بحـث
المواضيع الأخيرة
» احدث هواتف انفينكس Infinix Hot 50 من طرف omnia اليوم في 15:54
» افضل الهواتف من اوبو Oppo A3x
من طرف omnia اليوم في 15:38
» سامسونج Samsung Galaxy A16
من طرف omnia اليوم في 15:29
» موبي برايس ماركات الموبايلات
من طرف omnia اليوم في 15:16
» افضل شركة تنظيف منازل بالكويت باقل الاسعار
من طرف omnia اليوم في 15:06
» كراتين للبيع بالكويت- افضل انواع الكراتين
من طرف omnia اليوم في 14:42
» افضل شركة نقل عفش بالكويت
من طرف omnia اليوم في 14:32
» افضل شركة شراء اثاث مستعمل بالكويت
من طرف omnia اليوم في 14:21
» افضل نجار بالكويت
من طرف omnia اليوم في 14:06
» تنظيف فلل و قصور بالرياض بأفضل الاسعار-اطلب مهني
من طرف omnia اليوم في 13:50
أفضل 10 فاتحي مواضيع
قسي وبس2 | ||||
خالد فكري | ||||
ندا عمر | ||||
nadya | ||||
omnia | ||||
moslema_r | ||||
مارينا مايكل | ||||
ندا عصام | ||||
سيرين سعيد | ||||
رضوي سعيد |
المشاركات التي حصلت على أكثر ردود أفعال في الشهر
خادم Discord
| |
ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺟﺮﻳﺮ ﺍﻟﻄﺒﺮﻱ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ
صفحة 2 من اصل 1 • شاطر
ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺟﺮﻳﺮ ﺍﻟﻄﺒﺮﻱ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ
ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺟﺮﻳﺮ ﺍﻟﻄﺒﺮﻱ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ :
ﻛﻨﺖ ﻓﻲ ﻣﻜﺔ ﻓﻲ ﻣﻮﺳﻢ ﺍﻟﺤﺞ ﻓﺮﺃﻳﺖ ﺭﺟﻠًﺎ ﻣﻦ ﺧﺮﺳﺎﻥ ﻳﻨﺎﺩﻱ ﻭﻳﻘﻮﻝ : ﻳﺎ ﻣﻌﺸﺮ
ﺍﻟﺤﺠﺎﺝ ، ﻳﺎ ﺃﻫﻞ ﻣﻜﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮ ﻭﺍﻟﺒﺎﺩﻱ ﻓﻘﺪﺕ ﻛﻴﺴًﺎ ﻓﻴﻪ ﺃﻟﻒ ﺩﻳﻨﺎﺭ ﻓﻤﻦ ﺭﺩﻩ
ﺇﻟﻰ ﺟﺰﺍﻩ ﺍﻟﻠّﻪ ﺧﻴﺮًﺍ ﻭﺃﻋﺘﻘﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻭﻟﻪ ﺍﻷﺟﺮ ﻭﺍﻟﺜﻮﺍﺏ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺤﺴﺎﺏ .
ﻓﻘﺎﻡ ﺇﻟﻴﻪ ﺷﻴﺦ ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﻣﻜﺔ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ : ﻳﺎ ﺧﺮﺳﺎﻧﻲ ﺑﻠﺪﻧﺎ ﺣﺎﻟﺘﻬﺎ ﺷﺪﻳﺪﺓ ، ﻭﺃﻳﺎﻡ
ﺍﻟﺤﺞ ﻣﻌﺪﻭﺩﺓ ، ﻭﻣﻮﺍﺳﻤﻪ ﻣﺤﺪﻭﺩﺓ ، ﻭﺃﺑﻮﺍﺏ ﺍﻟﻜﺴﺐ ﻣﺴﺪﻭﺩﺓ ، ﻓﻠﻌﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺎﻝ
ﻳﻘﻊ ﻓﻲ ﻳﺪ ﻣﺆﻣﻦ ﻓﻘﻴﺮ ﻭﺷﻴﺦ ﻛﺒﻴﺮ ، ﻳﻄﻤﻊ ﻓﻲ ﻋﻬﺪ ﻋﻠﻴﻚ ، ﻟﻮ ﺭﺩ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﺇﻟﻴﻚ ،
ﺗﻤﻨﺤﻪ ﺷﻴﺌًﺎ ﻳﺴﻴﺮًﺍ ، ﻭﻣﺎﻟًﺎ ﺣﻼﻟًﺎ.
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺨﺮﺳﺎﻧﻲ : ﻓﻤﺎ ﻣﻘﺪﺍﺭ ﺣﻠﻮﺍﻧﻪ ؟ ﻛﻢ ﻳﺮﻳﺪ ؟
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ : ﻳﺮﻳﺪ ﺍﻟﻌﺸﺮ، ﻣﺎﺋﺔ ﺩﻳﻨﺎﺭ، ﻋﺸﺮ ﺍﻷﻟﻒ.
ﻓﻠﻢ ﻳﺮﺽ ﺍﻟﺨﺮﺳﺎﻧﻲ ﻭﻗﺎﻝ : ﻻ ﺃﻓﻌﻞ ﻭﻟﻜﻨﻰ ﺃﻓﻮﺽ ﺃﻣﺮﻩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠّﻪ، ﻭﺃﺷﻜﻮﻩ ﺇﻟﻴﻪ ﻳﻮﻡ
ﻧﻠﻘﺎﻩ، ﻭﻫﻮ ﺣﺴﺒﻨﺎ ﻭﻧﻌﻢ ﺍﻟﻮﻛﻴﻞ.
ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺟﺮﻳﺮ ﺍﻟﻄﺒﺮﻱ : ﻓﻮﻗﻊ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﺭﺟﻞ ﻓﻘﻴﺮ ، ﻭﻗﺪ ﻭﺟﺪ
ﻛﻴﺲ ﺍﻟﺪﻧﺎﻧﻴﺮ ﻭﻳﻄﻤﻊ ﻓﻲ ﺟﺰﺀ ﻳﺴﻴﺮ ، ﻓﺘﺒﻌﺘﻪ ﺣﺘﻰ ﻋﺎﺩ ﺇﻟﻰ ﻣﻨﺰﻟﻪ ، ﻓﻜﺎﻥ ﻛﻤﺎ
ﻇﻨﻨﺖ ، ﺳﻤﻌﺘﻪ ﻳﻨﺎﺩﻯ ﻋﻠﻰ ﺍﻣﺮﺃﺗﻪ ﻭﻳﻘﻮﻝ : ﻳﺎ ﻟﺒﺎﺑﺔ .
ﻓﻘﺎﻟﺖ ﻟﻪ : ﻟﺒﻴﻚ ﺃﺑﺎ ﻏﻴﺎﺙ . ﻗﺎﻝ : ﻭﺟﺪﺕ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺪﻧﺎﻧﻴﺮ ﻳﻨﺎﺩﻱ ﻋﻠﻴﻪ ، ﻭﻻ ﻳﺮﻳﺪ
ﺃﻥ ﻳﺠﻌﻞ ﻟﻮﺍﺟﺪﻩ ﺷﻴﺌﺎ ، ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻪ : ﺃﻋﻄﻨﺎ ﻣﻨﻪ ﻣﺎﺋﺔ ﺩﻳﻨﺎﺭ ، ﻓﺄﺑﻰ ﻭﻓﻮﺽ ﺃﻣﺮﻩ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﻠّﻪ ، ﻣﺎﺫﺍ ﺃﻓﻌﻞ ﻳﺎ ﻟﺒﺎﺑﺔ ؟ ﻻ ﺑﺪ ﻟﻲ ﻣﻦ ﺭﺩﻩ ، ﺇﻧﻲ ﺃﺧﺎﻑ ﺭﺑﻲ ، ﺃﺧﺎﻑ ﺃﻥ ﻳﻀﺎﻋﻒ
ﺫﻧﺒﻲ.
ﻓﻘﺎﻟﺖ ﻟﻪ ﺯﻭﺟﺘﻪ:
ﻳﺎ ﺭﺟﻞ ﻧﺤﻦ ﻧﻘﺎﺳﻲ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﻣﻌﻚ ﻣﻨﺬ ﺧﻤﺴﻴﻦ ﺳﻨﺔ ﻭﻟﻚ ﺃﺭﺑﻊ ﺑﻨﺎﺕ ﻭﺃﺧﺘﺎﻥ ﻭﺃﻧﺎ
ﻭﺃﻣﻲ ، ﻭﺃﻧﺖ ﺗﺎﺳﻌﻨﺎ ، ﻻ ﺷﺎﺓ ﻟﻨﺎ ﻭﻻ ﻣﺮﻋﻰ ، ﺧﺬ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﻛﻠﻪ ، ﺃﺷﺒﻌﻨﺎ ﻣﻨﻪ ﻓﺈﻧﻨﺎ
ﺟﻮﻋﻲ , ﻭﺍﻛﺴﻨﺎ ﺑﻪ ﻓﺄﻧﺖ ﺑﺤﺎﻟﻨﺎ ﺃﻭﻋﻰ ، ﻭﻟﻌﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻳﻐﻨﻴﻚ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ،
ﻓﺘﻌﻄﻴﻪ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﺑﻌﺪ ﺇﻃﻌﺎﻣﻚ ﻟﻌﻴﺎﻟﻚ ، ﺃﻭ ﻳﻘﻀﻲ ﺍﻟﻠّﻪ ﺩﻳﻨﻚ ﻳﻮﻡ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻟﻠﻤﺎﻟﻚ .
ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻬﺎ ﻳﺎ ﻟﺒﺎﺑﺔ :
( ﺃﺁﻛﻞ ﺣﺮﺍﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺳﺖ ﻭﺛﻤﺎﻧﻴﻦ ﻋﺎﻣﺎ ﺑﻠﻐﻬﺎ ﻋﻤﺮﻱ ، ﻭﺃﺣﺮﻕ ﺃﺣﺸﺎﺋﻲ ﺑﺎﻟﻨﺎﺭ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ
ﺻﺒﺮﺕ ﻋﻠﻰ ﻓﻘﺮﻯ ، ﻭﺃﺳﺘﻮﺟﺐ ﻏﻀﺐ ﺍﻟﺠﺒﺎﺭ، ﻭﺃﻧﺎ ﻗﺮﻳﺐ ﻣﻦ ﻗﺒﺮﻱ، ﻻ ﻭﺍﻟﻠّﻪ ﻻ
ﺃﻓﻌﻞ).
ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺟﺮﻳﺮ ﺍﻟﻄﺒﺮﻱ : ﻓﺎﻧﺼﺮﻓﺖ ﻭﺃﻧﺎ ﻓﻲ ﻋﺠﺐ ﻣﻦ ﺃﻣﺮﻩ ﻫﻮ ﻭﺯﻭﺟﺘﻪ .
ﻓﻠﻤﺎ ﺃﺻﺒﺤﻨﺎ ﻓﻲ ﺳﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺳﺎﻋﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ، ﺳﻤﻌﺖ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺪﻧﺎﻧﻴﺮ ﻳﻨﺎﺩﻱ ﻛﻤﺎ
ﺑﺎﻷﻣﺲ . ﻓﻘﺎﻡ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ، ﻭﻗﺎﻝ : ﻳﺎ ﺧﺮﺳﺎﻧﻲ ﻗﺪ ﻗﻠﺖ ﻟﻚ ﺑﺎﻷﻣﺲ
ﻭﻧﺼﺤﺘﻚ ، ﻭﺑﻠﺪﻧﺎ ﻭﺍﻟﻠّﻪ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﺍﻟﺰﺭﻉ ﻭﺍﻟﻀﺮﻉ ، ﻓﺠﺪ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻭﺟﺪ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﺑﺸﻲﺀ
ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﺨﺎﻟﻒ ﺍﻟﺸﺮﻉ ، ﻭﻗﺪ ﻗﻠﺖ ﻟﻚ ﺃﻥ ﺗﺪﻓﻊ ﻟﻤﻦ ﻭﺟﺪﻩ ﻣﺎﺋﺔ ﺩﻳﻨﺎﺭ ﻓﺄﺑﻴﺖ ، ﻓﺈﻥ
ﻭﻗﻊ ﻣﺎﻟﻚ ﻓﻲ ﻳﺪ ﺭﺟﻞ ﻳﺨﺎﻑ ﺍﻟﻠّﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ، ﻓﻬﻼ ﺃﻋﻄﻴﺘﻬﻢ ﻋﺸﺮﺓ ﺩﻧﺎﻧﻴﺮ ﻓﻘﻂ
ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ﻣﺎﺋﺔ ، ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻬﻢ ﻓﻬﺎ ﺳﺘﺮ ﻭﺻﻴﺎﻧﺔ ، ﻭﻛﻔﺎﻑ ﻭﺃﻣﺎﻧﺔ .
ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﺨﺮﺳﺎﻧﻲ : ﻻ ﺃﻓﻌﻞ ، ﻭﺃﺣﺘﺴﺐ ﻣﺎﻟﻲ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠّﻪ ، ﻭﺃﺷﻜﻮﻩ ﺇﻟﻴﻪ ﻳﻮﻡ ﻧﻠﻘﺎﻩ ،
ﻭﻫﻮ ﺣﺴﺒﻨﺎ ﻭﻧﻌﻢ ﺍﻟﻮﻛﻴﻞ .
ﺛﻢ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﻨﺎﺩﻯ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺪﻧﺎﻧﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻨﺪﺍﺀ ﺑﻌﻴﻨﻪ. ﻓﻘﺎﻡ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ
ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ :
ﻳﺎ ﺧﺮﺳﺎﻧﻲ ، ﻗﻠﺖ ﻟﻚ ﺃﻭﻝ ﺃﻣﺲ ﺍﻣﻨﺢ ﻣﻦ ﻭﺟﺪﻩ ﻣﺎﺋﺔ ﺩﻳﻨﺎﺭ ﻓﺄﺑﻴﺖ ، ﺛﻢ ﻋﺸﺮﺓ
ﻓﺄﺑﻴﺖ ، ﻓﻬﻼ ﻣﻨﺤﺖ ﻣﻦ ﻭﺟﺪﻩ ﺩﻳﻨﺎﺭﺍ ﻭﺍﺣﺪﺍ ، ﻳﺸﺘﺮﻱ ﺑﻨﺼﻔﻪ ﺇﺭﺑﺔ ﻳﻄﻠﺒﻬﺎ ،
ﻭﺑﺎﻟﻨﺼﻒ ﺍﻷﺧﺮ ﺷﺎﺓ ﻳﺤﻠﺒﻬﺎ ، ﻓﻴﺴﻘﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻳﻜﺘﺴﺐ ، ﻭﻳﻄﻌﻢ ﺃﻭﻻﺩﻩ ﻭﻳﺤﺘﺴﺐ.
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺨﺮﺳﺎﻧﻲ : ﻻ ﺃﻓﻌﻞ ﻭﻟﻜﻦ ﺃﺣﻴﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺃﺷﻜﻮﻩ ﻟﺮﺑﻪ ﻳﻮﻡ ﻧﻠﻘﺎﻩ ، ﻭﺣﺴﺒﻨﺎ
ﺍﻟﻠّﻪ ﻭﻧﻌﻢ ﺍﻟﻮﻛﻴﻞ .
ﻓﺠﺬﺑﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ، ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ : ﺗﻌﺎﻝ ﻳﺎ ﻫﺬﺍ ﻭﺧﺬ ﺩﻧﺎﻧﻴﺮﻙ ﻭﺩﻋﻨﻲ ﺃﻧﺎﻡ ﺍﻟﻠﻴﻞ ، ﻓﻠﻢ
ﻳﻬﻨﺄ ﻟﻲ ﺑﺎﻝ ﻣﻨﺬ ﺃﻥ ﻭﺟﺪﺕ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺎﻝ.
ﻳﻘﻮﻝ ﺍﺑﻦ ﺟﺮﻳﺮ : ﻓﺬﻫﺐ ﻣﻊ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺪﻧﺎﻧﻴﺮ ، ﻭﺗﺒﻌﺘﻬﻤﺎ ، ﺣﺘﻰ ﺩﺧﻞ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﻨﺰﻟﻪ،
ﻓﻨﺒﺶ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﺃﺧﺮﺝ ﺍﻟﺪﻧﺎﻧﻴﺮ ﻭﻗﺎﻝ : ﺧﺬ ﻣﺎﻟﻚ ، ﻭﺃﺳﺄﻝ ﺍﻟﻠّﻪ ﺃﻥ ﻳﻌﻔﻮ ﻋﻨﻰ ،
ﻭﻳﺮﺯﻗﻨﻲ ﻣﻦ ﻓﻀﻠﻪ.
ﻓﺄﺧﺬﻫﺎ ﺍﻟﺨﺮﺳﺎﻧﻲ ﻭﺃﺭﺍﺩ ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ ، ﻓﻠﻤﺎ ﺑﻠﻎ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺪﺍﺭ ، ﻗﺎﻝ :
ﻳﺎ ﺷﻴﺦ ﻣﺎﺕ ﺃﺑﻲ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺗﺮﻙ ﻟﻲ ﺛﻼﺛﺔ ﺁﻻﻑ ﺩﻳﻨﺎﺭ ، ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻲ :
ﺃﺧﺮﺝ ﺛﻠﺜﻬﺎ ﻓﻔﺮﻗﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﻖ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻨﺪﻙ، ﻓﺮﺑﻄﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻴﺲ ﺣﺘﻰ ﺃﻧﻔﻘﻪ
ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻳﺴﺘﺤﻖ، ﻭﺍﻟﻠّﻪ ﻣﺎ ﺭﺃﻳﺖ ﻣﻨﺬ ﺧﺮﺟﺖ ﻣﻦ ﺧﺮﺳﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﻫﻬﻨﺎ ﺭﺟﻠًﺎ ﺃﻭﻟﻰ ﺑﻬﺎ
ﻣﻨﻚ، ﻓﺨﺬﻩ ﺑﺎﺭﻙ ﺍﻟﻠّﻪ ﻟﻚ ﻓﻴﻪ، ﻭﺟﺰﺍﻙ ﺧﻴﺮًﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﻣﺎﻧﺘﻚ، ﻭﺻﺒﺮﻙ ﻋﻠﻰ ﻓﻘﺮﻙ، ﺛﻢ
ﺫﻫﺐ ﻭﺗﺮﻙ ﺍﻟﻤﺎﻝ.
ﻓﻘﺎﻡ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﻳﺒﻜﻲ ﻭﻳﺪﻋﻮ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻳﻘﻮﻝ : ﺭﺣﻢ ﺍﻟﻠّﻪ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﻓﻲ ﻗﺒﺮﻩ ،
ﻭﺑﺎﺭﻙ ﺍﻟﻠّﻪ ﻓﻲ ﻭﻟﺪﻩ.
ﻳﻘﻮﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ:
} ﺫَﻟِﻜُﻢْ ﻳُﻮﻋَﻆُ ﺑِﻪِ ﻣَﻦْ ﻛَﺎﻥَ ﻳُﺆْﻣِﻦُ ﺑِﺎﻟﻠَّﻪِ ﻭَﺍﻟْﻴَﻮْﻡِ ﺍﻟْﺂﺧِﺮِ ﻭَﻣَﻦْ ﻳَﺘَّﻖِ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻳَﺠْﻌَﻞْ ﻟَﻪُ ﻣَﺨْﺮَﺟًﺎ
(٢ ) ﻭَﻳَﺮْﺯُﻗْﻪُ ﻣِﻦْ ﺣَﻴْﺚُ ﻟَﺎ ﻳَﺤْﺘَﺴِﺐُ ﻭَﻣَﻦْ ﻳَﺘَﻮَﻛَّﻞْ ﻋَﻠَﻰ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﻓَﻬُﻮَ ﺣَﺴْﺒُﻪُ ﺇِﻥَّ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﺑَﺎﻟِﻎُ
ﺃَﻣْﺮِﻩِ ﻗَﺪْ ﺟَﻌَﻞَ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻟِﻜُﻞِّ ﺷَﻲْﺀٍ ﻗَﺪْﺭًﺍ{ [ ﺍﻟﻄﻼﻕ: ٢، ٣].
ﺟﻤﻬﺮﺓ ﺍﻷﺟﺰﺍﺀ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﻴﺔ ( ﺹ: ٢٥١ )
ﻛﻨﺖ ﻓﻲ ﻣﻜﺔ ﻓﻲ ﻣﻮﺳﻢ ﺍﻟﺤﺞ ﻓﺮﺃﻳﺖ ﺭﺟﻠًﺎ ﻣﻦ ﺧﺮﺳﺎﻥ ﻳﻨﺎﺩﻱ ﻭﻳﻘﻮﻝ : ﻳﺎ ﻣﻌﺸﺮ
ﺍﻟﺤﺠﺎﺝ ، ﻳﺎ ﺃﻫﻞ ﻣﻜﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮ ﻭﺍﻟﺒﺎﺩﻱ ﻓﻘﺪﺕ ﻛﻴﺴًﺎ ﻓﻴﻪ ﺃﻟﻒ ﺩﻳﻨﺎﺭ ﻓﻤﻦ ﺭﺩﻩ
ﺇﻟﻰ ﺟﺰﺍﻩ ﺍﻟﻠّﻪ ﺧﻴﺮًﺍ ﻭﺃﻋﺘﻘﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻭﻟﻪ ﺍﻷﺟﺮ ﻭﺍﻟﺜﻮﺍﺏ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺤﺴﺎﺏ .
ﻓﻘﺎﻡ ﺇﻟﻴﻪ ﺷﻴﺦ ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﻣﻜﺔ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ : ﻳﺎ ﺧﺮﺳﺎﻧﻲ ﺑﻠﺪﻧﺎ ﺣﺎﻟﺘﻬﺎ ﺷﺪﻳﺪﺓ ، ﻭﺃﻳﺎﻡ
ﺍﻟﺤﺞ ﻣﻌﺪﻭﺩﺓ ، ﻭﻣﻮﺍﺳﻤﻪ ﻣﺤﺪﻭﺩﺓ ، ﻭﺃﺑﻮﺍﺏ ﺍﻟﻜﺴﺐ ﻣﺴﺪﻭﺩﺓ ، ﻓﻠﻌﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺎﻝ
ﻳﻘﻊ ﻓﻲ ﻳﺪ ﻣﺆﻣﻦ ﻓﻘﻴﺮ ﻭﺷﻴﺦ ﻛﺒﻴﺮ ، ﻳﻄﻤﻊ ﻓﻲ ﻋﻬﺪ ﻋﻠﻴﻚ ، ﻟﻮ ﺭﺩ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﺇﻟﻴﻚ ،
ﺗﻤﻨﺤﻪ ﺷﻴﺌًﺎ ﻳﺴﻴﺮًﺍ ، ﻭﻣﺎﻟًﺎ ﺣﻼﻟًﺎ.
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺨﺮﺳﺎﻧﻲ : ﻓﻤﺎ ﻣﻘﺪﺍﺭ ﺣﻠﻮﺍﻧﻪ ؟ ﻛﻢ ﻳﺮﻳﺪ ؟
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ : ﻳﺮﻳﺪ ﺍﻟﻌﺸﺮ، ﻣﺎﺋﺔ ﺩﻳﻨﺎﺭ، ﻋﺸﺮ ﺍﻷﻟﻒ.
ﻓﻠﻢ ﻳﺮﺽ ﺍﻟﺨﺮﺳﺎﻧﻲ ﻭﻗﺎﻝ : ﻻ ﺃﻓﻌﻞ ﻭﻟﻜﻨﻰ ﺃﻓﻮﺽ ﺃﻣﺮﻩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠّﻪ، ﻭﺃﺷﻜﻮﻩ ﺇﻟﻴﻪ ﻳﻮﻡ
ﻧﻠﻘﺎﻩ، ﻭﻫﻮ ﺣﺴﺒﻨﺎ ﻭﻧﻌﻢ ﺍﻟﻮﻛﻴﻞ.
ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺟﺮﻳﺮ ﺍﻟﻄﺒﺮﻱ : ﻓﻮﻗﻊ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﺭﺟﻞ ﻓﻘﻴﺮ ، ﻭﻗﺪ ﻭﺟﺪ
ﻛﻴﺲ ﺍﻟﺪﻧﺎﻧﻴﺮ ﻭﻳﻄﻤﻊ ﻓﻲ ﺟﺰﺀ ﻳﺴﻴﺮ ، ﻓﺘﺒﻌﺘﻪ ﺣﺘﻰ ﻋﺎﺩ ﺇﻟﻰ ﻣﻨﺰﻟﻪ ، ﻓﻜﺎﻥ ﻛﻤﺎ
ﻇﻨﻨﺖ ، ﺳﻤﻌﺘﻪ ﻳﻨﺎﺩﻯ ﻋﻠﻰ ﺍﻣﺮﺃﺗﻪ ﻭﻳﻘﻮﻝ : ﻳﺎ ﻟﺒﺎﺑﺔ .
ﻓﻘﺎﻟﺖ ﻟﻪ : ﻟﺒﻴﻚ ﺃﺑﺎ ﻏﻴﺎﺙ . ﻗﺎﻝ : ﻭﺟﺪﺕ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺪﻧﺎﻧﻴﺮ ﻳﻨﺎﺩﻱ ﻋﻠﻴﻪ ، ﻭﻻ ﻳﺮﻳﺪ
ﺃﻥ ﻳﺠﻌﻞ ﻟﻮﺍﺟﺪﻩ ﺷﻴﺌﺎ ، ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻪ : ﺃﻋﻄﻨﺎ ﻣﻨﻪ ﻣﺎﺋﺔ ﺩﻳﻨﺎﺭ ، ﻓﺄﺑﻰ ﻭﻓﻮﺽ ﺃﻣﺮﻩ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﻠّﻪ ، ﻣﺎﺫﺍ ﺃﻓﻌﻞ ﻳﺎ ﻟﺒﺎﺑﺔ ؟ ﻻ ﺑﺪ ﻟﻲ ﻣﻦ ﺭﺩﻩ ، ﺇﻧﻲ ﺃﺧﺎﻑ ﺭﺑﻲ ، ﺃﺧﺎﻑ ﺃﻥ ﻳﻀﺎﻋﻒ
ﺫﻧﺒﻲ.
ﻓﻘﺎﻟﺖ ﻟﻪ ﺯﻭﺟﺘﻪ:
ﻳﺎ ﺭﺟﻞ ﻧﺤﻦ ﻧﻘﺎﺳﻲ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﻣﻌﻚ ﻣﻨﺬ ﺧﻤﺴﻴﻦ ﺳﻨﺔ ﻭﻟﻚ ﺃﺭﺑﻊ ﺑﻨﺎﺕ ﻭﺃﺧﺘﺎﻥ ﻭﺃﻧﺎ
ﻭﺃﻣﻲ ، ﻭﺃﻧﺖ ﺗﺎﺳﻌﻨﺎ ، ﻻ ﺷﺎﺓ ﻟﻨﺎ ﻭﻻ ﻣﺮﻋﻰ ، ﺧﺬ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﻛﻠﻪ ، ﺃﺷﺒﻌﻨﺎ ﻣﻨﻪ ﻓﺈﻧﻨﺎ
ﺟﻮﻋﻲ , ﻭﺍﻛﺴﻨﺎ ﺑﻪ ﻓﺄﻧﺖ ﺑﺤﺎﻟﻨﺎ ﺃﻭﻋﻰ ، ﻭﻟﻌﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻳﻐﻨﻴﻚ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ،
ﻓﺘﻌﻄﻴﻪ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﺑﻌﺪ ﺇﻃﻌﺎﻣﻚ ﻟﻌﻴﺎﻟﻚ ، ﺃﻭ ﻳﻘﻀﻲ ﺍﻟﻠّﻪ ﺩﻳﻨﻚ ﻳﻮﻡ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻟﻠﻤﺎﻟﻚ .
ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻬﺎ ﻳﺎ ﻟﺒﺎﺑﺔ :
( ﺃﺁﻛﻞ ﺣﺮﺍﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺳﺖ ﻭﺛﻤﺎﻧﻴﻦ ﻋﺎﻣﺎ ﺑﻠﻐﻬﺎ ﻋﻤﺮﻱ ، ﻭﺃﺣﺮﻕ ﺃﺣﺸﺎﺋﻲ ﺑﺎﻟﻨﺎﺭ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ
ﺻﺒﺮﺕ ﻋﻠﻰ ﻓﻘﺮﻯ ، ﻭﺃﺳﺘﻮﺟﺐ ﻏﻀﺐ ﺍﻟﺠﺒﺎﺭ، ﻭﺃﻧﺎ ﻗﺮﻳﺐ ﻣﻦ ﻗﺒﺮﻱ، ﻻ ﻭﺍﻟﻠّﻪ ﻻ
ﺃﻓﻌﻞ).
ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺟﺮﻳﺮ ﺍﻟﻄﺒﺮﻱ : ﻓﺎﻧﺼﺮﻓﺖ ﻭﺃﻧﺎ ﻓﻲ ﻋﺠﺐ ﻣﻦ ﺃﻣﺮﻩ ﻫﻮ ﻭﺯﻭﺟﺘﻪ .
ﻓﻠﻤﺎ ﺃﺻﺒﺤﻨﺎ ﻓﻲ ﺳﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺳﺎﻋﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ، ﺳﻤﻌﺖ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺪﻧﺎﻧﻴﺮ ﻳﻨﺎﺩﻱ ﻛﻤﺎ
ﺑﺎﻷﻣﺲ . ﻓﻘﺎﻡ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ، ﻭﻗﺎﻝ : ﻳﺎ ﺧﺮﺳﺎﻧﻲ ﻗﺪ ﻗﻠﺖ ﻟﻚ ﺑﺎﻷﻣﺲ
ﻭﻧﺼﺤﺘﻚ ، ﻭﺑﻠﺪﻧﺎ ﻭﺍﻟﻠّﻪ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﺍﻟﺰﺭﻉ ﻭﺍﻟﻀﺮﻉ ، ﻓﺠﺪ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻭﺟﺪ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﺑﺸﻲﺀ
ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﺨﺎﻟﻒ ﺍﻟﺸﺮﻉ ، ﻭﻗﺪ ﻗﻠﺖ ﻟﻚ ﺃﻥ ﺗﺪﻓﻊ ﻟﻤﻦ ﻭﺟﺪﻩ ﻣﺎﺋﺔ ﺩﻳﻨﺎﺭ ﻓﺄﺑﻴﺖ ، ﻓﺈﻥ
ﻭﻗﻊ ﻣﺎﻟﻚ ﻓﻲ ﻳﺪ ﺭﺟﻞ ﻳﺨﺎﻑ ﺍﻟﻠّﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ، ﻓﻬﻼ ﺃﻋﻄﻴﺘﻬﻢ ﻋﺸﺮﺓ ﺩﻧﺎﻧﻴﺮ ﻓﻘﻂ
ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ﻣﺎﺋﺔ ، ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻬﻢ ﻓﻬﺎ ﺳﺘﺮ ﻭﺻﻴﺎﻧﺔ ، ﻭﻛﻔﺎﻑ ﻭﺃﻣﺎﻧﺔ .
ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﺨﺮﺳﺎﻧﻲ : ﻻ ﺃﻓﻌﻞ ، ﻭﺃﺣﺘﺴﺐ ﻣﺎﻟﻲ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠّﻪ ، ﻭﺃﺷﻜﻮﻩ ﺇﻟﻴﻪ ﻳﻮﻡ ﻧﻠﻘﺎﻩ ،
ﻭﻫﻮ ﺣﺴﺒﻨﺎ ﻭﻧﻌﻢ ﺍﻟﻮﻛﻴﻞ .
ﺛﻢ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﻨﺎﺩﻯ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺪﻧﺎﻧﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻨﺪﺍﺀ ﺑﻌﻴﻨﻪ. ﻓﻘﺎﻡ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ
ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ :
ﻳﺎ ﺧﺮﺳﺎﻧﻲ ، ﻗﻠﺖ ﻟﻚ ﺃﻭﻝ ﺃﻣﺲ ﺍﻣﻨﺢ ﻣﻦ ﻭﺟﺪﻩ ﻣﺎﺋﺔ ﺩﻳﻨﺎﺭ ﻓﺄﺑﻴﺖ ، ﺛﻢ ﻋﺸﺮﺓ
ﻓﺄﺑﻴﺖ ، ﻓﻬﻼ ﻣﻨﺤﺖ ﻣﻦ ﻭﺟﺪﻩ ﺩﻳﻨﺎﺭﺍ ﻭﺍﺣﺪﺍ ، ﻳﺸﺘﺮﻱ ﺑﻨﺼﻔﻪ ﺇﺭﺑﺔ ﻳﻄﻠﺒﻬﺎ ،
ﻭﺑﺎﻟﻨﺼﻒ ﺍﻷﺧﺮ ﺷﺎﺓ ﻳﺤﻠﺒﻬﺎ ، ﻓﻴﺴﻘﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻳﻜﺘﺴﺐ ، ﻭﻳﻄﻌﻢ ﺃﻭﻻﺩﻩ ﻭﻳﺤﺘﺴﺐ.
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺨﺮﺳﺎﻧﻲ : ﻻ ﺃﻓﻌﻞ ﻭﻟﻜﻦ ﺃﺣﻴﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺃﺷﻜﻮﻩ ﻟﺮﺑﻪ ﻳﻮﻡ ﻧﻠﻘﺎﻩ ، ﻭﺣﺴﺒﻨﺎ
ﺍﻟﻠّﻪ ﻭﻧﻌﻢ ﺍﻟﻮﻛﻴﻞ .
ﻓﺠﺬﺑﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ، ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ : ﺗﻌﺎﻝ ﻳﺎ ﻫﺬﺍ ﻭﺧﺬ ﺩﻧﺎﻧﻴﺮﻙ ﻭﺩﻋﻨﻲ ﺃﻧﺎﻡ ﺍﻟﻠﻴﻞ ، ﻓﻠﻢ
ﻳﻬﻨﺄ ﻟﻲ ﺑﺎﻝ ﻣﻨﺬ ﺃﻥ ﻭﺟﺪﺕ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺎﻝ.
ﻳﻘﻮﻝ ﺍﺑﻦ ﺟﺮﻳﺮ : ﻓﺬﻫﺐ ﻣﻊ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺪﻧﺎﻧﻴﺮ ، ﻭﺗﺒﻌﺘﻬﻤﺎ ، ﺣﺘﻰ ﺩﺧﻞ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﻨﺰﻟﻪ،
ﻓﻨﺒﺶ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﺃﺧﺮﺝ ﺍﻟﺪﻧﺎﻧﻴﺮ ﻭﻗﺎﻝ : ﺧﺬ ﻣﺎﻟﻚ ، ﻭﺃﺳﺄﻝ ﺍﻟﻠّﻪ ﺃﻥ ﻳﻌﻔﻮ ﻋﻨﻰ ،
ﻭﻳﺮﺯﻗﻨﻲ ﻣﻦ ﻓﻀﻠﻪ.
ﻓﺄﺧﺬﻫﺎ ﺍﻟﺨﺮﺳﺎﻧﻲ ﻭﺃﺭﺍﺩ ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ ، ﻓﻠﻤﺎ ﺑﻠﻎ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺪﺍﺭ ، ﻗﺎﻝ :
ﻳﺎ ﺷﻴﺦ ﻣﺎﺕ ﺃﺑﻲ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺗﺮﻙ ﻟﻲ ﺛﻼﺛﺔ ﺁﻻﻑ ﺩﻳﻨﺎﺭ ، ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻲ :
ﺃﺧﺮﺝ ﺛﻠﺜﻬﺎ ﻓﻔﺮﻗﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﻖ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻨﺪﻙ، ﻓﺮﺑﻄﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻴﺲ ﺣﺘﻰ ﺃﻧﻔﻘﻪ
ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻳﺴﺘﺤﻖ، ﻭﺍﻟﻠّﻪ ﻣﺎ ﺭﺃﻳﺖ ﻣﻨﺬ ﺧﺮﺟﺖ ﻣﻦ ﺧﺮﺳﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﻫﻬﻨﺎ ﺭﺟﻠًﺎ ﺃﻭﻟﻰ ﺑﻬﺎ
ﻣﻨﻚ، ﻓﺨﺬﻩ ﺑﺎﺭﻙ ﺍﻟﻠّﻪ ﻟﻚ ﻓﻴﻪ، ﻭﺟﺰﺍﻙ ﺧﻴﺮًﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﻣﺎﻧﺘﻚ، ﻭﺻﺒﺮﻙ ﻋﻠﻰ ﻓﻘﺮﻙ، ﺛﻢ
ﺫﻫﺐ ﻭﺗﺮﻙ ﺍﻟﻤﺎﻝ.
ﻓﻘﺎﻡ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﻳﺒﻜﻲ ﻭﻳﺪﻋﻮ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻳﻘﻮﻝ : ﺭﺣﻢ ﺍﻟﻠّﻪ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﻓﻲ ﻗﺒﺮﻩ ،
ﻭﺑﺎﺭﻙ ﺍﻟﻠّﻪ ﻓﻲ ﻭﻟﺪﻩ.
ﻳﻘﻮﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ:
} ﺫَﻟِﻜُﻢْ ﻳُﻮﻋَﻆُ ﺑِﻪِ ﻣَﻦْ ﻛَﺎﻥَ ﻳُﺆْﻣِﻦُ ﺑِﺎﻟﻠَّﻪِ ﻭَﺍﻟْﻴَﻮْﻡِ ﺍﻟْﺂﺧِﺮِ ﻭَﻣَﻦْ ﻳَﺘَّﻖِ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻳَﺠْﻌَﻞْ ﻟَﻪُ ﻣَﺨْﺮَﺟًﺎ
(٢ ) ﻭَﻳَﺮْﺯُﻗْﻪُ ﻣِﻦْ ﺣَﻴْﺚُ ﻟَﺎ ﻳَﺤْﺘَﺴِﺐُ ﻭَﻣَﻦْ ﻳَﺘَﻮَﻛَّﻞْ ﻋَﻠَﻰ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﻓَﻬُﻮَ ﺣَﺴْﺒُﻪُ ﺇِﻥَّ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﺑَﺎﻟِﻎُ
ﺃَﻣْﺮِﻩِ ﻗَﺪْ ﺟَﻌَﻞَ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻟِﻜُﻞِّ ﺷَﻲْﺀٍ ﻗَﺪْﺭًﺍ{ [ ﺍﻟﻄﻼﻕ: ٢، ٣].
ﺟﻤﻬﺮﺓ ﺍﻷﺟﺰﺍﺀ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﻴﺔ ( ﺹ: ٢٥١ )
مواضيع مماثلة
» ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻦ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻋﻠﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ اربع شيئا
» ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ _ ﻗﻴﻢ _ ﺍﻟﺠﻮﺯﻱﺓ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ
» ● ﻗﺎﻝ ﺷﻴﺦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ
» ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻌﺒّﺎﺱ ﺑﻦ ﻋﻄﺎﺀ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ
» ﻛﻼﻡ ﻣﺆﺛﺮ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﻤﺎﺗﻪ : - ﻳﻘﻮﻝ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ-ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ :
» ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ _ ﻗﻴﻢ _ ﺍﻟﺠﻮﺯﻱﺓ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ
» ● ﻗﺎﻝ ﺷﻴﺦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ
» ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻌﺒّﺎﺱ ﺑﻦ ﻋﻄﺎﺀ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ
» ﻛﻼﻡ ﻣﺆﺛﺮ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﻤﺎﺗﻪ : - ﻳﻘﻮﻝ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ-ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ :
صفحة 2 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدىق