بحـث
المواضيع الأخيرة
» شركة جلي بلاط بالرياضمن طرف moslema_r الخميس 14 نوفمبر 2024 - 21:36
» احدث هواتف انفينكس Infinix Hot 50
من طرف omnia الخميس 14 نوفمبر 2024 - 15:54
» افضل الهواتف من اوبو Oppo A3x
من طرف omnia الخميس 14 نوفمبر 2024 - 15:38
» سامسونج Samsung Galaxy A16
من طرف omnia الخميس 14 نوفمبر 2024 - 15:29
» موبي برايس ماركات الموبايلات
من طرف omnia الخميس 14 نوفمبر 2024 - 15:16
» افضل شركة تنظيف منازل بالكويت باقل الاسعار
من طرف omnia الخميس 14 نوفمبر 2024 - 15:06
» كراتين للبيع بالكويت- افضل انواع الكراتين
من طرف omnia الخميس 14 نوفمبر 2024 - 14:42
» افضل شركة نقل عفش بالكويت
من طرف omnia الخميس 14 نوفمبر 2024 - 14:32
» افضل شركة شراء اثاث مستعمل بالكويت
من طرف omnia الخميس 14 نوفمبر 2024 - 14:21
» افضل نجار بالكويت
من طرف omnia الخميس 14 نوفمبر 2024 - 14:06
أفضل 10 فاتحي مواضيع
قسي وبس2 | ||||
خالد فكري | ||||
ندا عمر | ||||
nadya | ||||
omnia | ||||
moslema_r | ||||
مارينا مايكل | ||||
ندا عصام | ||||
سيرين سعيد | ||||
رضوي سعيد |
المشاركات التي حصلت على أكثر ردود أفعال في الشهر
خادم Discord
| |
ﻏﺰﻭﻩ ﻣﺆﺗﻪ اعظم عزة
صفحة 2 من اصل 1 • شاطر
ﻏﺰﻭﻩ ﻣﺆﺗﻪ اعظم عزة
ﻏﺰﻭﻩ ﻣﺆﺗﻪ
ﺃﻋﻈﻢ ﺣﺮﺏ ﺩﺍﻣﻴﺔ ﺧﺎﺿﻬﺎ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺓ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ـ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ
ـ .. ﻫﻨﺎﻙ ﻓﻲ ﻣﺆﺗﺔ، ﺑﺪﺃ ﺍﻟﻘﺘﺎﻝ ﺍﻟﻤﺮﻳﺮ، ﺛﻼﺛﺔ ﺁﻻﻑ ﺭﺟﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻳﻮﺍﺟﻬﻮﻥ
ﻣﺎﺋﺘﻲ ﺃﻟﻒ ﻣﻘﺎﺗﻞ ﻛﺎﻓﺮ، ﻣﻌﺮﻛﺔ ﻋﺠﻴﺒﺔ ﺳﺠﻠﻬﺎ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺑﺎﻟﺪﻫﺸﺔ ﻭﺍﻟﺤﻴﺮﺓ، ﻭﻟﻜﻦ ﺇﺫﺍ
ﻫﺒﺖ ﺭﻳﺎﺡ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺟﺎﺀﺕ ﺑﺎﻟﻌﺠﺎﺋﺐ ..
ﻭﻗﺪ ﻭﻗﻌﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﺜﺎﻣﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻬﺠﺮﺓ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻣﻘﺪﻣﺔ ﻟﻔﺘﺢ ﺑﻠﺪﺍﻥ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ .
ﻭﺳﺒﺐ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻌﺮﻛﺔ ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ـ ﺻﻠﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ـ ﺑﻌﺚ ﺍﻟﺤﺎﺭﺙ ﺑﻦ ﻋﻤﻴﺮ
ﺍﻷﺯﺩﻱ ﺑﻜﺘﺎﺑﻪ ﺇﻟﻰ ﻣﻠﻚ ﺍﻟﺮﻭﻡ، ﻓﻌﺮﺽ ﻟﻪ ﺷﺮﺣﺒﻴﻞ ﺑﻦ ﻋﻤﺮﻭ ﺍﻟﻐﺴﺎﻧﻲ ـ ﻭﻛﺎﻥ ﻋﺎﻣﻼ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻠﻘﺎﺀ ﻣﻦ ﺃﺭﺽ ﺍﻟﺸﺎﻡ ـ ﻣﻦ ﻗِﺒﻞ ﻗﻴﺼﺮـ، ﻓﺄﻭﺛﻘﻪ ﺭﺑﺎﻃﺎ، ﺛﻢ ﻗﺪﻣﻪ ﻓﻀﺮﺏ
ﻋﻨﻘﻪ، ﻭﻛﺎﻥ ﻗﺘﻞ ﺍﻟﺴﻔﺮﺍﺀ ﻭﺍﻟﺮﺳﻞ ﻣﻦ ﺃﺷﻨﻊ ﺍﻟﺠﺮﺍﺋﻢ، ﻭﻫﻮ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﺇﻋﻼﻥ ﺣﺮﺏ،
ﻓﺎﺷﺘﺪ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ـ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ـ ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ، ﻭﻣﻦ ﺛﻢ
ﺟﻬﺰ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ـ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ـ ﺟﻴﺸﺎ ﻗﻮﺍﻣﻪ ﺛﻼﺛﺔ ﺁﻻﻑ ﻣﻘﺎﺗﻞ، ﻭﺃﻣَّﺮ
ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺯﻳﺪ ﺑﻦ ﺣﺎﺭﺛﺔ ، ﻭﻗﺎﻝ:( ﺇﻥ ﻗُﺘﻞ ﺯﻳﺪ ﻓﺠﻌﻔﺮ ، ﻭﺇﻥ ﻗﺘﻞ ﺟﻌﻔﺮ ﻓﻌﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ
ﺭﻭﺍﺣﺔ ) ( ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ) ، ﻭﺃﻣﺮﻫﻢ ﺃﻥ ﻳﺄﺗﻮﺍ ﻣﻜﺎﻥ ﻣﻘﺘﻞ ﺍﻟﺤﺎﺭﺙ ﺑﻦ ﻋﻤﻴﺮ ، ﻭﺃﻥ ﻳﺪﻋﻮﺍ
ﻣَﻦ ﻫﻨﺎﻙ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﺳﻼﻡ، ﻓﺈﻥ ﺃﺟﺎﺑﻮﺍ، ﻭﺇﻻ ﺍﺳﺘﻌﺎﻧﻮﺍ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭﻗﺎﺗﻠﻮﻫﻢ .
ﻭﻛﺎﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ـ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ـ ﺇﺫﺍ ﺃﻣﺮ ﺭﺟﻼ ﻋﻠﻰ ﺳﺮﻳﺔ ﺃﻭﺻﺎﻩ ﻓﻲ
ﺧﺎﺻﺔ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﺘﻘﻮﻯ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻣﻦ ﻣﻌﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺧﻴﺮﺍ، ﺛﻢ ﻗﺎﻝ ﺍﻏﺰﻭﺍ ﺑﺎﺳﻢ
ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﻗﺎﺗﻠﻮﺍ ﻣﻦ ﻛﻔﺮ ﺑﺎﻟﻠﻪ، ﺍﻏﺰﻭﺍ ﻭﻻ ﺗﻐﺪﺭﻭﺍ، ﻭﻻ ﺗﻐﻠﻮﺍ، ﻭﻻ ﺗﻤﺜﻠﻮﺍ،
ﻭﻻ ﺗﻘﺘﻠﻮﺍ ﻭﻟﻴﺪﺍ ) ( ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ) .
ـ ﻓﺎﻧﻄﻠﻖ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﺣﺘﻰ ﻭﺻﻞ ﺇﻟﻰ ﻣﻌﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﺭﺽ ﺍﻟﺸﺎﻡ، ﻓﻌﻠﻤﻮﺍ ﺃﻥ
ﺃﻋﺪﺍﺀﻫﻢ ﺣﺸﺪﻭﺍ ﻟﻬﻢ ﺣﺸﻮﺩﺍ ﺿﺨﻤﺔ ﻟﻘﺘﺎﻟﻬﻢ، ﺇﺫ ﺟﻤﻌﻮﺍ ﻟﻬﻢ ﻣﺎﺋﺔ ﺃﻟﻒ ﻣﻘﺎﺗﻞ
ﻧﺼﺮﺍﻧﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻭﻡ ﻭﻣﺎﺋﺔ ﺃﻟﻒ ﻧﺼﺮﺍﻧﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺮﺏ، ﻓﺘﺸﺎﻭﺭ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ، ﻓﻘﺎﻝ ﺑﻌﻀﻬﻢ:
ﻧﻜﺘﺐ ﺇﻟﻰ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ـ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ـ ﻧﺨﺒﺮﻩ ﺑﻌﺪﺩ ﻋﺪﻭﻧﺎ، ﻓﺈﻣﺎ ﺃﻥ ﻳﻤﺪﻧﺎ
ﺑﺎﻟﺮﺟﺎﻝ، ﻭﺇﻣﺎ ﻳﺄﻣﺮﻧﺎ ﺑﺄﻣﺮﻩ ﻓﻨﻤﻀﻲ .. ﻟﻜﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺭﻭﺍﺣﺔ ﺣﺴﻢ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ ﺑﻘﻮﻟﻪ :
ﻳﺎ ﻗﻮﻡ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺇﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻜﺮﻫﻮﻥ ﻟﻠﺘﻲ ﺧﺮﺟﺘﻢ ﺗﻄﻠﺒﻮﻥ ـ ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺓ ـ ، ﻭﻣﺎ ﻧﻘﺎﺗﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ
ﺑﻌﺪﺩ ﻭﻻ ﻗﻮﺓ ﻭﻻ ﻛﺜﺮﺓ، ﻣﺎ ﻧﻘﺎﺗﻠﻬﻢ ﺇﻻ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻛﺮﻣﻨﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻪ، ﻓﺎﻧﻄﻠﻘﻮﺍ
ﻓﺈﻧﻤﺎ ﻫﻲ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﺤﺴﻨﻴﻴﻦ : ﺇﻣﺎ ﻇﻬﻮﺭ، ﻭﺇﻣﺎ ﺷﻬﺎﺩﺓ.. ﻓﺄﻟﻬﺒﺖ ﻛﻠﻤﺎﺗﻪ ﻣﺸﺎﻋﺮ
ﺍﻟﻤﺠﺎﻫﺪﻳﻦ، ﻭﺍﻧﺪﻓﻊ ﺯﻳﺪ ﺑﻦ ﺣﺎﺭﺛﺔ ﺑﺎﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻣﺆﺗﺔ( ﺟﻨﻮﺏ ﺍﻟﻜﺮﻙ
ﺑﺎﻟﺸﺎﻡ ) ، ﺣﻴﺚ ﻗﺎﺗﻞ ﺍﻟﺮﻭﻡ ﻫﻨﺎﻙ، ﻓﻜﺎﻧﺖ ﻣﻠﺤﻤﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ، ﺳﺠﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻘﺎﺩﺓ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ
ﺑﻄﻮﻟﺔ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﺍﻧﺘﻬﺖ ﺑﺎﺳﺘﺸﻬﺎﺩﻫﻢ ..
ﺛﻢ ﺍﺗﻔﻖ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺇﻣﺮﺓ ﺧﺎﻟﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﻮﻟﻴﺪ ـ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ـ، ﻓﺤﻤﻞ ﺍﻟﺮﺍﻳﺔ ﻭﺃﺧﺬ
ﻳﻘﺎﺗﻞ ﻭﻳﺤﺎﻭﻝ ﺇﻧﻘﺎﺫ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺄﺯﻕ ﺍﻟﺨﻄﻴﺮ، ﺑﺎﻻﻧﺴﺤﺎﺏ ﺍﻟﻤﻨﻈﻢ ﻣﻦ ﺃﺭﺽ
ﺍﻟﻤﻌﺮﻛﺔ، ﻭﻗﺘﺎﻝ ﺍﻻﻧﺴﺤﺎﺏ ﺷﺎﻕ ﻭﻣﻦ ﺃﺻﻌﺐ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ، ﺣﺘﻰ ﺩﺧﻞ ﺍﻟﻠﻴﻞ
ﻓﻜﺎﻥ ﻫﺪﻧﺔ ﻣﺆﻗﺘﺔ، ﻓﺄﻋﺎﺩ ﺧﺎﻟﺪ ﻓﻴﻬﺎ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺟﻴﺸﻪ، ﻭﻫﺠﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻭﻡ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻔﺠﺮ
ﻭﻗﺘﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ، ﻭﺍﺳﺘﺸﻬﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺍﺛﻨﺎ ﻋﺸﺮ ﺭﺟﻼ ﻓﻘﻂ، ﻭﺭﺟﻊ ﺧﺎﻟﺪ ـ
ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ـ ﺑﺠﻴﺸﻪ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ .. ﻭﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺇﻥ ﺧﺎﻟﺪﺍ ﺑﺨﻄﺘﻪ ﻭﺷﺠﺎﻋﺘﻪ،
ﻗﺪ ﺃﻧﻘﺬ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻣﻦ ﻫﺰﻳﻤﺔ ﻣﺎﺣﻘﺔ، ﻭﻻ ﺗﻌﺪ ﺧﺴﺎﺋﺮ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺷﻴﺌﺎ ﻳﺬﻛﺮ، ﺑﺠﺎﻧﺐ
ﺧﺴﺎﺋﺮ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ، ﻭﻣﻦ ﺛﻢ ﻛﺎﻥ ﺍﻧﺴﺤﺎﺑﻪ ﻗﻤﺔ ﺍﻟﻨﺼﺮ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻟﻤﻌﺮﻛﺔ ..
ﻟﻘﺪ ﺃﻇﻬﺮﺕ ﻣﻌﺮﻛﺔ ﻣﺆﺗﺔ ﻣﻌﺠﺰﺓ ﻟﻠﺮﺳﻮﻝ ـ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ـ، ﻓﺮﻏﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ
ـ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ـ ﻟﻢ ﻳﺸﺎﺭﻙ ﻓﻴﻬﺎ، ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻧﻌﻰ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺍﻟﻘﺎﺩﺓ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ،
ﻭﺃﺧﺒﺮ ﺑﺎﺳﺘﺸﻬﺎﺩﻫﻢ، ﻭﻫﻢ ﻣﺎ ﺯﺍﻟﻮﺍ ﻓﻲ ﺃﺭﺽ ﺍﻟﻤﻌﺮﻛﺔ، ﻭﺑﻴﻨﻬﻢ ﻣﺴﺎﻓﺎﺕ ﺷﺎﺳﻌﺔ،
ﻓﺤﺪﺙ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ـ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ـ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﺑﺎﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻋﻦ ﺃﺣﺪﺍﺙ ﺍﻟﻤﻌﺮﻛﺔ
ﻭﻛﺄﻧﻪ ﻳﺸﺎﻫﺪ ﺳﻴﺮ ﺍﻟﻘﺘﺎﻝ، ﻭﻟﻢ ﻳﺨﻄﺊ ﻓﻲ ﺷﻲﺀ ﻣﻨﻬﺎ، ﻭﻫﺬﺍ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺯﻭﻯ
ﻟﻪ ﺍﻷﺭﺽ، ﻓﺄﺻﺒﺢ ﻳﺮﻯ ﻣﺎ ﻳﺤﺪﺙ ﻷﺻﺤﺎﺑﻪ ﻭﻫﻢ ﻳﻘﺎﺗﻠﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﻣﺸﺎﺭﻑ ﺍﻟﺸﺎﻡ،
ﻭﻫﺬﻩ ﻣﻦ ﺟﻤﻠﺔ ﻣﻌﺠﺰﺍﺗﻪ ﻭﺁﻳﺎﺗﻪ ﺍﻟﺪﺍﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ـ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ
ـ، ﻭﻳﺘﻠﻘﻰ ﺍﻟﻮﺣﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ .
ﻓﻌﻦ ﺃﻧﺲ ـ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ـ، ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ـ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ـ ﻧﻌﻰ ﺯﻳﺪﺍ ﻭﺟﻌﻔﺮ
ﻭﺍﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺭﻭﺍﺣﺔ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺮﺟﻌﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺃﻭ ﻳﺄﺗﻲ ﺧﺒﺮﻫﻢ، ﻓﻘﺎﻝ ـ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ـ:( ﺃﺧﺬ ﺍﻟﺮﺍﻳﺔ ﺯﻳﺪ ﻓﺄﺻﻴﺐ، ﺛﻢ ﺃﺧﺬ ﺍﻟﺮﺍﻳﺔ ﺟﻌﻔﺮ ﻓﺄﺻﻴﺐ، ﺛﻢ ﺃﺧﺬ
ﺍﻟﺮﺍﻳﺔ ﺍﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺭﻭﺍﺣﺔ ﻓﺄﺻﻴﺐ، ﺛﻢ ﺃﺧﺬ ﺍﻟﺮﺍﻳﺔ ﺳﻴﻒ ﻣﻦ ﺳﻴﻮﻑ ﺍﻟﻠﻪ، ﺣﺘﻰ ﻓﺘﺢ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ )( ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ) .. ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺑﺠﺎﻧﺐ ﺇﻇﻬﺎﺭﻩ ﻟﻤﻌﺠﺰﺓ ﻟﻠﻨﺒﻲ ـ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ـ، ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺴﺠﻞ ﻓﻀﻼ ﺧﺎﺻﺎ ﻟﺨﺎﻟﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﻮﻟﻴﺪ ـ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ـ، ﺣﻴﺚ
ﻟﻘﺒﻪ ﺍﻟﻨﺒﻲ ـ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ـ ﺑﺴﻴﻒ ﺍﻟﻠﻪ ..
ﻛﻤﺎ ﺃﻋﻄﺘﻨﺎ ﻣﻌﺮﻛﺔ ﻣﺆﺗﺔ ﺩﺭﺳﺎ ﻫﺎﻣﺎ ـ ﻣﺎ ﺃﺣﻮﺝ ﺃﻣﺘﻨﺎ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ﻓﻲ ﺃﺛﺮ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ
ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺳﻴﺮ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻙ ﻭﻧﺘﺎﺋﺠﻬﺎ، ﻓﻤﺎ ﻳﺜﻴﺮ ﺍﻟﺪﻫﺸﺔ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻌﺮﻛﺔ، ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻔﺮﻕ
ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﺑﻴﻦ ﻋﺪﺩ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﻋﺪﺩ ﺃﻋﺪﺍﺋﻬﻢ، ﻓﻘﺪ ﺭﺃﻳﻨﺎ ﺃﻥ ﻋﺪﺩ ﺍﻟﺮﻭﻡ ﻭﻣﻦ ﻣﻌﻬﻢ ﻣﺎ
ﻳﻘﺮﺏ ﻣﻦ ﻣﺎﺋﺘﻲ ﺃﻟﻒ ﻣﻘﺎﺗﻞ
ﺃﻋﻈﻢ ﺣﺮﺏ ﺩﺍﻣﻴﺔ ﺧﺎﺿﻬﺎ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺓ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ـ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ
ـ .. ﻫﻨﺎﻙ ﻓﻲ ﻣﺆﺗﺔ، ﺑﺪﺃ ﺍﻟﻘﺘﺎﻝ ﺍﻟﻤﺮﻳﺮ، ﺛﻼﺛﺔ ﺁﻻﻑ ﺭﺟﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻳﻮﺍﺟﻬﻮﻥ
ﻣﺎﺋﺘﻲ ﺃﻟﻒ ﻣﻘﺎﺗﻞ ﻛﺎﻓﺮ، ﻣﻌﺮﻛﺔ ﻋﺠﻴﺒﺔ ﺳﺠﻠﻬﺎ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺑﺎﻟﺪﻫﺸﺔ ﻭﺍﻟﺤﻴﺮﺓ، ﻭﻟﻜﻦ ﺇﺫﺍ
ﻫﺒﺖ ﺭﻳﺎﺡ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺟﺎﺀﺕ ﺑﺎﻟﻌﺠﺎﺋﺐ ..
ﻭﻗﺪ ﻭﻗﻌﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﺜﺎﻣﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻬﺠﺮﺓ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻣﻘﺪﻣﺔ ﻟﻔﺘﺢ ﺑﻠﺪﺍﻥ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ .
ﻭﺳﺒﺐ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻌﺮﻛﺔ ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ـ ﺻﻠﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ـ ﺑﻌﺚ ﺍﻟﺤﺎﺭﺙ ﺑﻦ ﻋﻤﻴﺮ
ﺍﻷﺯﺩﻱ ﺑﻜﺘﺎﺑﻪ ﺇﻟﻰ ﻣﻠﻚ ﺍﻟﺮﻭﻡ، ﻓﻌﺮﺽ ﻟﻪ ﺷﺮﺣﺒﻴﻞ ﺑﻦ ﻋﻤﺮﻭ ﺍﻟﻐﺴﺎﻧﻲ ـ ﻭﻛﺎﻥ ﻋﺎﻣﻼ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻠﻘﺎﺀ ﻣﻦ ﺃﺭﺽ ﺍﻟﺸﺎﻡ ـ ﻣﻦ ﻗِﺒﻞ ﻗﻴﺼﺮـ، ﻓﺄﻭﺛﻘﻪ ﺭﺑﺎﻃﺎ، ﺛﻢ ﻗﺪﻣﻪ ﻓﻀﺮﺏ
ﻋﻨﻘﻪ، ﻭﻛﺎﻥ ﻗﺘﻞ ﺍﻟﺴﻔﺮﺍﺀ ﻭﺍﻟﺮﺳﻞ ﻣﻦ ﺃﺷﻨﻊ ﺍﻟﺠﺮﺍﺋﻢ، ﻭﻫﻮ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﺇﻋﻼﻥ ﺣﺮﺏ،
ﻓﺎﺷﺘﺪ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ـ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ـ ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ، ﻭﻣﻦ ﺛﻢ
ﺟﻬﺰ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ـ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ـ ﺟﻴﺸﺎ ﻗﻮﺍﻣﻪ ﺛﻼﺛﺔ ﺁﻻﻑ ﻣﻘﺎﺗﻞ، ﻭﺃﻣَّﺮ
ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺯﻳﺪ ﺑﻦ ﺣﺎﺭﺛﺔ ، ﻭﻗﺎﻝ:( ﺇﻥ ﻗُﺘﻞ ﺯﻳﺪ ﻓﺠﻌﻔﺮ ، ﻭﺇﻥ ﻗﺘﻞ ﺟﻌﻔﺮ ﻓﻌﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ
ﺭﻭﺍﺣﺔ ) ( ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ) ، ﻭﺃﻣﺮﻫﻢ ﺃﻥ ﻳﺄﺗﻮﺍ ﻣﻜﺎﻥ ﻣﻘﺘﻞ ﺍﻟﺤﺎﺭﺙ ﺑﻦ ﻋﻤﻴﺮ ، ﻭﺃﻥ ﻳﺪﻋﻮﺍ
ﻣَﻦ ﻫﻨﺎﻙ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﺳﻼﻡ، ﻓﺈﻥ ﺃﺟﺎﺑﻮﺍ، ﻭﺇﻻ ﺍﺳﺘﻌﺎﻧﻮﺍ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭﻗﺎﺗﻠﻮﻫﻢ .
ﻭﻛﺎﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ـ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ـ ﺇﺫﺍ ﺃﻣﺮ ﺭﺟﻼ ﻋﻠﻰ ﺳﺮﻳﺔ ﺃﻭﺻﺎﻩ ﻓﻲ
ﺧﺎﺻﺔ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﺘﻘﻮﻯ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻣﻦ ﻣﻌﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺧﻴﺮﺍ، ﺛﻢ ﻗﺎﻝ ﺍﻏﺰﻭﺍ ﺑﺎﺳﻢ
ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﻗﺎﺗﻠﻮﺍ ﻣﻦ ﻛﻔﺮ ﺑﺎﻟﻠﻪ، ﺍﻏﺰﻭﺍ ﻭﻻ ﺗﻐﺪﺭﻭﺍ، ﻭﻻ ﺗﻐﻠﻮﺍ، ﻭﻻ ﺗﻤﺜﻠﻮﺍ،
ﻭﻻ ﺗﻘﺘﻠﻮﺍ ﻭﻟﻴﺪﺍ ) ( ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ) .
ـ ﻓﺎﻧﻄﻠﻖ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﺣﺘﻰ ﻭﺻﻞ ﺇﻟﻰ ﻣﻌﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﺭﺽ ﺍﻟﺸﺎﻡ، ﻓﻌﻠﻤﻮﺍ ﺃﻥ
ﺃﻋﺪﺍﺀﻫﻢ ﺣﺸﺪﻭﺍ ﻟﻬﻢ ﺣﺸﻮﺩﺍ ﺿﺨﻤﺔ ﻟﻘﺘﺎﻟﻬﻢ، ﺇﺫ ﺟﻤﻌﻮﺍ ﻟﻬﻢ ﻣﺎﺋﺔ ﺃﻟﻒ ﻣﻘﺎﺗﻞ
ﻧﺼﺮﺍﻧﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻭﻡ ﻭﻣﺎﺋﺔ ﺃﻟﻒ ﻧﺼﺮﺍﻧﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺮﺏ، ﻓﺘﺸﺎﻭﺭ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ، ﻓﻘﺎﻝ ﺑﻌﻀﻬﻢ:
ﻧﻜﺘﺐ ﺇﻟﻰ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ـ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ـ ﻧﺨﺒﺮﻩ ﺑﻌﺪﺩ ﻋﺪﻭﻧﺎ، ﻓﺈﻣﺎ ﺃﻥ ﻳﻤﺪﻧﺎ
ﺑﺎﻟﺮﺟﺎﻝ، ﻭﺇﻣﺎ ﻳﺄﻣﺮﻧﺎ ﺑﺄﻣﺮﻩ ﻓﻨﻤﻀﻲ .. ﻟﻜﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺭﻭﺍﺣﺔ ﺣﺴﻢ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ ﺑﻘﻮﻟﻪ :
ﻳﺎ ﻗﻮﻡ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺇﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻜﺮﻫﻮﻥ ﻟﻠﺘﻲ ﺧﺮﺟﺘﻢ ﺗﻄﻠﺒﻮﻥ ـ ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺓ ـ ، ﻭﻣﺎ ﻧﻘﺎﺗﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ
ﺑﻌﺪﺩ ﻭﻻ ﻗﻮﺓ ﻭﻻ ﻛﺜﺮﺓ، ﻣﺎ ﻧﻘﺎﺗﻠﻬﻢ ﺇﻻ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻛﺮﻣﻨﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻪ، ﻓﺎﻧﻄﻠﻘﻮﺍ
ﻓﺈﻧﻤﺎ ﻫﻲ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﺤﺴﻨﻴﻴﻦ : ﺇﻣﺎ ﻇﻬﻮﺭ، ﻭﺇﻣﺎ ﺷﻬﺎﺩﺓ.. ﻓﺄﻟﻬﺒﺖ ﻛﻠﻤﺎﺗﻪ ﻣﺸﺎﻋﺮ
ﺍﻟﻤﺠﺎﻫﺪﻳﻦ، ﻭﺍﻧﺪﻓﻊ ﺯﻳﺪ ﺑﻦ ﺣﺎﺭﺛﺔ ﺑﺎﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻣﺆﺗﺔ( ﺟﻨﻮﺏ ﺍﻟﻜﺮﻙ
ﺑﺎﻟﺸﺎﻡ ) ، ﺣﻴﺚ ﻗﺎﺗﻞ ﺍﻟﺮﻭﻡ ﻫﻨﺎﻙ، ﻓﻜﺎﻧﺖ ﻣﻠﺤﻤﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ، ﺳﺠﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻘﺎﺩﺓ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ
ﺑﻄﻮﻟﺔ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﺍﻧﺘﻬﺖ ﺑﺎﺳﺘﺸﻬﺎﺩﻫﻢ ..
ﺛﻢ ﺍﺗﻔﻖ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺇﻣﺮﺓ ﺧﺎﻟﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﻮﻟﻴﺪ ـ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ـ، ﻓﺤﻤﻞ ﺍﻟﺮﺍﻳﺔ ﻭﺃﺧﺬ
ﻳﻘﺎﺗﻞ ﻭﻳﺤﺎﻭﻝ ﺇﻧﻘﺎﺫ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺄﺯﻕ ﺍﻟﺨﻄﻴﺮ، ﺑﺎﻻﻧﺴﺤﺎﺏ ﺍﻟﻤﻨﻈﻢ ﻣﻦ ﺃﺭﺽ
ﺍﻟﻤﻌﺮﻛﺔ، ﻭﻗﺘﺎﻝ ﺍﻻﻧﺴﺤﺎﺏ ﺷﺎﻕ ﻭﻣﻦ ﺃﺻﻌﺐ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ، ﺣﺘﻰ ﺩﺧﻞ ﺍﻟﻠﻴﻞ
ﻓﻜﺎﻥ ﻫﺪﻧﺔ ﻣﺆﻗﺘﺔ، ﻓﺄﻋﺎﺩ ﺧﺎﻟﺪ ﻓﻴﻬﺎ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺟﻴﺸﻪ، ﻭﻫﺠﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻭﻡ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻔﺠﺮ
ﻭﻗﺘﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ، ﻭﺍﺳﺘﺸﻬﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺍﺛﻨﺎ ﻋﺸﺮ ﺭﺟﻼ ﻓﻘﻂ، ﻭﺭﺟﻊ ﺧﺎﻟﺪ ـ
ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ـ ﺑﺠﻴﺸﻪ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ .. ﻭﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺇﻥ ﺧﺎﻟﺪﺍ ﺑﺨﻄﺘﻪ ﻭﺷﺠﺎﻋﺘﻪ،
ﻗﺪ ﺃﻧﻘﺬ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻣﻦ ﻫﺰﻳﻤﺔ ﻣﺎﺣﻘﺔ، ﻭﻻ ﺗﻌﺪ ﺧﺴﺎﺋﺮ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺷﻴﺌﺎ ﻳﺬﻛﺮ، ﺑﺠﺎﻧﺐ
ﺧﺴﺎﺋﺮ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ، ﻭﻣﻦ ﺛﻢ ﻛﺎﻥ ﺍﻧﺴﺤﺎﺑﻪ ﻗﻤﺔ ﺍﻟﻨﺼﺮ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻟﻤﻌﺮﻛﺔ ..
ﻟﻘﺪ ﺃﻇﻬﺮﺕ ﻣﻌﺮﻛﺔ ﻣﺆﺗﺔ ﻣﻌﺠﺰﺓ ﻟﻠﺮﺳﻮﻝ ـ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ـ، ﻓﺮﻏﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ
ـ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ـ ﻟﻢ ﻳﺸﺎﺭﻙ ﻓﻴﻬﺎ، ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻧﻌﻰ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺍﻟﻘﺎﺩﺓ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ،
ﻭﺃﺧﺒﺮ ﺑﺎﺳﺘﺸﻬﺎﺩﻫﻢ، ﻭﻫﻢ ﻣﺎ ﺯﺍﻟﻮﺍ ﻓﻲ ﺃﺭﺽ ﺍﻟﻤﻌﺮﻛﺔ، ﻭﺑﻴﻨﻬﻢ ﻣﺴﺎﻓﺎﺕ ﺷﺎﺳﻌﺔ،
ﻓﺤﺪﺙ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ـ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ـ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﺑﺎﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻋﻦ ﺃﺣﺪﺍﺙ ﺍﻟﻤﻌﺮﻛﺔ
ﻭﻛﺄﻧﻪ ﻳﺸﺎﻫﺪ ﺳﻴﺮ ﺍﻟﻘﺘﺎﻝ، ﻭﻟﻢ ﻳﺨﻄﺊ ﻓﻲ ﺷﻲﺀ ﻣﻨﻬﺎ، ﻭﻫﺬﺍ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺯﻭﻯ
ﻟﻪ ﺍﻷﺭﺽ، ﻓﺄﺻﺒﺢ ﻳﺮﻯ ﻣﺎ ﻳﺤﺪﺙ ﻷﺻﺤﺎﺑﻪ ﻭﻫﻢ ﻳﻘﺎﺗﻠﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﻣﺸﺎﺭﻑ ﺍﻟﺸﺎﻡ،
ﻭﻫﺬﻩ ﻣﻦ ﺟﻤﻠﺔ ﻣﻌﺠﺰﺍﺗﻪ ﻭﺁﻳﺎﺗﻪ ﺍﻟﺪﺍﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ـ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ
ـ، ﻭﻳﺘﻠﻘﻰ ﺍﻟﻮﺣﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ .
ﻓﻌﻦ ﺃﻧﺲ ـ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ـ، ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ـ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ـ ﻧﻌﻰ ﺯﻳﺪﺍ ﻭﺟﻌﻔﺮ
ﻭﺍﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺭﻭﺍﺣﺔ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺮﺟﻌﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺃﻭ ﻳﺄﺗﻲ ﺧﺒﺮﻫﻢ، ﻓﻘﺎﻝ ـ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ـ:( ﺃﺧﺬ ﺍﻟﺮﺍﻳﺔ ﺯﻳﺪ ﻓﺄﺻﻴﺐ، ﺛﻢ ﺃﺧﺬ ﺍﻟﺮﺍﻳﺔ ﺟﻌﻔﺮ ﻓﺄﺻﻴﺐ، ﺛﻢ ﺃﺧﺬ
ﺍﻟﺮﺍﻳﺔ ﺍﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺭﻭﺍﺣﺔ ﻓﺄﺻﻴﺐ، ﺛﻢ ﺃﺧﺬ ﺍﻟﺮﺍﻳﺔ ﺳﻴﻒ ﻣﻦ ﺳﻴﻮﻑ ﺍﻟﻠﻪ، ﺣﺘﻰ ﻓﺘﺢ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ )( ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ) .. ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺑﺠﺎﻧﺐ ﺇﻇﻬﺎﺭﻩ ﻟﻤﻌﺠﺰﺓ ﻟﻠﻨﺒﻲ ـ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ـ، ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺴﺠﻞ ﻓﻀﻼ ﺧﺎﺻﺎ ﻟﺨﺎﻟﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﻮﻟﻴﺪ ـ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ـ، ﺣﻴﺚ
ﻟﻘﺒﻪ ﺍﻟﻨﺒﻲ ـ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ـ ﺑﺴﻴﻒ ﺍﻟﻠﻪ ..
ﻛﻤﺎ ﺃﻋﻄﺘﻨﺎ ﻣﻌﺮﻛﺔ ﻣﺆﺗﺔ ﺩﺭﺳﺎ ﻫﺎﻣﺎ ـ ﻣﺎ ﺃﺣﻮﺝ ﺃﻣﺘﻨﺎ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ﻓﻲ ﺃﺛﺮ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ
ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺳﻴﺮ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻙ ﻭﻧﺘﺎﺋﺠﻬﺎ، ﻓﻤﺎ ﻳﺜﻴﺮ ﺍﻟﺪﻫﺸﺔ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻌﺮﻛﺔ، ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻔﺮﻕ
ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﺑﻴﻦ ﻋﺪﺩ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﻋﺪﺩ ﺃﻋﺪﺍﺋﻬﻢ، ﻓﻘﺪ ﺭﺃﻳﻨﺎ ﺃﻥ ﻋﺪﺩ ﺍﻟﺮﻭﻡ ﻭﻣﻦ ﻣﻌﻬﻢ ﻣﺎ
ﻳﻘﺮﺏ ﻣﻦ ﻣﺎﺋﺘﻲ ﺃﻟﻒ ﻣﻘﺎﺗﻞ
رد: ﻏﺰﻭﻩ ﻣﺆﺗﻪ اعظم عزة
طرح راقي
شكرا لكم ع الجهد المميز
و الموضوع القيم
تقديري
اللهم صلي وسلم علي سيدنا محمدوعلي اله وصحبه وسلم
صفحة 2 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدىق