بحـث
المواضيع الأخيرة
» ما هي الشموع اليابانية؟من طرف doaausef3i أمس في 21:17
» فنى تركيب اثاث ايكيا بالكرتون بخصم 50%
من طرف nadya أمس في 15:47
» افضل شركة نقل عفش حولي بخصم 25% - اتصل الآن
من طرف nadya أمس في 15:22
» شراء اجهزة كهربائية ومفروشات مستعملة بأعلى سعر - الدليل
من طرف nadya أمس في 15:00
» كراتين للبيع حولي والشويخ لحماية اغراضك - الدليل
من طرف nadya أمس في 14:43
» نقل عفش الكويت عمالة امينة تشمل خدمات النقل - الدليل
من طرف nadya أمس في 14:25
» شركة شراء اثاث مستعمل بالرياض -خصم 20 %-اطلب مهني
من طرف omnia أمس في 10:12
» شركة تنظيف اثاث بالرياض - خصم 30% - اطلب مهني
من طرف omnia أمس في 9:52
» شركة باعظيم التجارية
من طرف doaausef3i الثلاثاء 12 نوفمبر 2024 - 21:37
» شراء اغراض مستعملة بالكويت وغرف نوم باعلى سعر - الدليل
من طرف nadya الثلاثاء 12 نوفمبر 2024 - 16:09
أفضل 10 فاتحي مواضيع
قسي وبس2 | ||||
خالد فكري | ||||
ندا عمر | ||||
nadya | ||||
omnia | ||||
moslema_r | ||||
مارينا مايكل | ||||
ندا عصام | ||||
سيرين سعيد | ||||
رضوي سعيد |
المشاركات التي حصلت على أكثر ردود أفعال في الشهر
خادم Discord
| |
ﻻ ﺗﻨﺸﻐﻞ ﺑﻌﻴﻮﺏ ﺍﻟﻨﺎﺱ
صفحة 2 من اصل 1 • شاطر
ﻻ ﺗﻨﺸﻐﻞ ﺑﻌﻴﻮﺏ ﺍﻟﻨﺎﺱ
ﻟﻮ ﺃﺑﺼﺮ ﺍﻟﻤﺮﺀ ﻋﻴﻮﺏ ﻧﻔﺴﻪ ﻻﻧﺸﻐﻞ ﺑﻬﺎ ﻋﻦ ﻋﻴﻮﺏ ﺍﻟﻨﺎﺱ ؛ ﻷﻥ ﺍﻟﻤﺮﺀ ﻣﻄﺎﻟﺐ ﺑﺈﺻﻼﺡ ﻧﻔﺴﻪ ﺃﻭﻻ ﻭﺳﻴﺴﺄﻝ ﻋﻨﻬﺎ ﻗﺒﻞ ﻏﻴﺮﻫﺎ، ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ( ﻛُﻞُّ ﻧَﻔْﺲٍ ﺑِﻤَﺎ ﻛَﺴَﺒَﺖْ ﺭَﻫِﻴﻨَﺔٌ ) ( ﺍﻟﻤﺪﺛﺮ 38: ) . ﻭﻗﺎﻝ : ( ﻣَﻦِ ﺍﻫْﺘَﺪَﻯ ﻓَﺈِﻧَّﻤَﺎ ﻳَﻬْﺘَﺪِﻱ ﻟِﻨَﻔْﺴِﻪِ ﻭَﻣَﻦْ ﺿَﻞَّ ﻓَﺈِﻧَّﻤَﺎ ﻳَﻀِﻞُّ ﻋَﻠَﻴْﻬَﺎ ﻭَﻻ ﺗَﺰِﺭُ ﻭَﺍﺯِﺭَﺓٌ ﻭِﺯْﺭَ ﺃُﺧْﺮَﻯ ﻭَﻣَﺎ ﻛُﻨَّﺎ ﻣُﻌَﺬِّﺑِﻴﻦَ ﺣَﺘَّﻰ ﻧَﺒْﻌَﺚَ ﺭَﺳُﻮﻻً ) ( ﺍﻹﺳﺮﺍﺀ 15: ) . ) . ﻭﻗﺎﻝ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ : ( ﻭَﻻ ﺗَﻜْﺴِﺐُ ﻛُﻞُّ ﻧَﻔْﺲٍ ﺇِﻟَّﺎ ﻋَﻠَﻴْﻬَﺎ ﻭَﻻ ﺗَﺰِﺭُ ﻭَﺍﺯِﺭَﺓٌ ﻭِﺯْﺭَ ﺃُﺧْﺮَﻯ )( ﺍﻷﻧﻌﺎﻡ : ﻣﻦ ﺍﻵﻳﺔ 164 ) .
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ :
ﺍﻟﻤﺮﺀ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻋﺎﻗﻼ ﻭﺭﻋﺎ ﺃﺷﻐﻠﻪ ﻋﻦ ﻋﻴﻮﺏ ﻏﻴﺮﻩ ﻭﺭﻋﻪ
ﻛﻤﺎ ﺍﻟﻌﻠﻴﻞ ﺍﻟﺴﻘﻴﻢ ﺃﺷﻐﻠﻪ ﻋﻦ ﻭﺟﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻛﻠﻬﻢ ﻭﺟﻌﻪ
ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﺼﻔﺔ ـ ﻣﺸﻐﻮﻻ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻋﻦ ﻏﻴﺮﻩ ـ ﺍﺭﺗﺎﺣﺖ ﻟﻪ ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ ، ﻭﻛﺎﻥ ﻣﺤﺒﻮﺑﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ، ﻭﺟﺰﺍﻩ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﺠﻨﺲ ﻋﻤﻠﻪ ، ﻓﻴﺴﺘﺮﻩ ﻭﻳﻜﻒ ﺃﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻨﻪ ، ﺃﻣﺎ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻣﺘﺘﺒﻌﺎ ﻋﻴﻮﺏ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﺘﺤﺪﺛﺎ ﺑﻬﺎ ﻣﺸﻨﻌﺎ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻓﺈﻧﻪ ﻟﻦ ﻳﺴﻠﻢ ﻣﻦ ﺑﻐﻀﻬﻢ ﻭﺃﺫﺍﻫﻢ ، ﻭﻳﻜﻮﻥ ﺟﺰﺍﺅﻩ ﻣﻦ ﺟﻨﺲ ﻋﻤﻠﻪ ﺃﻳﻀﺎ ؛ ﻓﺈﻥ ﻣﻦ ﺗﺘﺒﻊ ﻋﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺗﺘﺒﻊ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻮﺭﺗﻪ ، ﻭﻣﻦ ﺗﺘﺒﻊ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻮﺭﺗﻪ ﻳﻔﻀﺤﻪ ﻭﻟﻮ ﻓﻲ ﺑﻴﺘﻪ .
ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ :
ﻻ ﺗﻜﺸﻔﻦ ﻣﺴﺎﻭﻱ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﺎ ﺳﺘﺮﻭﺍ ﻓﻴﻬﺘﻚ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺘﺮﺍً ﻋﻦ ﻣﺴﺎﻭﻳﻜﺎ
ﻭﺍﺫﻛﺮ ﻣﺤﺎﺳﻦ ﻣﺎ ﻓﻴﻬﻢ ﺇﺫﺍ ﺫﻛﺮﻭﺍ ﻭﻻ ﺗﻌﺐ ﺃﺣﺪﺍً ﻣﻨﻬﻢ ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻜﺎ
ﻭﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻧﺸﻐﺎﻝ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﺑﻌﻴﻮﺏ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺍﻟﺘﺤﺪﺙ ﺑﻬﺎ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﻭﺭﻗﺔ ﺍﻟﺘﻮﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺤﺎﻭﻝ ﺃﻥ ﻳﻐﻄﻲ ﺑﻬﺎ ﻋﻴﻮﺑﻪ ﻭﺳﻮﺀﺍﺗﻪ ، ﻓﻘﺪ ﺳﻤﻊ ﺃﻋﺮﺍﺑﻲ ﺭﺟﻼ ﻳﻘﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻓﻘﺎﻝ : " ﻗﺪ ﺍﺳﺘﺪﻟﻠﺖ ﻋﻠﻰ ﻋﻴﻮﺑﻚ ﺑﻜﺜﺮﺓ ﺫﻛﺮﻙ ﻟﻌﻴﻮﺏ ﺍﻟﻨﺎﺱ؛ ﻷﻥ ﺍﻟﻄﺎﻟﺐ ﻟﻬﺎ ﻳﻄﻠﺒﻬﺎ ﺑﻘﺪﺭ ﻣﺎ ﻓﻴﻪ ﻣﻨﻬﺎ ."
ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﺍﻟﻤﻘﺪﻡ ﺣﻔﻈﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : [ ﻭﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﻯ ﺻﻮﺭﺓ ﻧﻔﺴﻪ ﺻﻐﻴﺮﺓ ﺟﺪﺍً ﺗﺠﺪﻩ ﺩﺍﺋﻤﺎً ﻳﻀﺨﻢ ﻋﻴﻮﺏ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ، ﻭﻟﺬﺍ ﺗﺒﺮﺯ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻧﺼﻴﺒﻪ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ، ﻓﺈﺫﺍ ﻋُﺮﻑ ﺑﺄﻧﻪ ﻣﺸﻐﻮﻝ ﺑﺘﻀﺨﻴﻢ ﻋﻴﻮﺏ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻭﺍﻟﻄﻌﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻓﻬﺬﻩ ﻣﺮﺁﺓ ﺗﻌﻜﺲ ﺃﻧﻪ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﻀﺂﻟﺔ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﺑﺤﻘﺎﺭﺗﻬﺎ ﻭﺃﻥ ﺣﺠﻢ ﻧﻔﺴﻪ ﺻﻐﻴﺮ؛ ﻷﻧﻪ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺃﻧﻪ ﻟﻦ ﻳﻨﻔﺘﺢ ﺇﻻ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻘﺎﺽ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ، ﻓﺪﺍﺋﻤﺎً ﻳﺤﺎﻭﻝ ﺃﻥ ﻳﺤﻄﻢ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ، ﻭﻟﺬﺍ ﻳﻜﺜﺮ ﻧﻘﺪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺫﻛﺮ ﻋﻴﻮﺑﻬﻢ، ﻭﻫﺬﻩ ﻣﺮﺁﺓ ﺗﻌﻜﺲ ﺃﻥ ﺇﺣﺴﺎﺳﻪ ﻭﺛﻘﺘﻪ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﺿﻌﻴﻔﺔ، ﻭﺃﻧﻪ ﻓﻲ ﺩﺍﺧﻞ ﻧﻔﺴﻪ ﻳﺤﺲ ﺃﻧﻪ ﺻﻐﻴﺮ ﻭﺣﻘﻴﺮ، ﻓﻠﺬﻟﻚ ﻳﺸﺘﻐﻞ ﺑﻌﻴﻮﺏ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ . ﻳﻘﻮﻝ ﻋﻮﻥ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ : ﻻ ﺃﺣﺴﺐ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻳﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﻋﻴﻮﺏ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﻻ ﻣﻦ ﻏﻔﻠﺔ ﻗﺪ ﻏﻔﻠﻬﺎ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻪ . ﻭﻋﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻴﺮﻳﻦ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻗﺎﻝ : ﻛﻨﺎ ﻧﺤﺪﺙ ﺃﻥ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺧﻄﺎﻳﺎ ﺃﻓﺮﻏﻬﻢ ﻟﺬﻛﺮ ﺧﻄﺎﻳﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ . ﻭﻛﺎﻥ ﻣﺎﻟﻚ ﺑﻦ ﺩﻳﻨﺎﺭ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻳﻘﻮﻝ : ﻛﻔﻰ ﺑﺎﻟﻤﺮﺀ ﺇﺛﻤﺎً ﺃﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﺻﺎﻟﺤﺎً، ﺛﻢ ﻳﺠﻠﺲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺎﻟﺲ ﻭﻳﻘﻊ ﻓﻲ ﻋﺮﺽ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ . ﻭﻗﺎﻝ ﺍﺑﻮ ﻋﺎﺻﻢ ﺍﻟﻨﺒﻴﻞ : ﻻ ﻳﺬﻛﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻜﺮﻫﻮﻥ ﺇﻻ ﺳﻔﻠﺔ ﻻ ﺩﻳﻦ ﻟﻬﻢ ] .
ﻭﻗﺎﻝ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ : " ﺇﺫﺍ ﺭﺃﻳﺘﻢ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻣﻮﻛّﻼ ﺑﻌﻴﻮﺏ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻧﺎﺳﻴﺎ ﻟﻌﻴﻮﺑﻪ ـ ﻓﺎﻋﻠﻤﻮﺍ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﻣُﻜِﺮَ ﺑﻪ ."
ﻭﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ـ ﻟﻨﻘﺼﻪ ـ ﻳﺘﻮﺻﻞ ﺇﻟﻰ ﻋﻴﺐ ﺃﺧﻴﻪ ﻣﻊ ﺧﻔﺎﺋﻪ، ﻭﻳﻨﺴﻰ ﻋﻴﺐ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻊ ﻇﻬﻮﺭﻩ ﻇﻬﻮﺭﺍ ﻣﺴﺘﺤﻜﻤﺎ ﻻ ﺧﻔﺎﺀ ﺑﻪ .
ﻓﻌﻦ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ : ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ : " ﻳﺒﺼﺮ ﺃﺣﺪﻛﻢ ﺍﻟﻘﺬﻯ ﻓﻲ ﻋﻴﻦ ﺃﺧﻴﻪ، ﻭﻳﻨﺴﻰ ﺍﻟﺠِﺬْﻉَ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻪ ."
ﻗﺒﻴﺢ ﻣﻦ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺃﻥ ﻳﻨﺴﻰ ﻋﻴﻮﺑﻪ ﻭﻳﺬﻛﺮ ﻋﻴﺒﺎ ﻓﻲ ﺃﺧﻴﻪ ﻗﺪ ﺍﺧﺘﻔﻰ
ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺫﺍ ﻋﻘﻞ ﻟﻤﺎ ﻋﺎﺏ ﻏﻴﺮﻩ ﻭﻓﻴﻪ ﻋﻴﻮﺏ ﻟﻮ ﺭﺁﻫﺎ ﻗﺪ ﺍﻛﺘﻔﻰ
ﺇﻥ ﺍﻻﻧﺸﻐﺎﻝ ﺑﻌﻴﻮﺏ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﺠﺮ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻐﻴﺒﺔ ﻭﻻﺑﺪ، ﻭﻗﺪ ﻋﺮﻓﻨﺎ ﻣﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﻴﺒﺔ ﻣﻦ ﺇﺛﻢ ﻭﻣﺴﺎﻭﻯﺀ ﻳﺘﻨﺰﻩ ﻋﻨﻬﺎ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﺍﻟﻨﺒﻴﻞ .
ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻻﻧﺸﻐﺎﻝ ﺑﻌﻴﻮﺏ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺷﻴﻮﻉ ﺍﻟﻌﺪﺍﻭﺓ ﻭﺍﻟﺒﻐﻀﺎﺀ ﺑﻴﻦ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ، ﻓﺤﻴﻦ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﺍﻟﻤﺮﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﺈﻧﻬﻢ ﺳﻴﺘﻜﻠﻤﻮﻥ ﻓﻴﻪ ، ﻭﺭﺑﻤﺎ ﺗﻜﻠﻤﻮﺍ ﻓﻴﻪ ﺑﺎﻟﺒﺎﻃﻞ
ﺇﺫﺍ ﺃﻧﺖ ﻋﺒﺖ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﺎﺑﻮﺍ ﻭﺃﻛﺜﺮﻭﺍ ﻋﻠﻴﻚ، ﻭﺃﺑﺪﻭﺍ ﻣﻨﻚ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻳُﺴﺘﺮُ
ﻭﺇﺫﺍ ﺭﺟﻌﺖ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻢ ﻟﻮﺟﺪﺕ ﻣﻨﻬﻢ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻋﺠﺒﺎ؛ ﺇﺫ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻣﺸﻐﻮﻟﻴﻦ ﺑﻌﻴﻮﺏ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻋﻦ ﻋﻴﻮﺏ ﻏﻴﺮﻫﻢ ، ﺑﻞ ﻳﻨﻈﺮﻭﻥ ﺇﻟﻰ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻧﻈﺮﺓ ﻛﻠﻬﺎ ﺗﻮﺍﺿﻊ ﻣﻊ ﺭﻓﻌﺘﻬﻢ ﻭﻋﻠﻮ ﺷﺄﻧﻬﻢ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻢ ، ﺑﻞ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺨﺎﻓﻮﻥ ﺇﻥ ﺗﻜﻠﻤﻮﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻬﻢ ﺃﻥ ﻳﺒﺘﻠﻮﺍ ﺑﻤﺎ ﺍﺑﺘﻠﻲ ﺑﻪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻴﻮﺏ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺍﻷﻋﻤﺶ : ﺳﻤﻌﺖ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻳﻘﻮﻝ : " ﺇﻧﻲ ﻷﺭﻯ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺃﻛﺮﻫﻪ، ﻓﻤﺎ ﻳﻤﻨﻌﻨﻲ ﺃﻥ ﺃﺗﻜﻠّﻢ ﻓﻴﻪ ﺇﻻ ﻣﺨﺎﻓﺔ ﺃﻥ ﺃُﺑﺘﻠﻰ ﺑﻤﺜﻠﻪ ."
ﻭﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﺍ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻮﻗﻨﻮﻥ ﻭﻳﻌﻤﻠﻮﻥ ﺑﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﻮﻝ ﻓﻴﻪ : " ﻣﻦ ﺣﺴﻦ ﺇﺳﻼﻡ ﺍﻟﻤﺮﺀ ﺗﺮﻛﻪ ﻣﺎ ﻻ ﻳﻌﻨﻴﻪ ."
ﻭﻗﺪ ﻟﻘﻲ ﺯﺍﻫﺪ ﺯﺍﻫﺪﺍً ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ : ﻳﺎ ﺃﺧﻲ ! ﺇﻧﻲ ﻷﺣﺒﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻪ، ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻵﺧﺮ : ﻟﻮ ﻋﻠﻤﺖَ ﻣﻨﻲ ﻣﺎ ﺃﻋﻠﻢ ﻣﻦ ﻧﻔﺴﻲ ﻷﺑﻐﻀﺘﻨﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻪ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻷﻭﻝ : ﻟﻮ ﻋﻠﻤﺖُ ﻣﻨﻚ ﻣﺎ ﺗﻌﻠﻢ ﻣﻦ ﻧﻔﺴﻚ ﻟﻜﺎﻥ ﻟﻲ ﻓﻴﻤﺎ ﺃﻋﻠﻢ ﻣﻦ ﻧﻔﺴﻲ ﺷﻐﻞ ﻋﻦ ﺑﻐﻀﻚ .
ﻓﻴﺎ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﺤﺒﻴﺐ ﻟﻚ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻚ ﺷﻐﻞ ﻋﻦ ﻋﻴﻮﺏ ﻏﻴﺮﻙ ؛ ﻓﻔﻴﻚ ﺃﺿﻌﺎﻑ ﺃﺿﻌﺎﻑ ﻣﺎ ﺗﺮﺍﻩ ﻓﻲ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ، ﻓﻼ ﺗﻔﺘﺢ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻚ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻐﻴﺒﺔ ﻭﺳﻮﺀ ﺍﻟﻈﻦ ﻭﻫﺘﻚ ﺃﺳﺘﺎﺭ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﺎﻻﻧﺸﻐﺎﻝ ﺑﻌﻴﻮﺑﻬﻢ ، ﻭﻻ ﺗﻔﺘﺢ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻚ ﺑﺎﺏ ﺷﺮ ﻻ ﻳﺴﺪ ﺑﺎﻟﻜﻼﻡ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻴﺘﻜﻠﻤﻮﺍ ﻋﻨﻚ :
ﻣﺘﻰ ﺗﻠﺘﻤﺲ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻋﻴﺒﺎ ﺗﺠﺪ ﻟﻬﻢ ﻋﻴﻮﺑﺎ ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﻴﻚ ﺃﻛﺜﺮ
ﻓﺴﺎﻟﻤﻬﻢ ﺑﺎﻟﻜﻒ ﻋﻨﻬﻢ ﻓﺈﻧﻬﻢ ﺑﻌﻴﺒﻚ ﻣﻦ ﻋﻴﻨﻴﻚ ﺃﻫﺪﻯ ﻭﺃﺑﺼﺮ
ﻭﺁﺧﺮ ﺩﻋﻮﺍﻧﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ :
ﺍﻟﻤﺮﺀ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻋﺎﻗﻼ ﻭﺭﻋﺎ ﺃﺷﻐﻠﻪ ﻋﻦ ﻋﻴﻮﺏ ﻏﻴﺮﻩ ﻭﺭﻋﻪ
ﻛﻤﺎ ﺍﻟﻌﻠﻴﻞ ﺍﻟﺴﻘﻴﻢ ﺃﺷﻐﻠﻪ ﻋﻦ ﻭﺟﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻛﻠﻬﻢ ﻭﺟﻌﻪ
ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﺼﻔﺔ ـ ﻣﺸﻐﻮﻻ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻋﻦ ﻏﻴﺮﻩ ـ ﺍﺭﺗﺎﺣﺖ ﻟﻪ ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ ، ﻭﻛﺎﻥ ﻣﺤﺒﻮﺑﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ، ﻭﺟﺰﺍﻩ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﺠﻨﺲ ﻋﻤﻠﻪ ، ﻓﻴﺴﺘﺮﻩ ﻭﻳﻜﻒ ﺃﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻨﻪ ، ﺃﻣﺎ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻣﺘﺘﺒﻌﺎ ﻋﻴﻮﺏ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﺘﺤﺪﺛﺎ ﺑﻬﺎ ﻣﺸﻨﻌﺎ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻓﺈﻧﻪ ﻟﻦ ﻳﺴﻠﻢ ﻣﻦ ﺑﻐﻀﻬﻢ ﻭﺃﺫﺍﻫﻢ ، ﻭﻳﻜﻮﻥ ﺟﺰﺍﺅﻩ ﻣﻦ ﺟﻨﺲ ﻋﻤﻠﻪ ﺃﻳﻀﺎ ؛ ﻓﺈﻥ ﻣﻦ ﺗﺘﺒﻊ ﻋﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺗﺘﺒﻊ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻮﺭﺗﻪ ، ﻭﻣﻦ ﺗﺘﺒﻊ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻮﺭﺗﻪ ﻳﻔﻀﺤﻪ ﻭﻟﻮ ﻓﻲ ﺑﻴﺘﻪ .
ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ :
ﻻ ﺗﻜﺸﻔﻦ ﻣﺴﺎﻭﻱ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﺎ ﺳﺘﺮﻭﺍ ﻓﻴﻬﺘﻚ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺘﺮﺍً ﻋﻦ ﻣﺴﺎﻭﻳﻜﺎ
ﻭﺍﺫﻛﺮ ﻣﺤﺎﺳﻦ ﻣﺎ ﻓﻴﻬﻢ ﺇﺫﺍ ﺫﻛﺮﻭﺍ ﻭﻻ ﺗﻌﺐ ﺃﺣﺪﺍً ﻣﻨﻬﻢ ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻜﺎ
ﻭﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻧﺸﻐﺎﻝ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﺑﻌﻴﻮﺏ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺍﻟﺘﺤﺪﺙ ﺑﻬﺎ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﻭﺭﻗﺔ ﺍﻟﺘﻮﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺤﺎﻭﻝ ﺃﻥ ﻳﻐﻄﻲ ﺑﻬﺎ ﻋﻴﻮﺑﻪ ﻭﺳﻮﺀﺍﺗﻪ ، ﻓﻘﺪ ﺳﻤﻊ ﺃﻋﺮﺍﺑﻲ ﺭﺟﻼ ﻳﻘﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻓﻘﺎﻝ : " ﻗﺪ ﺍﺳﺘﺪﻟﻠﺖ ﻋﻠﻰ ﻋﻴﻮﺑﻚ ﺑﻜﺜﺮﺓ ﺫﻛﺮﻙ ﻟﻌﻴﻮﺏ ﺍﻟﻨﺎﺱ؛ ﻷﻥ ﺍﻟﻄﺎﻟﺐ ﻟﻬﺎ ﻳﻄﻠﺒﻬﺎ ﺑﻘﺪﺭ ﻣﺎ ﻓﻴﻪ ﻣﻨﻬﺎ ."
ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﺍﻟﻤﻘﺪﻡ ﺣﻔﻈﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : [ ﻭﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﻯ ﺻﻮﺭﺓ ﻧﻔﺴﻪ ﺻﻐﻴﺮﺓ ﺟﺪﺍً ﺗﺠﺪﻩ ﺩﺍﺋﻤﺎً ﻳﻀﺨﻢ ﻋﻴﻮﺏ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ، ﻭﻟﺬﺍ ﺗﺒﺮﺯ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻧﺼﻴﺒﻪ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ، ﻓﺈﺫﺍ ﻋُﺮﻑ ﺑﺄﻧﻪ ﻣﺸﻐﻮﻝ ﺑﺘﻀﺨﻴﻢ ﻋﻴﻮﺏ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻭﺍﻟﻄﻌﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻓﻬﺬﻩ ﻣﺮﺁﺓ ﺗﻌﻜﺲ ﺃﻧﻪ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﻀﺂﻟﺔ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﺑﺤﻘﺎﺭﺗﻬﺎ ﻭﺃﻥ ﺣﺠﻢ ﻧﻔﺴﻪ ﺻﻐﻴﺮ؛ ﻷﻧﻪ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺃﻧﻪ ﻟﻦ ﻳﻨﻔﺘﺢ ﺇﻻ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻘﺎﺽ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ، ﻓﺪﺍﺋﻤﺎً ﻳﺤﺎﻭﻝ ﺃﻥ ﻳﺤﻄﻢ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ، ﻭﻟﺬﺍ ﻳﻜﺜﺮ ﻧﻘﺪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺫﻛﺮ ﻋﻴﻮﺑﻬﻢ، ﻭﻫﺬﻩ ﻣﺮﺁﺓ ﺗﻌﻜﺲ ﺃﻥ ﺇﺣﺴﺎﺳﻪ ﻭﺛﻘﺘﻪ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﺿﻌﻴﻔﺔ، ﻭﺃﻧﻪ ﻓﻲ ﺩﺍﺧﻞ ﻧﻔﺴﻪ ﻳﺤﺲ ﺃﻧﻪ ﺻﻐﻴﺮ ﻭﺣﻘﻴﺮ، ﻓﻠﺬﻟﻚ ﻳﺸﺘﻐﻞ ﺑﻌﻴﻮﺏ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ . ﻳﻘﻮﻝ ﻋﻮﻥ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ : ﻻ ﺃﺣﺴﺐ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻳﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﻋﻴﻮﺏ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﻻ ﻣﻦ ﻏﻔﻠﺔ ﻗﺪ ﻏﻔﻠﻬﺎ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻪ . ﻭﻋﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻴﺮﻳﻦ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻗﺎﻝ : ﻛﻨﺎ ﻧﺤﺪﺙ ﺃﻥ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺧﻄﺎﻳﺎ ﺃﻓﺮﻏﻬﻢ ﻟﺬﻛﺮ ﺧﻄﺎﻳﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ . ﻭﻛﺎﻥ ﻣﺎﻟﻚ ﺑﻦ ﺩﻳﻨﺎﺭ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻳﻘﻮﻝ : ﻛﻔﻰ ﺑﺎﻟﻤﺮﺀ ﺇﺛﻤﺎً ﺃﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﺻﺎﻟﺤﺎً، ﺛﻢ ﻳﺠﻠﺲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺎﻟﺲ ﻭﻳﻘﻊ ﻓﻲ ﻋﺮﺽ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ . ﻭﻗﺎﻝ ﺍﺑﻮ ﻋﺎﺻﻢ ﺍﻟﻨﺒﻴﻞ : ﻻ ﻳﺬﻛﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻜﺮﻫﻮﻥ ﺇﻻ ﺳﻔﻠﺔ ﻻ ﺩﻳﻦ ﻟﻬﻢ ] .
ﻭﻗﺎﻝ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ : " ﺇﺫﺍ ﺭﺃﻳﺘﻢ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻣﻮﻛّﻼ ﺑﻌﻴﻮﺏ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻧﺎﺳﻴﺎ ﻟﻌﻴﻮﺑﻪ ـ ﻓﺎﻋﻠﻤﻮﺍ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﻣُﻜِﺮَ ﺑﻪ ."
ﻭﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ـ ﻟﻨﻘﺼﻪ ـ ﻳﺘﻮﺻﻞ ﺇﻟﻰ ﻋﻴﺐ ﺃﺧﻴﻪ ﻣﻊ ﺧﻔﺎﺋﻪ، ﻭﻳﻨﺴﻰ ﻋﻴﺐ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻊ ﻇﻬﻮﺭﻩ ﻇﻬﻮﺭﺍ ﻣﺴﺘﺤﻜﻤﺎ ﻻ ﺧﻔﺎﺀ ﺑﻪ .
ﻓﻌﻦ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ : ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ : " ﻳﺒﺼﺮ ﺃﺣﺪﻛﻢ ﺍﻟﻘﺬﻯ ﻓﻲ ﻋﻴﻦ ﺃﺧﻴﻪ، ﻭﻳﻨﺴﻰ ﺍﻟﺠِﺬْﻉَ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻪ ."
ﻗﺒﻴﺢ ﻣﻦ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺃﻥ ﻳﻨﺴﻰ ﻋﻴﻮﺑﻪ ﻭﻳﺬﻛﺮ ﻋﻴﺒﺎ ﻓﻲ ﺃﺧﻴﻪ ﻗﺪ ﺍﺧﺘﻔﻰ
ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺫﺍ ﻋﻘﻞ ﻟﻤﺎ ﻋﺎﺏ ﻏﻴﺮﻩ ﻭﻓﻴﻪ ﻋﻴﻮﺏ ﻟﻮ ﺭﺁﻫﺎ ﻗﺪ ﺍﻛﺘﻔﻰ
ﺇﻥ ﺍﻻﻧﺸﻐﺎﻝ ﺑﻌﻴﻮﺏ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﺠﺮ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻐﻴﺒﺔ ﻭﻻﺑﺪ، ﻭﻗﺪ ﻋﺮﻓﻨﺎ ﻣﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﻴﺒﺔ ﻣﻦ ﺇﺛﻢ ﻭﻣﺴﺎﻭﻯﺀ ﻳﺘﻨﺰﻩ ﻋﻨﻬﺎ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﺍﻟﻨﺒﻴﻞ .
ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻻﻧﺸﻐﺎﻝ ﺑﻌﻴﻮﺏ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺷﻴﻮﻉ ﺍﻟﻌﺪﺍﻭﺓ ﻭﺍﻟﺒﻐﻀﺎﺀ ﺑﻴﻦ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ، ﻓﺤﻴﻦ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﺍﻟﻤﺮﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﺈﻧﻬﻢ ﺳﻴﺘﻜﻠﻤﻮﻥ ﻓﻴﻪ ، ﻭﺭﺑﻤﺎ ﺗﻜﻠﻤﻮﺍ ﻓﻴﻪ ﺑﺎﻟﺒﺎﻃﻞ
ﺇﺫﺍ ﺃﻧﺖ ﻋﺒﺖ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﺎﺑﻮﺍ ﻭﺃﻛﺜﺮﻭﺍ ﻋﻠﻴﻚ، ﻭﺃﺑﺪﻭﺍ ﻣﻨﻚ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻳُﺴﺘﺮُ
ﻭﺇﺫﺍ ﺭﺟﻌﺖ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻢ ﻟﻮﺟﺪﺕ ﻣﻨﻬﻢ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻋﺠﺒﺎ؛ ﺇﺫ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻣﺸﻐﻮﻟﻴﻦ ﺑﻌﻴﻮﺏ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻋﻦ ﻋﻴﻮﺏ ﻏﻴﺮﻫﻢ ، ﺑﻞ ﻳﻨﻈﺮﻭﻥ ﺇﻟﻰ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻧﻈﺮﺓ ﻛﻠﻬﺎ ﺗﻮﺍﺿﻊ ﻣﻊ ﺭﻓﻌﺘﻬﻢ ﻭﻋﻠﻮ ﺷﺄﻧﻬﻢ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻢ ، ﺑﻞ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺨﺎﻓﻮﻥ ﺇﻥ ﺗﻜﻠﻤﻮﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻬﻢ ﺃﻥ ﻳﺒﺘﻠﻮﺍ ﺑﻤﺎ ﺍﺑﺘﻠﻲ ﺑﻪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻴﻮﺏ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺍﻷﻋﻤﺶ : ﺳﻤﻌﺖ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻳﻘﻮﻝ : " ﺇﻧﻲ ﻷﺭﻯ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺃﻛﺮﻫﻪ، ﻓﻤﺎ ﻳﻤﻨﻌﻨﻲ ﺃﻥ ﺃﺗﻜﻠّﻢ ﻓﻴﻪ ﺇﻻ ﻣﺨﺎﻓﺔ ﺃﻥ ﺃُﺑﺘﻠﻰ ﺑﻤﺜﻠﻪ ."
ﻭﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﺍ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻮﻗﻨﻮﻥ ﻭﻳﻌﻤﻠﻮﻥ ﺑﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﻮﻝ ﻓﻴﻪ : " ﻣﻦ ﺣﺴﻦ ﺇﺳﻼﻡ ﺍﻟﻤﺮﺀ ﺗﺮﻛﻪ ﻣﺎ ﻻ ﻳﻌﻨﻴﻪ ."
ﻭﻗﺪ ﻟﻘﻲ ﺯﺍﻫﺪ ﺯﺍﻫﺪﺍً ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ : ﻳﺎ ﺃﺧﻲ ! ﺇﻧﻲ ﻷﺣﺒﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻪ، ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻵﺧﺮ : ﻟﻮ ﻋﻠﻤﺖَ ﻣﻨﻲ ﻣﺎ ﺃﻋﻠﻢ ﻣﻦ ﻧﻔﺴﻲ ﻷﺑﻐﻀﺘﻨﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻪ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻷﻭﻝ : ﻟﻮ ﻋﻠﻤﺖُ ﻣﻨﻚ ﻣﺎ ﺗﻌﻠﻢ ﻣﻦ ﻧﻔﺴﻚ ﻟﻜﺎﻥ ﻟﻲ ﻓﻴﻤﺎ ﺃﻋﻠﻢ ﻣﻦ ﻧﻔﺴﻲ ﺷﻐﻞ ﻋﻦ ﺑﻐﻀﻚ .
ﻓﻴﺎ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﺤﺒﻴﺐ ﻟﻚ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻚ ﺷﻐﻞ ﻋﻦ ﻋﻴﻮﺏ ﻏﻴﺮﻙ ؛ ﻓﻔﻴﻚ ﺃﺿﻌﺎﻑ ﺃﺿﻌﺎﻑ ﻣﺎ ﺗﺮﺍﻩ ﻓﻲ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ، ﻓﻼ ﺗﻔﺘﺢ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻚ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻐﻴﺒﺔ ﻭﺳﻮﺀ ﺍﻟﻈﻦ ﻭﻫﺘﻚ ﺃﺳﺘﺎﺭ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﺎﻻﻧﺸﻐﺎﻝ ﺑﻌﻴﻮﺑﻬﻢ ، ﻭﻻ ﺗﻔﺘﺢ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻚ ﺑﺎﺏ ﺷﺮ ﻻ ﻳﺴﺪ ﺑﺎﻟﻜﻼﻡ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻴﺘﻜﻠﻤﻮﺍ ﻋﻨﻚ :
ﻣﺘﻰ ﺗﻠﺘﻤﺲ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻋﻴﺒﺎ ﺗﺠﺪ ﻟﻬﻢ ﻋﻴﻮﺑﺎ ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﻴﻚ ﺃﻛﺜﺮ
ﻓﺴﺎﻟﻤﻬﻢ ﺑﺎﻟﻜﻒ ﻋﻨﻬﻢ ﻓﺈﻧﻬﻢ ﺑﻌﻴﺒﻚ ﻣﻦ ﻋﻴﻨﻴﻚ ﺃﻫﺪﻯ ﻭﺃﺑﺼﺮ
ﻭﺁﺧﺮ ﺩﻋﻮﺍﻧﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ
صفحة 2 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدىق