بحـث
المواضيع الأخيرة
» افضل شركة شراء مكيفات مستعملة بالكويتمن طرف omnia اليوم في 15:25
» شراء اثاث مستعمل الجهراء بافضل الاسعار
من طرف omnia اليوم في 15:13
» افضل شركة شراء اثاث مستعمل الاحمدي
من طرف omnia اليوم في 15:01
» شركة شراء اثاث مستعمل مبارك الكبير بافضل الاسعار
من طرف omnia اليوم في 14:50
» افضل موقع تصميم وتفصيل خيام
من طرف omnia اليوم في 14:39
» تنظيف فلل و قصور بالرياض بأفضل الاسعار-اطلب مهني
من طرف omnia اليوم في 14:26
» شركة تنظيف اثاث بالرياض-خصم 20%-اطلب مهني
من طرف omnia اليوم في 14:15
» افضل شركة شراء مكيفات مستعملة الرياض
من طرف omnia اليوم في 14:04
» شركة تنظيف اثاث بالرياض - خصم 30% - اطلب مهني
من طرف omnia اليوم في 13:45
» شركة شراء اثاث مستعمل بالرياض -خصم 20 %-اطلب مهني
من طرف omnia اليوم في 13:34
أفضل 10 فاتحي مواضيع
قسي وبس2 | ||||
خالد فكري | ||||
ندا عمر | ||||
nadya | ||||
omnia | ||||
moslema_r | ||||
مارينا مايكل | ||||
ندا عصام | ||||
سيرين سعيد | ||||
رضوي سعيد |
المشاركات التي حصلت على أكثر ردود أفعال في الشهر
خادم Discord
| |
ﺃﻣﺜﺎﻝ ﻗﺮﺁﻧﻴﺔ - [ 24 ] ﻣﺜﻞ ﻣﻦ ﺃﻋﺮﺽ ﻋﻦ ﺁﻳﺎﺕ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ
صفحة 2 من اصل 1 • شاطر
ﺃﻣﺜﺎﻝ ﻗﺮﺁﻧﻴﺔ - [ 24 ] ﻣﺜﻞ ﻣﻦ ﺃﻋﺮﺽ ﻋﻦ ﺁﻳﺎﺕ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ
ﻭﻗﺪ ﻣﺜَّﻞ ﻟﻨﺎ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺣﺎﻟﺔ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺃﺭﻭﻉ ﺗﻤﺜﻴﻞ؛ ﻓﺠﻌﻞ ﻣﺜﻞ ﺣﺎﻟﻪ - ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺃﻋﺮﺽ ﻋﻦ ﺁﻳﺎﺕ ﺍﻟﻠﻪ - ﻛﻤﺜﻞ ﺍﻟﻜﻠﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﺇﻥ ﺗﻄﺮﺩﻩ ﺑﻌﻴﺪًﺍ ﻋﻨﻚ ﻳﻠﻬﺚ، ﺃﻭ ﺗﺘﺮﻛﻪ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻧﻪ ﻳﻠﻬﺚ، ﻓﻬﻮ ﻓﻲ ﻛﻼ ﺍﻟﺤﺎﻟﺘﻴﻦ، ﻻ ﺗﻔﺎﺭﻗﻪ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﻠﻬﺎﺙ؛ ﺇﺫ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻡ ﺃﻥ ﺍﻟﻜﻠﺐ ﺍﺧﺘﺺ ﺩﻭﻥ ﻏﻴﺮﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻧﺎﺕ ﺑﺼﻔﺔ ﺍﻟﻠﻬﺎﺙ، ﻓﻬﻲ ﺻﻔﺔ ﻣﻼﺯﻣﺔ ﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺣﺎﻝ، ﻭﻓﻲ ﻛﻞ ﺃﻭﺍﻥ .
ﺇﻥ ﺃﺳﻤﻰ ﺍﻟﻤﺮﺍﺗﺐ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺒﻠﻐﻬﺎ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ﻫﻲ
ﺍﻟﻌﻠﻢ ، ﻭﺇﻥ ﺃﺳﻤﻰ ﻣﺮﺍﺗﺐ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻫﻮ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﺂﻳﺎﺕ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻘﺮﺁﻧﻴﺔ، ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻭﺩﻋﻬﺎ ﻛﺘﺎﺑﻪ، ﻭﺁﻳﺎﺗﻪ ﺍﻟﻜﻮﻧﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﺜﻬﺎ ﻓﻲ ﺃﻛﻮﺍﻧﻪ، ﺇﺫ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻬﺪﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ، ﻫﻮ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﻨﺎﻓﻊ ﺣﻘًﺎ ﻟﻠﺒﺸﺮﻳﺔ، ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺼﻮﺏ ﻣﺴﺎﺭﻫﺎ، ﻭﻳﻀﻲﺀ ﺩﺭﺑﻬﺎ، ﻭﻳﻬﺪﻱ ﺃﻓﻜﺎﺭﻫﺎ، ﻭﻳﻨﻈﻢ ﺃﻭﺿﺎﻋﻬﺎ .
ﻭﻗﺪ ﻭﺭﺩﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﻣﺜﺎﻝ ﺍﻟﺤﺴﻴﺔ، ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻤﺜﻞ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﺮﺿﻮﻥ ﻋﻦ ﺁﻳﺎﺕ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﻻ ﻳﻠﺘﻔﻮﻥ ﺇﻟﻴﻬﺎ، ﺑﻞ ﻭﻻ ﻳﻜﺘﺮﺛﻮﻥ ﺑﻬﺎ، ﺑﺤﻴﺚ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻬﺎ ﺣﻀﻮﺭ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ، ﻭﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻬﺎ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﻓﻲ ﺳﻠﻮﻛﻬﻢ؛ ﻓﻔﻲ ﺃﻣﺜﺎﻝ ﻫﺆﻻﺀ ﺿﺮﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﺍﻟﻤﺜﻞ ﺍﻵﺗﻲ، ﺍﻟﺬﻱ ﻧﻘﻒ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺎﻟﻤﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻄﻮﺭ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ .
ﻳﻘﻮﻝ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ : } ﻭَﺍﺗْﻞُ ﻋَﻠَﻴْﻬِﻢْ ﻧَﺒَﺄَ ﺍﻟَّﺬِﻱ ﺁﺗَﻴْﻨَﺎﻩُ ﺁﻳَﺎﺗِﻨَﺎ ﻓَﺎﻧﺴَﻠَﺦَ ﻣِﻨْﻬَﺎ ﻓَﺄَﺗْﺒَﻌَﻪُ ﺍﻟﺸَّﻴْﻄَﺎﻥُ ﻓَﻜَﺎﻥَ ﻣِﻦَ ﺍﻟْﻐَﺎﻭِﻳﻦَ . ﻭَﻟَﻮْ ﺷِﺌْﻨَﺎ ﻟَﺮَﻓَﻌْﻨَﺎﻩُ ﺑِﻬَﺎ ﻭَﻟَٰﻜِﻨَّﻪُ ﺃَﺧْﻠَﺪَ ﺇِﻟَﻰ ﺍﻟْﺄَﺭْﺽِ ﻭَﺍﺗَّﺒَﻊَ ﻫَﻮَﺍﻩُ ۚ ﻓَﻤَﺜَﻠُﻪُ ﻛَﻤَﺜَﻞِ ﺍﻟْﻜَﻠْﺐِ ﺇِﻥ ﺗَﺤْﻤِﻞْ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻳَﻠْﻬَﺚْ ﺃَﻭْ ﺗَﺘْﺮُﻛْﻪُ ﻳَﻠْﻬَﺚ ۚ ﺫَّٰﻟِﻚَ ﻣَﺜَﻞُ ﺍﻟْﻘَﻮْﻡِ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﻛَﺬَّﺑُﻮﺍ ﺑِﺂﻳَﺎﺗِﻨَﺎ { [ ﺍﻷﻋﺮﺍﻑ ﻣﻦ ﺍﻵﻳﺘﻴﻦ 176-175: ] .
ﺗﺬﻛﺮ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮ ، ﺃﻥ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺧﺒﺮﻧﺎ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺧﺒﺮﻩ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺜﻞ، ﻫﻮ ﺃﺣﺪ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺑﻨﻲ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ، ﺑﻞ ﺇﻥ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮ ﺗﺬﻛﺮ ﺍﺳﻤﻪ ﺃﻳﻀًﺎ؛ ﻭﻟﻴﺲ ﺛﻤﺔ ﻛﺒﻴﺮ ﻓﺎﺋﺪﺓ ﻓﻲ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﺳﻢ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺸﺨﺺ، ﺇﺫ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻓﺎﺋﺪﺓ ﺗﺮﺟﻰ، ﻟﺬﻛﺮ ﻟﻨﺎ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﺳﻤﻪ، ﻓﻌُﻠِﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻌﻠﻖ ﺑﺬﻟﻚ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﻣﻘﺼﻮﺩ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺏ ﻣﻀﻤﻮﻥ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﺜﻞ، ﻭﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﺑﻤﺎ ﺟﺎﺀ ﻓﻴﻪ .
ﻭﻛﻤﺎ ﺃﺷﺮﻧﺎ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻤﺜﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﻴﻦ ﺃﻳﺪﻳﻨﺎ، ﻳﺘﺤﺪﺙ ﻋﻦ ﺃﺣﺪ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺑﻨﻲ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ، ﻓﻄﻠﺐ ﻣﻨﻪ ﻗﻮﻣﻪ - ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺃﻏﺮﻭﻩ ﺑﻤﺒﻠﻎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎﻝ - ﺃﻥ ﻳﺪﻋﻮَ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻮﺳﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺎﻟﻬﻼﻙ، ﻭﻳﺼﻔﻪ ﺑﻤﺎ ﻟﻴﺲ ﻓﻴﻪ . ﻭﺑﺪﻝ ﺃﻥ ﻳﺘﺼﺪﻯ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻟﻄﻠﺐ ﻗﻮﻣﻪ ﻭﻳﺮﻓﻀﻪ، ﺍﻧﺼﺎﻉ ﻟﻬﻢ، ﻭﺍﻧﺴﺎﻕ ﻭﺭﺍﺀ ﺷﻬﻮﺍﺗﻪ ﻭﺃﻫﻮﺍﺋﻪ، ﺑﺈﻏﺮﺍﺀ ﻣﻦ
ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ، ﻭﻭﺳﻮﺳﺔ ﻣﻨﻪ، ﻓﻀﻞَّ ﺑﻌﻤﻠﻪ ﺫﻟﻚ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻬﺪﺍﻳﺔ، ﻭﻛﺎﻥ ﻋﺎﻗﺒﺔ ﺃﻣﺮﻩ ﺧﺴﺮًﺍ .
ﻭﻗﺪ ﻣﺜَّﻞ ﻟﻨﺎ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺣﺎﻟﺔ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺃﺭﻭﻉ ﺗﻤﺜﻴﻞ؛ ﻓﺠﻌﻞ ﻣﺜﻞ ﺣﺎﻟﻪ - ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺃﻋﺮﺽ ﻋﻦ ﺁﻳﺎﺕ ﺍﻟﻠﻪ - ﻛﻤﺜﻞ ﺍﻟﻜﻠﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﺇﻥ ﺗﻄﺮﺩﻩ ﺑﻌﻴﺪًﺍ ﻋﻨﻚ ﻳﻠﻬﺚ، ﺃﻭ ﺗﺘﺮﻛﻪ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻧﻪ ﻳﻠﻬﺚ، ﻓﻬﻮ ﻓﻲ ﻛﻼ ﺍﻟﺤﺎﻟﺘﻴﻦ، ﻻ ﺗﻔﺎﺭﻗﻪ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﻠﻬﺎﺙ؛ ﺇﺫ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻡ ﺃﻥ ﺍﻟﻜﻠﺐ ﺍﺧﺘﺺ ﺩﻭﻥ ﻏﻴﺮﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻧﺎﺕ ﺑﺼﻔﺔ ﺍﻟﻠﻬﺎﺙ، ﻓﻬﻲ ﺻﻔﺔ ﻣﻼﺯﻣﺔ ﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺣﺎﻝ، ﻭﻓﻲ ﻛﻞ ﺃﻭﺍﻥ .
ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺭﺷﻴﺪ ﺭﺿﺎ ﻓﻲ ( ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺍﻟﻤﻨﺎﺭ ) : " ﺍﻟﻠﻬﺚ ﻫﻮ ﺍﻟﻨَّﻔَﺲ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ، ﻣﻊ ﺇﺧﺮﺍﺝ ﺍﻟﻠﺴﺎﻥ ، ﻭﻳﻜﻮﻥ ﻟﻐﻴﺮ ﺍﻟﻜﻠﺐ ﻣﻦ ﺷﺪﺓ ﺍﻟﺘﻌﺐ ﻭﺍﻹﻋﻴﺎﺀ ﻭﺍﻟﻌﻄﺶ؛ ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﻜﻠﺐ ﻓﻴﻠﻬﺚ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺣﺎﻝ، ﺳﻮﺍﺀ ﺃﺻﺎﺑﻪ ﺫﻟﻚ ﺃﻡ ﻟﻢ ﻳﺼﺒﻪ، ﻭﺳﻮﺍﺀ ﺣﻤﻠﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺗﻬﺪﺩﻩ ﺑﺎﻟﻀﺮﺏ، ﺃﻡ ﺗﺘﺮﻛﻪ ﺁﻣﻨًﺎ ﻭﺍﺩﻋًﺎ " .
ﻭﻗﺪ ﺃﺛﺒﺘﺖ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ، ﺃﻥ ﺍﻟﻐﺪﺩ ﺍﻟﻌﺮﻗﻴﺔ ﻓﻲ ﺟﺴﻢ ﺍﻟﻜﻠﺐ ﻗﻠﻴﻠﺔ، ﺑﺤﻴﺚ ﻻ ﺗﻜﻔﻲ ﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﺩﺭﺟﺔ ﺣﺮﺍﺭﺓ ﺟﺴﻤﻪ؛ ﻟﺬﻟﻚ ﻓﻬﻮ ﻳﻌﻮﺽ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻨﻘﺺ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺪﺩ ﺑﺎﻟﻠﻬﺎﺙ ﻓﻲ ﺣﺎﻝ .
ﻭﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻧﺪﺭﻙ ﺩﻗﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺜﻞ ﺍﻟﻘﺮﺁﻧﻲ، ﺣﻴﻦ ﺷﺒﻪ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﺴﺘﻔﻴﺪﻭﻥ ﻣﻦ ﺁﻳﺎﺕ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﻻ ﻳﺘﺮﺟﻤﻮﻧﻬﺎ ﺳﻠﻮﻛًﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﺭﺽ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ، ﺑﻤﺜﻞ ﺍﻟﻜﻠﺐ ﺍﻟﻼﻫﺚ، ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﻴﺶ ﺑﺎﻟﻬﻢ ﺍﻟﺪﺍﺋﻢ، ﻭﺗﺤﺖ ﻭﻃﺄﺓ ﺍﻹﻋﻴﺎﺀ ﺍﻟﺜﻘﻴﻞ، ﻭﺍﻟﺘﻌﺐ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ، ﻭﺍﻟﻘﻠﻖ ﺍﻟﻤﺨﻴﻒ .
ﻭﻗﺪ ﺃﺟﺎﺩ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺜﺎﻝ، ﻭﻟﻌﻞ ﺧﻴﺮ ﻣﻦ ﻓﻌﻞ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺘﻘﺪﻣﻴﻦ - ﻓﻴﻤﺎ ﻧﺤﺴﺐ -
ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ ، ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻤﺘﺄﺧﺮﻳﻦ ﺳﻴﺪ ﻗﻄﺐ ، ﻭﻧﺤﻦ ﻧﺬﻛﺮ ﻟﻚ ﺧﻼﺻﺔ ﻣﺎ ﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﻛﻼﻣﻬﻤﺎ :
ﺷﺒﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﺣﺎﻝ ﻣﻦ ﺁﺗﺎﻩ ﺁﻳﺎﺗﻪ، ﻓﻠﻢ ﻳﻨﻔﻊ ﺑﻬﺎ ﻧﻔﺴﻪ، ﻭﻟﻢ ﻳﻨﺘﻔﻊ ﺑﻬﺎ ﻏﻴﺮﻩ، ﺑﺄﻣﺮﻳﻦ؛ ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ : ﺑﺤﺎﻝ ﺍﻟﻤﻨﺴﻠﺦ ﻣﻦ ﺟﻠﺪﻩ ﻭﺍﻟﻤﺘﻨﻜﺮ ﻷﺻﻠﻪ؛ ﻓﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺠﻠﺪ ﻭﻗﺎﻳﺔ ﻟﻜﻴﺎﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻵﻓﺎﺕ، ﻭﺣﻤﺎﻳﺔ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺍﻷﻋﺮﺍﺽ، ﻓﻜﺬﻟﻚ ﺍﻟﻬﺪﻯ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﺎﺀ ﺑﻪ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ، ﻓﻴﻪ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻜﺒﺎﺕ، ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﻞ ﺑﻪ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺯﻣﺎﻥ ﻭﻣﻜﺎﻥ، ﻭﻓﻴﻪ ﻭﻗﺎﻳﺔ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺍﻷﺯﻣﺎﺕ، ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺼﻒ ﺑﻪ ﺑﻴﻦ ﺣﻴﻦ ﻭﺁﺧﺮ . ﻓﺈﺫﺍ ﺃﻋﺮﺽ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻋﻦ ﺁﻳﺎﺕ ﺭﺑﻪ، ﻭﺍﺗﺒﻊ ﻫﻮﺍﻩ، ﻭﺍﻧﺴﺎﻕ ﻭﺭﺍﺀ ﻣﺎ ﻳﻮﺳﻮﺱ ﻟﻪ ﺑﻪ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ، ﻛﺎﻥ ﻛﻤﺜﻞ ﺍﻟﻤﻨﺴﻠﺦ ﻋﻦ ﺟﻠﺪﻩ، ﺍﻟﺘﺎﺭﻙ ﻟﻤﺎ ﻓﻴﻪ ﻭﻗﺎﻳﺘﻪ ﻭﺣﻤﺎﻳﺘﻪ ﻭﺃﻣﻨﻪ؛ ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺍﻟﻤﻌﺮﺽ ﻋﻦ ﺁﻳﺎﺕ ﺍﻟﻠﻪ، ﺿﺎﻝ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ، ﻭﺳﺎﺋﺮ ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺮ ﺑﺼﻴﺮﺓ، ﻭﻣﺘﻮﺟﻪ ﺇﻟﻰ ﻏﻴﺮ ﻫﺪﻑ، ﻳﺴﻴﺮ ﺧﺒﻂ ﻋﺸﻮﺍﺀ ﻫﻨﺎ ﻭﻫﻨﺎﻙ، ﻻ ﻳﺪﺭﻱ ﺃﻳﻦ ﺍﻟﻤﻔﺮ، ﻭﻻ ﻳﻌﻠﻢ ﺃﻳﻦ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺮ .
ﻭﺛﺎﻧﻴًﺎ : ﺷﺒﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﺣﺎﻝ ﻣﻦ ﺁﺗﺎﻩ ﺁﻳﺎﺗﻪ ﻓﺄﻋﺮﺽ ﻋﻨﻬﺎ، ﻭﺃﺩﺍﺭ ﻟﻬﺎ ﻇﻬﺮﻩ، ﺑﺤﺎﻝ ﺍﻟﻜﻠﺐ ﺍﻟﻼﻫﺚ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺣﺎﻝ؛ ﻓﻬﻮ ﻻﻫﺚ ﻭﺭﺍﺀ ﻃﻌﺎﻣﻪ ﻭﺷﺮﺍﺑﻪ، ﻭﻫﻮ ﻻﻫﺚ ﻭﺭﺍﺀ ﺷﻬﻮﺗﻪ ﻭﻏﺮﻳﺰﺗﻪ، ﻻ ﻳﺼﺪﻩ ﻋﻨﻬﺎ ﺻﺎﺩ، ﻭﻻ ﻳﻤﻨﻌﻪ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎﻧﻊ؛ ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺣﺎﻝ ﺍﻟﻤﻌﺮﺽ ﻋﻦ ﺁﻳﺎﺕ ﺍﻟﻠﻪ، ﻓﻬﻮ ﻻﻫﺚ ﻭﺭﺍﺀ ﻣﺘﺎﻉ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ، ﻭﻣﺆْﺛِﺮ ﻟﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ، ﻻ ﻳﺸﺒﻌﻪ ﻣﻨﻬﺎ ﺷﻲﺀ، ﻓﻬﻮ ﻻﻫﺚ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻟﻤﺎﻝ، ﻭﻻﻫﺚ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻟﺠﺎﻩ، ﻭﻻﻫﺚ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ، ﻭﻻﻫﺚ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻟﺸﻬﺮﺓ، ﻭﻻﻫﺚ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻟﺸﻬﻮﺓ ، ﻭﻻﻫﺚ ﻭﺭﺍﺀ ﺃﺷﻴﺎﺀ ﻭﺃﺷﻴﺎﺀ .. ﻫﻨﺎ ﻭﻫﻨﺎﻙ .
ﻫﺬﺍ ﻣﺤﺼﻞ ﻣﺎ ﺟﺎﺩﺕ ﺑﻪ ﻗﺮﻳﺤﺔ ﻫﺬﻳﻦ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤِﻴَﻦ ﺣﻮﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺜﻞ، ﺛﻢ ﻫﺎ ﻫﻨﺎ ﻭﻗﻔﺎﺕ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻤﺜﻞ ﺍﻟﻘﺮﺁﻧﻲ :
ﺃﻭﻟﻬﺎ : ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻗﺎﻝ : } ﺁﺗَﻴْﻨَﺎﻩُ ﺁﻳَﺎﺗِﻨَﺎ { [ ﺍﻷﻋﺮﺍﻑ ﻣﻦ ﺍﻵﻳﺔ 175: ] ، ﻓﺄﺧﺒﺮ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﺃﻧﻪ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺁﺗﺎﻩ ﺁﻳﺎﺗﻪ، ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻧﻌﻤﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ، ﺃﻧﻌﻢ ﺑﻬﺎ ﻋﻠﻴﻪ؛ ﺛﻢ ﻗﺎﻝ : } ﻓَﺎﻧﺴَﻠَﺦَ ﻣِﻨْﻬَﺎ { [ ﺍﻷﻋﺮﺍﻑ ﻣﻦ ﺍﻵﻳﺔ 175: ] ، ﺃﻱ : ﺧﺮﺝ ﻣﻨﻬﺎ ﺑﺎﻟﻜﻠﻴﺔ، ﻛﻤﺎ ﺗﻨﺴﻠﺦ ﺍﻟﺤﻴﺔ ﻣﻦ ﺟﻠﺪﻫﺎ، ﻭﻓﺎﺭﻗﻬﺎ ﻓﺮﺍﻕ ﺍﻟﺠﻠﺪ، ﻳﻨﺴﻠﺦ ﻋﻦ ﺍﻟﻠﺤﻢ؛ ﻭﻟﻢ ﻳﻘﻞ : ﻓﺴﻠﺨﻨﺎﻩ ﻣﻨﻬﺎ؛ ﻷﻧﻪ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺴﺒﺐ ﻓﻲ ﺗﺮﻙ ﺁﻳﺎﺕ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﻬﺎ؛ ﺍﺗﺒﺎﻋًﺎ ﻟﻠﻬﻮﻯ، ﻭﺍﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﻟﻠﺸﻴﻄﺎﻥ .
ﺛﺎﻧﻴﻬﺎ : ﺃﻥ ﻗﻮﻟﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ : } ﻓَﺄَﺗْﺒَﻌَﻪُ ﺍﻟﺸَّﻴْﻄَﺎﻥُ { [ ﺍﻷﻋﺮﺍﻑ ﻣﻦ ﺍﻵﻳﺔ 175: ] ، ﺃﻱ : ﻟﺤﻘﻪ ﻭﺃﺩﺭﻛﻪ، ﻛﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ ﻗﻮﻡ ﻓﺮﻋﻮﻥ : } ﻓَﺄَﺗْﺒَﻌُﻮﻫُﻢ ﻣُّﺸْﺮِﻗِﻴﻦَ { [ ﺍﻟﺸﻌﺮﺍﺀ 60: ] ، ﻓﻜﺎﻥ ﻗﺒﻞ ﺍﻧﺴﻼﺧﻪ ﻣﻦ ﺁﻳﺎﺕ ﺍﻟﻠﻪ، ﻣﺤﻔﻮﻇًﺎ ﻣﺤﺮﻭﺳًﺎ ﺑﺂﻳﺎﺕ ﺍﻟﻠﻪ، ﻣﺤﻤﻲ ﺍﻟﺠﺎﻧﺐ ﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ، ﻻ ﻳﻨﺎﻝ ﻣﻨﻪ ﺷﻴﺌًﺎ؛ ﻓﻠﻤﺎ ﺍﻧﺴﻠﺦ ﻣﻦ ﺁﻳﺎﺕ ﺍﻟﻠﻪ، ﻇﻔﺮ ﺑﻪ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ، ﻇﻔﺮ ﺍﻷﺳﺪ ﺑﻔﺮﻳﺴﺘﻪ، ﻓﻜﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﺎﻭﻳﻦ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﻴﻦ ﺑﺨﻼﻑ ﻋﻠﻤﻬﻢ، ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﺮﻓﻮﻥ ﺍﻟﺤﻖ ﻭﻳﻌﻤﻠﻮﻥ ﺑﺨﻼﻓﻪ، ﻛﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺴﻮﺀ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻋﺼﺮ، ﻭﻓﻲ ﻛﻞ ﺣﻴﻦ .
ﺛﺎﻟﺜﻬﺎ : ﺃﻧﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻗﺎﻝ : } ﻭَﻟَﻮْ ﺷِﺌْﻨَﺎ ﻟَﺮَﻓَﻌْﻨَﺎﻩُ ﺑِﻬَﺎ { [ ﺍﻷﻋﺮﺍﻑ ﻣﻦ ﺍﻵﻳﺔ 176: ] ، ﻓﺄﺧﺒﺮ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﻓﻌﺔ ﻋﻨﺪﻩ، ﻟﻴﺴﺖ ﺑﻤﺠﺮﺩ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻓﺤﺴﺐ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻫﻲ ﺑﺎﺗﺒﺎﻉ ﺍﻟﺤﻖ ﻭﺇﻳﺜﺎﺭﻩ، ﻭﻗﺼﺪ ﻣﺮﺿﺎﺓ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ، ﻓﺈﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻐﻮﻱ، ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﻋﻠﻢ ﺃﻫﻞ ﺯﻣﺎﻧﻪ، ﻭﻟﻢ ﻳﺮﻓﻌﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻌﻠﻤﻪ، ﻭﻟﻢ ﻳﻨﻔﻌﻪ ﺑﻪ؛ ﻷﻧﻪ ﺁﺛﺮ ﺍﺗﺒﺎﻉ ﺍﻟﻬﻮﻯ ﻋﻠﻰ ﺍﺗﺒﺎﻉ ﺍﻟﺤﻖ، ﻭﺁﺛﺮ ﺍﻟﺨﻀﻮﻉ ﻟﻮﺳﻮﺳﺔ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﻣﺮﺿﺎﺓ ﺍﻟﻠﻪ . ﻓﺄﺧﺒﺮ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﺃﻧﻪ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﻓﻊ ﻋﺒﺪﻩ ﺇﺫﺍ ﺷﺎﺀ، ﺑﻤﺎ ﺁﺗﺎﻩ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻢ، ﻭﺇﻥ ﻟﻢ ﻳﺮﻓﻌﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻬﻮ ﻣﻮﺿﻮﻉ؛ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺮﺍﻓﻊ ﻭﺍﻟﺨﺎﻓﺾ ﻫﻮ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ، ﻭﻻ ﺭﺍﻓﻊ ﻭﻻ ﺧﺎﻓﺾ ﺳﻮﺍﻩ .
ﺭﺍﺑﻌﻬﺎ : ﺃﻥ ﺣﻘﺎﺭﺓ ﺍﻟﻜﻠﺐ ﻭﺧﺴﺘﻪ، ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻣﺎﻧﻌﺔ ﻣﻦ ﺿﺮﺑﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺍﻟﻤﺜﻞ ﺑﻪ، ﻓﻘﺪ ﺿﺮﺏ ﺍﻟﻤﺜﻞ ﺑﺎﻟﺬﺑﺎﺏ؛ ﻭﺿﺮﺏ ﺍﻟﻤﺜﻞ ﺑﺒﻴﺖ ﺍﻟﻌﻨﻜﺒﻮﺕ؛ ﻭﺿﺮﺏ ﺍﻟﻤﺜﻞ ﺑﺎﻟﺤﻤﺎﺭ؛ ﺇﺫ ﺍﻟﻤﻘﺼﻮﺩ ﺑﻀﺮﺏ ﺍﻟﻤﺜﻞ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﻤﻄﺎﻑ ﺇﻳﺼﺎﻝ ﺍﻟﻔﻜﺮﺓ ﺑﺄﻛﺒﺮ ﻗﺪﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺿﻮﺡ ﻭﺍﻟﺒﻴﺎﻥ، ﻭﺍﻷﻣﺜﺎﻝ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺫﻟﻚ .
ﺧﺎﻣﺴﻬﺎ : ﺃﻥ ( ﺍﻟﺤﻤﻞ ) ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﻠﺐ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺜﻞ ﺍﻟﻤﻀﺮﻭﺏ : } ﺇِﻥ ﺗَﺤْﻤِﻞْ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻳَﻠْﻬَﺚْ { [ ﺍﻷﻋﺮﺍﻑ ﻣﻦ ﺍﻵﻳﺔ 176: ] ، ﻟﻴﺲ ﺍﻟﻤﻘﺼﻮﺩ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻤﺘﺒﺎﺩﺭ، ﻣﻦ ﺣﻤﻞ ﺍﻟﻤﺘﺎﻉ ﻭﻧﺤﻮﻩ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻣﻌﻨﺎﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺜﻞ ﻫﻨﺎ : ﺍﻟﻤﻬﺎﺟﻤﺔ ﻭﺍﻟﻤﻄﺎﺭﺩﺓ؛ ﻳﻘﺎﻝ : ﺣﻤﻞ ﻓﻼﻥ ﻋﻠﻰ ﻓﻼﻥ، ﺃﻱ : ﺷﻦ ﻋﻠﻴﻪ ﺣﻤﻠﺔ ﺷﻌﻮﺍﺀ، ﺳﻮﺍﺀ ﺑﺎﻟﻜﻼﻡ ﺃﻭ ﺑﺎﻟﻘﺘﺎﻝ .
ﻭﺣﺎﺻﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺜﻞ ﺍﻟﻘﺮﺁﻧﻲ، ﺃﻧﻪ ﺗﻤﺜﻴﻞ ﻟﺤﺎﻝ ﺍﻟﻤﺘﻠﺒﺲ ﺑﺎﻟﻨﻘﺎﺋﺺ ﻭﺍﻟﻜﻔﺮ ﺑﻌﺪ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﻭﺍﻟﻬﺪﺍﻳﺔ، ﻭﺗﺼﻮﻳﺮ ﻟﺤﺎﻝ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻣﺮﺗﻔﻌًﺎ ﻓﻲ ﻋﻠﻴﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﻷﺭﺽ، ﻓﻬﺒﻂ ﺑﻌﺪ ﺇﻟﻰ ﺳﺎﻓﻞ ﻣﻦ ﺃﺳﺎﻓﻠﻬﺎ، ﻭﺍﺳﺘﻘﺮ ﺑﻪ ﺍﻟﻤﻘﺎﻡ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺴﻔﻞ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﻗﺬﺍﺭ ﻭﺍﻷﻭﺣﺎﻝ
ﺇﻥ ﺃﺳﻤﻰ ﺍﻟﻤﺮﺍﺗﺐ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺒﻠﻐﻬﺎ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ﻫﻲ
ﺍﻟﻌﻠﻢ ، ﻭﺇﻥ ﺃﺳﻤﻰ ﻣﺮﺍﺗﺐ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻫﻮ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﺂﻳﺎﺕ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻘﺮﺁﻧﻴﺔ، ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻭﺩﻋﻬﺎ ﻛﺘﺎﺑﻪ، ﻭﺁﻳﺎﺗﻪ ﺍﻟﻜﻮﻧﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﺜﻬﺎ ﻓﻲ ﺃﻛﻮﺍﻧﻪ، ﺇﺫ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻬﺪﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ، ﻫﻮ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﻨﺎﻓﻊ ﺣﻘًﺎ ﻟﻠﺒﺸﺮﻳﺔ، ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺼﻮﺏ ﻣﺴﺎﺭﻫﺎ، ﻭﻳﻀﻲﺀ ﺩﺭﺑﻬﺎ، ﻭﻳﻬﺪﻱ ﺃﻓﻜﺎﺭﻫﺎ، ﻭﻳﻨﻈﻢ ﺃﻭﺿﺎﻋﻬﺎ .
ﻭﻗﺪ ﻭﺭﺩﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﻣﺜﺎﻝ ﺍﻟﺤﺴﻴﺔ، ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻤﺜﻞ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﺮﺿﻮﻥ ﻋﻦ ﺁﻳﺎﺕ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﻻ ﻳﻠﺘﻔﻮﻥ ﺇﻟﻴﻬﺎ، ﺑﻞ ﻭﻻ ﻳﻜﺘﺮﺛﻮﻥ ﺑﻬﺎ، ﺑﺤﻴﺚ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻬﺎ ﺣﻀﻮﺭ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ، ﻭﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻬﺎ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﻓﻲ ﺳﻠﻮﻛﻬﻢ؛ ﻓﻔﻲ ﺃﻣﺜﺎﻝ ﻫﺆﻻﺀ ﺿﺮﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﺍﻟﻤﺜﻞ ﺍﻵﺗﻲ، ﺍﻟﺬﻱ ﻧﻘﻒ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺎﻟﻤﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻄﻮﺭ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ .
ﻳﻘﻮﻝ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ : } ﻭَﺍﺗْﻞُ ﻋَﻠَﻴْﻬِﻢْ ﻧَﺒَﺄَ ﺍﻟَّﺬِﻱ ﺁﺗَﻴْﻨَﺎﻩُ ﺁﻳَﺎﺗِﻨَﺎ ﻓَﺎﻧﺴَﻠَﺦَ ﻣِﻨْﻬَﺎ ﻓَﺄَﺗْﺒَﻌَﻪُ ﺍﻟﺸَّﻴْﻄَﺎﻥُ ﻓَﻜَﺎﻥَ ﻣِﻦَ ﺍﻟْﻐَﺎﻭِﻳﻦَ . ﻭَﻟَﻮْ ﺷِﺌْﻨَﺎ ﻟَﺮَﻓَﻌْﻨَﺎﻩُ ﺑِﻬَﺎ ﻭَﻟَٰﻜِﻨَّﻪُ ﺃَﺧْﻠَﺪَ ﺇِﻟَﻰ ﺍﻟْﺄَﺭْﺽِ ﻭَﺍﺗَّﺒَﻊَ ﻫَﻮَﺍﻩُ ۚ ﻓَﻤَﺜَﻠُﻪُ ﻛَﻤَﺜَﻞِ ﺍﻟْﻜَﻠْﺐِ ﺇِﻥ ﺗَﺤْﻤِﻞْ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻳَﻠْﻬَﺚْ ﺃَﻭْ ﺗَﺘْﺮُﻛْﻪُ ﻳَﻠْﻬَﺚ ۚ ﺫَّٰﻟِﻚَ ﻣَﺜَﻞُ ﺍﻟْﻘَﻮْﻡِ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﻛَﺬَّﺑُﻮﺍ ﺑِﺂﻳَﺎﺗِﻨَﺎ { [ ﺍﻷﻋﺮﺍﻑ ﻣﻦ ﺍﻵﻳﺘﻴﻦ 176-175: ] .
ﺗﺬﻛﺮ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮ ، ﺃﻥ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺧﺒﺮﻧﺎ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺧﺒﺮﻩ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺜﻞ، ﻫﻮ ﺃﺣﺪ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺑﻨﻲ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ، ﺑﻞ ﺇﻥ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮ ﺗﺬﻛﺮ ﺍﺳﻤﻪ ﺃﻳﻀًﺎ؛ ﻭﻟﻴﺲ ﺛﻤﺔ ﻛﺒﻴﺮ ﻓﺎﺋﺪﺓ ﻓﻲ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﺳﻢ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺸﺨﺺ، ﺇﺫ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻓﺎﺋﺪﺓ ﺗﺮﺟﻰ، ﻟﺬﻛﺮ ﻟﻨﺎ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﺳﻤﻪ، ﻓﻌُﻠِﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻌﻠﻖ ﺑﺬﻟﻚ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﻣﻘﺼﻮﺩ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺏ ﻣﻀﻤﻮﻥ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﺜﻞ، ﻭﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﺑﻤﺎ ﺟﺎﺀ ﻓﻴﻪ .
ﻭﻛﻤﺎ ﺃﺷﺮﻧﺎ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻤﺜﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﻴﻦ ﺃﻳﺪﻳﻨﺎ، ﻳﺘﺤﺪﺙ ﻋﻦ ﺃﺣﺪ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺑﻨﻲ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ، ﻓﻄﻠﺐ ﻣﻨﻪ ﻗﻮﻣﻪ - ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺃﻏﺮﻭﻩ ﺑﻤﺒﻠﻎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎﻝ - ﺃﻥ ﻳﺪﻋﻮَ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻮﺳﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺎﻟﻬﻼﻙ، ﻭﻳﺼﻔﻪ ﺑﻤﺎ ﻟﻴﺲ ﻓﻴﻪ . ﻭﺑﺪﻝ ﺃﻥ ﻳﺘﺼﺪﻯ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻟﻄﻠﺐ ﻗﻮﻣﻪ ﻭﻳﺮﻓﻀﻪ، ﺍﻧﺼﺎﻉ ﻟﻬﻢ، ﻭﺍﻧﺴﺎﻕ ﻭﺭﺍﺀ ﺷﻬﻮﺍﺗﻪ ﻭﺃﻫﻮﺍﺋﻪ، ﺑﺈﻏﺮﺍﺀ ﻣﻦ
ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ، ﻭﻭﺳﻮﺳﺔ ﻣﻨﻪ، ﻓﻀﻞَّ ﺑﻌﻤﻠﻪ ﺫﻟﻚ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻬﺪﺍﻳﺔ، ﻭﻛﺎﻥ ﻋﺎﻗﺒﺔ ﺃﻣﺮﻩ ﺧﺴﺮًﺍ .
ﻭﻗﺪ ﻣﺜَّﻞ ﻟﻨﺎ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺣﺎﻟﺔ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺃﺭﻭﻉ ﺗﻤﺜﻴﻞ؛ ﻓﺠﻌﻞ ﻣﺜﻞ ﺣﺎﻟﻪ - ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺃﻋﺮﺽ ﻋﻦ ﺁﻳﺎﺕ ﺍﻟﻠﻪ - ﻛﻤﺜﻞ ﺍﻟﻜﻠﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﺇﻥ ﺗﻄﺮﺩﻩ ﺑﻌﻴﺪًﺍ ﻋﻨﻚ ﻳﻠﻬﺚ، ﺃﻭ ﺗﺘﺮﻛﻪ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻧﻪ ﻳﻠﻬﺚ، ﻓﻬﻮ ﻓﻲ ﻛﻼ ﺍﻟﺤﺎﻟﺘﻴﻦ، ﻻ ﺗﻔﺎﺭﻗﻪ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﻠﻬﺎﺙ؛ ﺇﺫ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻡ ﺃﻥ ﺍﻟﻜﻠﺐ ﺍﺧﺘﺺ ﺩﻭﻥ ﻏﻴﺮﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻧﺎﺕ ﺑﺼﻔﺔ ﺍﻟﻠﻬﺎﺙ، ﻓﻬﻲ ﺻﻔﺔ ﻣﻼﺯﻣﺔ ﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺣﺎﻝ، ﻭﻓﻲ ﻛﻞ ﺃﻭﺍﻥ .
ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺭﺷﻴﺪ ﺭﺿﺎ ﻓﻲ ( ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺍﻟﻤﻨﺎﺭ ) : " ﺍﻟﻠﻬﺚ ﻫﻮ ﺍﻟﻨَّﻔَﺲ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ، ﻣﻊ ﺇﺧﺮﺍﺝ ﺍﻟﻠﺴﺎﻥ ، ﻭﻳﻜﻮﻥ ﻟﻐﻴﺮ ﺍﻟﻜﻠﺐ ﻣﻦ ﺷﺪﺓ ﺍﻟﺘﻌﺐ ﻭﺍﻹﻋﻴﺎﺀ ﻭﺍﻟﻌﻄﺶ؛ ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﻜﻠﺐ ﻓﻴﻠﻬﺚ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺣﺎﻝ، ﺳﻮﺍﺀ ﺃﺻﺎﺑﻪ ﺫﻟﻚ ﺃﻡ ﻟﻢ ﻳﺼﺒﻪ، ﻭﺳﻮﺍﺀ ﺣﻤﻠﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺗﻬﺪﺩﻩ ﺑﺎﻟﻀﺮﺏ، ﺃﻡ ﺗﺘﺮﻛﻪ ﺁﻣﻨًﺎ ﻭﺍﺩﻋًﺎ " .
ﻭﻗﺪ ﺃﺛﺒﺘﺖ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ، ﺃﻥ ﺍﻟﻐﺪﺩ ﺍﻟﻌﺮﻗﻴﺔ ﻓﻲ ﺟﺴﻢ ﺍﻟﻜﻠﺐ ﻗﻠﻴﻠﺔ، ﺑﺤﻴﺚ ﻻ ﺗﻜﻔﻲ ﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﺩﺭﺟﺔ ﺣﺮﺍﺭﺓ ﺟﺴﻤﻪ؛ ﻟﺬﻟﻚ ﻓﻬﻮ ﻳﻌﻮﺽ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻨﻘﺺ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺪﺩ ﺑﺎﻟﻠﻬﺎﺙ ﻓﻲ ﺣﺎﻝ .
ﻭﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻧﺪﺭﻙ ﺩﻗﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺜﻞ ﺍﻟﻘﺮﺁﻧﻲ، ﺣﻴﻦ ﺷﺒﻪ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﺴﺘﻔﻴﺪﻭﻥ ﻣﻦ ﺁﻳﺎﺕ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﻻ ﻳﺘﺮﺟﻤﻮﻧﻬﺎ ﺳﻠﻮﻛًﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﺭﺽ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ، ﺑﻤﺜﻞ ﺍﻟﻜﻠﺐ ﺍﻟﻼﻫﺚ، ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﻴﺶ ﺑﺎﻟﻬﻢ ﺍﻟﺪﺍﺋﻢ، ﻭﺗﺤﺖ ﻭﻃﺄﺓ ﺍﻹﻋﻴﺎﺀ ﺍﻟﺜﻘﻴﻞ، ﻭﺍﻟﺘﻌﺐ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ، ﻭﺍﻟﻘﻠﻖ ﺍﻟﻤﺨﻴﻒ .
ﻭﻗﺪ ﺃﺟﺎﺩ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺜﺎﻝ، ﻭﻟﻌﻞ ﺧﻴﺮ ﻣﻦ ﻓﻌﻞ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺘﻘﺪﻣﻴﻦ - ﻓﻴﻤﺎ ﻧﺤﺴﺐ -
ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ ، ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻤﺘﺄﺧﺮﻳﻦ ﺳﻴﺪ ﻗﻄﺐ ، ﻭﻧﺤﻦ ﻧﺬﻛﺮ ﻟﻚ ﺧﻼﺻﺔ ﻣﺎ ﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﻛﻼﻣﻬﻤﺎ :
ﺷﺒﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﺣﺎﻝ ﻣﻦ ﺁﺗﺎﻩ ﺁﻳﺎﺗﻪ، ﻓﻠﻢ ﻳﻨﻔﻊ ﺑﻬﺎ ﻧﻔﺴﻪ، ﻭﻟﻢ ﻳﻨﺘﻔﻊ ﺑﻬﺎ ﻏﻴﺮﻩ، ﺑﺄﻣﺮﻳﻦ؛ ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ : ﺑﺤﺎﻝ ﺍﻟﻤﻨﺴﻠﺦ ﻣﻦ ﺟﻠﺪﻩ ﻭﺍﻟﻤﺘﻨﻜﺮ ﻷﺻﻠﻪ؛ ﻓﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺠﻠﺪ ﻭﻗﺎﻳﺔ ﻟﻜﻴﺎﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻵﻓﺎﺕ، ﻭﺣﻤﺎﻳﺔ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺍﻷﻋﺮﺍﺽ، ﻓﻜﺬﻟﻚ ﺍﻟﻬﺪﻯ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﺎﺀ ﺑﻪ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ، ﻓﻴﻪ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻜﺒﺎﺕ، ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﻞ ﺑﻪ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺯﻣﺎﻥ ﻭﻣﻜﺎﻥ، ﻭﻓﻴﻪ ﻭﻗﺎﻳﺔ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺍﻷﺯﻣﺎﺕ، ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺼﻒ ﺑﻪ ﺑﻴﻦ ﺣﻴﻦ ﻭﺁﺧﺮ . ﻓﺈﺫﺍ ﺃﻋﺮﺽ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻋﻦ ﺁﻳﺎﺕ ﺭﺑﻪ، ﻭﺍﺗﺒﻊ ﻫﻮﺍﻩ، ﻭﺍﻧﺴﺎﻕ ﻭﺭﺍﺀ ﻣﺎ ﻳﻮﺳﻮﺱ ﻟﻪ ﺑﻪ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ، ﻛﺎﻥ ﻛﻤﺜﻞ ﺍﻟﻤﻨﺴﻠﺦ ﻋﻦ ﺟﻠﺪﻩ، ﺍﻟﺘﺎﺭﻙ ﻟﻤﺎ ﻓﻴﻪ ﻭﻗﺎﻳﺘﻪ ﻭﺣﻤﺎﻳﺘﻪ ﻭﺃﻣﻨﻪ؛ ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺍﻟﻤﻌﺮﺽ ﻋﻦ ﺁﻳﺎﺕ ﺍﻟﻠﻪ، ﺿﺎﻝ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ، ﻭﺳﺎﺋﺮ ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺮ ﺑﺼﻴﺮﺓ، ﻭﻣﺘﻮﺟﻪ ﺇﻟﻰ ﻏﻴﺮ ﻫﺪﻑ، ﻳﺴﻴﺮ ﺧﺒﻂ ﻋﺸﻮﺍﺀ ﻫﻨﺎ ﻭﻫﻨﺎﻙ، ﻻ ﻳﺪﺭﻱ ﺃﻳﻦ ﺍﻟﻤﻔﺮ، ﻭﻻ ﻳﻌﻠﻢ ﺃﻳﻦ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺮ .
ﻭﺛﺎﻧﻴًﺎ : ﺷﺒﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﺣﺎﻝ ﻣﻦ ﺁﺗﺎﻩ ﺁﻳﺎﺗﻪ ﻓﺄﻋﺮﺽ ﻋﻨﻬﺎ، ﻭﺃﺩﺍﺭ ﻟﻬﺎ ﻇﻬﺮﻩ، ﺑﺤﺎﻝ ﺍﻟﻜﻠﺐ ﺍﻟﻼﻫﺚ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺣﺎﻝ؛ ﻓﻬﻮ ﻻﻫﺚ ﻭﺭﺍﺀ ﻃﻌﺎﻣﻪ ﻭﺷﺮﺍﺑﻪ، ﻭﻫﻮ ﻻﻫﺚ ﻭﺭﺍﺀ ﺷﻬﻮﺗﻪ ﻭﻏﺮﻳﺰﺗﻪ، ﻻ ﻳﺼﺪﻩ ﻋﻨﻬﺎ ﺻﺎﺩ، ﻭﻻ ﻳﻤﻨﻌﻪ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎﻧﻊ؛ ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺣﺎﻝ ﺍﻟﻤﻌﺮﺽ ﻋﻦ ﺁﻳﺎﺕ ﺍﻟﻠﻪ، ﻓﻬﻮ ﻻﻫﺚ ﻭﺭﺍﺀ ﻣﺘﺎﻉ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ، ﻭﻣﺆْﺛِﺮ ﻟﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ، ﻻ ﻳﺸﺒﻌﻪ ﻣﻨﻬﺎ ﺷﻲﺀ، ﻓﻬﻮ ﻻﻫﺚ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻟﻤﺎﻝ، ﻭﻻﻫﺚ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻟﺠﺎﻩ، ﻭﻻﻫﺚ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ، ﻭﻻﻫﺚ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻟﺸﻬﺮﺓ، ﻭﻻﻫﺚ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻟﺸﻬﻮﺓ ، ﻭﻻﻫﺚ ﻭﺭﺍﺀ ﺃﺷﻴﺎﺀ ﻭﺃﺷﻴﺎﺀ .. ﻫﻨﺎ ﻭﻫﻨﺎﻙ .
ﻫﺬﺍ ﻣﺤﺼﻞ ﻣﺎ ﺟﺎﺩﺕ ﺑﻪ ﻗﺮﻳﺤﺔ ﻫﺬﻳﻦ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤِﻴَﻦ ﺣﻮﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺜﻞ، ﺛﻢ ﻫﺎ ﻫﻨﺎ ﻭﻗﻔﺎﺕ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻤﺜﻞ ﺍﻟﻘﺮﺁﻧﻲ :
ﺃﻭﻟﻬﺎ : ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻗﺎﻝ : } ﺁﺗَﻴْﻨَﺎﻩُ ﺁﻳَﺎﺗِﻨَﺎ { [ ﺍﻷﻋﺮﺍﻑ ﻣﻦ ﺍﻵﻳﺔ 175: ] ، ﻓﺄﺧﺒﺮ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﺃﻧﻪ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺁﺗﺎﻩ ﺁﻳﺎﺗﻪ، ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻧﻌﻤﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ، ﺃﻧﻌﻢ ﺑﻬﺎ ﻋﻠﻴﻪ؛ ﺛﻢ ﻗﺎﻝ : } ﻓَﺎﻧﺴَﻠَﺦَ ﻣِﻨْﻬَﺎ { [ ﺍﻷﻋﺮﺍﻑ ﻣﻦ ﺍﻵﻳﺔ 175: ] ، ﺃﻱ : ﺧﺮﺝ ﻣﻨﻬﺎ ﺑﺎﻟﻜﻠﻴﺔ، ﻛﻤﺎ ﺗﻨﺴﻠﺦ ﺍﻟﺤﻴﺔ ﻣﻦ ﺟﻠﺪﻫﺎ، ﻭﻓﺎﺭﻗﻬﺎ ﻓﺮﺍﻕ ﺍﻟﺠﻠﺪ، ﻳﻨﺴﻠﺦ ﻋﻦ ﺍﻟﻠﺤﻢ؛ ﻭﻟﻢ ﻳﻘﻞ : ﻓﺴﻠﺨﻨﺎﻩ ﻣﻨﻬﺎ؛ ﻷﻧﻪ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺴﺒﺐ ﻓﻲ ﺗﺮﻙ ﺁﻳﺎﺕ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﻬﺎ؛ ﺍﺗﺒﺎﻋًﺎ ﻟﻠﻬﻮﻯ، ﻭﺍﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﻟﻠﺸﻴﻄﺎﻥ .
ﺛﺎﻧﻴﻬﺎ : ﺃﻥ ﻗﻮﻟﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ : } ﻓَﺄَﺗْﺒَﻌَﻪُ ﺍﻟﺸَّﻴْﻄَﺎﻥُ { [ ﺍﻷﻋﺮﺍﻑ ﻣﻦ ﺍﻵﻳﺔ 175: ] ، ﺃﻱ : ﻟﺤﻘﻪ ﻭﺃﺩﺭﻛﻪ، ﻛﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ ﻗﻮﻡ ﻓﺮﻋﻮﻥ : } ﻓَﺄَﺗْﺒَﻌُﻮﻫُﻢ ﻣُّﺸْﺮِﻗِﻴﻦَ { [ ﺍﻟﺸﻌﺮﺍﺀ 60: ] ، ﻓﻜﺎﻥ ﻗﺒﻞ ﺍﻧﺴﻼﺧﻪ ﻣﻦ ﺁﻳﺎﺕ ﺍﻟﻠﻪ، ﻣﺤﻔﻮﻇًﺎ ﻣﺤﺮﻭﺳًﺎ ﺑﺂﻳﺎﺕ ﺍﻟﻠﻪ، ﻣﺤﻤﻲ ﺍﻟﺠﺎﻧﺐ ﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ، ﻻ ﻳﻨﺎﻝ ﻣﻨﻪ ﺷﻴﺌًﺎ؛ ﻓﻠﻤﺎ ﺍﻧﺴﻠﺦ ﻣﻦ ﺁﻳﺎﺕ ﺍﻟﻠﻪ، ﻇﻔﺮ ﺑﻪ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ، ﻇﻔﺮ ﺍﻷﺳﺪ ﺑﻔﺮﻳﺴﺘﻪ، ﻓﻜﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﺎﻭﻳﻦ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﻴﻦ ﺑﺨﻼﻑ ﻋﻠﻤﻬﻢ، ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﺮﻓﻮﻥ ﺍﻟﺤﻖ ﻭﻳﻌﻤﻠﻮﻥ ﺑﺨﻼﻓﻪ، ﻛﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺴﻮﺀ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻋﺼﺮ، ﻭﻓﻲ ﻛﻞ ﺣﻴﻦ .
ﺛﺎﻟﺜﻬﺎ : ﺃﻧﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻗﺎﻝ : } ﻭَﻟَﻮْ ﺷِﺌْﻨَﺎ ﻟَﺮَﻓَﻌْﻨَﺎﻩُ ﺑِﻬَﺎ { [ ﺍﻷﻋﺮﺍﻑ ﻣﻦ ﺍﻵﻳﺔ 176: ] ، ﻓﺄﺧﺒﺮ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﻓﻌﺔ ﻋﻨﺪﻩ، ﻟﻴﺴﺖ ﺑﻤﺠﺮﺩ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻓﺤﺴﺐ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻫﻲ ﺑﺎﺗﺒﺎﻉ ﺍﻟﺤﻖ ﻭﺇﻳﺜﺎﺭﻩ، ﻭﻗﺼﺪ ﻣﺮﺿﺎﺓ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ، ﻓﺈﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻐﻮﻱ، ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﻋﻠﻢ ﺃﻫﻞ ﺯﻣﺎﻧﻪ، ﻭﻟﻢ ﻳﺮﻓﻌﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻌﻠﻤﻪ، ﻭﻟﻢ ﻳﻨﻔﻌﻪ ﺑﻪ؛ ﻷﻧﻪ ﺁﺛﺮ ﺍﺗﺒﺎﻉ ﺍﻟﻬﻮﻯ ﻋﻠﻰ ﺍﺗﺒﺎﻉ ﺍﻟﺤﻖ، ﻭﺁﺛﺮ ﺍﻟﺨﻀﻮﻉ ﻟﻮﺳﻮﺳﺔ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﻣﺮﺿﺎﺓ ﺍﻟﻠﻪ . ﻓﺄﺧﺒﺮ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﺃﻧﻪ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﻓﻊ ﻋﺒﺪﻩ ﺇﺫﺍ ﺷﺎﺀ، ﺑﻤﺎ ﺁﺗﺎﻩ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻢ، ﻭﺇﻥ ﻟﻢ ﻳﺮﻓﻌﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻬﻮ ﻣﻮﺿﻮﻉ؛ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺮﺍﻓﻊ ﻭﺍﻟﺨﺎﻓﺾ ﻫﻮ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ، ﻭﻻ ﺭﺍﻓﻊ ﻭﻻ ﺧﺎﻓﺾ ﺳﻮﺍﻩ .
ﺭﺍﺑﻌﻬﺎ : ﺃﻥ ﺣﻘﺎﺭﺓ ﺍﻟﻜﻠﺐ ﻭﺧﺴﺘﻪ، ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻣﺎﻧﻌﺔ ﻣﻦ ﺿﺮﺑﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺍﻟﻤﺜﻞ ﺑﻪ، ﻓﻘﺪ ﺿﺮﺏ ﺍﻟﻤﺜﻞ ﺑﺎﻟﺬﺑﺎﺏ؛ ﻭﺿﺮﺏ ﺍﻟﻤﺜﻞ ﺑﺒﻴﺖ ﺍﻟﻌﻨﻜﺒﻮﺕ؛ ﻭﺿﺮﺏ ﺍﻟﻤﺜﻞ ﺑﺎﻟﺤﻤﺎﺭ؛ ﺇﺫ ﺍﻟﻤﻘﺼﻮﺩ ﺑﻀﺮﺏ ﺍﻟﻤﺜﻞ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﻤﻄﺎﻑ ﺇﻳﺼﺎﻝ ﺍﻟﻔﻜﺮﺓ ﺑﺄﻛﺒﺮ ﻗﺪﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺿﻮﺡ ﻭﺍﻟﺒﻴﺎﻥ، ﻭﺍﻷﻣﺜﺎﻝ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺫﻟﻚ .
ﺧﺎﻣﺴﻬﺎ : ﺃﻥ ( ﺍﻟﺤﻤﻞ ) ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﻠﺐ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺜﻞ ﺍﻟﻤﻀﺮﻭﺏ : } ﺇِﻥ ﺗَﺤْﻤِﻞْ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻳَﻠْﻬَﺚْ { [ ﺍﻷﻋﺮﺍﻑ ﻣﻦ ﺍﻵﻳﺔ 176: ] ، ﻟﻴﺲ ﺍﻟﻤﻘﺼﻮﺩ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻤﺘﺒﺎﺩﺭ، ﻣﻦ ﺣﻤﻞ ﺍﻟﻤﺘﺎﻉ ﻭﻧﺤﻮﻩ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻣﻌﻨﺎﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺜﻞ ﻫﻨﺎ : ﺍﻟﻤﻬﺎﺟﻤﺔ ﻭﺍﻟﻤﻄﺎﺭﺩﺓ؛ ﻳﻘﺎﻝ : ﺣﻤﻞ ﻓﻼﻥ ﻋﻠﻰ ﻓﻼﻥ، ﺃﻱ : ﺷﻦ ﻋﻠﻴﻪ ﺣﻤﻠﺔ ﺷﻌﻮﺍﺀ، ﺳﻮﺍﺀ ﺑﺎﻟﻜﻼﻡ ﺃﻭ ﺑﺎﻟﻘﺘﺎﻝ .
ﻭﺣﺎﺻﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺜﻞ ﺍﻟﻘﺮﺁﻧﻲ، ﺃﻧﻪ ﺗﻤﺜﻴﻞ ﻟﺤﺎﻝ ﺍﻟﻤﺘﻠﺒﺲ ﺑﺎﻟﻨﻘﺎﺋﺺ ﻭﺍﻟﻜﻔﺮ ﺑﻌﺪ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﻭﺍﻟﻬﺪﺍﻳﺔ، ﻭﺗﺼﻮﻳﺮ ﻟﺤﺎﻝ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻣﺮﺗﻔﻌًﺎ ﻓﻲ ﻋﻠﻴﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﻷﺭﺽ، ﻓﻬﺒﻂ ﺑﻌﺪ ﺇﻟﻰ ﺳﺎﻓﻞ ﻣﻦ ﺃﺳﺎﻓﻠﻬﺎ، ﻭﺍﺳﺘﻘﺮ ﺑﻪ ﺍﻟﻤﻘﺎﻡ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺴﻔﻞ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﻗﺬﺍﺭ ﻭﺍﻷﻭﺣﺎﻝ
مواضيع مماثلة
» ﺃﻣﺜﺎﻝ ﻗﺮﺁﻧﻴﺔ - [ 26 ] ﻛﺬﻟﻚ ﻳﻀﺮﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺤﻖ ﻭﺍﻟﺒﺎﻃﻞ
» ﺃﻣﺜﺎﻝ ﻗﺮﺁﻧﻴﺔ - [ 25 ] ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ
» ﺃﻣﺜﺎﻝ ﻗﺮﺁﻧﻴﺔ - [ 28 ] ﺃﻳﻨﻤﺎ ﻳﻮﺟﻬﻪ ﻻ ﻳﺄﺕ ﺑﺨﻴﺮ
» ﻗﺼﺔ ﻗﻮﻡ ﻋﺎﺩ ﺍﻗﻮﻯ ﺧﻠﻖ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ
» ﺑﻌﺚ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﺟﻴﺸﺎ ﻟﺤﺮﺏ ﺍﻟﺮﻭﻡ ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﺷﺎﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻫﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺣﺬﺍﻓﺔ - ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ
» ﺃﻣﺜﺎﻝ ﻗﺮﺁﻧﻴﺔ - [ 25 ] ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ
» ﺃﻣﺜﺎﻝ ﻗﺮﺁﻧﻴﺔ - [ 28 ] ﺃﻳﻨﻤﺎ ﻳﻮﺟﻬﻪ ﻻ ﻳﺄﺕ ﺑﺨﻴﺮ
» ﻗﺼﺔ ﻗﻮﻡ ﻋﺎﺩ ﺍﻗﻮﻯ ﺧﻠﻖ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ
» ﺑﻌﺚ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﺟﻴﺸﺎ ﻟﺤﺮﺏ ﺍﻟﺮﻭﻡ ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﺷﺎﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻫﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺣﺬﺍﻓﺔ - ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ
صفحة 2 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدىق