ﺣﺪﻳﺚ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ
ﻋﺜﻤﺎﻥ ﻣﻴﺮﻏﻨﻲ
“ ﺣﻜﺎﻳﺔ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺪﻳﻞ ”!!..
ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺪﻳﻞ ﻃﻔﻞ ﻋﻤﺮﻩ ﻋﺸﺮ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻣﻦ ﺃﺳﺮﺓ ﻋﺎﺩﻳﺔ ﻓﻲ ﻧﻴﺎﻻ، ﺗﻄﻠﺒﺖ ﺣﺎﻟﺘﻪ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﻧﻘﻠﻪ ﻹﺟﺮﺍﺀ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺟﺮﺍﺣﻴﺔ ﺩﻗﻴﻘﺔ ﻓﻲ ﻣﺴﺘﺸﻔﻰ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ، ﻳﻮﻡ ﺃﻣﺲ ﺍﻷﻭﻝ “ ﺍﻟﺜﻼﺛﺎﺀ ” ﺗﺼﺎﺩﻑ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺇﻛﻤﺎﻝ ﺗﺮﺗﻴﺒﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺃﻥ ﻛﺎﻥ ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﻓﻲ ﻣﺮﻭﺭ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﺸﻔﻰ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ .. ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺑﺪﺃﺕ ﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺗﺨﺪﻳﺮ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺪﻳﻞ ﻃﻠﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺎﺩﺭ ﺍﻟﻄﺒﻲ ﺇﻣﻬﺎﻟﻪ ﺧﻤﺲ ﺩﻗﺎﺋﻖ ﻓﻘﻂ ﻷﻧﻪ ﻳﺮﻏﺐ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺤﺪﺙ ﻟﻮﺯﻳﺮ ﺍﻟﺼﺤﺔ .
ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﺍﺳﺘﺠﺎﺏ ﻟﻄﻠﺐ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺪﻳﻞ ﻭﺣﻮﻝ ﻣﺴﺎﺭﻩ ﺇﻟﻰ ﻏﺮﻓﺔ ﺍﻟﺠﺮﺍﺣﺔ، ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻓﺮﻳﻖ ﺍﻟﺠﺮﺍﺣﺔ ﻳﺤﻴﻂ ﺑﺎﻟﻄﻔﻞ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺟﺎﻧﺐ ﺗﻮﻗﻌﻮﺍ ﺃﻧﻪ ﺧﺎﺋﻒ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺠﺮﺍﺣﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﻴﺸﻖ ﻓﻴﻬﺎ ﺻﺪﺭﻩ ﻣﻦ ﺃﻭﻟﻪ ﺇﻟﻰ ﺁﺧﺮﻩ، ﻭﻟﻜﻦ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻤﻔﺎﺟﺄﺓ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ ..
ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺪﻳﻞ ﻗﺎﻝ ﻟﻠﻮﺯﻳﺮ ﺃﻥ ﺃﻗﺮﺍﻧﻪ ﻭﺃﻫﻠﻪ ﻓﻲ ﻧﻴﺎﻻ ﻻ ﻳﺠﺪﻭﻥ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻨﺎﻳﺔ ﺍﻟﻄﺒﻴﺔ، ﻭﺗﺮﺟﺎﻩ ﺃﻥ ﻳﺴﺎﻓﺮ ﻭﻳﺰﻭﺭ ﻧﻴﺎﻻ ﻟﻴﺮﻯ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﺍﻷﻭﺿﺎﻉ ﺍﻟﻄﺒﻴﺔ، ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻟﻠﻮﺯﻳﺮ ‏( ﺃﻣﻠﻲ ﺇﺫﺍ ﺧﺮﺟﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺳﺎﻟﻤﺎً ﺃﻭ ﻣﺖ ﺃﻥ ﻳﺠﺪ ﺃﻫﻠﻲ ﺍﻟﺮﻋﺎﻳﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ‏) .
ﻭﻭﺻﻒ ﺩ . ﺃﺣﻤﺪ ﺍﻟﻄﻴﺐ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺇﺳﺘﺸﺎﺭﻱ ﺟﺮﺍﺣﺔ ﺍﻟﻜﻠﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺭﻭﻯ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﻛﻴﻒ ﻓﺎﺿﺖ ﺃﻋﻴﻦ ﺍﻟﻔﺮﻳﻖ ﺍﻟﻄﺒﻲ ﺑﺎﻟﺪﻣﻮﻉ ﻭﻫﻢ ﻳﺮﻭﻥ ﻣﺜﺎﻻً ﺑﺎﻫﺮﺍً ﻟﻄﻔﻞ ﺳﻮﺩﺍﻧﻲ ﻭﻫﻮ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻓﺔ ﺍﻟﺨﻄﺮ ﻻ ﻳﺸﻐﻞ ﻋﻘﻠﻪ ﺍﻟﺒﺮﻱﺀ ﺳﻮﻯ ﺃﻫﻠﻪ ﻓﻲ ﻧﻴﺎﻻ .. ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ ﻭﻋﺪﻩ ﺑﺰﻳﺎﺭﺓ ﻧﻴﺎﻻ .
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺧﻂ ﺑﻜﻠﻤﺎﺗﻪ ﺩﺳﺘﻮﺭ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻭﺍﻟﺨﻄﺔ ﺍﻻﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﻭﻣﻴﺜﺎﻕ ﺍﻟﺸﺮﻑ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﻠﺘﺰﻡ ﺑﻪ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ، ﺑﻞ ﻭﻭﻗَّﻊ ﺑﺄﺣﺮﻑ ﻣﻦ ﻧﻮﺭ ﻋﻠﻰ ﻗﺮﺍﺭ ﺑﺎﺳﻢ ﺷﻌﺐ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺍﻟﻨﺒﻴﻞ ﺃﻥ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻻ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗُﺒﻨﻰ ﺑـ ‏( ﺗﻠﺘﻴﻖ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ‏) .
ﺃﺳﻮﺃ ﻣﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻔﻌﻠﻪ ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﺼﺤﺔ، ﺃﻥ ﻳﺰﻭﺭ ﻧﻴﺎﻻ ﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ “ ﺗﻠﺘﻴﻖ ” ﺍﻟﺤﺎﻝ ﺍﻟﺼﺤﻲ ﺑﻤﻌﺎﻟﺠﺎﺕ ﺗﺮﺻﺪﻫﺎ ﻛﺎﻣﻴﺮﺍﺕ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﻭﺗﺘﺰﻳﻦ ﺑﻬﺎ ﺗﻘﺎﺭﻳﺮ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﻮﻻﺋﻴﺔ .. ﻓﻤﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺣﺪﺙ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﺧﻼﻝ ﻋﻤﺮ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺍﻟﻤﺪﻳﺪ ﺑﻌﺪ ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ، ﻭﻭﺻﻞ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻟﺪﺭﺟﺔ ﺃﻥ ﻳﺴﺎﻓﺮ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﺇﻟﻰ ﺩﺍﺭﻓﻮﺭ ﻭ ﻳﻔﺘﺘﺢ ‏( ﻣﺎﺳﻮﺭﺓ (!! ﻣﺎﺀ ﻭﺳﻂ ﺗﻬﻠﻴﻞ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﺍﻟﺮﺳﻤﻲ .
ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺰﻳﺎﺭﺍﺕ ﻻ ﺧﻴﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﻻ ﺑﺮﻛﺔ ﻭﻻ ﺗﻐﻴِّﺮ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻭﺳﻴﻜﺒﺮ ﺇﺑﻨﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺪﻳﻞ ﻭﻳﺮﺯﻕ ﺑﺎﻷﺑﻨﺎﺀ ﻓﻴﺤﻜﻲ ﻟﻬﻢ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﻭﻳﺨﺒﺮﻫﻢ ﺃﻥ ‏( ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻳﺎﻫﻮ ﺫﺍﺗﻮ ﺍﻟﺤﺎﻝ ‏) .. ﺑﻌﺪ ﻋﺸﺮﺍﺕ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ .
ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺪﻳﻞ، ﻛﺘﺐ ﺩﺳﺘﻮﺭ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻷﻥ ﺑﻨﺎﺀ ﺩﻭﻟﺔ ﺣﺪﻳﺜﺔ ﻳﺴﺘﻮﺟﺐ ﺍﺳﺘﻠﻬﺎﻡ ﻣﺒﺪﺃ ‏( ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺃﻭﻻً ﻭﺃﺧﻴﺮﺍً ‏) ، ﻭ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﺨﻄﺔ ﺍﻻﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﻷﻥ ﺃﻳﺔ ﻧﻈﺮﺓ ﺧﺒﻴﺮﺓ ﺣﺼﻴﻔﺔ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﺪﺭﻙ ﺃﻥ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻣﺜﻞ ﺩﺍﺭﻓﻮﺭ ﻟﻴﺴﺖ ﻫﺎﻣﺸﺎً، ﻓﻤﺎ ﺗﻤﻠﻜﻪ ﻣﻦ ﻣﻮﺍﺭﺩ ﻳﺠﻌﻞ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﻫﻲ ﺍﻟﻬﺎﻣﺶ .. ﻭﺧﻂ ﺑﻜﻠﻤﺎﺗﻪ ﻣﻴﺜﺎﻕ ﺍﻟﺸﺮﻑ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ .. ﻷﻥ ﺍﻟﺴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺮﻓﻌﻮﻥ ﺷﻌﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺮﻛﺰ ﻭﺍﻟﻬﺎﻣﺶ ﻻ ﻳﺪﺭﻛﻮﻥ ﺃﻧﻬﻢ ﻳﺴﺘﺜﻤﺮﻭﻥ ﻓﻲ ﺇﺛﺎﺭﺓ ﺍﻟﻜﺮﺍﻫﻴﺔ، ﻷﻥ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﻓﻲ ﻣﺮﻛﺰ ﻭﻫﺎﻣﺶ ﺑﻞ ﺳﻮﺀ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﻳﺠﻌﻞ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻳﺘﺴﻮﻝ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ‏( ﻛﺎﻟﻌﻴﺲ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﺪﺍﺀ ﻳﻘﺘﻠﻬﺎ ﺍﻟﻈﻤﺄ .. ﻭﺍﻟﻤﺎﺀ ﻓﻮﻕ ﻇﻬﻮﺭﻫﺎ ﻣﺤﻤﻮﻝ ‏) !