ﻣﻦ ﺃﻧﻮﺍﺭ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ..
ﺃﺑﻮ ﺍﻟﺪﺭﺩﺍﺀ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ..
ﻣﻦ ﻗُﺮَّﺍﺀ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻓﻘﺪ ﺣﻔﻆ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻋﻠﻰ ﻋﻬﺪ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻭﻛﺎﻥ ﺇﻣﺎﻡ ﺩﻣﺸﻖ ﻭﻣﻘﺮﺋﻬﺎ ﻭﻗﺎﺿﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﻋﻬﺪ ﻋﻤﺮ
ﺗﺄﺧﺮ ﺇﺳﻼﻣﻪ ﺇﻟﻰ ﻳﻮﻡ ﺑﺪﺭ ﻭﺍﺧﺘﻠﻒ ﻓﻲ ﺷﻬﻮﺩﻩ ﻣﻌﺮﻛﺔ ﺃﺣﺪ
ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﺪﺭﺩﺍﺀ : ﺑﻌﺚ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻭﺃﻧﺎ ﺗﺎﺟﺮ ﻓﺄﺭﺩﺕ ﺃﻥ ﺗﺠﺘﻤﻊ ﻟﻲ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻭﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﻓﻠﻢ ﻳﺠﺘﻤﻌﺎ ﻓﺘﺮﻛﺖ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﻭﺃﻗﺒﻠﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ .
ﻭﻣﻦ ﺃﺧﺒﺎﺭﻩ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ :
ﻟﻮ ﺗﻌﻠﻤﻮﻥ ﻣﺎ ﺃﻧﺘﻢ ﺭﺍﺅﻭﻥ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻤﻮﺕ ..
ﻟﻤﺎ ﺃﻛﻠﺘﻢ ﻃﻌﺎﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﺷﻬﻮﺓ ﻭﻻﺷﺮﺑﺘﻢ ﺷﺮﺍﺑﺎً ﻋﻠﻰ ﺷﻬﻮﺓ ﻭﻻ ﺩﺧﻠﺘﻢ ﺑﻴﺘﺎً ﺗﺴﺘﻈﻠﻮﻥ ﻓﻴﻪ ﻭﻟﺨﺮﺟﺘﻢ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻄُّﺮُﻕ ﺗﻀﺮﺑﻮﻥ ﺻﺪﻭﺭﻛﻢ ﻭﺗﺒﻜﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻔﺴﻜﻢ ﻭﻟﻮَﺩِﺩﺕ ﺇﻧﻲ ﺷﺠﺮﺓ ﺗﻌﻀﺪ ﺛﻢ ﺗﺆﻛﻞ .
ﻭﻣﺮ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﻡ ﻭﻫﻢ ﻳﺒﻨﻮﻥ ﻓﻘﺎﻝ : ﺗﺠﺪﺩﻭﻥ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻳﺮﻳﺪ ﺧﺮﺍﺑﻬﺎ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻏﺎﻟﺐ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺃﺭﺍﺩ .
ﻭﻗﺎﻝ ﻣﻌﺎﺗﺒﺔ ﺍﻷﺥ ﺧﻴﺮ ﻣﻦ ﻓﻘﺪﻩ ﻋﻆ ﺃﺧﺎﻙ ﻭﻟِﻦْ ﻟﻪ ﻭﻻ ﺗﻄﻊ ﺑﻪ ﺣﺎﺳﺪﺍً ﻓﺘﻜﻮﻥ ﻣﺜﻠﻪ ﻏﺪﺍً ﻳﺎﺗﻴﻪ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻓﻴﻜﻔﻴﻚ ﻗﺘﻠﻪ ﻛﻴﻒ ﺗﺒﻜﻴﻪ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻭﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﺗﺮﻛﺖ ﻭﺻﻠﻪ .
ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﺪﺭﺩﺍﺀ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ : ﺇﺫﺍ ﺗﻐﻴﺮ ﺃﺧﻮﻙ ﻭﺣﺎﻝ ﻋﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻼ ﺗﺪﻋﻪ ﻷﺟﻞ ﺫﻟﻚ ﻓﺈﻥ ﺃﺧﺎﻙ ﻳﻌﻮﺝ ﻣﺮﺓ ﻭﻳﺴﺘﻘﻴﻢ ﺃﺧﺮﻯ .
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻐﺰﺍﻟﻲ : ﺍﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻔﻮ ﻋﻦ ﺯﻻﺕ ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ ﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺑﺄﻥ ﺍﺭﺗﻜﺐ ﻣﻌﺼﻴﺔ ﻭﺃﺻﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ ..
ﻓﻌﻠﻰ ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ ﺃﻥ ﻳﻨﺼﺤﻪ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻳﻌﻮﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺼﻼﺡ ﻓﺈﻥ ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻭﺑﻘﻲ ﻣﺼﺮﺍ ً ..
ﻓﻘﺪ ﺍﺧﺘﻠﻒ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﻪ ﻭﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻴﻦ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻢ ﻓﻲ ﺇﺩﺍﻣﺔ ﺣﻖ ﻣﻮﺩﺗﻪ ﺃﻭ ﻣﻘﺎﻃﻌﺘﻪ ..
ﻭﻣﺬﻫﺐ ﻋﻤﺮ ﻭﺃﺑﻮ ﺍﻟﺪﺭﺩﺍﺀ ﻭﺟﻤﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻭﺃﻛﺜﺮ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻢ : ﻋﺪﻡ ﺍﻟﻤﻘﺎﻃﻌﺔ ﻭﻫﻮ ﺃﻟﻄﻒ ﻭﺃﻓﻘﻪ .
ﻭﻟﻤﺎ ﻣﺮﺽ ﺩﺧﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ : ﻣﺎ ﺗﺸﺘﻜﻲ ؟ﻗﺎﻝ : ﺃﺷﺘﻜﻲ ﺫﻧﻮﺑﻲ ﻗﺎﻟﻮﺍ : ﻣﺎﺗﺸﺘﻬﻲ ؟ ﻗﺎﻝ : ﺍﺷﺘﻬﻲ ﺍﻟﺠﻨﺔ ، ﻗﺎﻟﻮﺍ : ﺃﻓﻼ ﻧﺪﻋﻮ ﻟﻚ ﻃﺒﻴﺒﺎً ؟ ﻗﺎﻝ : ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺿﺠﻌﻨﻲ .
ﻭﻟﻤﺎ ﺍﺣﺘﻀﺮ ﺟﻌﻞ ﻳﻘﻮﻝ : ﻣﻦ ﻳﻌﻤﻞ ﻟﻤﺜﻞ ﻳﻮﻣﻲ ﻫﺬﺍ ، ﻣﻦ ﻳﻌﻤﻞ ﻟﻤﺜﻞ ﺳﺎﻋﺘﻲ ﻫﺬﻩ ﻣﻦ ﻳﻌﻤﻞ ﻟﻤﺜﻞ ﻣﻀﺠﻌﻲ ﻫﺬﺍ
ﺛﻢ ﻳﻘﻮﻝ : ﴿ﻭَﻧُﻘَﻠِّﺐُ ﺃَﻓﺌِﺪَﺗَﻬُﻢ ﻭَﺃَﺑﺼﺎﺭَﻫُﻢ ﻛَﻤﺎ ﻟَﻢ ﻳُﺆﻣِﻨﻮﺍ ﺑِﻪِ ﺃَﻭَّﻝَ ﻣَﺮَّﺓٍ ﻭَﻧَﺬَﺭُﻫُﻢ ﻓﻲ ﻃُﻐﻴﺎﻧِﻬِﻢ ﻳَﻌﻤَﻬﻮﻥَ﴾
ﺗﻮﻓﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻓﻲ ﺩﻣﺸﻖ ﻓﻲ ﺧﻼﻓﺔ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻢ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ .