بحـث
المواضيع الأخيرة
» شركة تنظيف اثاث بالرياض - خصم 30% - اطلب مهنيمن طرف omnia اليوم في 13:45
» شركة شراء اثاث مستعمل بالرياض -خصم 20 %-اطلب مهني
من طرف omnia اليوم في 13:34
» افضل خدمات منزلية بأفضل الاسعار-اطلب مهني السعودية
من طرف omnia اليوم في 13:22
» شركة جلي بلاط بالرياض
من طرف moslema_r الخميس 14 نوفمبر 2024 - 21:36
» احدث هواتف انفينكس Infinix Hot 50
من طرف omnia الخميس 14 نوفمبر 2024 - 15:54
» افضل الهواتف من اوبو Oppo A3x
من طرف omnia الخميس 14 نوفمبر 2024 - 15:38
» سامسونج Samsung Galaxy A16
من طرف omnia الخميس 14 نوفمبر 2024 - 15:29
» موبي برايس ماركات الموبايلات
من طرف omnia الخميس 14 نوفمبر 2024 - 15:16
» افضل شركة تنظيف منازل بالكويت باقل الاسعار
من طرف omnia الخميس 14 نوفمبر 2024 - 15:06
» كراتين للبيع بالكويت- افضل انواع الكراتين
من طرف omnia الخميس 14 نوفمبر 2024 - 14:42
أفضل 10 فاتحي مواضيع
قسي وبس2 | ||||
خالد فكري | ||||
ندا عمر | ||||
nadya | ||||
omnia | ||||
moslema_r | ||||
مارينا مايكل | ||||
ندا عصام | ||||
سيرين سعيد | ||||
رضوي سعيد |
المشاركات التي حصلت على أكثر ردود أفعال في الشهر
خادم Discord
| |
ﺃﺳﺲ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﻗﺼﺔ ﺫﻱ ﺍﻟﻘﺮﻧﻴﻦ ( 2
صفحة 2 من اصل 1 • شاطر
ﺃﺳﺲ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﻗﺼﺔ ﺫﻱ ﺍﻟﻘﺮﻧﻴﻦ ( 2
ﺇﻥ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻣﻠﻲﺀ ﺑﺎﻟﻜﻨﻮﺯ ﻟﻤﻦ ﺗﺄﻣﻠﻪ ﻭﺗﻤﺮﺱ ﺍﻟﻐﻮﺹ ﻓﻲ ﻣﻌﺎﻧﻴﻪ، ﻭﻫﻮ ﻛﺎﻟﺒﺤﺮ ﺍﻟﺰﺍﺧﺮ ﺑﺎﻟﻴﺎﻗﻮﺕ ﻛﻠﻤﺎ ﻏﺼﺖ ﻓﻲ ﻣﻌﺎﻧﻴﻪ ﻛﻠﻤﺎ ﻇﻔﺮﺕ ﺑﺎﻟﻤﻌﺎﻧﻲ ﺍﻟﺴﺎﻣﻘﺔ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ ﺍﻟﻌﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺮﻓﻴﻌﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﻈﻢ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ﻭﺗﻬﺪﻳﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺮﺷﺎﺩ .
ﻣﺎ ﻫﻲ ﺃﻫﻢ ﺍﻟﻤﻬﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﺤﻮﺯﻫﺎ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ؟
ﻟﻘﺪ ﺑﻴﻨَّﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﺎﻝ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﻛﺜﻴﺮًﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻬﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻼﺯﻣﺔ ﻟﻠﻘﺎﺋﺪ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﺆﻫﻠﻪ ﻟﻠﻘﻴﺎﺩﺓ ... ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻬﺎﺭﺍﺕ ﺛﻤﺮﺍﺕ ﻏﻮﺻﻨﺎ ﻓﻲ ﻗﺼﺔ ﺫﻱ ﺍﻟﻘﺮﻧﻴﻦ ﻣﺤﺎﻭﻟﻴﻦ ﺍﺳﺘﺨﺮﺍﺝ ﻣﺎ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ ﺭﺑﻨﺎ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻣﻦ ﻛﻨﻮﺯ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻭﻣﻌﺎﻥٍ ﺭﺍﺋﻌﺔ ﺳﺎﻣﻘﺔ .
ﻟﻘﺪ ﺗﺤﺪﺛﻨﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﺳﺒﻖ ﻋﻦ :
- ﻣﺼﺪﺭ ﻗﻮﺓ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ( ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺑﺎﻟﻠﻪ ) .
- ﺃﻣﺎﻧﺔ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ .
- ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﻭﻣﻨﻬﺞ ﺍﻟﺜﻮﺍﺏ ﻭﺍﻟﻌﻘﺎﺏ .
- ﺗﺤﺼﻴﻞ ﺍﻟﺨﺒﺮﺓ ﻭﺍﻣﺘﻼﻙ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ .
- ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﻭﺍﻟﺜﻘﺔ ﻭﺍﻟﻤﺘﺒﺎﺩﻟﺔ .
- ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﺍﻟﻤﺨﻄﻂ .
ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﺃﻫﻢ ﺍﻟﻤﺤﻄﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻮﻗﻨﺎ ﻋﻨﺪﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﺎﻝ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﻟﺒﻴﺎﻥ ﺃﻫﻢ ﺍﻟﻤﻬﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻼﺯﻣﺔ ﻟﻠﻘﺎﺋﺪ ﻭﺍﻟﻤﺴﻠﻢ، ﻭﺍﻟﻴﻮﻡ ﻧﺴﺘﻜﻤﻞ ﻣﺎ ﺗﺒﻘﻰ ﻣﻦ ﻣﻬﺎﺭﺍﺕ ﻭﺃﺳﺲ ﻗﻴﺎﺩﻳﺔ ﻳﺤﺘﺎﺟﻬﺎ ﻗﺎﺋﺪﻧﺎ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ، ﻭﻫﻲ :
ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﺎﺕ :
ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﺫﻫﺐ ﺇﻟﻴﻪ ﺫﻭ ﺍﻟﻘﺮﻧﻴﻦ ﺧﺎﺋﻔًﺎ ﻻ ﻳﻜﺎﺩ ﻳﻔﻘﻪ ﻗﻮﻟًﺎ، ﺇﺫ ﺃﻧﻪ ﻳﻮﺍﺟﻪ ﻋﺪﻭًﺍ ﻻ ﻃﺎﻗﺔ ﻷﺣﺪ ﻋﻠﻴﻪ، ﻓﻬﻢ ﻓﻲ ﺃﺯﻣﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ، ﻓﻜﻴﻒ ﺗﻤﻜﻦ ﺫﻭ ﺍﻟﻘﺮﻧﻴﻦ ﻣﻦ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﺟﺘﻤﺎﻉ ﻻ ﻧﻘﻮﻝ ﻟﺸﺮﻛﺔ ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻟﺸﻌﺐ ﺑﺄﻛﻤﻠﻪ ﻳﻌﻴﺶ ﺃﺯﻣﺔ ﺧﻄﻴﺮﺓ؟
- ﺍﻹﻧﺼﺎﺕ ﺃﻭﻟًﺎ :
ﻟﻘﺪ ﺑﺪﺃ ﺫﻭ ﺍﻟﻘﺮﻧﻴﻦ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻪ ﻣﻌﻬﻢ ﺑﺎﻹﻧﺼﺎﺕ ﻟﻬﻢ ﻭﺍﻻﺳﺘﻤﺎﻉ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻭﻫﻢ ﻳﻌﺮﺿﻮﻥ ﺃﺯﻣﺘﻬﻢ ... ﻓﻬﻢ ﻣﻦ ﺗﺤﺪﺛﻮﺍ ﺃﻭﻟًﺎ، ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ ﻳﻌﺮﺿﻮﻥ ﺍﻷﺯﻣﺔ : } ﻗَﺎﻟُﻮﺍ ﻳَﺎ ﺫَﺍ ﺍﻟْﻘَﺮْﻧَﻴْﻦِ ﺇِﻥَّ ﻳَﺄْﺟُﻮﺝَ ﻭَﻣَﺄْﺟُﻮﺝَ ﻣُﻔْﺴِﺪُﻭﻥَ ﻓِﻲ ﺍﻟْﺄَﺭْﺽِ ﻓَﻬَﻞْ ﻧَﺠْﻌَﻞُ ﻟَﻚَ ﺧَﺮْﺟًﺎ ﻋَﻠَﻰٰ ﺃَﻥ ﺗَﺠْﻌَﻞَ ﺑَﻴْﻨَﻨَﺎ ﻭَﺑَﻴْﻨَﻬُﻢْ ﺳَﺪًّﺍ { [ ﺍﻟﻜﻬﻒ 94: ] .
- ﺗﺼﺪﻳﺮ ﺍﻟﺜﻘﺔ ﻭﺗﻬﺪﺋﺔ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ :
ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﻣﻦ ﻳﺤﺴﻦ ﺗﻬﺪﺋﺘﻪ ﻭﻳﺒﺚ ﺍﻷﻣﻦ ﻓﻲ ﻧﻔﻮﺱ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﻭﻳﺼﺪﺭ ﻟﻬﻢ ﺍﻟﺜﻘﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﺃﻭﻟًﺎ ﺛﻢ ﻓﻲ ﺇﻣﻜﺎﻧﺎﺗﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﻫﺒﻬﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻳﺎﻩ، ﻓﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺫﻱ ﺍﻟﻘﺮﻧﻴﻦ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺑﺪﺃ ﺣﺪﻳﺜﻪ ﺑﺎﻟﺜﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻭﻣﺎ ﻣﻦَّ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﺇﻣﻜﺎﻧﻴﺎﺕ ﻛﺜﻴﺮﺓ، ﻓﺄﺷﺎﻉ ﺟﻮًﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻤﺄﻧﻴﻨﺔ : } ﻗَﺎﻝَ ﻣَﺎ ﻣَﻜَّﻨِّﻲ ﻓِﻴﻪِ ﺭَﺑِّﻲ ﺧَﻴْﺮٌ ﻓَﺄَﻋِﻴﻨُﻮﻧِﻲ ﺑِﻘُﻮَّﺓٍ ﺃَﺟْﻌَﻞْ ﺑَﻴْﻨَﻜُﻢْ ﻭَﺑَﻴْﻨَﻬُﻢْ ﺭَﺩْﻣًﺎ { [ ﺍﻟﻜﻬﻒ 95: ] .
- ﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﻭﺟﻬﺔ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺍﻷﺧﺮﻯ :
ﻟﻘﺪ ﻃﺮﺡ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﺣﻠًﺎ ﻷﺯﻣﺘﻬﻢ، ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﻓﻠﻢ ﻳﻘﺎﻃﻌﻢ ﺫﻭ ﺍﻟﻘﺮﻧﻴﻦ ﺃﻭ ﻳﻌﺘﺮﺽ ﻋﻠﻴﻬﻢ، ﺣﺘﻰ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻞ ﻣﺎ ﻳﺜﻴﺮ ﺣﻔﻴﻈﺘﻪ ﺑﻘﻮﻟﻬﻢ ﻟﻪ : } ﻓَﻬَﻞْ ﻧَﺠْﻌَﻞُ ﻟَﻚَ ﺧَﺮْﺟًﺎ ﻋَﻠَﻰٰ ﺃَﻥ ﺗَﺠْﻌَﻞَ ﺑَﻴْﻨَﻨَﺎ ﻭَﺑَﻴْﻨَﻬُﻢْ ﺳَﺪًّﺍ { [ ﺍﻟﻜﻬﻒ ﻣﻦ ﺍﻵﻳﺔ 94: ] . ﺇﻧﻪ ﺍﻟﻤﻤﻜّﻦ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ، ﺫﻭ ﺍﻟﺠﺎﻩ ﻭﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ، ﻭﻫﺎﻫﻢ ﻳﺸﺘﺮﻃﻮﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﺪﻓﻌﻮﺍ ﻟﻪ ﻧﻈﻴﺮ ﻗﻴﺎﻣﻪ ﺑﻌﻤﻞ ﻟﻬﻢ، ﻭﺭﻏﻢ ﺫﻟﻚ ﻟﻢ ﻳﺴﺘﺪﻉ ﺛﻮﺭﺗﻪ ﻭﻟﻢ ﻳﻨﻔﻌﻞ، ﻭﻟﻜﻦ ﺑﻬﺪﻭﺀ ﻗﺎﻝ ﻟﻬﻢ : } ﻣَﺎ ﻣَﻜَّﻨِّﻲ ﻓِﻴﻪِ ﺭَﺑِّﻲ ﺧَﻴْﺮٌ { [ ﺍﻟﻜﻬﻒ ﻣﻦ ﺍﻵﻳﺔ 95: ] .
" ﺛﻢ ﺑﺪﺃ ﻓﻲ ﺟﺬﺏ ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ﺍﻟﺤﻀﻮﺭ ﻭﺍﺳﺘﺜﺎﺭ ﻋﻘﻮﻟﻬﻢ ﻓﻬﺘﻒ ﻓﻴﻬﻢ : } ﻓَﺄَﻋِﻴﻨُﻮﻧِﻲ ﺑِﻘُﻮَّﺓٍ { [ ﺍﻟﻜﻬﻒ ﻣﻦ ﺍﻵﻳﺔ 95: ] .
ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺇﻳﺠﺎﺩ ﺣﻞ ﻟﻤﺎ ﻳﻌﺮﺽ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﻣﺸﺎﻛﻞ، ﻭﺍﻃﻼﻉ ﺍﻟﺤﻀﻮﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻬﻤﺔ ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺏ ﻣﻨﻬﻢ ﺗﻨﻔﻴﺬﻫﺎ : } ﻓَﺄَﻋِﻴﻨُﻮﻧِﻲ ﺑِﻘُﻮَّﺓٍ ﺃَﺟْﻌَﻞْ ﺑَﻴْﻨَﻜُﻢْ ﻭَﺑَﻴْﻨَﻬُﻢْ ﺭَﺩْﻣًﺎ { [ ﺍﻟﻜﻬﻒ ﻣﻦ ﺍﻵﻳﺔ 95: ] .
- ﺇﺟﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﺨﺎﻃﺐ :
ﻓﺎﻟﻘﻮﻡ ﻻ ﻳﻜﺎﺩﻭﻥ ﻳﻔﻘﻬﻮﻥ ﻗﻮﻟًﺎ، ﻭﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﻋﺬﺭ ﻓﻲ ﻋﺪﻡ ﻣﺴﺎﻋﺪﺗﻬﻢ، ﻭﻟﻜﻦ ﻻ ﺑﺪ ﺃﻧﻪ ﺍﺟﺘﻬﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﻟﻠﺘﺨﺎﻃﺐ ﻣﻌﻬﻢ ﻭﺍﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﻓﻴﻬﻢ ﺑﺒﻼﻏﺔ ﻣﻨﻄﻘﻪ ﻭﻗﻮﺓ ﺣﺠﺘﻪ، ﻣﺒﻴﻨًﺎ ﻟﻬﻢ ﻣﺎ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﻟﻬﻢ ﻣﻦ ﺛﻤﺮﺓ ﺟﻬﺪﻫﻢ ﺃﻻ ﻭﻫﻮ ﺻﻨﺎﻋﺔ ﺃﻣﻨﻬﻢ . ﻭﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﻗﻮﻳﺔ ﻭﺑﻠﻴﻐﺔ ﻭﻣﺨﺘﺼﺮﺓ، ﺟﻤﻊ ﺑﻬﺎ ﺷﺘﺎﺗﻬﻢ ﻟﻴﺤﻮّﻟﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﻗﻮﺓ ﺑﺸﺮﻳﺔ ﻫﺎﺋﻠﺔ ﻣﺘﺤﻔﺰﺓ، ﺗﻨﺘﻈﺮ ﺍﻷﻭﺍﻣﺮ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﻟﻬﺎ ﻟﺘﻌﻤﻞ ﺑﺠﺪ ﺧﻠﻒ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﻣﺆﻣﻨﺔ ﻭﺣﻜﻴﻤﺔ . ﺗﻠﻚ ﻫﻲ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﺤﻮﻳﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﻮﻝ ﺍﻟﺠﻤﻮﻉ ﺍﻟﻤﺘﻜﺎﺳﻠﺔ ﺇﻟﻰ ﻗﻮﺓ ﺑﺸﺮﻳﺔ ﻫﺎﺋﻠﺔ ﺗﻨﻔﺬ ﺃﻛﺒﺮ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ " ( ﻣﺠﻠﺔ ﺣﺮﺍﺀ، [ .([34
ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﺗﺨﺎﺫ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ :
ﻓﺎﻟﻘﺎﺋﺪ ﺍﻟﻤﺎﻫﺮ ﻫﻮ ﻣﻦ ﻳﺤﺴﻦ ﺍﺗﺨﺎﺫ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻮﻗﻴﺖ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﻭﺑﺎﻟﻜﻴﻔﻴﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ، ﻓﺘﻜﻮﻥ ﺩﺍﺋﻤًﺎ ﻗﺮﺍﺭﺍﺗﻪ ﻣﺤﻞ ﺛﻘﺔ ﻭﺗﻘﺪﻳﺮ ﻣﻤﻦ ﻳﻌﻤﻠﻮﻥ ﻣﻌﻪ، ﻭﻟﻌﻞ ﺍﻟﻤﻨﻬﺠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺗﺨﺬﻫﺎ ﺫﻭ ﺍﻟﻘﺮﻧﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﺗﺨﺎﺫ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺤﻮ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ :
- ﺗﺤﺪﻳﺪ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ .
- ﺛﻢ، ﺗﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﺒﻴﺎﻧﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ .
- ﺛﻢ، ﺍﻻﺧﺘﻴﺎﺭ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺒﺪﺍﺋﻞ ﺍﻟﻤﺘﺎﺣﺔ .
- ﺛﻢ، ﺭﺳﻢ ﺍﻟﺨﻄﻂ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﺔ ﻟﻠﻘﺮﺍﺭ ﺍﻷﻣﺜﻞ .
- ﺛﻢ، ﺻﻴﺎﻏﺔ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻭﺇﺻﺪﺍﺭﻩ .
- ﺛﻢ، ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ .
ﻭﻟﻨﺮﻯ ﺳﻮﻳًﺎ ﻛﻴﻒ ﻗﺎﻡ ﺫﻭ ﺍﻟﻘﺮﻧﻴﻦ ﺑﺬﻟﻚ :
-" ﺗﺤﺪﻳﺪ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ : ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺘﻨﺎ ﺗﻠﻚ ﻫﻲ ﺇﻏﺎﺭﺓ ﻳﺄﺟﻮﺝ ﻭﻣﺄﺟﻮﺝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﻭﺍﻹﻓﺴﺎﺩ ﻓﻴﻬﻢ، ﻭﺍﻟﻘﻮﻡ ﻻ ﻳﻤﻠﻜﻮﻥ ﺳﺒﻞ ﺍﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﻃﺎﻗﺘﻬﻢ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻭﺛﺮﻭﺍﺗﻬﻢ، ﻛﻤﺎ ﻇﻬﺮ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﻟﺬﻱ ﺍﻟﻘﺮﻧﻴﻦ .
- ﺟﻤﻊ ﺍﻟﺒﻴﺎﻧﺎﺕ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ : ﻭﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﺍﻟﻘﺮﺁﻧﻴﺔ ﺍﻟﺠﻠﻴﻠﺔ، ﻧﺮﻯ - ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺃﻋﻠﻰ ﻭﺃﻋﻠﻢ - ﺃﻧﻬﺎ ﺟﺎﺀﺕ ﻣﻦ ﻣﺼﺪﺭﻳﻦ :
ﺍﻟﻤﺼﺪﺭ ﺍﻷﻭﻝ : ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﻋِﻠﻢ ﺫﻱ ﺍﻟﻘﺮﻧﻴﻦ ﺑﺈﻓﺴﺎﺩ ﻳﺄﺟﻮﺝ ﻭﻣﺄﺟﻮﺝ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻗﺪ ﺟﺎﺀﻩ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ، ﻭﺑﻜﻴﻔﻴﺔ ﻻ ﻧﻌﻠﻤﻬﺎ، ﻓﺎﻧﻄﻠﻖ ﺇﻟﻴﻬﺎ .
ﺍﻟﻤﺼﺪﺭ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ : ﻋﻠﻤﻪ ﺑﻬﺎ ﺟﺎﺀ ﺑﻤﻌﺎﻳﻨﺘﻪ ﺇﻓﺴﺎﺩ ﻳﺄﺟﻮﺝ ﻭﻣﺄﺟﻮﺝ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺑﻠﻎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺴﺪﻳﻦ ﺃﻭﻟًﺎ، ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﻠﺘﻘﻲ ﺑﺎﻟﻘﻮﻡ ﺩﻭﻧﻬﻤﺎ .
ﺍﻟﻤﺼﺪﺭ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ : ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ - ﻛﻤﺎ ﺫﻛﺮﻧﺎ ﺁﻧﻔًﺎ - ﻭﻗﻮﻟﻬﻢ : } ﻗَﺎﻟُﻮﺍ ﻳَﺎ ﺫَﺍ ﺍﻟْﻘَﺮْﻧَﻴْﻦِ ﺇِﻥَّ ﻳَﺄْﺟُﻮﺝَ ﻭَﻣَﺄْﺟُﻮﺝَ ﻣُﻔْﺴِﺪُﻭﻥَ ﻓِﻲ ﺍﻟْﺄَﺭْﺽِ { [ ﺍﻟﻜﻬﻒ ﻣﻦ ﺍﻵﻳﺔ 94: ] .
- ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﻓﻲ ﺍﻻﺧﺘﻴﺎﺭ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺒﺪﺍﺋﻞ ﺍﻟﻤﺘﺎﺣﺔ : ﺇﻥ ﺃﺣﺴﻦ ﺍﻟﺒﺪﺍﺋﻞ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺯﻣﺔ، ﻫﻮ ﺇﻗﺎﻣﺔ ﻣﺎﻧﻊ ﺣﺼﻴﻦ ﺑﺎﻟﻤﻮﺍﺭﺩ ﺍﻟﻤﺘﺎﺣﺔ، ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﻭﺑﻴﻦ ﻳﺄﺟﻮﺝ ﻭﻣﺄﺟﻮﺝ .
- ﺭﺳﻢ ﺧﻄﻂ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ : ﻭﻫﺬﻩ ﻻﺑﺪ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻬﺎ ﺗﺼﻮﺭ ﻛﺎﻣﻞ ﻓﻲ ﻓﻜﺮ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ؛ ﻛﻴﻒ ﻳﺨﻄﻂ، ﻭﻛﻴﻒ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ، ﻭﻛﻴﻒ ﻳﺴﺘﺜﻤﺮ ﻛﻞ ﺍﻹﻣﻜﺎﻧﻴﺎﺕ، ﻭﻣﺎ ﻫﻲ ﻣﻌﺪﻻﺕ ﺍﻷﺩﺍﺀ ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺑﺔ ﻹﻧﻬﺎﺀ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﺟﻪ ﺍﻷﻛﻤﻞ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻤﻮﻋﺪ ﺍﻟﻤﺤﺪﺩ .
- ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺻﻴﺎﻏﺔ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﻭﺇﺻﺪﺍﺭﻫﺎ : ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺻﺪﺭﻫﺎ ﺫﻭ ﺍﻟﻘﺮﻧﻴﻦ، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺟﺎﺀﺕ ﺑﻘﻮﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺤﻮ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ : } ﺁﺗُﻮﻧِﻲ ﺯُﺑَﺮَ ﺍﻟْﺤَﺪِﻳﺪِ { ، } ﺍﻧﻔُﺨُﻮﺍ { ، } ﺁﺗُﻮﻧِﻲ ﺃُﻓْﺮِﻍْ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻗِﻄْﺮًﺍ { [ ﺍﻟﻜﻬﻒ ﻣﻦ ﺍﻵﻳﺔ 96: ] .
- ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ : ﻓﻠﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﺫﻭ ﺍﻟﻘﺮﻧﻴﻦ ﺑﻴﻨﻬﻢ، ﻳﺪﻩ ﺑﻴﺪﻫﻢ ﻭﻫﻢ ﻳﻘﻴﻤﻮﻥ ﺍﻟﺮﺩﻡ، ﻟﻬﻢ ﻣﻬﺎﻡ ﻭﻟﻪ ﻣﻬﺎﻡ ﻳﻨﻔﺬﻫﺎ، ﻭﻫﻮ ﻣﺘﻮﺍﺟﺪ ﺑﻴﻨﻬﻢ، ﻭﻳﺘﺎﺑﻊ ﻣﺮﺍﺣﻞ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﻭﻫﻮ ﺑﺎﻟﻘﺮﺏ ﻣﻨﻬﻢ . ﻓﺎﻻﺗﺼﺎﻻﺕ ﺍﻟﻔﻌﺎﻟﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﻭﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻴﻦ، ﻣﻦ ﺃﺳﺎﺳﻴﺎﺕ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻷﺯﻣﺎﺕ، ﻓﻼ ﻫﻨﺎﻙ ﻭﻗﺖ ﻳﻀﺎﻉ " ( ﻣﺠﻠﺔ ﺣﺮﺍﺀ، [ .([34
ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻮﻗﺖ :
ﺇﻥ " ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻨﻈﺮﻭﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺑﻌﻴﻦ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﻫﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺤﻘﻘﻮﻥ ﺇﻧﺠﺎﺯﺍﺕ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻬﻨﻴﺔ، ﻭﻫﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻗﻠﻴﻞ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ، ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻜﺲ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻤﺮﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻬﺘﻢ ﻛﺜﻴﺮًﺍ ﺑﺎﻹﻧﺠﺎﺯﺍﺕ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﺫﻭ ﻗﻴﻤﺔ ﻗﻠﻴﻠﺔ " ( ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻮﻗﺖ، ﺃﺑﻮ ﺷﻴﺨﺔ، ﻧﺎﺩﺭ ﺃﺣﻤﺪ، ﺹ [ .([46
ﻳﻘﻮﻝ ﺩﺭﺍﻛﺮ : " ﺍﻟﻤﺪﻳﺮﻳﻦ ﺍﻟﻔﻌّﺎﻟﻴﻦ ﻻ ﻳﺒﺪﺋﻮﻥ ﺑﻤﺒﺎﺷﺮﺓ ﻣﻬﻤﺎﺗﻬﻢ، ﺑﻞ ﻳﺒﺪﺋﻮﻥ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﻭﻗﺘﻬﻢ، ﻭﻫﻢ ﻻ ﻳﺒﺪﺅﻭﻥ ﺑﻤﺒﺎﺷﺮﺓ ﺍﻟﺘﺨﻄﻴﻂ، ﺑﻞ ﻳﺒﺪﺋﻮﻥ ﺑﻤﻌﺮﻓﺔ ﻓﻴﻢ ﻳُﺼﺮﻑ ﻭﻗﺘﻬﻢ ﻓﻌﻠًﺎ، ﺛﻢ ﺇﻧﻬﻢ ﻳﺒﺬﻟﻮﻥ ﺟﻬﺪﻫﻢ ﻟﻠﺘﻘﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺜﻤﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻤﺜﻞ ﻋﺒﺌًﺎ ﻋﻠﻰ ﻭﻗﺘﻬﻢ " ( ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﻔﻌﺎﻝ، ﺩﺭﺍﻛﺮ، ﺹ [ .([26
ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﻕ ﺍﻟﻘﺮﺁﻧﻲ ﺍﻟﺠﻠﻴﻞ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺼﺔ، ﻳﻠﻔﺖ ﺃﻧﻈﺎﺭﻧﺎ ﺇﻟﻰ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﻋﺎﻣﻞ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻭﺍﻻﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻷﻣﺜﻞ ﻟﻪ، ﻭﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺇﺷﺎﺭﺍﺕ ﻟﻄﻴﻔﺔ ﻓﻲ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﺮﺩﻡ . ﻓﺒﻌﺪ ﻋﺮﺽ ﻓﻜﺮﺗﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺑﺪﺃ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻮﺭ ﺑﻘﻮﻟﻪ } : ﺁﺗُﻮﻧِﻲ ﺯُﺑَﺮَ ﺍﻟْﺤَﺪِﻳﺪِ { [ ﺍﻟﻜﻬﻒ ﻣﻦ ﺍﻵﻳﺔ 96: ] ، ﻓﺈﺫﺍ ﺍﻧﺘﻬﺖ ﻣﺮﺣﻠﺔ، ﺑﺪﺃ ﺑﺎﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻮﺭ : } ﺣَﺘَّﻰٰ ﺇِﺫَﺍ ﺳَﺎﻭَﻯٰ ﺑَﻴْﻦَ ﺍﻟﺼَّﺪَﻓَﻴْﻦِ ﻗَﺎﻝَ ﺍﻧﻔُﺨُﻮﺍ ۖ ﺣَﺘَّﻰٰ ﺇِﺫَﺍ ﺟَﻌَﻠَﻪُ ﻧَﺎﺭًﺍ ﻗَﺎﻝَ ﺁﺗُﻮﻧِﻲ ﺃُﻓْﺮِﻍْ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻗِﻄْﺮًﺍ { [ ﺍﻟﻜﻬﻒ ﻣﻦ ﺍﻵﻳﺔ 96: ] .
ﻭﺑﺪﺭﺍﺳﺔ ﻣﺮﺍﺣﻞ ﺗﻨﻔﻴﺬ ( ﻣﺸﺮﻭﻉ ﺍﻟﺮﺩﻡ ) ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻗﺎﻣﻪ ﺫﻭ ﺍﻟﻘﺮﻧﻴﻦ ﺑﻤﻌﺎﻭﻧﺘﻬﻢ ﻟﻪ، ﻧﺮﻯ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻋﺪﺓ ﺃﻧﺸﻄﺔ ﻗﺪ ﺑﺪﺃﺕ ﻣﻌًﺎ ﺍﺳﺘﺜﻤﺎﺭًﺍ ﻟﻠﻮﻗﺖ ﻭﻋﺪﻡ ﺇﺿﺎﻋﺘﻪ؛ ﺣﺘﻰ ﺇﻧﻨﺎ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻧﺆﻛﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻛﻠﻪ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﺳﺘﻨﻔﺎﺭ، ﻭﺗﻮﺯﻋﺖ ﺍﻟﻤﺴﺌﻮﻟﻴﺎﺕ ﻭﺃﺩﻯ ﺟﻤﻴﻊ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺩﻭﺭﻩ ﺑﺈﺗﻘﺎﻥ ﻭﻓﻲ ﺗﺴﻠﺴﻞ ﻣﺘﺘﺎﺑﻊ ﻟﻤﺮﺍﺣﻞ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﺮﺩﻡ .
ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺗﻜﻮﻳﻦ ﻓِﺮَﻕ ﺍﻟﻌﻤﻞ :
" ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺃﺷﺎﺭ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﺍﻟﺮﺍﺋﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻓِﺮَﻕ ﻋﻤﻞ ﺗﻜﻮﻧﺖ ﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻤﻌﺠﺰ، ﻭﻟﻘﺪ ﻭﺯﻉ ﺫﻭ ﺍﻟﻘﺮﻧﻴﻦ ﺃﺩﻭﺍﺭًﺍ ﻭﻣﺮﺍﺣﻞ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭﻧﺴﻖ ﺑﻴﻨﻬﻢ . ﻭﻟﻘﺪ ﻇﻬﺮ ﻫﺬﺍ ﺟﻠﻴًّﺎ ﻣﻦ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﺍﻟﻜﺮﻳﻤﺔ، ﻓﺘﻜﻮﻧﺖ ﻓِﺮَﻕ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻵﺗﻴﺔ :
-1 ﻓﺮﻳﻖ ﻹﺣﻀﺎﺭ ﺍﻟﺤﺪﻳﺪ ﻭﺗﻜﻮَّﻥ ﻓﻮﺭ ﻗﻮﻟﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ : } ﺁﺗُﻮﻧِﻲ ﺯُﺑَﺮَ ﺍﻟْﺤَﺪِﻳﺪ { [ ﺍﻟﻜﻬﻒ ﻣﻦ ﺍﻵﻳﺔ 96: ] ، ﻭﻣﺎ ﻳﺴﺘﻠﺰﻡ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻬﻤﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻨﻘﻴﺐ ﻋﻦ ﺧﺎﻡ ﺍﻟﺤﺪﻳﺪ، ﻭﺍﻟﻜﺸﻒ ﻋﻦ ﻣﻨﺎﺟﻤﻪ ﻭﺇﻋﺪﺍﺩﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻃﻠﺒﻬﺎ ﺫﻭ ﺍﻟﻘﺮﻧﻴﻦ، ﻭﻧَﻘْﻠﻪ ﺇﻟﻴﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻄﻠﺒﻪ .
-2 ﻓﺮﻳﻖ ﻟﻠﺘﺠﻬﻴﺰﺍﺕ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﻭﻧﺔ، ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﺮﻳﻖ ﻳﺘﻮﻟﻰ ﺗﻌﺒﻴﺪ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﻭﺇﻋﺪﺍﺩﻫﺎ ﻣﻦ ﻣﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﺤﺪﻳﺪ، ﻭﻣﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ، ﻭﺃﻓﺮﺍﻥ ﺻﻬﺮﻩ، ﺣﺘﻰ ﻣﻮﻗﻊ ﺍﻟﺮﺩﻡ . ﻛﺬﺍ ﺍﻟﻤﻌﺎﻭﻧﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﺗﺴﺘﻠﺰﻣﻪ ﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺼﺪﻓﻴﻦ، ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻮﻻﻩ ﺫﻭ ﺍﻟﻘﺮﻧﻴﻦ .
-3 ﻓﺮﻳﻖ ﻹﻳﻘﺎﺩ ﺍﻟﻨﻴﺮﺍﻥ، ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﺮﻳﻖ ﻳﺘﻮﻟﻰ ﺇﻋﺪﺍﺩ ﻣﻮﺍﺩ ﻭﺧﺎﻣﺎﺕ ﺍﻻﺷﺘﻌﺎﻝ، ﻛﺬﺍ ﺃﺩﻭﺍﺕ ﺍﻟﻨﻔﺦ ﻭﺍﻟﺒﺪﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻔﺦ ﻹﺷﻌﺎﻝ ﺍﻟﻨﻴﺮﺍﻥ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻄﻠﺐ ﺫﻟﻚ ﺫﻭ ﺍﻟﻘﺮﻧﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﻤﺤﺪﺩ .
-4 ﻓﺮﻳﻖ ﻹﻋﺪﺍﺩ ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ ﺍﻟﻤﺬﺍﺏ، ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﺮﻳﻖ ﻳﺘﻮﻟﻰ ﺍﻛﺘﺸﺎﻑ ﺧﺎﻡ ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ، ﻭﻧﻘﻠﻪ ﺇﻟﻰ ﺃﻓﺮﺍﻥ ﺻﻬﺮﻩ، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻳﻘﻴﻤﻮﻧﻬﺎ، ﺛﻢ ﺻﻬﺮ ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ ﻭﻧﻘﻠﻪ ﺇﻟﻰ ﻣﻮﻗﻊ ﺍﻟﺮﺩﻡ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻄﻠﺒﻪ ﺫﻭ ﺍﻟﻘﺮﻧﻴﻦ . ﻭﻫﺬﺍ ﻛﻠﻪ ﻗﺪ ﻭﺿﺢ ﻣﻦ ﻗﻮﻝ ﺫﻱ ﺍﻟﻘﺮﻧﻴﻦ ﺇﺟﻤﺎﻟًﺎ، ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺪﺧﻮﻝ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ ﺑﻘﻮﻟﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ : } ﺁﺗُﻮﻧِﻲ ﺃُﻓْﺮِﻍْ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻗِﻄْﺮًﺍ { [ ﺍﻟﻜﻬﻒ ﻣﻦ ﺍﻵﻳﺔ 96: ] .
ﻫﺬﻩ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻔﺮﻕ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻧﺠﺰﻡ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻗﺪ ﺗﻄﻠﺒﻬﺎ - ﻭﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺗﺼﻮﺭﻧﺎ ﻫﺬﺍ ﻗﺪ ﺣﺪﺙ - ﻟﻤﺎ ﻳﺘﻄﻠﺒﻪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻀﺨﻢ ﻣﻦ ﻓﺮﻕ ﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻩ، ﺣﺘﻰ ﺇﻧﻨﺎ ﻧﺘﺨﻴﻞ ﺃﻧﻪ ﻻ ﺑﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻛﻠﻪ ﻗﺪ ﻋﻤﻞ ﻓﻴﻪ، ﻭﺫﻟﻚ ﻟﻠﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﻳﺪﻱ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻩ . ﻭﻻ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻧﺘﺨﻴﻞ ﻛﻴﻒ ﺷﺮﺡ ﺫﻭ ﺍﻟﻘﺮﻧﻴﻦ ﻭﺑﻴّﻦ ﻟﻜﻞ ﻓﺮﻳﻖ ﻋﻤﻠﻪ ﻭﻭﺍﺟﺒﺎﺗﻪ ﻭﺃﻥ ﻳﺆﺩﻱ ﻛﻞ ﻓﺮﻳﻖ ﻋﻤﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﻛﻤﻞ ﻭﺃﺗﻢ ﻭﺟﻪ .
ﻭﻻ ﻧﻨﺴﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﻻ ﻳﻜﺎﺩﻭﻥ ﻳﻔﻘﻬﻮﻥ ﻗﻮﻟًﺎ، ﻭﻛﻴﻒ ﺗﺎﺑﻊ ﺫﻭ ﺍﻟﻘﺮﻧﻴﻦ ﺍﻟﻤﺮﺍﺣﻞ ﺍﻟﺒﻌﻴﺪﺓ ﻋﻦ ﻣﻮﻗﻊ ﺍﻟﺮﺩﻡ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﺴﺎﻭﻱ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺼﺪﻓﻴﻦ ﻭﻫﻨﺎﻙ ﻣﻦ ﻳﻌﻤﻞ ﺑﻌﻴﺪًﺍ ﻋﻨﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺸﻒ ﻋﻦ ﻋﻨﺼﺮﻱ ﺍﻟﺤﺪﻳﺪ ﻭﺍﻟﻨﺤﺎﺱ ﻭﺗﺼﻨﻴﻌﻬﻤﺎ، ﻭﻧﻘﻞ ﺍﻟﻜﻤﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺑﺔ ﻣﻨﻬﻤﺎ، ﻛﺬﺍ ﺧﺎﻣﺎﺕ ﻭﻣﻮﺍﺩ ﺍﻻﺷﺘﻌﺎﻝ ... ﻭﻛﺎﻥ ﻻ ﺑﺪ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﻔِﺮَﻕ ﺃﻥ ﺗﺘﻮﻟﻰ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﺑﺄﻧﻔﺴﻬﻢ .
ﻭﻛﺄﻥ ﺑﺬﻱ ﺍﻟﻘﺮﻧﻴﻦ ﻗﺪ ﻓﻮﺽ ﺑﻌﻀًﺎ ﻣﻦ ﻣﻬﺎﻣﻪ ﺍﻹﺷﺮﺍﻓﻴﺔ ﻷﻓﺮﺍﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻌﺐ . ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻧﻄﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ( ﺍﻟﺘﻔﻮﻳﺾ ) ، ﻭﻟﻘﺪ ﻧﺠﺤﻮﺍ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ . ﻭﺗﻠﻚ ﻣﺎ ﺗﻨﺎﺩﻱ ﺑﻪ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻓﻲ ( ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ) ، ﻭ( ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ "( ( ﻣﺠﻠﺔ ﺣﺮﺍﺀ، [ .([35
ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﻣﺘﻮﺍﺿﻊ :
ﺍﻟﻘﺎﺩﺓ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻌﻈﻤﻮﺍ ﺃﻫﺪﺍﻑ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺔ، ﻭﻳﻨﻜﺮﻭﺍ ﺫﺍﺗﻬﻢ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﻟﻴﻨﺎﻟﻮﺍ ﺛﻘﺔ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻭﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﻣﺮﺅﻭﺳﻴﻬﻢ ﻟﻬﻢ . ﻭﻟﻘﺪ ﺿﺮﺏ ﻟﻨﺎ ﺫﻭ ﺍﻟﻘﺮﻧﻴﻦ ﺍﻟﻤﺜﻞ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺑﻘﻮﻟﻪ : } ﻗَﺎﻝَ ﻣَﺎ ﻣَﻜَّﻨِّﻲ ﻓِﻴﻪِ ﺭَﺑِّﻲ ﺧَﻴْﺮٌ ﻓَﺄَﻋِﻴﻨُﻮﻧِﻲ ﺑِﻘُﻮَّﺓٍ ﺃَﺟْﻌَﻞْ ﺑَﻴْﻨَﻜُﻢْ ﻭَﺑَﻴْﻨَﻬُﻢْ ﺭَﺩْﻣًﺎ { [ ﺍﻟﻜﻬﻒ 95: ] .
" ﻓﺬﻭ ﺍﻟﻘﺮﻧﻴﻦ ﻻ ﻳُﺬﻛﺮ ﻷﻧﻪ ﻣﻠﻚ، ﻭﻟﻜﻦ ﻳﺬﻛﺮ ﻷﻋﻤﺎﻟﻪ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﺔ . ﻭﺣﻴﻦ ﻳﻌﺮﺽ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻭﺟﺪﻫﻢ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺴﺪﻳﻦ ﺃﻥ ﻳﺒﻨﻲ ﻟﻬﻢ ﺳﺪًﺍ ﻳﺤﻤﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﺄﺟﻮﺝ ﻭﻣﺄﺟﻮﺝ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺃﻥ ﻳﻌﻄﻮﻩ ﻣﺎﻟًﺎ، ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺮﺩ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﺎ ﻋﺮﺿﻮﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎﻝ، ﻷﻥ ﺗﻤﻜﻴﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻪ ﺧﻴﺮ ﻣﻦ ﺃﻣﻮﺍﻟﻬﻢ } ﻗَﺎﻝَ ﻣَﺎ ﻣَﻜَّﻨِّﻲ ﻓِﻴﻪِ ﺭَﺑِّﻲ ﺧَﻴْﺮٌ { [ ﺍﻟﻜﻬﻒ ﻣﻦ ﺍﻵﻳﺔ 95: ] . ﻭﺣﻴﻦ ﻳﺘﻢ ﺍﻟﺴﺪ ﻳﺮﺩ ﺍﻷﻣﺮ ﻟﻠﻪ ﻻ ﻟﻘﻮﺗﻪ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ } ﻗَﺎﻝَ ﻫَـٰﺬَﺍ ﺭَﺣْﻤَﺔٌ ﻣِّﻦ ﺭَّﺑِّﻲ ۖ ﻓَﺈِﺫَﺍ ﺟَﺎﺀَ ﻭَﻋْﺪُ ﺭَﺑِّﻲ ﺟَﻌَﻠَﻪُ ﺩَﻛَّﺎﺀَ ۖ ﻭَﻛَﺎﻥَ ﻭَﻋْﺪُ ﺭَﺑِّﻲ ﺣَﻘًّﺎ { [ ﺍﻟﻜﻬﻒ "[98: ( ﻓﻲ ﻇﻼﻝ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ، ﺳﻴﺪ ﻗﻄﺐ ، [ /4 .([2258
ﻭﻛﺄﻧﻰ ﺑﻪ ﻳﻘﻮﻝ ﻟﻬﻢ : ﻟﻢ ﺁﺕ ﺇﻟﻴﻜﻢ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﻤﻐﻨﻢ، ﻭﻟﻜﻦ ﺟﺌﺖ ﻣﻦ ﺃﺟﻠﻜﻢ ﻣﺘﻄﻮﻋًﺎ، ﺃﻃﻠﺐ ﺍﻟﻌﻮﻥ ﻣﻨﻜﻢ ﺑﻘﻮﺓ، ﺳﺎﻋﺪﻭﻧﻲ ﻷﺟﻌﻞ ﺑﻴﻨﻜﻢ ﻭﺑﻴﻨﻬﻢ ﺭﺩﻣًﺎ، ﻳﺤﻤﻴﻜﻢ ﻭﻳﺤﻤﻲ ﺫﺭﻳﺎﺗﻜﻢ ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻛﻢ . ﺛﻢ ﺍﻧﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺗﻮﺍﺿﻌﻪ ﺍﻟﺠﻢّ؛ ﻭﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺃﺗﻢ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺨﺎﻟﺪ ﻭﺍﻟﻤﻌﺠﺰ، ﺭﺩ ﺍﻷﻣﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ } : ﻗَﺎﻝَ ﻫَـٰﺬَﺍ ﺭَﺣْﻤَﺔٌ ﻣِّﻦ ﺭَّﺑِّﻲ ۖ ﻓَﺈِﺫَﺍ ﺟَﺎﺀَ ﻭَﻋْﺪُ ﺭَﺑِّﻲ ﺟَﻌَﻠَﻪُ ﺩَﻛَّﺎﺀَ ۖ ﻭَﻛَﺎﻥَ ﻭَﻋْﺪُ ﺭَﺑِّﻲ ﺣَﻘًّﺎ { [ ﺍﻟﻜﻬﻒ 98: ] ، ﺇﻧﻪ ﺍﻟﻤﻤﻜّﻦ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ، ﻳﻄﻠﺐ ﺍﻟﻌﻮﻥ ﻟﻴﺒﻨﻲ ﺍﻟﺮﺩﻡ، ﻭﻳﻨﺼﻬﺮ ﻣﻌﻪ ﺍﻟﺸﻌﺐ، ﺛﻢ ﻻ ﻳﻐﺘﺮ ﺑﻌﻤﻠﻪ ﺗﻮﺍﺿﻌًﺎ ﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ .
ﻓﺮﻳﺪ ﻣﻨﺎﻉ
________
ﺃﻫﻢ ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ :
- ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻮﻗﺖ، ﺃﺑﻮ ﺷﻴﺨﺔ ﻧﺎﺩﺭ ﺃﺣﻤﺪ .
- ﻓﻲ ﻇﻼﻝ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ، ﺳﻴﺪ ﻗﻄﺐ .
- ﻣﺠﻠﺔ ﺣﺮﺍﺀ .
ﺍﻟﻤﺼﺪﺭ : ﻣﻔﻜﺮﺓ ﺍﻹﺳﻼﻡ
ﻣﺎ ﻫﻲ ﺃﻫﻢ ﺍﻟﻤﻬﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﺤﻮﺯﻫﺎ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ؟
ﻟﻘﺪ ﺑﻴﻨَّﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﺎﻝ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﻛﺜﻴﺮًﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻬﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻼﺯﻣﺔ ﻟﻠﻘﺎﺋﺪ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﺆﻫﻠﻪ ﻟﻠﻘﻴﺎﺩﺓ ... ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻬﺎﺭﺍﺕ ﺛﻤﺮﺍﺕ ﻏﻮﺻﻨﺎ ﻓﻲ ﻗﺼﺔ ﺫﻱ ﺍﻟﻘﺮﻧﻴﻦ ﻣﺤﺎﻭﻟﻴﻦ ﺍﺳﺘﺨﺮﺍﺝ ﻣﺎ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ ﺭﺑﻨﺎ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻣﻦ ﻛﻨﻮﺯ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻭﻣﻌﺎﻥٍ ﺭﺍﺋﻌﺔ ﺳﺎﻣﻘﺔ .
ﻟﻘﺪ ﺗﺤﺪﺛﻨﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﺳﺒﻖ ﻋﻦ :
- ﻣﺼﺪﺭ ﻗﻮﺓ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ( ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺑﺎﻟﻠﻪ ) .
- ﺃﻣﺎﻧﺔ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ .
- ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﻭﻣﻨﻬﺞ ﺍﻟﺜﻮﺍﺏ ﻭﺍﻟﻌﻘﺎﺏ .
- ﺗﺤﺼﻴﻞ ﺍﻟﺨﺒﺮﺓ ﻭﺍﻣﺘﻼﻙ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ .
- ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﻭﺍﻟﺜﻘﺔ ﻭﺍﻟﻤﺘﺒﺎﺩﻟﺔ .
- ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﺍﻟﻤﺨﻄﻂ .
ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﺃﻫﻢ ﺍﻟﻤﺤﻄﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻮﻗﻨﺎ ﻋﻨﺪﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﺎﻝ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﻟﺒﻴﺎﻥ ﺃﻫﻢ ﺍﻟﻤﻬﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻼﺯﻣﺔ ﻟﻠﻘﺎﺋﺪ ﻭﺍﻟﻤﺴﻠﻢ، ﻭﺍﻟﻴﻮﻡ ﻧﺴﺘﻜﻤﻞ ﻣﺎ ﺗﺒﻘﻰ ﻣﻦ ﻣﻬﺎﺭﺍﺕ ﻭﺃﺳﺲ ﻗﻴﺎﺩﻳﺔ ﻳﺤﺘﺎﺟﻬﺎ ﻗﺎﺋﺪﻧﺎ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ، ﻭﻫﻲ :
ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﺎﺕ :
ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﺫﻫﺐ ﺇﻟﻴﻪ ﺫﻭ ﺍﻟﻘﺮﻧﻴﻦ ﺧﺎﺋﻔًﺎ ﻻ ﻳﻜﺎﺩ ﻳﻔﻘﻪ ﻗﻮﻟًﺎ، ﺇﺫ ﺃﻧﻪ ﻳﻮﺍﺟﻪ ﻋﺪﻭًﺍ ﻻ ﻃﺎﻗﺔ ﻷﺣﺪ ﻋﻠﻴﻪ، ﻓﻬﻢ ﻓﻲ ﺃﺯﻣﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ، ﻓﻜﻴﻒ ﺗﻤﻜﻦ ﺫﻭ ﺍﻟﻘﺮﻧﻴﻦ ﻣﻦ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﺟﺘﻤﺎﻉ ﻻ ﻧﻘﻮﻝ ﻟﺸﺮﻛﺔ ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻟﺸﻌﺐ ﺑﺄﻛﻤﻠﻪ ﻳﻌﻴﺶ ﺃﺯﻣﺔ ﺧﻄﻴﺮﺓ؟
- ﺍﻹﻧﺼﺎﺕ ﺃﻭﻟًﺎ :
ﻟﻘﺪ ﺑﺪﺃ ﺫﻭ ﺍﻟﻘﺮﻧﻴﻦ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻪ ﻣﻌﻬﻢ ﺑﺎﻹﻧﺼﺎﺕ ﻟﻬﻢ ﻭﺍﻻﺳﺘﻤﺎﻉ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻭﻫﻢ ﻳﻌﺮﺿﻮﻥ ﺃﺯﻣﺘﻬﻢ ... ﻓﻬﻢ ﻣﻦ ﺗﺤﺪﺛﻮﺍ ﺃﻭﻟًﺎ، ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ ﻳﻌﺮﺿﻮﻥ ﺍﻷﺯﻣﺔ : } ﻗَﺎﻟُﻮﺍ ﻳَﺎ ﺫَﺍ ﺍﻟْﻘَﺮْﻧَﻴْﻦِ ﺇِﻥَّ ﻳَﺄْﺟُﻮﺝَ ﻭَﻣَﺄْﺟُﻮﺝَ ﻣُﻔْﺴِﺪُﻭﻥَ ﻓِﻲ ﺍﻟْﺄَﺭْﺽِ ﻓَﻬَﻞْ ﻧَﺠْﻌَﻞُ ﻟَﻚَ ﺧَﺮْﺟًﺎ ﻋَﻠَﻰٰ ﺃَﻥ ﺗَﺠْﻌَﻞَ ﺑَﻴْﻨَﻨَﺎ ﻭَﺑَﻴْﻨَﻬُﻢْ ﺳَﺪًّﺍ { [ ﺍﻟﻜﻬﻒ 94: ] .
- ﺗﺼﺪﻳﺮ ﺍﻟﺜﻘﺔ ﻭﺗﻬﺪﺋﺔ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ :
ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﻣﻦ ﻳﺤﺴﻦ ﺗﻬﺪﺋﺘﻪ ﻭﻳﺒﺚ ﺍﻷﻣﻦ ﻓﻲ ﻧﻔﻮﺱ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﻭﻳﺼﺪﺭ ﻟﻬﻢ ﺍﻟﺜﻘﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﺃﻭﻟًﺎ ﺛﻢ ﻓﻲ ﺇﻣﻜﺎﻧﺎﺗﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﻫﺒﻬﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻳﺎﻩ، ﻓﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺫﻱ ﺍﻟﻘﺮﻧﻴﻦ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺑﺪﺃ ﺣﺪﻳﺜﻪ ﺑﺎﻟﺜﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻭﻣﺎ ﻣﻦَّ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﺇﻣﻜﺎﻧﻴﺎﺕ ﻛﺜﻴﺮﺓ، ﻓﺄﺷﺎﻉ ﺟﻮًﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻤﺄﻧﻴﻨﺔ : } ﻗَﺎﻝَ ﻣَﺎ ﻣَﻜَّﻨِّﻲ ﻓِﻴﻪِ ﺭَﺑِّﻲ ﺧَﻴْﺮٌ ﻓَﺄَﻋِﻴﻨُﻮﻧِﻲ ﺑِﻘُﻮَّﺓٍ ﺃَﺟْﻌَﻞْ ﺑَﻴْﻨَﻜُﻢْ ﻭَﺑَﻴْﻨَﻬُﻢْ ﺭَﺩْﻣًﺎ { [ ﺍﻟﻜﻬﻒ 95: ] .
- ﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﻭﺟﻬﺔ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺍﻷﺧﺮﻯ :
ﻟﻘﺪ ﻃﺮﺡ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﺣﻠًﺎ ﻷﺯﻣﺘﻬﻢ، ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﻓﻠﻢ ﻳﻘﺎﻃﻌﻢ ﺫﻭ ﺍﻟﻘﺮﻧﻴﻦ ﺃﻭ ﻳﻌﺘﺮﺽ ﻋﻠﻴﻬﻢ، ﺣﺘﻰ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻞ ﻣﺎ ﻳﺜﻴﺮ ﺣﻔﻴﻈﺘﻪ ﺑﻘﻮﻟﻬﻢ ﻟﻪ : } ﻓَﻬَﻞْ ﻧَﺠْﻌَﻞُ ﻟَﻚَ ﺧَﺮْﺟًﺎ ﻋَﻠَﻰٰ ﺃَﻥ ﺗَﺠْﻌَﻞَ ﺑَﻴْﻨَﻨَﺎ ﻭَﺑَﻴْﻨَﻬُﻢْ ﺳَﺪًّﺍ { [ ﺍﻟﻜﻬﻒ ﻣﻦ ﺍﻵﻳﺔ 94: ] . ﺇﻧﻪ ﺍﻟﻤﻤﻜّﻦ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ، ﺫﻭ ﺍﻟﺠﺎﻩ ﻭﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ، ﻭﻫﺎﻫﻢ ﻳﺸﺘﺮﻃﻮﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﺪﻓﻌﻮﺍ ﻟﻪ ﻧﻈﻴﺮ ﻗﻴﺎﻣﻪ ﺑﻌﻤﻞ ﻟﻬﻢ، ﻭﺭﻏﻢ ﺫﻟﻚ ﻟﻢ ﻳﺴﺘﺪﻉ ﺛﻮﺭﺗﻪ ﻭﻟﻢ ﻳﻨﻔﻌﻞ، ﻭﻟﻜﻦ ﺑﻬﺪﻭﺀ ﻗﺎﻝ ﻟﻬﻢ : } ﻣَﺎ ﻣَﻜَّﻨِّﻲ ﻓِﻴﻪِ ﺭَﺑِّﻲ ﺧَﻴْﺮٌ { [ ﺍﻟﻜﻬﻒ ﻣﻦ ﺍﻵﻳﺔ 95: ] .
" ﺛﻢ ﺑﺪﺃ ﻓﻲ ﺟﺬﺏ ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ﺍﻟﺤﻀﻮﺭ ﻭﺍﺳﺘﺜﺎﺭ ﻋﻘﻮﻟﻬﻢ ﻓﻬﺘﻒ ﻓﻴﻬﻢ : } ﻓَﺄَﻋِﻴﻨُﻮﻧِﻲ ﺑِﻘُﻮَّﺓٍ { [ ﺍﻟﻜﻬﻒ ﻣﻦ ﺍﻵﻳﺔ 95: ] .
ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺇﻳﺠﺎﺩ ﺣﻞ ﻟﻤﺎ ﻳﻌﺮﺽ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﻣﺸﺎﻛﻞ، ﻭﺍﻃﻼﻉ ﺍﻟﺤﻀﻮﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻬﻤﺔ ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺏ ﻣﻨﻬﻢ ﺗﻨﻔﻴﺬﻫﺎ : } ﻓَﺄَﻋِﻴﻨُﻮﻧِﻲ ﺑِﻘُﻮَّﺓٍ ﺃَﺟْﻌَﻞْ ﺑَﻴْﻨَﻜُﻢْ ﻭَﺑَﻴْﻨَﻬُﻢْ ﺭَﺩْﻣًﺎ { [ ﺍﻟﻜﻬﻒ ﻣﻦ ﺍﻵﻳﺔ 95: ] .
- ﺇﺟﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﺨﺎﻃﺐ :
ﻓﺎﻟﻘﻮﻡ ﻻ ﻳﻜﺎﺩﻭﻥ ﻳﻔﻘﻬﻮﻥ ﻗﻮﻟًﺎ، ﻭﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﻋﺬﺭ ﻓﻲ ﻋﺪﻡ ﻣﺴﺎﻋﺪﺗﻬﻢ، ﻭﻟﻜﻦ ﻻ ﺑﺪ ﺃﻧﻪ ﺍﺟﺘﻬﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﻟﻠﺘﺨﺎﻃﺐ ﻣﻌﻬﻢ ﻭﺍﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﻓﻴﻬﻢ ﺑﺒﻼﻏﺔ ﻣﻨﻄﻘﻪ ﻭﻗﻮﺓ ﺣﺠﺘﻪ، ﻣﺒﻴﻨًﺎ ﻟﻬﻢ ﻣﺎ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﻟﻬﻢ ﻣﻦ ﺛﻤﺮﺓ ﺟﻬﺪﻫﻢ ﺃﻻ ﻭﻫﻮ ﺻﻨﺎﻋﺔ ﺃﻣﻨﻬﻢ . ﻭﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﻗﻮﻳﺔ ﻭﺑﻠﻴﻐﺔ ﻭﻣﺨﺘﺼﺮﺓ، ﺟﻤﻊ ﺑﻬﺎ ﺷﺘﺎﺗﻬﻢ ﻟﻴﺤﻮّﻟﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﻗﻮﺓ ﺑﺸﺮﻳﺔ ﻫﺎﺋﻠﺔ ﻣﺘﺤﻔﺰﺓ، ﺗﻨﺘﻈﺮ ﺍﻷﻭﺍﻣﺮ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﻟﻬﺎ ﻟﺘﻌﻤﻞ ﺑﺠﺪ ﺧﻠﻒ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﻣﺆﻣﻨﺔ ﻭﺣﻜﻴﻤﺔ . ﺗﻠﻚ ﻫﻲ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﺤﻮﻳﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﻮﻝ ﺍﻟﺠﻤﻮﻉ ﺍﻟﻤﺘﻜﺎﺳﻠﺔ ﺇﻟﻰ ﻗﻮﺓ ﺑﺸﺮﻳﺔ ﻫﺎﺋﻠﺔ ﺗﻨﻔﺬ ﺃﻛﺒﺮ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ " ( ﻣﺠﻠﺔ ﺣﺮﺍﺀ، [ .([34
ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﺗﺨﺎﺫ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ :
ﻓﺎﻟﻘﺎﺋﺪ ﺍﻟﻤﺎﻫﺮ ﻫﻮ ﻣﻦ ﻳﺤﺴﻦ ﺍﺗﺨﺎﺫ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻮﻗﻴﺖ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﻭﺑﺎﻟﻜﻴﻔﻴﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ، ﻓﺘﻜﻮﻥ ﺩﺍﺋﻤًﺎ ﻗﺮﺍﺭﺍﺗﻪ ﻣﺤﻞ ﺛﻘﺔ ﻭﺗﻘﺪﻳﺮ ﻣﻤﻦ ﻳﻌﻤﻠﻮﻥ ﻣﻌﻪ، ﻭﻟﻌﻞ ﺍﻟﻤﻨﻬﺠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺗﺨﺬﻫﺎ ﺫﻭ ﺍﻟﻘﺮﻧﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﺗﺨﺎﺫ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺤﻮ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ :
- ﺗﺤﺪﻳﺪ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ .
- ﺛﻢ، ﺗﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﺒﻴﺎﻧﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ .
- ﺛﻢ، ﺍﻻﺧﺘﻴﺎﺭ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺒﺪﺍﺋﻞ ﺍﻟﻤﺘﺎﺣﺔ .
- ﺛﻢ، ﺭﺳﻢ ﺍﻟﺨﻄﻂ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﺔ ﻟﻠﻘﺮﺍﺭ ﺍﻷﻣﺜﻞ .
- ﺛﻢ، ﺻﻴﺎﻏﺔ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻭﺇﺻﺪﺍﺭﻩ .
- ﺛﻢ، ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ .
ﻭﻟﻨﺮﻯ ﺳﻮﻳًﺎ ﻛﻴﻒ ﻗﺎﻡ ﺫﻭ ﺍﻟﻘﺮﻧﻴﻦ ﺑﺬﻟﻚ :
-" ﺗﺤﺪﻳﺪ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ : ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺘﻨﺎ ﺗﻠﻚ ﻫﻲ ﺇﻏﺎﺭﺓ ﻳﺄﺟﻮﺝ ﻭﻣﺄﺟﻮﺝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﻭﺍﻹﻓﺴﺎﺩ ﻓﻴﻬﻢ، ﻭﺍﻟﻘﻮﻡ ﻻ ﻳﻤﻠﻜﻮﻥ ﺳﺒﻞ ﺍﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﻃﺎﻗﺘﻬﻢ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻭﺛﺮﻭﺍﺗﻬﻢ، ﻛﻤﺎ ﻇﻬﺮ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﻟﺬﻱ ﺍﻟﻘﺮﻧﻴﻦ .
- ﺟﻤﻊ ﺍﻟﺒﻴﺎﻧﺎﺕ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ : ﻭﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﺍﻟﻘﺮﺁﻧﻴﺔ ﺍﻟﺠﻠﻴﻠﺔ، ﻧﺮﻯ - ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺃﻋﻠﻰ ﻭﺃﻋﻠﻢ - ﺃﻧﻬﺎ ﺟﺎﺀﺕ ﻣﻦ ﻣﺼﺪﺭﻳﻦ :
ﺍﻟﻤﺼﺪﺭ ﺍﻷﻭﻝ : ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﻋِﻠﻢ ﺫﻱ ﺍﻟﻘﺮﻧﻴﻦ ﺑﺈﻓﺴﺎﺩ ﻳﺄﺟﻮﺝ ﻭﻣﺄﺟﻮﺝ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻗﺪ ﺟﺎﺀﻩ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ، ﻭﺑﻜﻴﻔﻴﺔ ﻻ ﻧﻌﻠﻤﻬﺎ، ﻓﺎﻧﻄﻠﻖ ﺇﻟﻴﻬﺎ .
ﺍﻟﻤﺼﺪﺭ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ : ﻋﻠﻤﻪ ﺑﻬﺎ ﺟﺎﺀ ﺑﻤﻌﺎﻳﻨﺘﻪ ﺇﻓﺴﺎﺩ ﻳﺄﺟﻮﺝ ﻭﻣﺄﺟﻮﺝ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺑﻠﻎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺴﺪﻳﻦ ﺃﻭﻟًﺎ، ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﻠﺘﻘﻲ ﺑﺎﻟﻘﻮﻡ ﺩﻭﻧﻬﻤﺎ .
ﺍﻟﻤﺼﺪﺭ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ : ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ - ﻛﻤﺎ ﺫﻛﺮﻧﺎ ﺁﻧﻔًﺎ - ﻭﻗﻮﻟﻬﻢ : } ﻗَﺎﻟُﻮﺍ ﻳَﺎ ﺫَﺍ ﺍﻟْﻘَﺮْﻧَﻴْﻦِ ﺇِﻥَّ ﻳَﺄْﺟُﻮﺝَ ﻭَﻣَﺄْﺟُﻮﺝَ ﻣُﻔْﺴِﺪُﻭﻥَ ﻓِﻲ ﺍﻟْﺄَﺭْﺽِ { [ ﺍﻟﻜﻬﻒ ﻣﻦ ﺍﻵﻳﺔ 94: ] .
- ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﻓﻲ ﺍﻻﺧﺘﻴﺎﺭ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺒﺪﺍﺋﻞ ﺍﻟﻤﺘﺎﺣﺔ : ﺇﻥ ﺃﺣﺴﻦ ﺍﻟﺒﺪﺍﺋﻞ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺯﻣﺔ، ﻫﻮ ﺇﻗﺎﻣﺔ ﻣﺎﻧﻊ ﺣﺼﻴﻦ ﺑﺎﻟﻤﻮﺍﺭﺩ ﺍﻟﻤﺘﺎﺣﺔ، ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﻭﺑﻴﻦ ﻳﺄﺟﻮﺝ ﻭﻣﺄﺟﻮﺝ .
- ﺭﺳﻢ ﺧﻄﻂ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ : ﻭﻫﺬﻩ ﻻﺑﺪ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻬﺎ ﺗﺼﻮﺭ ﻛﺎﻣﻞ ﻓﻲ ﻓﻜﺮ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ؛ ﻛﻴﻒ ﻳﺨﻄﻂ، ﻭﻛﻴﻒ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ، ﻭﻛﻴﻒ ﻳﺴﺘﺜﻤﺮ ﻛﻞ ﺍﻹﻣﻜﺎﻧﻴﺎﺕ، ﻭﻣﺎ ﻫﻲ ﻣﻌﺪﻻﺕ ﺍﻷﺩﺍﺀ ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺑﺔ ﻹﻧﻬﺎﺀ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﺟﻪ ﺍﻷﻛﻤﻞ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻤﻮﻋﺪ ﺍﻟﻤﺤﺪﺩ .
- ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺻﻴﺎﻏﺔ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﻭﺇﺻﺪﺍﺭﻫﺎ : ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺻﺪﺭﻫﺎ ﺫﻭ ﺍﻟﻘﺮﻧﻴﻦ، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺟﺎﺀﺕ ﺑﻘﻮﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺤﻮ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ : } ﺁﺗُﻮﻧِﻲ ﺯُﺑَﺮَ ﺍﻟْﺤَﺪِﻳﺪِ { ، } ﺍﻧﻔُﺨُﻮﺍ { ، } ﺁﺗُﻮﻧِﻲ ﺃُﻓْﺮِﻍْ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻗِﻄْﺮًﺍ { [ ﺍﻟﻜﻬﻒ ﻣﻦ ﺍﻵﻳﺔ 96: ] .
- ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ : ﻓﻠﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﺫﻭ ﺍﻟﻘﺮﻧﻴﻦ ﺑﻴﻨﻬﻢ، ﻳﺪﻩ ﺑﻴﺪﻫﻢ ﻭﻫﻢ ﻳﻘﻴﻤﻮﻥ ﺍﻟﺮﺩﻡ، ﻟﻬﻢ ﻣﻬﺎﻡ ﻭﻟﻪ ﻣﻬﺎﻡ ﻳﻨﻔﺬﻫﺎ، ﻭﻫﻮ ﻣﺘﻮﺍﺟﺪ ﺑﻴﻨﻬﻢ، ﻭﻳﺘﺎﺑﻊ ﻣﺮﺍﺣﻞ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﻭﻫﻮ ﺑﺎﻟﻘﺮﺏ ﻣﻨﻬﻢ . ﻓﺎﻻﺗﺼﺎﻻﺕ ﺍﻟﻔﻌﺎﻟﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﻭﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻴﻦ، ﻣﻦ ﺃﺳﺎﺳﻴﺎﺕ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻷﺯﻣﺎﺕ، ﻓﻼ ﻫﻨﺎﻙ ﻭﻗﺖ ﻳﻀﺎﻉ " ( ﻣﺠﻠﺔ ﺣﺮﺍﺀ، [ .([34
ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻮﻗﺖ :
ﺇﻥ " ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻨﻈﺮﻭﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺑﻌﻴﻦ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﻫﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺤﻘﻘﻮﻥ ﺇﻧﺠﺎﺯﺍﺕ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻬﻨﻴﺔ، ﻭﻫﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻗﻠﻴﻞ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ، ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻜﺲ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻤﺮﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻬﺘﻢ ﻛﺜﻴﺮًﺍ ﺑﺎﻹﻧﺠﺎﺯﺍﺕ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﺫﻭ ﻗﻴﻤﺔ ﻗﻠﻴﻠﺔ " ( ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻮﻗﺖ، ﺃﺑﻮ ﺷﻴﺨﺔ، ﻧﺎﺩﺭ ﺃﺣﻤﺪ، ﺹ [ .([46
ﻳﻘﻮﻝ ﺩﺭﺍﻛﺮ : " ﺍﻟﻤﺪﻳﺮﻳﻦ ﺍﻟﻔﻌّﺎﻟﻴﻦ ﻻ ﻳﺒﺪﺋﻮﻥ ﺑﻤﺒﺎﺷﺮﺓ ﻣﻬﻤﺎﺗﻬﻢ، ﺑﻞ ﻳﺒﺪﺋﻮﻥ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﻭﻗﺘﻬﻢ، ﻭﻫﻢ ﻻ ﻳﺒﺪﺅﻭﻥ ﺑﻤﺒﺎﺷﺮﺓ ﺍﻟﺘﺨﻄﻴﻂ، ﺑﻞ ﻳﺒﺪﺋﻮﻥ ﺑﻤﻌﺮﻓﺔ ﻓﻴﻢ ﻳُﺼﺮﻑ ﻭﻗﺘﻬﻢ ﻓﻌﻠًﺎ، ﺛﻢ ﺇﻧﻬﻢ ﻳﺒﺬﻟﻮﻥ ﺟﻬﺪﻫﻢ ﻟﻠﺘﻘﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺜﻤﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻤﺜﻞ ﻋﺒﺌًﺎ ﻋﻠﻰ ﻭﻗﺘﻬﻢ " ( ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﻔﻌﺎﻝ، ﺩﺭﺍﻛﺮ، ﺹ [ .([26
ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﻕ ﺍﻟﻘﺮﺁﻧﻲ ﺍﻟﺠﻠﻴﻞ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺼﺔ، ﻳﻠﻔﺖ ﺃﻧﻈﺎﺭﻧﺎ ﺇﻟﻰ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﻋﺎﻣﻞ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻭﺍﻻﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻷﻣﺜﻞ ﻟﻪ، ﻭﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺇﺷﺎﺭﺍﺕ ﻟﻄﻴﻔﺔ ﻓﻲ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﺮﺩﻡ . ﻓﺒﻌﺪ ﻋﺮﺽ ﻓﻜﺮﺗﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺑﺪﺃ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻮﺭ ﺑﻘﻮﻟﻪ } : ﺁﺗُﻮﻧِﻲ ﺯُﺑَﺮَ ﺍﻟْﺤَﺪِﻳﺪِ { [ ﺍﻟﻜﻬﻒ ﻣﻦ ﺍﻵﻳﺔ 96: ] ، ﻓﺈﺫﺍ ﺍﻧﺘﻬﺖ ﻣﺮﺣﻠﺔ، ﺑﺪﺃ ﺑﺎﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻮﺭ : } ﺣَﺘَّﻰٰ ﺇِﺫَﺍ ﺳَﺎﻭَﻯٰ ﺑَﻴْﻦَ ﺍﻟﺼَّﺪَﻓَﻴْﻦِ ﻗَﺎﻝَ ﺍﻧﻔُﺨُﻮﺍ ۖ ﺣَﺘَّﻰٰ ﺇِﺫَﺍ ﺟَﻌَﻠَﻪُ ﻧَﺎﺭًﺍ ﻗَﺎﻝَ ﺁﺗُﻮﻧِﻲ ﺃُﻓْﺮِﻍْ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻗِﻄْﺮًﺍ { [ ﺍﻟﻜﻬﻒ ﻣﻦ ﺍﻵﻳﺔ 96: ] .
ﻭﺑﺪﺭﺍﺳﺔ ﻣﺮﺍﺣﻞ ﺗﻨﻔﻴﺬ ( ﻣﺸﺮﻭﻉ ﺍﻟﺮﺩﻡ ) ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻗﺎﻣﻪ ﺫﻭ ﺍﻟﻘﺮﻧﻴﻦ ﺑﻤﻌﺎﻭﻧﺘﻬﻢ ﻟﻪ، ﻧﺮﻯ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻋﺪﺓ ﺃﻧﺸﻄﺔ ﻗﺪ ﺑﺪﺃﺕ ﻣﻌًﺎ ﺍﺳﺘﺜﻤﺎﺭًﺍ ﻟﻠﻮﻗﺖ ﻭﻋﺪﻡ ﺇﺿﺎﻋﺘﻪ؛ ﺣﺘﻰ ﺇﻧﻨﺎ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻧﺆﻛﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻛﻠﻪ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﺳﺘﻨﻔﺎﺭ، ﻭﺗﻮﺯﻋﺖ ﺍﻟﻤﺴﺌﻮﻟﻴﺎﺕ ﻭﺃﺩﻯ ﺟﻤﻴﻊ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺩﻭﺭﻩ ﺑﺈﺗﻘﺎﻥ ﻭﻓﻲ ﺗﺴﻠﺴﻞ ﻣﺘﺘﺎﺑﻊ ﻟﻤﺮﺍﺣﻞ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﺮﺩﻡ .
ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺗﻜﻮﻳﻦ ﻓِﺮَﻕ ﺍﻟﻌﻤﻞ :
" ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺃﺷﺎﺭ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﺍﻟﺮﺍﺋﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻓِﺮَﻕ ﻋﻤﻞ ﺗﻜﻮﻧﺖ ﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻤﻌﺠﺰ، ﻭﻟﻘﺪ ﻭﺯﻉ ﺫﻭ ﺍﻟﻘﺮﻧﻴﻦ ﺃﺩﻭﺍﺭًﺍ ﻭﻣﺮﺍﺣﻞ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭﻧﺴﻖ ﺑﻴﻨﻬﻢ . ﻭﻟﻘﺪ ﻇﻬﺮ ﻫﺬﺍ ﺟﻠﻴًّﺎ ﻣﻦ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﺍﻟﻜﺮﻳﻤﺔ، ﻓﺘﻜﻮﻧﺖ ﻓِﺮَﻕ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻵﺗﻴﺔ :
-1 ﻓﺮﻳﻖ ﻹﺣﻀﺎﺭ ﺍﻟﺤﺪﻳﺪ ﻭﺗﻜﻮَّﻥ ﻓﻮﺭ ﻗﻮﻟﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ : } ﺁﺗُﻮﻧِﻲ ﺯُﺑَﺮَ ﺍﻟْﺤَﺪِﻳﺪ { [ ﺍﻟﻜﻬﻒ ﻣﻦ ﺍﻵﻳﺔ 96: ] ، ﻭﻣﺎ ﻳﺴﺘﻠﺰﻡ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻬﻤﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻨﻘﻴﺐ ﻋﻦ ﺧﺎﻡ ﺍﻟﺤﺪﻳﺪ، ﻭﺍﻟﻜﺸﻒ ﻋﻦ ﻣﻨﺎﺟﻤﻪ ﻭﺇﻋﺪﺍﺩﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻃﻠﺒﻬﺎ ﺫﻭ ﺍﻟﻘﺮﻧﻴﻦ، ﻭﻧَﻘْﻠﻪ ﺇﻟﻴﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻄﻠﺒﻪ .
-2 ﻓﺮﻳﻖ ﻟﻠﺘﺠﻬﻴﺰﺍﺕ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﻭﻧﺔ، ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﺮﻳﻖ ﻳﺘﻮﻟﻰ ﺗﻌﺒﻴﺪ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﻭﺇﻋﺪﺍﺩﻫﺎ ﻣﻦ ﻣﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﺤﺪﻳﺪ، ﻭﻣﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ، ﻭﺃﻓﺮﺍﻥ ﺻﻬﺮﻩ، ﺣﺘﻰ ﻣﻮﻗﻊ ﺍﻟﺮﺩﻡ . ﻛﺬﺍ ﺍﻟﻤﻌﺎﻭﻧﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﺗﺴﺘﻠﺰﻣﻪ ﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺼﺪﻓﻴﻦ، ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻮﻻﻩ ﺫﻭ ﺍﻟﻘﺮﻧﻴﻦ .
-3 ﻓﺮﻳﻖ ﻹﻳﻘﺎﺩ ﺍﻟﻨﻴﺮﺍﻥ، ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﺮﻳﻖ ﻳﺘﻮﻟﻰ ﺇﻋﺪﺍﺩ ﻣﻮﺍﺩ ﻭﺧﺎﻣﺎﺕ ﺍﻻﺷﺘﻌﺎﻝ، ﻛﺬﺍ ﺃﺩﻭﺍﺕ ﺍﻟﻨﻔﺦ ﻭﺍﻟﺒﺪﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻔﺦ ﻹﺷﻌﺎﻝ ﺍﻟﻨﻴﺮﺍﻥ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻄﻠﺐ ﺫﻟﻚ ﺫﻭ ﺍﻟﻘﺮﻧﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﻤﺤﺪﺩ .
-4 ﻓﺮﻳﻖ ﻹﻋﺪﺍﺩ ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ ﺍﻟﻤﺬﺍﺏ، ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﺮﻳﻖ ﻳﺘﻮﻟﻰ ﺍﻛﺘﺸﺎﻑ ﺧﺎﻡ ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ، ﻭﻧﻘﻠﻪ ﺇﻟﻰ ﺃﻓﺮﺍﻥ ﺻﻬﺮﻩ، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻳﻘﻴﻤﻮﻧﻬﺎ، ﺛﻢ ﺻﻬﺮ ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ ﻭﻧﻘﻠﻪ ﺇﻟﻰ ﻣﻮﻗﻊ ﺍﻟﺮﺩﻡ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻄﻠﺒﻪ ﺫﻭ ﺍﻟﻘﺮﻧﻴﻦ . ﻭﻫﺬﺍ ﻛﻠﻪ ﻗﺪ ﻭﺿﺢ ﻣﻦ ﻗﻮﻝ ﺫﻱ ﺍﻟﻘﺮﻧﻴﻦ ﺇﺟﻤﺎﻟًﺎ، ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺪﺧﻮﻝ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ ﺑﻘﻮﻟﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ : } ﺁﺗُﻮﻧِﻲ ﺃُﻓْﺮِﻍْ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻗِﻄْﺮًﺍ { [ ﺍﻟﻜﻬﻒ ﻣﻦ ﺍﻵﻳﺔ 96: ] .
ﻫﺬﻩ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻔﺮﻕ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻧﺠﺰﻡ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻗﺪ ﺗﻄﻠﺒﻬﺎ - ﻭﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺗﺼﻮﺭﻧﺎ ﻫﺬﺍ ﻗﺪ ﺣﺪﺙ - ﻟﻤﺎ ﻳﺘﻄﻠﺒﻪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻀﺨﻢ ﻣﻦ ﻓﺮﻕ ﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻩ، ﺣﺘﻰ ﺇﻧﻨﺎ ﻧﺘﺨﻴﻞ ﺃﻧﻪ ﻻ ﺑﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻛﻠﻪ ﻗﺪ ﻋﻤﻞ ﻓﻴﻪ، ﻭﺫﻟﻚ ﻟﻠﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﻳﺪﻱ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻩ . ﻭﻻ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻧﺘﺨﻴﻞ ﻛﻴﻒ ﺷﺮﺡ ﺫﻭ ﺍﻟﻘﺮﻧﻴﻦ ﻭﺑﻴّﻦ ﻟﻜﻞ ﻓﺮﻳﻖ ﻋﻤﻠﻪ ﻭﻭﺍﺟﺒﺎﺗﻪ ﻭﺃﻥ ﻳﺆﺩﻱ ﻛﻞ ﻓﺮﻳﻖ ﻋﻤﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﻛﻤﻞ ﻭﺃﺗﻢ ﻭﺟﻪ .
ﻭﻻ ﻧﻨﺴﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﻻ ﻳﻜﺎﺩﻭﻥ ﻳﻔﻘﻬﻮﻥ ﻗﻮﻟًﺎ، ﻭﻛﻴﻒ ﺗﺎﺑﻊ ﺫﻭ ﺍﻟﻘﺮﻧﻴﻦ ﺍﻟﻤﺮﺍﺣﻞ ﺍﻟﺒﻌﻴﺪﺓ ﻋﻦ ﻣﻮﻗﻊ ﺍﻟﺮﺩﻡ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﺴﺎﻭﻱ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺼﺪﻓﻴﻦ ﻭﻫﻨﺎﻙ ﻣﻦ ﻳﻌﻤﻞ ﺑﻌﻴﺪًﺍ ﻋﻨﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺸﻒ ﻋﻦ ﻋﻨﺼﺮﻱ ﺍﻟﺤﺪﻳﺪ ﻭﺍﻟﻨﺤﺎﺱ ﻭﺗﺼﻨﻴﻌﻬﻤﺎ، ﻭﻧﻘﻞ ﺍﻟﻜﻤﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺑﺔ ﻣﻨﻬﻤﺎ، ﻛﺬﺍ ﺧﺎﻣﺎﺕ ﻭﻣﻮﺍﺩ ﺍﻻﺷﺘﻌﺎﻝ ... ﻭﻛﺎﻥ ﻻ ﺑﺪ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﻔِﺮَﻕ ﺃﻥ ﺗﺘﻮﻟﻰ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﺑﺄﻧﻔﺴﻬﻢ .
ﻭﻛﺄﻥ ﺑﺬﻱ ﺍﻟﻘﺮﻧﻴﻦ ﻗﺪ ﻓﻮﺽ ﺑﻌﻀًﺎ ﻣﻦ ﻣﻬﺎﻣﻪ ﺍﻹﺷﺮﺍﻓﻴﺔ ﻷﻓﺮﺍﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻌﺐ . ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻧﻄﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ( ﺍﻟﺘﻔﻮﻳﺾ ) ، ﻭﻟﻘﺪ ﻧﺠﺤﻮﺍ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ . ﻭﺗﻠﻚ ﻣﺎ ﺗﻨﺎﺩﻱ ﺑﻪ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻓﻲ ( ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ) ، ﻭ( ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ "( ( ﻣﺠﻠﺔ ﺣﺮﺍﺀ، [ .([35
ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﻣﺘﻮﺍﺿﻊ :
ﺍﻟﻘﺎﺩﺓ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻌﻈﻤﻮﺍ ﺃﻫﺪﺍﻑ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺔ، ﻭﻳﻨﻜﺮﻭﺍ ﺫﺍﺗﻬﻢ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﻟﻴﻨﺎﻟﻮﺍ ﺛﻘﺔ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻭﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﻣﺮﺅﻭﺳﻴﻬﻢ ﻟﻬﻢ . ﻭﻟﻘﺪ ﺿﺮﺏ ﻟﻨﺎ ﺫﻭ ﺍﻟﻘﺮﻧﻴﻦ ﺍﻟﻤﺜﻞ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺑﻘﻮﻟﻪ : } ﻗَﺎﻝَ ﻣَﺎ ﻣَﻜَّﻨِّﻲ ﻓِﻴﻪِ ﺭَﺑِّﻲ ﺧَﻴْﺮٌ ﻓَﺄَﻋِﻴﻨُﻮﻧِﻲ ﺑِﻘُﻮَّﺓٍ ﺃَﺟْﻌَﻞْ ﺑَﻴْﻨَﻜُﻢْ ﻭَﺑَﻴْﻨَﻬُﻢْ ﺭَﺩْﻣًﺎ { [ ﺍﻟﻜﻬﻒ 95: ] .
" ﻓﺬﻭ ﺍﻟﻘﺮﻧﻴﻦ ﻻ ﻳُﺬﻛﺮ ﻷﻧﻪ ﻣﻠﻚ، ﻭﻟﻜﻦ ﻳﺬﻛﺮ ﻷﻋﻤﺎﻟﻪ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﺔ . ﻭﺣﻴﻦ ﻳﻌﺮﺽ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻭﺟﺪﻫﻢ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺴﺪﻳﻦ ﺃﻥ ﻳﺒﻨﻲ ﻟﻬﻢ ﺳﺪًﺍ ﻳﺤﻤﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﺄﺟﻮﺝ ﻭﻣﺄﺟﻮﺝ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺃﻥ ﻳﻌﻄﻮﻩ ﻣﺎﻟًﺎ، ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺮﺩ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﺎ ﻋﺮﺿﻮﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎﻝ، ﻷﻥ ﺗﻤﻜﻴﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻪ ﺧﻴﺮ ﻣﻦ ﺃﻣﻮﺍﻟﻬﻢ } ﻗَﺎﻝَ ﻣَﺎ ﻣَﻜَّﻨِّﻲ ﻓِﻴﻪِ ﺭَﺑِّﻲ ﺧَﻴْﺮٌ { [ ﺍﻟﻜﻬﻒ ﻣﻦ ﺍﻵﻳﺔ 95: ] . ﻭﺣﻴﻦ ﻳﺘﻢ ﺍﻟﺴﺪ ﻳﺮﺩ ﺍﻷﻣﺮ ﻟﻠﻪ ﻻ ﻟﻘﻮﺗﻪ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ } ﻗَﺎﻝَ ﻫَـٰﺬَﺍ ﺭَﺣْﻤَﺔٌ ﻣِّﻦ ﺭَّﺑِّﻲ ۖ ﻓَﺈِﺫَﺍ ﺟَﺎﺀَ ﻭَﻋْﺪُ ﺭَﺑِّﻲ ﺟَﻌَﻠَﻪُ ﺩَﻛَّﺎﺀَ ۖ ﻭَﻛَﺎﻥَ ﻭَﻋْﺪُ ﺭَﺑِّﻲ ﺣَﻘًّﺎ { [ ﺍﻟﻜﻬﻒ "[98: ( ﻓﻲ ﻇﻼﻝ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ، ﺳﻴﺪ ﻗﻄﺐ ، [ /4 .([2258
ﻭﻛﺄﻧﻰ ﺑﻪ ﻳﻘﻮﻝ ﻟﻬﻢ : ﻟﻢ ﺁﺕ ﺇﻟﻴﻜﻢ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﻤﻐﻨﻢ، ﻭﻟﻜﻦ ﺟﺌﺖ ﻣﻦ ﺃﺟﻠﻜﻢ ﻣﺘﻄﻮﻋًﺎ، ﺃﻃﻠﺐ ﺍﻟﻌﻮﻥ ﻣﻨﻜﻢ ﺑﻘﻮﺓ، ﺳﺎﻋﺪﻭﻧﻲ ﻷﺟﻌﻞ ﺑﻴﻨﻜﻢ ﻭﺑﻴﻨﻬﻢ ﺭﺩﻣًﺎ، ﻳﺤﻤﻴﻜﻢ ﻭﻳﺤﻤﻲ ﺫﺭﻳﺎﺗﻜﻢ ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻛﻢ . ﺛﻢ ﺍﻧﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺗﻮﺍﺿﻌﻪ ﺍﻟﺠﻢّ؛ ﻭﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺃﺗﻢ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺨﺎﻟﺪ ﻭﺍﻟﻤﻌﺠﺰ، ﺭﺩ ﺍﻷﻣﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ } : ﻗَﺎﻝَ ﻫَـٰﺬَﺍ ﺭَﺣْﻤَﺔٌ ﻣِّﻦ ﺭَّﺑِّﻲ ۖ ﻓَﺈِﺫَﺍ ﺟَﺎﺀَ ﻭَﻋْﺪُ ﺭَﺑِّﻲ ﺟَﻌَﻠَﻪُ ﺩَﻛَّﺎﺀَ ۖ ﻭَﻛَﺎﻥَ ﻭَﻋْﺪُ ﺭَﺑِّﻲ ﺣَﻘًّﺎ { [ ﺍﻟﻜﻬﻒ 98: ] ، ﺇﻧﻪ ﺍﻟﻤﻤﻜّﻦ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ، ﻳﻄﻠﺐ ﺍﻟﻌﻮﻥ ﻟﻴﺒﻨﻲ ﺍﻟﺮﺩﻡ، ﻭﻳﻨﺼﻬﺮ ﻣﻌﻪ ﺍﻟﺸﻌﺐ، ﺛﻢ ﻻ ﻳﻐﺘﺮ ﺑﻌﻤﻠﻪ ﺗﻮﺍﺿﻌًﺎ ﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ .
ﻓﺮﻳﺪ ﻣﻨﺎﻉ
________
ﺃﻫﻢ ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ :
- ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻮﻗﺖ، ﺃﺑﻮ ﺷﻴﺨﺔ ﻧﺎﺩﺭ ﺃﺣﻤﺪ .
- ﻓﻲ ﻇﻼﻝ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ، ﺳﻴﺪ ﻗﻄﺐ .
- ﻣﺠﻠﺔ ﺣﺮﺍﺀ .
ﺍﻟﻤﺼﺪﺭ : ﻣﻔﻜﺮﺓ ﺍﻹﺳﻼﻡ
مواضيع مماثلة
» ﺫﻭ ﺍﻟﻘﺮﻧﻴﻦ ، ﻫﻞ ﺗﻌﻠﻢ ﻗﺼﺔ ﺫﻭ ﺍﻟﻘﺮﻧﻴﻦ ﻭﻣﻦ ﻳﻜﻮﻥ ؟ ﻣﺎﻫﻲ
» ﺫﻭ ﺍﻟﻘﺮﻧﻴﻦ : ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﻭ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺴﺪ ﻭﻧﺼﺮﺓ ﺍﻟﻀﻌﻔﺎﺀ
» ﺍﻟﻬﺠﺮﺓ ﺩﺭﻭﺱ ﺣﺮﻛﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﻭﺍﻟﺠﻨﺪﻳﺔ
» ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﺗﻜﺸﻒ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺇﻏﻼﻕ ﺷﺎﺭﻉ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ
» ﺣﺰﺏ ﺍﻟﻤﺆﺗﻤﺮ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ﻳﺼﺪﺭ ﺑﻴﺎﻥ ﺣﻮﻝ ﻣﺮﻭﺭ ﻋﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﻣﺠﺰﺭﺓ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ
» ﺫﻭ ﺍﻟﻘﺮﻧﻴﻦ : ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﻭ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺴﺪ ﻭﻧﺼﺮﺓ ﺍﻟﻀﻌﻔﺎﺀ
» ﺍﻟﻬﺠﺮﺓ ﺩﺭﻭﺱ ﺣﺮﻛﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﻭﺍﻟﺠﻨﺪﻳﺔ
» ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﺗﻜﺸﻒ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺇﻏﻼﻕ ﺷﺎﺭﻉ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ
» ﺣﺰﺏ ﺍﻟﻤﺆﺗﻤﺮ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ﻳﺼﺪﺭ ﺑﻴﺎﻥ ﺣﻮﻝ ﻣﺮﻭﺭ ﻋﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﻣﺠﺰﺭﺓ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ
صفحة 2 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدىق