فيما ارى
عادل الباز
المخاوف تتحقق!!



1

يبدو أن المخاوف التي عبر عنها الأستاذان ضياء الدين بلال ومحمد عبد القادر في طريقها إلى التحقق وبسرعة. كان ضياء قد طرح عدة أسئلة حول مقدرة الشريكين (قحت) والمجلس العسكري في التعاون لعبور الفترة الانتقالية بسلام وكتب محمد عبد القادر في مقاله بالأمس (الشراكة ب شريحتين.. مخاوف ووقائع!!) (المخاوف بدأت تنهض هنا وهناك من أن تكون هذه الشراكة من أكبر مهددات التغيير الذي اكتمل بتضحيات كبيرة قدمها الشعب السوداني).

لم يتأخر الشريكان في تثبيت تلك المخاوف فجاء في أنباء الأمس أن وفدا من قيادات الجبهة الثورية – نداء السودان – قوى الحرية والتغيير في مجلس حقوق الإنسان (طالب بإبقاء السودان تحت بند الإجراءات الخاصة وقال إن الدعم السريع وقيادات المجلس العسكري يشكلون خطرا علي المدنيين وحقوق الإنسان).

2

وطالبوا أيضا (بالنظر إلى أوضاع حقوق الإنسان في السودان نظرة استراتيجية، وأنه لم يحدث حتى الآن أي تحول إيجابي بشأنها لا سيما مع استمرار الحروب والانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي الإنساني، ووجود ملايين النازحين واللاجئين، وسيادة حالة الإفلات من المساءلة عن جرائم الإبادة وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية).

هذه المرافعة التي قُدمت أمام مجلس حقوق الإنسان المنعقد هذه الأيام بجنيف كفيلة بإبقاء السودان في قوائم الإرهاب والعقوبات سنين عددا.

وبذا يمكننا القول إن قوى الحرية والتغيير حال تسلمها الحكومة يمكن أن تطلب ذلك رسميا من مجلس حقوق الإنسان بجنيف وربما مجلس الأمن الدولي!!. يحدث هذا وحبر الاتفاق لم يجف بعد بل لم يوقع الاتفاق رسميا فماذا سيحدث يا ترى إذا دخلنا في القضايا الشائكة وتلك التي تركها الاتفاق غامضة؟

كيف يطالب شريك في الحكم بإبقاء العقوبات على البلاد التي سيديرها هو بعد أقل من أسبوعين من الآن؟. كيف ستكون آفاق شراكة بدأت بالكيد واستهداف مصالح البلاد في الخارج.؟ التنويه لمثل هذه التجاوزات وإدانتها باكرا واجب على العقلاء في كل الأطراف كما وعلى الإعلام لخطورة مثل هذه المواقف وقدرتها على تخريب ما تم الاتفاق عليه لنعود مرة أخرى لمربعات الصراع والقتل ومزيد من إزهاق الأرواح.. ويا ترى لمصلحة من؟