بحـث
المواضيع الأخيرة
» شركة جلي بلاط بالرياضمن طرف moslema_r أمس في 21:36
» احدث هواتف انفينكس Infinix Hot 50
من طرف omnia أمس في 15:54
» افضل الهواتف من اوبو Oppo A3x
من طرف omnia أمس في 15:38
» سامسونج Samsung Galaxy A16
من طرف omnia أمس في 15:29
» موبي برايس ماركات الموبايلات
من طرف omnia أمس في 15:16
» افضل شركة تنظيف منازل بالكويت باقل الاسعار
من طرف omnia أمس في 15:06
» كراتين للبيع بالكويت- افضل انواع الكراتين
من طرف omnia أمس في 14:42
» افضل شركة نقل عفش بالكويت
من طرف omnia أمس في 14:32
» افضل شركة شراء اثاث مستعمل بالكويت
من طرف omnia أمس في 14:21
» افضل نجار بالكويت
من طرف omnia أمس في 14:06
أفضل 10 فاتحي مواضيع
قسي وبس2 | ||||
خالد فكري | ||||
ندا عمر | ||||
nadya | ||||
omnia | ||||
moslema_r | ||||
مارينا مايكل | ||||
ندا عصام | ||||
سيرين سعيد | ||||
رضوي سعيد |
المشاركات التي حصلت على أكثر ردود أفعال في الشهر
خادم Discord
| |
ﺭﻭﺍﻳﺔ ﻋﺮﺱ ﺍﻟﺰﻳﻦ .. ﻟﻸﺩﻳﺐ ﺍﻟﻄـﻴﺐ ﺻﺎﻟﺢ ..
صفحة 2 من اصل 1 • شاطر
ﺭﻭﺍﻳﺔ ﻋﺮﺱ ﺍﻟﺰﻳﻦ .. ﻟﻸﺩﻳﺐ ﺍﻟﻄـﻴﺐ ﺻﺎﻟﺢ ..
ﺭﻭﺍﻳﺔ ﻋﺮﺱ ﺍﻟﺰﻳﻦ ..
ﻟﻸﺩﻳﺐ ﺍﻟﻄـﻴﺐ ﺻﺎﻟﺢ ..
ﺍﻟﺤﻠﻘﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ..
ﺗﺘﺎﺑﻌﺖ ﺍﻷﻋﻮﺍﻡ ، ﻋﺎﻡ ﻳﺘﻠﻮ ﻋﺎﻣﺎ ، ﻳﻨﺘﻔﺦ ﺻﺪﺭ ﺍﻟﻨﻴﻞ ، ﻛﻤﺎ ﻳﻤﺘﻠﺊ ﺻﺪﺭ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺑﺎﻟﻐﻴﻆ ﻭﻳﺴﻴﻞ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻀﻔﺘﻴﻦ ، ﻓﻴﻐﻄﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﺍﻟﻤﺰﺭﻭﻋﺔ ﺣﺘﻰ ﻳﺼﻞ ﺇﻟﻰ ﺣﺎﻓﺔ ﺍﻟﺼﺤﺮﺍﺀ ﻋﻨﺪ ﺃﺳﻔﻞ ﺍﻟﺒﻴﻮﺕ ، ﺗﻨﻖ ﺍﻟﻀﻔﺎﺩﻉ ﺑﺎﻟﻠﻴﻞ ، ﻭﺗﻬﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﺭﻳﺢ ﺭﻃﺒﺔ ﻣﻔﻌﻤﺔ ﺑﺎﻟﻨﺪﻯ ﺗﺤﻤﻞ ﺭﺍﺋﺤﺔ ﻫﻲ ﻣﺰﻳﺞ ﻣﻦ ﺃﺭﻳﺞ ﺯﻫﺮ ﺍﻟﻄﻠﺢ ﻭﺭﺍﺋﺤﺔ ﺍﻟﺤﻄﺐ ﺍﻟﻤﺒﺘﻞ ﻭﺭﺍﺋﺤﺔ ﺍﻷﺭﺽ ﺍﻟﺨﺼﺒﺔ ﺍﻟﻈﻤﺄﻯ ﺣﻴﻦ ﺗﺮﺗﻮﻱ ﺑﺎﻟﻤﺎﺀ ﻭﺭﺍﺋﺤﺔ ﺍﻷﺳﻤﺎﻙ ﺍﻟﻤﻴﺘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻠﻘﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﻮﺝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻣﻞ ، ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻠﻴﺎﻟﻲ ﺍﻟﻤﻘﻤﺮﺓ ﺣﻴﻦ ﻳﺴﺘﺪﻳﺮ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﻘﻤﺮ ﻳﺘﺤﻮﻝ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﺇﻟﻰ ﻣﺮﺁﺓ ﺿﺨﻤﺔ ﻣﻀﻴﺌﺔ ﺗﺘﺤﺮﻙ ﻓﻮﻕ ﺻﻔﺤﺘﻬﺎ ﻇﻼﻝ ﺍﻟﻨﺨﻞ ﻭﺃﻏﺼﺎﻥ ﺍﻟﺸﺠﺮ ﻭﺍﻟﻤﺎﺀ ﻳﺤﻤﻞ ﺍﻷﺻﻮﺍﺕ ﺇﻟﻰ ﺃﺑﻌﺎﺩ ﻛﺒﻴﺮﺓ ، ﻓﺈﺫﺍ ﺃﻗﻴﻢ ﺣﻔﻞ ﻋﺮﺱ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺪ ﻣﻴﻠﻴﻦ ﺗﺴﻤﻊ ﺯﻏﺎﺭﻳﺪﻩ ﻭﺩﻕ ﻃﺒﻮﻟﻪ ﻭﻋﺰﻑ ﻃﻨﺎﺑﻴﺮﻩ ﻭﻣﺰﺍﻣﻴﺮﻩ ﻛﺄﻧﻪ ﺇﻟﻰ ﻳﻤﻴﻦ ﺩﺍﺭﻙ . ﻭﻳﺘﻨﻔﺲ ﺍﻟﻨﻴﻞ ﺍﻟﺼﻌﺪﺍﺀ ، ﻭﺗﺴﺘﻴﻘﻆ ﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ ﻓﺈﺫﺍ ﺻﺪﺭ ﺍﻟﻨﻴﻞ ﻗﺪ ﻫﺒﻂ ﻭﺇﺫﺍ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻗﺪ ﺍﻧﺤﺴﺮ ﻋﻦ ﺍﻟﺠﺎﻧﺒﻴﻦ ، ﻳﺴﺘﻘﺮ ﻓﻲ ﻣﺠﺮﻯ ﻭﺍﺣﺪ ﻛﺒﻴﺮ ﻳﻤﺘﺪ ﺷﺮﻗﺎ ﻭﻏﺮﺑﺎ ، ﺗﻄﻠﻊ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﻭﺗﻐﻄﺲ ﻓﻴﻪ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻤﻐﻴﺐ . ﻭﺗﻨﻈﺮ ﻓﺈﺫﺍ ﺃﺭﺽ ﻣﻤﺘﺪﻩ ﺭﻳﺎﻧﺔ ﻣﻠﺴﺎﺀ ﺗﺮﻙ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﺩﺭﻭﺑﺎ ﺭﺷﻴﻘﺔ ﻣﺼﻘﻮﻟﺔ ﻓﻲ ﻫﺮﻭﺑﻪ ﺇﻟﻰ ﻣﺠﺮﺍﻩ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ . ﺭﺍﺋﺤﺔ ﺍﻷﺭﺽ ﺍﻵﻥ ﺗﻤﻸ ﺃﻧﻔﻚ ﻓﺘﺬﻛﺮﻙ ﺑﺮﺍﺋﺤﺔ ﺍﻟﻨﺨﻞ ﺣﻴﻦ ﻳﺘﻬﻴﺄ ﺍﻟﻠﻘﺎﺡ . ﺍﻷﺭﺽ ﺳﺎﻛﻨﺔ ﻣﺒﺘﻠﺔ ، ﻭﻟﻜﻨﻚ ﺗﺤﺲ ﺃﻥ ﺑﻄﻨﻬﺎ ﻳﻨﻄﻮﻱ ﻋﻠﻰ ﺳﺮ ﻋﻈﻴﻢ ، ﻛﺄﻧﻬﺎ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻋﺎﺭﻣﺔ ﺍﻟﺸﻬﻮﺓ ﺗﺴﺘﻌﺪ ﻟﻤﻼﻗﺎﺓ ﺑﻌﻠﻬﺎ . ﺍﻷﺭﺽ ﺳﺎﻛﻨﺔ ﻭﻟﻜﻦ ﺃﺣﺸﺎﺀﻫﺎ ﺗﻀﺞ ﺑﻤﺎﺀ ﺩﺍﻓﻖ ﻫﻮ ﻣﺎﺀ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﺍﻟﺨﺼﺐ . ﺍﻷﺭﺽ ﻣﺒﺘﻠﺔ ﻣﺘﻮﺛﺒﺔ ، ﺗﺘﻬﻴﺄ ﻟﻠﻌﻄﺎﺀ ، ﻭﻳﻄﻌﻦ ﺷﻲﺀ ﺣﺎﺩﺍ ﺃﺣﺸﺎﺀ ﺍﻷﺭﺽ . ﻟﺤﻈﺔ ﻧﺸﻮﺓ ﻭﺃﻟﻢ ﻭﻋﻄﺎﺀ . ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻃﻌﻦ ﻓﻲ ﺃﺣﺸﺎﺀ ﺍﻷﺭﺽ ، ﺗﺘﺪﻓﻖ ﺍﻟﺒﺬﻭﺭ ، ﻭﻛﻤﺎ ﻳﻀﻢ ﺭﺣﻢ ﺍﻷﻧﺜﻰ ﺍﻟﺠﻨﻴﻦ ﻓﻲ ﺣﻨﺎﻥ ﻭﺩﻑﺀ ﺣﺐ . ﻛﺬﻟﻚ ﻳﻨﻄﻮﻱ ﺑﺎﻃﻦ ﺍﻷﺭﺽ ﻋﻠﻰ ﺣﺐ ﺍﻟﻘﻤﺢ ﻭﺍﻟﺬﺭﺓ ﻭﺍﻟﻠﻮﺑﻴﺎ ، ﻭﺗﺘﺸﻘﻖ ﺍﻷﺭﺽ ﻋﻦ ﻧﺒﺎﺕ ﻭﺛﻤﺮ . ﺗﺬﻛﺮ ﻧﻌﻤﺔ ﻭﻫﻲ ﻃﻔﻠﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻛﻦ ﺇﺫﺍ ﺟﺌﻦ ﻟﺰﻳﺎﺭﺓ ﺃﻣﻬﺎ ﻛﻦ ﻳﺠﻠﺴﻨﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﺠﻮﺭﻫﻦ ، ﻭﻳﻤﺴﺤﻦ ﺑﺄﻳﺪﻳﻬﻦ ﻋﻠﻰ ﺷﻌﺮﻫﺎ ﺍﻟﻐﺰﻳﺮ ﺍﻟﻤﺘﻬﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﻛﺘﻔﻴﻬﺎ ، ﻭﻳﻘﺒﻠﻨﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺧﺪﻫﺎ ﻭﺷﻔﺘﻬﺎ ﻭﻳﺪﻏﺪﻏﻨﻬﺎ ، ﻭﻳﻀﻤﻤﻨﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺻﺪﻭﺭﻫﻦ .
ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺗﻤﻘﺖ ﺫﻟﻚ ، ﻭﺗﺘﻠﻮﻯ ﻓﻲ ﺃﺫﺭﻋﻬﻦ ، ﻭﻣﺮﺓ ﺿﺠﺮﺕ ﻋﺒﺚ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﺑﺪﻳﻨﺔ ﺑﻬﺎ ، ﻭﺷﻌﺮﺕ ﺑﺬﺭﺍﻋﻲ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﻐﻠﻴﻈﺘﻴﻦ ﺗﻨﻄﺒﻘﺎﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ ، ﻛﺄﻧﻬﻤﺎ ﻓﻜﺎ ﺣﻴﻮﺍﻥ ﻣﻔﺘﺮﺱ ، ﻭﺑﺮﺩﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﻤﺜﻘﻠﺔ ﻭﻋﻄﺮﻫﺎ ﺍﻟﻘﻮﻱ ، ﻛﺄﻧﻬﺎ ﺗﺨﻨﻘﻬﺎ ، ﻭﺗﻤﻠﻤﻠﺖ ﻧﻌﻤﺔ ﻭﺣﺎﻭﻟﺖ ﺃﻥ ﺗﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﻗﺒﻀﺔ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ . ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺿﻤﺘﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺻﺪﺭﻫﺎ ﺑﻘﻮﺓ ﻭﺍﻧﻘﻀﺖ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻬﻬﺎ ﺑﺸﻔﺘﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﻜﺘﻨﺰﺗﻴﻦ ﺗﻘﺒﻠﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺭﻗﺒﺘﻬﺎ ﻭﻋﻠﻰ ﺧﺪﻫﺎ ، ﻭﺗﺸﻤﻬﺎ ، ﺻﻔﻌﺘﻬﺎ ﻧﻌﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻬﻬﺎ ﺻﻔﻌﺔ ﻗﺎﺳﻴﺔ ، ﻭﺫﻋﺮﺕ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻭﺍﻧﻔﻚ ﺫﺭﺍﻋﺎﻫﺎ ﻭﺍﻧﻔﻠﺘﺖ ﻧﻌﻤﺔ ﻭﺗﺮﻛﺖ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ . ﻭﻟﻤﺎ ﻛﺒﺮﺕ ﻭﻟﻢ ﺗﻌﺪ ﻃﻔﻠﺔ ، ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺭﺅﻭﺱ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻮﺍﺀ ﺗﻠﺘﻔﺖ ﺇﻟﻴﻬﺎ ، ﺣﻴﻦ ﺗﻤﺮ ﺑﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ . ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺗﺄﺑﻪ ﻟﺠﻤﺎﻟﻬﺎ ، ﻭﺗﺬﻛﺮ ﺃﻳﻀﺎ ﻛﻴﻒ ﺃﺭﻏﻤﺖ ﺃﺑﺎﻫﺎ ﺃﻥ ﻳﺪﺧﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻜُﺘَّﺎﺏ ﻟﺘﺘﻌﻠﻢ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ . ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻄﻔﻠﺔ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪﺓ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺼﺒﻴﺎﻥ . ﻭﺑﻌﺪ ﺷﻬﺮ ﻭﺍﺣﺪ ﺗﻌﻠﻤﺖ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺗﺴﺘﻤﻊ ﺇﻟﻰ ﺻﺒﻴﺎﻥ ﻳﻜﺒﺮﻭﻧﻬﺎ ﻳﻘﺮﺃﻭﻥ ﺳﻮﺭﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ، ﻓﺘﺴﺘﻔﺮ ﻓﻲ ﺫﻫﻨﻬﺎ ، ﻭﺃﻗﺒﻠﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ، ﺗﺤﻔﻈﻪ ﺑﻨﻬﻢ ، ﻭﺗﺴﺘﻠﺬ ﺑﺘﻼﻭﺗﻪ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﺠﺒﻬﺎ ﺁﻳﺎﺕ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻣﻨﻪ ، ﺗﻨﺰﻝ ﻋﻠﻰ ﻗﻠﺒﻬﺎ ﻛﺎﻟﺨﺒﺮ ﺍﻟﺴﺎﺭ ، ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺆﺛﺮ ﻣﻤﺎ ﺣﻔﻈﺘﻪ ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﻭﺳﻮﺭﺓ ﻣﺮﻳﻢ ﻭﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﻘﺼﺺ ، ﻭﺗﺸﻌﺮ ﺑﻘﻠﺒﻬﺎ ﻳﻌﺘﺼﺮﻩ ﺍﻟﺤﺰﻥ ﻭﻫﻲ ﺗﻘﺮﺃ ﻋﻦ ﺃﻳﻮﺏ ﻭﺗﺸﻌﺮ ﺑﻨﺸﻮﺓ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﺣﻴﻦ ﺗﺼﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻵﻳﺔ ﻭﺁﺗﻴﻨﺎﻩ ﺃﻫﻠﻪ ﻭﻣﺜﻠﻬﻢ ﻣﻌﻬﻢ ﺭﺣﻤﺔ ﻣﻦ ﻋﻨﺪﻧﺎ . ﻭﺗﺘﺨﻴﻞ ﺭﺣﻤﺔ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﺭﺍﺋﻌﺔ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﻣﺘﻔﺎﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﺧﺪﻣﺔ ﺯﻭﺟﻬﺎ ، ﻭﺗﺘﻤﻨﻰ ﻟﻮ ﺃﻥ ﺃﻫﻠﻬﺎ ﺍﺳﻤﻮﻫﺎ ﺭﺣﻤﺔ .
ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺤﻠﻢ ﺑﺘﻀﺤﻴﺔ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﻻ ﺗﺪﺭﻱ ﻧﻮﻋﻬﺎ ، ﺗﻀﺤﻴﺔ ﺿﺨﻤﺔ ﺗﺆﺩﻳﻬﺎ ﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﻣﻦ ﺍﻷﻳﺎﻡ ، ﻓﻴﻬﺎ ﺫﻟﻚ ﺍﻹﺣﺴﺎﺱ ﺍﻟﻐﺮﻳﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺤﺴﻪ ﺣﻴﻦ ﺗﻘﺮﺃ ﺳﻮﺭﺓ ﻣﺮﻳﻢ ﻭﻧﺸﺄﺕ ﻧﻌﻤﺔ ﻃﻔﻠﺔ ﻭﻗﻮﺭﺓ ، ﻣﺤﻮﺭ ﺷﺨﺼﻴﺘﻬﺎ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺑﺎﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ، ﺗﺸﺎﺭﻙ ﺃﻣﻬﺎ ﻓﻲ ﺃﻋﺒﺎﺀ ﺍﻟﺒﻴﺖ ، ﻭﺗﻨﺎﻗﺸﻬﺎ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ، ﻭﺗﺘﺤﺪﺙ ﺇﻟﻰ ﺃﺑﻴﻬﺎ ﺣﺪﻳﺜﺎ ﻧﺎﺿﺠﺎ ﺟﺮﻳﺌﺎ ﻳﺬﻫﻠﻪ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺣﻴﺎﻥ ، ﻛﺎﻥ ﺃﺧﻮﻫﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻜﺒﺮﻫﺎ ﺑﻌﺎﻣﻴﻦ ﻳﺤﺜﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺍﺻﻠﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺱ ﻭﻳﻘﻮﻝ ﻟﻬﺎ : " ﻳﻤﻜﻦ ﺗﺒﻘﻲ ﺩﻛﺘﻮﺭﺓ ﻭﻻ ﻣﺤﺎﻣﻴﺔ " . ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺗﺆﻣﻦ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ . ﺗﻘﻮﻝ ﻷﺧﻴﻬﺎ ﻭﻋﻠﻰ ﻭﺟﻬﻬﺎ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻘﻨﺎﻉ ﺍﻟﻜﺜﻴﻒ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻗﺎﺭ : " ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺱ ﻛﻠﻪ ﻃﺮﻃﺸﺔ . ﻛﻔﺎﻳﺔ ﺍﻟﻘﺮﺍﻳﺔ ﻭﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﻭﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﻓﺮﺍﻳﺾ ﺍﻟﺼﻼﺓ " . ﻭﻳﻀﺤﻚ ﺃﺧﻮﻫﺎ ﻭﻳﻘﻮﻝ : " ﺑﺎﻛﺮ ﻳﺠﻲ ﻭﺩ ﺣﻼﻝ ﻳﻌﺮﺳﻚ ﻭﺗﻨﻔﻚ ﻣﻊ ﺣﺠﺠﻚ " . ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺃﺳﺮﺗﻬﺎ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﻟﻬﺎ ﻫﺬﺍ ﻣﻊ ﺇﺣﺴﺎﺱ ﺑﺎﻟﺨﻮﻑ ، ﻓﻬﻢ ﻳﺪﺭﻛﻮﻥ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﺍﻟﻐﺎﺿﺒﺔ ﺍﻟﻌﻴﻨﻴﻦ ﺍﻟﻮﻗﻮﺭﺓ ﺍﻟﻤﺤﻴﺎ ، ﺗﻀﻢ ﺻﺪﺭﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻣﺮ ﺗﺨﻔﻴﻪ ﻋﻨﻬﻢ ، ﻭﻟﻤﺎ ﺑﻠﻐﺖ ﺍﻟﺴﺎﺩﺳﺔ ﻋﺸﺮﺓ ﻭ ﺑﺪﺃﺕ ﺃﻣﻬﺎ ﺗﺘﺤﺪﺙ ﻋﻦ ﺍﻟﻔﺘﻴﺎﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺼﻠﺤﻮﻥ ﺃﺻﻬﺎﺭﺍ . ﻭﻟﻜﻦ ﻧﻌﻤﺔ ﺗﻬﺰ ﻛﺘﻔﻴﻬﺎ ﻭﻻ ﺗﻘﻮﻝ ﺷﻴﺌﺎ . ﻭﻟﻤﺎ ﺟﺎﺀﺕ ﺁﻣﻨﺔ ﺇﻟﻰ ﺳﻌﺪﻳﺔ ﺗﺤﺪﺛﻬﺎ ﻓﻲ ﺃﻣﺮ ﺯﻭﺍﺝ ﻧﻌﻤﺔ ﻣﻦ ﺃﺣﻤﺪ ﻭﻗﺎﻟﺖ ﻟﻬﺎ ﺳﻌﺪﻳﺔ : " ﺍﻟﺸﻮﺭﻯ ﻋﻨﺪ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﺒﺖ " ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﻠﻢ ﻓﻲ ﻗﺮﺍﺭﺓ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺃﻥ ( ﺍﻟﺮﺃﻱ ) ﻻ ﻷﺣﺪ ﻏﻴﺮ ﻧﻌﻤﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ . ﻭﻛﺎﻥ ﻻﺑﺪ ﻣﻦ ﺧﻴﺎﺭﻫﺎ . ﻓﻬﺰﺕ ﻛﺘﻔﻴﻬﺎ ﻭﻗﺎﻟﺖ : ﺃﻧﺎ ﻟﻲ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﻣﺎ ﺑﻘﻴﺖ ﻟﻠﻌﺮﺱ ) ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺒﺚ ﻣﻨﺎﻗﺸﺘﻬﺎ ، ﺧﺎﺻﺔ ﻭﺃﻥ ﺳﻌﺪﻳﺔ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻣﺘﺤﻤﺴﺔ ﻷﻥ ﺗﺼﺒﺢ ﺣﻤﺎﺓ ﻵﻣﻨﺔ . ﻟﻢ ﻳﻤﺾ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻭﻗﺖ ﻃﻮﻳﻞ ﺣﺘﻰ ﻇﻬﺮ ﺧﻄﻴﺐ ﺁﺧﺮ : ﺇﺩﺭﻳﺲ . ﻓﺘﻴﺎﺕ
ﻛﺜﻴﺮﺍﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﻛﻦ ﻳﺘﻤﻨﻴﻦ ﺃﻥ ﻳﺼﺒﺤﻦ ﺯﻭﺟﺎﺕ ﻟﻪ ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻣﺘﻌﻠﻤﺎ ، ﻳﻌﻤﻞ ﻣﺪﺭﺳﺎ ﻓﻲ ﻣﺪﺭﺳﺔ ﺍﺑﺘﺪﺍﺋﻴﺔ . ﻭﻛﺎﻥ ﺩﻣﺚ ﺍﻷﺧﻼﻕ ، ﺣﺴﻦ ﺍﻟﺴﻴﺮﺓ ﺑﻴﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﻭﻣﻊ ﺃﻥ ﻋﺎﺋﻠﺘﻪ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻮﺍﺋﻞ ﺫﻭﺍﺕ ﺍﻷﺻﻞ ، ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺸﺎﺭ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻠﺪ ، ﺇﻻ ﺃﻥ ﺃﺑﺎﻩ ﻛﻮﻥ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﻣﻜﺎﻧﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﺠﺪﻩ ﻭﺣﺴﻦ ﻋﺸﺮﺗﻪ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﺳﺮﺓ ﻃﻴﺒﺔ ﻣﻴﺴﻮﺭﺓ ﺍﻟﺤﺎﻝ ، ..
ﻭﻛﺎﻥ ﺣﺎﺝ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻭﺍﻟﺪ ﻧﻌﻤﺔ ، ﻭﺃﻣﻬﺎ ﺳﻌﺪﻳﺔ ، ﻭﺃﺧﻮﺍﻧﻬﺎ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ، ﻳﻤﻴﻠﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﻗﺒﻮﻝ ﺇﺩﺭﻳﺲ . ﺑﻴﺪ ﺃﻥ ﻧﻌﻤﺔ ﻛﺎﻥ ﻟﻬﺎ ﺭﺃﻱ ﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ . ﻫﺰﺕ ﻛﺘﻔﻴﻬﺎ ﻭﻗﺎﻟﺖ : " ﻣﺎ ﺑﺪﻭﺭﻩ ) . ﻭﺍﺣﺘﺪ ﺣﺎﺝ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻓﻲ ﻛﻼﻣﻪ ﻣﻌﻬﺎ ﻭﻫﻢ ﺑﺼﻔﻌﻬﺎ . ﻭﻟﻜﻨﻪ ﺗﻮﻗﻒ ﻓﺠﺄﺓ . ﺷﻲﺀ ﻣﺎ ﻓﻲ ﻣﺤﻴﺎ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﺍﻟﻌﻨﻴﺪﺓ ﻗﺘﻞ ﺍﻟﻐﻀﺐ ﻓﻲ ﺻﺪﺭﻩ . ﻟﻌﻠﻪ ﺗﻌﺒﻴﺮ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ ، ﻟﻌﻠﻪ ﺍﻟﺘﺼﻤﻴﻢ ﺍﻟﺮﺯﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻬﻬﺎ . ﻭﻛﺄﻧﻤﺎ ﺃﺣﺲ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺑﺄﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﻟﻴﺴﺖ ﻋﺎﻗﺔ ﻭﻻ ﻣﺘﻤﺮﺩﺓ . ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻣﺪﻓﻮﻋﺔ ﺑﺈﻳﻌﺎﺯ ﺩﺍﺧﻠﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﻗﺪﺍﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﻣﺮ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﺣﺪ ﺭﺩﻫﺎ ﻋﻨﻪ .
ﻭﻣﻦ ﻳﻮﻣﻬﺎ ﻟﻢ ﻳﻜﻠﻤﻬﺎ ﺃﺣﺪ ﻓﻲ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ . ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻧﻌﻤﺔ ﺣﻴﻦ ﺗﻔﺮﻍ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻭﺃﻓﻜﺎﺭﻫﺎ ، ﻭﺗﺨﻄﺮ ﻋﻠﻰ ﺫﻫﻨﻬﺎ ﺧﻮﺍﻃﺮ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ . ﺗﺤﺲ ﺃﻥ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﺳﻴﺠﻴﺌﻬﺎ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻻ ﺗﺤﺘﺴﺐ . ﻛﻤﺎ ﻳﻘﻊ ﻗﻀﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻋﺒﺎﺩﻩ . ﻣﺜﻞ ﻣﺎ ﻳﻮﻟﺪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻳﻤﻮﺗﻮﻥ ﻭﻳﻤﺮﺿﻮﻥ ، ﻣﺜﻞ ﻣﺎ ﻳﺒﻴﺾ ﺍﻟﻨﻴﻞ ، ﻭﺗﻬﺐ ﺍﻟﻌﻮﺍﺻﻒ ، ﻭﻳﺜﻤﺮ ﺍﻟﻨﺨﻞ ﻛﻞ ﻋﺎﻡ ، ﻛﻤﺎ ﻳﻨﺒﺖ ﺍﻟﻘﻤﺢ ﻭﻳﻬﻄﻞ ﺍﻟﻤﻄﺮ ﻭﺗﺘﺒﺪﻝ ﺍﻟﻔﺼﻮﻝ ﻛﺬﻟﻚ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﺯﻭﺍﺟﻬﺎ ، ﻗﺴﻤﺔ ﻗﺴﻤﻬﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﻟﻮﺡ ﻣﺤﻔﻮﻅ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﻮﻟﺪ ، ﻭﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺠﺮﻱ ﺍﻟﻨﻴﻞ ، ﻭﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺨﻠﻖ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﻣﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ ، ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺗﺤﺲ ﺑﻔﺮﺡ ﺃﻭ ﺧﻮﻑ ﺃﻭ ﺃﺳﻰ ﺣﻴﻦ ﺗﻔﻜﺮ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ، ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺸﻌﺮ ﺑﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﺳﺘﻮﺿﻊ ﻋﻠﻰ ﻛﺘﻔﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﻭﻗﺖ ﻣﺎ ، ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﻗﺮﻳﺒﺎ ، ﻭﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﺑﻌﻴﺪﺍ ، ﺻﺎﺣﺒﺎﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻲ ، ﻛﻞ ﻓﺘﺎﺓ ﺗﺸﺐ ﻭﻓﻲ ﺫﻫﻨﻬﺎ ﺻﻮﺭﺓ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﻔﺎﺭﺱ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﺑﻂ ﻓﺮﺳﻪ ﺫﺍﺕ ﻣﺴﺎﺀ ﺳﺎﺟﻲ ﺍﻟﻀﻮﺀ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﺪﺍﺭ ، ﻭﻳﺪﺧﻞ ﻭﻳﺨﺘﻄﻔﻬﺎ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺃﻫﻠﻬﺎ ، ﻭﻳﻬﺮﺏ ﺑﻬﺎ ﺑﻌﻴﺪﺍ ﺇﻟﻰ ﻋﻮﺍﻟﻢ ﺳﺤﺮﻳﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻭﺭﻏﺪ ﺍﻟﻌﻴﺶ ، ﺃﻣﺎ ﻧﻌﻤﺔ ﻓﻠﻢ ﺗﺮﺗﺴﻢ ﻓﻲ ﺫﻫﻨﻬﺎ ﺻﻮﺭﺓ ﻣﺤﺪﺩﺓ ، ﻛﺒﺮﺕ ﻭﻛﺒﺮ ﻣﻌﻬﺎ ﺣﺐ ﻓﻴﺎﺽ ﺳﺘﺴﺒﻐﻪ ﻳﻮﻣﺎ ﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﺭﺟﻞ ﻣﺎ ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻣﺘﺰﻭﺟﺎ ﻟﻪ ﺃﺑﻨﺎﺀ ، ﻳﺘﺰﻭﺟﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﺷﺎﺑﺎ ﻭﺳﻴﻤﺎ ﻣﺘﻌﻠﻤﺎ ، ﺃﻭ ﻣﺰﺍﺭﻋﺎ ﻣﻦ ﻋﺎﻣﺔ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﻣﺸﻘﻖ ﺍﻟﻜﻔﻴﻦ ﻭﺍﻟﺮﺟﻠﻴﻦ ، ﻣﻦ ﻛﺜﺮﺓ ﻣﺎ ﺧﺎﺽ ﻭﺿﺮﺏ ﺍﻟﻤﻌﻮﻝ ، ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺰﻳﻦ ... ﻭﺣﻴﻦ ﻳﺨﻄﺮ ﺍﻟﺰﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﻝ ﻧﻌﻤﺔ ﺗﺤﺲ ﺇﺣﺴﺎﺳﺎ ﺩﺍﻓﺌﺎ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻬﺎ ، ﻣﻦ ﻓﺼﻴﻠﺔ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺤﺴﻪ ﺍﻷﻡ ﻧﺤﻮ ﺃﺑﻨﺎﺋﻬﺎ ، ﻭﻳﻤﺘﺰﺝ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻹﺣﺴﺎﺱ ﺷﻌﻮﺭ ﺁﺧﺮ ، ﺑﺎﻟﺸﻔﻘﺔ ، ﻳﺨﻄﺮ ﺍﻟﺰﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﻟﻬﺎ ﻛﻄﻔﻞ ﻳﺘﻴﻢ ﻋﺪﻳﻢ ﺍﻷﻫﻞ ، ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺮﻋﺎﻳﺔ ، ﺃﻧﻪ ﺍﺑﻦ ﻋﻤﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺣﺎﻝ ، ﻭﻣﺎ ﻓﻲ ﺷﻔﻘﺘﻬﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﺷﻲﺀ ﻏﺮﻳﺐ . ،، ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺃﻡ ﺍﻟﺰﻳﻦ ﺗﺒﺎﻟﻲ ﺃﻳﻦ ﻳﻘﻀﻲ ﺍﻟﺰﻳﻦ ﻟﻴﻠﻪ ، ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻛﺮﻭﺡ ﻗﻠﻖ ﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﻣﺴﺘﻘﺮ ، ﺣﻴﺜﻤﺎ ﺃﻗﻴﻢ ﻋﺮﺱ ﺗﺠﺪ ﺍﻟﺰﻳﻦ : ﻓﻲ ﻓﺮﻳﻖ ﺍﻟﻄﻠﺤﺔ ﺃﻭ ﻋﻨﺪ ﻋﺮﺏ ﺍﻟﻘﻮﺯ ﻓﻲ ﻗﺒﻠﻲ ﺃﻭ ﺑﺤﺮﻱ ، ﻻ ﻳﺤﺒﺴﻪ ﺑﺮﺩ ، ﻭﻻ ﻋﺎﺻﻔﺔ ﺗﻬﺐ ﺑﺎﻟﻠﻴﻞ ﻭﻻ ﺍﻟﻨﻴﻞ ﺍﻟﻄﺎﻣﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺳﻢ ﻓﻴﻀﺎﻧﻪ ، ﺗﻠﺘﻘﻂ ﺃﺫﻧﻪ ﺑﺤﺴﺎﺳﻴﺔ ﻧﺎﺩﺭﺓ ﺯﻏﺎﺭﻳﺪ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺪ ﺃﻣﻴﺎﻝ ، ﻓﻴﻀﻊ ﺛﻮﺑﻪ ﻋﻠﻰ ﻛﺘﻔﻪ ﻭﻳﻬﺮﻭﻝ ﻛﺄﻥ ﺷﻴﺌﺎ ﻳﺠﺬﺑﻪ ﺇﻟﻰ ﻣﺼﺪﺭ ﺍﻟﺼﻮﺕ . ﻭﺃﺣﻴﺎﻧﺎ ﻳﺴﻄﻊ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﻓﺠﺄﺓ ﻣﻦ ﻭﺭﺍﺀ ﻛﺜﺒﺎﻥ ﺍﻟﺮﻣﻞ ، ﺣﻴﻦ ﺗﻌﺪﻭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺍﺕ ﺁﺗﻴﺔ ﻣﻦ ﺃﻡ ﺩﺭﻣﺎﻥ ، ﻓﺈﺫﺍ ﺷﺨﺺ ﻧﺤﻴﻞ ﻳﺤﺐ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﻣﻞ ﻳﻤﻴﻞ ﺑﺠﺴﻤﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﻣﺎﻡ ﻗﻠﻴﻼ ﻭﻋﻴﻨﺎﻩ ﺗﻨﻈﺮﺍﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺭﺽ ، ﻳﺤﺚ ﺍﻟﺨﻄﻰ ﻣﺘﺠﻬﺎ ﺷﺮﻗﺎ . ﻳﺮﻯ ﺍﻟﺮﻛﺎﺏ ﺍﻟﺰﻳﻦ ﻓﻴﻌﻠﻤﻮﻥ ﺃﻥ ﺛﻤﺔ ﺣﻔﻞ ﻋﺮﺱ ﻓﻲ ﻃﺮﻑ ﺍﻟﺤﻲ ، ﻓﺈﻣﺎ ﺻﺎﺣﻮﺍ ﺑﻪ ﺣﻴﻦ ﻳﻤﺮﻭﻥ ﻋﻠﻴﻪ ، ﻭﺃﻣﺎ ﺃﻭﻗﻔﻮﺍ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﻭﺗﺤﺮﺷﻮﺍ ﺑﻪ . ﻭﺃﺣﻴﺎﻧﺎ ﻳﺴﻴﺮ ﻭﺭﺍﺀﻩ ﻛﻮﻛﺒﺔ ﻣﻨﻬﻢ ، ﻭﺗﻘﺘﺮﺏ ﺯﻏﺎﺭﻳﺪ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﺗﺘﻀﺢ ﻣﻌﺎﻟﻤﻬﺎ . ﻭﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﺰﻳﻦ ﺃﻥ ﻳﻤﻴﺰ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ . ﺃﻳﺔ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﺯﻏﺮﺩﺕ ، ﺛﻢ ﺗﺒﺪﻭ ﺍﻷﻧﻮﺍﺭ ﻭﺗﺒﺪﻭ ﺃﺷﺒﺎﺡ ﻣﺠﺘﻤﻌﺔ ﺗﺼﻌﺪ ﻭﺗﻬﺒﻂ ﻛﺄﻧﻬﺎ ﺷﻴﺎﻃﻴﻦ ﻓﻲ ﻭﺍﺩﻱ ﺍﻟﺠﻦ . ﺛﻢ ﻳﻈﻬﺮ ﺍﻟﻐﺒﺎﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺜﻴﺮﻩ ﺃﺭﺟﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﺭﻗﺼﻬﺎ ، ﻳﺘﺸﺒﺚ ﺑﺨﻴﻮﻁ ﺍﻟﻀﻮﺀ . ﻭﻓﺠﺄﺓ ﻳﻨﺸﻖ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻋﻦ ﻧﺪﺍﺀ ﻳﻌﺮﻓﻪ ﻛﻞ ﺃﺣﺪ : " ﻋﻮﻙ ﻳﺎ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﺮﺱ ، ﻳﺎ ﻧﺎﺱ ﺍﻟﺮﻗﻴﺺ ﺍﻟﺰﻳﻦ ﺟﺎﻛﻢ " . ﻭﺇﺫﺍ ﺍﻟﺰﻳﻦ ﻗﺪ ﻗﻔﺰ ﻛﺎﻟﻘﻀﺎﺀ ﻭﺍﺳﺘﻘﺮ ﻓﻲ ﺣﻠﻘﻪ ﺍﻟﺮﻗﺺ . ﻭﻳﻔﻮﺭ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻓﺠﺄﺓ ﻓﻘﺪ ﻧﻔﺚ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺰﻳﻦ ﻃﺎﻗﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ . ﻭﻣﻦ ﺑﻌﻴﺪ ﻳﺴﻤﻊ ﺍﻟﻤﺮﺀ ﺻﻴﺤﺎﺗﻬﻢ ﻳﺮﺣﺒﻮﻥ ﺑﻪ : " ﺍﺑﺸﺮ . ﺍﺑﺸﺮ . ﺣﺒﺎﺑﻚ ﻋﺸﺮﺓ " . ﻭﺣﻴﻦ ﺗﻤﻮﺕ ﺃﺻﻮﺍﺕ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻓﻲ ﺣﻠﻮﻗﻬﻦ ، ﻭﺗﻄﻔﺄ ﺍﻷﻧﻮﺍﺭ ، ﻭﻳﺘﺮﺍﻭﺡ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﻟﻰ ﺩﻭﺭﻫﻢ ﻗﺒﻴﻞ ﻃﻠﻮﻉ ﺍﻟﻔﺠﺮ ، ﻳﺴﻨﺪ ﺍﻟﺰﻳﻦ ﺭﺃﺳﻪ ﺇﻟﻰ ﺣﺠﺮ ﺃﻭ ﺇﻟﻰ ﺟﺬﻉ ﺷﺠﺮﺓ ، ﻭﻳﻨﺎﻡ ﺑﺮﻫﺔ ﻧﻮﻣﺎ ﺧﻔﻴﻔﺎ ﻛﻨﻮﻡ ﺍﻟﻄﻴﺮ . ﻭﺣﻴﻦ ﻳﺆﺫﻥ ﺍﻟﻤﺆﺫﻥ ﻟﺼﻼﺓ ﺍﻟﻔﺠﺮ ، ﻳﻘﻔﻞ ﻋﺎﺋﺪﺍ ﺇﻟﻰ ﺃﻫﻠﻪ ، ﻓﻴﻮﻗﻆ ﺃﻣﻪ ﻟﺘﺼﻨﻊ ﺍﻟﺸﺎﻱ . ﺑﻴﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺆﺫﻥ ﻗﺪ ﺃﺫﻥ ﺫﺍﺕ ﺻﺒﺎﺡ ، ﻭﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﺍﻟﺰﻳﻦ . ﻭﺃﺣﻤﺮ ﺍﻷﻓﻖ ﺍﻟﺸﺮﻗﻲ ﻗﺒﻴﻞ ﻃﻠﻮﻉ ﺍﻟﺸﻤﺲ ، ﺛﻢ ﺍﺭﺗﻔﻌﺖ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻗﺪﺭ ﻗﺎﻣﺔ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﺍﻟﺰﻳﻦ . ﻭﺃﺣﺴﺖ ﺃﻡ ﺍﻟﺰﻳﻦ ﺑﺮﺟﻔﺔ ﺧﻔﻴﻔﺔ ﻓﻲ ﺟﻨﺒﻬﺎ ﺍﻷﻳﺴﺮ ﻓﻠﻢ ﺗﺴﺘﺒﺸﺮ ﺧﻴﺮﺍ .
ﺇﻧﻬﺎ ﺗﻌﺘﻘﺪ ﺃﻥ ﺟﻨﺒﻬﺎ ﺍﻷﻳﺴﺮ ﺇﺫﺍ ﺭﺟﻒ ﻓﺈﻥ ﺷﺮﺍ ﺳﻴﻠﻢ ﺑﻬﺎ ﺃﻭ ﺑﺄﺣﺪ ﺫﻭﻳﻬﺎ ﻻ ﻣﺤﺎﻟﺔ . ﻭﻫﻤﺖ ﺃﻥ ﺗﺬﻫﺐ ﻟﻌﻢ ﺍﻟﺰﻳﻦ . ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺳﻤﻌﺖ ﺣﺮﻛﺔ ﻋﻨﺪ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺤﻮﺵ ﻭﺳﻤﻌﺖ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺤﻮﺵ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﻳﺼﺮ ، ﺛﻢ ﺳﻤﻌﺖ ﺧﺒﻄﺔ ﻗﻮﻳﺔ ، ﻭﻓﺠﺄﺓ ﺭﺃﺕ ﺃﻣﺎﻣﻬﺎ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﺮﻳﻌﺎ . ﻓﺼﺮﺧﺖ ﺻﺮﺧﺔ ﺳﻤﻌﻬﺎ ﺣﺎﺝ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺃﺑﻮ ﻟﺤﻤﺔ ﻓﻲ ﺭﺍﺑﻊ ﺑﻴﺖ ﻭﻫﻮ ﺟﺎﻟﺲ ﻋﻠﻰ ﻣﺼﻼﺗﻪ ﻳﺸﺮﺏ ﻗﻬﻮﺓ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ . ﺍﻣﺘﻸﺕ ﺍﻟﺪﺍﺭ ﺑﺎﻟﻨﺎﺱ ﺭﺟﺎﻻ ﻭﻧﺴﺎﺀ ﻭﺣﻤﻠﻮﺍ ﺃﻡ ﺍﻟﺰﻳﻦ ﻓﺎﻗﺪﺓ ﺍﻟﻮﻋﻲ . ﻭﺍﻧﺸﻖ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻧﺼﻔﻴﻦ . ﻧﺼﻔﺎ ﺭﺍﺡ ﻣﻊ ﺍﻷﻡ ، ﻭﻧﺼﻒ ﺃﻏﻠﺒﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﺍﻝ ... ﺍ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﺰﻳﻦ ، ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻪ ﺟﺮﺡ ﻛﺒﻴﺮ ﻳﺼﻞ ﺇﻟﻰ ﻗﺮﻳﺐ ﻣﻦ ﻋﻴﻨﻪ ﺍﻟﻴﻤﻨﻰ ، ﻭﺻﺪﺭﻩ ﻭﺛﻮﺑﻪ ﻭﺳﺮﻭﺍﻟﻪ ﻣﻠﻄﺨﺔ ﺑﺎﻟﺪﻡ .
ﻭﻓﻘﺪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺭﺷﺪﻫﻢ . ﻭﺃﺧﺬ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺤﻔﻴﻆ ﻳﺼﻴﺢ ﻓﻲ ﺍﻟﺰﻳﻦ ﻭﻗﺪ ﺍﺣﻤﺮﺕ ﻋﻴﻨﺎﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﻀﺐ : " ﻛﻠﻤﻨﺎ ﻣﻴﻦ ﻋﻤﻞ ﻓﻴﻚ ﺍﻟﻌﻤﻠﺔ ﺩﻱ ؟ ﻣﻴﻦ ﺍﻟﻜﻠﺐ ﺍﻟﻤﺠﺮﻡ ﺍﻟﻀﺮﺑﻚ ؟ " ﻭﺗﺼﺎﺭﺧﺖ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﺑﻌﻀﻬﻦ ﺃﺧﺬﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻜﺎﺀ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻧﻌﻤﺔ ﺗﻘﻒ ﻋﻦ ﺑﻌﺪ ، ﺻﺎﻣﺘﻪ ، ﻭﻋﻴﻨﺎﻫﺎ ﻣﺮﻛﺰﺗﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺰﻳﻦ ، ﻭﻗﺪ ﺣﻞ ﻣﺤﻞ ﺍﻟﻐﻀﺐ ﻓﻴﻬﻤﺎ ﺣﻨﻮ ﻋﻈﻴﻢ . ﻭﻗﺎﻝ ﺣﺎﺝ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ : " ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ " . ﻭﻛﺎﻥ ﻟﻠﻜﻠﻤﺔ ﻭﻗﻊ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺭ ، ﻓﻬﺪﺍ ﻋﻮﻳﻞ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﺻﺎﺡ ﻣﺤﺠﻮﺏ : " ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ " ﻭﺻﺎﺡ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺤﻔﻴﻆ : " ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ " ﻭﺍﻧﻄﻠﻖ ﺃﺣﻤﺪ ﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﻟﻴﺤﻀﺮﻩ ..
ﻭﻟﻤﺎ ﻋﺎﺩ ﺍﻟﺰﻳﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ ﻓﻲ ﻣﺮﻭﻯ ﺣﻴﺚ ﻇﻞ ﺃﺳﺒﻮﻋﻴﻦ ﻛﺎﻥ ﻭﺟﻬﻪ ﻧﻈﻴﻔﺎ ﻳﻠﻤﻊ . ﻭﺛﻴﺎﺑﻪ ﺑﻴﻀﺎﺀ ﻧﺎﺻﻌﺔ . ﻭﺿﺤﻚ ﻓﻠﻢ ﻳﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻛﻤﺎ ﻋﻬﺪﻭﺍ ﺳﻨﻴﻦ ﺻﻔﺮﺍﻭﻳﻦ ﻓﻲ ﻓﻤﻪ ، ﻭﻟﻜﻨﻬﻢ ﺭﺃﻭﺍ ﺻﻔﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻨﺎﻥ ﺍﻟﻼﻣﻌﺔ ﻓﻲ ﻓﻜﻪ ﺍﻷﻋﻠﻰ ، ﻭﺻﻔﺎ ﻣﻦ ﺃﺳﻨﺎﻥ ﻛﺄﻧﻬﺎ ﻣﻦ ﺻﺪﻑ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﻓﻲ ﻓﻜﻪ ﺍﻷﺳﻔﻞ . ﻭﻛﺄﻧﻤﺎ ﺍﻟﺰﻳﻦ ﺗﺤﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﺷﺨﺺ ﺁﺧﺮ . ﻭﺧﻄﺮ ﻟﻨﻌﻤﺔ ﻭﻫﻲ ﻭﺍﻗﻔﺔ ﺑﻴﻦ ﺻﻔﻮﻑ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻠﻴﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﺰﻳﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻻ ﻳﺨﻠﻮ ﻣﻦ ﻭﺳﺎﻣﺔ . ﻭﻇﻞ ﺍﻟﺰﻳﻦ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺯﻣﻨﺎ ﻃﻮﻳﻼ ، ﻭﻻ ﺣﺪﻳﺚ ﻟﻪ ﺇﻻ ﺭﺣﻠﺘﻪ ﻟﻤﺮﻭﻯ .
ﻛﺎﻥ ﻳﻠﺬ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻳﺠﺘﻤﻊ ﺣﻮﻟﻪ ﺭﻓﺎﻗﻪ ﺍﻟﻘﺪﺍﻣﻰ ، ﻣﺤﺠﻮﺏ ، ﻭﻋﺒﺪ ﺍﻟﺤﻔﻴﻆ ، ﻭﺃﺣﻤﺪ ﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ، ﻭﺣﻤﺪ ﻭﺩ ﺍﻟﺮﻳﺲ ﻭﺍﻟﻄﺎﻫﺮ ﺍﻟﺮﻭﺍﺳﻲ ، ﻭﺳﻌﻴﺪ ﺍﻟﺘﺎﺟﺮ ، ﻓﻴﺤﻜﻲ ﻟﻬﻢ ﻣﺎ ﺟﺮﻯ ﻟﻪ . ﺃﻭﻝ ﻣﺎ ﻭﺻﻠﺖ ﻳﺎ ﺯﻭﻝ ﻗﻠﻌﻮﻧﻲ ﻫﺪﻭﻣﻲ ﻭﻟﺒﺴﻮﻧﻲ ﻫﺪﻭﻣﺎ ﻧﻈﺎﻑ .. ﺍﻟﺴﺮﻳﺮ ﻳﺮﻗﺶ . ﺍﻟﻤﻼﻳﺎﺕ ﺑﻴﺾ ﺯﻱ ﺍﻟﻠﺒﻦ ﻭﺍﻟﺒﻄﺎﻃﻴﻦ ﻭﺍﻟﺒﻼﻁ ﻳﺰﻟﻖ ﺍﻟﻜﺮﺍﻉ ... " ﻭﻗﺎﻃﻌﺔ ﻣﺤﺠﻮﺏ ﻣﺘﺤﺮﺷﺎ : " ﺧﻠﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻄﺎﻃﻴﻦ ﻭﺍﻟﺒﻼﻁ ﻛﺮﺷﻚ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ ﺩﻱ ﻣﻠﻮﻫﺎ ﻟﻴﻚ ﺑﻲ ﺷﻨﻮ ؟ " ﻭﺍﺭﺗﺠﻒ ﻓﻢ ﺍﻟﺰﻳﻦ ﻛﺄﻧﻪ ﻣﻘﺒﻞ ﻋﻠﻰ ﻭﻟﻴﻤﺔ : " ﻫﻼ ﻫﻼ ﺍﻷﻛﻞ ﻓﻲ ﺍﺳﺘﺒﺎﻟﻴﺔ ﻣﺮﻭﻯ ﻭﻻ ﺑﻼﺵ . ﻫﻮ ﻋﺎﺩ ﺟﻨﺲ ﺃﻛﻞ . ﺷﻴﺘﻦ ﺳﻤﻚ ﺷﻴﺘﻦ ﺑﻴﺾ ﺷﻴﺘﻦ ﻟﺤﻢ ﺷﻴﺘﻦ ﺩﺟﺎﺝ " . ﻭﻗﺎﻃﻌﻪ ﻣﺤﺠﻮﺏ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ : " ﺍﻷﻛﻞ ﻓﻲ ﺍﻻﺳﺘﺒﺎﻟﻴﺎﺕ ﻣﺎ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﺷﻮﻳﺔ ؟ ﻛﻴﻔﻦ ﻛﺖ ﺑﺘﺸﺒﻊ ؟ " ﻭﺍﺑﺘﺴﻢ ﺍﻟﺰﻳﻦ ﺍﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻣﻴﺪﺭﺓ ، ﺣﺘﻰ ﻳﻈﻬﺮ ﺃﺳﻨﺎﻧﻪ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ : " ﺑﺤﺎﻝ ﺍﻟﺘﻤﺮﺟﻴﺔ ﻛﺎﻥ ﺻﺎﺣﺒﺘﻲ ﻗﻌﺪ ﻗﺪﺍﻡ ﺍﻷﻛﻞ " . ﻭﺻﺎﺡ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺤﻔﻴﻆ : " ﺃﻱ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ ... ﺁﻣﺴﻨﻮﺡ . ﻛﻤﺎﻥ ﻣﺸﻴﺖ ﺗﺘﻌﻠﺒﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻤﺮﺟﻴﺎﺕ ؟ " ﻭﺍﺭﺗﺞ ﺟﺴﻢ ﺍﻟﺰﻳﻦ ﺑﻀﺤﻚ ﻣﻜﺘﻮﻡ : " ﺃﻱ .. ﺃﻱ ... ﺃﻣﺎﻧﺔ ﻳﺎ ﺯﻭﻝ ﻣﻲ ﺷﺎﻓﻌﺘﻦ ﺳﻤﻴﺤﺔ " . ﻭﺗﺪﺧﻞ ﻭﺩ ﺍﻟﺮﻭﺍﺳﻲ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻛﺎﻥ ﻳﺴﺘﻤﻊ ﻭﻳﻀﺤﻚ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﺷﻴﺌﺎ : " ﻋﻠﻴﻚ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ! ﺍﻟﺰﻳﻦ ﻛﺪﻯ ﻭﺻﻔﻬﺎ ﻟﻴﻨﺎ " . ﻭﺍﻟﺘﻔﺖ ﺍﻟﺰﻳﻦ ﺧﻠﻔﻪ ﻛﺄﻧﻪ ﻳﺨﺎﻑ ﺃﻥ ﻳﺴﻤﻌﻪ ﺃﺣﺪ ﻭﺧﻔﺾ ﺻﻮﺗﻪ : " ﻋﻠﻴﻚ ﺃﻣﺎﻥ ﻳﺎ ﺯﻭﻝ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻛﺒﺮ ﺻﻠﺒﻦ " . ﻭﺍﻧﻘﻄﻊ ﺣﺒﻞ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻭﻗﺘﺎ . ﻓﻘﺪ ﺿﺞ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺑﺎﻟﻀﺤﻚ ﻭﺣﻴﻦ ﺍﺳﺘﺠﻤﻊ ﺣﻤﺪ ﻭﺩ ﺍﻟﺮﻳﺲ ﺃﻧﻔﺎﺳﻪ ﻗﺎﻝ ، ﻭﻣﺎ ﻳﺰﺍﻝ ﻓﻲ ﺻﺪﺭﻩ ﺑﻘﻴﺔ ﻣﻦ ﺿﺤﻚ : " ﺷﻦ ﺳﻮﻳﺖ ﻣﻌﺎﻫﺎ ﺁﻣﻘﻄﻮﻉ ﺍﻟﻄﺎﺭﻱ ؟ " ﻭﺍﺻﻞ ﺍﻟﺰﻳﻦ ﺣﺪﻳﺜﻪ ﻛﺄﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺴﻤﻊ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺍﻷﺧﻴﺮ : " ﺑﻨﻴﺘﻦ ﺳﻤﻴﺤﺔ ﻣﻦ ﺃﻣﺪﺭﻣﺎﻥ ، ﻣﺮﻫﺎ ، ﻣﺎﻫﺎ ﻣﺸﻠﺨﺔ " . ﻭﺯﺣﻒ ﻭﺩ ﺍﻟﺮﻭﺍﺳﻲ ﻗﺮﻳﺒﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻳﻦ ﻭﺃﻋﺎﺩ ﺳﺆﺍﻟﻪ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺃﺧﺮﻯ : " ﺃﻧﺖ ﺷﻦ ﺃﻭﺭﺍﻙ ﻛﺒﺮ ﺻﻠﺒﻬﺎ ؟ " ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺰﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻮﺭ : ( ﻗﺎﻟﻮﺍ ﻟﻚ ﺃﻧﺎ ﻋﻤﻴﺎﻥ ؟ ﺍﻟﺸﻲ ﻭﻗﺖ ﻳﺒﻘﻲ ﻗﺪﺍﻣﻲ ﻣﺎ ﺑﺸﻮﻓﻪ ؟ " ﻭﻛﺄﻥ ﻣﺤﺠﻮﺏ ﺳﺮ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺩ ﻓﻘﺎﻝ ﻭﻫﻮ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﻭﺩ ﺍﻟﺮﻳﺲ : " ﺍﻟﺪﺍﻫﻲ ﻧﺠﻴﺾ . ﺳﺎﻛﺖ ﻗﺎﻳﻠﻨﻪ ﻋﻮﻳﺪ ) . ﻭﻭﺿﻊ ﺍﻟﺰﻳﻦ ﻳﺪﻳﻪ ﺧﻠﻒ ﺭﺃﺳﻪ ﻭﻣﺎﻝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻮﺭﺍﺀ ﻗﻠﻴﻼ ، ﺛﻢ ﻗﺎﻝ ﺑﺒﻂﺀ ﻭﻋﻠﻰ ﻭﺟﻬﻪ ﺍﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﺧﺒﻴﺜﺔ : " ﺩﺍﻳﺮﻳﻦ ﻳﺎ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﺗﻌﺮﻓﻮ ﺷﻦ ﺳﻮﻳﺖ ﻟﻬﺎ ؟ " ﻭﻗﺎﻝ ﻭﺩ ﺍﻟﺮﻳﺲ ﺑﻠﻬﻔﺔ : " ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺍﻟﺰﻳﻦ ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺷﻦ ﺳﻮﻳﺖ ﻟﻬﺎ " . ﻭﺍﺗﺴﻌﺖ ﺍﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﺍﻟﺰﻳﻦ ، ﺛﻢ ﻓﺘﺢ ﻓﻤﻪ ﻟﻴﺘﻜﻠﻢ ، ﻓﺎﻧﻌﻜﺲ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﺿﻮﺀ ﺍﻟﻤﺼﺒﺎﺡ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﺍﻟﻤﻌﻠﻖ ﻓﻲ ﺩﻛﺎﻥ ﺳﻌﻴﺪ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﻨﺎﻧﻪ . ﻭﻓﺠﺄﺓ ، ﻭﻓﻲ ﻭﻗﺖ ﻭﺍﺣﺪ ، ﻗﻔﺰ ﻣﺤﺠﻮﺏ ﻭﺍﻟﻄﺎﻫﺮ ﺍﻟﺮﻭﺍﺳﻲ ، ﻭﺣﻤﺪ ﻭﺩ ﺍﻟﺮﻳﺲ . ﻭﺻﺎﺡ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺤﻔﻴﻆ : ( ﺍﻣﺴﻜﻮﻩ ) . ﻟﻜﻨﻪ ﻛﺎﻥ ﺃﺳﺮﻉ ﻣﻨﻬﻢ ﻓﻲ ﻟﻤﺢ ﺍﻟﺒﺼﺮ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺰﻳﻦ ﻗﺪ ﺃﻣﺴﻚ ﺑﺎﻟﺮﺟﻞ ﻭﺭﻓﻌﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻬﻮﺍﺀ ﺑﻌﻨﻒ ﺛﻢ ﺭﻣﺎﻩ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ، ﺛﻢ ﺷﺪﻩ ﻣﻦ ﺭﻗﺒﺘﻪ ﻭﺍﻧﻜﺒﻮﺍ ﻛﻠﻬﻢ ﻋﻠﻴﻪ ، ﺃﺣﻤﺪ ﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﺃﻣﺴﻚ ﺑﺬﺭﺍﻋﻪ ﺍﻟﻴﻤﻨﻰ ، ﻭﻋﺒﺪ ﺍﻟﺤﻔﻴﻆ ﺃﻣﺴﻚ ﺑﺬﺭﺍﻋﻪ ﺍﻟﻴﺴﺮﻯ ، ﻭﺍﻟﻄﺎﻫﺮ ﺍﻟﺮﻭﺍﺳﻲ ﺃﻣﺴﻚ ﺑﻪ ﻣﻦ ﻭﺳﻄﻪ .
ﻭﺣﻤﺪ ﻭﺩ ﺍﻟﺮﻳﺲ ﺃﻣﺴﻚ ﺑﺴﺎﻗﻴﻪ ، ﻭﻛﺎﻥ ﺳﻌﻴﺪ ﻳﺰﻥ ﺷﻴﺌﺎ ﻓﻲ ﺩﻛﺎﻧﻪ ، ﻓﺨﺮﺝ ﻣﺸﺮﻋﺎ ﻭﺃﻣﺴﻚ ﺑﺴﺎﻗﻲ ﺍﻟﺰﻳﻦ ﺃﻳﻀﺎ ، ﻟﻜﻨﻬﻢ ﻟﻢ ﻳﻔﻠﺤﻮﺍ . . ﺗﺪﻓﻘﺖ ﻓﻲ ﺟﺴﻢ ﺍﻟﺰﻳﻦ ﺍﻟﻨﺤﻴﻞ ﻗﻮﺓ ﻣﺮﻳﻌﺔ ﺟﺒﺎﺭﺓ ﻻ ﻃﺎﻗﺔ ﻷﺣﺪ ﺑﻬﺎ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﻳﻌﺮﻓﻮﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺍﻟﺮﻫﻴﺒﺔ ﻭﻳﻬﺎﺑﻮﻧﻬﺎ ، ﻭﺃﻫﻞ ﺍﻟﺰﻳﻦ ﻳﺒﺬﻟﻮﻥ ﺟﻬﺪﻫﻢ ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﺴﺘﻌﻤﻠﻬﺎ ﺍﻟﺰﻳﻦ ﺿﺪ ﺃﺣﺪ . ﺃﻧﻬﻢ ﻳﺮﺗﻌﺪﻭﻥ ﺭﻭﻋﺎ ﻛﻠﻤﺎ ﺫﻛﺮﻭﺍ ﺃﻥ ﺍﻟﺰﻳﻦ ﺃﻣﺴﻚ ﻣﺮﺓ ﺑﻘﺮﻧﻲ ﺛﻮﺭ ﺟﺎﻣﺢ ﺍﺳﺘﻔﺰﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻞ ، ﺃﻣﺴﻚ ﺑﻪ ﻣﻦ ﻗﺮﻧﻴﻪ ، ﻭﺭﻓﻌﻪ ﻋﻦ ﺍﻷﺭﺽ ﻛﺄﻧﻪ ﺣﺰﻣﺔ ﻗﺶ ﻭﻃﺮﺡ ﺑﻪ ﺛﻢ ﺃﻟﻘﺎﻩ ﺃﺭﺿﺎ ﻣﻬﺸﻢ ﺍﻟﻌﻈﺎﻡ ، ﻭﻛﻴﻒ ﺃﻧﻪ ﻣﺮﺓ ﻓﻲ ﻓﻮﺭﺓ ﻣﻦ ﻓﻮﺭﺍﺕ ﺣﻤﺴﺎﺓ ﻗﻠﻊ ﺷﺠﺮﺓ ﺳﻨﻂ ﻣﻦ ﺟﺬﻭﺭﻫﺎ ﻭﻛﺄﻧﻬﺎ ﻋﻮﺩ ﺫﺭﺓ . ﻛﻠﻬﻢ ﻳﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﺴﻢ ﺍﻟﻀﺎﻭﻱ ﻗﻮﺓ ﺧﺎﺭﻗﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﻓﻲ ﻣﻘﺪﻭﺭ ﺑﺸﺮ : ﻭﺳﻴﻒ ﺍﻟﺪﻳﻦ ..
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺮﻳﺴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻧﻘﺾ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺰﻳﻦ ﺍﻵﻥ ، ﺃﻧﻪ ﻻ ﻣﺤﺎﻟﺔ ﻫﺎﻟﻚ ﻭﺍﺧﺘﻠﻄﺖ ﺃﺻﻮﺍﺗﻬﻢ ﺑﺮﻫﺔ . ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺰﻳﻦ ﻳﺮﺩﺩ ﻓﻲ ﻏﻀﺐ ( ﺍﻝ .... ﺍﻟﺪﻛﺮ ﻻﺯﻡ ﺃﻛﺘﻠﻪ ) - ﻭﺍﻝ .... ﺍﻟﺪﻛﺮ ﺃﻗﺼﻰ ﺫﻡ ﻳﻠﺤﻘﻪ ﺍﻟﺰﻳﻦ ﺑﺮﺟﻞ . ﻭﺍﺭﺗﻔﻊ ﺻﻮﺕ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺤﻔﻴﻆ ﻓﻲ ﺗﻮﺗﺮ ﻭﺧﻮﻑ : ( ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺍﻟﺰﻳﻦ ﻋﻠﻴﻚ ﺍﻟﻠﻪ ﺧﻠﻴﻪ ) . ﻭﺃﺧﺬ ﻣﺤﺠﻮﺏ ﻳﺸﺘﻢ ﻓﻲ ﻳﺄﺱ .
ﻭﻛﺎﻥ ﺃﺣﻤﺪ ﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﺃﺻﻐﺮﻫﻢ ﺳﻨﺎ ﻭﺃﻗﻮﺍﻫﻢ ، ﻭﻟﻤﺎ ﺃﻋﻴﺘﻪ ﺍﻟﺤﻴﻠﺔ ﻋﺾ ﺍﻟﺰﻳﻦ ﻓﻲ ﻇﻬﺮﻩ . ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻄﺎﻫﺮ ﺍﻟﺮﻭﺍﺳﻲ ﺭﺟﻼ ﻣﺸﻬﻮﺭﺍ ﺑﻘﻮﺗﻪ ، ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺑﺤﺜﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﻤﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻳﻌﻮﻡ ﺍﻟﻨﻴﻞ ﺫﻫﺎﺑﺎ ﻭﺟﻴﺌﺔ ﻭﻳﻐﻄﺲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻧﺼﻒ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﻓﻼ ﻳﻨﻘﻄﻊ ﻧﻔﺴﻪ . ﻟﻜﻦ ﻗﻮﺗﻪ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺷﻴﺌﺎ ﺑﺠﺎﻧﺐ ﺍﻟﺰﻳﻦ . ﻭﻓﻲ ﺿﻮﺿﺎﺋﻬﻢ ﺳﻤﻌﻮﺍ ﺷﺨﻴﺮﺍ ﻳﺼﺪﺭ ﻣﻦ ﺣﻠﻖ ﺳﻴﻒ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺃﻭﻩ ﻳﻀﺮﺏ ﺑﺮﺟﻠﻴﻪ ﺍﻟﻄﻮﻳﻠﺘﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻬﻮﺍﺀ . ﻭﺻﺎﺡ ﻣﺤﺠﻮﺏ : " ﻣﺎﺕ ﻛﺘﻠﻪ " . ﻟﻜﻦ ﺻﻮﺕ ﺍﻟﺤﻨﻴﻦ ﺍﺭﺗﻔﻊ ﻫﺎﺩﺋﺎ ﻭﻗﻮﺭﺍ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﻀﺠﺔ : ( ﺍﻟﺰﻳﻦ . ﺍﻟﻤﺒﺮﻭﻙ . ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺮﺿﻰ ﻋﻠﻴﻚ ) ﻭﺍﻧﻔﻜﺖ ﻗﺒﻀﺔ ﺍﻟﺰﻳﻦ ﻭﻭﻗﻊ ﺳﻴﻒ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﻫﺎﻣﺪﺍ ﺳﺎﻛﻨﺎ ﻭﻭﻗﻊ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﺍﻟﺴﺘﺔ ﺩﻓﻌﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ .
ﻓﻘﺪ ﻓﺎﺟﺄﻫﻢ ﺻﻮﺕ ﺍﻟﺤﻨﻴﻦ ﻭﺑﺎﻏﺘﻬﻢ ﺍﻟﺰﻳﻦ ﺑﺴﻜﻮﺗﻪ ﺍﻟﻤﻔﺎﺟﺊ ﻓﻜﺄﻥ ﺣﺎﺋﻄﺎ ﺃﻣﺎﻣﻬﻢ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺪﻓﻌﻮﻧﻪ ، ﺇﻧﻬﺪ ﺑﻐﺘﻪ ، ﻭﻣﻀﺖ ﺑﺮﻫﺔ ﻗﺼﻴﺮﺓ ﺟﺪﺍ ، ﻣﻘﺪﺍﺭ ﻃﺮﻓﺔ ﺍﻟﻌﻴﻦ ﺳﺎﺩ ﻓﻴﻬﺎ ﺻﻤﺖ ﻛﺎﻣﻞ ، ﻻ ﺑﺪ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﺻﻤﺘﺎ ﻣﺰﻳﺠﺎ ﻣﻦ ﺭﻋﺐ ﻭﺣﻴﺮﺓ ﻭﺃﻣﻞ ، ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺟﺎﺷﺖ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻓﻴﻬﻢ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻭﺗﺬﻛﺮﻭﺍ ﺳﻴﻒ ﺍﻟﺪﻳﻦ ، ﺃﻧﻜﺒﺖ ﺭﺅﻭﺳﻬﻢ ﻋﻠﻴﻪ ، ﺛﻢ ﺻﺎﺡ ﻣﺤﺠﻮﺏ ﺑﺼﻮﺕ ﻓﺮﺡ ﻣﺮﺗﻌﺶ ( ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ . ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ) ﻭﺣﻤﻠﻮﺍ ﺳﻴﻒ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﻭﺿﻌﻮﻩ ﻋﻠﻰ ﻛﻨﺒﺔ ﺃﻣﺎﻡ ﺩﻛﺎﻥ ﺳﻌﻴﺪ ﻭﻓﻲ ﺃﺻﻮﺍﺕ ﻣﺘﻮﺗﺮﺓ ﺧﺎﻓﺘﺔ ﺃﺧﺬﻭﺍ ﻳﻌﻴﺪﻭﻧﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺣﻴﻨﺌﺬ ﻓﻘﻂ ﺗﺬﻛﺮﻭﺍ ﺍﻟﺰﻳﻦ ﻓﺮﺃﻭﻩ ﺟﺎﻟﺴﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺆﺧﺮﺗﻪ ﻭﻳﺪﺍﻩ ﺑﻴﻦ ﺭﻛﺒﺘﻴﻪ ﻣﻄﺄﻃﺌﺎًَ ﺭﺃﺳﻪ ، ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺤﻨﻴﻦ ﻗﺪ ﻭﺿﻊ ﻳﺪﻩ ﻋﻠﻰ ﻛﺘﻒ ﺍﻟﺰﻳﻦ ﻓﻲ ﺣﻨﺎﻥ ﺑﺎﻟﻎ ، ﻛﺎﻥ ﻳﺘﺤﺪﺙ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻲ ﺻﻮﺕ ﺣﺎﺯﻡ ﻟﻜﻨﻪ ﻣﻠﻲﺀ ﺑﺎﻟﺤﺐ : ( ﺍﻟﺰﻳﻦ ﺍﻟﻤﺒﺮﻭﻙ . ﻟﻴﻪ ﻋﻤﻠﺖ ﻛﺪﻩ ؟ ) . ﻭﺟﺎﺀ ﻣﺤﺠﻮﺏ ﻭﺍﻧﺘﻬﺮ ﺍﻟﺰﻳﻦ ، ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺤﻨﻴﻦ ﻧﻈﺮ ﺇﻟﻴﻪ ﻧﻈﺮﺓ ﺃﺳﻜﻨﺘﻪ .
ﻭﺑﻌﺪ ﺑﺮﻫﺔ ﻗﺎﻝ ﻣﺤﺠﻮﺏ ﻟﻠﺤﻨﻴﻦ : ﻟﻮ ﻣﺎ ﻛﺖ ﺟﻴﺖ ﻳﺎ ﺷﻴﺨﻨﺎ ﻛﺎﻥ ﻛﺘﻠﻪ ، ﻭﺍﻧﻀﻢ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﺃﺣﻤﺪ ﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﻭﺍﻟﻄﺎﻫﺮ ﺍﻟﺮﻭﺍﺳﻲ ، ﻭﺑﻘﻲ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺤﻔﻴﻆ ﻭﺳﻌﻴﺪ ﺍﻟﺘﺎﺟﺮ ﻭﺣﻤﺪ ﻭﺩ ﺍﻟﺮﻳﺲ ﻣﻊ ﺳﻴﻒ ﺍﻟﺪﻳﻦ ، ﻭﺑﻌﺪ ﺑﺮﻫﺔ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺰﻳﻦ ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺰﺍﻝ ﻣﻄﺄﻃﺊ ﺍﻟﺮﺃﺱ ، ﻣﺮﺩﺩﺍ ﻛﻼﻡ ﻣﺤﺠﻮﺏ : " ﺇﻥ ﻛﺖ ﻣﺎ ﺟﻴﺖ ﻳﺎ ﺷﻴﺨﻨﺎ ﻛﺖ ﻛﺘﻠﺘﻪ ، ﺍﻝ .... ﺍﻟﺪﻛﺮ ، ﻭﻗﺖ ﺿﺮﺑﻨﻲ ﻓﻲ ﺭﺃﺳﻲ ﺑﺎﻟﻔﺄﺱ ﻗﺎﻳﻞ ﻣﺎﺵ ﺍﺳﻜﺖ ﻟﻪ " .
ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻓﻲ ﺻﻮﺗﻪ ﻏﻀﺐ ، ﻛﺎﻥ ﺻﻮﺗﻪ ﺃﻗﺮﺏ ﺇﻟﻰ ﻣﺮﺣﻪ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﻣﻨﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻐﻀﺐ ، ﻭﺳﺮﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮﻳﻦ ﺭﻋﺸﺔ ﻣﺮﺡ ﺧﻔﻴﻔﺔ ، ﻟﻜﻨﻬﻢ ﻇﻠﻮﺍ ﺻﺎﻣﺘﻴﻦ ، ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺤﻨﻴﻦ : " ﻟﻜﻴﻦ ﺃﻧﺖ ﻣﺎ ﻛﺖ ﻏﻠﻄﺎﻥ ؟ ) . ﻭﻇﻞ ﺍﻟﺰﻳﻦ ﺻﺎﻣﺘﺎ ، ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺤﻨﻴﻦ ﻣﻮﺍﺻﻼ ﻛﻼﻣﻪ ( ﻣﺘﻴﻦ ﺳﻴﻒ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺿﺮﺑﻚ ﺑﺎﻟﻔﺄﺱ ﻓﻲ ﺭﺃﺳﻚ ؟ ﻓﺄﺟﺎﺏ ﺍﻟﺰﻳﻦ ﺿﺎﺣﻜﺎ ﻭﻭﺟﻬﻪ ﻣﺸﺒﻊ ﺑﺎﻟﻤﺮﺡ : ( ﻭﺻﺖ ﻋﺮﺱ ﺃﺧﺘﻪ ) . ﻭﺍﺳﺘﻤﺮ ﺍﻟﺤﻨﻴﻦ ﻭﻓﻲ ﺻﻮﺗﻪ ﻫﻮ ﺍﻵﺧﺮ ﺭﻧﺔ ﻣﺮﺡ : ( ﺷﻦ ﺳﻮﻳﺖ ﻟﻲ ﺃﺧﺘﻪ ﻳﻮﻡ ﻋﺮﺳﻬﺎ ؟ ) . ﺃﺧﺘﻪ ﻛﺎﻧﺖ ﺩﺍﻳﺮﺍﻧﻲ ﺃﻧﺎ . ﻣﺸﻮ ﻋﺮﺳﻮﻫﺎ ﻟﻠﺮﺍﺟﻞ ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ ﺩﺍﻙ ) ﻭﺿﺤﻚ ﺃﺣﻤﺪ ﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻨﻪ . ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺤﻨﻴﻦ ﻓﻲ ﺻﻮﺕ ﺃﻛﺜﺮ ﺭﻗﺔ ﻭﺣﻨﺎﻧﺎ : ( ﻛﻞ ﺍﻟﺒﻨﺎﺕ ﺩﺍﻳﺮﺗﻨﻚ ﻳﺎ ﻟﻤﺒﺮﻭﻙ . ﺑﺎﺭﻙ ﺗﻌﺮﺱ ﺃﺣﺴﻦ ﺑﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﺩﻱ ) . ﻭﺃﺣﺲ ﻣﺤﺠﻮﺏ ﺑﺨﻔﻘﺔ ﺧﻔﻴﺔ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻪ . ﻛﺎﻥ ﻓﻴﻪ ﺭﻫﺒﺔ ﺩﻓﻴﻨﺔ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺪﻳﻦ ،
ﺧﺎﺻﺔ ﺍﻟﻨﺴﺎﻙ ﻣﻨﻬﻢ ﺃﻣﺜﺎﻝ ﺍﻟﺤﻨﻴﻦ . ﻛﺎﻥ ﻳﻬﺎﺑﻬﻢ ﻭﻳﺒﺘﻌﺪ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻘﻬﻢ ﻭﻻ ﻳﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻬﻢ . ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺤﺎﺫﺭ ﻧﺒﻮﺀﺍﺗﻬﻢ ﻭﻳﺤﺲ ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻋﺪﻡ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﻪ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﻱ ، ﺑﺄﻥ ﻟﻬﺎ ﺃﺛﺮﺍ ﻏﺎﻣﻀﺎ . ( ﻧﺒﻮﺀﺍﺕ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻨﺴﺎﻙ ﻻ ﺗﺬﻫﺐ ﻫﺪﺭﺍ ) ، ﻳﻘﻮﻝ ﻓﻲ ﺳﺮﻩ ﻟﻌﻞ ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﻌﻠﻪ ﻳﻘﻮﻝ ﺑﺼﻮﺕ ﻣﺮﺗﻔﻊ ﻓﻴﻪ ﺭﻧﺔ ﻭﺍﺣﺘﻘﺎﺭ : ( ﻣﻨﻮ ﺍﻟﺒﺘﻌﺮﺱ ﺍﻟﺒﻬﻴﻢ ﺩﺍ ؟ ﻛﻤﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻠﻴﺔ ، ﺩﺍﻳﺮ ﻳﺠﻴﺐ ﻟﻨﺎ ﺟﻨﻴﻪ ) . ﻭﻧﻈﺮ ﺍﻟﺤﻨﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﻣﺤﺠﻮﺏ ﻧﻈﺮﺓ ﺻﺎﺭﻣﺔ ، ﺍﺭﺗﻌﺪﺕ ﻟﻬﺎ ﻓﺮﺍﺋﺾ ﻣﺤﺠﻮﺏ ﻟﻮﻻ ﺃﻧﻪ ﺗﺸﺠﻊ ، ﻭﻗﺎﻝ : ( ﺍﻟﺰﻳﻦ ﻣﻮ ﺑﻬﻴﻢ ﺍﻟﺰﻳﻦ ﻣﺒﺮﻭﻙ ، ﺑﺎﻛﺮ ﻳﻌﺮﺱ ﺃﺣﺴﻦ ﺑﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻠﺪ ) . ﻭﻓﺠﺄﺓ ﺿﺤﻚ ﺍﻟﺰﻳﻦ ﺿﺤﻜﺔ ﺑﺮﻳﺌﺔ ، ﺿﺤﻜﺔ ﻃﻔﻞ ، ﻭﻗﺎﻝ ( ﻛﺖ ﺩﺍﻳﺮ ﺃﻣﻮﺗﻪ ، ﺍﻝ .... ﺍﻟﺪﻛﺮ ﻳﻔﻠﻘﻨﻲ ﺑﺎﻟﻔﺎﺱ ﻋﻠﺸﺎﻥ ﺃﺧﺘﻪ ﺩﺍﻳﺮﺍﻧﻲ ﺃﻧﺎ ؟ ) ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺤﻨﻴﻦ ﻳﺤﺰﻡ : ( ﺩﺣﻴﻦ ﺩﺍﻳﺰﻧﻚ ﺗﺼﺎﻟﺤﻪ . ﺧﻼﺹ ﺍﻟﻔﺎﺕ ﻣﺎﺕ ، ﻫﻮ ﺿﺮﺑﻚ ، ﻭﺃﻧﺖ ﺿﺮﺑﺘﻪ ) . ﻭﻧﺎﺩﻯ ﺳﻴﻒ ﺍﻟﺪﻳﻦ ، ﻓﺠﺄﺓ ﺑﻘﺎﻣﺘﻪ ﺍﻟﻄﻮﻳﻠﺔ ﻭﺣﻮﻟﻪ ﺳﻌﻴﺪ ﻭﻋﺒﺪ ﺍﻟﺤﻔﻴﻆ ﻭﺣﻤﺪ ﻭﺩ ﺍﻟﺮﻳﺲ . ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺤﻨﻴﻦ ﻟﻠﺰﻳﻦ ( ﻗﻮﻡ ﺳﻠﻢ ﻓﻮﻕ ﺭﺃﺳﻪ ) . ﻓﻘﺎﻡ ﺍﻟﺰﻳﻦ ﺩﻭﻥ ﺃﻱ ﺍﻋﺘﺮﺍﺽ ﻭﺃﻣﺴﻚ ﺑﺮﺃﺱ ﺳﻴﻒ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﻗﺒﻠﻪ ، ﺛﻢ ﺃﻫﻮﻯ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺱ ﺍﻟﺤﻨﻴﻦ ﻭﺃﺷﺒﻌﻬﺎ ﻗﺒﻼ ﻭﻫﻮ ﻳﻘﻮﻝ : ( ﺷﻴﺨﻨﺎ ﺍﻟﺤﻨﻴﻦ . ﺃﺑﻮﻧﺎ ﺍﻟﻤﺒﺮﻭﻙ ) ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻟﺤﻈﺔ ﻣﺆﺛﺮﺓ ﺃﺛﺎﺭﺕ ﺍﻟﺼﻤﺖ ﻓﻲ ﻧﻔﻮﺱ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ، ﻭﺩﻣﻌﺖ ﻋﻴﻨﺎ ﺳﻴﻒ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻠﺰﻳﻦ : ( ﺃﻧﺎ ﻏﻠﻄﺎﻥ ﻓﻲ ﺣﻘﻚ ، ﺳﺎﻣﺤﻨﻲ ) ﻭﻗﺎﻡ ﻭﻗﺒﻞ ﺭﺃﺱ ﺍﻟﺰﻳﻦ ﺛﻢ ﺃﻣﺴﻚ ﺑﻴﺪ ﺍﻟﺤﻨﻴﻦ ﻭﻗﺒﻠﻬﺎ ، ﻭﺟﺎﺀ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻛﻠﻬﻢ ، ﻣﺤﺠﻮﺏ ، ﻭﻋﺒﺪ ﺍﻟﺤﻔﻴﻆ ﻭﺣﻤﺪ ﻭﺩ ﺍﻟﺮﻳﺲ ، ﻭﺍﻟﻄﺎﻫﺮ ﺍﻟﺮﻭﺍﺳﻲ ، ﻭﺃﺣﻤﺪ ﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ، ﻭﺳﻌﻴﺪ ﺍﻟﺘﺎﺟﺮ ، ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻨﻬﻢ ﺃﻣﺴﻚ ﺑﻴﺪ ﺍﻟﺤﻨﻴﻦ ﻓﻲ ﺻﻤﺖ ﻭﻗﺒﻠﻬﺎ . ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺤﻨﻴﻦ ﺑﺼﻮﺗﻪ ﺍﻟﺮﻗﻴﻖ ﺍﻟﻮﺩﻳﻊ : ( ﺭﺑﻨﺎ ﻳﺒﺎﺭﻙ ﻓﻴﻜﻢ ﺭﺑﻨﺎ ﻳﺠﻌﻞ ﺍﻟﺒﺮﻛﺔ ﻓﻴﻜﻢ ) ﻭﻭﻗﻒ ﻭﺃﻣﺴﻚ ﺇﺑﺮﻳﻘﻪ ﻓﻲ ﻳﺪﻩ . ﻓﺴﺎﺭﻉ ﻣﺤﺠﻮﺏ ﻳﺴﺘﻀﻴﻔﻪ : ( ﻻﺯﻡ ﺗﺘﻌﺸﻰ ﻣﻌﺎﻧﺎ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ) ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺤﻨﻴﻦ ﺭﻓﺾ ﺑﻠﻄﻒ ﻭﻗﺎﻝ ﻭﻫﻮ ﻳﻤﺴﻚ ﺑﻴﺪﻩ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻛﺘﻒ ﺍﻟﺰﻳﻦ : ( ﺍﻟﻌﺸﺎ ﻓﻲ ﺑﻴﺖ ﺍﻟﻤﺒﺮﻭﻙ ) ، ﻭﻏﺎﺑﺎ ﻣﻌﺎً ﻓﻲ ﺍﻟﻈﻼﻡ .
ﺍﻟﻲ ﺍﻟﻠﻘﺎﺀ ..
ﻻﺗﻨﺴﻮ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﻟﻼﺧﺮﻳﻦ ﺑﺎﻟﺨﻴﺮ
ﻟﻸﺩﻳﺐ ﺍﻟﻄـﻴﺐ ﺻﺎﻟﺢ ..
ﺍﻟﺤﻠﻘﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ..
ﺗﺘﺎﺑﻌﺖ ﺍﻷﻋﻮﺍﻡ ، ﻋﺎﻡ ﻳﺘﻠﻮ ﻋﺎﻣﺎ ، ﻳﻨﺘﻔﺦ ﺻﺪﺭ ﺍﻟﻨﻴﻞ ، ﻛﻤﺎ ﻳﻤﺘﻠﺊ ﺻﺪﺭ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺑﺎﻟﻐﻴﻆ ﻭﻳﺴﻴﻞ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻀﻔﺘﻴﻦ ، ﻓﻴﻐﻄﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﺍﻟﻤﺰﺭﻭﻋﺔ ﺣﺘﻰ ﻳﺼﻞ ﺇﻟﻰ ﺣﺎﻓﺔ ﺍﻟﺼﺤﺮﺍﺀ ﻋﻨﺪ ﺃﺳﻔﻞ ﺍﻟﺒﻴﻮﺕ ، ﺗﻨﻖ ﺍﻟﻀﻔﺎﺩﻉ ﺑﺎﻟﻠﻴﻞ ، ﻭﺗﻬﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﺭﻳﺢ ﺭﻃﺒﺔ ﻣﻔﻌﻤﺔ ﺑﺎﻟﻨﺪﻯ ﺗﺤﻤﻞ ﺭﺍﺋﺤﺔ ﻫﻲ ﻣﺰﻳﺞ ﻣﻦ ﺃﺭﻳﺞ ﺯﻫﺮ ﺍﻟﻄﻠﺢ ﻭﺭﺍﺋﺤﺔ ﺍﻟﺤﻄﺐ ﺍﻟﻤﺒﺘﻞ ﻭﺭﺍﺋﺤﺔ ﺍﻷﺭﺽ ﺍﻟﺨﺼﺒﺔ ﺍﻟﻈﻤﺄﻯ ﺣﻴﻦ ﺗﺮﺗﻮﻱ ﺑﺎﻟﻤﺎﺀ ﻭﺭﺍﺋﺤﺔ ﺍﻷﺳﻤﺎﻙ ﺍﻟﻤﻴﺘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻠﻘﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﻮﺝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻣﻞ ، ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻠﻴﺎﻟﻲ ﺍﻟﻤﻘﻤﺮﺓ ﺣﻴﻦ ﻳﺴﺘﺪﻳﺮ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﻘﻤﺮ ﻳﺘﺤﻮﻝ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﺇﻟﻰ ﻣﺮﺁﺓ ﺿﺨﻤﺔ ﻣﻀﻴﺌﺔ ﺗﺘﺤﺮﻙ ﻓﻮﻕ ﺻﻔﺤﺘﻬﺎ ﻇﻼﻝ ﺍﻟﻨﺨﻞ ﻭﺃﻏﺼﺎﻥ ﺍﻟﺸﺠﺮ ﻭﺍﻟﻤﺎﺀ ﻳﺤﻤﻞ ﺍﻷﺻﻮﺍﺕ ﺇﻟﻰ ﺃﺑﻌﺎﺩ ﻛﺒﻴﺮﺓ ، ﻓﺈﺫﺍ ﺃﻗﻴﻢ ﺣﻔﻞ ﻋﺮﺱ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺪ ﻣﻴﻠﻴﻦ ﺗﺴﻤﻊ ﺯﻏﺎﺭﻳﺪﻩ ﻭﺩﻕ ﻃﺒﻮﻟﻪ ﻭﻋﺰﻑ ﻃﻨﺎﺑﻴﺮﻩ ﻭﻣﺰﺍﻣﻴﺮﻩ ﻛﺄﻧﻪ ﺇﻟﻰ ﻳﻤﻴﻦ ﺩﺍﺭﻙ . ﻭﻳﺘﻨﻔﺲ ﺍﻟﻨﻴﻞ ﺍﻟﺼﻌﺪﺍﺀ ، ﻭﺗﺴﺘﻴﻘﻆ ﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ ﻓﺈﺫﺍ ﺻﺪﺭ ﺍﻟﻨﻴﻞ ﻗﺪ ﻫﺒﻂ ﻭﺇﺫﺍ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻗﺪ ﺍﻧﺤﺴﺮ ﻋﻦ ﺍﻟﺠﺎﻧﺒﻴﻦ ، ﻳﺴﺘﻘﺮ ﻓﻲ ﻣﺠﺮﻯ ﻭﺍﺣﺪ ﻛﺒﻴﺮ ﻳﻤﺘﺪ ﺷﺮﻗﺎ ﻭﻏﺮﺑﺎ ، ﺗﻄﻠﻊ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﻭﺗﻐﻄﺲ ﻓﻴﻪ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻤﻐﻴﺐ . ﻭﺗﻨﻈﺮ ﻓﺈﺫﺍ ﺃﺭﺽ ﻣﻤﺘﺪﻩ ﺭﻳﺎﻧﺔ ﻣﻠﺴﺎﺀ ﺗﺮﻙ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﺩﺭﻭﺑﺎ ﺭﺷﻴﻘﺔ ﻣﺼﻘﻮﻟﺔ ﻓﻲ ﻫﺮﻭﺑﻪ ﺇﻟﻰ ﻣﺠﺮﺍﻩ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ . ﺭﺍﺋﺤﺔ ﺍﻷﺭﺽ ﺍﻵﻥ ﺗﻤﻸ ﺃﻧﻔﻚ ﻓﺘﺬﻛﺮﻙ ﺑﺮﺍﺋﺤﺔ ﺍﻟﻨﺨﻞ ﺣﻴﻦ ﻳﺘﻬﻴﺄ ﺍﻟﻠﻘﺎﺡ . ﺍﻷﺭﺽ ﺳﺎﻛﻨﺔ ﻣﺒﺘﻠﺔ ، ﻭﻟﻜﻨﻚ ﺗﺤﺲ ﺃﻥ ﺑﻄﻨﻬﺎ ﻳﻨﻄﻮﻱ ﻋﻠﻰ ﺳﺮ ﻋﻈﻴﻢ ، ﻛﺄﻧﻬﺎ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻋﺎﺭﻣﺔ ﺍﻟﺸﻬﻮﺓ ﺗﺴﺘﻌﺪ ﻟﻤﻼﻗﺎﺓ ﺑﻌﻠﻬﺎ . ﺍﻷﺭﺽ ﺳﺎﻛﻨﺔ ﻭﻟﻜﻦ ﺃﺣﺸﺎﺀﻫﺎ ﺗﻀﺞ ﺑﻤﺎﺀ ﺩﺍﻓﻖ ﻫﻮ ﻣﺎﺀ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﺍﻟﺨﺼﺐ . ﺍﻷﺭﺽ ﻣﺒﺘﻠﺔ ﻣﺘﻮﺛﺒﺔ ، ﺗﺘﻬﻴﺄ ﻟﻠﻌﻄﺎﺀ ، ﻭﻳﻄﻌﻦ ﺷﻲﺀ ﺣﺎﺩﺍ ﺃﺣﺸﺎﺀ ﺍﻷﺭﺽ . ﻟﺤﻈﺔ ﻧﺸﻮﺓ ﻭﺃﻟﻢ ﻭﻋﻄﺎﺀ . ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻃﻌﻦ ﻓﻲ ﺃﺣﺸﺎﺀ ﺍﻷﺭﺽ ، ﺗﺘﺪﻓﻖ ﺍﻟﺒﺬﻭﺭ ، ﻭﻛﻤﺎ ﻳﻀﻢ ﺭﺣﻢ ﺍﻷﻧﺜﻰ ﺍﻟﺠﻨﻴﻦ ﻓﻲ ﺣﻨﺎﻥ ﻭﺩﻑﺀ ﺣﺐ . ﻛﺬﻟﻚ ﻳﻨﻄﻮﻱ ﺑﺎﻃﻦ ﺍﻷﺭﺽ ﻋﻠﻰ ﺣﺐ ﺍﻟﻘﻤﺢ ﻭﺍﻟﺬﺭﺓ ﻭﺍﻟﻠﻮﺑﻴﺎ ، ﻭﺗﺘﺸﻘﻖ ﺍﻷﺭﺽ ﻋﻦ ﻧﺒﺎﺕ ﻭﺛﻤﺮ . ﺗﺬﻛﺮ ﻧﻌﻤﺔ ﻭﻫﻲ ﻃﻔﻠﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻛﻦ ﺇﺫﺍ ﺟﺌﻦ ﻟﺰﻳﺎﺭﺓ ﺃﻣﻬﺎ ﻛﻦ ﻳﺠﻠﺴﻨﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﺠﻮﺭﻫﻦ ، ﻭﻳﻤﺴﺤﻦ ﺑﺄﻳﺪﻳﻬﻦ ﻋﻠﻰ ﺷﻌﺮﻫﺎ ﺍﻟﻐﺰﻳﺮ ﺍﻟﻤﺘﻬﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﻛﺘﻔﻴﻬﺎ ، ﻭﻳﻘﺒﻠﻨﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺧﺪﻫﺎ ﻭﺷﻔﺘﻬﺎ ﻭﻳﺪﻏﺪﻏﻨﻬﺎ ، ﻭﻳﻀﻤﻤﻨﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺻﺪﻭﺭﻫﻦ .
ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺗﻤﻘﺖ ﺫﻟﻚ ، ﻭﺗﺘﻠﻮﻯ ﻓﻲ ﺃﺫﺭﻋﻬﻦ ، ﻭﻣﺮﺓ ﺿﺠﺮﺕ ﻋﺒﺚ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﺑﺪﻳﻨﺔ ﺑﻬﺎ ، ﻭﺷﻌﺮﺕ ﺑﺬﺭﺍﻋﻲ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﻐﻠﻴﻈﺘﻴﻦ ﺗﻨﻄﺒﻘﺎﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ ، ﻛﺄﻧﻬﻤﺎ ﻓﻜﺎ ﺣﻴﻮﺍﻥ ﻣﻔﺘﺮﺱ ، ﻭﺑﺮﺩﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﻤﺜﻘﻠﺔ ﻭﻋﻄﺮﻫﺎ ﺍﻟﻘﻮﻱ ، ﻛﺄﻧﻬﺎ ﺗﺨﻨﻘﻬﺎ ، ﻭﺗﻤﻠﻤﻠﺖ ﻧﻌﻤﺔ ﻭﺣﺎﻭﻟﺖ ﺃﻥ ﺗﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﻗﺒﻀﺔ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ . ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺿﻤﺘﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺻﺪﺭﻫﺎ ﺑﻘﻮﺓ ﻭﺍﻧﻘﻀﺖ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻬﻬﺎ ﺑﺸﻔﺘﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﻜﺘﻨﺰﺗﻴﻦ ﺗﻘﺒﻠﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺭﻗﺒﺘﻬﺎ ﻭﻋﻠﻰ ﺧﺪﻫﺎ ، ﻭﺗﺸﻤﻬﺎ ، ﺻﻔﻌﺘﻬﺎ ﻧﻌﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻬﻬﺎ ﺻﻔﻌﺔ ﻗﺎﺳﻴﺔ ، ﻭﺫﻋﺮﺕ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻭﺍﻧﻔﻚ ﺫﺭﺍﻋﺎﻫﺎ ﻭﺍﻧﻔﻠﺘﺖ ﻧﻌﻤﺔ ﻭﺗﺮﻛﺖ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ . ﻭﻟﻤﺎ ﻛﺒﺮﺕ ﻭﻟﻢ ﺗﻌﺪ ﻃﻔﻠﺔ ، ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺭﺅﻭﺱ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻮﺍﺀ ﺗﻠﺘﻔﺖ ﺇﻟﻴﻬﺎ ، ﺣﻴﻦ ﺗﻤﺮ ﺑﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ . ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺗﺄﺑﻪ ﻟﺠﻤﺎﻟﻬﺎ ، ﻭﺗﺬﻛﺮ ﺃﻳﻀﺎ ﻛﻴﻒ ﺃﺭﻏﻤﺖ ﺃﺑﺎﻫﺎ ﺃﻥ ﻳﺪﺧﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻜُﺘَّﺎﺏ ﻟﺘﺘﻌﻠﻢ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ . ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻄﻔﻠﺔ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪﺓ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺼﺒﻴﺎﻥ . ﻭﺑﻌﺪ ﺷﻬﺮ ﻭﺍﺣﺪ ﺗﻌﻠﻤﺖ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺗﺴﺘﻤﻊ ﺇﻟﻰ ﺻﺒﻴﺎﻥ ﻳﻜﺒﺮﻭﻧﻬﺎ ﻳﻘﺮﺃﻭﻥ ﺳﻮﺭﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ، ﻓﺘﺴﺘﻔﺮ ﻓﻲ ﺫﻫﻨﻬﺎ ، ﻭﺃﻗﺒﻠﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ، ﺗﺤﻔﻈﻪ ﺑﻨﻬﻢ ، ﻭﺗﺴﺘﻠﺬ ﺑﺘﻼﻭﺗﻪ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﺠﺒﻬﺎ ﺁﻳﺎﺕ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻣﻨﻪ ، ﺗﻨﺰﻝ ﻋﻠﻰ ﻗﻠﺒﻬﺎ ﻛﺎﻟﺨﺒﺮ ﺍﻟﺴﺎﺭ ، ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺆﺛﺮ ﻣﻤﺎ ﺣﻔﻈﺘﻪ ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﻭﺳﻮﺭﺓ ﻣﺮﻳﻢ ﻭﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﻘﺼﺺ ، ﻭﺗﺸﻌﺮ ﺑﻘﻠﺒﻬﺎ ﻳﻌﺘﺼﺮﻩ ﺍﻟﺤﺰﻥ ﻭﻫﻲ ﺗﻘﺮﺃ ﻋﻦ ﺃﻳﻮﺏ ﻭﺗﺸﻌﺮ ﺑﻨﺸﻮﺓ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﺣﻴﻦ ﺗﺼﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻵﻳﺔ ﻭﺁﺗﻴﻨﺎﻩ ﺃﻫﻠﻪ ﻭﻣﺜﻠﻬﻢ ﻣﻌﻬﻢ ﺭﺣﻤﺔ ﻣﻦ ﻋﻨﺪﻧﺎ . ﻭﺗﺘﺨﻴﻞ ﺭﺣﻤﺔ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﺭﺍﺋﻌﺔ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﻣﺘﻔﺎﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﺧﺪﻣﺔ ﺯﻭﺟﻬﺎ ، ﻭﺗﺘﻤﻨﻰ ﻟﻮ ﺃﻥ ﺃﻫﻠﻬﺎ ﺍﺳﻤﻮﻫﺎ ﺭﺣﻤﺔ .
ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺤﻠﻢ ﺑﺘﻀﺤﻴﺔ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﻻ ﺗﺪﺭﻱ ﻧﻮﻋﻬﺎ ، ﺗﻀﺤﻴﺔ ﺿﺨﻤﺔ ﺗﺆﺩﻳﻬﺎ ﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﻣﻦ ﺍﻷﻳﺎﻡ ، ﻓﻴﻬﺎ ﺫﻟﻚ ﺍﻹﺣﺴﺎﺱ ﺍﻟﻐﺮﻳﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺤﺴﻪ ﺣﻴﻦ ﺗﻘﺮﺃ ﺳﻮﺭﺓ ﻣﺮﻳﻢ ﻭﻧﺸﺄﺕ ﻧﻌﻤﺔ ﻃﻔﻠﺔ ﻭﻗﻮﺭﺓ ، ﻣﺤﻮﺭ ﺷﺨﺼﻴﺘﻬﺎ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺑﺎﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ، ﺗﺸﺎﺭﻙ ﺃﻣﻬﺎ ﻓﻲ ﺃﻋﺒﺎﺀ ﺍﻟﺒﻴﺖ ، ﻭﺗﻨﺎﻗﺸﻬﺎ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ، ﻭﺗﺘﺤﺪﺙ ﺇﻟﻰ ﺃﺑﻴﻬﺎ ﺣﺪﻳﺜﺎ ﻧﺎﺿﺠﺎ ﺟﺮﻳﺌﺎ ﻳﺬﻫﻠﻪ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺣﻴﺎﻥ ، ﻛﺎﻥ ﺃﺧﻮﻫﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻜﺒﺮﻫﺎ ﺑﻌﺎﻣﻴﻦ ﻳﺤﺜﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺍﺻﻠﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺱ ﻭﻳﻘﻮﻝ ﻟﻬﺎ : " ﻳﻤﻜﻦ ﺗﺒﻘﻲ ﺩﻛﺘﻮﺭﺓ ﻭﻻ ﻣﺤﺎﻣﻴﺔ " . ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺗﺆﻣﻦ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ . ﺗﻘﻮﻝ ﻷﺧﻴﻬﺎ ﻭﻋﻠﻰ ﻭﺟﻬﻬﺎ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻘﻨﺎﻉ ﺍﻟﻜﺜﻴﻒ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻗﺎﺭ : " ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺱ ﻛﻠﻪ ﻃﺮﻃﺸﺔ . ﻛﻔﺎﻳﺔ ﺍﻟﻘﺮﺍﻳﺔ ﻭﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﻭﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﻓﺮﺍﻳﺾ ﺍﻟﺼﻼﺓ " . ﻭﻳﻀﺤﻚ ﺃﺧﻮﻫﺎ ﻭﻳﻘﻮﻝ : " ﺑﺎﻛﺮ ﻳﺠﻲ ﻭﺩ ﺣﻼﻝ ﻳﻌﺮﺳﻚ ﻭﺗﻨﻔﻚ ﻣﻊ ﺣﺠﺠﻚ " . ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺃﺳﺮﺗﻬﺎ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﻟﻬﺎ ﻫﺬﺍ ﻣﻊ ﺇﺣﺴﺎﺱ ﺑﺎﻟﺨﻮﻑ ، ﻓﻬﻢ ﻳﺪﺭﻛﻮﻥ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﺍﻟﻐﺎﺿﺒﺔ ﺍﻟﻌﻴﻨﻴﻦ ﺍﻟﻮﻗﻮﺭﺓ ﺍﻟﻤﺤﻴﺎ ، ﺗﻀﻢ ﺻﺪﺭﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻣﺮ ﺗﺨﻔﻴﻪ ﻋﻨﻬﻢ ، ﻭﻟﻤﺎ ﺑﻠﻐﺖ ﺍﻟﺴﺎﺩﺳﺔ ﻋﺸﺮﺓ ﻭ ﺑﺪﺃﺕ ﺃﻣﻬﺎ ﺗﺘﺤﺪﺙ ﻋﻦ ﺍﻟﻔﺘﻴﺎﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺼﻠﺤﻮﻥ ﺃﺻﻬﺎﺭﺍ . ﻭﻟﻜﻦ ﻧﻌﻤﺔ ﺗﻬﺰ ﻛﺘﻔﻴﻬﺎ ﻭﻻ ﺗﻘﻮﻝ ﺷﻴﺌﺎ . ﻭﻟﻤﺎ ﺟﺎﺀﺕ ﺁﻣﻨﺔ ﺇﻟﻰ ﺳﻌﺪﻳﺔ ﺗﺤﺪﺛﻬﺎ ﻓﻲ ﺃﻣﺮ ﺯﻭﺍﺝ ﻧﻌﻤﺔ ﻣﻦ ﺃﺣﻤﺪ ﻭﻗﺎﻟﺖ ﻟﻬﺎ ﺳﻌﺪﻳﺔ : " ﺍﻟﺸﻮﺭﻯ ﻋﻨﺪ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﺒﺖ " ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﻠﻢ ﻓﻲ ﻗﺮﺍﺭﺓ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺃﻥ ( ﺍﻟﺮﺃﻱ ) ﻻ ﻷﺣﺪ ﻏﻴﺮ ﻧﻌﻤﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ . ﻭﻛﺎﻥ ﻻﺑﺪ ﻣﻦ ﺧﻴﺎﺭﻫﺎ . ﻓﻬﺰﺕ ﻛﺘﻔﻴﻬﺎ ﻭﻗﺎﻟﺖ : ﺃﻧﺎ ﻟﻲ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﻣﺎ ﺑﻘﻴﺖ ﻟﻠﻌﺮﺱ ) ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺒﺚ ﻣﻨﺎﻗﺸﺘﻬﺎ ، ﺧﺎﺻﺔ ﻭﺃﻥ ﺳﻌﺪﻳﺔ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻣﺘﺤﻤﺴﺔ ﻷﻥ ﺗﺼﺒﺢ ﺣﻤﺎﺓ ﻵﻣﻨﺔ . ﻟﻢ ﻳﻤﺾ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻭﻗﺖ ﻃﻮﻳﻞ ﺣﺘﻰ ﻇﻬﺮ ﺧﻄﻴﺐ ﺁﺧﺮ : ﺇﺩﺭﻳﺲ . ﻓﺘﻴﺎﺕ
ﻛﺜﻴﺮﺍﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﻛﻦ ﻳﺘﻤﻨﻴﻦ ﺃﻥ ﻳﺼﺒﺤﻦ ﺯﻭﺟﺎﺕ ﻟﻪ ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻣﺘﻌﻠﻤﺎ ، ﻳﻌﻤﻞ ﻣﺪﺭﺳﺎ ﻓﻲ ﻣﺪﺭﺳﺔ ﺍﺑﺘﺪﺍﺋﻴﺔ . ﻭﻛﺎﻥ ﺩﻣﺚ ﺍﻷﺧﻼﻕ ، ﺣﺴﻦ ﺍﻟﺴﻴﺮﺓ ﺑﻴﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﻭﻣﻊ ﺃﻥ ﻋﺎﺋﻠﺘﻪ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻮﺍﺋﻞ ﺫﻭﺍﺕ ﺍﻷﺻﻞ ، ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺸﺎﺭ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻠﺪ ، ﺇﻻ ﺃﻥ ﺃﺑﺎﻩ ﻛﻮﻥ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﻣﻜﺎﻧﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﺠﺪﻩ ﻭﺣﺴﻦ ﻋﺸﺮﺗﻪ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﺳﺮﺓ ﻃﻴﺒﺔ ﻣﻴﺴﻮﺭﺓ ﺍﻟﺤﺎﻝ ، ..
ﻭﻛﺎﻥ ﺣﺎﺝ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻭﺍﻟﺪ ﻧﻌﻤﺔ ، ﻭﺃﻣﻬﺎ ﺳﻌﺪﻳﺔ ، ﻭﺃﺧﻮﺍﻧﻬﺎ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ، ﻳﻤﻴﻠﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﻗﺒﻮﻝ ﺇﺩﺭﻳﺲ . ﺑﻴﺪ ﺃﻥ ﻧﻌﻤﺔ ﻛﺎﻥ ﻟﻬﺎ ﺭﺃﻱ ﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ . ﻫﺰﺕ ﻛﺘﻔﻴﻬﺎ ﻭﻗﺎﻟﺖ : " ﻣﺎ ﺑﺪﻭﺭﻩ ) . ﻭﺍﺣﺘﺪ ﺣﺎﺝ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻓﻲ ﻛﻼﻣﻪ ﻣﻌﻬﺎ ﻭﻫﻢ ﺑﺼﻔﻌﻬﺎ . ﻭﻟﻜﻨﻪ ﺗﻮﻗﻒ ﻓﺠﺄﺓ . ﺷﻲﺀ ﻣﺎ ﻓﻲ ﻣﺤﻴﺎ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﺍﻟﻌﻨﻴﺪﺓ ﻗﺘﻞ ﺍﻟﻐﻀﺐ ﻓﻲ ﺻﺪﺭﻩ . ﻟﻌﻠﻪ ﺗﻌﺒﻴﺮ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ ، ﻟﻌﻠﻪ ﺍﻟﺘﺼﻤﻴﻢ ﺍﻟﺮﺯﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻬﻬﺎ . ﻭﻛﺄﻧﻤﺎ ﺃﺣﺲ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺑﺄﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﻟﻴﺴﺖ ﻋﺎﻗﺔ ﻭﻻ ﻣﺘﻤﺮﺩﺓ . ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻣﺪﻓﻮﻋﺔ ﺑﺈﻳﻌﺎﺯ ﺩﺍﺧﻠﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﻗﺪﺍﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﻣﺮ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﺣﺪ ﺭﺩﻫﺎ ﻋﻨﻪ .
ﻭﻣﻦ ﻳﻮﻣﻬﺎ ﻟﻢ ﻳﻜﻠﻤﻬﺎ ﺃﺣﺪ ﻓﻲ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ . ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻧﻌﻤﺔ ﺣﻴﻦ ﺗﻔﺮﻍ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻭﺃﻓﻜﺎﺭﻫﺎ ، ﻭﺗﺨﻄﺮ ﻋﻠﻰ ﺫﻫﻨﻬﺎ ﺧﻮﺍﻃﺮ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ . ﺗﺤﺲ ﺃﻥ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﺳﻴﺠﻴﺌﻬﺎ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻻ ﺗﺤﺘﺴﺐ . ﻛﻤﺎ ﻳﻘﻊ ﻗﻀﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻋﺒﺎﺩﻩ . ﻣﺜﻞ ﻣﺎ ﻳﻮﻟﺪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻳﻤﻮﺗﻮﻥ ﻭﻳﻤﺮﺿﻮﻥ ، ﻣﺜﻞ ﻣﺎ ﻳﺒﻴﺾ ﺍﻟﻨﻴﻞ ، ﻭﺗﻬﺐ ﺍﻟﻌﻮﺍﺻﻒ ، ﻭﻳﺜﻤﺮ ﺍﻟﻨﺨﻞ ﻛﻞ ﻋﺎﻡ ، ﻛﻤﺎ ﻳﻨﺒﺖ ﺍﻟﻘﻤﺢ ﻭﻳﻬﻄﻞ ﺍﻟﻤﻄﺮ ﻭﺗﺘﺒﺪﻝ ﺍﻟﻔﺼﻮﻝ ﻛﺬﻟﻚ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﺯﻭﺍﺟﻬﺎ ، ﻗﺴﻤﺔ ﻗﺴﻤﻬﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﻟﻮﺡ ﻣﺤﻔﻮﻅ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﻮﻟﺪ ، ﻭﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺠﺮﻱ ﺍﻟﻨﻴﻞ ، ﻭﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺨﻠﻖ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﻣﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ ، ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺗﺤﺲ ﺑﻔﺮﺡ ﺃﻭ ﺧﻮﻑ ﺃﻭ ﺃﺳﻰ ﺣﻴﻦ ﺗﻔﻜﺮ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ، ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺸﻌﺮ ﺑﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﺳﺘﻮﺿﻊ ﻋﻠﻰ ﻛﺘﻔﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﻭﻗﺖ ﻣﺎ ، ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﻗﺮﻳﺒﺎ ، ﻭﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﺑﻌﻴﺪﺍ ، ﺻﺎﺣﺒﺎﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻲ ، ﻛﻞ ﻓﺘﺎﺓ ﺗﺸﺐ ﻭﻓﻲ ﺫﻫﻨﻬﺎ ﺻﻮﺭﺓ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﻔﺎﺭﺱ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﺑﻂ ﻓﺮﺳﻪ ﺫﺍﺕ ﻣﺴﺎﺀ ﺳﺎﺟﻲ ﺍﻟﻀﻮﺀ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﺪﺍﺭ ، ﻭﻳﺪﺧﻞ ﻭﻳﺨﺘﻄﻔﻬﺎ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺃﻫﻠﻬﺎ ، ﻭﻳﻬﺮﺏ ﺑﻬﺎ ﺑﻌﻴﺪﺍ ﺇﻟﻰ ﻋﻮﺍﻟﻢ ﺳﺤﺮﻳﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻭﺭﻏﺪ ﺍﻟﻌﻴﺶ ، ﺃﻣﺎ ﻧﻌﻤﺔ ﻓﻠﻢ ﺗﺮﺗﺴﻢ ﻓﻲ ﺫﻫﻨﻬﺎ ﺻﻮﺭﺓ ﻣﺤﺪﺩﺓ ، ﻛﺒﺮﺕ ﻭﻛﺒﺮ ﻣﻌﻬﺎ ﺣﺐ ﻓﻴﺎﺽ ﺳﺘﺴﺒﻐﻪ ﻳﻮﻣﺎ ﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﺭﺟﻞ ﻣﺎ ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻣﺘﺰﻭﺟﺎ ﻟﻪ ﺃﺑﻨﺎﺀ ، ﻳﺘﺰﻭﺟﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﺷﺎﺑﺎ ﻭﺳﻴﻤﺎ ﻣﺘﻌﻠﻤﺎ ، ﺃﻭ ﻣﺰﺍﺭﻋﺎ ﻣﻦ ﻋﺎﻣﺔ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﻣﺸﻘﻖ ﺍﻟﻜﻔﻴﻦ ﻭﺍﻟﺮﺟﻠﻴﻦ ، ﻣﻦ ﻛﺜﺮﺓ ﻣﺎ ﺧﺎﺽ ﻭﺿﺮﺏ ﺍﻟﻤﻌﻮﻝ ، ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺰﻳﻦ ... ﻭﺣﻴﻦ ﻳﺨﻄﺮ ﺍﻟﺰﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﻝ ﻧﻌﻤﺔ ﺗﺤﺲ ﺇﺣﺴﺎﺳﺎ ﺩﺍﻓﺌﺎ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻬﺎ ، ﻣﻦ ﻓﺼﻴﻠﺔ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺤﺴﻪ ﺍﻷﻡ ﻧﺤﻮ ﺃﺑﻨﺎﺋﻬﺎ ، ﻭﻳﻤﺘﺰﺝ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻹﺣﺴﺎﺱ ﺷﻌﻮﺭ ﺁﺧﺮ ، ﺑﺎﻟﺸﻔﻘﺔ ، ﻳﺨﻄﺮ ﺍﻟﺰﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﻟﻬﺎ ﻛﻄﻔﻞ ﻳﺘﻴﻢ ﻋﺪﻳﻢ ﺍﻷﻫﻞ ، ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺮﻋﺎﻳﺔ ، ﺃﻧﻪ ﺍﺑﻦ ﻋﻤﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺣﺎﻝ ، ﻭﻣﺎ ﻓﻲ ﺷﻔﻘﺘﻬﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﺷﻲﺀ ﻏﺮﻳﺐ . ،، ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺃﻡ ﺍﻟﺰﻳﻦ ﺗﺒﺎﻟﻲ ﺃﻳﻦ ﻳﻘﻀﻲ ﺍﻟﺰﻳﻦ ﻟﻴﻠﻪ ، ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻛﺮﻭﺡ ﻗﻠﻖ ﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﻣﺴﺘﻘﺮ ، ﺣﻴﺜﻤﺎ ﺃﻗﻴﻢ ﻋﺮﺱ ﺗﺠﺪ ﺍﻟﺰﻳﻦ : ﻓﻲ ﻓﺮﻳﻖ ﺍﻟﻄﻠﺤﺔ ﺃﻭ ﻋﻨﺪ ﻋﺮﺏ ﺍﻟﻘﻮﺯ ﻓﻲ ﻗﺒﻠﻲ ﺃﻭ ﺑﺤﺮﻱ ، ﻻ ﻳﺤﺒﺴﻪ ﺑﺮﺩ ، ﻭﻻ ﻋﺎﺻﻔﺔ ﺗﻬﺐ ﺑﺎﻟﻠﻴﻞ ﻭﻻ ﺍﻟﻨﻴﻞ ﺍﻟﻄﺎﻣﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺳﻢ ﻓﻴﻀﺎﻧﻪ ، ﺗﻠﺘﻘﻂ ﺃﺫﻧﻪ ﺑﺤﺴﺎﺳﻴﺔ ﻧﺎﺩﺭﺓ ﺯﻏﺎﺭﻳﺪ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺪ ﺃﻣﻴﺎﻝ ، ﻓﻴﻀﻊ ﺛﻮﺑﻪ ﻋﻠﻰ ﻛﺘﻔﻪ ﻭﻳﻬﺮﻭﻝ ﻛﺄﻥ ﺷﻴﺌﺎ ﻳﺠﺬﺑﻪ ﺇﻟﻰ ﻣﺼﺪﺭ ﺍﻟﺼﻮﺕ . ﻭﺃﺣﻴﺎﻧﺎ ﻳﺴﻄﻊ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﻓﺠﺄﺓ ﻣﻦ ﻭﺭﺍﺀ ﻛﺜﺒﺎﻥ ﺍﻟﺮﻣﻞ ، ﺣﻴﻦ ﺗﻌﺪﻭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺍﺕ ﺁﺗﻴﺔ ﻣﻦ ﺃﻡ ﺩﺭﻣﺎﻥ ، ﻓﺈﺫﺍ ﺷﺨﺺ ﻧﺤﻴﻞ ﻳﺤﺐ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﻣﻞ ﻳﻤﻴﻞ ﺑﺠﺴﻤﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﻣﺎﻡ ﻗﻠﻴﻼ ﻭﻋﻴﻨﺎﻩ ﺗﻨﻈﺮﺍﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺭﺽ ، ﻳﺤﺚ ﺍﻟﺨﻄﻰ ﻣﺘﺠﻬﺎ ﺷﺮﻗﺎ . ﻳﺮﻯ ﺍﻟﺮﻛﺎﺏ ﺍﻟﺰﻳﻦ ﻓﻴﻌﻠﻤﻮﻥ ﺃﻥ ﺛﻤﺔ ﺣﻔﻞ ﻋﺮﺱ ﻓﻲ ﻃﺮﻑ ﺍﻟﺤﻲ ، ﻓﺈﻣﺎ ﺻﺎﺣﻮﺍ ﺑﻪ ﺣﻴﻦ ﻳﻤﺮﻭﻥ ﻋﻠﻴﻪ ، ﻭﺃﻣﺎ ﺃﻭﻗﻔﻮﺍ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﻭﺗﺤﺮﺷﻮﺍ ﺑﻪ . ﻭﺃﺣﻴﺎﻧﺎ ﻳﺴﻴﺮ ﻭﺭﺍﺀﻩ ﻛﻮﻛﺒﺔ ﻣﻨﻬﻢ ، ﻭﺗﻘﺘﺮﺏ ﺯﻏﺎﺭﻳﺪ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﺗﺘﻀﺢ ﻣﻌﺎﻟﻤﻬﺎ . ﻭﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﺰﻳﻦ ﺃﻥ ﻳﻤﻴﺰ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ . ﺃﻳﺔ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﺯﻏﺮﺩﺕ ، ﺛﻢ ﺗﺒﺪﻭ ﺍﻷﻧﻮﺍﺭ ﻭﺗﺒﺪﻭ ﺃﺷﺒﺎﺡ ﻣﺠﺘﻤﻌﺔ ﺗﺼﻌﺪ ﻭﺗﻬﺒﻂ ﻛﺄﻧﻬﺎ ﺷﻴﺎﻃﻴﻦ ﻓﻲ ﻭﺍﺩﻱ ﺍﻟﺠﻦ . ﺛﻢ ﻳﻈﻬﺮ ﺍﻟﻐﺒﺎﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺜﻴﺮﻩ ﺃﺭﺟﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﺭﻗﺼﻬﺎ ، ﻳﺘﺸﺒﺚ ﺑﺨﻴﻮﻁ ﺍﻟﻀﻮﺀ . ﻭﻓﺠﺄﺓ ﻳﻨﺸﻖ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻋﻦ ﻧﺪﺍﺀ ﻳﻌﺮﻓﻪ ﻛﻞ ﺃﺣﺪ : " ﻋﻮﻙ ﻳﺎ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﺮﺱ ، ﻳﺎ ﻧﺎﺱ ﺍﻟﺮﻗﻴﺺ ﺍﻟﺰﻳﻦ ﺟﺎﻛﻢ " . ﻭﺇﺫﺍ ﺍﻟﺰﻳﻦ ﻗﺪ ﻗﻔﺰ ﻛﺎﻟﻘﻀﺎﺀ ﻭﺍﺳﺘﻘﺮ ﻓﻲ ﺣﻠﻘﻪ ﺍﻟﺮﻗﺺ . ﻭﻳﻔﻮﺭ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻓﺠﺄﺓ ﻓﻘﺪ ﻧﻔﺚ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺰﻳﻦ ﻃﺎﻗﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ . ﻭﻣﻦ ﺑﻌﻴﺪ ﻳﺴﻤﻊ ﺍﻟﻤﺮﺀ ﺻﻴﺤﺎﺗﻬﻢ ﻳﺮﺣﺒﻮﻥ ﺑﻪ : " ﺍﺑﺸﺮ . ﺍﺑﺸﺮ . ﺣﺒﺎﺑﻚ ﻋﺸﺮﺓ " . ﻭﺣﻴﻦ ﺗﻤﻮﺕ ﺃﺻﻮﺍﺕ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻓﻲ ﺣﻠﻮﻗﻬﻦ ، ﻭﺗﻄﻔﺄ ﺍﻷﻧﻮﺍﺭ ، ﻭﻳﺘﺮﺍﻭﺡ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﻟﻰ ﺩﻭﺭﻫﻢ ﻗﺒﻴﻞ ﻃﻠﻮﻉ ﺍﻟﻔﺠﺮ ، ﻳﺴﻨﺪ ﺍﻟﺰﻳﻦ ﺭﺃﺳﻪ ﺇﻟﻰ ﺣﺠﺮ ﺃﻭ ﺇﻟﻰ ﺟﺬﻉ ﺷﺠﺮﺓ ، ﻭﻳﻨﺎﻡ ﺑﺮﻫﺔ ﻧﻮﻣﺎ ﺧﻔﻴﻔﺎ ﻛﻨﻮﻡ ﺍﻟﻄﻴﺮ . ﻭﺣﻴﻦ ﻳﺆﺫﻥ ﺍﻟﻤﺆﺫﻥ ﻟﺼﻼﺓ ﺍﻟﻔﺠﺮ ، ﻳﻘﻔﻞ ﻋﺎﺋﺪﺍ ﺇﻟﻰ ﺃﻫﻠﻪ ، ﻓﻴﻮﻗﻆ ﺃﻣﻪ ﻟﺘﺼﻨﻊ ﺍﻟﺸﺎﻱ . ﺑﻴﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺆﺫﻥ ﻗﺪ ﺃﺫﻥ ﺫﺍﺕ ﺻﺒﺎﺡ ، ﻭﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﺍﻟﺰﻳﻦ . ﻭﺃﺣﻤﺮ ﺍﻷﻓﻖ ﺍﻟﺸﺮﻗﻲ ﻗﺒﻴﻞ ﻃﻠﻮﻉ ﺍﻟﺸﻤﺲ ، ﺛﻢ ﺍﺭﺗﻔﻌﺖ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻗﺪﺭ ﻗﺎﻣﺔ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﺍﻟﺰﻳﻦ . ﻭﺃﺣﺴﺖ ﺃﻡ ﺍﻟﺰﻳﻦ ﺑﺮﺟﻔﺔ ﺧﻔﻴﻔﺔ ﻓﻲ ﺟﻨﺒﻬﺎ ﺍﻷﻳﺴﺮ ﻓﻠﻢ ﺗﺴﺘﺒﺸﺮ ﺧﻴﺮﺍ .
ﺇﻧﻬﺎ ﺗﻌﺘﻘﺪ ﺃﻥ ﺟﻨﺒﻬﺎ ﺍﻷﻳﺴﺮ ﺇﺫﺍ ﺭﺟﻒ ﻓﺈﻥ ﺷﺮﺍ ﺳﻴﻠﻢ ﺑﻬﺎ ﺃﻭ ﺑﺄﺣﺪ ﺫﻭﻳﻬﺎ ﻻ ﻣﺤﺎﻟﺔ . ﻭﻫﻤﺖ ﺃﻥ ﺗﺬﻫﺐ ﻟﻌﻢ ﺍﻟﺰﻳﻦ . ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺳﻤﻌﺖ ﺣﺮﻛﺔ ﻋﻨﺪ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺤﻮﺵ ﻭﺳﻤﻌﺖ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺤﻮﺵ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﻳﺼﺮ ، ﺛﻢ ﺳﻤﻌﺖ ﺧﺒﻄﺔ ﻗﻮﻳﺔ ، ﻭﻓﺠﺄﺓ ﺭﺃﺕ ﺃﻣﺎﻣﻬﺎ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﺮﻳﻌﺎ . ﻓﺼﺮﺧﺖ ﺻﺮﺧﺔ ﺳﻤﻌﻬﺎ ﺣﺎﺝ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺃﺑﻮ ﻟﺤﻤﺔ ﻓﻲ ﺭﺍﺑﻊ ﺑﻴﺖ ﻭﻫﻮ ﺟﺎﻟﺲ ﻋﻠﻰ ﻣﺼﻼﺗﻪ ﻳﺸﺮﺏ ﻗﻬﻮﺓ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ . ﺍﻣﺘﻸﺕ ﺍﻟﺪﺍﺭ ﺑﺎﻟﻨﺎﺱ ﺭﺟﺎﻻ ﻭﻧﺴﺎﺀ ﻭﺣﻤﻠﻮﺍ ﺃﻡ ﺍﻟﺰﻳﻦ ﻓﺎﻗﺪﺓ ﺍﻟﻮﻋﻲ . ﻭﺍﻧﺸﻖ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻧﺼﻔﻴﻦ . ﻧﺼﻔﺎ ﺭﺍﺡ ﻣﻊ ﺍﻷﻡ ، ﻭﻧﺼﻒ ﺃﻏﻠﺒﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﺍﻝ ... ﺍ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﺰﻳﻦ ، ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻪ ﺟﺮﺡ ﻛﺒﻴﺮ ﻳﺼﻞ ﺇﻟﻰ ﻗﺮﻳﺐ ﻣﻦ ﻋﻴﻨﻪ ﺍﻟﻴﻤﻨﻰ ، ﻭﺻﺪﺭﻩ ﻭﺛﻮﺑﻪ ﻭﺳﺮﻭﺍﻟﻪ ﻣﻠﻄﺨﺔ ﺑﺎﻟﺪﻡ .
ﻭﻓﻘﺪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺭﺷﺪﻫﻢ . ﻭﺃﺧﺬ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺤﻔﻴﻆ ﻳﺼﻴﺢ ﻓﻲ ﺍﻟﺰﻳﻦ ﻭﻗﺪ ﺍﺣﻤﺮﺕ ﻋﻴﻨﺎﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﻀﺐ : " ﻛﻠﻤﻨﺎ ﻣﻴﻦ ﻋﻤﻞ ﻓﻴﻚ ﺍﻟﻌﻤﻠﺔ ﺩﻱ ؟ ﻣﻴﻦ ﺍﻟﻜﻠﺐ ﺍﻟﻤﺠﺮﻡ ﺍﻟﻀﺮﺑﻚ ؟ " ﻭﺗﺼﺎﺭﺧﺖ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﺑﻌﻀﻬﻦ ﺃﺧﺬﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻜﺎﺀ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻧﻌﻤﺔ ﺗﻘﻒ ﻋﻦ ﺑﻌﺪ ، ﺻﺎﻣﺘﻪ ، ﻭﻋﻴﻨﺎﻫﺎ ﻣﺮﻛﺰﺗﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺰﻳﻦ ، ﻭﻗﺪ ﺣﻞ ﻣﺤﻞ ﺍﻟﻐﻀﺐ ﻓﻴﻬﻤﺎ ﺣﻨﻮ ﻋﻈﻴﻢ . ﻭﻗﺎﻝ ﺣﺎﺝ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ : " ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ " . ﻭﻛﺎﻥ ﻟﻠﻜﻠﻤﺔ ﻭﻗﻊ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺭ ، ﻓﻬﺪﺍ ﻋﻮﻳﻞ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﺻﺎﺡ ﻣﺤﺠﻮﺏ : " ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ " ﻭﺻﺎﺡ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺤﻔﻴﻆ : " ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ " ﻭﺍﻧﻄﻠﻖ ﺃﺣﻤﺪ ﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﻟﻴﺤﻀﺮﻩ ..
ﻭﻟﻤﺎ ﻋﺎﺩ ﺍﻟﺰﻳﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ ﻓﻲ ﻣﺮﻭﻯ ﺣﻴﺚ ﻇﻞ ﺃﺳﺒﻮﻋﻴﻦ ﻛﺎﻥ ﻭﺟﻬﻪ ﻧﻈﻴﻔﺎ ﻳﻠﻤﻊ . ﻭﺛﻴﺎﺑﻪ ﺑﻴﻀﺎﺀ ﻧﺎﺻﻌﺔ . ﻭﺿﺤﻚ ﻓﻠﻢ ﻳﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻛﻤﺎ ﻋﻬﺪﻭﺍ ﺳﻨﻴﻦ ﺻﻔﺮﺍﻭﻳﻦ ﻓﻲ ﻓﻤﻪ ، ﻭﻟﻜﻨﻬﻢ ﺭﺃﻭﺍ ﺻﻔﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻨﺎﻥ ﺍﻟﻼﻣﻌﺔ ﻓﻲ ﻓﻜﻪ ﺍﻷﻋﻠﻰ ، ﻭﺻﻔﺎ ﻣﻦ ﺃﺳﻨﺎﻥ ﻛﺄﻧﻬﺎ ﻣﻦ ﺻﺪﻑ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﻓﻲ ﻓﻜﻪ ﺍﻷﺳﻔﻞ . ﻭﻛﺄﻧﻤﺎ ﺍﻟﺰﻳﻦ ﺗﺤﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﺷﺨﺺ ﺁﺧﺮ . ﻭﺧﻄﺮ ﻟﻨﻌﻤﺔ ﻭﻫﻲ ﻭﺍﻗﻔﺔ ﺑﻴﻦ ﺻﻔﻮﻑ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻠﻴﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﺰﻳﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻻ ﻳﺨﻠﻮ ﻣﻦ ﻭﺳﺎﻣﺔ . ﻭﻇﻞ ﺍﻟﺰﻳﻦ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺯﻣﻨﺎ ﻃﻮﻳﻼ ، ﻭﻻ ﺣﺪﻳﺚ ﻟﻪ ﺇﻻ ﺭﺣﻠﺘﻪ ﻟﻤﺮﻭﻯ .
ﻛﺎﻥ ﻳﻠﺬ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻳﺠﺘﻤﻊ ﺣﻮﻟﻪ ﺭﻓﺎﻗﻪ ﺍﻟﻘﺪﺍﻣﻰ ، ﻣﺤﺠﻮﺏ ، ﻭﻋﺒﺪ ﺍﻟﺤﻔﻴﻆ ، ﻭﺃﺣﻤﺪ ﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ، ﻭﺣﻤﺪ ﻭﺩ ﺍﻟﺮﻳﺲ ﻭﺍﻟﻄﺎﻫﺮ ﺍﻟﺮﻭﺍﺳﻲ ، ﻭﺳﻌﻴﺪ ﺍﻟﺘﺎﺟﺮ ، ﻓﻴﺤﻜﻲ ﻟﻬﻢ ﻣﺎ ﺟﺮﻯ ﻟﻪ . ﺃﻭﻝ ﻣﺎ ﻭﺻﻠﺖ ﻳﺎ ﺯﻭﻝ ﻗﻠﻌﻮﻧﻲ ﻫﺪﻭﻣﻲ ﻭﻟﺒﺴﻮﻧﻲ ﻫﺪﻭﻣﺎ ﻧﻈﺎﻑ .. ﺍﻟﺴﺮﻳﺮ ﻳﺮﻗﺶ . ﺍﻟﻤﻼﻳﺎﺕ ﺑﻴﺾ ﺯﻱ ﺍﻟﻠﺒﻦ ﻭﺍﻟﺒﻄﺎﻃﻴﻦ ﻭﺍﻟﺒﻼﻁ ﻳﺰﻟﻖ ﺍﻟﻜﺮﺍﻉ ... " ﻭﻗﺎﻃﻌﺔ ﻣﺤﺠﻮﺏ ﻣﺘﺤﺮﺷﺎ : " ﺧﻠﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻄﺎﻃﻴﻦ ﻭﺍﻟﺒﻼﻁ ﻛﺮﺷﻚ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ ﺩﻱ ﻣﻠﻮﻫﺎ ﻟﻴﻚ ﺑﻲ ﺷﻨﻮ ؟ " ﻭﺍﺭﺗﺠﻒ ﻓﻢ ﺍﻟﺰﻳﻦ ﻛﺄﻧﻪ ﻣﻘﺒﻞ ﻋﻠﻰ ﻭﻟﻴﻤﺔ : " ﻫﻼ ﻫﻼ ﺍﻷﻛﻞ ﻓﻲ ﺍﺳﺘﺒﺎﻟﻴﺔ ﻣﺮﻭﻯ ﻭﻻ ﺑﻼﺵ . ﻫﻮ ﻋﺎﺩ ﺟﻨﺲ ﺃﻛﻞ . ﺷﻴﺘﻦ ﺳﻤﻚ ﺷﻴﺘﻦ ﺑﻴﺾ ﺷﻴﺘﻦ ﻟﺤﻢ ﺷﻴﺘﻦ ﺩﺟﺎﺝ " . ﻭﻗﺎﻃﻌﻪ ﻣﺤﺠﻮﺏ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ : " ﺍﻷﻛﻞ ﻓﻲ ﺍﻻﺳﺘﺒﺎﻟﻴﺎﺕ ﻣﺎ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﺷﻮﻳﺔ ؟ ﻛﻴﻔﻦ ﻛﺖ ﺑﺘﺸﺒﻊ ؟ " ﻭﺍﺑﺘﺴﻢ ﺍﻟﺰﻳﻦ ﺍﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻣﻴﺪﺭﺓ ، ﺣﺘﻰ ﻳﻈﻬﺮ ﺃﺳﻨﺎﻧﻪ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ : " ﺑﺤﺎﻝ ﺍﻟﺘﻤﺮﺟﻴﺔ ﻛﺎﻥ ﺻﺎﺣﺒﺘﻲ ﻗﻌﺪ ﻗﺪﺍﻡ ﺍﻷﻛﻞ " . ﻭﺻﺎﺡ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺤﻔﻴﻆ : " ﺃﻱ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ ... ﺁﻣﺴﻨﻮﺡ . ﻛﻤﺎﻥ ﻣﺸﻴﺖ ﺗﺘﻌﻠﺒﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻤﺮﺟﻴﺎﺕ ؟ " ﻭﺍﺭﺗﺞ ﺟﺴﻢ ﺍﻟﺰﻳﻦ ﺑﻀﺤﻚ ﻣﻜﺘﻮﻡ : " ﺃﻱ .. ﺃﻱ ... ﺃﻣﺎﻧﺔ ﻳﺎ ﺯﻭﻝ ﻣﻲ ﺷﺎﻓﻌﺘﻦ ﺳﻤﻴﺤﺔ " . ﻭﺗﺪﺧﻞ ﻭﺩ ﺍﻟﺮﻭﺍﺳﻲ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻛﺎﻥ ﻳﺴﺘﻤﻊ ﻭﻳﻀﺤﻚ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﺷﻴﺌﺎ : " ﻋﻠﻴﻚ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ! ﺍﻟﺰﻳﻦ ﻛﺪﻯ ﻭﺻﻔﻬﺎ ﻟﻴﻨﺎ " . ﻭﺍﻟﺘﻔﺖ ﺍﻟﺰﻳﻦ ﺧﻠﻔﻪ ﻛﺄﻧﻪ ﻳﺨﺎﻑ ﺃﻥ ﻳﺴﻤﻌﻪ ﺃﺣﺪ ﻭﺧﻔﺾ ﺻﻮﺗﻪ : " ﻋﻠﻴﻚ ﺃﻣﺎﻥ ﻳﺎ ﺯﻭﻝ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻛﺒﺮ ﺻﻠﺒﻦ " . ﻭﺍﻧﻘﻄﻊ ﺣﺒﻞ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻭﻗﺘﺎ . ﻓﻘﺪ ﺿﺞ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺑﺎﻟﻀﺤﻚ ﻭﺣﻴﻦ ﺍﺳﺘﺠﻤﻊ ﺣﻤﺪ ﻭﺩ ﺍﻟﺮﻳﺲ ﺃﻧﻔﺎﺳﻪ ﻗﺎﻝ ، ﻭﻣﺎ ﻳﺰﺍﻝ ﻓﻲ ﺻﺪﺭﻩ ﺑﻘﻴﺔ ﻣﻦ ﺿﺤﻚ : " ﺷﻦ ﺳﻮﻳﺖ ﻣﻌﺎﻫﺎ ﺁﻣﻘﻄﻮﻉ ﺍﻟﻄﺎﺭﻱ ؟ " ﻭﺍﺻﻞ ﺍﻟﺰﻳﻦ ﺣﺪﻳﺜﻪ ﻛﺄﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺴﻤﻊ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺍﻷﺧﻴﺮ : " ﺑﻨﻴﺘﻦ ﺳﻤﻴﺤﺔ ﻣﻦ ﺃﻣﺪﺭﻣﺎﻥ ، ﻣﺮﻫﺎ ، ﻣﺎﻫﺎ ﻣﺸﻠﺨﺔ " . ﻭﺯﺣﻒ ﻭﺩ ﺍﻟﺮﻭﺍﺳﻲ ﻗﺮﻳﺒﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻳﻦ ﻭﺃﻋﺎﺩ ﺳﺆﺍﻟﻪ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺃﺧﺮﻯ : " ﺃﻧﺖ ﺷﻦ ﺃﻭﺭﺍﻙ ﻛﺒﺮ ﺻﻠﺒﻬﺎ ؟ " ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺰﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻮﺭ : ( ﻗﺎﻟﻮﺍ ﻟﻚ ﺃﻧﺎ ﻋﻤﻴﺎﻥ ؟ ﺍﻟﺸﻲ ﻭﻗﺖ ﻳﺒﻘﻲ ﻗﺪﺍﻣﻲ ﻣﺎ ﺑﺸﻮﻓﻪ ؟ " ﻭﻛﺄﻥ ﻣﺤﺠﻮﺏ ﺳﺮ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺩ ﻓﻘﺎﻝ ﻭﻫﻮ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﻭﺩ ﺍﻟﺮﻳﺲ : " ﺍﻟﺪﺍﻫﻲ ﻧﺠﻴﺾ . ﺳﺎﻛﺖ ﻗﺎﻳﻠﻨﻪ ﻋﻮﻳﺪ ) . ﻭﻭﺿﻊ ﺍﻟﺰﻳﻦ ﻳﺪﻳﻪ ﺧﻠﻒ ﺭﺃﺳﻪ ﻭﻣﺎﻝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻮﺭﺍﺀ ﻗﻠﻴﻼ ، ﺛﻢ ﻗﺎﻝ ﺑﺒﻂﺀ ﻭﻋﻠﻰ ﻭﺟﻬﻪ ﺍﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﺧﺒﻴﺜﺔ : " ﺩﺍﻳﺮﻳﻦ ﻳﺎ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﺗﻌﺮﻓﻮ ﺷﻦ ﺳﻮﻳﺖ ﻟﻬﺎ ؟ " ﻭﻗﺎﻝ ﻭﺩ ﺍﻟﺮﻳﺲ ﺑﻠﻬﻔﺔ : " ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺍﻟﺰﻳﻦ ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺷﻦ ﺳﻮﻳﺖ ﻟﻬﺎ " . ﻭﺍﺗﺴﻌﺖ ﺍﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﺍﻟﺰﻳﻦ ، ﺛﻢ ﻓﺘﺢ ﻓﻤﻪ ﻟﻴﺘﻜﻠﻢ ، ﻓﺎﻧﻌﻜﺲ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﺿﻮﺀ ﺍﻟﻤﺼﺒﺎﺡ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﺍﻟﻤﻌﻠﻖ ﻓﻲ ﺩﻛﺎﻥ ﺳﻌﻴﺪ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﻨﺎﻧﻪ . ﻭﻓﺠﺄﺓ ، ﻭﻓﻲ ﻭﻗﺖ ﻭﺍﺣﺪ ، ﻗﻔﺰ ﻣﺤﺠﻮﺏ ﻭﺍﻟﻄﺎﻫﺮ ﺍﻟﺮﻭﺍﺳﻲ ، ﻭﺣﻤﺪ ﻭﺩ ﺍﻟﺮﻳﺲ . ﻭﺻﺎﺡ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺤﻔﻴﻆ : ( ﺍﻣﺴﻜﻮﻩ ) . ﻟﻜﻨﻪ ﻛﺎﻥ ﺃﺳﺮﻉ ﻣﻨﻬﻢ ﻓﻲ ﻟﻤﺢ ﺍﻟﺒﺼﺮ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺰﻳﻦ ﻗﺪ ﺃﻣﺴﻚ ﺑﺎﻟﺮﺟﻞ ﻭﺭﻓﻌﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻬﻮﺍﺀ ﺑﻌﻨﻒ ﺛﻢ ﺭﻣﺎﻩ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ، ﺛﻢ ﺷﺪﻩ ﻣﻦ ﺭﻗﺒﺘﻪ ﻭﺍﻧﻜﺒﻮﺍ ﻛﻠﻬﻢ ﻋﻠﻴﻪ ، ﺃﺣﻤﺪ ﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﺃﻣﺴﻚ ﺑﺬﺭﺍﻋﻪ ﺍﻟﻴﻤﻨﻰ ، ﻭﻋﺒﺪ ﺍﻟﺤﻔﻴﻆ ﺃﻣﺴﻚ ﺑﺬﺭﺍﻋﻪ ﺍﻟﻴﺴﺮﻯ ، ﻭﺍﻟﻄﺎﻫﺮ ﺍﻟﺮﻭﺍﺳﻲ ﺃﻣﺴﻚ ﺑﻪ ﻣﻦ ﻭﺳﻄﻪ .
ﻭﺣﻤﺪ ﻭﺩ ﺍﻟﺮﻳﺲ ﺃﻣﺴﻚ ﺑﺴﺎﻗﻴﻪ ، ﻭﻛﺎﻥ ﺳﻌﻴﺪ ﻳﺰﻥ ﺷﻴﺌﺎ ﻓﻲ ﺩﻛﺎﻧﻪ ، ﻓﺨﺮﺝ ﻣﺸﺮﻋﺎ ﻭﺃﻣﺴﻚ ﺑﺴﺎﻗﻲ ﺍﻟﺰﻳﻦ ﺃﻳﻀﺎ ، ﻟﻜﻨﻬﻢ ﻟﻢ ﻳﻔﻠﺤﻮﺍ . . ﺗﺪﻓﻘﺖ ﻓﻲ ﺟﺴﻢ ﺍﻟﺰﻳﻦ ﺍﻟﻨﺤﻴﻞ ﻗﻮﺓ ﻣﺮﻳﻌﺔ ﺟﺒﺎﺭﺓ ﻻ ﻃﺎﻗﺔ ﻷﺣﺪ ﺑﻬﺎ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﻳﻌﺮﻓﻮﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺍﻟﺮﻫﻴﺒﺔ ﻭﻳﻬﺎﺑﻮﻧﻬﺎ ، ﻭﺃﻫﻞ ﺍﻟﺰﻳﻦ ﻳﺒﺬﻟﻮﻥ ﺟﻬﺪﻫﻢ ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﺴﺘﻌﻤﻠﻬﺎ ﺍﻟﺰﻳﻦ ﺿﺪ ﺃﺣﺪ . ﺃﻧﻬﻢ ﻳﺮﺗﻌﺪﻭﻥ ﺭﻭﻋﺎ ﻛﻠﻤﺎ ﺫﻛﺮﻭﺍ ﺃﻥ ﺍﻟﺰﻳﻦ ﺃﻣﺴﻚ ﻣﺮﺓ ﺑﻘﺮﻧﻲ ﺛﻮﺭ ﺟﺎﻣﺢ ﺍﺳﺘﻔﺰﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻞ ، ﺃﻣﺴﻚ ﺑﻪ ﻣﻦ ﻗﺮﻧﻴﻪ ، ﻭﺭﻓﻌﻪ ﻋﻦ ﺍﻷﺭﺽ ﻛﺄﻧﻪ ﺣﺰﻣﺔ ﻗﺶ ﻭﻃﺮﺡ ﺑﻪ ﺛﻢ ﺃﻟﻘﺎﻩ ﺃﺭﺿﺎ ﻣﻬﺸﻢ ﺍﻟﻌﻈﺎﻡ ، ﻭﻛﻴﻒ ﺃﻧﻪ ﻣﺮﺓ ﻓﻲ ﻓﻮﺭﺓ ﻣﻦ ﻓﻮﺭﺍﺕ ﺣﻤﺴﺎﺓ ﻗﻠﻊ ﺷﺠﺮﺓ ﺳﻨﻂ ﻣﻦ ﺟﺬﻭﺭﻫﺎ ﻭﻛﺄﻧﻬﺎ ﻋﻮﺩ ﺫﺭﺓ . ﻛﻠﻬﻢ ﻳﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﺴﻢ ﺍﻟﻀﺎﻭﻱ ﻗﻮﺓ ﺧﺎﺭﻗﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﻓﻲ ﻣﻘﺪﻭﺭ ﺑﺸﺮ : ﻭﺳﻴﻒ ﺍﻟﺪﻳﻦ ..
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺮﻳﺴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻧﻘﺾ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺰﻳﻦ ﺍﻵﻥ ، ﺃﻧﻪ ﻻ ﻣﺤﺎﻟﺔ ﻫﺎﻟﻚ ﻭﺍﺧﺘﻠﻄﺖ ﺃﺻﻮﺍﺗﻬﻢ ﺑﺮﻫﺔ . ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺰﻳﻦ ﻳﺮﺩﺩ ﻓﻲ ﻏﻀﺐ ( ﺍﻝ .... ﺍﻟﺪﻛﺮ ﻻﺯﻡ ﺃﻛﺘﻠﻪ ) - ﻭﺍﻝ .... ﺍﻟﺪﻛﺮ ﺃﻗﺼﻰ ﺫﻡ ﻳﻠﺤﻘﻪ ﺍﻟﺰﻳﻦ ﺑﺮﺟﻞ . ﻭﺍﺭﺗﻔﻊ ﺻﻮﺕ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺤﻔﻴﻆ ﻓﻲ ﺗﻮﺗﺮ ﻭﺧﻮﻑ : ( ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺍﻟﺰﻳﻦ ﻋﻠﻴﻚ ﺍﻟﻠﻪ ﺧﻠﻴﻪ ) . ﻭﺃﺧﺬ ﻣﺤﺠﻮﺏ ﻳﺸﺘﻢ ﻓﻲ ﻳﺄﺱ .
ﻭﻛﺎﻥ ﺃﺣﻤﺪ ﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﺃﺻﻐﺮﻫﻢ ﺳﻨﺎ ﻭﺃﻗﻮﺍﻫﻢ ، ﻭﻟﻤﺎ ﺃﻋﻴﺘﻪ ﺍﻟﺤﻴﻠﺔ ﻋﺾ ﺍﻟﺰﻳﻦ ﻓﻲ ﻇﻬﺮﻩ . ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻄﺎﻫﺮ ﺍﻟﺮﻭﺍﺳﻲ ﺭﺟﻼ ﻣﺸﻬﻮﺭﺍ ﺑﻘﻮﺗﻪ ، ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺑﺤﺜﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﻤﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻳﻌﻮﻡ ﺍﻟﻨﻴﻞ ﺫﻫﺎﺑﺎ ﻭﺟﻴﺌﺔ ﻭﻳﻐﻄﺲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻧﺼﻒ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﻓﻼ ﻳﻨﻘﻄﻊ ﻧﻔﺴﻪ . ﻟﻜﻦ ﻗﻮﺗﻪ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺷﻴﺌﺎ ﺑﺠﺎﻧﺐ ﺍﻟﺰﻳﻦ . ﻭﻓﻲ ﺿﻮﺿﺎﺋﻬﻢ ﺳﻤﻌﻮﺍ ﺷﺨﻴﺮﺍ ﻳﺼﺪﺭ ﻣﻦ ﺣﻠﻖ ﺳﻴﻒ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺃﻭﻩ ﻳﻀﺮﺏ ﺑﺮﺟﻠﻴﻪ ﺍﻟﻄﻮﻳﻠﺘﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻬﻮﺍﺀ . ﻭﺻﺎﺡ ﻣﺤﺠﻮﺏ : " ﻣﺎﺕ ﻛﺘﻠﻪ " . ﻟﻜﻦ ﺻﻮﺕ ﺍﻟﺤﻨﻴﻦ ﺍﺭﺗﻔﻊ ﻫﺎﺩﺋﺎ ﻭﻗﻮﺭﺍ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﻀﺠﺔ : ( ﺍﻟﺰﻳﻦ . ﺍﻟﻤﺒﺮﻭﻙ . ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺮﺿﻰ ﻋﻠﻴﻚ ) ﻭﺍﻧﻔﻜﺖ ﻗﺒﻀﺔ ﺍﻟﺰﻳﻦ ﻭﻭﻗﻊ ﺳﻴﻒ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﻫﺎﻣﺪﺍ ﺳﺎﻛﻨﺎ ﻭﻭﻗﻊ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﺍﻟﺴﺘﺔ ﺩﻓﻌﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ .
ﻓﻘﺪ ﻓﺎﺟﺄﻫﻢ ﺻﻮﺕ ﺍﻟﺤﻨﻴﻦ ﻭﺑﺎﻏﺘﻬﻢ ﺍﻟﺰﻳﻦ ﺑﺴﻜﻮﺗﻪ ﺍﻟﻤﻔﺎﺟﺊ ﻓﻜﺄﻥ ﺣﺎﺋﻄﺎ ﺃﻣﺎﻣﻬﻢ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺪﻓﻌﻮﻧﻪ ، ﺇﻧﻬﺪ ﺑﻐﺘﻪ ، ﻭﻣﻀﺖ ﺑﺮﻫﺔ ﻗﺼﻴﺮﺓ ﺟﺪﺍ ، ﻣﻘﺪﺍﺭ ﻃﺮﻓﺔ ﺍﻟﻌﻴﻦ ﺳﺎﺩ ﻓﻴﻬﺎ ﺻﻤﺖ ﻛﺎﻣﻞ ، ﻻ ﺑﺪ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﺻﻤﺘﺎ ﻣﺰﻳﺠﺎ ﻣﻦ ﺭﻋﺐ ﻭﺣﻴﺮﺓ ﻭﺃﻣﻞ ، ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺟﺎﺷﺖ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻓﻴﻬﻢ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻭﺗﺬﻛﺮﻭﺍ ﺳﻴﻒ ﺍﻟﺪﻳﻦ ، ﺃﻧﻜﺒﺖ ﺭﺅﻭﺳﻬﻢ ﻋﻠﻴﻪ ، ﺛﻢ ﺻﺎﺡ ﻣﺤﺠﻮﺏ ﺑﺼﻮﺕ ﻓﺮﺡ ﻣﺮﺗﻌﺶ ( ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ . ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ) ﻭﺣﻤﻠﻮﺍ ﺳﻴﻒ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﻭﺿﻌﻮﻩ ﻋﻠﻰ ﻛﻨﺒﺔ ﺃﻣﺎﻡ ﺩﻛﺎﻥ ﺳﻌﻴﺪ ﻭﻓﻲ ﺃﺻﻮﺍﺕ ﻣﺘﻮﺗﺮﺓ ﺧﺎﻓﺘﺔ ﺃﺧﺬﻭﺍ ﻳﻌﻴﺪﻭﻧﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺣﻴﻨﺌﺬ ﻓﻘﻂ ﺗﺬﻛﺮﻭﺍ ﺍﻟﺰﻳﻦ ﻓﺮﺃﻭﻩ ﺟﺎﻟﺴﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺆﺧﺮﺗﻪ ﻭﻳﺪﺍﻩ ﺑﻴﻦ ﺭﻛﺒﺘﻴﻪ ﻣﻄﺄﻃﺌﺎًَ ﺭﺃﺳﻪ ، ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺤﻨﻴﻦ ﻗﺪ ﻭﺿﻊ ﻳﺪﻩ ﻋﻠﻰ ﻛﺘﻒ ﺍﻟﺰﻳﻦ ﻓﻲ ﺣﻨﺎﻥ ﺑﺎﻟﻎ ، ﻛﺎﻥ ﻳﺘﺤﺪﺙ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻲ ﺻﻮﺕ ﺣﺎﺯﻡ ﻟﻜﻨﻪ ﻣﻠﻲﺀ ﺑﺎﻟﺤﺐ : ( ﺍﻟﺰﻳﻦ ﺍﻟﻤﺒﺮﻭﻙ . ﻟﻴﻪ ﻋﻤﻠﺖ ﻛﺪﻩ ؟ ) . ﻭﺟﺎﺀ ﻣﺤﺠﻮﺏ ﻭﺍﻧﺘﻬﺮ ﺍﻟﺰﻳﻦ ، ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺤﻨﻴﻦ ﻧﻈﺮ ﺇﻟﻴﻪ ﻧﻈﺮﺓ ﺃﺳﻜﻨﺘﻪ .
ﻭﺑﻌﺪ ﺑﺮﻫﺔ ﻗﺎﻝ ﻣﺤﺠﻮﺏ ﻟﻠﺤﻨﻴﻦ : ﻟﻮ ﻣﺎ ﻛﺖ ﺟﻴﺖ ﻳﺎ ﺷﻴﺨﻨﺎ ﻛﺎﻥ ﻛﺘﻠﻪ ، ﻭﺍﻧﻀﻢ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﺃﺣﻤﺪ ﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﻭﺍﻟﻄﺎﻫﺮ ﺍﻟﺮﻭﺍﺳﻲ ، ﻭﺑﻘﻲ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺤﻔﻴﻆ ﻭﺳﻌﻴﺪ ﺍﻟﺘﺎﺟﺮ ﻭﺣﻤﺪ ﻭﺩ ﺍﻟﺮﻳﺲ ﻣﻊ ﺳﻴﻒ ﺍﻟﺪﻳﻦ ، ﻭﺑﻌﺪ ﺑﺮﻫﺔ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺰﻳﻦ ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺰﺍﻝ ﻣﻄﺄﻃﺊ ﺍﻟﺮﺃﺱ ، ﻣﺮﺩﺩﺍ ﻛﻼﻡ ﻣﺤﺠﻮﺏ : " ﺇﻥ ﻛﺖ ﻣﺎ ﺟﻴﺖ ﻳﺎ ﺷﻴﺨﻨﺎ ﻛﺖ ﻛﺘﻠﺘﻪ ، ﺍﻝ .... ﺍﻟﺪﻛﺮ ، ﻭﻗﺖ ﺿﺮﺑﻨﻲ ﻓﻲ ﺭﺃﺳﻲ ﺑﺎﻟﻔﺄﺱ ﻗﺎﻳﻞ ﻣﺎﺵ ﺍﺳﻜﺖ ﻟﻪ " .
ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻓﻲ ﺻﻮﺗﻪ ﻏﻀﺐ ، ﻛﺎﻥ ﺻﻮﺗﻪ ﺃﻗﺮﺏ ﺇﻟﻰ ﻣﺮﺣﻪ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﻣﻨﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻐﻀﺐ ، ﻭﺳﺮﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮﻳﻦ ﺭﻋﺸﺔ ﻣﺮﺡ ﺧﻔﻴﻔﺔ ، ﻟﻜﻨﻬﻢ ﻇﻠﻮﺍ ﺻﺎﻣﺘﻴﻦ ، ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺤﻨﻴﻦ : " ﻟﻜﻴﻦ ﺃﻧﺖ ﻣﺎ ﻛﺖ ﻏﻠﻄﺎﻥ ؟ ) . ﻭﻇﻞ ﺍﻟﺰﻳﻦ ﺻﺎﻣﺘﺎ ، ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺤﻨﻴﻦ ﻣﻮﺍﺻﻼ ﻛﻼﻣﻪ ( ﻣﺘﻴﻦ ﺳﻴﻒ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺿﺮﺑﻚ ﺑﺎﻟﻔﺄﺱ ﻓﻲ ﺭﺃﺳﻚ ؟ ﻓﺄﺟﺎﺏ ﺍﻟﺰﻳﻦ ﺿﺎﺣﻜﺎ ﻭﻭﺟﻬﻪ ﻣﺸﺒﻊ ﺑﺎﻟﻤﺮﺡ : ( ﻭﺻﺖ ﻋﺮﺱ ﺃﺧﺘﻪ ) . ﻭﺍﺳﺘﻤﺮ ﺍﻟﺤﻨﻴﻦ ﻭﻓﻲ ﺻﻮﺗﻪ ﻫﻮ ﺍﻵﺧﺮ ﺭﻧﺔ ﻣﺮﺡ : ( ﺷﻦ ﺳﻮﻳﺖ ﻟﻲ ﺃﺧﺘﻪ ﻳﻮﻡ ﻋﺮﺳﻬﺎ ؟ ) . ﺃﺧﺘﻪ ﻛﺎﻧﺖ ﺩﺍﻳﺮﺍﻧﻲ ﺃﻧﺎ . ﻣﺸﻮ ﻋﺮﺳﻮﻫﺎ ﻟﻠﺮﺍﺟﻞ ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ ﺩﺍﻙ ) ﻭﺿﺤﻚ ﺃﺣﻤﺪ ﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻨﻪ . ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺤﻨﻴﻦ ﻓﻲ ﺻﻮﺕ ﺃﻛﺜﺮ ﺭﻗﺔ ﻭﺣﻨﺎﻧﺎ : ( ﻛﻞ ﺍﻟﺒﻨﺎﺕ ﺩﺍﻳﺮﺗﻨﻚ ﻳﺎ ﻟﻤﺒﺮﻭﻙ . ﺑﺎﺭﻙ ﺗﻌﺮﺱ ﺃﺣﺴﻦ ﺑﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﺩﻱ ) . ﻭﺃﺣﺲ ﻣﺤﺠﻮﺏ ﺑﺨﻔﻘﺔ ﺧﻔﻴﺔ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻪ . ﻛﺎﻥ ﻓﻴﻪ ﺭﻫﺒﺔ ﺩﻓﻴﻨﺔ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺪﻳﻦ ،
ﺧﺎﺻﺔ ﺍﻟﻨﺴﺎﻙ ﻣﻨﻬﻢ ﺃﻣﺜﺎﻝ ﺍﻟﺤﻨﻴﻦ . ﻛﺎﻥ ﻳﻬﺎﺑﻬﻢ ﻭﻳﺒﺘﻌﺪ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻘﻬﻢ ﻭﻻ ﻳﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻬﻢ . ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺤﺎﺫﺭ ﻧﺒﻮﺀﺍﺗﻬﻢ ﻭﻳﺤﺲ ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻋﺪﻡ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﻪ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﻱ ، ﺑﺄﻥ ﻟﻬﺎ ﺃﺛﺮﺍ ﻏﺎﻣﻀﺎ . ( ﻧﺒﻮﺀﺍﺕ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻨﺴﺎﻙ ﻻ ﺗﺬﻫﺐ ﻫﺪﺭﺍ ) ، ﻳﻘﻮﻝ ﻓﻲ ﺳﺮﻩ ﻟﻌﻞ ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﻌﻠﻪ ﻳﻘﻮﻝ ﺑﺼﻮﺕ ﻣﺮﺗﻔﻊ ﻓﻴﻪ ﺭﻧﺔ ﻭﺍﺣﺘﻘﺎﺭ : ( ﻣﻨﻮ ﺍﻟﺒﺘﻌﺮﺱ ﺍﻟﺒﻬﻴﻢ ﺩﺍ ؟ ﻛﻤﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻠﻴﺔ ، ﺩﺍﻳﺮ ﻳﺠﻴﺐ ﻟﻨﺎ ﺟﻨﻴﻪ ) . ﻭﻧﻈﺮ ﺍﻟﺤﻨﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﻣﺤﺠﻮﺏ ﻧﻈﺮﺓ ﺻﺎﺭﻣﺔ ، ﺍﺭﺗﻌﺪﺕ ﻟﻬﺎ ﻓﺮﺍﺋﺾ ﻣﺤﺠﻮﺏ ﻟﻮﻻ ﺃﻧﻪ ﺗﺸﺠﻊ ، ﻭﻗﺎﻝ : ( ﺍﻟﺰﻳﻦ ﻣﻮ ﺑﻬﻴﻢ ﺍﻟﺰﻳﻦ ﻣﺒﺮﻭﻙ ، ﺑﺎﻛﺮ ﻳﻌﺮﺱ ﺃﺣﺴﻦ ﺑﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻠﺪ ) . ﻭﻓﺠﺄﺓ ﺿﺤﻚ ﺍﻟﺰﻳﻦ ﺿﺤﻜﺔ ﺑﺮﻳﺌﺔ ، ﺿﺤﻜﺔ ﻃﻔﻞ ، ﻭﻗﺎﻝ ( ﻛﺖ ﺩﺍﻳﺮ ﺃﻣﻮﺗﻪ ، ﺍﻝ .... ﺍﻟﺪﻛﺮ ﻳﻔﻠﻘﻨﻲ ﺑﺎﻟﻔﺎﺱ ﻋﻠﺸﺎﻥ ﺃﺧﺘﻪ ﺩﺍﻳﺮﺍﻧﻲ ﺃﻧﺎ ؟ ) ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺤﻨﻴﻦ ﻳﺤﺰﻡ : ( ﺩﺣﻴﻦ ﺩﺍﻳﺰﻧﻚ ﺗﺼﺎﻟﺤﻪ . ﺧﻼﺹ ﺍﻟﻔﺎﺕ ﻣﺎﺕ ، ﻫﻮ ﺿﺮﺑﻚ ، ﻭﺃﻧﺖ ﺿﺮﺑﺘﻪ ) . ﻭﻧﺎﺩﻯ ﺳﻴﻒ ﺍﻟﺪﻳﻦ ، ﻓﺠﺄﺓ ﺑﻘﺎﻣﺘﻪ ﺍﻟﻄﻮﻳﻠﺔ ﻭﺣﻮﻟﻪ ﺳﻌﻴﺪ ﻭﻋﺒﺪ ﺍﻟﺤﻔﻴﻆ ﻭﺣﻤﺪ ﻭﺩ ﺍﻟﺮﻳﺲ . ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺤﻨﻴﻦ ﻟﻠﺰﻳﻦ ( ﻗﻮﻡ ﺳﻠﻢ ﻓﻮﻕ ﺭﺃﺳﻪ ) . ﻓﻘﺎﻡ ﺍﻟﺰﻳﻦ ﺩﻭﻥ ﺃﻱ ﺍﻋﺘﺮﺍﺽ ﻭﺃﻣﺴﻚ ﺑﺮﺃﺱ ﺳﻴﻒ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﻗﺒﻠﻪ ، ﺛﻢ ﺃﻫﻮﻯ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺱ ﺍﻟﺤﻨﻴﻦ ﻭﺃﺷﺒﻌﻬﺎ ﻗﺒﻼ ﻭﻫﻮ ﻳﻘﻮﻝ : ( ﺷﻴﺨﻨﺎ ﺍﻟﺤﻨﻴﻦ . ﺃﺑﻮﻧﺎ ﺍﻟﻤﺒﺮﻭﻙ ) ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻟﺤﻈﺔ ﻣﺆﺛﺮﺓ ﺃﺛﺎﺭﺕ ﺍﻟﺼﻤﺖ ﻓﻲ ﻧﻔﻮﺱ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ، ﻭﺩﻣﻌﺖ ﻋﻴﻨﺎ ﺳﻴﻒ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻠﺰﻳﻦ : ( ﺃﻧﺎ ﻏﻠﻄﺎﻥ ﻓﻲ ﺣﻘﻚ ، ﺳﺎﻣﺤﻨﻲ ) ﻭﻗﺎﻡ ﻭﻗﺒﻞ ﺭﺃﺱ ﺍﻟﺰﻳﻦ ﺛﻢ ﺃﻣﺴﻚ ﺑﻴﺪ ﺍﻟﺤﻨﻴﻦ ﻭﻗﺒﻠﻬﺎ ، ﻭﺟﺎﺀ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻛﻠﻬﻢ ، ﻣﺤﺠﻮﺏ ، ﻭﻋﺒﺪ ﺍﻟﺤﻔﻴﻆ ﻭﺣﻤﺪ ﻭﺩ ﺍﻟﺮﻳﺲ ، ﻭﺍﻟﻄﺎﻫﺮ ﺍﻟﺮﻭﺍﺳﻲ ، ﻭﺃﺣﻤﺪ ﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ، ﻭﺳﻌﻴﺪ ﺍﻟﺘﺎﺟﺮ ، ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻨﻬﻢ ﺃﻣﺴﻚ ﺑﻴﺪ ﺍﻟﺤﻨﻴﻦ ﻓﻲ ﺻﻤﺖ ﻭﻗﺒﻠﻬﺎ . ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺤﻨﻴﻦ ﺑﺼﻮﺗﻪ ﺍﻟﺮﻗﻴﻖ ﺍﻟﻮﺩﻳﻊ : ( ﺭﺑﻨﺎ ﻳﺒﺎﺭﻙ ﻓﻴﻜﻢ ﺭﺑﻨﺎ ﻳﺠﻌﻞ ﺍﻟﺒﺮﻛﺔ ﻓﻴﻜﻢ ) ﻭﻭﻗﻒ ﻭﺃﻣﺴﻚ ﺇﺑﺮﻳﻘﻪ ﻓﻲ ﻳﺪﻩ . ﻓﺴﺎﺭﻉ ﻣﺤﺠﻮﺏ ﻳﺴﺘﻀﻴﻔﻪ : ( ﻻﺯﻡ ﺗﺘﻌﺸﻰ ﻣﻌﺎﻧﺎ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ) ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺤﻨﻴﻦ ﺭﻓﺾ ﺑﻠﻄﻒ ﻭﻗﺎﻝ ﻭﻫﻮ ﻳﻤﺴﻚ ﺑﻴﺪﻩ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻛﺘﻒ ﺍﻟﺰﻳﻦ : ( ﺍﻟﻌﺸﺎ ﻓﻲ ﺑﻴﺖ ﺍﻟﻤﺒﺮﻭﻙ ) ، ﻭﻏﺎﺑﺎ ﻣﻌﺎً ﻓﻲ ﺍﻟﻈﻼﻡ .
ﺍﻟﻲ ﺍﻟﻠﻘﺎﺀ ..
ﻻﺗﻨﺴﻮ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﻟﻼﺧﺮﻳﻦ ﺑﺎﻟﺨﻴﺮ
مواضيع مماثلة
» ﻧﺒﺬﺓ ﻋﻦ ﺭﻭﺍﻳﺔ ﻣﺎﺋﺔ ﻋﺎﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺰﻟﺔ – ﻏﺎﺑﺮﻳﻴﻞ ﻏﺎﺭﺳﻴﺎ ﻣﺎﺭﻛﻴﺰ
» ﻣﻠﺨﺺ ﺭﻭﺍﻳﺔ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻲ ﺃﻧﺜﻰ ﻋﺒﺮﻳﺔ – ﺧﻮﻟﺔ ﺣﻤﺪﻱ
» ﻣﻠﺨﺺ ﺭﻭﺍﻳﺔ ﻣﺎﺟﺪﻭﻟﻴﻦ
» ﻣﻠﺨﺺ ﺭﻭﺍﻳﺔ ﺍﻟﺒﺆﺳﺎﺀ ﻟـ ﻓﻜﺘﻮﺭ ﻫﻮﺟﻮ
» ﻣﻠﺨﺺ ﺭﻭﺍﻳﺔ ﺃﻭﻻﺩ ﺣﺎﺭﺗﻨﺎ - ﻧﺠﻴﺐ ﻣﺤﻔﻮﻅ
» ﻣﻠﺨﺺ ﺭﻭﺍﻳﺔ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻲ ﺃﻧﺜﻰ ﻋﺒﺮﻳﺔ – ﺧﻮﻟﺔ ﺣﻤﺪﻱ
» ﻣﻠﺨﺺ ﺭﻭﺍﻳﺔ ﻣﺎﺟﺪﻭﻟﻴﻦ
» ﻣﻠﺨﺺ ﺭﻭﺍﻳﺔ ﺍﻟﺒﺆﺳﺎﺀ ﻟـ ﻓﻜﺘﻮﺭ ﻫﻮﺟﻮ
» ﻣﻠﺨﺺ ﺭﻭﺍﻳﺔ ﺃﻭﻻﺩ ﺣﺎﺭﺗﻨﺎ - ﻧﺠﻴﺐ ﻣﺤﻔﻮﻅ
صفحة 2 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدىق