ذكر عن الإمام الشافعي رضي الله عنه أنه وهو حديث السن
كان يجلس في حضرة معلمه مع زملائه وبعد انتهاء الدرس أحب معلمهم أن يلاطفهم فأعطي لكل واحد منهم شئ
لكي يخبأه دون أن يراه أحد
وعاد تلامذته وقد خبؤا ما أعطاهم , إلا الإمام الشافعي عاد وهو يحمل هذا الشئ للمعلم ولم يخبأه وحين سأله لماذا عدت به ، فأجابه الشافعي لقد طلبت منا أن نخبأه دون ان يرانا أحد وكلما ذهبت الي مكان لأفعل ذلك
أعلم أن الله يراني ولذلك عدت به إليك.
ويحكي في الأثر أن أعرابيا خرج ليلا فوجد جارية تسير في طريقها فراودها عن نفسها ، فقالت له أليس لك عقل يردك
أو واعظ من دينك ؟ فقال لها الليل ساكن ولا ترانا إلا الكواكب ، فردت عليه قائلة
نعم ولكن أين مكوكبها ؟
فلو أن هذا المعنى خالط بشاشة القلوب وآمنت به واستحضرته، لما أقدم كثير من الناس على معصية الله، فلو شعر أحدهم أن بشراً يطلع عليه وهو يعصي الله لأقلع فوراً عن معصيته، فكيف والمطلع عليه ملك الملوك رب العالمين؟
( أعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك)