ﻗﺼﺔ ﺍﺳﺘﺸﻬﺎﺩ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺟﺤﺶ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ .
ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺟﺤﺶ ﺑﻦ ﺭﻳﺎﺏ ﺑﻦ ﻳﻌﻤﺮ ﺑﻦ ﺻﺒﺮﺓ ﺑﻦ ﻣﺮﺓ ﺑﻦ ﻛﺒﻴﺮ ﺑﻦ ﻏﻨﻢ ﺍﺑﻦ ﺩﻭﺩﺍﻥ ﺑﻦ ﺃﺳﺪ ﺑﻦ ﺧﺰﻳﻤﺔ ﺍﻷﺳﺪﻱ، ﺣﻠﻴﻒ ﺑﻨﻲ ﻋﺒﺪ ﺷﻤﺲ، ﻭﻳﻜﻨﻰ ﺃﺑﺎ ﻣﺤﻤﺪ، ﻭﺃﻣﻪ : ﺃﻣﻴﻤﺔ ﺑﻨﺖ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻤﻄﻠﺐ ﺑﻦ ﻫﺎﺷﻢ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﻣﻨﺎﻑ ﺑﻦ ﻗﺼﻲ .
ﺃﺣﺪ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻫﺎﺟﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﺒﺸﺔ ﻭﻋﺎﺩ ﺇﻟﻰ ﻣﻜﺔ، ﻟﻤﺎ ﺑﻠﻎ ﻣﻬﺎﺟﺮﻱ ﺍﻟﺤﺒﺸﺔ ﺇﺳﻼﻡ ﺃﻫﻞ ﻣﻜﺔ ﺫﻛﺮﻩُ ﺍﺑﻦ ﺇﺳﺤﺎﻕ ﻓﻲ ﺃﻭﻝ ﻣﻦ ﻗﺪﻡ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻬﺎﺟﺮﻳﻦ ﻭﻓﻴﻤﻦ ﺷﻬﺪ ﺑﺪﺭﺍ ﺁﺧﻰ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﻴﻦ ﻋﺎﺻﻢ ﺑﻦ ﺛﺎﺑﺖ .
ﻭﺑﻌﺜﻪ ﻓﻲ ﺳﺮﻳﺔ، ﻭﻗﺎﻝ ﻷﺻﺤﺎﺑﻬﺎ : ﻷﺑﻌﺜﻦ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺭﺟﻠًﺎ ﺃﺻﺒﺮﻛﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻮﻉ ﻭﺍﻟﻌﻄﺶ .
ﻗﺎﻝ ﺳﻌﺪ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ : ﻓﺒﻌﺚ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺟﺤﺶ ﻓﻜﺎﻥ ﺃﻭﻝ ﺃﻣﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻹﺳﻼﻡ، ﻭﺭﺍﻳﺘﻪُ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺴﺮﻳﺔ ﻫﻲ ﺃﻭﻝ ﺭﺍﻳﺔ ﻋﻘﺪﺕ ﻓﻲ ﺍﻹﺳﻼﻡ، ﻭﻧﺴﺒﺖ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﻓﺴُﻤﻴﺖ : ‏( ﺳﺮﻳﺔ : ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺟﺤﺶ ‏) .
ﺭﻭﻯ ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻳﻮﻡ ﺧﺮﺝ ﺇﻟﻰ ﺃُﺣﺪ ﻧﺰﻝ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺸﻴﺨﻴﻦ ﻓﺄﺻﺒﺢ ﻫﻨﺎﻙ ﻓﺠﺎﺀﺗﻪُ ﺃﻡ ﺳﻠﻤﺔ ﺑﻄﻌﺎﻡ ﻓﺄﻛﻞ ﺛﻢ ﺟﺎﺀﺗﻪ ﺑﻤﺎﺀ ﻓﺸﺮﺏ ﺛﻢ ﺃﺧﺬﻩ ﺭﺟﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﻓﺸﺮﺏ ﻣﻨﻪ ﺛﻢ ﺃﺧﺬﻩ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺟﺤﺶ ﻓﻌﺐ ﻓﻴﻪ " ﺃﻱ ﺍﻟﺸﺮﺏ ﺑﻼ ﺗﻨﻔﺲ " ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺭﺟﻞ ﺑﻌﺾ ﺷﺮﺍﺑﻚ ﺃﺗﺪﺭﻱ ﺃﻳﻦ ﺗﻐﺪﻭ، ﻗﺎﻝ ﻧﻌﻢ ﺃﻟﻘﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺃﻧﺎ ﺭﻳﺎﻥ ﺃﺣﺐ ﺇﻟﻲ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺃﻟﻘﺎﻩ ﻭﺃﻧﺎ ﻇﻤﺂﻥ ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺇﻧﻲ ﺃﺳﺄﻟﻚ ﺃﻥ ﺃﺳﺘﺸﻬﺪ ﻭﺃﻥ ﻳُﻤَﺜﻞ ﺑﻲ ﻓﺘﻘﻮﻝ ﻓﻴﻢ ﺻﻨﻊ ﺑﻚ ﻫﺬﺍ ﻓﺄﻗﻮﻝ ﻓﻴﻚ ﻭﻓﻲ ﺭﺳﻮﻟﻚ .
ﻭﻗﺪ ﺩﻋﺎ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺟﺤﺶ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻳﻮﻡ ﺃﺣﺪ ﺃﻥ ﻳﺮﺯﻗﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺓ؛ ﻓﺎﺳﺘُﺠِﻴﺐَ ﻟﻪ، ﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺎﺕ : ﺃﻥ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺟﺤﺶ ﻗﺎﻝ ﻟﺴﻌﺪ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻭﻗﺎﺹ ﻳﻮﻡ ﺃُﺣﺪ : ﺃﻻ ﺗﺄﺗﻲ ﻓﻨﺪﻋﻮﺍ؟ ﻗﺎﻝ ﺳﻌﺪ : ﻓﺨﻠﻮﻧﺎ ﻓﻲ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﻓﺪﻋﺎ ﺳﻌﺪ ﻓﻘﺎﻝ : ﻳﺎ ﺭﺏ ﺇﺫﺍ ﻟﻘﻴﻨﺎ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﻏﺪًﺍ ﻓَﻠﻘِﻨﻲ ﺭﺟﻠًﺎ ﺷﺪﻳﺪًﺍ ﺣﺮﺩﻩ " ﺃﻱ ﺍﻟﺤﺮﺩ : ﺍﻟﻘﺼﺪ ﻭﺍﻟﻤﻨﻊ ﻭﺍﻟﻤﻘﺼﻮﺩ ﻟَﻘِﻨﻲ ﺭﺟﻠًﺎ ﻗﻮﻳًﺎ ﺧﺒﻴﺮًﺍ ﺑﻔﻨﻮﻥ ﺍﻟﻘﺘﺎﻝ ﻭﻗﺼﺪ ﻋﺪﻭﻩ ﻭﻣﻨﻊ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻨﻪ، ﻟﻴﻜﻮﻥ ﻗﺘﺎﻟﻪ ﺃﻋﻈﻢ ﻟﻸﺟﺮ ﻭﺃﺑﻠﻎ " ، ﺃﻗﺎﺗﻠﻪ ﻓﻴﻚ ﺛﻢ ﺍﺭﺯﻗﻨﻲ ﺍﻟﻈﻔﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﺣﺘﻰ ﺃﻗﺘﻠﻪُ ﻭﺁﺧﺬ ﺳﻠﺒﻪ . ﻗﺎﻝ : ﻓﺄﻣَﻦَّ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺟﺤﺶ، ﺛﻢ ﻗﺎﻝ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ : ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺍﺭﺯﻗﻨﻲ ﺭﺟﻠًﺎ ﺷﺪﻳﺪًﺍ ﺣﺮﺩﻩ ﺃﻗﺎﺗﻠﻪُ ﻓﻴﻚ ﺣﺘﻰ ﻳﺄﺧﺬﻧﻲ ﻓﻴﺠﺪﻉ ﺃﻧﻔﻲ ﻭﺃﺫﻧﻲ ﻓﺈﺫﺍ ﻟﻘﻴﺘُﻚَ ﻗﻠﺖ ﻫﺬﺍ ﻓﻴﻚ ﻭﻓﻲ ﺭﺳﻮﻟﻚ ﻓﺘﻘﻮﻝ ﺻﺪﻗﺖ . ﻗﺎﻝ ﺳﻌﺪ : ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺩﻋﻮﺓ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺧﻴﺮًﺍ ﻣﻦ ﺩﻋﻮﺗﻲ ﻓﻠﻘﺪ ﺭﺃﻳﺘﻪُ ﺁﺧﺮ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﻭﺇﻥ ﺃﻧﻔﻪ ﻭﺃﺫﻧﻪ ﻟﻤﻌﻠﻖ ﻓﻲ ﺧﻴﻂ .
ﻭﻓﻲ ﺭﻭﺍﻳﺔ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ ﻓﻲ ﺩُﻋﺎﺋِﻪ ﺇﺫ ﺫﺍﻙ : ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺇﺫﺍ ﻻﻗﻮﺍ ﻫﺆﻻﺀ ﻏﺪًﺍ ﻓﺈﻧﻲ ﺃﻗﺴﻢ ﻋﻠﻴﻚ ﻟﻤَّﺎ ﻳﻘﺘﻠﻮﻧﻲ ﻭﻳﺒﻘﺮﻭﺍ ﺑﻄﻨﻲ ﻭﻳﺠﺪﻋﻮﻧﻲ، ﻓﺈﺫﺍ ﻗُﻠﺖَ ﻟﻲ ﻟﻢ ﻓﻌﻞ ﺑﻚ ﻫﺆﻻﺀ ﻫﺬﺍ ﻓﺄﻗﻮﻝ ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻓﻴﻚ ﻭﻓﻲ ﺭﺳﻮﻟﻚ .
ﻓﻠﻤﺎ ﺍﻟﺘﻘﻮﺍ ﻓﻌﻠﻮﺍ ﺫﻟﻚ ﺑﻪ ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﻤﻌﻪُ ﺃﻣﺎ ﻫﺬﺍ ﻓﻘﺪ ﺍﺳﺘُﺠِﻴﺐَ ﻟﻪ ﻭﺃﻋﻄﺎﻩ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﺳﺄﻝ ﻓﻲ ﺟﺴﺪﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺃﻧﺎ ﺃﺭﺟﻮ ﺃﻥ ﻳُﻌﻄَﻰ ﻣﺎ ﺳﺄﻝ ﻓﻲ ﺍﻵﺧﺮﺓ .
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺰﺑﻴﺮ : ﻛﺎﻥ ﻳُﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﻤﺠﺪﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻛﺎﻥ ﺳﻴﻔﻪُ ﺍﻧﻘﻄﻊ ﻳﻮﻡ ﺃﺣﺪ، ﻓﺄﻋﻄﺎﻩ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻋﺮﺟﻮﻧًﺎ " ﺍﻟﻌﺮﺟﻮﻥ ﻫﻮ ﺍﻟﻌﻮﺩ ﺍﻷﺻﻔﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﻴﻪ ﺷﻤﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻌﺬﻕ " ، ﻓﺼﺎﺭ ﻓﻲ ﻳﺪﻩ ﺳﻴﻔًﺎ ﻓﻜﺎﻥ ﻳُﺴﻤﻰ ﺍﻟﻌﺮﺟﻮﻥ .
ﻗﺘﻠﻪُ ﺃﺑﻮﺍﻟﺤﻜﻢ ﺑﻦ ﺍﻷﺧﻨﺲ ﺑﻦ ﺷﺮﻳﻖ ﻭﺩﻓﻦ ﻫﻮ ﻭﺣﻤﺰﺓ ﻓﻲ ﻗﺒﺮ ﻭﺍﺣﺪ ﻭﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﻳﻮﻡ ﻗُﺘِﻞ ﺃﺭﺑﻌﻮﻥ ﺳﻨﺔ .
ﻣﺼﺎﺩﺭ : ﻛﺘﺎﺏ ﺷﻬﺪﺍﺀ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺫﻛﺮﻫﻢ ﺍﺑﻦ ﺇﺳﺤﺎﻕ ﻓﻲ ﻣﻐﺎﺯﻳﻪ . ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﻏﺒﺎﻥ ﺍﻟﺼﺒﺤﻲ . ﺹ