بحـث
المواضيع الأخيرة
» شركة جلي بلاط بالرياضمن طرف moslema_r أمس في 21:36
» احدث هواتف انفينكس Infinix Hot 50
من طرف omnia أمس في 15:54
» افضل الهواتف من اوبو Oppo A3x
من طرف omnia أمس في 15:38
» سامسونج Samsung Galaxy A16
من طرف omnia أمس في 15:29
» موبي برايس ماركات الموبايلات
من طرف omnia أمس في 15:16
» افضل شركة تنظيف منازل بالكويت باقل الاسعار
من طرف omnia أمس في 15:06
» كراتين للبيع بالكويت- افضل انواع الكراتين
من طرف omnia أمس في 14:42
» افضل شركة نقل عفش بالكويت
من طرف omnia أمس في 14:32
» افضل شركة شراء اثاث مستعمل بالكويت
من طرف omnia أمس في 14:21
» افضل نجار بالكويت
من طرف omnia أمس في 14:06
أفضل 10 فاتحي مواضيع
قسي وبس2 | ||||
خالد فكري | ||||
ندا عمر | ||||
nadya | ||||
omnia | ||||
moslema_r | ||||
مارينا مايكل | ||||
ندا عصام | ||||
سيرين سعيد | ||||
رضوي سعيد |
المشاركات التي حصلت على أكثر ردود أفعال في الشهر
خادم Discord
| |
... ﻣﻦ ﻋﻈﻤﺎﺀ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ليا بنت يعقوب
صفحة 2 من اصل 1 • شاطر
... ﻣﻦ ﻋﻈﻤﺎﺀ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ليا بنت يعقوب
ﻣﻦ ﻋﻈﻤﺎﺀ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ .
ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﻟﻴﺎ ﺑﻨﺖ ﻳﻌﻘﻮﺏ ﺯﻭﺟﺔ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﺃﻳﻮﺏ - ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ.
ﺗﻌﺪ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻣﻦ ﺃﻓﻀﻞ ﻧﺴﺎﺀ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ ﻓﻬﻲ ﺻﺎﺣﺒﺔ ﻣﻨﺰﻟﺔ ﻣﺒﺎﺭﻛﺔ ﻭﻋﺎﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﻡ
ﺍﻟﺼﺪﻕ، ﻭﺍﺗﺨﺬﺕ ﻣﻜﺎﻧﺎ ﻋﻠﻴﺎ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﺯﻝ ﺍﻷﺑﺮﺍﺭ، ﺣﻴﺚ ﻋﺎﺷﺖ ﻣﻊ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺤﻨﺘﻪ
ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻣﺘﺪﺕ ﻗﺮﺍﺑﺔ ﺛﻤﺎﻧﻲ ﻋﺸﺮﺓ ﺳﻨﺔ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻣﺜﺎﻝ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﺒﺎﺭﺓ ﻭﻣﺜﺎﻝ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ
ﺍﻟﺼﺎﺑﺮﺓ ﺍﻟﺮﺍﺿﻴﺔ ﺑﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻗﺪﺭﻩ .
ﻭﻟﻬﺬﺍ ﻭﺻﻔﻬﺎ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﺑﻦ ﻛﺜﻴﺮ - ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ - ﺑﻘﻮﻟﻪ: ﺍﻟﺼﺎﺑﺮﺓ، ﻭﺍﻟﻤﺤﺘﺴﺒﺔ، ﺍﻟﻤﻜﺎﺑﺪﺓ،
ﺍﻟﺼﺪﻳﻘﺔ، ﺍﻟﺒﺎﺭﺓ، ﻭﺍﻟﺮﺍﺷﺪﺓ، ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﺎ.
ﻭﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﻟﻴﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻘﺎﻝ ﻋﻨﻬﺎ ﺍﻥ ﺃﺑﻴﻬﺎ ﻧﺒﻲ ﻭﺍﺧﻴﻬﺎ ﻧﺒﻲ ﻭﺯﻭﺟﻬﺎ ﻧﺒﻲ ﻭﺍﺑﻨﻬﺎ ﻧﺒﻲ
ﺣﻴﺚ ﺍﻥ:
ﺃﺑﺎﻫﺎ ﻫﻮ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻳﻌﻘﻮﺏ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ
ﻭﺃﺧﻮﻫﺎ ﻫﻮ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻳﻮﺳﻒ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ
ﻭﺯﻭﺟﻬﺎ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﺃﻳﻮﺏ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ
ﻭﺍﺑﻨﻬﺎ ﻭ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﺫﻭ ﺍﻟﻜﻔﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ
ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﺃﻳﻮﺏ - ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ - ﺃﺣﺪ ﺃﻏﻨﻴﺎﺀ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻟﻴﺎ ﺯﻭﺝ ﺃﻳﻮﺏ
ﺗﻌﻴﺶ ﻓﻲ ﻧﻌﻴﻢ ﻭﺟﻨﺎﺕ ﻭﻋﻴﻮﻥ، ﻭﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﺸﺎﻡ، ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻴﺎ ﻗﺪ ﺁﻣﻨﺖ ﻣﻊ
ﺃﻳﻮﺏ ﻭﺑﺪﻋﻮﺗﻪ، ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﺃﻳﻮﺏ - ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ - ﺑﺮﺍ ﺗﻘﻴﺎ ﺭﺣﻴﻤﺎ، ﻳﺤﺴﻦ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﻤﺴﺎﻛﻴﻦ، ﻭﻳﻜﻔﻞ ﺍﻷﻳﺘﺎﻡ ﻭﺍﻷﺭﺍﻣﻞ، ﻭﻛﺎﻥ ﺷﺎﻛﺮﺍ ﻷﻧﻌﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ، ﻣﺆﺩﻳﺎ ﻟﺤﻖ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﺰ ﻭﺟﻞ، ﻭﻛﺎﻥ ﻟﺴﻴﺪﻧﺎ ﺃﻳﻮﺏ ﻟﻪ ﺃﻭﻻﺩ ﻭﺃﻫﻠﻮﻥ ﻛﺜﻴﺮ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺯﻭﺟﻪ ﻟﻴﺎ ﺗﺮﻓﻞ ﻓﻲ
ﺍﻟﻨﻌﻴﻢ، ﺷﺎﻛﺮﺓ ﻋﺎﺑﺪﺓ ﻋﺎﺭﻓﺔ ﺣﻖ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻜﺮ، ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻜﺜﺮ ﺍﻟﺤﻤﺪ
ﻭﺍﻟﺸﻜﺮ ﻭﺍﻟﺜﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ، ﺇﺫ ﺭﺯﻗﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻨﻴﻦ ﻭﺍﻟﺒﻨﺎﺕ ﻣﺎ ﺗﻘﺮﺑﻪ ﻋﻴﻨﻬﺎ ﻭﻻ
ﺗﺤﺰﻥ، ﻭﺃﻭﺳﻊ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻋﻠﻰ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺯﻕ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﺒﺎﺭﻛﺎ، ﻭﻓﻀﻠﻬﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ
ﺧﻠﻘﻪ.
ﺇﻻ ﺃﻥ ﺯﻭﺟﺔ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﺃﻳﻮﺏ ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﻟﻴﺎ ﺧﻀﻌﺖ ﻻﻣﺘﺤﺎﻥ ﺭﺑﺎﻧﻲ ﻓﻴﻤﺎ ﺁﺗﺎﻫﺎ ﺍﻟﻠﻪ
ﻭﺯﻭﺟﻬﺎ، ﻓﻨﺠﺤﺖ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﻣﺘﺤﺎﻥ ﺑﺘﻮﻓﻴﻖ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﺑﺮﻫﻨﺖ ﻋﻠﻰ ﺻﺪﻗﻬﺎ ﻣﻊ ﺍﻟﻠﻪ
ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ.
ﺻﺪﻳﻘﺔٌ ﺑﺎﺭﺓٌ : ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ: ﺿُﺮﺏ ﺃﻳﻮﺏ ﺑﺎﻟﺒﻼﺀ ﺛﻢ ﺍﻟﺒﻼﺀ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺒﻼﺀ
ﺑﺬﻫﺎﺏ ﺍﻷﻫﻞ ﻭﺍﻟﻤﺎﻝ، ﻭﺻﺒﺮ ﺃﻳﻮﺏ - ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ -ﻭﺻﺒﺮﺕ ﺯﻭﺟﻪ ﻟﻴﺎ ﺻﺒﺮﺍ ﺟﻤﻴﻼ،
ﻓﻘﺪ ﺗﻌﻮﺩﺕ ﺃﻥ ﺗﻜﻞ ﺃﻣﺮﻫﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ.
ﻭﻛﺎﻥ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﺃﻳﻮﺏ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻗﺪ ﺍﺑﺘﻠﻲ ﻓﻲ ﺟﺴﺪﻩ، ﻭﻣﺴﻪ ﺍﻟﻀُﺮ، ﻭﻃﺎﻝ ﺑﻼﺅﻩ
ﻭﻣﺮﺿﻪ ﺃﻳﺎﻣﺎ ﻭﺃﻋﻮﺍﻣﺎ، ﻭﻫﻮ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻛﻠﻪ ﺻﺎﺑﺮٌ ﻣﺤﺘﺴﺐ، ﺫﺍﻛﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﻟﻴﻠﻪ ﻭﻧﻬﺎﺭﻩ،
ﻭﺻﺒﺎﺣﻪ ﻭﻣﺴﺎﺋﻪ، ﻭﻓﻲ ﻛﻞ ﻭﻗﺖ، ﻃﺎﻝ ﻣﺮﺽ ﺃﻳﻮﺏ - ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ - ﺣﺘﻰ ﻛﺎﺩ ﻳﻨﻘﻄﻊ
ﻋﻨﻪ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻭﻟﻢ ﻳﺒﻖ ﺃﺣﺪٌ ﻳﺤﻨﻮ ﻋﻠﻴﻪ ﺳﻮﻯ ﻟﻴﺎ ﺯﻭﺟﻪ، ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺮﻋﻰ ﻟﻪ ﺣﻘﻪ،
ﻭﺗﻌﺮﻑ ﻗﺪﻳﻢ ﺇﺣﺴﺎﻧﻪ ﺇﻟﻴﻬﺎ، ﻭﺷﻔﻘﺘﻪ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺑﺤﺒﻮﺣﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻴﺶ،
ﻭﺑﺴﻄﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﻭﺍﻟﺠﺴﻢ.
ﻭﻗﺪ ﺃﺷﻔﻘﺖ ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﻟﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﺃﻳﻮﺏ - ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ - ﺇﺷﻔﺎﻗﺎ ﺷﺪﻳﺪﺍ ﻭﺭﺛﺖ
ﻟﺤﺎﻟﻪ، ﻓﻠﻤﺎ ﺭﺃﺕ ﺃﻥ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻃﺎﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺒﻼﺀ، ﻭﻟﻢ ﻳﺰﺩﺩ ﺇﻻ ﺷﻜﺮﺍ ﻭﺗﺴﻠﻴﻤﺎ، ﻋﻨﺪﺋﺬ
ﺗﻘﺪﻣﺖ ﻣﻨﻪ ﻭﻗﺎﻟﺖ ﻟﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﺭﻭﺍﻩ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ -ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ :- ﻳﺎ ﺃﻳﻮﺏ، ﺇﻧﻚ ﺭﺟﻞ
ﻣﺠﺎﺏ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ، ﻓﺎﺩﻉ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﻳﺸﻔﻴﻚ.
ﻓﻘﺎﻝ : ﻛﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻌﻤﺎﺀ ﺳﺒﻌﻴﻦ ﺳﻨﺔ، ﻓﺪﻋﻴﻨﺎ ﻧﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻼﺀ ﺳﺒﻌﻴﻦ ﺳﻨﺔ . ﻭﻟﻤﺎ
ﺳﻤﻌﺖ ﻟﻴﺎ ﻣﻦ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﺃﻳﻮﺏ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﻀﺢ ﺑﺎﻹﻳﻤﺎﻥ ﻭﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻢ ﻭﺍﻻﻧﻘﻴﺎﺩ ﻟﻠﻪ،
ﻭﻋﺮﻓﺖ ﺃﻧﻬﺎ ﻟﻦ ﺗﺪﺭﻙ ﻣﻨﺰﻟﺘﻪ، ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺍﺳﺘﻤﺮﺕ ﻓﻲ ﺍﻹﺣﺴﺎﻥ ﺇﻟﻴﻪ، ﻭﺣﻔﻈﺖ ﻭﺩﻩ
ﻹﻳﻤﺎﻧﻬﺎ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﺑﺮﺳﻮﻟﻪ ﺃﻳﻮﺏ، ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻛﺸﻒ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﻀّﺮ، ﻭﻣﺴﺘﻪ ﻧﻔﺤﺔ
ﺭﺑﺎﻧﻴﺔ ﻓﻌﺎﺩ ﺻﺤﻴﺤﺎ ﺳﻠﻴﻤﺎ. ﻭﻗﺪ ﺃﺛﻨﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻘﺎﻝ:﴿ ﺇِﻧَّﺎ ﻭَﺟَﺪْﻧَﺎﻩُ
ﺻَﺎﺑِﺮًﺍ ﻧِﻌْﻢَ ﺍﻟْﻌَﺒْﺪُ ﺇِﻧَّﻪُ ﺃَﻭَّﺍﺏٌ﴾ (ﺳﻮﺭﺓ ﺹ ﺁﻳﺔ .44
ﻭﺟﺎﺀ ﺍﻟﻔﺮﺝ ﺍﻹﻟﻬﻲ ﻭﺟﺎﺀﺕ ﺍﻟﻮﺻﻔﺔ ﺍﻟﻄﺒﻴﺔ ﺍﻟﺮﺑﺎﻧﻴﺔ ﻷﻳﻮﺏ؛ ﺃﻣﺎ ﺻﻔﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻮﺻﻔﺔ
ﺍﻟﺮﺑﺎﻧﻴﺔ ﻓﻤﻮﺟﻮﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻭﺍﻟﺬﻛﺮ ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: ﴿ ﺍﺭْﻛُﺾْ
ﺑِﺮِﺟْﻠِﻚَ ﻫَﺬَﺍ ﻣُﻐْﺘَﺴَﻞٌ ﺑَﺎﺭِﺩٌ ﻭَﺷَﺮَﺍﺏٌ﴾ (ﺳﻮﺭﺓ ﺹ ﺁﻳﺔ 42) ﺃﻣﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻳﻮﺏ ﺃﻥ ﻳﻀﺮﺏ
ﺑﺮﺟﻠﻪ ﺍﻷﺭﺽ، ﺍﻣﺘﺜﻞ ﺃﻳﻮﺏ ﺃﻣﺮ ﺭﺑﻪ، ﻭﻣﺲ ﺍﻷﺭﺽ، ﻓﻨﺒﻊ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻧﻘﻴﺎ ﻋﺬﺑﺎ ﻓﺮﺍﺗﺎ
ﺳﺎﺋﻐﺎ، ﻓﺸﺮﺏ ﻣﻨﻪ ﻓﺒﺮﺃ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺑﻄﻨﻪ ﻣﻦ ﺩﻗﻴﻖ ﺍﻟﺴﻘﻢ ﻭﺟﻠﻴﻠﻪ، ﻭﺍﻏﺘﺴﻞ ﻓﺒﺮﺃ
ﻣﻦ ﻇﺎﻫﺮﻩ ﺃﺗﻢّ ﺑﺮﺍﺀﺓ، ﻓﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﺮﺳﻞ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻋﻀﻮ ﺇﻻ ﻭﻳﻌﻮﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﻦ ﺃﺣﺴﻦ
ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻗﺒﻞ ﺑﺈﺫﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ، ﺃﻣﺎ ﺯﻭﺝ ﺃﻳﻮﺏ ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺃﻳﻮﺏ، ﻟﻢ
ﺗﻜﻦ ﻣﻌﻪ ﺳﺎﻋﺔ ﺍﻏﺘﺴﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎﺀ، ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻭﺻﻠﺖ ﻧﻈﺮﺕ ﺇﻟﻴﻪ، ﻓﻠﻢ ﺗﻌﺮﻓﻪ ﺑﺎﺩﺉ
ﺍﻷﻣﺮ، ﻭﻟﻤﺎ ﺃﺧﺒﺮﻫﺎ ﺑﻤﺎ ﺃﻛﺮﻣﻪ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﺑﻤﺎ ﻣﻦّ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻔﺎﺀ، ﺳﺠﺪﺕ ﺷﻜﺮﺍ ﻟﻠﻪ
ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺛﻢ ﻗﺎﻟﺖ : ﺇﻥ ﺭﺑﻲ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻗﺪﻳﺮ، ﻭﺇﻧﻪ ﻳﺤﻴﻲ ﺍﻟﻌﻈﺎﻡ ﻭﻫﻲ ﺭﻣﻴﻢ.
ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺑﺘﻼﺀ ﺍﻟﺼﻌﺐ ﺃﻛﺮﻡ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻧﺒﻴﻪ ﺃﻳﻮﺏ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭﺯﻭﺟﺘﻪ
ﻟﻴﺎ، ﻭﺭﺩّ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺎﻟﻪ، ﻭﻭﻟﺪﻩ ...
ﻣﺎ ﺍﺭﺣﻤﻚ. ﻳﺎ. ﺍﻟﻠﻪ. ﺍﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺒﺘﻠﻲ ﻟﻴﻄﻬﺮ ﻭﻳﺮﻓﻊ. ﻭﻟﻴﺲ. ﺷﺎﻧﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻲ
ﻟﻴﻌﺬﺏ ﺣﺎﺷﺎ ﻟﻠﻪ ﺍﻧﻤﺎ ﺍﻟﺒﻼﺀ. ﻟﺮﻓﻊ ﺩﺭﺟﺎﺕ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ...
ﺭﺳﺎﻟﺔ ﻟﻨﺎ ﺟﻤﻴﻌﺎ. ﺍﻳﺎﻛﻢ ﺍﻥ ﺗﺴﻲ ﻇﻨﻮﻧﻜﻢ ﺑﺮﺑﻜﻢ ﻭﻧﺤﻦ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺑﺎﺀ ﻛﺜﺮ
ﺍﻟﻤﺮﺟﻔﻮﻥ ﻭﺍﻟﻤﺤﺒﻄﻮﻥ ﺍﻳﺎﻛﻢ ﺍﻥ ﺗﻈﻨﻮﺍ .ﺑﺎﻟﻠﻪ . ﺷﺮﺍ. ﺍﻟﻠﻪ ﻏﻨﻲ ﻋﻦ ﻋﺬﺍﺑﻨﺎ. ﺍﻧﻤﺎ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﻮﺑﺎﺀ ﺳﻨﻦ ﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﻟﻴﻤﻴﺰ ﺍﻟﺨﺒﻴﺚ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻴﺐ.
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺍﺭﻓﻊ ﻋﻨﺎ ﺍﻟﻮﺑﺎ ﺀ ﻳﺎﺭﺏ .
ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﻟﻴﺎ ﺑﻨﺖ ﻳﻌﻘﻮﺏ ﺯﻭﺟﺔ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﺃﻳﻮﺏ - ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ.
ﺗﻌﺪ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻣﻦ ﺃﻓﻀﻞ ﻧﺴﺎﺀ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ ﻓﻬﻲ ﺻﺎﺣﺒﺔ ﻣﻨﺰﻟﺔ ﻣﺒﺎﺭﻛﺔ ﻭﻋﺎﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﻡ
ﺍﻟﺼﺪﻕ، ﻭﺍﺗﺨﺬﺕ ﻣﻜﺎﻧﺎ ﻋﻠﻴﺎ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﺯﻝ ﺍﻷﺑﺮﺍﺭ، ﺣﻴﺚ ﻋﺎﺷﺖ ﻣﻊ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺤﻨﺘﻪ
ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻣﺘﺪﺕ ﻗﺮﺍﺑﺔ ﺛﻤﺎﻧﻲ ﻋﺸﺮﺓ ﺳﻨﺔ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻣﺜﺎﻝ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﺒﺎﺭﺓ ﻭﻣﺜﺎﻝ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ
ﺍﻟﺼﺎﺑﺮﺓ ﺍﻟﺮﺍﺿﻴﺔ ﺑﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻗﺪﺭﻩ .
ﻭﻟﻬﺬﺍ ﻭﺻﻔﻬﺎ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﺑﻦ ﻛﺜﻴﺮ - ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ - ﺑﻘﻮﻟﻪ: ﺍﻟﺼﺎﺑﺮﺓ، ﻭﺍﻟﻤﺤﺘﺴﺒﺔ، ﺍﻟﻤﻜﺎﺑﺪﺓ،
ﺍﻟﺼﺪﻳﻘﺔ، ﺍﻟﺒﺎﺭﺓ، ﻭﺍﻟﺮﺍﺷﺪﺓ، ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﺎ.
ﻭﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﻟﻴﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻘﺎﻝ ﻋﻨﻬﺎ ﺍﻥ ﺃﺑﻴﻬﺎ ﻧﺒﻲ ﻭﺍﺧﻴﻬﺎ ﻧﺒﻲ ﻭﺯﻭﺟﻬﺎ ﻧﺒﻲ ﻭﺍﺑﻨﻬﺎ ﻧﺒﻲ
ﺣﻴﺚ ﺍﻥ:
ﺃﺑﺎﻫﺎ ﻫﻮ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻳﻌﻘﻮﺏ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ
ﻭﺃﺧﻮﻫﺎ ﻫﻮ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻳﻮﺳﻒ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ
ﻭﺯﻭﺟﻬﺎ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﺃﻳﻮﺏ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ
ﻭﺍﺑﻨﻬﺎ ﻭ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﺫﻭ ﺍﻟﻜﻔﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ
ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﺃﻳﻮﺏ - ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ - ﺃﺣﺪ ﺃﻏﻨﻴﺎﺀ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻟﻴﺎ ﺯﻭﺝ ﺃﻳﻮﺏ
ﺗﻌﻴﺶ ﻓﻲ ﻧﻌﻴﻢ ﻭﺟﻨﺎﺕ ﻭﻋﻴﻮﻥ، ﻭﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﺸﺎﻡ، ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻴﺎ ﻗﺪ ﺁﻣﻨﺖ ﻣﻊ
ﺃﻳﻮﺏ ﻭﺑﺪﻋﻮﺗﻪ، ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﺃﻳﻮﺏ - ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ - ﺑﺮﺍ ﺗﻘﻴﺎ ﺭﺣﻴﻤﺎ، ﻳﺤﺴﻦ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﻤﺴﺎﻛﻴﻦ، ﻭﻳﻜﻔﻞ ﺍﻷﻳﺘﺎﻡ ﻭﺍﻷﺭﺍﻣﻞ، ﻭﻛﺎﻥ ﺷﺎﻛﺮﺍ ﻷﻧﻌﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ، ﻣﺆﺩﻳﺎ ﻟﺤﻖ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﺰ ﻭﺟﻞ، ﻭﻛﺎﻥ ﻟﺴﻴﺪﻧﺎ ﺃﻳﻮﺏ ﻟﻪ ﺃﻭﻻﺩ ﻭﺃﻫﻠﻮﻥ ﻛﺜﻴﺮ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺯﻭﺟﻪ ﻟﻴﺎ ﺗﺮﻓﻞ ﻓﻲ
ﺍﻟﻨﻌﻴﻢ، ﺷﺎﻛﺮﺓ ﻋﺎﺑﺪﺓ ﻋﺎﺭﻓﺔ ﺣﻖ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻜﺮ، ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻜﺜﺮ ﺍﻟﺤﻤﺪ
ﻭﺍﻟﺸﻜﺮ ﻭﺍﻟﺜﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ، ﺇﺫ ﺭﺯﻗﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻨﻴﻦ ﻭﺍﻟﺒﻨﺎﺕ ﻣﺎ ﺗﻘﺮﺑﻪ ﻋﻴﻨﻬﺎ ﻭﻻ
ﺗﺤﺰﻥ، ﻭﺃﻭﺳﻊ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻋﻠﻰ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺯﻕ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﺒﺎﺭﻛﺎ، ﻭﻓﻀﻠﻬﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ
ﺧﻠﻘﻪ.
ﺇﻻ ﺃﻥ ﺯﻭﺟﺔ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﺃﻳﻮﺏ ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﻟﻴﺎ ﺧﻀﻌﺖ ﻻﻣﺘﺤﺎﻥ ﺭﺑﺎﻧﻲ ﻓﻴﻤﺎ ﺁﺗﺎﻫﺎ ﺍﻟﻠﻪ
ﻭﺯﻭﺟﻬﺎ، ﻓﻨﺠﺤﺖ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﻣﺘﺤﺎﻥ ﺑﺘﻮﻓﻴﻖ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﺑﺮﻫﻨﺖ ﻋﻠﻰ ﺻﺪﻗﻬﺎ ﻣﻊ ﺍﻟﻠﻪ
ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ.
ﺻﺪﻳﻘﺔٌ ﺑﺎﺭﺓٌ : ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ: ﺿُﺮﺏ ﺃﻳﻮﺏ ﺑﺎﻟﺒﻼﺀ ﺛﻢ ﺍﻟﺒﻼﺀ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺒﻼﺀ
ﺑﺬﻫﺎﺏ ﺍﻷﻫﻞ ﻭﺍﻟﻤﺎﻝ، ﻭﺻﺒﺮ ﺃﻳﻮﺏ - ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ -ﻭﺻﺒﺮﺕ ﺯﻭﺟﻪ ﻟﻴﺎ ﺻﺒﺮﺍ ﺟﻤﻴﻼ،
ﻓﻘﺪ ﺗﻌﻮﺩﺕ ﺃﻥ ﺗﻜﻞ ﺃﻣﺮﻫﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ.
ﻭﻛﺎﻥ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﺃﻳﻮﺏ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻗﺪ ﺍﺑﺘﻠﻲ ﻓﻲ ﺟﺴﺪﻩ، ﻭﻣﺴﻪ ﺍﻟﻀُﺮ، ﻭﻃﺎﻝ ﺑﻼﺅﻩ
ﻭﻣﺮﺿﻪ ﺃﻳﺎﻣﺎ ﻭﺃﻋﻮﺍﻣﺎ، ﻭﻫﻮ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻛﻠﻪ ﺻﺎﺑﺮٌ ﻣﺤﺘﺴﺐ، ﺫﺍﻛﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﻟﻴﻠﻪ ﻭﻧﻬﺎﺭﻩ،
ﻭﺻﺒﺎﺣﻪ ﻭﻣﺴﺎﺋﻪ، ﻭﻓﻲ ﻛﻞ ﻭﻗﺖ، ﻃﺎﻝ ﻣﺮﺽ ﺃﻳﻮﺏ - ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ - ﺣﺘﻰ ﻛﺎﺩ ﻳﻨﻘﻄﻊ
ﻋﻨﻪ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻭﻟﻢ ﻳﺒﻖ ﺃﺣﺪٌ ﻳﺤﻨﻮ ﻋﻠﻴﻪ ﺳﻮﻯ ﻟﻴﺎ ﺯﻭﺟﻪ، ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺮﻋﻰ ﻟﻪ ﺣﻘﻪ،
ﻭﺗﻌﺮﻑ ﻗﺪﻳﻢ ﺇﺣﺴﺎﻧﻪ ﺇﻟﻴﻬﺎ، ﻭﺷﻔﻘﺘﻪ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺑﺤﺒﻮﺣﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻴﺶ،
ﻭﺑﺴﻄﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﻭﺍﻟﺠﺴﻢ.
ﻭﻗﺪ ﺃﺷﻔﻘﺖ ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﻟﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﺃﻳﻮﺏ - ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ - ﺇﺷﻔﺎﻗﺎ ﺷﺪﻳﺪﺍ ﻭﺭﺛﺖ
ﻟﺤﺎﻟﻪ، ﻓﻠﻤﺎ ﺭﺃﺕ ﺃﻥ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻃﺎﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺒﻼﺀ، ﻭﻟﻢ ﻳﺰﺩﺩ ﺇﻻ ﺷﻜﺮﺍ ﻭﺗﺴﻠﻴﻤﺎ، ﻋﻨﺪﺋﺬ
ﺗﻘﺪﻣﺖ ﻣﻨﻪ ﻭﻗﺎﻟﺖ ﻟﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﺭﻭﺍﻩ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ -ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ :- ﻳﺎ ﺃﻳﻮﺏ، ﺇﻧﻚ ﺭﺟﻞ
ﻣﺠﺎﺏ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ، ﻓﺎﺩﻉ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﻳﺸﻔﻴﻚ.
ﻓﻘﺎﻝ : ﻛﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻌﻤﺎﺀ ﺳﺒﻌﻴﻦ ﺳﻨﺔ، ﻓﺪﻋﻴﻨﺎ ﻧﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻼﺀ ﺳﺒﻌﻴﻦ ﺳﻨﺔ . ﻭﻟﻤﺎ
ﺳﻤﻌﺖ ﻟﻴﺎ ﻣﻦ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﺃﻳﻮﺏ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﻀﺢ ﺑﺎﻹﻳﻤﺎﻥ ﻭﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻢ ﻭﺍﻻﻧﻘﻴﺎﺩ ﻟﻠﻪ،
ﻭﻋﺮﻓﺖ ﺃﻧﻬﺎ ﻟﻦ ﺗﺪﺭﻙ ﻣﻨﺰﻟﺘﻪ، ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺍﺳﺘﻤﺮﺕ ﻓﻲ ﺍﻹﺣﺴﺎﻥ ﺇﻟﻴﻪ، ﻭﺣﻔﻈﺖ ﻭﺩﻩ
ﻹﻳﻤﺎﻧﻬﺎ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﺑﺮﺳﻮﻟﻪ ﺃﻳﻮﺏ، ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻛﺸﻒ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﻀّﺮ، ﻭﻣﺴﺘﻪ ﻧﻔﺤﺔ
ﺭﺑﺎﻧﻴﺔ ﻓﻌﺎﺩ ﺻﺤﻴﺤﺎ ﺳﻠﻴﻤﺎ. ﻭﻗﺪ ﺃﺛﻨﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻘﺎﻝ:﴿ ﺇِﻧَّﺎ ﻭَﺟَﺪْﻧَﺎﻩُ
ﺻَﺎﺑِﺮًﺍ ﻧِﻌْﻢَ ﺍﻟْﻌَﺒْﺪُ ﺇِﻧَّﻪُ ﺃَﻭَّﺍﺏٌ﴾ (ﺳﻮﺭﺓ ﺹ ﺁﻳﺔ .44
ﻭﺟﺎﺀ ﺍﻟﻔﺮﺝ ﺍﻹﻟﻬﻲ ﻭﺟﺎﺀﺕ ﺍﻟﻮﺻﻔﺔ ﺍﻟﻄﺒﻴﺔ ﺍﻟﺮﺑﺎﻧﻴﺔ ﻷﻳﻮﺏ؛ ﺃﻣﺎ ﺻﻔﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻮﺻﻔﺔ
ﺍﻟﺮﺑﺎﻧﻴﺔ ﻓﻤﻮﺟﻮﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻭﺍﻟﺬﻛﺮ ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: ﴿ ﺍﺭْﻛُﺾْ
ﺑِﺮِﺟْﻠِﻚَ ﻫَﺬَﺍ ﻣُﻐْﺘَﺴَﻞٌ ﺑَﺎﺭِﺩٌ ﻭَﺷَﺮَﺍﺏٌ﴾ (ﺳﻮﺭﺓ ﺹ ﺁﻳﺔ 42) ﺃﻣﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻳﻮﺏ ﺃﻥ ﻳﻀﺮﺏ
ﺑﺮﺟﻠﻪ ﺍﻷﺭﺽ، ﺍﻣﺘﺜﻞ ﺃﻳﻮﺏ ﺃﻣﺮ ﺭﺑﻪ، ﻭﻣﺲ ﺍﻷﺭﺽ، ﻓﻨﺒﻊ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻧﻘﻴﺎ ﻋﺬﺑﺎ ﻓﺮﺍﺗﺎ
ﺳﺎﺋﻐﺎ، ﻓﺸﺮﺏ ﻣﻨﻪ ﻓﺒﺮﺃ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺑﻄﻨﻪ ﻣﻦ ﺩﻗﻴﻖ ﺍﻟﺴﻘﻢ ﻭﺟﻠﻴﻠﻪ، ﻭﺍﻏﺘﺴﻞ ﻓﺒﺮﺃ
ﻣﻦ ﻇﺎﻫﺮﻩ ﺃﺗﻢّ ﺑﺮﺍﺀﺓ، ﻓﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﺮﺳﻞ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻋﻀﻮ ﺇﻻ ﻭﻳﻌﻮﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﻦ ﺃﺣﺴﻦ
ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻗﺒﻞ ﺑﺈﺫﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ، ﺃﻣﺎ ﺯﻭﺝ ﺃﻳﻮﺏ ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺃﻳﻮﺏ، ﻟﻢ
ﺗﻜﻦ ﻣﻌﻪ ﺳﺎﻋﺔ ﺍﻏﺘﺴﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎﺀ، ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻭﺻﻠﺖ ﻧﻈﺮﺕ ﺇﻟﻴﻪ، ﻓﻠﻢ ﺗﻌﺮﻓﻪ ﺑﺎﺩﺉ
ﺍﻷﻣﺮ، ﻭﻟﻤﺎ ﺃﺧﺒﺮﻫﺎ ﺑﻤﺎ ﺃﻛﺮﻣﻪ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﺑﻤﺎ ﻣﻦّ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻔﺎﺀ، ﺳﺠﺪﺕ ﺷﻜﺮﺍ ﻟﻠﻪ
ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺛﻢ ﻗﺎﻟﺖ : ﺇﻥ ﺭﺑﻲ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻗﺪﻳﺮ، ﻭﺇﻧﻪ ﻳﺤﻴﻲ ﺍﻟﻌﻈﺎﻡ ﻭﻫﻲ ﺭﻣﻴﻢ.
ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺑﺘﻼﺀ ﺍﻟﺼﻌﺐ ﺃﻛﺮﻡ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻧﺒﻴﻪ ﺃﻳﻮﺏ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭﺯﻭﺟﺘﻪ
ﻟﻴﺎ، ﻭﺭﺩّ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺎﻟﻪ، ﻭﻭﻟﺪﻩ ...
ﻣﺎ ﺍﺭﺣﻤﻚ. ﻳﺎ. ﺍﻟﻠﻪ. ﺍﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺒﺘﻠﻲ ﻟﻴﻄﻬﺮ ﻭﻳﺮﻓﻊ. ﻭﻟﻴﺲ. ﺷﺎﻧﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻲ
ﻟﻴﻌﺬﺏ ﺣﺎﺷﺎ ﻟﻠﻪ ﺍﻧﻤﺎ ﺍﻟﺒﻼﺀ. ﻟﺮﻓﻊ ﺩﺭﺟﺎﺕ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ...
ﺭﺳﺎﻟﺔ ﻟﻨﺎ ﺟﻤﻴﻌﺎ. ﺍﻳﺎﻛﻢ ﺍﻥ ﺗﺴﻲ ﻇﻨﻮﻧﻜﻢ ﺑﺮﺑﻜﻢ ﻭﻧﺤﻦ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺑﺎﺀ ﻛﺜﺮ
ﺍﻟﻤﺮﺟﻔﻮﻥ ﻭﺍﻟﻤﺤﺒﻄﻮﻥ ﺍﻳﺎﻛﻢ ﺍﻥ ﺗﻈﻨﻮﺍ .ﺑﺎﻟﻠﻪ . ﺷﺮﺍ. ﺍﻟﻠﻪ ﻏﻨﻲ ﻋﻦ ﻋﺬﺍﺑﻨﺎ. ﺍﻧﻤﺎ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﻮﺑﺎﺀ ﺳﻨﻦ ﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﻟﻴﻤﻴﺰ ﺍﻟﺨﺒﻴﺚ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻴﺐ.
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺍﺭﻓﻊ ﻋﻨﺎ ﺍﻟﻮﺑﺎ ﺀ ﻳﺎﺭﺏ .
رد: ... ﻣﻦ ﻋﻈﻤﺎﺀ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ليا بنت يعقوب
يعـطيك العــآفية
ولآ عـدمنآ تميز انآملك الذهبية
دمت ودآم بحـر عطآئك بمآ يطرح متميزآ
بإنتظآر القآدم بشووق
فلآ تحــرمنآ من جديد تميزك
اللهم صلي وسلم علي سيدنا محمدوعلي اله وصحبه وسلم
مواضيع مماثلة
» ﺇﺍﺫﺍ ﺗﻨﺎﺯﻝ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﺿﺎﻋﺖ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ
» يعقوب بن أسحاق بن زيد أبو محمد الخضرمى
» ﻟﻮ ﺗﺴﺄﻟﻮﻧﻲ ﻋﻦ ﺍﻣﻮﺭ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ
» محمد حسين يعقوب
» ﻷﺟﻞ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻟﻴﻨﺎ ﻳﻌﻘﻮﺏ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﺍﻟﻮﻻﺓ
» يعقوب بن أسحاق بن زيد أبو محمد الخضرمى
» ﻟﻮ ﺗﺴﺄﻟﻮﻧﻲ ﻋﻦ ﺍﻣﻮﺭ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ
» محمد حسين يعقوب
» ﻷﺟﻞ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻟﻴﻨﺎ ﻳﻌﻘﻮﺏ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﺍﻟﻮﻻﺓ
صفحة 2 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدىق