ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ
ﻳﺎﺳﺮ ﺯﻳﻦ ﺍﻟﻌﺎﺑﺪﻳﻦ ﺍﻟﻤﺤﺎﻣﻲ
‏( ١٣٠ ‏) ﺍﻟﻤﺸﻨﻘﺔ ﺑﺲ
ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻛﻞ ﻣﺠﺰﺭﺓ ﻟﻬﺎ ﺷﻘﻴﻘﺔ ﻛﺒﺮﻱ ﻭﺻﻐﺮﻱ ﻭﺛﺎﻟﺜﺔ ﺳﺘﻜﺒﺮ .... ﻭﺍﻻﻧﻘﺎﺫ ﻓﻌﻠﺖ ﻛﻞ ﻣﺎﻫﻮ ﻓﻈﻴﻊ ...
ﻓﻲ ﺍﻛﺘﻮﺑﺮ ﻋﺎﻡ ‏( ١٩٩٢ ‏) ....
ﺍﺑﻮﺑﻜﺮ ﺭﺍﺳﺦ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﻪ ﺍﻟﻲ ﻣﻨﺰﻝ ﺷﻘﻴﻘﺘﻪ ﺑﺎﻟﺜﻮﺭﺓ .... ﺳﻴﺎﺭﺓ ﺗﺘﺒﻌﻪ ﻣﺬ ﺗﺤﺮﻛﻪ ﻋﻠﻲ ﻣﺪﺍﺭ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ... ﻃﻠﺒﻮﺍ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﻨﺰﻭﻝ ﻭ ﺍﻃﻠﻘﻮﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺮﺻﺎﺹ ﻓﺄﺭﺩﻭﻩ ﻗﺘﻴﻼ .... ﺛﻢ ﺩﺍﺳﺖ ﺳﻴﺎﺭﺗﻬﻢ ﺟﺜﻤﺎﻧﻪ ﻭﺗﺤﺮﻛﻮﺍ ﻋﻠﻲ ﻣﻬﻞ .....
ﻧﻔﺬﻭﺍ ﺍﻟﻤﻬﻤﺔ ﻛﻤﺎ ﻃﻠﺐ ﻣﻨﻬﻢ .....
ﻣﻨﺬ ﺫﺍﻙ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻭﺍﻟﻲ ﻳﻮﻣﻨﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺎﺗﻞ ﻣﺠﻬﻮﻝ .... ﻳﺴﺘﻤﺮ ﺍﻻﻓﻼﺕ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﻭﻣﻦ ﻳﺄﺑﻪ ... ﺍﻟﺠﺎﻧﺐ ﺍﻟﻤﻈﻠﻢ ﺍﻟﻘﺬﺭ ﺗﻔﺎﺻﻴﻠﻪ ﺍﻗﺮﺏ ﻟﻠﺨﻴﺎﻝ ...... ﺑﻜﻲ ﺫﻭﻭﺍﻟﺸﻬﻴﺪ ﻭﺍﻟﻮﻃﻦ ﺩﻣﺎ .....
ﻗﺘﻞ ﻣﻤﻨﻬﺞ ﻭﺑﺠﺮﺃﺓ ﻻ ﺗﺤﻔﻞ ﺑﺎﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ... ﻭﺍﻟﺘﻀﺤﻴﺎﺕ ﻣﺴﺘﻤﺮﺓ ﻣﻦ ﻟﺪﻥ ﻋﻠﻲ ﻓﻀﻞ ﻻﺧﺮ ﺷﻬﻴﺪ ... ﺭﺻﺎﺻﺔﻓﻲ ﺭﺃﺱ ﺍﻟﻔﺎﺗﺢ ﺍﻟﻨﻤﻴﺮ ﺍﺭﺩﺗﻪ ﻗﺘﻴﻼﻓﻲ ﺍﺣﺪ ﺍﻳﺎﻡ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ .... ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺷﺎﻫﺪﺍﻟﻔﻴﺪﻳﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺻﻮﺭ ﻣﻘﺘﻠﻪ ... ﺷﺒﺎﺏ ﻏﺾ ﺍﻻﻫﺎﺏ ﻗﺪﻡ ﺭﻭﺣﻪ ﺭﺧﻴﺼﺔ ... ﻭﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺓ ﺍﻧﺜﻲ ﺗﺨﺘﺎﺭ ﺍﺟﻤﻞ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻓﺎﺧﺘﺎﺭﺗﻪ ... ﺍﻧﻪ ﺍﻟﺮﺣﻴﻞ ﺍﻟﻤﺮ ﻭﺍﻟﻘﺎﺗﻞ ﻣﺠﻬﻮﻝ ..... ﺍﻟﺜﻮﺍﺭ ﺣﻤﻮﺍ ﺟﺜﻤﺎﻧﻪ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﻬﻢ ﻟﻤﺜﻮﺍﻩ ﺍﻻﺧﻴﺮ .... ﺍﻟﻬﺘﺎﻑ ﺷﻖ ﻋﻨﺎﻥ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ....
ﻭﺍﺭﺗﺎﻝ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻻﻣﻨﻴﺔ ﺭﺍﻗﺒﺖ ﺍﻟﻤﻮﻛﺐ ﻋﻦ ﻛﺜﺐ ...
ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﺮﺻﺎﺭﺕ ﻣﺪﻧﺎ ﺭﺩﻳﻔﺔ .....
ﻣﻨﻊ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺘﺠﻮﻝ ﻭﻣﻨﺢ ﺍﻟﺘﺼﺮﻳﺢ ﻟﻠﻤﻮﺍﻟﻴﻦ .... ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺼﺪﻗﻮﻥ ﺍﻟﻜﺬﺑﺔ ﻗﺒﻞ ﺑﺜﻬﺎ .... ﻭﻳﺮﻭﺟﻮﻥ ﻟﻬﺎ ﺑﻼ ﻭﺍﺯﻉ ﻣﻦ ﺿﻤﻴﺮ ....
ﻓﻘﺪ ﺿﺤﻲ ﺍﻟﻨﻤﻴﺮﻣﻦ ﺍﺟﻞ ﺍﻟﻮﻃﻦ ...
ﻭﺍﻟﺘﻀﺤﻴﺔ ﻻ ﻳﺘﻘﻨﻬﺎ ﺍﻻ ﺍﻟﺸﺮﻓﺎﺀ ...
ﻓﺤﺐ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻟﻴﺲ ﻛﻠﻤﺎﺕ ﺍﻭ ﺩﻣﻮﻉ ﺍﻧﻤﺎ ﺍﻓﻌﺎﻝ .... ﻭﺍﻟﺘﻀﺤﻴﺔ ﺑﺎﻟﺬﺍﺕ ﺍﻋﻠﻲ ﻣﺮﺍﺗﺐ ﺍﻻﻧﺴﺎﻧﻴﺔ .. ﻓﺘﺒﻘﻲ ﺫﺍﺗﺎ ﻓﻌﺎﻟﺔ ﺧﻼﻗﺔ ﺗﺘﺨﻄﻲ ﻋﻘﺒﺎﺕ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﻇﺮﻭﻓﻬﺎ ....
ﻫﻲ ﺍﻻﻧﻤﻮﺫﺝ ﺍﻻﻓﻀﻞ ...
. ﻫﻜﺬﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﻔﺎﺗﺢ ﻓﺄﺭﺗﻘﺖ ....
ﻭﻓﻲ ﻛﻠﺘﺎ ﺍﻟﺤﺎﻟﺘﻴﻦ ﺍﻓﻠﺖ ﺍﻟﺠﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ .... ﺍﻟﺠﺮﻳﻤﺔ ﺟﺮﻳﻤﺔ ﺩﻭﻟﺔ ....
ﻓﻤﻦ ﺍﻣﺮ ﺑﺄﻃﻼﻕ ﺍﻟﺮﺻﺎﺹ ﻭﺍﻟﺪﻫﺲ ...
ﺣﺮﻱ ﺑﻨﺎ ﻧﺒﺶ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﻭﺍﺿﺎﺀﺓ ﺍﻟﻌﺘﻤﺔ ..... ﺗﺤﺪﻳﺪ ﺍﻟﺠﻨﺎﺓ ﻭﺍﺟﺐ ﻋﻠﻲ ﻋﺎﺗﻘﻨﺎ ...
ﺣﻖ ﻟﻠﻀﺤﻴﺔ ﻭﺫﻭﻳﻪ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ....
ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺍﻟﻘﺘﻠﺔ ﻟﻠﻌﺪﺍﻟﺔ ﻳﻌﺰﺯ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﻋﻠﻮﻳﺔ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ .... ﻋﺪﻡ ﻓﻌﻞ ﺫﻟﻚ ﺳﺒﺔ .....
ﻳﺸﻜﻞ ﻧﻜﺮﺍﻥ ﻟﺤﻖ ﺍﻟﻀﺤﺎﻳﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ...
ﻭ ﺍﻟﺪﻣﺎﺀ ﻫﺪﺭﺕ ﻓﻲ ﺳﺎﺣﺔ ﺍﻻﻋﺘﺼﺎﻡ ﻭﻣﺤﻴﻄﻬﺎ ..... ﺷﺒﺎﺏ ﻳﻔﻊ ﻗﺪﻡ ﺍﻟﺘﻀﺤﻴﺎﺕ ﺑﻨﻜﺮﺍﻥ ﺫﺍﺕ .... ﻭﺍﻟﻘﺎﺗﻞ ﻣﺠﻬﻮﻝ ....
ﺑﺬﻟﻮﺍ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻻﺟﻞ ﻏﺎﻳﺔ ﺍﺳﻤﻲ ...
ﺍﻟﻘﺘﻠﺔ ﻳﻤﺸﻮﻥ ﻋﻠﻲ ﻣﻬﻞ ﺍﻣﻨﻴﻦ ﻣﻄﻤﺌﻨﻴﻦ .. ﻭﺗﺄﺧﻴﺮ ﺿﺒﻂ ﺍﻟﺠﻨﺎﺓ ﺍﺻﺎﺑﻨﺎ ﺑﺎﻻﺣﺒﺎﻁ ... ﻧﺨﺸﻲ ﺍﻥ ﺗﻀﻴﻊ ﻣﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ....
ﻳﻀﻴﻊ ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﻏﻤﺮﺓ ﺍﻟﺘﺪﺍﻓﻊ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﻜﺮﺍﺳﻲ .... ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺩﻫﺎﺕ ﻭﺍﻻﻧﻔﺎﻕ ﺍﻟﻤﻈﻠﻤﺔ ...
ﻓﻮﻋﻮﺩ ﺍﻟﺴﺎﺳﺔ ﻣﻌﻈﻤﻬﺎ ﺳﺮﺍﺏ .....
ﺗﻘﺴﻢ ﺍﻟﻤﻨﺎﺻﺐ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻓﺘﺬﻫﺐ ﻋﻘﻮﻟﻬﻢ .... ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﺻﺐ ﻫﺬﻩ ﺗﺤﻴﻂ ﺑﻬﺎ ﺷﻼﻻﺕ ﺩﻣﺎﺀ ﺍﻟﺸﻬﺪﺍﺀ ... ﻭﻣﺎ ﺯﺍﻝ ﺍﻟﻬﺘﺎﻑ ﻳﻄﺎﻟﺐ ﺑﺎﻟﻘﺼﺎﺹ ...
ﻣﺎ ﻳﻘﺘﻀﻲ ﺍﻧﺰﺍﻟﻪ ﻋﻠﻲ ﺍﺭﺽ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻋﺎﺟﻼ .. ﺩﻡ ﺍﻟﺸﻬﻴﺪ ﻟﻦ ﻳﻀﻴﻊ ﻫﺪﺭﺍ ﺣﺘﻤﺎ ﻣﻘﻀﻴﺎ ....
‏( ﺍﻟﻮﻃﻦ ‏