بحـث
المواضيع الأخيرة
» شركة جلي بلاط بالرياضمن طرف moslema_r أمس في 21:36
» احدث هواتف انفينكس Infinix Hot 50
من طرف omnia أمس في 15:54
» افضل الهواتف من اوبو Oppo A3x
من طرف omnia أمس في 15:38
» سامسونج Samsung Galaxy A16
من طرف omnia أمس في 15:29
» موبي برايس ماركات الموبايلات
من طرف omnia أمس في 15:16
» افضل شركة تنظيف منازل بالكويت باقل الاسعار
من طرف omnia أمس في 15:06
» كراتين للبيع بالكويت- افضل انواع الكراتين
من طرف omnia أمس في 14:42
» افضل شركة نقل عفش بالكويت
من طرف omnia أمس في 14:32
» افضل شركة شراء اثاث مستعمل بالكويت
من طرف omnia أمس في 14:21
» افضل نجار بالكويت
من طرف omnia أمس في 14:06
أفضل 10 فاتحي مواضيع
قسي وبس2 | ||||
خالد فكري | ||||
ندا عمر | ||||
nadya | ||||
omnia | ||||
moslema_r | ||||
مارينا مايكل | ||||
ندا عصام | ||||
سيرين سعيد | ||||
رضوي سعيد |
المشاركات التي حصلت على أكثر ردود أفعال في الشهر
خادم Discord
| |
ﺍﻟﺠﺰﺀ ﺍﻻﻭﻝ ﻣﻦ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺳﻮﺭﻩ ﻳﻮﺳﻒ
صفحة 2 من اصل 1 • شاطر
ﺍﻟﺠﺰﺀ ﺍﻻﻭﻝ ﻣﻦ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺳﻮﺭﻩ ﻳﻮﺳﻒ
ﺍﻟﺠﺰﺀ ﺍﻻﻭﻝ ﻣﻦ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺳﻮﺭﻩ ﻳﻮﺳﻒ ..
ﺑِﺴْﻢِ ﺍﻟﻠﻪِ ﺍﻟﺮَّﺣْﻤﻦِ ﺍﻟﺮَّﺣِﻴﻢِ
ﺍﻟﺮ ﺗِﻠْﻚَ ﺁﻳَﺎﺕُ ﺍﻟْﻜِﺘَﺎﺏِ ﺍﻟْﻤُﺒِﻴﻦِ ( 1 )
( ﺍﻟﺮ ) ﻣﻦ ﺍﻻﻋﺠﺎﺯ
ﻫﺬﻩ ﺁﻳﺎﺕ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﺒﻴِّﻦ ﺍﻟﻮﺍﺿﺢ ﻓﻲ ﻣﻌﺎﻧﻴﻪ ﻭﺣﻼﻟﻪ ﻭﺣﺮﺍﻣﻪ ﻭﻫﺪﺍﻩ .
ﺇِﻧَّﺎ ﺃَﻧﺰَﻟْﻨَﺎﻩُ ﻗُﺮْﺁﻧﺎً ﻋَﺮَﺑِﻴّﺎً ﻟَﻌَﻠَّﻜُﻢْ ﺗَﻌْﻘِﻠُﻮﻥَ ( 2 )
ﺇﻧﺎ ﺃﻧﺰﻟﻨﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺑﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺏ , ﻟﻌﻠﻜﻢ - ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻌﺮﺏ - ﺗﻌﻘﻠﻮﻥ ﻣﻌﺎﻧﻴﻪ ﻭﺗﻔﻬﻤﻮﻧﻬﺎ , ﻭﺗﻌﻤﻠﻮﻥ ﺑﻬﺪﻳﻪ .
ﻧَﺤْﻦُ ﻧَﻘُﺺُّ ﻋَﻠَﻴْﻚَ ﺃَﺣْﺴَﻦَ ﺍﻟْﻘَﺼَﺺِ ﺑِﻤَﺎ ﺃَﻭْﺣَﻴْﻨَﺎ ﺇِﻟَﻴْﻚَ ﻫَﺬَﺍ ﺍﻟْﻘُﺮْﺁﻥَ ﻭَﺇِﻥْ ﻛُﻨﺖَ ﻣِﻦْ ﻗَﺒْﻠِﻪِ ﻟَﻤِﻦْ ﺍﻟْﻐَﺎﻓِﻠِﻴﻦَ ( 3 )
ﻧﺤﻦ ﻧﻘﺺُّ ﻋﻠﻴﻚ - ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ - ﺃﺣﺴﻦ ﺍﻟﻘﺼﺺ ﺑﻮﺣﻴﻨﺎ ﺇﻟﻴﻚ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ , ﻭﺇﻥ ﻛﻨﺖ ﻗﺒﻞ ﺇﻧﺰﺍﻟﻪ ﻋﻠﻴﻚ ﻟﻤﻦ ﺍﻟﻐﺎﻓﻠﻴﻦ ﻋﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺧﺒﺎﺭ , ﻻ ﺗﺪﺭﻱ ﻋﻨﻬﺎ ﺷﻴﺌًﺎ .
ﺇِﺫْ ﻗَﺎﻝَ ﻳُﻮﺳُﻒُ ﻷَﺑِﻴﻪِ ﻳَﺎ ﺃَﺑَﺖِ ﺇِﻧِّﻲ ﺭَﺃَﻳْﺖُ ﺃَﺣَﺪَ ﻋَﺸَﺮَ ﻛَﻮْﻛَﺒﺎً ﻭَﺍﻟﺸَّﻤْﺲَ ﻭَﺍﻟْﻘَﻤَﺮَ ﺭَﺃَﻳْﺘُﻬُﻢْ ﻟِﻲ ﺳَﺎﺟِﺪِﻳﻦَ ( 4 )
ﺍﺫﻛﺮ - ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ - ﻟﻘﻮﻣﻚ ﻗﻮﻝ ﻳﻮﺳﻒ ﻷﺑﻴﻪ : ﺇﻧﻲ ﺭﺃﻳﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﻡ ﺃﺣﺪ ﻋﺸﺮ ﻛﻮﻛﺒًﺎ , ﻭﺍﻟﺸﻤﺲ ﻭﺍﻟﻘﻤﺮ ﺭﺃﻳﺘﻬﻢ ﻟﻲ ﺳﺎﺟﺪﻳﻦ . ﻓﻜﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﺅﻳﺎ ﺑﺸﺮﻯ ﻟِﻤَﺎ ﻭﺻﻞ ﺇﻟﻴﻪ ﻳﻮﺳﻒ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻣﻦ ﻋﻠﻮِّ ﺍﻟﻤﻨﺰﻟﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺍﻵﺧﺮﺓ .
ﻗَﺎﻝَ ﻳَﺎ ﺑُﻨَﻲَّ ﻻ ﺗَﻘْﺼُﺺْ ﺭُﺅْﻳَﺎﻙَ ﻋَﻠَﻰ ﺇِﺧْﻮَﺗِﻚَ ﻓَﻴَﻜِﻴﺪُﻭﺍ ﻟَﻚَ ﻛَﻴْﺪﺍً ﺇِﻥَّ ﺍﻟﺸَّﻴْﻄَﺎﻥَ ﻟِﻺِﻧﺴَﺎﻥِ ﻋَﺪُﻭٌّ ﻣُﺒِﻴﻦٌ ( 5 )
ﺇﺫ ﻗﺎﻝ ﺇﺧﻮﺓ ﻳﻮﺳﻒ ﻣﻦ ﺃﺑﻴﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻬﻢ : ﺇﻥ ﻳﻮﺳﻒ ﻭﺃﺧﺎﻩ ﺍﻟﺸﻘﻴﻖ ﺃﺣﺐ ﺇﻟﻰ ﺃﺑﻴﻨﺎ ﻣﻨﺎ , ﻳﻔﻀِّﻠﻬﻤﺎ ﻋﻠﻴﻨﺎ , ﻭﻧﺤﻦ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﺫﻭﻭ ﻋﺪﺩ , ﺇﻥ ﺃﺑﺎﻧﺎ ﻟﻔﻲ ﺧﻄﺄ ﺑﻴِّﻦ ﺣﻴﺚ ﻓﻀَّﻠﻬﻤﺎ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﻣﻮﺟﺐ ﻧﺮﺍﻩ .
ﻭَﻛَﺬَﻟِﻚَ ﻳَﺠْﺘَﺒِﻴﻚَ ﺭَﺑُّﻚَ ﻭَﻳُﻌَﻠِّﻤُﻚَ ﻣِﻦْ ﺗَﺄْﻭِﻳﻞِ ﺍﻷَﺣَﺎﺩِﻳﺚِ ﻭَﻳُﺘِﻢُّ ﻧِﻌْﻤَﺘَﻪُ ﻋَﻠَﻴْﻚَ ﻭَﻋَﻠَﻰ ﺁﻝِ ﻳَﻌْﻘُﻮﺏَ ﻛَﻤَﺎ ﺃَﺗَﻤَّﻬَﺎ ﻋَﻠَﻰ ﺃَﺑَﻮَﻳْﻚَ ﻣِﻦْ ﻗَﺒْﻞُ ﺇِﺑْﺮَﺍﻫِﻴﻢَ ﻭَﺇِﺳْﺤَﻖَ ﺇِﻥَّ ﺭَﺑَّﻚَ ﻋَﻠِﻴﻢٌ ﺣَﻜِﻴﻢٌ ( 6 )
ﻭﻛﻤﺎ ﺃﺭﺍﻙ ﺭﺑﻚ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﺅﻳﺎ ﻓﻜﺬﻟﻚ ﻳﺼﻄﻔﻴﻚ ﻭﻳﻌﻠﻤﻚ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﻣﺎ ﻳﺮﺍﻩ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻣﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺅﻯ ﻣﻤﺎ ﺗﺆﻭﻝ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﺍﻗﻌًﺎ , ﻭﻳﺘﻢ ﻧﻌﻤﺘﻪ ﻋﻠﻴﻚ ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻝ ﻳﻌﻘﻮﺏ ﺑﺎﻟﻨﺒﻮﺓ ﻭﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ , ﻛﻤﺎ ﺃﺗﻤﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻋﻠﻰ ﺃﺑﻮﻳﻚ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻭﺇﺳﺤﺎﻕ ﺑﺎﻟﻨﺒﻮﺓ ﻭﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ . ﺇﻥ ﺭﺑﻚ ﻋﻠﻴﻢ ﺑﻤﻦ ﻳﺼﻄﻔﻴﻪ ﻣﻦ ﻋﺒﺎﺩﻩ , ﺣﻜﻴﻢ ﻓﻲ ﺗﺪﺑﻴﺮ ﺃﻣﻮﺭ ﺧﻠﻘﻪ .
ﻟَﻘَﺪْ ﻛَﺎﻥَ ﻓِﻲ ﻳُﻮﺳُﻒَ ﻭَﺇِﺧْﻮَﺗِﻪِ ﺁﻳَﺎﺕٌ ﻟِﻠﺴَّﺎﺋِﻠِﻴﻦَ ( 7 )
ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﻗﺼﺔ ﻳﻮﺳﻒ ﻭﺇﺧﻮﺗﻪ ﻋﺒﺮ ﻭﺃﺩﻟﺔ ﺗﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﻗﺪﺭﺓ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺣﻜﻤﺘﻪ ﻟﻤﻦ ﻳﺴﺄﻝ ﻋﻦ ﺃﺧﺒﺎﺭﻫﻢ , ﻭﻳﺮﻏﺐ ﻓﻲ ﻣﻌﺮﻓﺘﻬﺎ .
ﺇِﺫْ ﻗَﺎﻟُﻮﺍ ﻟَﻴُﻮﺳُﻒُ ﻭَﺃَﺧُﻮﻩُ ﺃَﺣَﺐُّ ﺇِﻟَﻰ ﺃَﺑِﻴﻨَﺎ ﻣِﻨَّﺎ ﻭَﻧَﺤْﻦُ ﻋُﺼْﺒَﺔٌ ﺇِﻥَّ ﺃَﺑَﺎﻧَﺎ ﻟَﻔِﻲ ﺿَﻼﻝٍ ﻣُﺒِﻴﻦٍ ( 8 )
ﺇﺫ ﻗﺎﻝ ﺇﺧﻮﺓ ﻳﻮﺳﻒ ﻣﻦ ﺃﺑﻴﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻬﻢ : ﺇﻥ ﻳﻮﺳﻒ ﻭﺃﺧﺎﻩ ﺍﻟﺸﻘﻴﻖ ﺃﺣﺐ ﺇﻟﻰ ﺃﺑﻴﻨﺎ ﻣﻨﺎ , ﻳﻔﻀِّﻠﻬﻤﺎ ﻋﻠﻴﻨﺎ , ﻭﻧﺤﻦ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﺫﻭﻭ ﻋﺪﺩ , ﺇﻥ ﺃﺑﺎﻧﺎ ﻟﻔﻲ ﺧﻄﺄ ﺑﻴِّﻦ ﺣﻴﺚ ﻓﻀَّﻠﻬﻤﺎ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﻣﻮﺟﺐ ﻧﺮﺍﻩ .
ﺍﻗْﺘُﻠُﻮﺍ ﻳُﻮﺳُﻒَ ﺃَﻭْ ﺍﻃْﺮَﺣُﻮﻩُ ﺃَﺭْﺿﺎً ﻳَﺨْﻞُ ﻟَﻜُﻢْ ﻭَﺟْﻪُ ﺃَﺑِﻴﻜُﻢْ ﻭَﺗَﻜُﻮﻧُﻮﺍ ﻣِﻦْ ﺑَﻌْﺪِﻩِ ﻗَﻮْﻣﺎً ﺻَﺎﻟِﺤِﻴﻦَ ( 9 )
ﺍﻗﺘﻠﻮﺍ ﻳﻮﺳﻒ ﺃﻭ ﺃﻟﻘﻮﺍ ﺑﻪ ﻓﻲ ﺃﺭﺽ ﻣﺠﻬﻮﻟﺔ ﺑﻌﻴﺪﺓ ﻋﻦ ﺍﻟﻌُﻤﺮﺍﻥ ﻳﺨﻠُﺺ ﻟﻜﻢ ﺣﺐ ﺃﺑﻴﻜﻢ ﻭﺇﻗﺒﺎﻟﻪ ﻋﻠﻴﻜﻢ , ﻭﻻ ﻳﻠﺘﻔﺖ ﻋﻨﻜﻢ ﺇﻟﻰ ﻏﻴﺮﻛﻢ , ﻭﺗﻜﻮﻧﻮﺍ ﻣِﻦْ ﺑﻌﺪ ﻗَﺘْﻞ ﻳﻮﺳﻒ ﺃﻭ ﺇﺑﻌﺎﺩﻩ ﺗﺎﺋﺒﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ , ﻣﺴﺘﻐﻔﺮﻳﻦ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺑﻌﺪ ﺫﻧﺒﻜﻢ .
ﻗَﺎﻝَ ﻗَﺎﺋِﻞٌ ﻣِﻨْﻬُﻢْ ﻻ ﺗَﻘْﺘُﻠُﻮﺍ ﻳُﻮﺳُﻒَ ﻭَﺃَﻟْﻘُﻮﻩُ ﻓِﻲ ﻏَﻴَﺎﺑَﺔِ ﺍﻟْﺠُﺐِّ ﻳَﻠْﺘَﻘِﻄْﻪُ ﺑَﻌْﺾُ ﺍﻟﺴَّﻴَّﺎﺭَﺓِ ﺇِﻥْ ﻛُﻨﺘُﻢْ ﻓَﺎﻋِﻠِﻴﻦَ ( 10 )
ﻗﺎﻝ ﻗﺎﺋﻞ ﻣﻦ ﺇﺧﻮﺓ ﻳﻮﺳﻒ : ﻻ ﺗﻘﺘﻠﻮﺍ ﻳﻮﺳﻒ ﻭﺃﻟﻘﻮﻩ ﻓﻲ ﺟﻮﻑ ﺍﻟﺒﺌﺮ ﻳﻠﺘﻘﻄﻪ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﺎﺭَّﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺮﻳﻦ ﻓﺘﺴﺘﺮﻳﺤﻮﺍ ﻣﻨﻪ , ﻭﻻ ﺣﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﻗﺘﻠﻪ , ﺇﻥ ﻛﻨﺘﻢ ﻋﺎﺯﻣﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﻓﻌﻞ ﻣﺎ ﺗﻘﻮﻟﻮﻥ .
ﻗَﺎﻟُﻮﺍ ﻳَﺎ ﺃَﺑَﺎﻧَﺎ ﻣَﺎ ﻟَﻚَ ﻻ ﺗَﺄْﻣَﻨَّﺎ ﻋَﻠَﻰ ﻳُﻮﺳُﻒَ ﻭَﺇِﻧَّﺎ ﻟَﻪُ ﻟَﻨَﺎﺻِﺤُﻮﻥَ ( 11 )
ﻗﺎﻝ ﺇﺧﻮﺓ ﻳﻮﺳﻒ - ﺑﻌﺪ ﺍﺗﻔﺎﻗﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺇﺑﻌﺎﺩﻩ :- ﻳﺎ ﺃﺑﺎﻧﺎ ﻣﺎ ﻟﻚ ﻻ ﺗﺠﻌﻠﻨﺎ ﺃﻣﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻳﻮﺳﻒ ﻣﻊ ﺃﻧﻪ ﺃﺧﻮﻧﺎ , ﻭﻧﺤﻦ ﻧﺮﻳﺪ ﻟﻪ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻭﻧﺸﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻧﺮﻋﺎﻩ , ﻭﻧﺨﺼﻪ ﺑﺨﺎﻟﺺ ﺍﻟﻨﺼﺢ؟
ﺃَﺭْﺳِﻠْﻪُ ﻣَﻌَﻨَﺎ ﻏَﺪﺍً ﻳَﺮْﺗَﻊْ ﻭَﻳَﻠْﻌَﺐْ ﻭَﺇِﻧَّﺎ ﻟَﻪُ ﻟَﺤَﺎﻓِﻈُﻮﻥَ ( 12 )
ﺃﺭﺳﻠﻪ ﻣﻌﻨﺎ ﻏﺪًﺍ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﺨﺮﺝ ﺇﻟﻰ ﻣﺮﺍﻋﻴﻨﺎ ﻳَﺴْﻊَ ﻭﻳﻨﺸﻂ ﻭﻳﻔﺮﺡ , ﻭﻳﻠﻌﺐ ﺑﺎﻻﺳﺘﺒﺎﻕ ﻭﻧﺤﻮﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻌﺐ ﺍﻟﻤﺒﺎﺡ , ﻭﺇﻧﺎ ﻟﺤﺎﻓﻈﻮﻥ ﻟﻪ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺗﺨﺎﻑ ﻋﻠﻴﻪ .
ﻗَﺎﻝَ ﺇِﻧِّﻲ ﻟَﻴَﺤْﺰُﻧُﻨِﻲ ﺃَﻥْ ﺗَﺬْﻫَﺒُﻮﺍ ﺑِﻪِ ﻭَﺃَﺧَﺎﻑُ ﺃَﻥْ ﻳَﺄْﻛُﻠَﻪُ ﺍﻟﺬِّﺋْﺐُ ﻭَﺃَﻧْﺘُﻢْ ﻋَﻨْﻪُ ﻏَﺎﻓِﻠُﻮﻥَ ( 13 )
ﻗﺎﻝ ﻳﻌﻘﻮﺏ : ﺇﻧﻲ ﻟَﻴﺆﻟﻢ ﻧﻔﺴﻲ ﻣﻔﺎﺭﻗﺘﻪ ﻟﻲ ﺇﺫﺍ ﺫﻫﺒﺘﻢ ﺑﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺮﺍﻋﻲ , ﻭﺃﺧﺸﻰ ﺃﻥ ﻳﺄﻛﻠﻪ ﺍﻟﺬﺋﺐ , ﻭﺃﻧﺘﻢ ﻋﻨﻪ ﻏﺎﻓﻠﻮﻥ ﻣﻨﺸﻐﻠﻮﻥ .
ﻗَﺎﻟُﻮﺍ ﻟَﺌِﻦْ ﺃَﻛَﻠَﻪُ ﺍﻟﺬِّﺋْﺐُ ﻭَﻧَﺤْﻦُ ﻋُﺼْﺒَﺔٌ ﺇِﻧَّﺎ ﺇِﺫﺍً ﻟَﺨَﺎﺳِﺮُﻭﻥَ ( 14 )
ﻗﺎﻝ ﺇﺧﻮﺓ ﻳﻮﺳﻒ ﻟﻮﺍﻟﺪﻫﻢ : ﻟﺌﻦ ﺃﻛﻠﻪ ﺍﻟﺬﺋﺐ , ﻭﻧﺤﻦ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻗﻮﻳﺔ ﺇﻧﺎ ﺇﺫًﺍ ﻟﺨﺎﺳﺮﻭﻥ , ﻻ ﺧﻴﺮ ﻓﻴﻨﺎ , ﻭﻻ ﻧﻔﻊ ﻳُﺮْﺟَﻰ ﻣﻨﺎ .
ﻓَﻠَﻤَّﺎ ﺫَﻫَﺒُﻮﺍ ﺑِﻪِ ﻭَﺃَﺟْﻤَﻌُﻮﺍ ﺃَﻥْ ﻳَﺠْﻌَﻠُﻮﻩُ ﻓِﻲ ﻏَﻴَﺎﺑَﺔِ ﺍﻟْﺠُﺐِّ ﻭَﺃَﻭْﺣَﻴْﻨَﺎ ﺇِﻟَﻴْﻪِ ﻟَﺘُﻨَﺒِّﺌَﻨَّﻪْﻡُ ﺑِﺄَﻣْﺮِﻫِﻢْ ﻫَﺬَﺍ ﻭَﻫُﻢْ ﻻ ﻳَﺸْﻌُﺮُﻭﻥَ ( 15 )
ﻓﺄﺭْﺳَﻠَﻪُ ﻣﻌﻬﻢ . ﻓﻠﻤﺎ ﺫﻫﺒﻮﺍ ﺑﻪ ﻭﺃﺟﻤﻌﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺇﻟﻘﺎﺋﻪ ﻓﻲ ﺟﻮﻑ ﺍﻟﺒﺌﺮ , ﻭﺃﻭﺣﻴﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﻳﻮﺳﻒ ﻟﺘﺨﺒﺮﻥَّ ﺇﺧﻮﺗﻚ ﻣﺴﺘﻘﺒﻼ ﺑﻔﻌﻠﻬﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﻌﻠﻮﻩ ﺑﻚ , ﻭﻫﻢ ﻻ ﻳُﺤِﺴُّﻮﻥ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻷﻣﺮ ﻭﻻ ﻳﺸﻌﺮﻭﻥ ﺑﻪ .
ﻭَﺟَﺎﺀُﻭﺍ ﺃَﺑَﺎﻫُﻢْ ﻋِﺸَﺎﺀً ﻳَﺒْﻜُﻮﻥَ ( 16 )
ﻭﺟﺎﺀ ﺇﺧﻮﺓ ﻳﻮﺳﻒ ﺇﻟﻰ ﺃﺑﻴﻬﻢ ﻓﻲ ﻭﻗﺖ ﺍﻟﻌِﺸﺎﺀ ﻣﻦ ﺃﻭﻝ ﺍﻟﻠﻴﻞ , ﻳﺒﻜﻮﻥ ﻭﻳﻈﻬﺮﻭﻥ ﺍﻷﺳﻒ ﻭﺍﻟﺠﺰﻉ .
ﻗَﺎﻟُﻮﺍ ﻳَﺎ ﺃَﺑَﺎﻧَﺎ ﺇِﻧَّﺎ ﺫَﻫَﺒْﻨَﺎ ﻧَﺴْﺘَﺒِﻖُ ﻭَﺗَﺮَﻛْﻨَﺎ ﻳُﻮﺳُﻒَ ﻋِﻨْﺪَ ﻣَﺘَﺎﻋِﻨَﺎ ﻓَﺄَﻛَﻠَﻪُ ﺍﻟﺬِّﺋْﺐُ ﻭَﻣَﺎ ﺃَﻧْﺖَ ﺑِﻤُﺆْﻣِﻦٍ ﻟَﻨَﺎ ﻭَﻟَﻮْ ﻛُﻨَّﺎ ﺻَﺎﺩِﻗِﻴﻦَ ( 17 )
ﻗﺎﻟﻮﺍ : ﻳﺎ ﺃﺑﺎﻧﺎ ﺇﻧﺎ ﺫﻫﺒﻨﺎ ﻧﺘﺴﺎﺑﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﺠَﺮْﻱ ﻭﺍﻟﺮﻣﻲ ﺑﺎﻟﺴﻬﺎﻡ , ﻭﺗﺮﻛﻨﺎ ﻳﻮﺳﻒ ﻋﻨﺪ ﺯﺍﺩﻧﺎ ﻭﺛﻴﺎﺑﻨﺎ , ﻓﻠﻢ ﻧﻘﺼِّﺮ ﻓﻲ ﺣﻔﻈﻪ , ﺑﻞ ﺗﺮﻛﻨﺎﻩ ﻓﻲ ﻣﺄﻣﻨﻨﺎ , ﻭﻣﺎ ﻓﺎﺭﻗﻨﺎﻩ ﺇﻻ ﻭﻗﺘًﺎ ﻳﺴﻴﺮًﺍ , ﻓﺄﻛﻠﻪ ﺍﻟﺬﺋﺐ , ﻭﻣﺎ ﺃﻧﺖ ﺑﻤﺼﺪِّﻕ ﻟﻨﺎ ﻭﻟﻮ ﻛﻨﺎ ﻣﻮﺻﻮﻓﻴﻦ ﺑﺎﻟﺼﺪﻕ ; ﻟﺸﺪﺓ ﺣﺒﻚ ﻟﻴﻮﺳﻒ .
ﻭَﺟَﺎﺀُﻭﺍ ﻋَﻠَﻰ ﻗَﻤِﻴﺼِﻪِ ﺑِﺪَﻡٍ ﻛَﺬِﺏٍ ﻗَﺎﻝَ ﺑَﻞْ ﺳَﻮَّﻟَﺖْ ﻟَﻜُﻢْ ﺃَﻧﻔُﺴُﻜُﻢْ ﺃَﻣْﺮﺍً ﻓَﺼَﺒْﺮٌ ﺟَﻤِﻴﻞٌ ﻭَﺍﻟﻠَّﻪُ ﺍﻟْﻤُﺴْﺘَﻌَﺎﻥُ ﻋَﻠَﻰ ﻣَﺎ ﺗَﺼِﻔُﻮﻥَ ( 18 )
ﻭﺟﺎﺅﻭﺍ ﺑﻘﻤﻴﺼﻪ ﻣﻠﻄﺨًﺎ ﺑﺪﻡ ﻏﻴﺮ ﺩﻡ ﻳﻮﺳﻒ ; ﻟﻴﺸﻬﺪ ﻋﻠﻰ ﺻﺪﻗﻬﻢ , ﻓﻜﺎﻥ ﺩﻟﻴﻼ ﻋﻠﻰ ﻛﺬﺑﻬﻢ ; ﻷﻥ ﺍﻟﻘﻤﻴﺺ ﻟﻢ ﻳُﻤَﺰَّﻕْ . ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻬﻢ ﺃﺑﻮﻫﻢ ﻳﻌﻘﻮﺏ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ : ﻣﺎ ﺍﻷﻣﺮ ﻛﻤﺎ ﺗﻘﻮﻟﻮﻥ , ﺑﻞ ﺯﻳَّﻨﺖ ﻟﻜﻢ ﺃﻧﻔﺴﻜﻢ ﺍﻷﻣَّﺎﺭﺓ ﺑﺎﻟﺴﻮﺀ ﺃﻣﺮًﺍ ﻗﺒﻴﺤًﺎ ﻓﻲ ﻳﻮﺳﻒ , ﻓﺮﺃﻳﺘﻤﻮﻩ ﺣﺴﻨًﺎ ﻭﻓﻌﻠﺘﻤﻮﻩ , ﻓﺼﺒﺮﻱ ﺻﺒﺮ ﺟﻤﻴﻞ ﻻ ﺷﻜﻮﻯ ﻣﻌﻪ ﻷﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻠﻖ , ﻭﺃﺳﺘﻌﻴﻦ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﺣﺘﻤﺎﻝ ﻣﺎ ﺗﺼﻔﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺬﺏ , ﻻ ﻋﻠﻰ ﺣﻮﻟﻲ ﻭﻗﻮﺗﻲ .
ﻭَﺟَﺎﺀَﺕْ ﺳَﻴَّﺎﺭَﺓٌ ﻓَﺄَﺭْﺳَﻠُﻮﺍ ﻭَﺍﺭِﺩَﻫُﻢْ ﻓَﺄَﺩْﻟَﻰ ﺩَﻟْﻮَﻩُ ﻗَﺎﻝَ ﻳَﺎ ﺑُﺸْﺮَﻯ ﻫَﺬَﺍ ﻏُﻼﻡٌ ﻭَﺃَﺳَﺮُّﻭﻩُ ﺑِﻀَﺎﻋَﺔً ﻭَﺍﻟﻠَّﻪُ ﻋَﻠِﻴﻢٌ ﺑِﻤَﺎ ﻳَﻌْﻤَﻠُﻮﻥَ ( 19 )
ﻭﺟﺎﺀﺕ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺮﻳﻦ , ﻓﺄﺭﺳﻠﻮﺍ ﻣَﻦ ﻳﻄﻠﺐ ﻟﻬﻢ ﺍﻟﻤﺎﺀ , ﻓﻠﻤﺎ ﺃﺭﺳﻞ ﺩﻟﻮﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺌﺮ ﺗﻌﻠَّﻖ ﺑﻬﺎ ﻳﻮﺳﻒ , ﻓﻘﺎﻝ ﻭﺍﺭﺩﻫﻢ : ﻳﺎ ﺑﺸﺮﺍﻱ ﻫﺬﺍ ﻏﻼﻡ ﻧﻔﻴﺲ , ﻭﺃﺧﻔﻰ ﺍﻟﻮﺍﺭﺩُ ﻭﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻳﻮﺳﻒَ ﻣﻦ ﺑﻘﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺮﻳﻦ ﻓﻠﻢ ﻳﻈﻬﺮﻭﻩ ﻟﻬﻢ , ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ : ﺇﻥ ﻫﺬﻩ ﺑﻀﺎﻋﺔ ﺍﺳﺘﺒﻀﻌﻨﺎﻫﺎ , ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻢ ﺑﻤﺎ ﻳﻌﻤﻠﻮﻧﻪ ﺑﻴﻮﺳﻒ .
ﻭَﺷَﺮَﻭْﻩُ ﺑِﺜَﻤَﻦٍ ﺑَﺨْﺲٍ ﺩَﺭَﺍﻫِﻢَ ﻣَﻌْﺪُﻭﺩَﺓٍ ﻭَﻛَﺎﻧُﻮﺍ ﻓِﻴﻪِ ﻣِﻦْ ﺍﻟﺰَّﺍﻫِﺪِﻳﻦَ ( 20 )
ﻭﺑﺎﻋﻪ ﺇﺧﻮﺗﻪ ﻟﻠﻮﺍﺭﺩﻳﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺮﻳﻦ ﺑﺜﻤﻦ ﻗﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺭﺍﻫﻢ , ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ ﺯﺍﻫﺪﻳﻦ ﻓﻴﻪ ﺭﺍﻏﺒﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻨﻪ ; ﻭﺫﻟﻚ ﺃﻧﻬﻢ ﻻ ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ ﻣﻨﺰﻟﺘﻪ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ .
ﻭَﻗَﺎﻝَ ﺍﻟَّﺬِﻱ ﺍﺷْﺘَﺮَﺍﻩُ ﻣِﻦْ ﻣِﺼْﺮَ ﻻﻣْﺮَﺃَﺗِﻪِ ﺃَﻛْﺮِﻣِﻲ ﻣَﺜْﻮَﺍﻩُ ﻋَﺴَﻰ ﺃَﻥْ ﻳَﻨﻔَﻌَﻨَﺎ ﺃَﻭْ ﻧَﺘَّﺨِﺬَﻩُ ﻭَﻟَﺪﺍً ﻭَﻛَﺬَﻟِﻚَ ﻣَﻜَّﻨَّﺎ ﻟِﻴُﻮﺳُﻒَ ﻓِﻲ ﺍﻷَﺭْﺽِ ﻭَﻟِﻨُﻌَﻠِّﻤَﻪُ ﻣِﻦْ ﺗَﺄْﻭِﻳﻞِ ﺍﻷَﺣَﺎﺩِﻳﺚِ ﻭَﺍﻟﻠَّﻪُ ﻏَﺎﻟِﺐٌ ﻋَﻠَﻰ ﺃَﻣْﺮِﻩِ ﻭَﻟَﻜِﻦَّ ﺃَﻛْﺜَﺮَ ﺍﻟﻨَّﺎﺱِ ﻻ ﻳَﻌْﻠَﻤُﻮﻥَ ( 21 )
ﻭﻟﻤﺎ ﺫﻫﺐ ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺮﻭﻥ ﺑﻴﻮﺳﻒ ﺇﻟﻰ " ﻣﺼﺮ " ﺍﺷﺘﺮﺍﻩ ﻣﻨﻬﻢ ﻋﺰﻳﺰﻫﺎ , ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ , ﻭﻗﺎﻝ ﻻﻣﺮﺃﺗﻪ : ﺃﺣﺴﻨﻲ ﻣﻌﺎﻣﻠﺘﻪ , ﻭﺍﺟﻌﻠﻲ ﻣﻘﺎﻣﻪ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﻛﺮﻳﻤًﺎ , ﻟﻌﻠﻨﺎ ﻧﺴﺘﻔﻴﺪ ﻣﻦ ﺧﺪﻣﺘﻪ , ﺃﻭ ﻧﻘﻴﻤﻪ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﻣﻘﺎﻡ ﺍﻟﻮﻟﺪ , ﻭﻛﻤﺎ ﺃﻧﺠﻴﻨﺎ ﻳﻮﺳﻒ ﻭﺟﻌﻠﻨﺎ ﻋﺰﻳﺰ " ﻣﺼﺮ " ﻳَﻌْﻄِﻒ ﻋﻠﻴﻪ , ﻓﻜﺬﻟﻚ ﻣﻜﻨَّﺎ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺃﺭﺽ " ﻣﺼﺮ ," ﻭﺟﻌﻠﻨﺎﻩ ﻋﻠﻰ ﺧﺰﺍﺋﻨﻬﺎ , ﻭﻟﻨﻌﻠِّﻤﻪ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺍﻟﺮﺅﻯ ﻓﻴﻌﺮﻑ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎ ﺳﻴﻘﻊ ﻣﺴﺘﻘﺒﻼ . ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻏﺎﻟﺐ ﻋﻠﻰ ﺃﻣﺮﻩ , ﻓﺤﻜﻤﻪ ﻧﺎﻓﺬ ﻻ ﻳﺒﻄﻠﻪ ﻣﺒﻄﻞ , ﻭﻟﻜﻦ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻻ ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ ﺃﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﻛﻠﻪ ﺑﻴﺪ ﺍﻟﻠﻪ .
ﻭَﻟَﻤَّﺎ ﺑَﻠَﻎَ ﺃَﺷُﺪَّﻩُ ﺁﺗَﻴْﻨَﺎﻩُ ﺣُﻜْﻤﺎً ﻭَﻋِﻠْﻤﺎً ﻭَﻛَﺬَﻟِﻚَ ﻧَﺠْﺰِﻱ ﺍﻟْﻤُﺤْﺴِﻨِﻴﻦَ ( 22 )
ﻭﻟﻤﺎ ﺑﻠﻎ ﻳﻮﺳﻒ ﻣﻨﺘﻬﻰ ﻗﻮﺗﻪ ﻓﻲ ﺷﺒﺎﺑﻪ ﺃﻋﻄﻴﻨﺎﻩ ﻓﻬﻤًﺎ ﻭﻋﻠﻤًﺎ , ﻭﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﺰﺍﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﺰﻳﻨﺎ ﺑﻪ ﻳﻮﺳﻒ ﻋﻠﻰ ﺇﺣﺴﺎﻧﻪ ﻧﺠﺰﻱ ﺍﻟﻤﺤﺴﻨﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺇﺣﺴﺎﻧﻬﻢ . ﻭﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺗﺴﻠﻴﺔ ﻟﻠﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ .
ﻭَﺭَﺍﻭَﺩَﺗْﻪُ ﺍﻟَّﺘِﻲ ﻫُﻮَ ﻓِﻲ ﺑَﻴْﺘِﻬَﺎ ﻋَﻦْ ﻧَﻔْﺴِﻪِ ﻭَﻏَﻠَّﻘَﺖْ ﺍﻷَﺑْﻮَﺍﺏَ ﻭَﻗَﺎﻟَﺖْ ﻫَﻴْﺖَ ﻟَﻚَ ﻗَﺎﻝَ ﻣَﻌَﺎﺫَ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﺇِﻧَّﻪُ ﺭَﺑِّﻲ ﺃَﺣْﺴَﻦَ ﻣَﺜْﻮَﺍﻱَ ﺇِﻧَّﻪُ ﻻ ﻳُﻔْﻠِﺢُ ﺍﻟﻈَّﺎﻟِﻤُﻮﻥَ ( 23 )
ﻭﺩﻋﺖ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ - ﺑﺮﻓﻖ ﻭﻟﻴﻦ - ﻳﻮﺳﻒ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﻓﻲ ﺑﻴﺘﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻧﻔﺴﻬﺎ ; ﻟﺤﺒﻬﺎ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ ﻟﻪ ﻭﺣﺴﻦ ﺑﻬﺎﺋﻪ , ﻭﻏﻠَّﻘﺖ ﺍﻷﺑﻮﺍﺏ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﻋﻠﻰ ﻳﻮﺳﻒ , ﻭﻗﺎﻟﺖ : ﻫﻠﻢَّ ﺇﻟﻲَّ , ﻓﻘﺎﻝ : ﻣﻌﺎﺫ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻋﺘﺼﻢ ﺑﻪ , ﻭﺃﺳﺘﺠﻴﺮ ﻣِﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺪﻋﻴﻨﻨﻲ ﺇﻟﻴﻪ , ﻣﻦ ﺧﻴﺎﻧﺔ ﺳﻴﺪﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺣﺴﻦ ﻣﻨﺰﻟﺘﻲ ﻭﺃﻛﺮﻣﻨﻲ ﻓﻼ ﺃﺧﻮﻧﻪ ﻓﻲ ﺃﻫﻠﻪ , ﺇﻧﻪ ﻻ ﻳﻔﻠﺢ ﻣَﻦ ﻇَﻠَﻢ ﻓَﻔَﻌﻞ ﻣﺎ ﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﻓﻌﻠﻪ .
ﻭَﻟَﻘَﺪْ ﻫَﻤَّﺖْ ﺑِﻪِ ﻭَﻫَﻢَّ ﺑِﻬَﺎ ﻟَﻮْﻻ ﺃَﻥْ ﺭَﺃَﻯ ﺑُﺮْﻫَﺎﻥَ ﺭَﺑِّﻪِ ﻛَﺬَﻟِﻚَ ﻟِﻨَﺼْﺮِﻑَ ﻋَﻨْﻪُ ﺍﻟﺴُّﻮﺀَ ﻭَﺍﻟْﻔَﺤْﺸَﺎﺀَ ﺇِﻧَّﻪُ ﻣِﻦْ ﻋِﺒَﺎﺩِﻧَﺎ ﺍﻟْﻤُﺨْﻠَﺼِﻴﻦَ ( 24 )
ﻭﻟﻘﺪ ﻣﺎﻟﺖ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻟﻔﻌﻞ ﺍﻟﻔﺎﺣﺸﺔ , ﻭﺣﺪَّﺛﺖ ﻳﻮﺳﻒَ ﻧﻔﺴُﻪ ﺣﺪﻳﺚ ﺧﻄﺮﺍﺕ ﻟﻼﺳﺘﺠﺎﺑﺔ , ﻟﻮﻻ ﺃﻥ ﺭﺃﻯ ﺁﻳﺔ ﻣﻦ ﺁﻳﺎﺕ ﺭﺑﻪ ﺗﺰﺟﺮﻩ ﻋﻤَّﺎ ﺣﺪﺛﺘﻪ ﺑﻪ ﻧﻔﺴﻪ , ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺃﺭﻳﻨﺎﻩ ﺫﻟﻚ ; ﻟﻨﺪﻓﻊ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﺴﻮﺀ ﻭﺍﻟﻔﺎﺣﺸﺔ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﺃﻣﻮﺭﻩ , ﺇﻧﻪ ﻣﻦ ﻋﺒﺎﺩﻧﺎ ﺍﻟﻤﻄﻬﺮﻳﻦ ﺍﻟﻤﺼﻄﻔَﻴﻦ ﻟﻠﺮﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﺧﻠﺼﻮﺍ ﻓﻲ ﻋﺒﺎﺩﺗﻬﻢ ﻟﻠﻪ ﻭﺗﻮﺣﻴﺪﻩ .
ﻭَﺍﺳْﺘَﺒَﻘَﺎ ﺍﻟْﺒَﺎﺏَ ﻭَﻗَﺪَّﺕْ ﻗَﻤِﻴﺼَﻪُ ﻣِﻦْ ﺩُﺑُﺮٍ ﻭَﺃَﻟْﻔَﻴَﺎ ﺳَﻴِّﺪَﻫَﺎ ﻟَﺪَﻯ ﺍﻟْﺒَﺎﺏِ ﻗَﺎﻟَﺖْ ﻣَﺎ ﺟَﺰَﺍﺀُ ﻣَﻦْ ﺃَﺭَﺍﺩَ ﺑِﺄَﻫْﻠِﻚَ ﺳُﻮﺀﺍً ﺇِﻻَّ ﺃَﻥْ ﻳُﺴْﺠَﻦَ ﺃَﻭْ ﻋَﺬَﺍﺏٌ ﺃَﻟِﻴﻢٌ ( 25 )
ﻭﺃﺳﺮﻉ ﻳﻮﺳﻒ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻳﺮﻳﺪ ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ , ﻭﺃﺳﺮﻋﺖ ﺗﺤﺎﻭﻝ ﺍﻹﻣﺴﺎﻙ ﺑﻪ , ﻭﺟﺬﺑﺖ ﻗﻤﻴﺼﻪ ﻣﻦ ﺧﻠﻔﻪ ; ﻟﺘﺤﻮﻝ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ ﻓﺸﻘَّﺘﻪ , ﻭﻭﺟﺪﺍ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻓﻘﺎﻟﺖ : ﻣﺎ ﺟﺰﺍﺀ ﻣَﻦ ﺃﺭﺍﺩ ﺑﺎﻣﺮﺃﺗﻚ ﻓﺎﺣﺸﺔ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻳﺴﺠﻦ ﺃﻭ ﻳﻌﺬﺏ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﺍﻟﻤﻮﺟﻊ .
ﻗَﺎﻝَ ﻫِﻲَ ﺭَﺍﻭَﺩَﺗْﻨِﻲ ﻋَﻦْ ﻧَﻔْﺴِﻲ ﻭَﺷَﻬِﺪَ ﺷَﺎﻫِﺪٌ ﻣِﻦْ ﺃَﻫْﻠِﻬَﺎ ﺇِﻥْ ﻛَﺎﻥَ ﻗَﻤِﻴﺼُﻪُ ﻗُﺪَّ ﻣِﻦْ ﻗُﺒُﻞٍ ﻓَﺼَﺪَﻗَﺖْ ﻭَﻫُﻮَ ﻣِﻦْ ﺍﻟْﻜَﺎﺫِﺑِﻴﻦَ ( 26 )
ﻗﺎﻝ ﻳﻮﺳﻒ : ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﻃﻠﺒﺖ ﻣﻨﻲ ﺫﻟﻚ , ﻓﺸﻬﺪ ﺻﺒﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻬﺪ ﻣِﻦ ﺃﻫﻠﻬﺎ ﻓﻘﺎﻝ : ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻗﻤﻴﺼﻪ ﺷُﻖَّ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﺎﻡ ﻓﺼﺪﻗﺖ ﻓﻲ ﺍﺗِّﻬﺎﻣﻬﺎ ﻟﻪ , ﻭﻫﻮ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺎﺫﺑﻴﻦ .
ﻭَﺇِﻥْ ﻛَﺎﻥَ ﻗَﻤِﻴﺼُﻪُ ﻗُﺪَّ ﻣِﻦْ ﺩُﺑُﺮٍ ﻓَﻜَﺬَﺑَﺖْ ﻭَﻫُﻮَ ﻣِﻦْ ﺍﻟﺼَّﺎﺩِﻗِﻴﻦَ ( 27 )
ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻗﻤﻴﺼﻪ ﺷُﻖَّ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻠﻒ ﻓﻜﺬﺑﺖ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻬﺎ , ﻭﻫﻮ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺎﺩﻗﻴﻦ .
ﻓَﻠَﻤَّﺎ ﺭَﺃَﻯ ﻗَﻤِﻴﺼَﻪُ ﻗُﺪَّ ﻣِﻦْ ﺩُﺑُﺮٍ ﻗَﺎﻝَ ﺇِﻧَّﻪُ ﻣِﻦْ ﻛَﻴْﺪِﻛُﻦَّ ﺇِﻥَّ ﻛَﻴْﺪَﻛُﻦَّ ﻋَﻈِﻴﻢٌ ( 28 )
ﻓﻠﻤﺎ ﺭﺃﻯ ﺍﻟﺰﻭﺝ ﻗﻤﻴﺺ ﻳﻮﺳﻒ ﺷُﻖَّ ﻣﻦ ﺧﻠﻔﻪ ﻋﻠﻢ ﺑﺮﺍﺀﺓ ﻳﻮﺳﻒ , ﻭﻗﺎﻝ ﻟﺰﻭﺟﺘﻪ : ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺬﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺗﻬﻤﺖِ ﺑﻪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﻫﻮ ﻣِﻦ ﺟﻤﻠﺔ ﻣﻜﺮﻛﻦ - ﺃﻳﺘﻬﺎ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ,- ﺇﻥَّ ﻣﻜﺮﻛﻦ ﻋﻈﻴﻢ .
ﻳُﻮﺳُﻒُ ﺃَﻋْﺮِﺽْ ﻋَﻦْ ﻫَﺬَﺍ ﻭَﺍﺳْﺘَﻐْﻔِﺮِﻱ ﻟِﺬَﻧْﺒِﻚِ ﺇِﻧَّﻚِ ﻛُﻨﺖِ ﻣِﻦْ ﺍﻟْﺨَﺎﻃِﺌِﻴﻦَ ( 29 )
ﻗﺎﻝ ﻋﺰﻳﺰ " ﻣﺼﺮ :" ﻳﺎ ﻳﻮﺳﻒ ﺍﺗﺮﻙ ﺫِﻛْﺮ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻨﻬﺎ ﻓﻼ ﺗﺬﻛﺮﻩ ﻷﺣﺪ , ﻭﺍﻃﻠﺒﻲ - ﺃﻳﺘﻬﺎ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ - ﺍﻟﻤﻐﻔﺮﺓ ﻟﺬﻧﺒﻚ؛ ﺇﻧﻚ ﻛﻨﺖِ ﻣﻦ ﺍﻵﺛﻤﻴﻦ ﻓﻲ ﻣﺮﺍﻭﺩﺓ ﻳﻮﺳﻒ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻪ , ﻭﻓﻲ ﺍﻓﺘﺮﺍﺋﻚ ﻋﻠﻴﻪ .
ﻭَﻗَﺎﻝَ ﻧِﺴْﻮَﺓٌ ﻓِﻲ ﺍﻟْﻤَﺪِﻳﻨَﺔِ ﺍﻣْﺮَﺃَﺓُ ﺍﻟْﻌَﺰِﻳﺰِ ﺗُﺮَﺍﻭِﺩُ ﻓَﺘَﺎﻫَﺎ ﻋَﻦْ ﻧَﻔْﺴِﻪِ ﻗَﺪْ ﺷَﻐَﻔَﻬَﺎ ﺣُﺒّﺎً ﺇِﻧَّﺎ ﻟَﻨَﺮَﺍﻫَﺎ ﻓِﻲ ﺿَﻼﻝٍ ﻣُﺒِﻴﻦٍ ( 30 )
ﻭﻭﺻﻞ ﺍﻟﺨﺒﺮ ﺇﻟﻰ ﻧﺴﻮﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻓﺘﺤﺪﺛﻦ ﺑﻪ , ﻭﻗﻠﻦ ﻣﻨﻜﺮﺍﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ : ﺍﻣﺮﺃﺓ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺗﺤﺎﻭﻝ ﻏﻼﻣﻬﺎ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻪ , ﻭﺗﺪﻋﻮﻩ ﺇﻟﻰ ﻧﻔﺴﻬﺎ , ﻭﻗﺪ ﺑﻠﻎ ﺣﺒﻬﺎ ﻟﻪ ﺷَﻐَﺎﻑ ﻗﻠﺒﻬﺎ ( ﻭﻫﻮ ﻏﻼﻓﻪ ) , ﺇﻧﺎ ﻟَﻨﺮﺍﻫﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻟﻔﻲ ﺿﻼﻝ ﻭﺍﺿﺢ .
ﻓَﻠَﻤَّﺎ ﺳَﻤِﻌَﺖْ ﺑِﻤَﻜْﺮِﻫِﻦَّ ﺃَﺭْﺳَﻠَﺖْ ﺇِﻟَﻴْﻬِﻦَّ ﻭَﺃَﻋْﺘَﺪَﺕْ ﻟَﻬُﻦَّ ﻣُﺘَّﻜَﺄً ﻭَﺁﺗَﺖْ ﻛُﻞَّ ﻭَﺍﺣِﺪَﺓٍ ﻣِﻨْﻬُﻦَّ ﺳِﻜِّﻴﻨﺎً ﻭَﻗَﺎﻟَﺖْ ﺍﺧْﺮُﺝْ ﻋَﻠَﻴْﻬِﻦَّ ﻓَﻠَﻤَّﺎ ﺭَﺃَﻳْﻨَﻪُ ﺃَﻛْﺒَﺮْﻧَﻪُ ﻭَﻗَﻄَّﻌْﻦَ ﺃَﻳْﺪِﻳَﻬُﻦَّ ﻭَﻗُﻠْﻦَ ﺣَﺎﺵَ ﻟِﻠَّﻪِ ﻣَﺎ ﻫَﺬَﺍ ﺑَﺸَﺮﺍً ﺇِﻥْ ﻫَﺬَﺍ ﺇِﻻَّ ﻣَﻠَﻚٌ ﻛَﺮِﻳﻢٌ ( 31 )
ﻓﻠﻤﺎ ﺳﻤﻌﺖ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﻐِﻴْﺒﺘﻬﻦ ﺇﻳﺎﻫﺎ ﻭﺍﺣﺘﻴﺎﻟﻬﻦ ﻓﻲ ﺫﻣِّﻬﺎ , ﺃﺭﺳﻠﺖ ﺇﻟﻴﻬﻦ ﺗﺪﻋﻮﻫﻦ ﻟﺰﻳﺎﺭﺗﻬﺎ , ﻭﻫﻴَّﺄﺕ ﻟﻬﻦ ﻣﺎ ﻳﺘﻜﺌﻦ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﺪ , ﻭﻣﺎ ﻳﺄﻛﻠﻨﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ , ﻭﺃﻋﻄﺖ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻣﻨﻬﻦ ﺳﻜﻴﻨًﺎ ﻟﻴُﻘَﻄِّﻌﻦ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ , ﺛﻢ ﻗﺎﻟﺖ ﻟﻴﻮﺳﻒ : ﺍﺧﺮﺝ ﻋﻠﻴﻬﻦ , ﻓﻠﻤﺎ ﺭﺃﻳﻨﻪ ﺃﻋﻈﻤﻨﻪ ﻭﺃﺟﻠﻠﻨﻪ , ﻭﺃﺧَﺬَﻫﻦ ﺣﺴﻨﻪ ﻭﺟﻤﺎﻟﻪ , ﻓﺠﺮﺣﻦ ﺃﻳﺪﻳﻬﻦ ﻭﻫﻦ ﻳُﻘَﻄِّﻌﻦ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻣﻦ ﻓﺮﻁ ﺍﻟﺪﻫﺸﺔ ﻭﺍﻟﺬﻫﻮﻝ , ﻭﻗﻠﻦ ﻣﺘﻌﺠﺒﺎﺕ : ﻣﻌﺎﺫ ﺍﻟﻠﻪ , ﻣﺎ ﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺟﻨﺲ ﺍﻟﺒﺸﺮ ; ﻷﻥ ﺟﻤﺎﻟﻪ ﻏﻴﺮ ﻣﻌﻬﻮﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺸﺮ , ﻣﺎ ﻫﻮ ﺇﻻ ﻣَﻠَﻚ ﻛﺮﻳﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ .
ﻗَﺎﻟَﺖْ ﻓَﺬَﻟِﻜُﻦَّ ﺍﻟَّﺬِﻱ ﻟُﻤْﺘُﻨَّﻨِﻲ ﻓِﻴﻪِ ﻭَﻟَﻘَﺪْ ﺭَﺍﻭَﺩﺗُّﻪُ ﻋَﻦْ ﻧَﻔْﺴِﻪِ ﻓَﺎﺳْﺘَﻌْﺼَﻢَ ﻭَﻟَﺌِﻦْ ﻟَﻢْ ﻳَﻔْﻌَﻞْ ﻣَﺎ ﺁﻣُﺮُﻩُ ﻟَﻴُﺴْﺠَﻨَﻦَّ ﻭَﻟَﻴَﻜُﻮﻥَ ﻣِﻦَ ﺍﻟﺼَّﺎﻏِﺮِﻳﻦَ ( 32 )
ﻗﺎﻟﺖ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﻟﻠﻨﺴﻮﺓ ﺍﻟﻼﺗﻲ ﻗﻄَّﻌﻦ ﺃﻳﺪﻳﻬﻦ : ﻓﻬﺬﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺻﺎﺑﻜﻦ ﻓﻲ ﺭﺅﻳﺘﻜﻦ ﺇﻳﺎﻩ ﻣﺎ ﺃﺻﺎﺑﻜﻦ ﻫﻮ ﺍﻟﻔﺘﻰ ﺍﻟﺬﻱ ﻟُﻤﺘُﻨَّﻨﻲ ﻓﻲ ﺍﻻﻓﺘﺘﺎﻥ ﺑﻪ , ﻭﻟﻘﺪ ﻃﻠﺒﺘﻪ ﻭﺣﺎﻭﻟﺖ ﺇﻏﺮﺍﺀﻩ ; ﻟﻴﺴﺘﺠﻴﺐ ﻟﻲ ﻓﺎﻣﺘﻨﻊ ﻭﺃﺑﻰ , ﻭﻟﺌﻦ ﻟﻢ ﻳﻔﻌﻞ ﻣﺎ ﺁﻣﺮﻩ ﺑﻪ ﻣﺴﺘﻘﺒﻼ ﻟَﻴﻌﺎﻗَﺒَﻦَّ ﺑﺪﺧﻮﻝ ﺍﻟﺴﺠﻦ , ﻭﻟَﻴﻜﻮﻧﻦ ﻣﻦ ﺍﻷﺫﻻﺀ .
ﻗَﺎﻝَ ﺭَﺏِّ ﺍﻟﺴِّﺠْﻦُ ﺃَﺣَﺐُّ ﺇِﻟَﻲَّ ﻣِﻤَّﺎ ﻳَﺪْﻋُﻮﻧَﻨِﻲ ﺇِﻟَﻴْﻪِ ﻭَﺇِﻻَّ ﺗَﺼْﺮِﻑْ ﻋَﻨِّﻲ ﻛَﻴْﺪَﻫُﻦَّ ﺃَﺻْﺐُ ﺇِﻟَﻴْﻬِﻦَّ ﻭَﺃَﻛُﻦْ ﻣِﻦْ ﺍﻟْﺠَﺎﻫِﻠِﻴﻦَ ( 33 )
ﻗﺎﻝ ﻳﻮﺳﻒ ﻣﺴﺘﻌﻴﺬًﺍ ﻣِﻦ ﺷﺮﻫﻦ ﻭﻣﻜﺮﻫﻦ : ﻳﺎ ﺭﺏِّ ﺍﻟﺴﺠﻦُ ﺃﺣﺐ ﺇﻟﻲَّ ﻣﻤﺎ ﻳﺪﻋﻮﻧﻨﻲ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﻋﻤﻞ ﺍﻟﻔﺎﺣﺸﺔ , ﻭﺇﻥ ﻟﻢ ﺗﺪﻓﻊ ﻋﻨﻲ ﻣﻜﺮﻫﻦ ﺃَﻣِﻞْ ﺇﻟﻴﻬﻦ , ﻭﺃﻛﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻔﻬﺎﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺮﺗﻜﺒﻮﻥ ﺍﻹﺛﻢ ﻟﺠﻬﻠﻬﻢ .
ﻓَﺎﺳْﺘَﺠَﺎﺏَ ﻟَﻪُ ﺭَﺑُّﻪُ ﻓَﺼَﺮَﻑَ ﻋَﻨْﻪُ ﻛَﻴْﺪَﻫُﻦَّ ﺇِﻧَّﻪُ ﻫُﻮَ ﺍﻟﺴَّﻤِﻴﻊُ ﺍﻟْﻌَﻠِﻴﻢُ ( 34 )
ﻓﺎﺳﺘﺠﺎﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻴﻮﺳﻒ ﺩﻋﺎﺀﻩ ﻓﺼﺮﻑ ﻋﻨﻪ ﻣﺎ ﺃﺭﺍﺩﺕ ﻣﻨﻪ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﻭﺻﻮﺍﺣﺒﺎﺗﻬﺎ ﻣﻦ ﻣﻌﺼﻴﺔ ﺍﻟﻠﻪ . ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻫﻮ ﺍﻟﺴﻤﻴﻊ ﻟﺪﻋﺎﺀ ﻳﻮﺳﻒ , ﻭﺩﻋﺎﺀ ﻛﻞ ﺩﺍﻉ ﻣِﻦ ﺧﻠﻘﻪ , ﺍﻟﻌﻠﻴﻢ ﺑﻤﻄﻠﺒﻪ ﻭﺣﺎﺟﺘﻪ ﻭﻣﺎ ﻳﺼﻠﺤﻪ , ﻭﺑﺤﺎﺟﺔ ﺟﻤﻴﻊ ﺧﻠﻘﻪ ﻭﻣﺎ ﻳﺼﻠﺤﻬﻢ .
ﺛُﻢَّ ﺑَﺪَﺍ ﻟَﻬُﻢْ ﻣِﻦْ ﺑَﻌْﺪِ ﻣَﺎ ﺭَﺃَﻭْﺍ ﺍﻵﻳَﺎﺕِ ﻟَﻴَﺴْﺠُﻨُﻨَّﻪُ ﺣَﺘَّﻰ ﺣِﻴﻦٍ ( 35 )
ﺛﻢ ﻇﻬﺮ ﻟﻠﻌﺰﻳﺰ ﻭﺃﺻﺤﺎﺑﻪ - ﻣﻦ ﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﺭﺃﻭﺍ ﺍﻷﺩﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺑﺮﺍﺀﺓ ﻳﻮﺳﻒ ﻭﻋﻔﺘﻪ - ﺃﻥ ﻳﺴﺠﻨﻮﻩ ﺇﻟﻰ ﺯﻣﻦ ﻳﻄﻮﻝ ﺃﻭ ﻳﻘﺼﺮ ; ﻣﻨﻌًﺎ ﻟﻠﻔﻀﻴﺤﺔ .
ﻭَﺩَﺧَﻞَ ﻣَﻌَﻪُ ﺍﻟﺴِّﺠْﻦَ ﻓَﺘَﻴَﺎﻥِ ﻗَﺎﻝَ ﺃَﺣَﺪُﻫُﻤَﺎ ﺇِﻧِّﻲ ﺃَﺭَﺍﻧِﻲ ﺃَﻋْﺼِﺮُ ﺧَﻤْﺮﺍً ﻭَﻗَﺎﻝَ ﺍﻵﺧَﺮُ ﺇِﻧِّﻲ ﺃَﺭَﺍﻧِﻲ ﺃَﺣْﻤِﻞُ ﻓَﻮْﻕَ ﺭَﺃْﺳِﻲ ﺧُﺒْﺰﺍً ﺗَﺄْﻛُﻞُ ﺍﻟﻄَّﻴْﺮُ ﻣِﻨْﻪُ ﻧَﺒِّﺌْﻨَﺎ ﺑِﺘَﺄْﻭِﻳﻠِﻪِ ﺇِﻧَّﺎ ﻧَﺮَﺍﻙَ ﻣِﻦْ ﺍﻟْﻤُﺤْﺴِﻨِﻴﻦَ ( 36 )
ﻭﺩﺧﻞ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﻣﻊ ﻳﻮﺳﻒ ﻓَﺘَﻴﺎﻥ , ﻗﺎﻝ ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ : ﺇﻧﻲ ﺭﺃﻳﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﻡ ﺃﻧﻲ ﺃﻋﺼﺮ ﻋﻨﺒًﺎ ﻟﻴﺼﻴﺮ ﺧﻤﺮًﺍ , ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻵﺧﺮ : ﺇﻧﻲ ﺭﺃﻳﺖ ﺃﻧﻲ ﺃﺣﻤﻞ ﻓﻮﻕ ﺭﺃﺳﻲ ﺧﺒﺰًﺍ ﺗﺄﻛﻞ ﺍﻟﻄﻴﺮ ﻣﻨﻪ , ﺃﺧﺒﺮﻧﺎ - ﻳﺎ ﻳﻮﺳﻒ - ﺑﺘﻔﺴﻴﺮ ﻣﺎ ﺭﺃﻳﻨﺎ , ﺇﻧﺎ ﻧﺮﺍﻙ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺤﺴﻨﻮﻥ ﻓﻲ ﻋﺒﺎﺩﺗﻬﻢ ﻟﻠﻪ , ﻭﻣﻌﺎﻣﻠﺘﻬﻢ ﻟﺨﻠﻘﻪ .
ﻗَﺎﻝَ ﻻ ﻳَﺄْﺗِﻴﻜُﻤَﺎ ﻃَﻌَﺎﻡٌ ﺗُﺮْﺯَﻗَﺎﻧِﻪِ ﺇِﻻَّ ﻧَﺒَّﺄْﺗُﻜُﻤَﺎ ﺑِﺘَﺄْﻭِﻳﻠِﻪِ ﻗَﺒْﻞَ ﺃَﻥْ ﻳَﺄْﺗِﻴَﻜُﻤَﺎ ﺫَﻟِﻜُﻤَﺎ ﻣِﻤَّﺎ ﻋَﻠَّﻤَﻨِﻲ ﺭَﺑِّﻲ ﺇِﻧِّﻲ ﺗَﺮَﻛْﺖُ ﻣِﻠَّﺔَ ﻗَﻮْﻡٍ ﻻ ﻳُﺆْﻣِﻨُﻮﻥَ ﺑِﺎﻟﻠَّﻪِ ﻭَﻫُﻢْ ﺑِﺎﻵﺧِﺮَﺓِ ﻫُﻢْ ﻛَﺎﻓِﺮُﻭﻥَ ( 37 )
ﻗﺎﻝ ﻟﻬﻤﺎ ﻳﻮﺳﻒ : ﻻ ﻳﺄﺗﻴﻜﻤﺎ ﻃﻌﺎﻡ ﺗﺮﺯﻗﺎﻧﻪ ﻓﻲ ﺣﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ﺇﻻ ﺃﺧﺒﺮﺗﻜﻤﺎ ﺑﺘﻔﺴﻴﺮﻩ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺄﺗﻴﻜﻤﺎ , ﺫﻟﻜﻤﺎ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﺄﻋﺒِّﺮﻩ ﻟﻜﻤﺎ ﻣﻤﺎ ﻋﻠَّﻤﻨﻲ ﺭﺑﻲ ; ﺇﻧﻲ ﺁﻣﻨﺖ ﺑﻪ , ﻭﺃﺧﻠﺼﺖ ﻟﻪ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ , ﻭﺍﺑﺘﻌﺪﺕ ﻋﻦ ﺩﻳﻦ ﻗﻮﻡ ﻻ ﻳﺆﻣﻨﻮﻥ ﺑﺎﻟﻠﻪ , ﻭﻫﻢ ﺑﺎﻟﺒﻌﺚ ﻭﺍﻟﺤﺴﺎﺏ ﺟﺎﺣﺪﻭﻥ .
ﻭَﺍﺗَّﺒَﻌْﺖُ ﻣِﻠَّﺔَ ﺁﺑَﺎﺋِﻲ ﺇِﺑْﺮَﺍﻫِﻴﻢَ ﻭَﺇِﺳْﺤَﻖَ ﻭَﻳَﻌْﻘُﻮﺏَ ﻣَﺎ ﻛَﺎﻥَ ﻟَﻨَﺎ ﺃَﻥْ ﻧُﺸْﺮِﻙَ ﺑِﺎﻟﻠَّﻪِ ﻣِﻦْ ﺷَﻲْﺀٍ ﺫَﻟِﻚَ ﻣِﻦْ ﻓَﻀْﻞِ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﻋَﻠَﻴْﻨَﺎ ﻭَﻋَﻠَﻰ ﺍﻟﻨَّﺎﺱِ ﻭَﻟَﻜِﻦَّ ﺃَﻛْﺜَﺮَ ﺍﻟﻨَّﺎﺱِ ﻻ ﻳَﺸْﻜُﺮُﻭﻥَ ( 38 )
ﻭﺍﺗﺒﻌﺖ ﺩﻳﻦ ﺁﺑﺎﺋﻲ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻭﺇﺳﺤﺎﻕ ﻭﻳﻌﻘﻮﺏ ﻓﻌﺒﺪﺕ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺣﺪﻩ , ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻟﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺠﻌﻞ ﻟﻠﻪ ﺷﺮﻳﻜًﺎ ﻓﻲ ﻋﺒﺎﺩﺗﻪ , ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﺑﺈﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺎﻟﻌﺒﺎﺩﺓ , ﻣﻤﺎ ﺗﻔﻀﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻪ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ , ﻭﻟﻜﻦ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻻ ﻳﺸﻜﺮﻭﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻧﻌﻤﺔ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻭﺍﻹﻳﻤﺎﻥ
ﺑِﺴْﻢِ ﺍﻟﻠﻪِ ﺍﻟﺮَّﺣْﻤﻦِ ﺍﻟﺮَّﺣِﻴﻢِ
ﺍﻟﺮ ﺗِﻠْﻚَ ﺁﻳَﺎﺕُ ﺍﻟْﻜِﺘَﺎﺏِ ﺍﻟْﻤُﺒِﻴﻦِ ( 1 )
( ﺍﻟﺮ ) ﻣﻦ ﺍﻻﻋﺠﺎﺯ
ﻫﺬﻩ ﺁﻳﺎﺕ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﺒﻴِّﻦ ﺍﻟﻮﺍﺿﺢ ﻓﻲ ﻣﻌﺎﻧﻴﻪ ﻭﺣﻼﻟﻪ ﻭﺣﺮﺍﻣﻪ ﻭﻫﺪﺍﻩ .
ﺇِﻧَّﺎ ﺃَﻧﺰَﻟْﻨَﺎﻩُ ﻗُﺮْﺁﻧﺎً ﻋَﺮَﺑِﻴّﺎً ﻟَﻌَﻠَّﻜُﻢْ ﺗَﻌْﻘِﻠُﻮﻥَ ( 2 )
ﺇﻧﺎ ﺃﻧﺰﻟﻨﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺑﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺏ , ﻟﻌﻠﻜﻢ - ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻌﺮﺏ - ﺗﻌﻘﻠﻮﻥ ﻣﻌﺎﻧﻴﻪ ﻭﺗﻔﻬﻤﻮﻧﻬﺎ , ﻭﺗﻌﻤﻠﻮﻥ ﺑﻬﺪﻳﻪ .
ﻧَﺤْﻦُ ﻧَﻘُﺺُّ ﻋَﻠَﻴْﻚَ ﺃَﺣْﺴَﻦَ ﺍﻟْﻘَﺼَﺺِ ﺑِﻤَﺎ ﺃَﻭْﺣَﻴْﻨَﺎ ﺇِﻟَﻴْﻚَ ﻫَﺬَﺍ ﺍﻟْﻘُﺮْﺁﻥَ ﻭَﺇِﻥْ ﻛُﻨﺖَ ﻣِﻦْ ﻗَﺒْﻠِﻪِ ﻟَﻤِﻦْ ﺍﻟْﻐَﺎﻓِﻠِﻴﻦَ ( 3 )
ﻧﺤﻦ ﻧﻘﺺُّ ﻋﻠﻴﻚ - ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ - ﺃﺣﺴﻦ ﺍﻟﻘﺼﺺ ﺑﻮﺣﻴﻨﺎ ﺇﻟﻴﻚ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ , ﻭﺇﻥ ﻛﻨﺖ ﻗﺒﻞ ﺇﻧﺰﺍﻟﻪ ﻋﻠﻴﻚ ﻟﻤﻦ ﺍﻟﻐﺎﻓﻠﻴﻦ ﻋﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺧﺒﺎﺭ , ﻻ ﺗﺪﺭﻱ ﻋﻨﻬﺎ ﺷﻴﺌًﺎ .
ﺇِﺫْ ﻗَﺎﻝَ ﻳُﻮﺳُﻒُ ﻷَﺑِﻴﻪِ ﻳَﺎ ﺃَﺑَﺖِ ﺇِﻧِّﻲ ﺭَﺃَﻳْﺖُ ﺃَﺣَﺪَ ﻋَﺸَﺮَ ﻛَﻮْﻛَﺒﺎً ﻭَﺍﻟﺸَّﻤْﺲَ ﻭَﺍﻟْﻘَﻤَﺮَ ﺭَﺃَﻳْﺘُﻬُﻢْ ﻟِﻲ ﺳَﺎﺟِﺪِﻳﻦَ ( 4 )
ﺍﺫﻛﺮ - ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ - ﻟﻘﻮﻣﻚ ﻗﻮﻝ ﻳﻮﺳﻒ ﻷﺑﻴﻪ : ﺇﻧﻲ ﺭﺃﻳﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﻡ ﺃﺣﺪ ﻋﺸﺮ ﻛﻮﻛﺒًﺎ , ﻭﺍﻟﺸﻤﺲ ﻭﺍﻟﻘﻤﺮ ﺭﺃﻳﺘﻬﻢ ﻟﻲ ﺳﺎﺟﺪﻳﻦ . ﻓﻜﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﺅﻳﺎ ﺑﺸﺮﻯ ﻟِﻤَﺎ ﻭﺻﻞ ﺇﻟﻴﻪ ﻳﻮﺳﻒ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻣﻦ ﻋﻠﻮِّ ﺍﻟﻤﻨﺰﻟﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺍﻵﺧﺮﺓ .
ﻗَﺎﻝَ ﻳَﺎ ﺑُﻨَﻲَّ ﻻ ﺗَﻘْﺼُﺺْ ﺭُﺅْﻳَﺎﻙَ ﻋَﻠَﻰ ﺇِﺧْﻮَﺗِﻚَ ﻓَﻴَﻜِﻴﺪُﻭﺍ ﻟَﻚَ ﻛَﻴْﺪﺍً ﺇِﻥَّ ﺍﻟﺸَّﻴْﻄَﺎﻥَ ﻟِﻺِﻧﺴَﺎﻥِ ﻋَﺪُﻭٌّ ﻣُﺒِﻴﻦٌ ( 5 )
ﺇﺫ ﻗﺎﻝ ﺇﺧﻮﺓ ﻳﻮﺳﻒ ﻣﻦ ﺃﺑﻴﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻬﻢ : ﺇﻥ ﻳﻮﺳﻒ ﻭﺃﺧﺎﻩ ﺍﻟﺸﻘﻴﻖ ﺃﺣﺐ ﺇﻟﻰ ﺃﺑﻴﻨﺎ ﻣﻨﺎ , ﻳﻔﻀِّﻠﻬﻤﺎ ﻋﻠﻴﻨﺎ , ﻭﻧﺤﻦ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﺫﻭﻭ ﻋﺪﺩ , ﺇﻥ ﺃﺑﺎﻧﺎ ﻟﻔﻲ ﺧﻄﺄ ﺑﻴِّﻦ ﺣﻴﺚ ﻓﻀَّﻠﻬﻤﺎ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﻣﻮﺟﺐ ﻧﺮﺍﻩ .
ﻭَﻛَﺬَﻟِﻚَ ﻳَﺠْﺘَﺒِﻴﻚَ ﺭَﺑُّﻚَ ﻭَﻳُﻌَﻠِّﻤُﻚَ ﻣِﻦْ ﺗَﺄْﻭِﻳﻞِ ﺍﻷَﺣَﺎﺩِﻳﺚِ ﻭَﻳُﺘِﻢُّ ﻧِﻌْﻤَﺘَﻪُ ﻋَﻠَﻴْﻚَ ﻭَﻋَﻠَﻰ ﺁﻝِ ﻳَﻌْﻘُﻮﺏَ ﻛَﻤَﺎ ﺃَﺗَﻤَّﻬَﺎ ﻋَﻠَﻰ ﺃَﺑَﻮَﻳْﻚَ ﻣِﻦْ ﻗَﺒْﻞُ ﺇِﺑْﺮَﺍﻫِﻴﻢَ ﻭَﺇِﺳْﺤَﻖَ ﺇِﻥَّ ﺭَﺑَّﻚَ ﻋَﻠِﻴﻢٌ ﺣَﻜِﻴﻢٌ ( 6 )
ﻭﻛﻤﺎ ﺃﺭﺍﻙ ﺭﺑﻚ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﺅﻳﺎ ﻓﻜﺬﻟﻚ ﻳﺼﻄﻔﻴﻚ ﻭﻳﻌﻠﻤﻚ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﻣﺎ ﻳﺮﺍﻩ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻣﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺅﻯ ﻣﻤﺎ ﺗﺆﻭﻝ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﺍﻗﻌًﺎ , ﻭﻳﺘﻢ ﻧﻌﻤﺘﻪ ﻋﻠﻴﻚ ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻝ ﻳﻌﻘﻮﺏ ﺑﺎﻟﻨﺒﻮﺓ ﻭﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ , ﻛﻤﺎ ﺃﺗﻤﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻋﻠﻰ ﺃﺑﻮﻳﻚ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻭﺇﺳﺤﺎﻕ ﺑﺎﻟﻨﺒﻮﺓ ﻭﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ . ﺇﻥ ﺭﺑﻚ ﻋﻠﻴﻢ ﺑﻤﻦ ﻳﺼﻄﻔﻴﻪ ﻣﻦ ﻋﺒﺎﺩﻩ , ﺣﻜﻴﻢ ﻓﻲ ﺗﺪﺑﻴﺮ ﺃﻣﻮﺭ ﺧﻠﻘﻪ .
ﻟَﻘَﺪْ ﻛَﺎﻥَ ﻓِﻲ ﻳُﻮﺳُﻒَ ﻭَﺇِﺧْﻮَﺗِﻪِ ﺁﻳَﺎﺕٌ ﻟِﻠﺴَّﺎﺋِﻠِﻴﻦَ ( 7 )
ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﻗﺼﺔ ﻳﻮﺳﻒ ﻭﺇﺧﻮﺗﻪ ﻋﺒﺮ ﻭﺃﺩﻟﺔ ﺗﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﻗﺪﺭﺓ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺣﻜﻤﺘﻪ ﻟﻤﻦ ﻳﺴﺄﻝ ﻋﻦ ﺃﺧﺒﺎﺭﻫﻢ , ﻭﻳﺮﻏﺐ ﻓﻲ ﻣﻌﺮﻓﺘﻬﺎ .
ﺇِﺫْ ﻗَﺎﻟُﻮﺍ ﻟَﻴُﻮﺳُﻒُ ﻭَﺃَﺧُﻮﻩُ ﺃَﺣَﺐُّ ﺇِﻟَﻰ ﺃَﺑِﻴﻨَﺎ ﻣِﻨَّﺎ ﻭَﻧَﺤْﻦُ ﻋُﺼْﺒَﺔٌ ﺇِﻥَّ ﺃَﺑَﺎﻧَﺎ ﻟَﻔِﻲ ﺿَﻼﻝٍ ﻣُﺒِﻴﻦٍ ( 8 )
ﺇﺫ ﻗﺎﻝ ﺇﺧﻮﺓ ﻳﻮﺳﻒ ﻣﻦ ﺃﺑﻴﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻬﻢ : ﺇﻥ ﻳﻮﺳﻒ ﻭﺃﺧﺎﻩ ﺍﻟﺸﻘﻴﻖ ﺃﺣﺐ ﺇﻟﻰ ﺃﺑﻴﻨﺎ ﻣﻨﺎ , ﻳﻔﻀِّﻠﻬﻤﺎ ﻋﻠﻴﻨﺎ , ﻭﻧﺤﻦ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﺫﻭﻭ ﻋﺪﺩ , ﺇﻥ ﺃﺑﺎﻧﺎ ﻟﻔﻲ ﺧﻄﺄ ﺑﻴِّﻦ ﺣﻴﺚ ﻓﻀَّﻠﻬﻤﺎ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﻣﻮﺟﺐ ﻧﺮﺍﻩ .
ﺍﻗْﺘُﻠُﻮﺍ ﻳُﻮﺳُﻒَ ﺃَﻭْ ﺍﻃْﺮَﺣُﻮﻩُ ﺃَﺭْﺿﺎً ﻳَﺨْﻞُ ﻟَﻜُﻢْ ﻭَﺟْﻪُ ﺃَﺑِﻴﻜُﻢْ ﻭَﺗَﻜُﻮﻧُﻮﺍ ﻣِﻦْ ﺑَﻌْﺪِﻩِ ﻗَﻮْﻣﺎً ﺻَﺎﻟِﺤِﻴﻦَ ( 9 )
ﺍﻗﺘﻠﻮﺍ ﻳﻮﺳﻒ ﺃﻭ ﺃﻟﻘﻮﺍ ﺑﻪ ﻓﻲ ﺃﺭﺽ ﻣﺠﻬﻮﻟﺔ ﺑﻌﻴﺪﺓ ﻋﻦ ﺍﻟﻌُﻤﺮﺍﻥ ﻳﺨﻠُﺺ ﻟﻜﻢ ﺣﺐ ﺃﺑﻴﻜﻢ ﻭﺇﻗﺒﺎﻟﻪ ﻋﻠﻴﻜﻢ , ﻭﻻ ﻳﻠﺘﻔﺖ ﻋﻨﻜﻢ ﺇﻟﻰ ﻏﻴﺮﻛﻢ , ﻭﺗﻜﻮﻧﻮﺍ ﻣِﻦْ ﺑﻌﺪ ﻗَﺘْﻞ ﻳﻮﺳﻒ ﺃﻭ ﺇﺑﻌﺎﺩﻩ ﺗﺎﺋﺒﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ , ﻣﺴﺘﻐﻔﺮﻳﻦ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺑﻌﺪ ﺫﻧﺒﻜﻢ .
ﻗَﺎﻝَ ﻗَﺎﺋِﻞٌ ﻣِﻨْﻬُﻢْ ﻻ ﺗَﻘْﺘُﻠُﻮﺍ ﻳُﻮﺳُﻒَ ﻭَﺃَﻟْﻘُﻮﻩُ ﻓِﻲ ﻏَﻴَﺎﺑَﺔِ ﺍﻟْﺠُﺐِّ ﻳَﻠْﺘَﻘِﻄْﻪُ ﺑَﻌْﺾُ ﺍﻟﺴَّﻴَّﺎﺭَﺓِ ﺇِﻥْ ﻛُﻨﺘُﻢْ ﻓَﺎﻋِﻠِﻴﻦَ ( 10 )
ﻗﺎﻝ ﻗﺎﺋﻞ ﻣﻦ ﺇﺧﻮﺓ ﻳﻮﺳﻒ : ﻻ ﺗﻘﺘﻠﻮﺍ ﻳﻮﺳﻒ ﻭﺃﻟﻘﻮﻩ ﻓﻲ ﺟﻮﻑ ﺍﻟﺒﺌﺮ ﻳﻠﺘﻘﻄﻪ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﺎﺭَّﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺮﻳﻦ ﻓﺘﺴﺘﺮﻳﺤﻮﺍ ﻣﻨﻪ , ﻭﻻ ﺣﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﻗﺘﻠﻪ , ﺇﻥ ﻛﻨﺘﻢ ﻋﺎﺯﻣﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﻓﻌﻞ ﻣﺎ ﺗﻘﻮﻟﻮﻥ .
ﻗَﺎﻟُﻮﺍ ﻳَﺎ ﺃَﺑَﺎﻧَﺎ ﻣَﺎ ﻟَﻚَ ﻻ ﺗَﺄْﻣَﻨَّﺎ ﻋَﻠَﻰ ﻳُﻮﺳُﻒَ ﻭَﺇِﻧَّﺎ ﻟَﻪُ ﻟَﻨَﺎﺻِﺤُﻮﻥَ ( 11 )
ﻗﺎﻝ ﺇﺧﻮﺓ ﻳﻮﺳﻒ - ﺑﻌﺪ ﺍﺗﻔﺎﻗﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺇﺑﻌﺎﺩﻩ :- ﻳﺎ ﺃﺑﺎﻧﺎ ﻣﺎ ﻟﻚ ﻻ ﺗﺠﻌﻠﻨﺎ ﺃﻣﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻳﻮﺳﻒ ﻣﻊ ﺃﻧﻪ ﺃﺧﻮﻧﺎ , ﻭﻧﺤﻦ ﻧﺮﻳﺪ ﻟﻪ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻭﻧﺸﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻧﺮﻋﺎﻩ , ﻭﻧﺨﺼﻪ ﺑﺨﺎﻟﺺ ﺍﻟﻨﺼﺢ؟
ﺃَﺭْﺳِﻠْﻪُ ﻣَﻌَﻨَﺎ ﻏَﺪﺍً ﻳَﺮْﺗَﻊْ ﻭَﻳَﻠْﻌَﺐْ ﻭَﺇِﻧَّﺎ ﻟَﻪُ ﻟَﺤَﺎﻓِﻈُﻮﻥَ ( 12 )
ﺃﺭﺳﻠﻪ ﻣﻌﻨﺎ ﻏﺪًﺍ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﺨﺮﺝ ﺇﻟﻰ ﻣﺮﺍﻋﻴﻨﺎ ﻳَﺴْﻊَ ﻭﻳﻨﺸﻂ ﻭﻳﻔﺮﺡ , ﻭﻳﻠﻌﺐ ﺑﺎﻻﺳﺘﺒﺎﻕ ﻭﻧﺤﻮﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻌﺐ ﺍﻟﻤﺒﺎﺡ , ﻭﺇﻧﺎ ﻟﺤﺎﻓﻈﻮﻥ ﻟﻪ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺗﺨﺎﻑ ﻋﻠﻴﻪ .
ﻗَﺎﻝَ ﺇِﻧِّﻲ ﻟَﻴَﺤْﺰُﻧُﻨِﻲ ﺃَﻥْ ﺗَﺬْﻫَﺒُﻮﺍ ﺑِﻪِ ﻭَﺃَﺧَﺎﻑُ ﺃَﻥْ ﻳَﺄْﻛُﻠَﻪُ ﺍﻟﺬِّﺋْﺐُ ﻭَﺃَﻧْﺘُﻢْ ﻋَﻨْﻪُ ﻏَﺎﻓِﻠُﻮﻥَ ( 13 )
ﻗﺎﻝ ﻳﻌﻘﻮﺏ : ﺇﻧﻲ ﻟَﻴﺆﻟﻢ ﻧﻔﺴﻲ ﻣﻔﺎﺭﻗﺘﻪ ﻟﻲ ﺇﺫﺍ ﺫﻫﺒﺘﻢ ﺑﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺮﺍﻋﻲ , ﻭﺃﺧﺸﻰ ﺃﻥ ﻳﺄﻛﻠﻪ ﺍﻟﺬﺋﺐ , ﻭﺃﻧﺘﻢ ﻋﻨﻪ ﻏﺎﻓﻠﻮﻥ ﻣﻨﺸﻐﻠﻮﻥ .
ﻗَﺎﻟُﻮﺍ ﻟَﺌِﻦْ ﺃَﻛَﻠَﻪُ ﺍﻟﺬِّﺋْﺐُ ﻭَﻧَﺤْﻦُ ﻋُﺼْﺒَﺔٌ ﺇِﻧَّﺎ ﺇِﺫﺍً ﻟَﺨَﺎﺳِﺮُﻭﻥَ ( 14 )
ﻗﺎﻝ ﺇﺧﻮﺓ ﻳﻮﺳﻒ ﻟﻮﺍﻟﺪﻫﻢ : ﻟﺌﻦ ﺃﻛﻠﻪ ﺍﻟﺬﺋﺐ , ﻭﻧﺤﻦ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻗﻮﻳﺔ ﺇﻧﺎ ﺇﺫًﺍ ﻟﺨﺎﺳﺮﻭﻥ , ﻻ ﺧﻴﺮ ﻓﻴﻨﺎ , ﻭﻻ ﻧﻔﻊ ﻳُﺮْﺟَﻰ ﻣﻨﺎ .
ﻓَﻠَﻤَّﺎ ﺫَﻫَﺒُﻮﺍ ﺑِﻪِ ﻭَﺃَﺟْﻤَﻌُﻮﺍ ﺃَﻥْ ﻳَﺠْﻌَﻠُﻮﻩُ ﻓِﻲ ﻏَﻴَﺎﺑَﺔِ ﺍﻟْﺠُﺐِّ ﻭَﺃَﻭْﺣَﻴْﻨَﺎ ﺇِﻟَﻴْﻪِ ﻟَﺘُﻨَﺒِّﺌَﻨَّﻪْﻡُ ﺑِﺄَﻣْﺮِﻫِﻢْ ﻫَﺬَﺍ ﻭَﻫُﻢْ ﻻ ﻳَﺸْﻌُﺮُﻭﻥَ ( 15 )
ﻓﺄﺭْﺳَﻠَﻪُ ﻣﻌﻬﻢ . ﻓﻠﻤﺎ ﺫﻫﺒﻮﺍ ﺑﻪ ﻭﺃﺟﻤﻌﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺇﻟﻘﺎﺋﻪ ﻓﻲ ﺟﻮﻑ ﺍﻟﺒﺌﺮ , ﻭﺃﻭﺣﻴﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﻳﻮﺳﻒ ﻟﺘﺨﺒﺮﻥَّ ﺇﺧﻮﺗﻚ ﻣﺴﺘﻘﺒﻼ ﺑﻔﻌﻠﻬﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﻌﻠﻮﻩ ﺑﻚ , ﻭﻫﻢ ﻻ ﻳُﺤِﺴُّﻮﻥ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻷﻣﺮ ﻭﻻ ﻳﺸﻌﺮﻭﻥ ﺑﻪ .
ﻭَﺟَﺎﺀُﻭﺍ ﺃَﺑَﺎﻫُﻢْ ﻋِﺸَﺎﺀً ﻳَﺒْﻜُﻮﻥَ ( 16 )
ﻭﺟﺎﺀ ﺇﺧﻮﺓ ﻳﻮﺳﻒ ﺇﻟﻰ ﺃﺑﻴﻬﻢ ﻓﻲ ﻭﻗﺖ ﺍﻟﻌِﺸﺎﺀ ﻣﻦ ﺃﻭﻝ ﺍﻟﻠﻴﻞ , ﻳﺒﻜﻮﻥ ﻭﻳﻈﻬﺮﻭﻥ ﺍﻷﺳﻒ ﻭﺍﻟﺠﺰﻉ .
ﻗَﺎﻟُﻮﺍ ﻳَﺎ ﺃَﺑَﺎﻧَﺎ ﺇِﻧَّﺎ ﺫَﻫَﺒْﻨَﺎ ﻧَﺴْﺘَﺒِﻖُ ﻭَﺗَﺮَﻛْﻨَﺎ ﻳُﻮﺳُﻒَ ﻋِﻨْﺪَ ﻣَﺘَﺎﻋِﻨَﺎ ﻓَﺄَﻛَﻠَﻪُ ﺍﻟﺬِّﺋْﺐُ ﻭَﻣَﺎ ﺃَﻧْﺖَ ﺑِﻤُﺆْﻣِﻦٍ ﻟَﻨَﺎ ﻭَﻟَﻮْ ﻛُﻨَّﺎ ﺻَﺎﺩِﻗِﻴﻦَ ( 17 )
ﻗﺎﻟﻮﺍ : ﻳﺎ ﺃﺑﺎﻧﺎ ﺇﻧﺎ ﺫﻫﺒﻨﺎ ﻧﺘﺴﺎﺑﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﺠَﺮْﻱ ﻭﺍﻟﺮﻣﻲ ﺑﺎﻟﺴﻬﺎﻡ , ﻭﺗﺮﻛﻨﺎ ﻳﻮﺳﻒ ﻋﻨﺪ ﺯﺍﺩﻧﺎ ﻭﺛﻴﺎﺑﻨﺎ , ﻓﻠﻢ ﻧﻘﺼِّﺮ ﻓﻲ ﺣﻔﻈﻪ , ﺑﻞ ﺗﺮﻛﻨﺎﻩ ﻓﻲ ﻣﺄﻣﻨﻨﺎ , ﻭﻣﺎ ﻓﺎﺭﻗﻨﺎﻩ ﺇﻻ ﻭﻗﺘًﺎ ﻳﺴﻴﺮًﺍ , ﻓﺄﻛﻠﻪ ﺍﻟﺬﺋﺐ , ﻭﻣﺎ ﺃﻧﺖ ﺑﻤﺼﺪِّﻕ ﻟﻨﺎ ﻭﻟﻮ ﻛﻨﺎ ﻣﻮﺻﻮﻓﻴﻦ ﺑﺎﻟﺼﺪﻕ ; ﻟﺸﺪﺓ ﺣﺒﻚ ﻟﻴﻮﺳﻒ .
ﻭَﺟَﺎﺀُﻭﺍ ﻋَﻠَﻰ ﻗَﻤِﻴﺼِﻪِ ﺑِﺪَﻡٍ ﻛَﺬِﺏٍ ﻗَﺎﻝَ ﺑَﻞْ ﺳَﻮَّﻟَﺖْ ﻟَﻜُﻢْ ﺃَﻧﻔُﺴُﻜُﻢْ ﺃَﻣْﺮﺍً ﻓَﺼَﺒْﺮٌ ﺟَﻤِﻴﻞٌ ﻭَﺍﻟﻠَّﻪُ ﺍﻟْﻤُﺴْﺘَﻌَﺎﻥُ ﻋَﻠَﻰ ﻣَﺎ ﺗَﺼِﻔُﻮﻥَ ( 18 )
ﻭﺟﺎﺅﻭﺍ ﺑﻘﻤﻴﺼﻪ ﻣﻠﻄﺨًﺎ ﺑﺪﻡ ﻏﻴﺮ ﺩﻡ ﻳﻮﺳﻒ ; ﻟﻴﺸﻬﺪ ﻋﻠﻰ ﺻﺪﻗﻬﻢ , ﻓﻜﺎﻥ ﺩﻟﻴﻼ ﻋﻠﻰ ﻛﺬﺑﻬﻢ ; ﻷﻥ ﺍﻟﻘﻤﻴﺺ ﻟﻢ ﻳُﻤَﺰَّﻕْ . ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻬﻢ ﺃﺑﻮﻫﻢ ﻳﻌﻘﻮﺏ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ : ﻣﺎ ﺍﻷﻣﺮ ﻛﻤﺎ ﺗﻘﻮﻟﻮﻥ , ﺑﻞ ﺯﻳَّﻨﺖ ﻟﻜﻢ ﺃﻧﻔﺴﻜﻢ ﺍﻷﻣَّﺎﺭﺓ ﺑﺎﻟﺴﻮﺀ ﺃﻣﺮًﺍ ﻗﺒﻴﺤًﺎ ﻓﻲ ﻳﻮﺳﻒ , ﻓﺮﺃﻳﺘﻤﻮﻩ ﺣﺴﻨًﺎ ﻭﻓﻌﻠﺘﻤﻮﻩ , ﻓﺼﺒﺮﻱ ﺻﺒﺮ ﺟﻤﻴﻞ ﻻ ﺷﻜﻮﻯ ﻣﻌﻪ ﻷﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻠﻖ , ﻭﺃﺳﺘﻌﻴﻦ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﺣﺘﻤﺎﻝ ﻣﺎ ﺗﺼﻔﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺬﺏ , ﻻ ﻋﻠﻰ ﺣﻮﻟﻲ ﻭﻗﻮﺗﻲ .
ﻭَﺟَﺎﺀَﺕْ ﺳَﻴَّﺎﺭَﺓٌ ﻓَﺄَﺭْﺳَﻠُﻮﺍ ﻭَﺍﺭِﺩَﻫُﻢْ ﻓَﺄَﺩْﻟَﻰ ﺩَﻟْﻮَﻩُ ﻗَﺎﻝَ ﻳَﺎ ﺑُﺸْﺮَﻯ ﻫَﺬَﺍ ﻏُﻼﻡٌ ﻭَﺃَﺳَﺮُّﻭﻩُ ﺑِﻀَﺎﻋَﺔً ﻭَﺍﻟﻠَّﻪُ ﻋَﻠِﻴﻢٌ ﺑِﻤَﺎ ﻳَﻌْﻤَﻠُﻮﻥَ ( 19 )
ﻭﺟﺎﺀﺕ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺮﻳﻦ , ﻓﺄﺭﺳﻠﻮﺍ ﻣَﻦ ﻳﻄﻠﺐ ﻟﻬﻢ ﺍﻟﻤﺎﺀ , ﻓﻠﻤﺎ ﺃﺭﺳﻞ ﺩﻟﻮﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺌﺮ ﺗﻌﻠَّﻖ ﺑﻬﺎ ﻳﻮﺳﻒ , ﻓﻘﺎﻝ ﻭﺍﺭﺩﻫﻢ : ﻳﺎ ﺑﺸﺮﺍﻱ ﻫﺬﺍ ﻏﻼﻡ ﻧﻔﻴﺲ , ﻭﺃﺧﻔﻰ ﺍﻟﻮﺍﺭﺩُ ﻭﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻳﻮﺳﻒَ ﻣﻦ ﺑﻘﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺮﻳﻦ ﻓﻠﻢ ﻳﻈﻬﺮﻭﻩ ﻟﻬﻢ , ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ : ﺇﻥ ﻫﺬﻩ ﺑﻀﺎﻋﺔ ﺍﺳﺘﺒﻀﻌﻨﺎﻫﺎ , ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻢ ﺑﻤﺎ ﻳﻌﻤﻠﻮﻧﻪ ﺑﻴﻮﺳﻒ .
ﻭَﺷَﺮَﻭْﻩُ ﺑِﺜَﻤَﻦٍ ﺑَﺨْﺲٍ ﺩَﺭَﺍﻫِﻢَ ﻣَﻌْﺪُﻭﺩَﺓٍ ﻭَﻛَﺎﻧُﻮﺍ ﻓِﻴﻪِ ﻣِﻦْ ﺍﻟﺰَّﺍﻫِﺪِﻳﻦَ ( 20 )
ﻭﺑﺎﻋﻪ ﺇﺧﻮﺗﻪ ﻟﻠﻮﺍﺭﺩﻳﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺮﻳﻦ ﺑﺜﻤﻦ ﻗﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺭﺍﻫﻢ , ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ ﺯﺍﻫﺪﻳﻦ ﻓﻴﻪ ﺭﺍﻏﺒﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻨﻪ ; ﻭﺫﻟﻚ ﺃﻧﻬﻢ ﻻ ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ ﻣﻨﺰﻟﺘﻪ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ .
ﻭَﻗَﺎﻝَ ﺍﻟَّﺬِﻱ ﺍﺷْﺘَﺮَﺍﻩُ ﻣِﻦْ ﻣِﺼْﺮَ ﻻﻣْﺮَﺃَﺗِﻪِ ﺃَﻛْﺮِﻣِﻲ ﻣَﺜْﻮَﺍﻩُ ﻋَﺴَﻰ ﺃَﻥْ ﻳَﻨﻔَﻌَﻨَﺎ ﺃَﻭْ ﻧَﺘَّﺨِﺬَﻩُ ﻭَﻟَﺪﺍً ﻭَﻛَﺬَﻟِﻚَ ﻣَﻜَّﻨَّﺎ ﻟِﻴُﻮﺳُﻒَ ﻓِﻲ ﺍﻷَﺭْﺽِ ﻭَﻟِﻨُﻌَﻠِّﻤَﻪُ ﻣِﻦْ ﺗَﺄْﻭِﻳﻞِ ﺍﻷَﺣَﺎﺩِﻳﺚِ ﻭَﺍﻟﻠَّﻪُ ﻏَﺎﻟِﺐٌ ﻋَﻠَﻰ ﺃَﻣْﺮِﻩِ ﻭَﻟَﻜِﻦَّ ﺃَﻛْﺜَﺮَ ﺍﻟﻨَّﺎﺱِ ﻻ ﻳَﻌْﻠَﻤُﻮﻥَ ( 21 )
ﻭﻟﻤﺎ ﺫﻫﺐ ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺮﻭﻥ ﺑﻴﻮﺳﻒ ﺇﻟﻰ " ﻣﺼﺮ " ﺍﺷﺘﺮﺍﻩ ﻣﻨﻬﻢ ﻋﺰﻳﺰﻫﺎ , ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ , ﻭﻗﺎﻝ ﻻﻣﺮﺃﺗﻪ : ﺃﺣﺴﻨﻲ ﻣﻌﺎﻣﻠﺘﻪ , ﻭﺍﺟﻌﻠﻲ ﻣﻘﺎﻣﻪ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﻛﺮﻳﻤًﺎ , ﻟﻌﻠﻨﺎ ﻧﺴﺘﻔﻴﺪ ﻣﻦ ﺧﺪﻣﺘﻪ , ﺃﻭ ﻧﻘﻴﻤﻪ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﻣﻘﺎﻡ ﺍﻟﻮﻟﺪ , ﻭﻛﻤﺎ ﺃﻧﺠﻴﻨﺎ ﻳﻮﺳﻒ ﻭﺟﻌﻠﻨﺎ ﻋﺰﻳﺰ " ﻣﺼﺮ " ﻳَﻌْﻄِﻒ ﻋﻠﻴﻪ , ﻓﻜﺬﻟﻚ ﻣﻜﻨَّﺎ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺃﺭﺽ " ﻣﺼﺮ ," ﻭﺟﻌﻠﻨﺎﻩ ﻋﻠﻰ ﺧﺰﺍﺋﻨﻬﺎ , ﻭﻟﻨﻌﻠِّﻤﻪ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺍﻟﺮﺅﻯ ﻓﻴﻌﺮﻑ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎ ﺳﻴﻘﻊ ﻣﺴﺘﻘﺒﻼ . ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻏﺎﻟﺐ ﻋﻠﻰ ﺃﻣﺮﻩ , ﻓﺤﻜﻤﻪ ﻧﺎﻓﺬ ﻻ ﻳﺒﻄﻠﻪ ﻣﺒﻄﻞ , ﻭﻟﻜﻦ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻻ ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ ﺃﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﻛﻠﻪ ﺑﻴﺪ ﺍﻟﻠﻪ .
ﻭَﻟَﻤَّﺎ ﺑَﻠَﻎَ ﺃَﺷُﺪَّﻩُ ﺁﺗَﻴْﻨَﺎﻩُ ﺣُﻜْﻤﺎً ﻭَﻋِﻠْﻤﺎً ﻭَﻛَﺬَﻟِﻚَ ﻧَﺠْﺰِﻱ ﺍﻟْﻤُﺤْﺴِﻨِﻴﻦَ ( 22 )
ﻭﻟﻤﺎ ﺑﻠﻎ ﻳﻮﺳﻒ ﻣﻨﺘﻬﻰ ﻗﻮﺗﻪ ﻓﻲ ﺷﺒﺎﺑﻪ ﺃﻋﻄﻴﻨﺎﻩ ﻓﻬﻤًﺎ ﻭﻋﻠﻤًﺎ , ﻭﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﺰﺍﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﺰﻳﻨﺎ ﺑﻪ ﻳﻮﺳﻒ ﻋﻠﻰ ﺇﺣﺴﺎﻧﻪ ﻧﺠﺰﻱ ﺍﻟﻤﺤﺴﻨﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺇﺣﺴﺎﻧﻬﻢ . ﻭﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺗﺴﻠﻴﺔ ﻟﻠﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ .
ﻭَﺭَﺍﻭَﺩَﺗْﻪُ ﺍﻟَّﺘِﻲ ﻫُﻮَ ﻓِﻲ ﺑَﻴْﺘِﻬَﺎ ﻋَﻦْ ﻧَﻔْﺴِﻪِ ﻭَﻏَﻠَّﻘَﺖْ ﺍﻷَﺑْﻮَﺍﺏَ ﻭَﻗَﺎﻟَﺖْ ﻫَﻴْﺖَ ﻟَﻚَ ﻗَﺎﻝَ ﻣَﻌَﺎﺫَ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﺇِﻧَّﻪُ ﺭَﺑِّﻲ ﺃَﺣْﺴَﻦَ ﻣَﺜْﻮَﺍﻱَ ﺇِﻧَّﻪُ ﻻ ﻳُﻔْﻠِﺢُ ﺍﻟﻈَّﺎﻟِﻤُﻮﻥَ ( 23 )
ﻭﺩﻋﺖ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ - ﺑﺮﻓﻖ ﻭﻟﻴﻦ - ﻳﻮﺳﻒ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﻓﻲ ﺑﻴﺘﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻧﻔﺴﻬﺎ ; ﻟﺤﺒﻬﺎ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ ﻟﻪ ﻭﺣﺴﻦ ﺑﻬﺎﺋﻪ , ﻭﻏﻠَّﻘﺖ ﺍﻷﺑﻮﺍﺏ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﻋﻠﻰ ﻳﻮﺳﻒ , ﻭﻗﺎﻟﺖ : ﻫﻠﻢَّ ﺇﻟﻲَّ , ﻓﻘﺎﻝ : ﻣﻌﺎﺫ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻋﺘﺼﻢ ﺑﻪ , ﻭﺃﺳﺘﺠﻴﺮ ﻣِﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺪﻋﻴﻨﻨﻲ ﺇﻟﻴﻪ , ﻣﻦ ﺧﻴﺎﻧﺔ ﺳﻴﺪﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺣﺴﻦ ﻣﻨﺰﻟﺘﻲ ﻭﺃﻛﺮﻣﻨﻲ ﻓﻼ ﺃﺧﻮﻧﻪ ﻓﻲ ﺃﻫﻠﻪ , ﺇﻧﻪ ﻻ ﻳﻔﻠﺢ ﻣَﻦ ﻇَﻠَﻢ ﻓَﻔَﻌﻞ ﻣﺎ ﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﻓﻌﻠﻪ .
ﻭَﻟَﻘَﺪْ ﻫَﻤَّﺖْ ﺑِﻪِ ﻭَﻫَﻢَّ ﺑِﻬَﺎ ﻟَﻮْﻻ ﺃَﻥْ ﺭَﺃَﻯ ﺑُﺮْﻫَﺎﻥَ ﺭَﺑِّﻪِ ﻛَﺬَﻟِﻚَ ﻟِﻨَﺼْﺮِﻑَ ﻋَﻨْﻪُ ﺍﻟﺴُّﻮﺀَ ﻭَﺍﻟْﻔَﺤْﺸَﺎﺀَ ﺇِﻧَّﻪُ ﻣِﻦْ ﻋِﺒَﺎﺩِﻧَﺎ ﺍﻟْﻤُﺨْﻠَﺼِﻴﻦَ ( 24 )
ﻭﻟﻘﺪ ﻣﺎﻟﺖ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻟﻔﻌﻞ ﺍﻟﻔﺎﺣﺸﺔ , ﻭﺣﺪَّﺛﺖ ﻳﻮﺳﻒَ ﻧﻔﺴُﻪ ﺣﺪﻳﺚ ﺧﻄﺮﺍﺕ ﻟﻼﺳﺘﺠﺎﺑﺔ , ﻟﻮﻻ ﺃﻥ ﺭﺃﻯ ﺁﻳﺔ ﻣﻦ ﺁﻳﺎﺕ ﺭﺑﻪ ﺗﺰﺟﺮﻩ ﻋﻤَّﺎ ﺣﺪﺛﺘﻪ ﺑﻪ ﻧﻔﺴﻪ , ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺃﺭﻳﻨﺎﻩ ﺫﻟﻚ ; ﻟﻨﺪﻓﻊ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﺴﻮﺀ ﻭﺍﻟﻔﺎﺣﺸﺔ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﺃﻣﻮﺭﻩ , ﺇﻧﻪ ﻣﻦ ﻋﺒﺎﺩﻧﺎ ﺍﻟﻤﻄﻬﺮﻳﻦ ﺍﻟﻤﺼﻄﻔَﻴﻦ ﻟﻠﺮﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﺧﻠﺼﻮﺍ ﻓﻲ ﻋﺒﺎﺩﺗﻬﻢ ﻟﻠﻪ ﻭﺗﻮﺣﻴﺪﻩ .
ﻭَﺍﺳْﺘَﺒَﻘَﺎ ﺍﻟْﺒَﺎﺏَ ﻭَﻗَﺪَّﺕْ ﻗَﻤِﻴﺼَﻪُ ﻣِﻦْ ﺩُﺑُﺮٍ ﻭَﺃَﻟْﻔَﻴَﺎ ﺳَﻴِّﺪَﻫَﺎ ﻟَﺪَﻯ ﺍﻟْﺒَﺎﺏِ ﻗَﺎﻟَﺖْ ﻣَﺎ ﺟَﺰَﺍﺀُ ﻣَﻦْ ﺃَﺭَﺍﺩَ ﺑِﺄَﻫْﻠِﻚَ ﺳُﻮﺀﺍً ﺇِﻻَّ ﺃَﻥْ ﻳُﺴْﺠَﻦَ ﺃَﻭْ ﻋَﺬَﺍﺏٌ ﺃَﻟِﻴﻢٌ ( 25 )
ﻭﺃﺳﺮﻉ ﻳﻮﺳﻒ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻳﺮﻳﺪ ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ , ﻭﺃﺳﺮﻋﺖ ﺗﺤﺎﻭﻝ ﺍﻹﻣﺴﺎﻙ ﺑﻪ , ﻭﺟﺬﺑﺖ ﻗﻤﻴﺼﻪ ﻣﻦ ﺧﻠﻔﻪ ; ﻟﺘﺤﻮﻝ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ ﻓﺸﻘَّﺘﻪ , ﻭﻭﺟﺪﺍ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻓﻘﺎﻟﺖ : ﻣﺎ ﺟﺰﺍﺀ ﻣَﻦ ﺃﺭﺍﺩ ﺑﺎﻣﺮﺃﺗﻚ ﻓﺎﺣﺸﺔ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻳﺴﺠﻦ ﺃﻭ ﻳﻌﺬﺏ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﺍﻟﻤﻮﺟﻊ .
ﻗَﺎﻝَ ﻫِﻲَ ﺭَﺍﻭَﺩَﺗْﻨِﻲ ﻋَﻦْ ﻧَﻔْﺴِﻲ ﻭَﺷَﻬِﺪَ ﺷَﺎﻫِﺪٌ ﻣِﻦْ ﺃَﻫْﻠِﻬَﺎ ﺇِﻥْ ﻛَﺎﻥَ ﻗَﻤِﻴﺼُﻪُ ﻗُﺪَّ ﻣِﻦْ ﻗُﺒُﻞٍ ﻓَﺼَﺪَﻗَﺖْ ﻭَﻫُﻮَ ﻣِﻦْ ﺍﻟْﻜَﺎﺫِﺑِﻴﻦَ ( 26 )
ﻗﺎﻝ ﻳﻮﺳﻒ : ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﻃﻠﺒﺖ ﻣﻨﻲ ﺫﻟﻚ , ﻓﺸﻬﺪ ﺻﺒﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻬﺪ ﻣِﻦ ﺃﻫﻠﻬﺎ ﻓﻘﺎﻝ : ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻗﻤﻴﺼﻪ ﺷُﻖَّ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﺎﻡ ﻓﺼﺪﻗﺖ ﻓﻲ ﺍﺗِّﻬﺎﻣﻬﺎ ﻟﻪ , ﻭﻫﻮ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺎﺫﺑﻴﻦ .
ﻭَﺇِﻥْ ﻛَﺎﻥَ ﻗَﻤِﻴﺼُﻪُ ﻗُﺪَّ ﻣِﻦْ ﺩُﺑُﺮٍ ﻓَﻜَﺬَﺑَﺖْ ﻭَﻫُﻮَ ﻣِﻦْ ﺍﻟﺼَّﺎﺩِﻗِﻴﻦَ ( 27 )
ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻗﻤﻴﺼﻪ ﺷُﻖَّ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻠﻒ ﻓﻜﺬﺑﺖ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻬﺎ , ﻭﻫﻮ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺎﺩﻗﻴﻦ .
ﻓَﻠَﻤَّﺎ ﺭَﺃَﻯ ﻗَﻤِﻴﺼَﻪُ ﻗُﺪَّ ﻣِﻦْ ﺩُﺑُﺮٍ ﻗَﺎﻝَ ﺇِﻧَّﻪُ ﻣِﻦْ ﻛَﻴْﺪِﻛُﻦَّ ﺇِﻥَّ ﻛَﻴْﺪَﻛُﻦَّ ﻋَﻈِﻴﻢٌ ( 28 )
ﻓﻠﻤﺎ ﺭﺃﻯ ﺍﻟﺰﻭﺝ ﻗﻤﻴﺺ ﻳﻮﺳﻒ ﺷُﻖَّ ﻣﻦ ﺧﻠﻔﻪ ﻋﻠﻢ ﺑﺮﺍﺀﺓ ﻳﻮﺳﻒ , ﻭﻗﺎﻝ ﻟﺰﻭﺟﺘﻪ : ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺬﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺗﻬﻤﺖِ ﺑﻪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﻫﻮ ﻣِﻦ ﺟﻤﻠﺔ ﻣﻜﺮﻛﻦ - ﺃﻳﺘﻬﺎ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ,- ﺇﻥَّ ﻣﻜﺮﻛﻦ ﻋﻈﻴﻢ .
ﻳُﻮﺳُﻒُ ﺃَﻋْﺮِﺽْ ﻋَﻦْ ﻫَﺬَﺍ ﻭَﺍﺳْﺘَﻐْﻔِﺮِﻱ ﻟِﺬَﻧْﺒِﻚِ ﺇِﻧَّﻚِ ﻛُﻨﺖِ ﻣِﻦْ ﺍﻟْﺨَﺎﻃِﺌِﻴﻦَ ( 29 )
ﻗﺎﻝ ﻋﺰﻳﺰ " ﻣﺼﺮ :" ﻳﺎ ﻳﻮﺳﻒ ﺍﺗﺮﻙ ﺫِﻛْﺮ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻨﻬﺎ ﻓﻼ ﺗﺬﻛﺮﻩ ﻷﺣﺪ , ﻭﺍﻃﻠﺒﻲ - ﺃﻳﺘﻬﺎ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ - ﺍﻟﻤﻐﻔﺮﺓ ﻟﺬﻧﺒﻚ؛ ﺇﻧﻚ ﻛﻨﺖِ ﻣﻦ ﺍﻵﺛﻤﻴﻦ ﻓﻲ ﻣﺮﺍﻭﺩﺓ ﻳﻮﺳﻒ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻪ , ﻭﻓﻲ ﺍﻓﺘﺮﺍﺋﻚ ﻋﻠﻴﻪ .
ﻭَﻗَﺎﻝَ ﻧِﺴْﻮَﺓٌ ﻓِﻲ ﺍﻟْﻤَﺪِﻳﻨَﺔِ ﺍﻣْﺮَﺃَﺓُ ﺍﻟْﻌَﺰِﻳﺰِ ﺗُﺮَﺍﻭِﺩُ ﻓَﺘَﺎﻫَﺎ ﻋَﻦْ ﻧَﻔْﺴِﻪِ ﻗَﺪْ ﺷَﻐَﻔَﻬَﺎ ﺣُﺒّﺎً ﺇِﻧَّﺎ ﻟَﻨَﺮَﺍﻫَﺎ ﻓِﻲ ﺿَﻼﻝٍ ﻣُﺒِﻴﻦٍ ( 30 )
ﻭﻭﺻﻞ ﺍﻟﺨﺒﺮ ﺇﻟﻰ ﻧﺴﻮﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻓﺘﺤﺪﺛﻦ ﺑﻪ , ﻭﻗﻠﻦ ﻣﻨﻜﺮﺍﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ : ﺍﻣﺮﺃﺓ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺗﺤﺎﻭﻝ ﻏﻼﻣﻬﺎ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻪ , ﻭﺗﺪﻋﻮﻩ ﺇﻟﻰ ﻧﻔﺴﻬﺎ , ﻭﻗﺪ ﺑﻠﻎ ﺣﺒﻬﺎ ﻟﻪ ﺷَﻐَﺎﻑ ﻗﻠﺒﻬﺎ ( ﻭﻫﻮ ﻏﻼﻓﻪ ) , ﺇﻧﺎ ﻟَﻨﺮﺍﻫﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻟﻔﻲ ﺿﻼﻝ ﻭﺍﺿﺢ .
ﻓَﻠَﻤَّﺎ ﺳَﻤِﻌَﺖْ ﺑِﻤَﻜْﺮِﻫِﻦَّ ﺃَﺭْﺳَﻠَﺖْ ﺇِﻟَﻴْﻬِﻦَّ ﻭَﺃَﻋْﺘَﺪَﺕْ ﻟَﻬُﻦَّ ﻣُﺘَّﻜَﺄً ﻭَﺁﺗَﺖْ ﻛُﻞَّ ﻭَﺍﺣِﺪَﺓٍ ﻣِﻨْﻬُﻦَّ ﺳِﻜِّﻴﻨﺎً ﻭَﻗَﺎﻟَﺖْ ﺍﺧْﺮُﺝْ ﻋَﻠَﻴْﻬِﻦَّ ﻓَﻠَﻤَّﺎ ﺭَﺃَﻳْﻨَﻪُ ﺃَﻛْﺒَﺮْﻧَﻪُ ﻭَﻗَﻄَّﻌْﻦَ ﺃَﻳْﺪِﻳَﻬُﻦَّ ﻭَﻗُﻠْﻦَ ﺣَﺎﺵَ ﻟِﻠَّﻪِ ﻣَﺎ ﻫَﺬَﺍ ﺑَﺸَﺮﺍً ﺇِﻥْ ﻫَﺬَﺍ ﺇِﻻَّ ﻣَﻠَﻚٌ ﻛَﺮِﻳﻢٌ ( 31 )
ﻓﻠﻤﺎ ﺳﻤﻌﺖ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﻐِﻴْﺒﺘﻬﻦ ﺇﻳﺎﻫﺎ ﻭﺍﺣﺘﻴﺎﻟﻬﻦ ﻓﻲ ﺫﻣِّﻬﺎ , ﺃﺭﺳﻠﺖ ﺇﻟﻴﻬﻦ ﺗﺪﻋﻮﻫﻦ ﻟﺰﻳﺎﺭﺗﻬﺎ , ﻭﻫﻴَّﺄﺕ ﻟﻬﻦ ﻣﺎ ﻳﺘﻜﺌﻦ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﺪ , ﻭﻣﺎ ﻳﺄﻛﻠﻨﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ , ﻭﺃﻋﻄﺖ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻣﻨﻬﻦ ﺳﻜﻴﻨًﺎ ﻟﻴُﻘَﻄِّﻌﻦ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ , ﺛﻢ ﻗﺎﻟﺖ ﻟﻴﻮﺳﻒ : ﺍﺧﺮﺝ ﻋﻠﻴﻬﻦ , ﻓﻠﻤﺎ ﺭﺃﻳﻨﻪ ﺃﻋﻈﻤﻨﻪ ﻭﺃﺟﻠﻠﻨﻪ , ﻭﺃﺧَﺬَﻫﻦ ﺣﺴﻨﻪ ﻭﺟﻤﺎﻟﻪ , ﻓﺠﺮﺣﻦ ﺃﻳﺪﻳﻬﻦ ﻭﻫﻦ ﻳُﻘَﻄِّﻌﻦ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻣﻦ ﻓﺮﻁ ﺍﻟﺪﻫﺸﺔ ﻭﺍﻟﺬﻫﻮﻝ , ﻭﻗﻠﻦ ﻣﺘﻌﺠﺒﺎﺕ : ﻣﻌﺎﺫ ﺍﻟﻠﻪ , ﻣﺎ ﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺟﻨﺲ ﺍﻟﺒﺸﺮ ; ﻷﻥ ﺟﻤﺎﻟﻪ ﻏﻴﺮ ﻣﻌﻬﻮﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺸﺮ , ﻣﺎ ﻫﻮ ﺇﻻ ﻣَﻠَﻚ ﻛﺮﻳﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ .
ﻗَﺎﻟَﺖْ ﻓَﺬَﻟِﻜُﻦَّ ﺍﻟَّﺬِﻱ ﻟُﻤْﺘُﻨَّﻨِﻲ ﻓِﻴﻪِ ﻭَﻟَﻘَﺪْ ﺭَﺍﻭَﺩﺗُّﻪُ ﻋَﻦْ ﻧَﻔْﺴِﻪِ ﻓَﺎﺳْﺘَﻌْﺼَﻢَ ﻭَﻟَﺌِﻦْ ﻟَﻢْ ﻳَﻔْﻌَﻞْ ﻣَﺎ ﺁﻣُﺮُﻩُ ﻟَﻴُﺴْﺠَﻨَﻦَّ ﻭَﻟَﻴَﻜُﻮﻥَ ﻣِﻦَ ﺍﻟﺼَّﺎﻏِﺮِﻳﻦَ ( 32 )
ﻗﺎﻟﺖ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﻟﻠﻨﺴﻮﺓ ﺍﻟﻼﺗﻲ ﻗﻄَّﻌﻦ ﺃﻳﺪﻳﻬﻦ : ﻓﻬﺬﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺻﺎﺑﻜﻦ ﻓﻲ ﺭﺅﻳﺘﻜﻦ ﺇﻳﺎﻩ ﻣﺎ ﺃﺻﺎﺑﻜﻦ ﻫﻮ ﺍﻟﻔﺘﻰ ﺍﻟﺬﻱ ﻟُﻤﺘُﻨَّﻨﻲ ﻓﻲ ﺍﻻﻓﺘﺘﺎﻥ ﺑﻪ , ﻭﻟﻘﺪ ﻃﻠﺒﺘﻪ ﻭﺣﺎﻭﻟﺖ ﺇﻏﺮﺍﺀﻩ ; ﻟﻴﺴﺘﺠﻴﺐ ﻟﻲ ﻓﺎﻣﺘﻨﻊ ﻭﺃﺑﻰ , ﻭﻟﺌﻦ ﻟﻢ ﻳﻔﻌﻞ ﻣﺎ ﺁﻣﺮﻩ ﺑﻪ ﻣﺴﺘﻘﺒﻼ ﻟَﻴﻌﺎﻗَﺒَﻦَّ ﺑﺪﺧﻮﻝ ﺍﻟﺴﺠﻦ , ﻭﻟَﻴﻜﻮﻧﻦ ﻣﻦ ﺍﻷﺫﻻﺀ .
ﻗَﺎﻝَ ﺭَﺏِّ ﺍﻟﺴِّﺠْﻦُ ﺃَﺣَﺐُّ ﺇِﻟَﻲَّ ﻣِﻤَّﺎ ﻳَﺪْﻋُﻮﻧَﻨِﻲ ﺇِﻟَﻴْﻪِ ﻭَﺇِﻻَّ ﺗَﺼْﺮِﻑْ ﻋَﻨِّﻲ ﻛَﻴْﺪَﻫُﻦَّ ﺃَﺻْﺐُ ﺇِﻟَﻴْﻬِﻦَّ ﻭَﺃَﻛُﻦْ ﻣِﻦْ ﺍﻟْﺠَﺎﻫِﻠِﻴﻦَ ( 33 )
ﻗﺎﻝ ﻳﻮﺳﻒ ﻣﺴﺘﻌﻴﺬًﺍ ﻣِﻦ ﺷﺮﻫﻦ ﻭﻣﻜﺮﻫﻦ : ﻳﺎ ﺭﺏِّ ﺍﻟﺴﺠﻦُ ﺃﺣﺐ ﺇﻟﻲَّ ﻣﻤﺎ ﻳﺪﻋﻮﻧﻨﻲ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﻋﻤﻞ ﺍﻟﻔﺎﺣﺸﺔ , ﻭﺇﻥ ﻟﻢ ﺗﺪﻓﻊ ﻋﻨﻲ ﻣﻜﺮﻫﻦ ﺃَﻣِﻞْ ﺇﻟﻴﻬﻦ , ﻭﺃﻛﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻔﻬﺎﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺮﺗﻜﺒﻮﻥ ﺍﻹﺛﻢ ﻟﺠﻬﻠﻬﻢ .
ﻓَﺎﺳْﺘَﺠَﺎﺏَ ﻟَﻪُ ﺭَﺑُّﻪُ ﻓَﺼَﺮَﻑَ ﻋَﻨْﻪُ ﻛَﻴْﺪَﻫُﻦَّ ﺇِﻧَّﻪُ ﻫُﻮَ ﺍﻟﺴَّﻤِﻴﻊُ ﺍﻟْﻌَﻠِﻴﻢُ ( 34 )
ﻓﺎﺳﺘﺠﺎﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻴﻮﺳﻒ ﺩﻋﺎﺀﻩ ﻓﺼﺮﻑ ﻋﻨﻪ ﻣﺎ ﺃﺭﺍﺩﺕ ﻣﻨﻪ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﻭﺻﻮﺍﺣﺒﺎﺗﻬﺎ ﻣﻦ ﻣﻌﺼﻴﺔ ﺍﻟﻠﻪ . ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻫﻮ ﺍﻟﺴﻤﻴﻊ ﻟﺪﻋﺎﺀ ﻳﻮﺳﻒ , ﻭﺩﻋﺎﺀ ﻛﻞ ﺩﺍﻉ ﻣِﻦ ﺧﻠﻘﻪ , ﺍﻟﻌﻠﻴﻢ ﺑﻤﻄﻠﺒﻪ ﻭﺣﺎﺟﺘﻪ ﻭﻣﺎ ﻳﺼﻠﺤﻪ , ﻭﺑﺤﺎﺟﺔ ﺟﻤﻴﻊ ﺧﻠﻘﻪ ﻭﻣﺎ ﻳﺼﻠﺤﻬﻢ .
ﺛُﻢَّ ﺑَﺪَﺍ ﻟَﻬُﻢْ ﻣِﻦْ ﺑَﻌْﺪِ ﻣَﺎ ﺭَﺃَﻭْﺍ ﺍﻵﻳَﺎﺕِ ﻟَﻴَﺴْﺠُﻨُﻨَّﻪُ ﺣَﺘَّﻰ ﺣِﻴﻦٍ ( 35 )
ﺛﻢ ﻇﻬﺮ ﻟﻠﻌﺰﻳﺰ ﻭﺃﺻﺤﺎﺑﻪ - ﻣﻦ ﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﺭﺃﻭﺍ ﺍﻷﺩﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺑﺮﺍﺀﺓ ﻳﻮﺳﻒ ﻭﻋﻔﺘﻪ - ﺃﻥ ﻳﺴﺠﻨﻮﻩ ﺇﻟﻰ ﺯﻣﻦ ﻳﻄﻮﻝ ﺃﻭ ﻳﻘﺼﺮ ; ﻣﻨﻌًﺎ ﻟﻠﻔﻀﻴﺤﺔ .
ﻭَﺩَﺧَﻞَ ﻣَﻌَﻪُ ﺍﻟﺴِّﺠْﻦَ ﻓَﺘَﻴَﺎﻥِ ﻗَﺎﻝَ ﺃَﺣَﺪُﻫُﻤَﺎ ﺇِﻧِّﻲ ﺃَﺭَﺍﻧِﻲ ﺃَﻋْﺼِﺮُ ﺧَﻤْﺮﺍً ﻭَﻗَﺎﻝَ ﺍﻵﺧَﺮُ ﺇِﻧِّﻲ ﺃَﺭَﺍﻧِﻲ ﺃَﺣْﻤِﻞُ ﻓَﻮْﻕَ ﺭَﺃْﺳِﻲ ﺧُﺒْﺰﺍً ﺗَﺄْﻛُﻞُ ﺍﻟﻄَّﻴْﺮُ ﻣِﻨْﻪُ ﻧَﺒِّﺌْﻨَﺎ ﺑِﺘَﺄْﻭِﻳﻠِﻪِ ﺇِﻧَّﺎ ﻧَﺮَﺍﻙَ ﻣِﻦْ ﺍﻟْﻤُﺤْﺴِﻨِﻴﻦَ ( 36 )
ﻭﺩﺧﻞ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﻣﻊ ﻳﻮﺳﻒ ﻓَﺘَﻴﺎﻥ , ﻗﺎﻝ ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ : ﺇﻧﻲ ﺭﺃﻳﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﻡ ﺃﻧﻲ ﺃﻋﺼﺮ ﻋﻨﺒًﺎ ﻟﻴﺼﻴﺮ ﺧﻤﺮًﺍ , ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻵﺧﺮ : ﺇﻧﻲ ﺭﺃﻳﺖ ﺃﻧﻲ ﺃﺣﻤﻞ ﻓﻮﻕ ﺭﺃﺳﻲ ﺧﺒﺰًﺍ ﺗﺄﻛﻞ ﺍﻟﻄﻴﺮ ﻣﻨﻪ , ﺃﺧﺒﺮﻧﺎ - ﻳﺎ ﻳﻮﺳﻒ - ﺑﺘﻔﺴﻴﺮ ﻣﺎ ﺭﺃﻳﻨﺎ , ﺇﻧﺎ ﻧﺮﺍﻙ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺤﺴﻨﻮﻥ ﻓﻲ ﻋﺒﺎﺩﺗﻬﻢ ﻟﻠﻪ , ﻭﻣﻌﺎﻣﻠﺘﻬﻢ ﻟﺨﻠﻘﻪ .
ﻗَﺎﻝَ ﻻ ﻳَﺄْﺗِﻴﻜُﻤَﺎ ﻃَﻌَﺎﻡٌ ﺗُﺮْﺯَﻗَﺎﻧِﻪِ ﺇِﻻَّ ﻧَﺒَّﺄْﺗُﻜُﻤَﺎ ﺑِﺘَﺄْﻭِﻳﻠِﻪِ ﻗَﺒْﻞَ ﺃَﻥْ ﻳَﺄْﺗِﻴَﻜُﻤَﺎ ﺫَﻟِﻜُﻤَﺎ ﻣِﻤَّﺎ ﻋَﻠَّﻤَﻨِﻲ ﺭَﺑِّﻲ ﺇِﻧِّﻲ ﺗَﺮَﻛْﺖُ ﻣِﻠَّﺔَ ﻗَﻮْﻡٍ ﻻ ﻳُﺆْﻣِﻨُﻮﻥَ ﺑِﺎﻟﻠَّﻪِ ﻭَﻫُﻢْ ﺑِﺎﻵﺧِﺮَﺓِ ﻫُﻢْ ﻛَﺎﻓِﺮُﻭﻥَ ( 37 )
ﻗﺎﻝ ﻟﻬﻤﺎ ﻳﻮﺳﻒ : ﻻ ﻳﺄﺗﻴﻜﻤﺎ ﻃﻌﺎﻡ ﺗﺮﺯﻗﺎﻧﻪ ﻓﻲ ﺣﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ﺇﻻ ﺃﺧﺒﺮﺗﻜﻤﺎ ﺑﺘﻔﺴﻴﺮﻩ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺄﺗﻴﻜﻤﺎ , ﺫﻟﻜﻤﺎ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﺄﻋﺒِّﺮﻩ ﻟﻜﻤﺎ ﻣﻤﺎ ﻋﻠَّﻤﻨﻲ ﺭﺑﻲ ; ﺇﻧﻲ ﺁﻣﻨﺖ ﺑﻪ , ﻭﺃﺧﻠﺼﺖ ﻟﻪ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ , ﻭﺍﺑﺘﻌﺪﺕ ﻋﻦ ﺩﻳﻦ ﻗﻮﻡ ﻻ ﻳﺆﻣﻨﻮﻥ ﺑﺎﻟﻠﻪ , ﻭﻫﻢ ﺑﺎﻟﺒﻌﺚ ﻭﺍﻟﺤﺴﺎﺏ ﺟﺎﺣﺪﻭﻥ .
ﻭَﺍﺗَّﺒَﻌْﺖُ ﻣِﻠَّﺔَ ﺁﺑَﺎﺋِﻲ ﺇِﺑْﺮَﺍﻫِﻴﻢَ ﻭَﺇِﺳْﺤَﻖَ ﻭَﻳَﻌْﻘُﻮﺏَ ﻣَﺎ ﻛَﺎﻥَ ﻟَﻨَﺎ ﺃَﻥْ ﻧُﺸْﺮِﻙَ ﺑِﺎﻟﻠَّﻪِ ﻣِﻦْ ﺷَﻲْﺀٍ ﺫَﻟِﻚَ ﻣِﻦْ ﻓَﻀْﻞِ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﻋَﻠَﻴْﻨَﺎ ﻭَﻋَﻠَﻰ ﺍﻟﻨَّﺎﺱِ ﻭَﻟَﻜِﻦَّ ﺃَﻛْﺜَﺮَ ﺍﻟﻨَّﺎﺱِ ﻻ ﻳَﺸْﻜُﺮُﻭﻥَ ( 38 )
ﻭﺍﺗﺒﻌﺖ ﺩﻳﻦ ﺁﺑﺎﺋﻲ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻭﺇﺳﺤﺎﻕ ﻭﻳﻌﻘﻮﺏ ﻓﻌﺒﺪﺕ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺣﺪﻩ , ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻟﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺠﻌﻞ ﻟﻠﻪ ﺷﺮﻳﻜًﺎ ﻓﻲ ﻋﺒﺎﺩﺗﻪ , ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﺑﺈﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺎﻟﻌﺒﺎﺩﺓ , ﻣﻤﺎ ﺗﻔﻀﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻪ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ , ﻭﻟﻜﻦ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻻ ﻳﺸﻜﺮﻭﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻧﻌﻤﺔ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻭﺍﻹﻳﻤﺎﻥ
مواضيع مماثلة
» ﺍﻟﺠﺰﺀ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺳﻮﺭﻩ ﻳﻮﺳﻒ
» ﺍﻟﺠﺰﺀ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻣﻦ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺳﻮﺭﻩ ﻳﻮﺳﻒ
» ﺑﻨﺖ ﺍﻟﺠﻴﺮﺍﻥ ﺍﻟﺠﺰﺀ ﺍﻻﻭﻝ
» ﺳﻌﺎﺩ ﺍﻟﺒﺎﻳﺮﻩ ) 1 ﺍﻟﺠﺰﺀ ﺍﻻﻭﻝ
» ﺩﺭﺍﺳﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻄﻴﺐ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺳﻮﺭﻩ ﺍﻟﺰﻟﺰﻟﻪ ﻭﺍﻟﻌﺎﺩﻳﺎﺕ .mp
» ﺍﻟﺠﺰﺀ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻣﻦ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺳﻮﺭﻩ ﻳﻮﺳﻒ
» ﺑﻨﺖ ﺍﻟﺠﻴﺮﺍﻥ ﺍﻟﺠﺰﺀ ﺍﻻﻭﻝ
» ﺳﻌﺎﺩ ﺍﻟﺒﺎﻳﺮﻩ ) 1 ﺍﻟﺠﺰﺀ ﺍﻻﻭﻝ
» ﺩﺭﺍﺳﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻄﻴﺐ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺳﻮﺭﻩ ﺍﻟﺰﻟﺰﻟﻪ ﻭﺍﻟﻌﺎﺩﻳﺎﺕ .mp
صفحة 2 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدىق