حسن معاملة الزوجات طريق إلى السعادة الزوجية

حسن معاملة الزوجات طريق إلى السعادة الزوجية

من آداب العشرة الزوجية

إن العلاقة الزوجية في الشريعة الإسلامية جعلها الله عزّ وجلّ قائمة على المودة والعطف والسكينة والرحمة بين كلا الزوجين ليسكن كل منهما إلى الآخر ولتتوطد أواصر المحبة والرحمة والعطف بينهما، وليتعاون الزوجان في الحياة الزوجية في ما يرضي الله تعالى ورسوله، وهناك آداب وأخلاق حضت عليها الشريعة الإسلامية في معاملة الزوجات حتى يدوم حُسن العِشرة بين الزوجين. ويبقى بيت الزوجية سعيدًا، ثابت الدعائم، غير مهدد بالسقوط والانهيار.

حُسْنُ الخُلُقِ والتواضع في العِشرة مع الزوجات

معاشر الأزواج… إنّ من هذه الآداب والأخلاق التي يطلب من الزوج أن يُراعيها في معاملة زوجته وعِشرتها، حُسنَ الخُلُق والتواضع في عِشرة الزوجة فعلى الأزواج أن يراعوا حُسن الخُلُقُ مع زوجاتهم بكفّ أذاهم عنهنّ وتحمّل الأذى منهن والإحسان إليهنّ.

وكما أمر الله تعالى بالمعروف في معاملة الوالدين وحُسنِ صحبتهما فقال: ﴿وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا﴾ سورة لقمان/15، كذلك أمر الله تعالى بالمعروفِ في معاملةِ الزوجاتِ فقال سبحانه وتعالى: ﴿وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ﴾ سورة النساء/19.

وقال الله سبحانه وتعالى في تعظيم حَقهنَّ:

﴿وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا (21)﴾ سورة النساء، أي عَهْدًا مؤكدًا شديدًا، وهو إمساكهنّ بالمعروف أو تسريحهنّ بإحسان.

حُسْن عِشرة الرسول ﷺ

لزوجاته الطاهرات

يقول الله تبارك وتعالى: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا (21)﴾ سورة الأحزاب. ومِنْ أعظم ما ورد عن الرسول الأعظم ﷺ في الوصية وحُسنِ العِشرة مع الزوجات قوله ﷺ: «أكمل المؤمنين إيمانًا أَحْسَنُهم خُلُقًا، وخِيارُهم خِيارُهم لنسائهم» رواه أحمد.

ومن حُسن آدابه وعِشرته ﷺ لزوجاته تواضعه معهن رضي الله عنهن وهو أشرف الأنبياء والمرسلين، فقد سُئلت السيّدة الجليلة عائشة رضي الله عنها ما كان النّبيّ ﷺ يصنع في بيته؟ فقالت: كان يكون في مهنة أهله -تعني خدمة أهله- فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة.

إخوة الإيمان، لقد أثنى الله عزّ وجلّ في القرءان على حُسن خُلُق رسوله محمّد ﷺ فقال تعالى: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ (4)﴾ سورة القلم. ومن حُسْن خلقه ﷺ تواضعه مع زوجاته وحُسن عِشرته لهن، فكان ﷺ داخل بيوتهن يقوم في خدمتهن. وكان ﷺ في بيت زوجاته يحلب شاته بيده من غير أن ينتظر من زوجته أن تحلب له. وكان عليه الصلاة والسلام يتولى خدمة البيت مع زوجته بنفسه تواضعًا للّه عزّ وجلّ وكان ﷺ يغسل ثوبه ويصلح نعله لنفسه معلمًا أمته التواضع وحُسن العِشرة والمعاملة مع الزوجات.

إخوة الإيمان… إن الذي يَتتبَّع حالة مجتمعاتنا هذه الأيام ليُدْرِكُ أنّ القليل من الأزواج مَنْ يُحسن معاملة زوجته ويُحسن مداراتها في بيت الزوجيّة اقتداء بنبيّهم المصطفى ﷺ صاحب الخُلُق العظيم فالكثير من الأزواج هذه الأيام يظلمون زوجاتهم ولا يُحسنون معاملتهنَّ كما أمر الرسول المصطفى عليه الصلاة والسلام فلا يتواضعون في خِدمتهنّ ولا يعفون عن سيئاتهنَّ بل يقابلون الإساءة بالإساءة بل ويخرج من أفواههم في شتم زوجاتهم بما يَنْدى له الجبين وتقشعرّ منه الأبدان. وهذا كله يؤدي إلى أن يمتلئ قلب كل من الزوجين بالحقد والضغينة والكراهية ويكون هذا من أسباب انهيار العلاقة والعِشرة بين الزوجين، وبالتالي إلى خراب وانهيار بيت الزوجية وضياع الأبناء، وما يترتب على ذلك من آثار سيئة وعواقب وخيمة.

إن التواضع للّه تعالى مع الأزواج والأهل والناس من العبادات العظيمة التي يحبّها الله تعالى في عباده المؤمنين لأن فيه قهرًا وكسرًا للنفس ومخالفة لها ابتغاء للثواب من الله تعالى.

وفي الختام نوجه هذه الفائدة إلى كل من الأزواج والزوجات فنقول لهم: إن الزوج الذي يُحسن عِشرة زوجته في الدنيا فلا يعاملها بالظلم بل يعاملها بالعدل، وإن الزوجة التي تطيع زوجها ولا تُقَصّر في حقوقه، بل تعاملة بالحسنى ولا تؤذيه في أفعالها وأحاديثها معه، هؤلاء يوم القيامة لا ينفر ولا يفر هو منها ولا تنفر ولا تفر هي منه. وأما إن كان الزوجان يتعاملان فيما بينهما بالظلم في الدنيا، ويؤذي كل منهما الآخر وما أكثرهم هذه الأيام، فيوم القيامة هو يفر منها وهي تفر منه خوف أن يطالب أحدهما الآخر بمظلمة، فَهَلّا أحسنّا معاملة ومعاشرة زوجاتنا وأزواجنا في البيوت، وهَلّا تواضع الزوج في بيته في عِشرة زوجته اقتداء بالنّبيّ الأعظم ﷺ صاحب الخُلُق العظيم فبذلك يا إخوتي تستقر الحياة الزوجية وتسلم بيوتنا من كثير من الآفات والويلات، ونحفظها من الخراب والانهيار، ونحفظ أولادنا من الضياع والشتات والتشرد. اللّهمَّ كما حَسّنتَ خَلْقَنا فحَسّن خُلُقَنا.

وآخر دعوانا أن الحمد للّه ربّ العالمين.

ﻳﻌﻄﻴﻚ ﺭﺑﻰ ﺍﻟﻒ ﻋﺎﺍﺍﺍﻓﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺮﺡ
ﺍﻟﻤﻔﻴﺪ
ﺟﻌﻠﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻰ ﻣﻴﺰﺍﻥ ﺣﺴﻨﺎﺗﻚ ﻳﻮﻡ
ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﻪ
ﻭﺷﻔﻴﻊ ﻟﻚ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺤﺴﺎﺏ . . .. . .. . .
ﺷﺮﻓﻨﻰ ﺍﻟﻤﺮﻭﺭ ﻓﻰ ﻣﺘﺼﻔﺤﻚ ﺍﻟﻌﻄﺮ
ﺩﻣﺖ ﺑﺤﻔﻆ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ

ﻣﻮﺍﺿﻴﻊ ﺫﺍﺕ ﺻﻠﺔ

حسن معاملة الزوجات طريق إلى السعادة الزوجية

حسن معاملة الزوجات طريق إلى السعادة الزوجية

رد: حسن معاملة الزوجات طريق إلى السعادة الزوجية