في الحقيقة
ياسر زين العابدين المحامي
شرعية الشارع!!!
مظاهرات ودعوات لمسيرات مليونية
صارت السمة الغالبة...
مبررها الشارع هو الذي منح حكام اليوم شرعيتهم...
مافرض واقع جديد بمعطيات جديدة
بالشارع الشعب أنجز ثورته...
فترسخت لديه ثقافة التظاهر...
بحسبان أنها الضاغط الحقيقي لتنفيذ
مطالبه...
لكأن هذه الشرعية تمضي بأتجاه الغاء دور المؤسسات...
بمحاسبة القيادات في الشارع...
واقع جديد ترسخ بأحلاله مكان
المؤسسات...
جهات ما وصلت لحد الشتيمة مع قياداتها في الشارع...
واقعة والي النيل الأبيض المكلف
فقد وضع في فتيلهم...
اخرها التدافع نحو وزير الصحة وما لاقاه من عنت وتعنيف...
هذه المعادلة صارت محور الصراع
وفرض المطالب...
هناك من يتفلت يدير المسرحية ثم ينظر بطرف خفي...
والأعلام بجهل وبعضهم يقود خط
حساب عدد المتظاهرين...
بفهم أن المسيرة مليونية...
فصارت المليونيات مهددا...
نسأل هل ستضع مولودا مكتمل النمو أم مشوه...
أم ستفرز تشظي و خلاف فتلوح نذر ما أنزل الله بها من سلطان...
البعض بات لا يقبل ببعض القيادات
لا يحترمها ويسيئ اليها ينتقدها ولا يثق في اقوالها وأفعالها...
يفتقد معرفة الظروف والعقبات...
خطرهم تلوح بوادره كلما دعوا
لمليونية...
خشية تطور الأمور لتصل لأتون قد لا
نخرج من نفقها...
نعم الشعب بات بالمرصاد لمن يتربص
الدوائر بثورته وهذا جيد...
يقيم الأخفاق في الأداء...
قادر علي محاسبة من يخرج عن خط ثورته...
لكن مبدأ شرعية الشارع لا يخول
صلاحيات مؤسسات الدولة...
التعويل عليه يعني احتراق أصابع من
من قدح الزناد...
مطلوب قيادات تملك تفكير ورؤية
أكثر تروي لتوجه الشارع...
تضبط أيقاع الجماهير لتتماهي مع
الحكمة...
تفكر خارج الصندوق لا تكرر ذاتها رؤيتها مخالفة ومختلفة...
تقيم أولويات المطالب لتنجزها بلا
تلكؤ...
تصنع عقد اجتماعي جديد بشروط
واضحة...
تحدد العلاقة بين الحاكم والمحكوم
بحيث يحكمها الاحترام...
لا تسمح بعودة النظام القديم...
تنجز مطلب القصاص للشهداء...
تجري محاكمات رموز العهد البائد...
تضخ في شرايين الاقتصاد دماء جديدة لتعيد اليه الحياة...
وقتها سينضبط الشارع ويعود دور المؤسسات لتمارس عملها...
عهود التزموا بها و لطالما هتف بها الثوار فينبغي أنفاذها...
والا ظلت المسيرات المليونية تتري كل فينة وأخري بلا هدف...
تقابلها مواعيد عرقوب أخاه بيثرب...
فيساهم ذلك في تعطيل مشروع الوطن...
والطعن في مشروعية المؤسسات...
فيبدأ الهدم ووقتها لا ينفع الندم... الحكومة التي لا تفي فلتغادرنا...
الشعب الذي يخرج عمال علي بطال
لا تحقق غاياته...
والذي لا يحترم قياداته حتف انفه سيمضي للجحيم..
ما كل المليونيات خرجت لتؤسس أهداف مبرأة من كل غرض...
ليس الشارع في كل مرة يرسم عين
الحقيقة...
وليس كل ما يعرف...
(الوطن)