ﺧﻄﺒﺔ ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ ﺑﻌﻨﻮﺍﻥ ‏( ﺇﻧﻬﻤﺎ ﻟﻴﻌﺬﺑﺎﻥ ‏)
ﺍﻟﺠﻨﺎﺋﺰ ﻭﺍﻟﻤﻮﺗﻰ، ﺍﻷﻧﻔﺲ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻮﻓﺎﻫﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺎ ﺗﺮﻯ ﺇﻟﻰ ﺃﻳﻦ ﺫﺍﻫﺒﻮﻥ؟ ﻭﻣﺎ ﻫﻮ ﻣﺼﻴﺮﻫﻢ؟ ﻭﻣﺎﺫﺍ ﺳﻴﻔﻌﻞ ﺑﻬﻢ؟
ﺃﺳﺌﻠﺔ ﺗﺘﺠﺪﺩ ﻣﻊ ﻛﻞ ﺟﻨﺎﺯﺓ ﻧﺸﻴﻌﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺃﻭﻝ ﻣﻨﺎﺯﻝ ﺍﻵﺧﺮﺓ .
ﺍﻟﻘﺒﺮ ، ﻭﻣﺎ ﺃﺩﺭﺍﻙ ﻣﺎ ﺍﻟﻘﺒﺮ ؟
ﺍﻟﻘﺒﺮ ﺃﻭّﻝ ﻣﻨﺎﺯﻝ ﺍﻵﺧﺮﺓ .
ﺍﻟﻘﺒﺮ ﻳﻜﻔﻴﻚ ﻭﺍﻋﻈﺎً ﻣﻨﻪ ﺃﻧّﻪ ﺍﻟﻘﺒﺮ .
ﺍﻟﻘﺒﺮ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺿﻢّ ﺍﻷﻭﺍﺋﻞ ﻭﺍﻷﻭﺍﺧﺮ .
ﺍﻟﻘﺒﺮ ﻫﻮ ﻣﺴﻜﻦ ﺍﻵﺑﺎﺀ، ﻭﺍﻷﺟﺪﺍﺩ، ﻭﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ، ﻭﺍﻟﺸﻬﺪﺍﺀ ، ﻭﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ، ﻭﺍﻷﻏﻨﻴﺎﺀ ، ﻭﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ .
ﺍﻟﻘﺒﺮ ﺑﺎﺏ ﻭﻛﻞّ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺩﺍﺧﻠﻪ .
ﻓﻴﺎ ﻟﻴﺖ ﺷﻌﺮﻱ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻘﺒﺮ ﻣﺎ ﺍﻟﺪﺍﺭ .
ﺍﻟﻘﺒﺮ ﻣﻨﻈﺮﻩ ﻓﻈﻴﻊ، ﻣﺨﻴﻒ، ﻓﻜﻴﻒ ﺑﻤﻀﺠﻌﻪ ﻭﻣﺴﻜﻨﻪ؟
ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ @ : ‏« ﻣَﺎ ﺭَﺃَﻳْﺖُ ﻣَﻨْﻈَﺮًﺍ ﻗَﻂُّ ﺇِﻟَّﺎ ﻭَﺍﻟﻘَﺒْﺮُ ﺃَﻓْﻈَﻊُ ﻣِﻨْﻪُ ‏» ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ ﻭﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ ﻭﺻﺤﺤﻪ ﺍﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺸﻜﺎﺓ ‏( 132 ‏) .
ﻛَﺎﻥَ ﻫِﺸَﺎﻡٌ ﺍﻟﺪَّﺳْﺘُﻮَﺍﺋِﻲُّ ﺇِﺫَﺍ ﻓَﻘَﺪَ ﺍﻟﺴِّﺮَﺍﺝَ ﻣِﻦْ ﺑَﻴْﺘِﻪِ ﻳَﺘَﻤَﻠْﻤَﻞُ ﻋَﻠَﻰ ﻓِﺮَﺍﺷِﻪِ ﻓَﻜَﺎﻧَﺖِ ﺍﻣْﺮَﺃَﺗُﻪُ ﺗَﺄْﺗِﻴْﻪِ ﺑِﺎﻟﺴِّﺮَﺍﺝِ . ﻓَﻘَﺎﻟَﺖْ ﻟَﻪُ ﻓِﻲ ﺫَﻟِﻚَ : ﻓَﻘَﺎﻝَ : ﺇِﻧِّﻲْ ﺇِﺫَﺍ ﻓَﻘَﺪﺕُ ﺍﻟﺴِّﺮَﺍﺝَ ﺫَﻛَﺮْﺕُ ﻇُﻠْﻤَﺔَ ﺍﻟﻘَﺒْﺮِ . ﺳﻴﺮ ﺃﻋﻼﻡ ﺍﻟﻨﺒﻼﺀ ‏( 6/569 ‏) .
ﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻛﺎﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ @ ﻳﺪﻋﻮﻧﺎ ﻟﺰﻳﺎﺭﺓ ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﺮ، ﻓﻴﻘﻮﻝ : ‏« ﻓَﺰُﻭﺭُﻭﻫَﺎ، ﻓَﺈِﻧَّﻪُ ﻳُﺮِﻕُّ ﺍﻟْﻘَﻠْﺐَ، ﻭَﺗُﺪْﻣِﻊُ ﺍﻟْﻌَﻴْﻦَ، ﻭَﺗُﺬَﻛِّﺮُ ﺍﻟْﺂﺧِﺮَﺓَ ‏» ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﻭﺻﺤﺤﻪ ﺍﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ‏( 4584 ‏) .
ﻭﻫﺎ ﻫﻮ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ @ ﻳﺘﻌﺎﻫﺪ ﺍﻟﻘﺒﺮ ﺑﺎﻟﺰﻳﺎﺭﺓ ، ﻭﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﻟﻸﻣﻮﺍﺕ ﻭﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﻏﺮﻳﺐ ﻋﺠﻴﺐ ﻳﺨﺮﺝ @ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺒﻮﺭ ﻓﻴﻤﺮ ﺑﻘﺒﺮﻳﻦ ﺛﻢ ﻳﻘﻮﻝ ﻷﺻﺤﺎﺑﻪ ﻓﻲ ﻣﺸﻬﺪٍ ﻣﻬﻴﺐ : ‏« ﺇِﻧَّﻬُﻤَﺎ ﻟَﻴُﻌَﺬَّﺑَﺎﻥِ، ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻛﺒﺮ ﺷﻬﺎﺩﺓ ﻧﺒﻮﻳﺔ ﻣﺆﻛﺪﺓ ﺇﻧﻬﻤﺎ ﻟﻴﻌﺬﺑﺎﻥ ﻓﻲ ﻗﺒﺮﻳﻬﻤﺎ ﻓﺰﻉ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ، ﻭﻭﺟﻠﺖ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ﻭﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ @ ﻳﻘﻮﻝ ﺟﺎﺯﻣﺎ :
‏« ﺇِﻧَّﻬُﻤَﺎ ﻟَﻴُﻌَﺬَّﺑَﺎﻥِ، ﻭَﻣَﺎ ﻳُﻌَﺬَّﺑَﺎﻥِ ﻓِﻲ ﻛَﺒِﻴﺮٍ، ‏» ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ .
ﺍﻷﻭﻝ ﻻ ﻳﺘﻮﻗّﻰ ﻓﻲ ﻃﻬﺎﺭﺗﻪ .
ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻻ ﻳﺘﻮﻗّﻰ ﻣﻦ ﻟﺴﺎﻧﻪ .
ﻳﺎ ﻛﺮﺍﻡ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻓﺰﻉ ﻗﻠﻮﺏ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ .
ﻳﻘﻒ ﻭﺍﻋﻈﺎً، ﻭﻣﺬﻛﺮﺍً، ﻷﺻﺤﺎﺑﻪ ﻭﺳﻂ ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﺮ ﻭﺍﻟﺮﻓﺎﺕ ﻭﺍﻷﻧﻔﺲ ﻭﺍﻷﻣﻮﺍﺕ ﺑﻌﺬﺍﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺒﻮﺭ .
ﺍﻟﻤﻨﻈﺮ ﺍﻟﻔﻈﻴﻊ، ﻭﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﻈﻠﻢ، ﻭﺍﻟﻠﺤﺪ ﺍﻟﻤﻮﺣﺶ .
ﻫﻨﺎﻙ ﻭﻗﻒ ﺍﻟﻨﺒﻲ @ ﻳﻜﺸﻒ ﻋﻦ ﺧﺒﺮ ﻣﻦ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻐﻴﺐ ﺍﻟﻤﻬﻴﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻃﻠﻌﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﻲ ﺍﻟﺤﺒﺮ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ :} ﻣَﺮَّ ﺍﻟﻨَّﺒِﻲُّ @ ﺑِﻘَﺒْﺮَﻳْﻦِ، ﻓَﻘَﺎﻝَ : ‏« ﺇِﻧَّﻬُﻤَﺎ ﻟَﻴُﻌَﺬَّﺑَﺎﻥِ، ﻭَﻣَﺎ ﻳُﻌَﺬَّﺑَﺎﻥِ ﻓِﻲ ﻛَﺒِﻴﺮٍ، ﺃَﻣَّﺎ ﺃَﺣَﺪُﻫُﻤَﺎ ﻓَﻜَﺎﻥَ ﻻَ ﻳَﺴْﺘَﺘِﺮُ ﻣِﻦَ ﺍﻟﺒَﻮْﻝِ، ﻭَﺃَﻣَّﺎ ﺍﻵﺧَﺮُ ﻓَﻜَﺎﻥَ ﻳَﻤْﺸِﻲ ﺑِﺎﻟﻨَّﻤِﻴﻤَﺔِ ‏»
ﻳﺎ ﻗﻮﻡ ﻫﺬﺍ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﻈﻴﻢ ﺣﻮﻯ ﻭﻋﻴﺪﺍً، ﻭﺗﻬﺪﻳﺪﺍً، ﻭﻋﺬﺍﺑﺎً ﺷﺪﻳﺪﺍً ﻟﻤﻦ ﺿﻴّﻊ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺃﻓﺴﺪ ﺑﻴﻦ ﻋﺒﺎﺩ ﺍﻟﻠﻪ ...
ﻣﺮّ ﻧﺒﻴﻜﻢ @ ﺑﻘﺒﺮﻳﻦ ﻓﺴﻤﻊ ﺻﻮﺕ ﺭﺟﻠﻴﻦ ﻳﻌﺬﺑﺎﻥ ﻓﻲ ﻗﺒﺮﻳﻬﻤﺎ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ ....
ﺳﻤﻊ ﺍﻟﻨﺒﻲ @ ﺻﻮﺗﺎً ﻻ ﻳﺴﻤﻌﻪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻟﻮ ﺳﻤﻌﻮﻩ ﻟﻤﺎﺗﻮﺍ ﻭﺻﻌﻘﻮﺍ .....
ﺳﻤﻊ ﺃﺻﻮﺍﺗﺎً ﻟﻤﻌﺬﺑﻴﻦ ﻓﻲ ﻗﺒﻮﺭﻫﻤﺎ ﻟﻮ ﺳﻤﻌﻪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﺎ ﻫﺪﺃﺕ ﺟﻔﻮﻥ ﻭﻻ ﻧﺎﻣﺖ ﻋﻴﻮﻥ
ﺳﻤﻊ ﺻﻮﺗﺎً ﻟﻮ ﺳﻤﻌﻪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﺩﻓﻦ ﺃﺣﺪٌ ﺃﺣﺪﺍً ....
ﻓﻲ ﺻﺤﻴﺢ ﻣﺴﻠﻢ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺯﻳﺪ ﺑﻦ ﺛﺎﺑﺖ < ﻗﺎﻝ : ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ @ : ‏« ﺇِﻥَّ ﻫَﺬِﻩِ ﺍﻟْﺄُﻣَّﺔَ ﺗُﺒْﺘَﻠَﻰ ﻓِﻲ ﻗُﺒُﻮﺭِﻫَﺎ، ﻓَﻠَﻮْﻟَﺎ ﺃَﻥْ ﻟَﺎ ﺗَﺪَﺍﻓَﻨُﻮﺍ، ﻟَﺪَﻋَﻮْﺕُ ﺍﻟﻠﻪَ ﺃَﻥْ ﻳُﺴْﻤِﻌَﻜُﻢْ ﻣِﻦْ ﻋَﺬَﺍﺏِ ﺍﻟْﻘَﺒْﺮِ ﺍﻟَّﺬِﻱ ﺃَﺳْﻤَﻊُ ﻣِﻨْﻪُ ‏»
ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﻴﻦ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﺎﺋﺸﺔ > ﻗﺎﻟﺖ : ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ :@ ‏« ﺇِﻥَّ ﺃَﻫْﻞَ ﺍﻟﻘُﺒُﻮﺭِ ﻳُﻌَﺬَّﺑُﻮﻥَ ﻓِﻲ ﻗُﺒُﻮﺭِﻫِﻢْ، ﻋَﺬَﺍﺑًﺎ ﺗَﺴْﻤَﻌُﻪُ ﺍﻟﺒَﻬَﺎﺋِﻢُ ﻛُﻠُّﻬَﺎ ‏» ﻓَﻤَﺎ ﺭَﺃَﻳْﺘُﻪُ ﺑَﻌْﺪُ ﻓِﻲ ﺻَﻼَﺓٍ ﺇِﻟَّﺎ ﺗَﻌَﻮَّﺫَ ﻣِﻦْ ﻋَﺬَﺍﺏِ ﺍﻟﻘَﺒْﺮِ .
ﻣﺮّ ﺍﻟﻨﺒﻲ @ ﺑﺎﻟﻘﺒﺮﻳﻦ ﻭﻫﻤﺎ ﻳﻌﺬﺑﺎﻥ ﻓﺴﻤﻊ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﻓﻮﻗﻒ ﻭﻗﺎﻝ @ ‏( ﺇِﻧَّﻬُﻤَﺎ ﻟَﻴُﻌَﺬَّﺑَﺎﻥِ ‏) .
ﻓﻜﻴﻒ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ؟ ﻭﻣﺎ ﺻﻔﺘﻪ ؟ ﻭﻣﺎ ﻣﺪﺗﻪ ؟
ﻟﻢ ﻳﺨﺒﺮ ﺍﻟﻨﺒﻲ @ ﻋﻨﻪ ﺑﺸﻲﺀ .
ﻟﻜﻨﻪ @ ﻛﺸﻒ ﻋﻦ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﻋﺬﺍﺑﻬﻤﺎ ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﺤﻦ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻴﻪ .
‏« ﺇِﻧَّﻬُﻤَﺎ ﻟَﻴُﻌَﺬَّﺑَﺎﻥِ، ﻭَﻣَﺎ ﻳُﻌَﺬَّﺑَﺎﻥِ ﻓِﻲ ﻛَﺒِﻴﺮٍ ‏»
ﺑﻠﻰ ﺇﻧﻪ ﻛﺒﻴﺮ ﻭﻋﻈﻴﻢ
ﺛﻢ ﻗﺎﻝ @ : ‏( ﺃَﻣَّﺎ ﺃَﺣَﺪُﻫُﻤَﺎ ﻓَﻜَﺎﻥَ ﻻَ ﻳَﺴْﺘَﺘِﺮُ ﻣِﻦَ ﺍﻟﺒَﻮْﻝِ ‏)
ﻭﻓﻲ ﺭﻭﺍﻳﺔ ‏( ﻻ ﻳﺴﺘﻨﺰﻩ ‏) .
ﻭﻓﻲ ﺭﻭﺍﻳﺔ ‏( ﻻ ﻳﺴﺘﺒﺮﺉ ‏) .
ﻭﻓﻲ ﺭﻭﺍﻳﺔ ‏( ﻻ ﻳﺘﻮﻗّﻰ ‏) .
ﻗﺎﻝ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ : ﻭﺣﺎﺻﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺎﺕ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﺘﻮﻗﻲ ﻣﻦ ﻗﻄﺮﺍﺕ ﺍﻟﺒﻮﻝ ﺧﺼﻮﺻﺎً ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺒﻮﻝ ﻓﻲ ﺃﺭﺽ ﺻﻠﺒﺔ ﻓﻘﺪ ﻳﺮﺗﺪ ﺍﻟﺒﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﻫﻮ ﻻ ﻳﻌﻠﻢ، ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺗﺤﺬﻳﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺮﻋﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻮﻝ ، ﻭﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺘﺄﻛﺪ ﻣﻦ ﺍﻧﻘﻄﺎﻉ ﺃﺛﺮﻩ، ﻓﺈﺫﺍ ﻗﺎﻡ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻨﺰﻩ ﻣﻦ ﺑﻮﻟﻪ ﻓﺈﻧﻪ ﻣﻈﻨﺔ ﻟﺨﺮﻭﺝ ﺍﻟﺒﻮﻝ ﻣﺮّﺓ ﺃﺧﺮﻯ .
ﻭﻟﺬﺍ ﻗﺎﻝ @ ﻓﻲ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ < : ‏« ﺍﺳْﺘَﻨْﺰِﻫُﻮﺍ ﻣِﻦَ ﺍﻟْﺒَﻮْﻝِ ﻓَﺈِﻥَّ ﻋَﺎﻣَّﺔَ ﻋَﺬَﺍﺏِ ﺍﻟْﻘَﺒْﺮِ ﻣِﻨْﻪُ ‏» ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺪﺍﺭﻗﻄﻨﻲ .
ﻭﻗﺎﻝ ﺑﻌﺾ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ : ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ @ ‏( ﻻ ﻳﺴﺘﺘﺮ ﻣﻦ ﺑﻮﻟﻪ ‏) ﻓﻴﻪ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺣﺮﻣﺔ ﺍﻟﺘﺴﺎﻫﻞ ﻓﻲ ﻛﺸﻒ ﺍﻟﻌﻮﺭﺍﺕ ﻭﺃﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﻀﻲ ﺣﺎﺟﺘﻪ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻻ ﻳﺄﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﻌﺬﺑﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﻗﺒﺮﻩ .
ﻭﻛﻢ ﻳﺄﺧﺬﻙ ﺍﻟﻌﺠﺐ ﺇﺫﺍ ﻋﻠﻤﺖ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﻤﻌﻪ ﺍﻟﻨﺒﻲ @ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺒﺮﻳﻦ ﻟﺮﺟﻞٍ ﺗﺴﺎﻫﻞ ﺑﺸﺮﻁٍ ﻣﻦ ﺷﺮﻭﻁِ ﺍﻟﺼﻼﺓ .
ﻓﺒﺎﻟﻠﻪ ﻛﻴﻒ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﻟﻤﻦ ﺗﺴﺎﻫﻞ ﺑﺎﻟﻮﺿﻮﺀ ﻭﻏﺴﻞ ﺍﻟﺠﻨﺎﺑﺔ ؟
ﺑﻞ ﻛﻴﻒ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﺬﺍﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺒﺮ ﻟﻤﻦ ﺗﺴﺎﻫﻞ ﺑﺎﻟﺼﻼﺓ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ؟
ﻧﻌﻢ ﻳﺎ ﻗﻮﻡ ﻛﻴﻒ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﻟﻤﻦ ﺃﺿﺎﻉ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﺗﺒﻊ ﺍﻟﺸﻬﻮﺍﺕ ؟
ﺑﻌﺬﺍﺏ ﺍﻟﻘﺒﺮ ﻣﻮﻋﻮﺩ ﻣﻦ ﻫﺠﺮ ﺍﻟﻘﺮﺍﻥ، ﻭﻧﺎﻡ ﻋﻦ ﺍﻟﺼﻠﻮﺍﺕ، ﻭﻋﻖ ﻭﺍﻟﺪﻳﻪ ، ﻭﻗﻄﻊ ﺭﺣﻤﻪ ، ﻭﺃﻛﻞ ﺍﻟﺮﺑﺎ، ﻭﺷﺮﺏ ﺍﻟﺨﻤﺮ، ﻭﻭﻗﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﻠﻮﻝ .
ﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻛﺎﻥ ﻧﺒﻴﻚ @ ﻳﺴﺘﻌﻴﺬ ﺩﺑﺮ ﻛﻞ ﺻﻼﺓ ﻣﻦ ﻋﺬﺍﺏ ﺍﻟﻘﺒﺮ، ﻓﻲ ﺻﺤﻴﺢ ﻣﺴﻠﻢ ﻳﻘﻮﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ @ ‏« ﺇِﺫَﺍ ﺗَﺸَﻬَّﺪَ ﺃَﺣَﺪُﻛُﻢْ ﻓَﻠْﻴَﺴْﺘَﻌِﺬْ ﺑِﺎﻟﻠﻪِ ﻣِﻦْ ﺃَﺭْﺑَﻊٍ ﻳَﻘُﻮﻝُ : ﺍﻟﻠﻬُﻢَّ ﺇِﻧِّﻲ ﺃَﻋُﻮﺫُ ﺑِﻚَ ﻣِﻦْ ﻋَﺬَﺍﺏِ ﺟَﻬَﻨَّﻢَ، ﻭَﻣِﻦْ ﻋَﺬَﺍﺏِ ﺍﻟْﻘَﺒْﺮِ، ﻭَﻣِﻦْ ﻓِﺘْﻨَﺔِ ﺍﻟْﻤَﺤْﻴَﺎ ﻭَﺍﻟْﻤَﻤَﺎﺕِ، ﻭَﻣِﻦْ ﺷَﺮِّ ﻓِﺘْﻨَﺔِ ﺍﻟْﻤَﺴِﻴﺢِ ﺍﻟﺪَّﺟَّﺎﻝِ ‏»
ﺃﻗﻮﻝ ﻗﻮﻟﻲ ﻫﺬﺍ ﻭﺃﺳﺘﻐﻔﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ..
ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﻤﻊ ﺍﻟﻨﺒﻲ @ ﻋﺬﺍﺑﻪ ﻓَﻜَﺎﻥَ ﻳَﻤْﺸِﻲ ﺑِﺎﻟﻨَّﻤِﻴﻤَﺔِ ..
ﺁﻩٍ ﻣﻦ ﺍﻷﻟﺴﻨﺔ ﺍﻷﻓﺎﻛﺔ، ﺍﻟﻤﻐﺘﺎﺑﺔ، ﺍﻟﻨﻤﺎﻣﺔ، ﺁﻩ ﻣﻦ ﺍﻷﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﺠﻤﻌﻬﺎ ﻓﺮﺡ، ﻭﻻ ﺗﺮﺡ، ﻭﻻ ﺯﻳﺎﺭﺓ، ﻭﻻ ﻋﻴﺎﺩﺓ، ﺇﻻ ﻭﻻﻛﺖ ﻓﻲ ﺃﻋﺮﺍﺽ ﻋﺒﺎﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﻫﻤﺰﺍً، ﻭﻟﻤﺰﺍً، ﻭﻏﻤﺰﺍ ، ﻭﻏﻴﺒﺔً، ﻭﻧﻤﻴﻤﺔً، ﻭﻳﺰﺩﺍﺩ ﺍﻷﻣﺮ ﻭﺗﻌﻈﻢ ﺍﻟﺒﻠﻴّﺔ ﺣﻴﻦ ﺗﺰﻝّ ﺃﻟﺴﻨﺔ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻔﻀﻼﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺳﻴﻤﺎﻫﻢ ﻓﻲ ﻭﺟﻮﻫﻬﻢ ﻣﻦ ﺃﺛﺮ ﺍﻟﺴﺠﻮﺩ، ﺑﻞ ﺭﺑﻤﺎ ﺭﺃﻳﺘﻪ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﻔﻀﻞ ، ﻟﻜﻨﻪ ﻻ ﻳﺪﻉ ﻷﺻﺤﺎﺏ ﻓﻀﻞٍ ﻓﻀﻼً، ﻳﻐﻤﺰ ﺍﻷﺣﻴﺎﺀ ﻭﻳﻠﻤﺰ ﺍﻷﻣﻮﺍﺕ ، ﺟﺮّﺩ ﻟﺴﺎﻧﻪ ﻟﻸﻋﺮﺍﺽ ، ﻟﻴﺄﺧﺬ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﻴﺒﺔ ﻧﺼﻴﺐ ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻜﺬﺏ ﻭﺍﻹﻓﻚ ﻭﺍﻟﻨﻤﻴﻤﺔ ﻧﺼﻴﺐ .
ﺃﻣّﺎ ﺍﻟﻨﻤﻴﻤﺔ ﻓﻬﻲ ﺍﻟﺨﺼﻠﺔ ﺍﻷﻟﻴﻤﺔ ﺍﻟﺬﻣﻴﻤﺔ ﺗﺠﻠﺐ ﺍﻟﺸﺮّ، ﻭﺗﺪﻋﻮ ﻟﻠﻔﺮﻗﺔ، ﻭﺗﻮﻏﺮ ﺍﻟﺼﺪﺭ، ﻭﺗﺜﻴﺮ ﺍﻷﺣﻘﺎﺩ، ﺑﻀﺎﻋﺔٌ ﻟﻜﻞ ﺣﻼﻑ ﻣﻬﻴﻦ ...
ﻓﻜﻢ ﺗﺤﺪﺛﻨﺎ ﻟﺠﻨﺔ ﺇﺻﻼﺡ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺒﻴﻦ ﻋﻦ ﺃﺳﺮٍ ﺗﻔﺮﻗﺖ، ﻭﻧﺴﺎﺀٍ ﻃُﻠّﻘﺖ، ﻭﻋﻼﻗﺎﺕ ﺗﻘﻄﻌﺖ ﺑﺴﺒﺐ ﻭﺷﺎﻳﺔ ﻧﻤﺎﻡ ﻭﺭﻭﺍﻳﺔ ﻟﺌﻴﻢ ﺟﺒﺎﻥ .
ﻭﺻﺪﻕ ﻳﺤﻲ ﺑﻦ ﺃﻛﺜﻢ ~ ﻳﻮﻡ ﻗﺎﻝ : ‏« ﺍﻟﻨَّﻤَّﺎﻡُ ﺷَﺮٌّ ﻣِﻦْ ﺍﻟﺴَّﺎﺣِﺮِ ﻳَﻌْﻤَﻞُ ﺍﻟﻨَّﻤَّﺎﻡُ ﻓِﻲ ﺳَﺎﻋَﺔٍ ﻣَﺎ ﻟَﺎ ﻳَﻌْﻤَﻠُﻪُ ﺍﻟﺴَّﺎﺣِﺮُ ﻓِﻲ ﺷَﻬْﺮٍ ‏» ﺍﻟﻔﺮﻭﻉ
ﻭﻟﺬﺍ ﻗﺎﻝ ﺑﻌﺾ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ : ﺇﻥ ﺛﻠﺚ ﻋﺬﺍﺏ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻘﺒﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻤﻴﻤﺔ .
ﺍﻟﻨﻤﻴﻤﺔ ﻳﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻜﻮﻥ ﺑﻨﻘﻞ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﺟﻬﺔ ﺍﻹﻓﺴﺎﺩ ﻭﻟﻮ ﺑﻜﻠﻤﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻓﻠﻮ ﻗﻠﺖ ﻟﺸﺨﺺ ﺇﻥ ﻓﻼﻧﺎ ﻻ ﻳﺤﺒﻚ ﻟﻜﻨﺖ ﻧﻤﺎﻣﺎ .
ﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ @ : ‏« ﻟَﺎ ﻳَﺪْﺧُﻞُ ﺍﻟْﺠَﻨَّﺔَ ﻧَﻤَّﺎﻡٌ ‏» ﺭﻭﺍﻩ ﻣﺴﻠﻢ .
ﻗﺎﻝ ﺑﻌﺾ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ : ﺃﻥ ﺍﻟﻨّﻤﺎﻡ ﻻ ﻳﻮﻓﻖ ﻟﺤﺴﻦ ﺍﻟﺨﺘﺎﻡ