بحـث
المواضيع الأخيرة
» احدث هواتف انفينكس Infinix Hot 50 من طرف omnia اليوم في 15:54
» افضل الهواتف من اوبو Oppo A3x
من طرف omnia اليوم في 15:38
» سامسونج Samsung Galaxy A16
من طرف omnia اليوم في 15:29
» موبي برايس ماركات الموبايلات
من طرف omnia اليوم في 15:16
» افضل شركة تنظيف منازل بالكويت باقل الاسعار
من طرف omnia اليوم في 15:06
» كراتين للبيع بالكويت- افضل انواع الكراتين
من طرف omnia اليوم في 14:42
» افضل شركة نقل عفش بالكويت
من طرف omnia اليوم في 14:32
» افضل شركة شراء اثاث مستعمل بالكويت
من طرف omnia اليوم في 14:21
» افضل نجار بالكويت
من طرف omnia اليوم في 14:06
» تنظيف فلل و قصور بالرياض بأفضل الاسعار-اطلب مهني
من طرف omnia اليوم في 13:50
أفضل 10 فاتحي مواضيع
قسي وبس2 | ||||
خالد فكري | ||||
ندا عمر | ||||
nadya | ||||
omnia | ||||
moslema_r | ||||
مارينا مايكل | ||||
ندا عصام | ||||
سيرين سعيد | ||||
رضوي سعيد |
المشاركات التي حصلت على أكثر ردود أفعال في الشهر
خادم Discord
| |
ﺟﻬﻮﺩ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺭﺿﻮﺍﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻓﻲ ﺧﺪﻣﺔ ﺍﻟﺴﻨﺔ ( 3 )
صفحة 2 من اصل 1 • شاطر
ﺟﻬﻮﺩ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺭﺿﻮﺍﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻓﻲ ﺧﺪﻣﺔ ﺍﻟﺴﻨﺔ ( 3 )
ﺟﻬﻮﺩ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺭﺿﻮﺍﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻓﻲ ﺧﺪﻣﺔ ﺍﻟﺴﻨﺔ ( 3 )
-----------------------------------------------------
ﺛﺎﻟﺜًﺎ : ﺳﻤﺎﻉ ﻣﺎ ﻳﻔﻮﺗُﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ، ﻭﺳﺆﺍﻝ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺑﻌﻀًﺎ :
ﻟﻢ ﻳﻜﻦِ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺭﺿﻮﺍﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻳﻜﺘﻔُﻮﻥ ﺑﺎﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺴﻤﻌﻮﻧَﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ؛ ﻷﻧﻬﻢ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳَﻐﻴﺒﻮﻥ ﻋﻦ ﻣﺠﻠﺴﻪ ﺃﺣﻴﺎﻧًﺎ؛ ﻧﻈﺮًﺍ ﻟﺸﻮﺍﻏﻠﻬﻢ ﺍﻟﺪﻧﻴﻮﻳﺔ، ﻭﻛﺎﻥ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺃﺳﻠﻢ ﻣﺘﺄﺧِّﺮًﺍ، ﻓﻠﻢ ﻳﺸﻬﺪ ﻣﻊ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺑﻌﺾ ﻣﺸﺎﻫﺪﻩ، ﻓﻜﺎﻧﻮﺍ - ﺇﺿﺎﻓﺔً ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ - ﻳﺴﺄﻟﻮﻥ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﺳﻠﻤﻮﺍ ﻗﺪﻳﻤًﺎ ﺃﻭ ﺭﺍﻓَﻘﻮﺍ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﻗﺘًﺎ ﻃﻮﻳﻠًﺎ، ﺃﻭ ﺣﻀﺮﻭﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺸﺎﻫﺪ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﺤﻀﺮﻭﻩ، ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻳُﻔَﺴِّﺮُ ﻟﻨﺎ ﺃﻥ ﻛﺜﻴﺮًﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻜﺜِﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﺭﻭﺍﻳﺔ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻣﻦ ﺻِﻐﺎﺭ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ؛ ﻛﺎﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ، ﻭﺃﻧﺲ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻭﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ، ﺃﻭ ﻣﻤَّﻦ ﻟﻢ ﻳﻼﺯﻣﻮﺍ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﻗﺘًﺎ ﻃﻮﻳﻠًﺎ، ﻭﻟﻜﻨﻬﻢ ﺳﺄﻟﻮﺍ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ، ﻭﺗﻌﻠَّﻤﻮﺍ ﻣﻨﻬﻢ، ﻭﺃﺿﺎﻓﻮﺍ ﻣﺎ ﺳﻤِﻌﻮﻩ ﻣﻨﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﺳﻤِﻌﻮﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓً؛ ﻛﺄﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ .
ﻗﺎﻝ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﺍﻟﺒﺮﺍﺀ ﺑﻦ ﻋﺎﺯﺏ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ : ﻣﺎ ﻛﻞُّ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺳﻤِﻌﻨﺎﻩ ﻣﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﻛﺎﻥ ﻳُﺤﺪِّﺛﻨﺎ ﺃﺻﺤﺎﺑﻨﺎ ﻋﻨﻪ، ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺸﻐﻠﻨﺎ ﻋﻨﻪ ﺭِﻋْﻴَﺔُ ﺍﻹﺑﻞ
ﻳﻘﻮﻝ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﺃﻧﺲَ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ : ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﻛﻞُّ ﻣﺎ ﻧُﺤﺪِّﺛُﻜُﻢ ﺑﻪ ﺳﻤِﻌﻨﺎﻩ ﻣﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﻭﻟﻜﻦ ﻛﺎﻥ ﻳُﺤﺪِّﺙ ﺑﻌﻀُﻨﺎ ﺑﻌﻀًﺎ، ﻭﻻ ﻳﺘَّﻬﻢ ﺑﻌﻀُﻨﺎ ﺑﻌﻀًﺎ .
ﻭ ﻛﺎﻥ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﻟﻴﺤﻔﻆُ ﻣﺎ ﺳﻤِﻊ ﻣﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﻭﻳﺴﺄﻝ ﻣَﻦ ﺣﻀﺮ ﺇﺫﺍ ﻏﺎﺏ ﻋﻦ ﻗﻮﻟﻪ ﻭﻓﻌﻠﻪ
ﻭﻟﻢ ﻳﻜُﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔُ ﺭﺿﻮﺍﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻳﻠﺘﺰﻣﻮﻥ ﺑﺬﻛﺮ ﻣَﻦ ﺣﺪَّﺛﻬﻢ ﻋﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﺑﻞ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻨﺴﺒﻮﻥ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓً ﺇﻟﻰ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ؛ ﻓﻬﺬﺍ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﻳﺮﻭﻱ ﺣﺪﻳﺚ :
( ﺇﻧﻤﺎ ﺍﻟﺮِّﺑﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻨَّﺴﻴﺌﺔ ) ، ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﻓﻠﻤﺎ ﺭُﻭﺟﻊ ﻓﻴﻪ ﻗﺎﻝ : ﺃﺧﺒﺮﻧﻲ ﺑﻪ ﺃﺳﺎﻣﺔ ﺑﻦ ﺯﻳﺪ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ .
ﻭﺍﺫﺍ ﻗﺮﺃﻧﺎ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﺴﻨﻦ ﻭﺗﺮﺍﺟﻢ ﺍﻟﺮﻭﺍﺓ، ﻳﺠﺪ ﻛﺜﻴﺮًﺍ ﻣِﻦ ﺭﻭﺍﻳﺎﺕ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺭﺿﻮﺍﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻋﻦ ﺑﻌﺾ، ﻭﻫﺬﺍ ﺩﻟﻴﻞٌ ﻭﺍﺿﺢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﺑﻴﻨﻬﻢ، ﻳﺘﺒﺎﺩﻟﻮﻥ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﻭﻳﺴﺘﻤﻌﻮﻥ، ﻭﻳُﺴْﻤَﻊ ﻣﻨﻬﻢ، ﻭﻳﺮﻭﻭﻥ ﻭﻳُﺮﻭﻯ ﻋﻨﻬﻢ، ﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﺤﻖ، ﻭﺣﻔﻆ ﺍﻟﺴُّﻨﺔ ﺍﻟﻤﻄﻬﺮﺓ
ﻭﺇﻧﻚ ﻟﺘﻌﺠﺐُ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﺗﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﻲ ﺍﻟﺠﻠﻴﻞ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﺃﺑﺎ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻗَﺪِﻡ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺳﻨﺔ ﺳﺒﻊٍ ﻣﻦ ﺍﻟﻬﺠﺮﺓ، ﻭﻫﻮ ﺭﺍﻭﻳﺔُ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﻷﻭَّﻝ، ﻭﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﻳﻠﺒﺚ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﺰﻭﻝَ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﺗﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﺃﺑﺎ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﺗﻔﺮَّﻍ ﻃﻴﻠﺔَ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﻀﺎﻫﺎ ﻣﻊ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻟﺴﻤﺎﻉِ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻣﻨﻪ ﻭﻣﻦ ﻛﺒﺎﺭ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ
ﻭﺳﻤِﻊ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚَ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﺃﻳﻀًﺎ، ﻓﺠﻤَﻊ ﻣﺎ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻋﻨﺪﻩ، ﻭﺇﻧﻚ ﻟﺘﺠﺪ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻳﺬﻛﺮﻭﻥ ﻓﻲ ﺷﻴﻮﺧﻪ : ﺃﺳﻴﺎﺩﻧﺎ ﺃﺑﺎ ﺑﻜﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ، ﻭﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ، ﻭﺃﻡ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﺎ، ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺭﺿﻮﺍﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ؛ ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺣﺼﻴﻠﺔ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺘﻔﺮُّﻍ ﻭﺍﻟﺪﺃﺏ ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﻛﺜﻴﺮﺓ، ﻫﺬﺍ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺩﻋﺎﺀ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻟﻪ ﺑﺎﻟﺤﻔﻆ، ﻭﻋﺪﻡ ﺍﻟﻨﺴﻴﺎﻥ
ﻭﻛﻤﺎ ﺭﻭﻯ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ، ﻓﻘﺪ ﺭﻭﻯ ﻋﻨﻪ ﺻﺤﺎﺑﺔ ﻛﺜﻴﺮﻭﺑﻠﻎ ﻋﺪﺩﻫﻢ ﺛﻤﺎﻧﻴﺔ ﻭﻋﺸﺮﻳﻦ ﺻﺤﺎﺑﻴًّﺎ
ﻭﻟﻘﺪ ﺃﺩﺭﻙ ﺻﻐﺎﺭُ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺭﺿﻮﺍﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺃﻧﻪ ﻓﺎﺗﻬﻢ ﺣﺪﻳﺚٌ ﻛﺜﻴﺮ، ﻓﺎﺗَّﺠﻬﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﻛﺒﺎﺭِ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻳﺴﺄﻟﻮﻧﻬﻢ ﻭﻳﺘﻌﻠَّﻤﻮﻥ ﻣﻨﻬﻢ، ﻭﺇﻧﻚ ﻟﺘﺪﺭﻙ ﺫﻟﻚ ﺟﻠﻴًّﺎ ﻓﻲ ﻗﻮﻝ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ : ﻟَﻤَّﺎ ﺗُﻮﻓِّﻲ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﻗﻠﺖُ ﻟﺮﺟﻞٍ ﻣﻦ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭ : ﻳﺎ ﻓﻼﻥ، ﻫﻠﻢَّ ﻓﻠﻨﺴﺄﻝ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ؛ ﻓﺈﻧﻬﻢ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻛﺜﻴﺮ، ﻓﻘﺎﻝ : ﻭﺍﻋﺠﺒًﺎ ﻟﻚ ﻳﺎ ﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ! ﺃﺗﺮﻯ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﺤﺘﺎﺟﻮﻥ ﺇﻟﻴﻚ، ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣِﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻣَﻦ ﺗﺮﻯ؟ ﻓﺘﺮﻙ ﺫﻟﻚ
ﻭﺃﻗﺒﻠﺖُ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ، ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻥ ﻟﻴﺒﻠُﻐُﻨﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚُ ﻋﻦ ﺍﻟﺮﺟﻞِ ﻓﺂﺗﻴﻪ ﻭﻫﻮ ﻗﺎﺋﻞ ﻓﺄﺗﻮﺳَّﺪ ﺭِﺩﺍﺋﻲ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﺑﻪ، ﻓﺘَﺴْﻔِﻲ ﺍﻟﺮﻳﺢُ
ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻬﻲ ﺍﻟﺘﺮﺍﺏَ، ﻓﻴﺨﺮﺝ ﻓﻴﺮﺍﻧﻲ ﻓﻴﻘﻮﻝ : ﻳﺎ ﺑﻦ ﻋﻢ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﻣﺎ ﺟﺎﺀ ﺑﻚ ؟ ﺃﻟَﺎ ﺃﺭﺳﻠﺖَ ﺇﻟﻲَّ ﻓﺂﺗﻴَﻚ؟ ﻓﺄﻗﻮﻝ : ﺃﻧﺎ ﺃﺣﻖُّ ﺃﻥ ﺁﺗﻴﻚ، ﻓﺄﺳﺄﻟﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ، ﻗﺎﻝ : ﻓﺒﻘﻲ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺣﺘﻰ ﺭﺁﻧﻲ ﻭﻗﺪ ﺍﺟﺘﻤﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱُ ﻋﻠﻲَّ، ﻓﻘﺎﻝ : ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﺘﻰ ﺃﻋﻘﻞ ﻣﻨﻲ .
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ : ﻗﻴﻞ ﻻﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ : ﺃﻧَّﻰ ﺃﺻﺒﺖَ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻠﻢ؟
ﻗﺎﻝ : ﺑﻠﺴﺎﻥٍ ﺳﺆﻭﻝ، ﻭﻗﻠﺐٍ ﻋﻘﻮﻝ
ﻭﻗﺎﻝ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ : ﻃﻠﺒﺖُ ﺍﻟﻌﻠﻢَ، ﻓﻠﻢ ﺃﺟﺪﻩ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻨﻪ ﻓﻲ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭ ﻓﻜﻨﺖُ ﺁﺗﻲ ﺍﻟﺮﺟﻞَ ﻣﻨﻬﻢ ﻓﺄﺳﺄﻝ ﻋﻨﻪ، ﻓﻴُﻘَﺎﻝ ﻟﻲ : ﻧﺎﺋﻢ، ﻓﺄﺗﻮﺳَّﺪُ ﺭﺩﺍﺋﻲ ﺛﻢ ﺃﺿﻄﺠﻊ ﺣﺘﻰ ﻳﺨﺮﺝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻈﻬﺮ، ﻓﻴﻘﻮﻝ : ﻣﺘﻰ ﻛﻨﺖَ ﻫﺎﻫﻨﺎ ﻳﺎ ﺑﻦ ﻋﻢ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ؟ ﻓﺄﻗﻮﻝ ﻣﻨﺬ ﻃﻮﻳﻞ، ﻓﻴﻘﻮﻝ : ﺑﺌﺲ ﻣﺎ ﺻﻨﻌﺖَ، ﻫﻼ ﺃﻋﻠﻤﺘﻨﻲ؟ ﻓﺄﻗﻮﻝ : ﺃﺭﺩﺕُ ﺃﻥ ﺗﺨﺮﺝ ﺇﻟﻲَّ ﻭﻗﺪ ﻗﻀﻴﺖَ ﺣﺎﺟﺘﻚ
-----------------------------------------------------
ﺛﺎﻟﺜًﺎ : ﺳﻤﺎﻉ ﻣﺎ ﻳﻔﻮﺗُﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ، ﻭﺳﺆﺍﻝ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺑﻌﻀًﺎ :
ﻟﻢ ﻳﻜﻦِ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺭﺿﻮﺍﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻳﻜﺘﻔُﻮﻥ ﺑﺎﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺴﻤﻌﻮﻧَﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ؛ ﻷﻧﻬﻢ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳَﻐﻴﺒﻮﻥ ﻋﻦ ﻣﺠﻠﺴﻪ ﺃﺣﻴﺎﻧًﺎ؛ ﻧﻈﺮًﺍ ﻟﺸﻮﺍﻏﻠﻬﻢ ﺍﻟﺪﻧﻴﻮﻳﺔ، ﻭﻛﺎﻥ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺃﺳﻠﻢ ﻣﺘﺄﺧِّﺮًﺍ، ﻓﻠﻢ ﻳﺸﻬﺪ ﻣﻊ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺑﻌﺾ ﻣﺸﺎﻫﺪﻩ، ﻓﻜﺎﻧﻮﺍ - ﺇﺿﺎﻓﺔً ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ - ﻳﺴﺄﻟﻮﻥ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﺳﻠﻤﻮﺍ ﻗﺪﻳﻤًﺎ ﺃﻭ ﺭﺍﻓَﻘﻮﺍ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﻗﺘًﺎ ﻃﻮﻳﻠًﺎ، ﺃﻭ ﺣﻀﺮﻭﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺸﺎﻫﺪ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﺤﻀﺮﻭﻩ، ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻳُﻔَﺴِّﺮُ ﻟﻨﺎ ﺃﻥ ﻛﺜﻴﺮًﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻜﺜِﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﺭﻭﺍﻳﺔ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻣﻦ ﺻِﻐﺎﺭ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ؛ ﻛﺎﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ، ﻭﺃﻧﺲ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻭﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ، ﺃﻭ ﻣﻤَّﻦ ﻟﻢ ﻳﻼﺯﻣﻮﺍ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﻗﺘًﺎ ﻃﻮﻳﻠًﺎ، ﻭﻟﻜﻨﻬﻢ ﺳﺄﻟﻮﺍ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ، ﻭﺗﻌﻠَّﻤﻮﺍ ﻣﻨﻬﻢ، ﻭﺃﺿﺎﻓﻮﺍ ﻣﺎ ﺳﻤِﻌﻮﻩ ﻣﻨﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﺳﻤِﻌﻮﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓً؛ ﻛﺄﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ .
ﻗﺎﻝ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﺍﻟﺒﺮﺍﺀ ﺑﻦ ﻋﺎﺯﺏ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ : ﻣﺎ ﻛﻞُّ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺳﻤِﻌﻨﺎﻩ ﻣﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﻛﺎﻥ ﻳُﺤﺪِّﺛﻨﺎ ﺃﺻﺤﺎﺑﻨﺎ ﻋﻨﻪ، ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺸﻐﻠﻨﺎ ﻋﻨﻪ ﺭِﻋْﻴَﺔُ ﺍﻹﺑﻞ
ﻳﻘﻮﻝ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﺃﻧﺲَ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ : ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﻛﻞُّ ﻣﺎ ﻧُﺤﺪِّﺛُﻜُﻢ ﺑﻪ ﺳﻤِﻌﻨﺎﻩ ﻣﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﻭﻟﻜﻦ ﻛﺎﻥ ﻳُﺤﺪِّﺙ ﺑﻌﻀُﻨﺎ ﺑﻌﻀًﺎ، ﻭﻻ ﻳﺘَّﻬﻢ ﺑﻌﻀُﻨﺎ ﺑﻌﻀًﺎ .
ﻭ ﻛﺎﻥ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﻟﻴﺤﻔﻆُ ﻣﺎ ﺳﻤِﻊ ﻣﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﻭﻳﺴﺄﻝ ﻣَﻦ ﺣﻀﺮ ﺇﺫﺍ ﻏﺎﺏ ﻋﻦ ﻗﻮﻟﻪ ﻭﻓﻌﻠﻪ
ﻭﻟﻢ ﻳﻜُﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔُ ﺭﺿﻮﺍﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻳﻠﺘﺰﻣﻮﻥ ﺑﺬﻛﺮ ﻣَﻦ ﺣﺪَّﺛﻬﻢ ﻋﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﺑﻞ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻨﺴﺒﻮﻥ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓً ﺇﻟﻰ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ؛ ﻓﻬﺬﺍ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﻳﺮﻭﻱ ﺣﺪﻳﺚ :
( ﺇﻧﻤﺎ ﺍﻟﺮِّﺑﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻨَّﺴﻴﺌﺔ ) ، ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﻓﻠﻤﺎ ﺭُﻭﺟﻊ ﻓﻴﻪ ﻗﺎﻝ : ﺃﺧﺒﺮﻧﻲ ﺑﻪ ﺃﺳﺎﻣﺔ ﺑﻦ ﺯﻳﺪ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ .
ﻭﺍﺫﺍ ﻗﺮﺃﻧﺎ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﺴﻨﻦ ﻭﺗﺮﺍﺟﻢ ﺍﻟﺮﻭﺍﺓ، ﻳﺠﺪ ﻛﺜﻴﺮًﺍ ﻣِﻦ ﺭﻭﺍﻳﺎﺕ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺭﺿﻮﺍﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻋﻦ ﺑﻌﺾ، ﻭﻫﺬﺍ ﺩﻟﻴﻞٌ ﻭﺍﺿﺢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﺑﻴﻨﻬﻢ، ﻳﺘﺒﺎﺩﻟﻮﻥ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﻭﻳﺴﺘﻤﻌﻮﻥ، ﻭﻳُﺴْﻤَﻊ ﻣﻨﻬﻢ، ﻭﻳﺮﻭﻭﻥ ﻭﻳُﺮﻭﻯ ﻋﻨﻬﻢ، ﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﺤﻖ، ﻭﺣﻔﻆ ﺍﻟﺴُّﻨﺔ ﺍﻟﻤﻄﻬﺮﺓ
ﻭﺇﻧﻚ ﻟﺘﻌﺠﺐُ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﺗﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﻲ ﺍﻟﺠﻠﻴﻞ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﺃﺑﺎ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻗَﺪِﻡ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺳﻨﺔ ﺳﺒﻊٍ ﻣﻦ ﺍﻟﻬﺠﺮﺓ، ﻭﻫﻮ ﺭﺍﻭﻳﺔُ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﻷﻭَّﻝ، ﻭﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﻳﻠﺒﺚ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﺰﻭﻝَ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﺗﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﺃﺑﺎ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﺗﻔﺮَّﻍ ﻃﻴﻠﺔَ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﻀﺎﻫﺎ ﻣﻊ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻟﺴﻤﺎﻉِ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻣﻨﻪ ﻭﻣﻦ ﻛﺒﺎﺭ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ
ﻭﺳﻤِﻊ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚَ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﺃﻳﻀًﺎ، ﻓﺠﻤَﻊ ﻣﺎ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻋﻨﺪﻩ، ﻭﺇﻧﻚ ﻟﺘﺠﺪ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻳﺬﻛﺮﻭﻥ ﻓﻲ ﺷﻴﻮﺧﻪ : ﺃﺳﻴﺎﺩﻧﺎ ﺃﺑﺎ ﺑﻜﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ، ﻭﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ، ﻭﺃﻡ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﺎ، ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺭﺿﻮﺍﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ؛ ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺣﺼﻴﻠﺔ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺘﻔﺮُّﻍ ﻭﺍﻟﺪﺃﺏ ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﻛﺜﻴﺮﺓ، ﻫﺬﺍ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺩﻋﺎﺀ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻟﻪ ﺑﺎﻟﺤﻔﻆ، ﻭﻋﺪﻡ ﺍﻟﻨﺴﻴﺎﻥ
ﻭﻛﻤﺎ ﺭﻭﻯ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ، ﻓﻘﺪ ﺭﻭﻯ ﻋﻨﻪ ﺻﺤﺎﺑﺔ ﻛﺜﻴﺮﻭﺑﻠﻎ ﻋﺪﺩﻫﻢ ﺛﻤﺎﻧﻴﺔ ﻭﻋﺸﺮﻳﻦ ﺻﺤﺎﺑﻴًّﺎ
ﻭﻟﻘﺪ ﺃﺩﺭﻙ ﺻﻐﺎﺭُ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺭﺿﻮﺍﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺃﻧﻪ ﻓﺎﺗﻬﻢ ﺣﺪﻳﺚٌ ﻛﺜﻴﺮ، ﻓﺎﺗَّﺠﻬﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﻛﺒﺎﺭِ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻳﺴﺄﻟﻮﻧﻬﻢ ﻭﻳﺘﻌﻠَّﻤﻮﻥ ﻣﻨﻬﻢ، ﻭﺇﻧﻚ ﻟﺘﺪﺭﻙ ﺫﻟﻚ ﺟﻠﻴًّﺎ ﻓﻲ ﻗﻮﻝ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ : ﻟَﻤَّﺎ ﺗُﻮﻓِّﻲ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﻗﻠﺖُ ﻟﺮﺟﻞٍ ﻣﻦ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭ : ﻳﺎ ﻓﻼﻥ، ﻫﻠﻢَّ ﻓﻠﻨﺴﺄﻝ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ؛ ﻓﺈﻧﻬﻢ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻛﺜﻴﺮ، ﻓﻘﺎﻝ : ﻭﺍﻋﺠﺒًﺎ ﻟﻚ ﻳﺎ ﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ! ﺃﺗﺮﻯ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﺤﺘﺎﺟﻮﻥ ﺇﻟﻴﻚ، ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣِﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻣَﻦ ﺗﺮﻯ؟ ﻓﺘﺮﻙ ﺫﻟﻚ
ﻭﺃﻗﺒﻠﺖُ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ، ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻥ ﻟﻴﺒﻠُﻐُﻨﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚُ ﻋﻦ ﺍﻟﺮﺟﻞِ ﻓﺂﺗﻴﻪ ﻭﻫﻮ ﻗﺎﺋﻞ ﻓﺄﺗﻮﺳَّﺪ ﺭِﺩﺍﺋﻲ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﺑﻪ، ﻓﺘَﺴْﻔِﻲ ﺍﻟﺮﻳﺢُ
ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻬﻲ ﺍﻟﺘﺮﺍﺏَ، ﻓﻴﺨﺮﺝ ﻓﻴﺮﺍﻧﻲ ﻓﻴﻘﻮﻝ : ﻳﺎ ﺑﻦ ﻋﻢ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﻣﺎ ﺟﺎﺀ ﺑﻚ ؟ ﺃﻟَﺎ ﺃﺭﺳﻠﺖَ ﺇﻟﻲَّ ﻓﺂﺗﻴَﻚ؟ ﻓﺄﻗﻮﻝ : ﺃﻧﺎ ﺃﺣﻖُّ ﺃﻥ ﺁﺗﻴﻚ، ﻓﺄﺳﺄﻟﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ، ﻗﺎﻝ : ﻓﺒﻘﻲ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺣﺘﻰ ﺭﺁﻧﻲ ﻭﻗﺪ ﺍﺟﺘﻤﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱُ ﻋﻠﻲَّ، ﻓﻘﺎﻝ : ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﺘﻰ ﺃﻋﻘﻞ ﻣﻨﻲ .
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ : ﻗﻴﻞ ﻻﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ : ﺃﻧَّﻰ ﺃﺻﺒﺖَ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻠﻢ؟
ﻗﺎﻝ : ﺑﻠﺴﺎﻥٍ ﺳﺆﻭﻝ، ﻭﻗﻠﺐٍ ﻋﻘﻮﻝ
ﻭﻗﺎﻝ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ : ﻃﻠﺒﺖُ ﺍﻟﻌﻠﻢَ، ﻓﻠﻢ ﺃﺟﺪﻩ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻨﻪ ﻓﻲ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭ ﻓﻜﻨﺖُ ﺁﺗﻲ ﺍﻟﺮﺟﻞَ ﻣﻨﻬﻢ ﻓﺄﺳﺄﻝ ﻋﻨﻪ، ﻓﻴُﻘَﺎﻝ ﻟﻲ : ﻧﺎﺋﻢ، ﻓﺄﺗﻮﺳَّﺪُ ﺭﺩﺍﺋﻲ ﺛﻢ ﺃﺿﻄﺠﻊ ﺣﺘﻰ ﻳﺨﺮﺝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻈﻬﺮ، ﻓﻴﻘﻮﻝ : ﻣﺘﻰ ﻛﻨﺖَ ﻫﺎﻫﻨﺎ ﻳﺎ ﺑﻦ ﻋﻢ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ؟ ﻓﺄﻗﻮﻝ ﻣﻨﺬ ﻃﻮﻳﻞ، ﻓﻴﻘﻮﻝ : ﺑﺌﺲ ﻣﺎ ﺻﻨﻌﺖَ، ﻫﻼ ﺃﻋﻠﻤﺘﻨﻲ؟ ﻓﺄﻗﻮﻝ : ﺃﺭﺩﺕُ ﺃﻥ ﺗﺨﺮﺝ ﺇﻟﻲَّ ﻭﻗﺪ ﻗﻀﻴﺖَ ﺣﺎﺟﺘﻚ
مواضيع مماثلة
» ﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﺎ ﻗﺎﻟﺖ : ﻣَﺎ ﺧُﻴِّﺮَ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ
» ﺑﻌﺚ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﺟﻴﺸﺎ ﻟﺤﺮﺏ ﺍﻟﺮﻭﻡ ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﺷﺎﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻫﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺣﺬﺍﻓﺔ - ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ
» ﺳﺐ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻢ ( 1
» ﻣﻦ ﺃﻧﻮﺍﺭ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ .. ﺃﺑﻮ ﺍﻟﺪﺭﺩﺍﺀ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ
» ﻓﻀﺎﺋﻞ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻢ ينكرها الا جاهل
» ﺑﻌﺚ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﺟﻴﺸﺎ ﻟﺤﺮﺏ ﺍﻟﺮﻭﻡ ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﺷﺎﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻫﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺣﺬﺍﻓﺔ - ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ
» ﺳﺐ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻢ ( 1
» ﻣﻦ ﺃﻧﻮﺍﺭ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ .. ﺃﺑﻮ ﺍﻟﺪﺭﺩﺍﺀ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ
» ﻓﻀﺎﺋﻞ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻢ ينكرها الا جاهل
صفحة 2 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدىق