ﺳﻴﺮ ﺃﻋﻼﻡ ﺍﻟﺼﺤﺐ ﺍﻟﻜﺮﺍﻡ ‏( ﺳﻴﺪﻧﺎ ﺃﺳﺎﻣﺔ ﺑﻦ ﺯﻳﺪ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ‏)
--------------------------------------------------------------
ﻓﺘَﺢَ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﺃﺳﺎﻣﺔُ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪّﻧﻴﺎ ﻟﻴﺠﺪَ ﻧﻔﺴَﻪ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻱ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠّﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﺮﺡَ ﺑﻮﻻﺩﺗﻪ، ﻭﺳﺮّ ﺳﺮﻭﺭًﺍ ﻋﻈﻴﻤًﺎ .
ﺇﻧﻪ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﺃﺳﺎﻣﺔ ﺑﻦ ﺯﻳﺪ، ﺃﺑﻮﻩ ﺣﺐّ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ­ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠّﻢ ، ﻭﺃﻣّﻪ ﺣﺎﺿﻨﺘﻪ ﻭﻣﺮﺑّﻴﺘﻪ ﺍﻟﺤﺎﻧﻴﺔ .
ﻛﺎﻥ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠّﻢ ﻳﻘﻮﻝ ﻋﻦ ﺃﻡ ﺃﻳﻤﻦ : ﻫﻲ ﺃﻣﻲ ﺑﻌﺪ ﺃﻣﻲ .
ﺍﺷﺘﻬﺮ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﺃﺳﺎﻣﺔ ﺑﺎﻟﺬﻛﺎﺀ ﻭﺍﻟﺘﻮﺍﺿﻊ، ﻭﺑﺬﻝ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﺍﻟﺤﻜﻤﺔ .
• ﻛﺎﻥ ﺣﺴﻦَ ﺍﻟﻤﻌﺎﻣﻠﺔ ﻣﻊ ﺃﻗﺮﺍﻧﻪ، ﺷﺪﻳﺪ ﺍﻻﺣﺘﺮﺍﻡ ﻟﻶﺧﺮﻳﻦ .
ﻋُﺮﻑ ﺑﺎﻟﺸﺠﺎﻋﺔ ﻭﺍﻹﻗﺪﺍﻡ، ﻭﻣﻤﺎ ﻳﺪﻝّ ﻋﻠﻰ ﺇﻗﺪﺍﻣﻪ ﺃﻧّﻪ ﺃﺭﺍﺩ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﻓﻲ ﻏﺰﻭﺓ ﺃﺣﺪ، ﻭﻟﻜﻦّ ﺍﻟﻨﺒﻲّ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠّﻢ ﺭﺩّﻩ ﻟﺼِﻐﺮ ﺳﻨّﻪ، ﻭﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺨﻨﺪﻕ ﺗﻘﺪّﻡَ ﺃﺳﺎﻣﺔ ﻣﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺭﺍﻏﺒﺎً ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ، ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺮﻓﻊُ ﺟﺴﻤﻪ، ﻭﻳﻘﻒ ﻋﻠﻰ ﺭﺅﻭﺱ ﺃﺻﺎﺑﻌﻪ ﻟﻴﺒﺪﻭ ﻃﻮﻳﻼً ﻓﻲ ﻧﻈﺮ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ، ﻓﺴﻤﺢَ ﻟﻪ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺎﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ .
ﻛﺎﻥ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻗﺮﻳﺒﺎً ﻣﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠّﻢ .
ﻭﺭﺩﻳﻔﻪ ﻓﻲ ﻣﻌﻈﻢ ﻣﺸﺎﻫﺪ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﻟﻤﺸﺮّﻓﺔ .
ﺟﻌﻠﻪ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠّﻢ ﻗﺒﻞ ﻭﻓﺎﺗﻪ ﺑﻌﺎﻣﻴﻦ ﻗﺎﺋﺪﺍً ﻋﻠﻰ ﺳﺮﻳّﺔ ﻟﻘﺘﺎﻝ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻴﻦ ﺍﻟﻤﻨﺎﻭﺋﻴﻦ ﻟﻺﺳﻼﻡ .
ﻣﻸ ﻗﻠﺒَﻪ ﺳﺮﻭﺭٌ ﻏﺎﻣﺮ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﻣّﺮﻩ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠّﻢ . ﻋﻠﻰ ﺟﻴﺶ ﻓﻴﻪ ﺃﺳﻴﺎﺩﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﻭﻋﻤﺮ ﻭﻫﻮ ﻟﻢ ﻳﺒﻠﻎ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﺮ .
ﻭﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﻨﻄﻠﻖ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﺃﺳﺎﻣﺔُ ﺑﺠﻴﺸﻪ ﺗﻮﻓﻲ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠّﻢ .
ﻭﻟﻜﻦّ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﺃﺑﺎ ﺑﻜﺮٍ ﻧﻔَّﺬَ ﻭﺻﻴّﺔ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠّﻢ . ، ﻭﺃﻧْﻔَﺬَ ﺟﻴﺶ ﺃﺳﺎﻣﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﺣﻘّﻖ ﺍﻟﻤﻬﻤﺔ ﻭﺍﻟﻬﺪﻑ ﺑﻨﺠﺎﺡ، ﻭﻋﺎﺩ ﺑﺎﻟﻐﻨﺎﺋﻢ ﺍﻟﻮﻓﻴﺮﺓ، ﻭﻣﻬّﺪ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻓﺘﺢ ﺍﻟﺸﺎﻡ ﻭﻣﺼﺮ ﻭﺇﻓﺮﻳﻘﻴّﺔ .
ﻭﻛﺎﻥ ﻛﻠﻤﺎ ﻟﻘِﻴَﻪ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻋﻤﺮ ﻳﻘﻮﻝ ﻟﻪ " : ﻣﺮﺣﺒﺎً ﺑﺄﻣﻴﺮﻱ ."
ﺍﻧﺘﻘﻞَ ﺇﻟﻰ ﺩﻣﺸﻖ ﺃﻳﺎﻡ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﻭﺃﻗﺎﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺠُﺮْﻑ ، ﺛﻢّ ﻋﺎﺩَ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﻤﻨﻮّﺭﺓ ﺣﺘﻰ ﻭﺍﻓﺘﻪ ﺍﻟﻤﻨﻴّﺔ .
ﺭﻭﻯ ﻋﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠّﻢ ﻣﺎﺋﺔ ﻭﺛﻤﺎﻧﻴﺔ ﻭﻋﺸﺮﻳﻦ ﺣﺪﻳﺜﺎً .
ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻭﻋﻦ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺍﻟﻜﺮﺍﻡ ﻭﺟﺰﺍﻫﻢ ﻋﻦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺧﻴﺮ ﺍﻟﺠﺰﺍﺀ