮ ﺍﻟﺤﺪﻳﺪ } ﻗَﺎﻝَ ﺁﺗُﻮﻧِﻲ ﺃُﻓْﺮِﻍْ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻗِﻄْﺮًﺍ { ﺃﻱ : ﻧﺤﺎﺳﺎ ﻣﺬﺍﺑﺎ، ﻓﺄﻓﺮﻍ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻘﻄﺮ، ﻓﺎﺳﺘﺤﻜﻢ ﺍﻟﺴﺪ ﺍﺳﺘﺤﻜﺎﻣﺎ ﻫﺎﺋﻼ ﻭﺍﻣﺘﻨﻊ ﺑﻪ ﻣﻦ ﻭﺭﺍﺀﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻣﻦ ﺿﺮﺭ ﻳﺄﺟﻮﺝ ﻭﻣﺄﺟﻮﺝ .
} ﻓَﻤَﺎ ﺍﺳْﻄَﺎﻋُﻮﺍ ﺃَﻥْ ﻳَﻈْﻬَﺮُﻭﻩُ ﻭَﻣَﺎ ﺍﺳْﺘَﻄَﺎﻋُﻮﺍ ﻟَﻪُ ﻧَﻘْﺒًﺎ
{ ﺃﻱ : ﻓﻤﺎ ﻟﻬﻢ ﺍﺳﺘﻄﺎﻋﺔ، ﻭﻻ ﻗﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻌﻮﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﻻﺭﺗﻔﺎﻋﻪ، ﻭﻻ ﻋﻠﻰ ﻧﻘﺒﻪ ﻹﺣﻜﺎﻣﻪ ﻭﻗﻮﺗﻪ .
# ﺃﺑﻮ _ ﺍﻟﻬﻴﺜﻢ
# ﻣﻊ _ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ
مواضيع مماثلة
» ﺫﻭ ﺍﻟﻘﺮﻧﻴﻦ ، ﻫﻞ ﺗﻌﻠﻢ ﻗﺼﺔ ﺫﻭ ﺍﻟﻘﺮﻧﻴﻦ ﻭﻣﻦ ﻳﻜﻮﻥ ؟ ﻣﺎﻫﻲ
» ﺃﺳﺲ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﻗﺼﺔ ﺫﻱ ﺍﻟﻘﺮﻧﻴﻦ ( 2
» ﺧﻄﺒﺔ ﺟﻤﻌﺔ ﺑﻌﻨﻮﺍﻥ ﺍﻟﺜﺒﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ
» ﺣﺎﻃﺐ ﻟﻴﻞ ||ﺩ . ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻄﻴﻒ ﺍﻟﺒﻮﻧﻲ ﻭﻷﻣﺮﻳﻜﺎ ﻧﺼﻴﺐٌ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺪ
» ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻭﺇﺛﻴﻮﺑﻴﺎ ﻭﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﺍﻟﺴﺪ ﻭﺍﻟﺤﺪﻭﺩ .. ﻛﻴﻒ ﺳﻴﺤﻞ ﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻴﻮﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻌﻀﻠﺔ؟
» ﺃﺳﺲ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﻗﺼﺔ ﺫﻱ ﺍﻟﻘﺮﻧﻴﻦ ( 2
» ﺧﻄﺒﺔ ﺟﻤﻌﺔ ﺑﻌﻨﻮﺍﻥ ﺍﻟﺜﺒﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ
» ﺣﺎﻃﺐ ﻟﻴﻞ ||ﺩ . ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻄﻴﻒ ﺍﻟﺒﻮﻧﻲ ﻭﻷﻣﺮﻳﻜﺎ ﻧﺼﻴﺐٌ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺪ
» ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻭﺇﺛﻴﻮﺑﻴﺎ ﻭﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﺍﻟﺴﺪ ﻭﺍﻟﺤﺪﻭﺩ .. ﻛﻴﻒ ﺳﻴﺤﻞ ﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻴﻮﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻌﻀﻠﺔ؟
صفحة 2 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدىق