على كل
محمد عبد القادر
تيار الشريعة والقانون.. حامل أختام الثورة!!





ليس هنالك ما يدعو لرفض الاتفاق المنتظر توقيعه بين المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير، الأجدى أن يتم البناء على ما تم وتستكمل نواقصه التي أغفلها بدلاً من نسفه بالكامل.

على القوى السياسية النظر إلى ما يحققه الاتفاق من استقرار وما يمكن أن يسفر عنه من نتائج إيجابية تؤمن البلاد من التشظي والانقسام وتنهي مخاطر وسيناريوهات الانفلات الأمني.

ما زالت بعض القوى تمارس انتهازية عالية بانتقادها للاتفاق، لمجرد أنه أغفل وجودها في هذه المرحلة، تنظر إلى ما تم من زاوية مصالح ضيقة ترتبط بمستقبل وجودها في الملعب السياسي.

عدد من القوى رفضت الاتفاق لكن المبررات بحجج واقعية ومبدئية يمكن البناء عليها، حيث كان القاسم الأكبر في التحفظات أنه جاء ثنائياً ولم يشمل القوى الأخرى، لكن اللغة التي استخدمها (تيار نصرة الشريعة والقانون) في مناهضته للاتفاق كانت موغلة في العنف والتصعيد، وتنم عن ازدواجية غريبة حاولت مقاومة الاتفاق باستلاف خطاب الحرص على مكتسبات الثورة والثوار.

البيان الصادر عن تيار نصرة الشريعة والقانون ذكر بالنص:

(إن ما خرج به الاتفاق لا يلبي طموحات الثورة السودانية ولا يمهد الطريق لبناء حياة سياسية صحية، وعليه فإننا ندعو أطراف الاتفاق لمعالجة هذه الثغرات الخطيرة وبناء توافق سوداني يحمي تطلعات هذا الشعب الثائر).

لا أعتقد أنه من المناسب لتيار عارض الاعتصام وعمل على صناعة تجمعات موازية أن يتحدث عن الثوار ويناور بدماء الشهداء لنسف الاتفاق، محذراً من ما وصفه بـ(سرقة الثورة).

إن كان الأمر كذلك فإن قوى الحرية والتغيير دخلت الاتفاق وهي مسنودة بمليونية الثلاثين من يونيو ومفوضة من الثوار وناطقة باسمهم وحريصة على ترجمة الشعارات التي رفعوها إلى واقع من المنتظر أن يحمله تفاصيل الاتفاق.

كفانا انتهازية سياسية، لا يستقيم أن يسوق تيار نصرة الشريعة نفسه كحامل لأختام الثورة وحريصاً على أهدافها وشعاراتها، وقد كان بعض قياداته جزءاً من الأوضاع التي ثار عليها الناس في ديسمبر.

ثم كيف أصبح المجلس العسكري بين ليلة وضحاها عدواً لنصرة الشريعة والقانون، وقد حشد التيار المسيرات لتأييده وإسناده عبر شعارات كانت تغذي انقسام الشارع وأوشكت على خلق حالة صدام لم تكن بعيدة عن التوقعات.

لماذا يستخدم (تيار نصرة الشريعة والقانون) أحداث فض الاعتصام، في تصفية حساباته مع الطرفين، وهل كان أمر الاعتصام مرضياً للتيار الذي كان لديه آراء سالبة في تجمع الثوار بساحة القيادة العامة، هل يستقيم عقلاً استخدام السلاح الثوري في هجومه على طرفي الاتفاق؟.

يبدو أن تيار نصرة الشريعة نسي إسناده للمجلس العسكري في مواجهة قوى الحرية والتغيير، وهو يتهمه بالنكوص عن عهده بإدارة حوار مع كافة القوى السياسية قبل الاتفاق، هذا هو مربط الفرس، لم يجد التيار نفسه في اهتمامات المجلس ومعطيات العهد الجديد فأعلن الحرب على الجميع.

قليل من الاتساق بين الممارسة والشعارات مطلوب، نتفهم أن يكون لأي من القوى السياسية والوطنية رأيها في الاتفاق بعيداً عن (الانتهازية) التي وضعت تيار نصرة الشريعة والقانون في موقف شاذ وغريب، وهو يتحول إلى ناقم على مجلس سانده بالأمس ويبدي إعجابه بثورة هاجم اعتصامها قبل أن يتم فضه على النحو الذي يعلمه الجميع.

انتقدوا الاتفاق وطالبوا بإضافة ما تشاءون، أما محاولة نسفه بالكامل فأعتقد أنه سلوك غير رشيد، ويعبر عن غبائن وأجندات لا تحقق مصلحة الوطن العليا، كفاية انتهازية و(خلونا نمشي قدام)