ﻫﻞ ﺗﻌﺮﻑ ﻣَﻦ ﻫﻮ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺷﺮﺏ ﺍﻟﺴﻢ ﺍﻟﻘﺎﺗﻞ ﻭﻟﻢ
ﻳُﺼﺒﻪ ﺃﻱ ﺷﻲﺀ؟
ﻗﺪ ﺗﻈﻦ ﺃﻧﻬﺎ ﺃﻛﺬﻭﺑﺔ ﺃﻭ ﺿﺮﺑًﺎ ﻣﻦ ﺿﺮﻭﺏ ﺍﻟﺨﻴﺎﻝ!
ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺛﺒﺘﺖ ﺑﺎﻷﺳﺎﻧﻴﺪ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ﻓﻲ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ
ﺍﻟﺜﻘﺎﺕ ...
- ﺇﻧﻪ ﺳﻴﻒ ﺍﻟﻠﻪ، ﺳﻴﺪﻧﺎ #ﺧﺎﻟﺪ _ﺑﻦ_ ﺍﻟﻮﻟﻴﺪ -ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ -.
ﺑﻌﺪﻣﺎ ﺍﻧﺘﺼﺮ ﺧﺎﻟﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﻮﻟﻴﺪ - ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ - ﻓﻲ ﻣﻌﺮﻛﺔ
ﺍﻟﻴﻤﺎﻣﺔ، ﺍﻧﻄﻠﻖ ﺑﺠﻨﺪﻩ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﺠﺮﻋﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﻴﺮﺓ ﻭﺍﻟﻨﻬﺮ،
ﻓﺘﺤﺼﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺤﻴﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺼﺮ ﺍﻷﺑﻴﺾ، ﻭﻗﺼﺮ ﺍﺑﻦ ﺑﻘﻴﻠﺔ،
ﻭﻗﻔﻠﻮﺍ ﻳُﻠﻘﻮﻧﻪ ﺑﺎﻟﺤﺠﺎﺭﺓ ﺣﺘﻰ ﻧﻔﺪﺕ، ﺣﺘﻰ ﺃﻧﻬﻢ ﺭﻣﻮﻩ
ﺑﺎﻟﺨﺰﻑ ﻣﻦ ﺁﻧﻴﺘﻬﻢ !
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﻲ ﺍﻟﺠﻠﻴﻞ #ﺿﺮﺍﺭ _ﺑﻦ_ ﺍﻷﺯﻭﺭ ﻟﺨﺎﻟﺪ : ﻣﺎ ﻟﻬﻢ
ﻣﻜﻴﺪﺓ ﺃﻋﻈﻢ ﻣﻤﺎ ﺗﺮﻯ - ﺃﻱ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺁﺧﺮ ﻣﺎ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮﻥ
ﻓﻌﻠﻪ-.
ﻓﺒﻌﺚ ﺇﻟﻴﻬﻢ #ﺧﺎﻟﺪ - ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ - ﺃﻥ ﺍﺑﻌﺜﻮﺍ ﺇﻟﻲّ ﺭﺟﻠًﺎ
ﻣﻦ ﻋﻘﻼﺋﻜﻢ ﺃﺳﺎﺋﻠﻪ ﻭﻳﺨﺒﺮﻧﻲ ﻋﻨﻜﻢ، ﻓﺒﻌﺜﻮﺍ ﺇﻟﻴﻪ ﺭﺟﻼ ﻣﻦ
ﻛﺒﺮﺍﺋﻬﻢ ﺍﺳﻤﻪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ ﺑﻦ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﻗﻴﺲ، ﻭﻛﺎﻥ ﻛﻬﻠًﺎ
ﻋﺠﻮﺯًﺍ، ﻓﺄﻗﺒﻞ ﺇﻟﻰ ﺧﺎﻟﺪ، ﻭﻣﻌﻪ ﺳُﻢ ﺳﺎﻋﺔ ﻳﻘﻠﺒﻪ ﻓﻲ ﻳﺪﻩ ..
‏( ﺃﻱ ﻣﻌﻪ ﺳُﻢ ﻣﻦ ﻳﺄﺧﺬﻩ ﻳﻤﻮﺕ ﻓﻲ ﺳﺎﻋﺘﻪ ﻓﻮﺭًﺍ ).
ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺧﺎﻟﺪ : ﻣﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﻣﻌﻚ؟
ﻓﻘﺎﻝ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ : ﻫﺬﺍ ﺳُﻢ .
ﻓﻘﺎﻝ ﺧﺎﻟﺪ : ﻭﻣﺎ ﺗﺼﻨﻊ ﺑﻪ؟
ﻗﺎﻝ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ ":ﺃﺗﻴﺘﻚ ﻓﺈﻥ ﺭﺃﻳﺖ ﻋﻨﺪﻙ ﻣﺎ ﻳﺴﺮﻧﻲ ﻭﺃﻫﻞ
ﺑﻠﺪﻱ ﺣﻤﺪﺕ ﺍﻟﻠﻪ ..
ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻻ ﺃﻛﻮﻥ ﺃﻭﻝ ﻣﻦ ﻳﺴﻮﻕ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﺿﻴﻤًﺎ
ﻭﺑﻼﺀ، ﻓﺂﻛﻠﻪ ﻭﺃﺳﺘﺮﻳﺢ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺑﻘﻲ ﻣﻦ ﻋﻤﺮﻱ ﻳﺴﻴﺮ ".
ﻓﻘﺎﻝ ﺧﺎﻟﺪ : ﻫﺎﺗﻪ!
ﻓﺄﺧﺬﻩ ﺧﺎﻟﺪ ﻭﻗﺎﻝ :
" ﺑﺴﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺑﺎﻟﻠﻪ ﺭﺏ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﺭﺏ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻀﺮ ﻣﻊ
ﺍﺳﻤﻪ ﺩﺍﺀ ..."
ﺛﻢ ﺃﻛﻠﻪ ، ﻓﺘﺠﻠﺘﻪ ﻏﺸﻴﺔ ، ﻓﻀﺮﺏ ﺑﺬﻗﻨﻪ ﻋﻠﻰ ﺻﺪﺭﻩ ﺛﻢ
ﻋﺮﻕ ﻭﺃﻓﺎﻕ ﻛﺄﻥ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺑﻪ ﺷﻲﺀ !
ﻓﻬﺮﻭﻝ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ ﺍﺑﻦ ﺑﻘﻴﻠﺔ ﻋﺎﺋﺪًﺍ ﺇﻟﻰ ﻗﻮﻣﻪ، ﻓﻘﺎﻝ : ﻳﺎ
ﻗﻮﻡ، ﺟﺌﺘﻜﻢ ﻣﻦ ﻋﻨﺪ ﺷﻴﻄﺎﻥ ﺃﻛﻞ ﺳﻢ ﺳﺎﻋﺔ ﻓﻠﻢ ﻳﻀﺮﻩ،
ﺃﺧﺮﺟﻮﻫﻢ ﻋﻨﻜﻢ .
ﻓﺼﺎﻟﺤﻮﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﺎﺋﺔ ﺃﻟﻒ .
ﻓُﺘﺤﺖ ﺍﻟﺤﻴﺮﺓ ﺑﺪﻭﻥ ﻗﺘﺎﻝ ﻭﻟﻜﻦ ﺑﻜﺮﺍﻣﺔ ﻟﺨﺎﻟﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﻮﻟﻴﺪ
ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ..
ﻭﻫﻨﺎ ﻻﺑﺪ ﺃﻥ ﻧﻨﻮﻩ :
ﺇﻥ ﺧﺎﻟﺪًﺍ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﻗﺪﻡ ﻋﻠﻰ ﺷﺮﺏ ﺍﻟﺴﻢ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﻗﻤﺔ ﺍﻟﻴﻘﻴﻦ
ﻭﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺟﻞ ﺟﻼﻟﻪ ﻟﻦ ﻳﺨﺬﻟﻪ، ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ
ﺧﻠﻖ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻭﺃﻭﺩﻉ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﺧﺼﺎﺋﺼﻪ، ﻭﻫﻮ ﻭﺣﺪﻩ
-ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺑﺤﻤﺪﻩ - ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﻠﻐﻲ ﻣﻔﻌﻮﻝ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﺨﺼﺎﺋﺺ ﺇﺫﺍ ﺃﺭﺍﺩ ﻟﺤﻜﻤﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﻭﻫﺪﻑ ﻋﻈﻴﻢ .
- ﻓﺎﻟﻨﺎﺭ ﻟﻢ ﺗﺤﺮﻕ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ..
- ﻭﺍﻟﺒﺤﺮ ﻟﻢ ﻳُﻐﺮﻕ ﻣﻮﺳﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭﻫﻮ ﺭﺿﻴﻊ .
-ﻭﺍﻟﻤﺴﻴﺢ ﻋﻴﺴﻰ - ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ - ﺗﻜﻠﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻬﺪ ﻭﻛﺎﻥ
ﻳُﺤﻴﻲ ﺍﻟﻤﻮﺗﻰ ﺑﺈﺫﻥ ﺍﻟﻠﻪ .
-ﻭﻣﺮﻳﻢ ﺃﻧﺠﺒﺖ ﻋﻴﺴﻰ ﺑﻼ ﺯﻭﺝ ﺃﻭ ﺟﻤﺎﻉ .
- ﻛﻤﺎ ﻟﻢ ﺗُﺤﺮﻕ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻲ ﺍﻟﺠﻠﻴﻞ ﺃﺑﻮ ﻣﺴﻠﻢ ﺍﻟﺨﻮﻻﻧﻲ
ﺣﻴﻨﻤﺎ ﺭﻓﺾ ﺃﻥ ﻳﻘﺮ ﺑﻨﺒﻮﺓ ﺍﻷﺳﻮﺩ ﺍﻟﻌﻨﺴﻲ ﺍﻟﻜﺬﺍﺏ، ﻓﺨﺮﺝ
ﻣﻨﻬﺎ ﻛﺄﻥ ﻟﻢ ﻳُﻠﻘﻰ ﻓﻴﻬﺎ .
ﻓﻨﺤﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴُﻨﺔ ﻧﻌﺘﻘﺪ ﺃﻥ ﻟﻠﻪ ﻋﺒﺎﺩ ﺍﺧﺘﺼﻬﻢ ﺑﻜﺮﺍﻣﺎﺕ
ﻭﻣﻌﺠﺰﺍﺕ ﺩﻭﻥ ﻏﻴﺮﻫﻢ، ﻭﺫﻟﻚ ﻟﺤﻜﻤﺔ ﻳﻌﻠﻤﻬﺎ ﻫﻮ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ
ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ، ﻭﻟﻴﺜﺒﺖ ﺍﻟﻠﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮﺍ ﻭﺗﻮﻛﻠﻮﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﺣﻖ ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ .
ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺧﺎﻟﺪًﺍ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻗﺪﻡ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻟﻢ ﻳﺨﺎﻟﺞ ﻗﻠﺒﻪ ﺫﺭﺓ ﻣﻦ
ﺣﻆ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻭﻛﺴﺐ ﺍﻟﺴﻤﻌﺔ، ﻓﻬﻮ ﻳﻌﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﻟﻮ ﻧﻮﻯ ﺷﻴﺌًﺎ
ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺳﻴﺘﺨﻠﻰ ﻋﻨﻪ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ، ﻭﻫﻮ ﻻ ﺣﻮﻝ ﻟﻪ ﻭﻻ
ﻗﻮﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻧﺘﺰﺍﻉ ﺃﺛﺮ ﺍﻟﺴﻢ ﺍﻟﻀﺎﺭ .
ﻭﺃﺧﻴﺮًﺍ ﻫﺬﻩ ﺗﺠﺮﺑﺔ ﻓﺬﺓ ﻻ ﻳُﻄﻠﺐ ﻣﻦ ﺃﻱ ﻣﺴﻠﻢ ﺃﻥ ﻳﺨﻮﺿﻬﺎ،
ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻳﺮﻧﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻬﺪﻑ ﺍﻟﺬﻱ ﺭﻣﻰ ﺇﻟﻴﻪ ﺧﺎﻟﺪ، ﻓﻤﻦ
ﻣﻨﺎ ﻳﻤﻠﻚ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻪ ﺫﺭﺓ ﻣﻦ ﺇﻳﻤﺎﻥ ﺳﻴﻒ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻤﺴﻠﻮﻝ؟؟
ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ : - ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ﻭﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ، ﺍﺑﻦ ﻛﺜﻴﺮ .
- ﺍﻟﻤﻌﺠﻢ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ، ﺍﻟﻄﺒﺮﺍﻧﻲ . - ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺩﻣﺸﻖ، ﺍﺑﻦ ﻋﺴﺎﻛﺮ . -
ﻓﻀﺎﺋﻞ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ، ﺍﻷﺻﻔﻬﺎﻧﻲ .
# ﻛﻨﺎ_ ﺟ