بحـث
المواضيع الأخيرة
» شركة باعظيم التجاريةمن طرف doaausef3i أمس في 21:37
» شراء اغراض مستعملة بالكويت وغرف نوم باعلى سعر - الدليل
من طرف nadya أمس في 16:09
» شراء اثاث مستعمل الجهراء - بأعلى سعر - الدليل
من طرف nadya أمس في 15:51
» تركيب مخيمات الكويت - جودة عالية خصم 20 %- الدليل
من طرف nadya أمس في 15:32
» شراء اثاث مستعمل الكويت - بأعلى سعر - الدليل
من طرف nadya أمس في 15:12
» موبي برايس ماركات الموبايلات
من طرف omnia أمس في 13:04
» كراتين للبيع بالكويت- افضل انواع الكراتين
من طرف omnia أمس في 12:39
» افضل شركة نقل عفش بالكويت
من طرف omnia أمس في 12:27
» افضل شركة شراء اثاث مستعمل بالكويت
من طرف omnia أمس في 12:16
» شركة تنظيف اثاث بالرياض - خصم 30% - اطلب مهني
من طرف omnia أمس في 12:06
أفضل 10 فاتحي مواضيع
قسي وبس2 | ||||
خالد فكري | ||||
ندا عمر | ||||
nadya | ||||
omnia | ||||
moslema_r | ||||
مارينا مايكل | ||||
ندا عصام | ||||
سيرين سعيد | ||||
رضوي سعيد |
المشاركات التي حصلت على أكثر ردود أفعال في الشهر
خادم Discord
| |
ﺩﻓﺎﻉ ﻋﻦ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ( 2 )
صفحة 2 من اصل 1 • شاطر
ﺩﻓﺎﻉ ﻋﻦ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ( 2 )
ﺩﻓﺎﻉ ﻋﻦ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ( 2 )
-----------------------------------------------
ﻣﻜﺚ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻼﻓﺔ ﺃﺯﻳﺪ ﻣﻦ ﻋﺸﺮ ﺳﻨﻮﺍﺕ، ﻓﺘﺢ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻳﻪ ﻣﺸﺎﺭﻕ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﻣﻐﺎﺭﺑﻬﺎ، ﻭﺩﺧﻠﺖ ﺍﻟﻘﺪﺱ ﻓﻲ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ ، ﻭﺍﻧﺘﺸﺮ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻓﻲ ﺍﻹﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﺮﻭﻣﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﻹﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﻔﺎﺭﺳﻴﺔ ، ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﺑﻌﺾ ﺃﺗﺒﺎﻋﻬﺎ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻳﺘﻮﻗﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺮﺟﻮﻉ ﺇﻟﻴﻬﺎ ، ﻓﻬﻢ ﻳﻌﻤﻠﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺗﺸﻮﻳﻪ ﺳﻤﻌﺔ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻋﻤﺮ - ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ - ﺍﻟﺬﻱ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺑﺎﻹﺳﻼﻡ ﺑﺴﺒﺒﻪ ﻳﻮﻡ ﻓﺘﺢ ﻓﺎﺭﺱ ﻭﻧﺸﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﻧﻮﺭ ﺍﻟﻬﺪﺍﻳﺔ . ﻓﻜﺎﻥ - ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ - ﻓﻌﻼ، ﻋﺒﻘﺮﻳﺎ، ﻛﻤﺎ ﻧﻌﺘﻪ ﺍﻟﻨﺒﻲ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ .
ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﻋﻈﻢ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﻣﻜﻨﺖ ﻟﻺﺳﻼﻡ ﻓﻲ ﻋﻬﺪﻩ ، ﺃﻥ ﻛﺎﻥ ﻣﺘﻮﺍﺿﻌﺎ ﻋﺎﺩﻻ، ﻣﺴﺘﺤﻀﺮﺍ ﻟﻶﺧﺮﺓ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺻﻐﻴﺮﺓ ﻭﻛﺒﻴﺮﺓ، ﺑﻤﺎ ﻳﺴﻤﻰ ( ﺑﻔﻘﻪ ﺍﻟﻘﺪﻭﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ) ﺣﺘﻰ ﻗﺎﻝ " : ﻳﺎ ﻟﻴﺖ ﺃﻡ ﻋﻤﺮ ﻟﻢ ﺗﻠﺪ ﻋﻤﺮ " ﻟﻢ ﻳﻐﺮﻩ ﺑﺮﻳﻖ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ، ﻭﻟﻢ ﺗﺴﺘﻔﺰﻩ ﻧﺸﻮﺓ ﺍﻟﺤﻜﻢ، ﻭﻟﻢ ﻳﺒﺪﺩ ﻣﺎﻝ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻋﺎﺕ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻨﺎﻓﻌﺔ ، ﻭﻻ ﻓﻲ ﺗﻮﺯﻳﻊ ﺣﻘﺎﺋﺐ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻻ ﻳﺴﺘﺤﻘﻬﺎ ، ﻭﻻ ﻓﻲ ﻧﺜﺮ ﺍﻟﻌﻼﻭﺍﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺮﺍﺑﺔ ﻭﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻮﺟﺎﻫﺔ
ﺑﻞ ﻛﺎﻥ ﻫﻤﻪ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﺇﺳﻌﺎﺩ ﺍﻟﺮﻋﻴﺔ، ﻭﺍﻟﺤﻜﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺎﻟﻌﺪﻝ، ﻭﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﻮﻇﻴﻔﺔ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﻳﺨﺪﻡ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻤﻮﻇﻒ ﺍﻟﺮﻋﻴﺔ ، ﻭﻻ ﻳﺠﻌﻠﻬﺎ ﻣﻄﻴﺔ ﻳﺨﺪﻡ ﺑﻬﺎ ﻧﻔﺴﻪ
ﻭﺇﻻ ﺍﺳﺘﺤﺎﻟﺖ ﻓﺴﺎﺩﺍ ﻣﺎﻟﻴﺎ . ﻧﻌﻢ، ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﺃﺳﺎﺱ ﻛﻞ ﺗﺨﻠﻒ . ﻭﻟﺬﻟﻚ ﺍﺗﻔﻘﺖ ﺍﻟﻌﻘﻮﻝ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺍﻟﻤﻌﺎﺟﻢ ﻭﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ، ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﻫﻮ
" ﺍﻧﺤﺮﺍﻑُ ﺃﻭ ﺗﺪﻣﻴﺮُ ﺍﻟﻨﺰﺍﻫﺔ ﻓﻲ ﺃﺩﺍﺀ ﺍﻟﻮﻇﺎﺋﻒ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ، ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺮﺷﻮﺓ ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﺑﺎﺓ ." ﺃﻭ ﻫﻮ " : ﻛﻞ ﻋﻤﻞ ﻳﺘﻀﻤﻦ ﺳﻮﺀ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻟﻤﻨﺼﺐ ﺍﻟﻌﺎﻡ ، ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺫﺍﺗﻴﺔ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﺃﻭ ﺟﻤﺎﻋﺘﻪ ." ﺃﻭ ﻫﻮ " : ﺇﺳﺎﺀﺓ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﺍﻟﻮﻇﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻜﺴﺐ ﺍﻟﺨﺎﺹ ."
ﻓﻬﻢ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻋﻤﺮ - ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ - ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻌﺎﻧﻲ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﻨﻈﺮ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﻴﻦ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ، ﻓﻘﺎﻃﻊ ﻛﻞ ﻗﻮﻝ ، ﻗﻮﻝُ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ﴿ ﻭَﻟَﺎ ﺗُﻔْﺴِﺪُﻭﺍ ﻓِﻲ ﺍﻟْﺄَﺭْﺽِ ﺑَﻌْﺪَ ﺇِﺻْﻠَﺎﺣِﻬَﺎ ﺫَﻟِﻜُﻢْ ﺧَﻴْﺮٌ ﻟَﻜُﻢْ ﺇِﻥْ ﻛُﻨْﺘُﻢْ ﻣُﺆْﻣِﻨِﻴﻦَ ﴾ ﻓﺠﻌﻞ ﺍﻟﺸﻔﺎﻓﻴﺔ ﻣﺒﺪﺀً ﺣﻘﻴﻘﻴﺎ ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﺳﺒﺔ ﺇﺟﺮﺍﺀ ﻋﻤﻠﻴﺎ . ﻗﺎﻝ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﺮﻗﻴﻦ " : ﺇﻥ ﺣﻴﺎﺓ ﻋﻤﺮ ﻻ ﺗﺘﻄﻠﺐ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻹﻇﻬﺎﺭ ﻣﻼﻣﺤﻬﺎ، ﺍﻟﺒﺴﺎﻃﺔُ ﻭﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﻛﺎﻧﺎ ﻣﺒﺎﺩﺋﻪ ﺍﻟﺘﻮﺟﻴﻬﻴﺔ ."
ﻭﻧﻘﻞ ﺍﺑﻦ ﻋﺴﺎﻛﺮ ﻓﻲ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺩﻣﺸﻖ ﻗﻮﻟﺔ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻋﻤﺮ ﺍﻟﺒﻠﻴﻐﺔ ، ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺷﻌﺎﺭ ﻛﻞ ﻣﺴﺆﻭﻝ ﻋﻔﻴﻒ " : ﺇﻧﻲ ﺃﻧﺰﻟﺖ ﻧﻔﺴﻲ ﻣﻦ ﻣﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻤﻨﺰﻟﺔ ﻭﻟﻲ ﺍﻟﻴﺘﻴﻢ
ﺇﻥ ﺍﺳﺘﻐﻨﻴﺖ ﺍﺳﺘﻌﻔﻔﺖ، ﻭﺇﻥ ﺍﺣﺘﺠﺖ ﺃﺧﺬﺕ ﻣﻨﻪ ﺑﺎﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ، ﻓﺈﺫﺍ ﺃﻳﺴﺮﺕ ﻗﻀﻴﺖ ."
ﻭﻣﻨﺬ ﺃﻥ ﺗﻮﻟﻰ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻋﻤﻞ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻭﺍﻟﺘﺴﻴﻴﺮ، ﻭﻗﻊ ﻋﻘﺪﺍ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﻦ ﻭﺳﺎﺋﺮ ﺍﻟﺮﻋﻴﺔ ، ﻳﻀﻤﻦ ﺣﻘﻮﻗﻬﻢ ﺍﻟﻤﺎﺩﻳﺔ، ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺠﺰﻫﻢ ﻋﻦ ﺃﻥ ﻳﻨﻈﺮ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﻣﺎﻝ ﻏﻴﺮﻩ ﺑﻌﻴﻦ ﺍﻟﻄﻤﻊ ﻭﺍﻟﺠﺸﻊ ﻓﻘﺎﻝ :
" ﻟﻜﻢ ﻋﻠﻲ ﺃﻥ ﻻ ﺃﺟﺘﺒﻲ ﺷﻴﺌًﺎ ﻣﻦ ﺧﺮﺍﺟﻜﻢ ، ﻭﻻ ﻣﻤﺎ ﺃﻓﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺇﻻ ﻓﻲ ﻭﺟﻬﻪ ، ﻭﻟﻜﻢ ﻋﻠﻲّ ﺇﺫﺍ ﻭﻗﻊ ﻓﻲ ﻳﺪﻱ ﺃﻻ ﻳﺨﺮﺝ ﻣﻨﻲ ﺇﻻ ﻓﻲ ﺣﻘﻪ .. ﻭﻟﻜﻢ ﻋﻠﻲّ ﺃﻥ ﺃﺯﻳﺪ ﻋﻄﺎﻳﺎﻛﻢ ﻭﺃﺭﺯﺍﻗﻜﻢ ﺇﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ، ﻭﺃﺳُﺪّ ﺛﻐﻮﺭﻛﻢ .. ﻭﺇﺫﺍ ﻏﺒﺘﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻌﻮﺙ ﻓﺄﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻌﻴﺎﻝ ﺣﺘﻰ ﺗﺮﺟﻌﻮﺍ ﺇﻟﻴﻬﻢ ، ﻓﺎﺗﻘﻮﺍ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺒﺎﺩ ﺍﻟﻠﻪ ، ﻭﺃﻋﻴﻨﻮﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻔﺴﻜﻢ ﺑﻜﻔﻬﺎ ﻋﻨﻲ ، ﻭﺃﻋﻴﻨﻮﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻲ ﺑﺎﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﻭﺍﻟﻨﻬﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻨﻜﺮ ﻭﺇﺣﻀﺎﺭﻱ ﺍﻟﻨﺼﻴﺤﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻭَﻻَّﻧﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺃﻣﺮﻛﻢ ."
ﻛﺎﻥ - ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ - ﻳﺠﻤﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻮﺍﺳﻢ ﻋﻤﺎﻟﻪ ﻣﻊ ﺍﻟﺮﻋﻴﺔ ﻭﺟﻬﺎ ﻟﻮﺟﻪ ﻭﻳﻘﻮﻝ " : ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﺇﻧﻲ ﻟﻢ ﺃﺑﻌﺚ ﻋﻤﺎﻟﻲ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻟﻴﺼﻴﺒﻮﺍ ﻣﻦ ﺃﺑﺸﺎﺭﻛﻢ ( ﻟﻴﻌﺘﺪﻭﺍ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺑﺎﻟﻀﺮﺏ ﻭﻧﺤﻮﻩ ) ، ﻭﻻ ﻣﻦ ﺃﻣﻮﺍﻟﻜﻢ ، ﺇﻧﻤﺎ ﺑﻌﺜﺘﻬﻢ ﻟﻴﺤﺠﺰﻭﺍ ﺑﻴﻨﻜﻢ ، ﻭﻟﻴﻘﺴﻤﻮﺍ ﻓﻴﺌﻜﻢ ﺑﻴﻨﻜﻢ ، ﻓﻤﻦ ﻓُﻌﻞ ﺑﻪ ﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﻓﻠﻴﻘﻢ ، ﻓﻤﺎ ﻗﺎﻡ ﺃﺣﺪ ﺇﻻ ﺭﺟﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻗﺎﻡ ﻓﻘﺎﻝ : ﻳﺎ ﺃﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ، ﺇﻥ ﻋﺎﻣﻠﻚ ﺿﺮﺑﻨﻲ ﻣﺎﺋﺔ ﺳﻮﻁ . ﻗﺎﻝ : ﻓﻴﻢ ﺿﺮﺑﺘﻪ ؟ ﻗﻢ ﻓﺎﻗﺘﺺ ﻣﻨﻪ، ﻓﻜﺎﺩ ﺃﻥ ﻳﻔﻌﻞ ﻟﻮﻻ ﺃﻥ ﺍﻗﺘﺮﺡ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﺍﻟﻌﺎﺹ - ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ - ﺍﺳﺘﺮﺿﺎﺀ ﺍﻟﻤﻈﻠﻮﻡ ﺑﻤﺎﺋﺘﻲ ﺩﻳﻨﺎﺭ .
ﻗﺎﻝ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻋﻤﺮ - ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ " :- ﻭﻟﺴﺖ ﺃﺩﻉ ﺃﺣﺪًﺍ ﻳﻈﻠﻢ ﺃﺣﺪًﺍ، ﺃﻭ ﻳﺘﻌﺪﻯ ﻋﻠﻴﻪ، ﺣﺘﻰ ﺃﺿﻊ ﺧﺪّﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ، ﻭﺃﺿﻊ ﻗﺪﻣِﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﺪ ﺍﻵﺧﺮ، ﺣﺘﻰ ﻳﺬﻋﻦ ﻟﻠﺤﻖ ."
ﻛﺎﻥ ﻳﺨﺘﺎﺭ - ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ - ﻟﻠﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻷﻗﻮﻯ ﻭﺍﻷﻟﻴﻖ، ﻭﺍﻷﻧﻔﻊ ﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ . ﻓﻘﺪ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻄﺒﺮﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ، ﺃﻥ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ - ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ - ﻋﺰﻝ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﺷﺮﺣﺒﻴﻞ ﺑﻦَ ﺣﺴﻨﺔ، ﻭﻋﻴﻦ ﺑﺪﻟﻪ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ . ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﺷﺮﺣﺒﻴﻞ : ﺃﻋﻦ ﺳﺨﻄﺔ ﻋﺰﻟﺘﻨﻲ ﻳﺎ ﺃﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ؟ ﻗﺎﻝ : ﻻ، ﺇﻧﻚَ ﻟَﻜَﻤَﺎ ﺃُﺣِﺐ ﻭﻟﻜﻨﻲ ﺃﺭﻳﺪ ﺭﺟﻠًﺎ ﺃﻗﻮﻯ ﻣﻦ ﺭﺟﻞ ."
ﻭﻛﺎﻥ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻳﺮﺍﻋﻲ ﻓﻲ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﻦ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﺎﻟﺪﻳﻦ، ﻭﺍﻟﻮﺭﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ . ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻄﺒﺮﻱ " : ﺇﻥ ﺃﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ، ﻛﺎﻥ ﺇﺫﺍ ﺍﺟﺘﻤﻊ ﺇﻟﻴﻪ ﺟﻴﺶ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ، ﺃﻣّﺮ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺭﺟﻠًﺎ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﻭﺍﻟﻌﻠﻢ ."
ﻭﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻳﺒﻄﻞ ﺍﻟﻌﺠﺐ ﻣﻤﺎ ﻳﺠﺮﻱ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻣﻦ ﺍﻋﺘﺪﺍﺀﺍﺕ ﻭﺍﻧﺘﻬﺎﻛﺎﺕ ﻓﻲ ﺻﻔﻮﻑ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ﺍﻷﺑﺮﻳﺎﺀ، ﺣﻴﺚ ﻳﺘﻮﻟﻰ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻣﻦ ﻻ ﺩﻳﻦ ﻟﻪ، ﻭﻻ ﺃﻣﺎﻧﺔ ﻭﻻ ﺧﻠﻖ ﻟﻪ، ﻭﻻ ﻋﻠﻢ ﺑﺎﻟﺸﺮﻉ ﻟﻪ .
ﻭﻛﺎﻥ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻳﺨﺘﺎﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﻦ ﺍﻷﻋﺮﻑ ﺑﺄﺣﻮﺍﻝ ﺍﻟﺮﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻬﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﻠﻒ ﻓﻴﻬﺎ ، ﺣﺘﻰ ﻳﺮﺍﻋﻲ ﺍﻟﺨﺼﺎﺋﺺ ، ﻭﺍﻟﻄﺒﺎﻉ، ﻭﺍﻟﻌﺎﺩﺍﺕ ، ﻭﺍﻷﻋﺮﺍﻑ . ﻓﻘﺪ ﻋُﺮﻑ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﻨﻬﻰ ﻋﻦ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﺭﺟﻞ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻮﺑﺮ ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻤﺪﺭ
ﺃﻱ : ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﺎﺩﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﻜﺲ، ﺧﻮﻓﺎ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺟﺎﻫﻼ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻄﺒﺎﻉ ﻭﺍﻷﻋﺮﺍﻑ ، ﻓﺘﻬﺪﺭ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ، ﻭﻳﺨﺘﻞ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ .
ﻭﻣﻊ ﺍﺷﺘﺮﺍﻁ ﺟﺪﻳﺔ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻝ، ﻭﻗﻮﺗﻪ ﻓﻲ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ، ﻛﺎﻥ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻋﻤﺮ ﻳﺸﺘﺮﻁ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺭﺣﻴﻤﺎ ﺑﺎﻟﺮﻋﻴﺔ، ﺷﻔﻮﻗﺎ ﻋﻠﻴﻬﻢ . ﻓﻘﺪ ﻛﺘﺐ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻋﻤﺮ ﻟﺮﺟﻞ ﻣﻦ ﺑﻨﻲ ﺃﺳﻠﻢ ﻛﺘﺎﺑًﺎ ﻳﺴﺘﻌﻤﻠﻪ ﺑﻪ، ﻓﺪﺧﻞ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻋﻠﻰ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻋﻤﺮ، ﻭﺑﻌﺾ ﺃﻭﻻﺩ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻋﻤﺮ ﻓﻲ ﺣﺠﺮ ﺃﺑﻴﻬﻢ ﻳُﻘﺒّﻠﻬﻢ . ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺮﺟﻞ : ﺗﻔﻌﻞ ﻫﺬﺍ ﻳﺎ ﺃﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ؟ ﻓﻮﺍﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﻗﺒَّﻠﺖُ ﻭﻟﺪًﺍ ﻟﻲ ﻗﻂ . ﻓﻘﺎﻝ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻋﻤﺮ : ﻓﺄﻧﺖ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺑﺎﻟﻨﺎﺱ ﺃﻗﻞ ﺭﺣﻤﺔ، ﻻ ﺗﻌﻤﻞ ﻟﻲ ﻋﻤﻠًﺎ . ﻭﺭﺩﻩ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻋﻤﺮ ﻭﻟﻢ ﻳﺴﺘﻌﻤﻠﻪ
-----------------------------------------------
ﻣﻜﺚ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻼﻓﺔ ﺃﺯﻳﺪ ﻣﻦ ﻋﺸﺮ ﺳﻨﻮﺍﺕ، ﻓﺘﺢ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻳﻪ ﻣﺸﺎﺭﻕ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﻣﻐﺎﺭﺑﻬﺎ، ﻭﺩﺧﻠﺖ ﺍﻟﻘﺪﺱ ﻓﻲ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ ، ﻭﺍﻧﺘﺸﺮ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻓﻲ ﺍﻹﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﺮﻭﻣﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﻹﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﻔﺎﺭﺳﻴﺔ ، ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﺑﻌﺾ ﺃﺗﺒﺎﻋﻬﺎ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻳﺘﻮﻗﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺮﺟﻮﻉ ﺇﻟﻴﻬﺎ ، ﻓﻬﻢ ﻳﻌﻤﻠﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺗﺸﻮﻳﻪ ﺳﻤﻌﺔ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻋﻤﺮ - ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ - ﺍﻟﺬﻱ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺑﺎﻹﺳﻼﻡ ﺑﺴﺒﺒﻪ ﻳﻮﻡ ﻓﺘﺢ ﻓﺎﺭﺱ ﻭﻧﺸﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﻧﻮﺭ ﺍﻟﻬﺪﺍﻳﺔ . ﻓﻜﺎﻥ - ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ - ﻓﻌﻼ، ﻋﺒﻘﺮﻳﺎ، ﻛﻤﺎ ﻧﻌﺘﻪ ﺍﻟﻨﺒﻲ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ .
ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﻋﻈﻢ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﻣﻜﻨﺖ ﻟﻺﺳﻼﻡ ﻓﻲ ﻋﻬﺪﻩ ، ﺃﻥ ﻛﺎﻥ ﻣﺘﻮﺍﺿﻌﺎ ﻋﺎﺩﻻ، ﻣﺴﺘﺤﻀﺮﺍ ﻟﻶﺧﺮﺓ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺻﻐﻴﺮﺓ ﻭﻛﺒﻴﺮﺓ، ﺑﻤﺎ ﻳﺴﻤﻰ ( ﺑﻔﻘﻪ ﺍﻟﻘﺪﻭﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ) ﺣﺘﻰ ﻗﺎﻝ " : ﻳﺎ ﻟﻴﺖ ﺃﻡ ﻋﻤﺮ ﻟﻢ ﺗﻠﺪ ﻋﻤﺮ " ﻟﻢ ﻳﻐﺮﻩ ﺑﺮﻳﻖ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ، ﻭﻟﻢ ﺗﺴﺘﻔﺰﻩ ﻧﺸﻮﺓ ﺍﻟﺤﻜﻢ، ﻭﻟﻢ ﻳﺒﺪﺩ ﻣﺎﻝ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻋﺎﺕ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻨﺎﻓﻌﺔ ، ﻭﻻ ﻓﻲ ﺗﻮﺯﻳﻊ ﺣﻘﺎﺋﺐ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻻ ﻳﺴﺘﺤﻘﻬﺎ ، ﻭﻻ ﻓﻲ ﻧﺜﺮ ﺍﻟﻌﻼﻭﺍﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺮﺍﺑﺔ ﻭﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻮﺟﺎﻫﺔ
ﺑﻞ ﻛﺎﻥ ﻫﻤﻪ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﺇﺳﻌﺎﺩ ﺍﻟﺮﻋﻴﺔ، ﻭﺍﻟﺤﻜﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺎﻟﻌﺪﻝ، ﻭﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﻮﻇﻴﻔﺔ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﻳﺨﺪﻡ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻤﻮﻇﻒ ﺍﻟﺮﻋﻴﺔ ، ﻭﻻ ﻳﺠﻌﻠﻬﺎ ﻣﻄﻴﺔ ﻳﺨﺪﻡ ﺑﻬﺎ ﻧﻔﺴﻪ
ﻭﺇﻻ ﺍﺳﺘﺤﺎﻟﺖ ﻓﺴﺎﺩﺍ ﻣﺎﻟﻴﺎ . ﻧﻌﻢ، ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﺃﺳﺎﺱ ﻛﻞ ﺗﺨﻠﻒ . ﻭﻟﺬﻟﻚ ﺍﺗﻔﻘﺖ ﺍﻟﻌﻘﻮﻝ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺍﻟﻤﻌﺎﺟﻢ ﻭﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ، ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﻫﻮ
" ﺍﻧﺤﺮﺍﻑُ ﺃﻭ ﺗﺪﻣﻴﺮُ ﺍﻟﻨﺰﺍﻫﺔ ﻓﻲ ﺃﺩﺍﺀ ﺍﻟﻮﻇﺎﺋﻒ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ، ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺮﺷﻮﺓ ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﺑﺎﺓ ." ﺃﻭ ﻫﻮ " : ﻛﻞ ﻋﻤﻞ ﻳﺘﻀﻤﻦ ﺳﻮﺀ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻟﻤﻨﺼﺐ ﺍﻟﻌﺎﻡ ، ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺫﺍﺗﻴﺔ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﺃﻭ ﺟﻤﺎﻋﺘﻪ ." ﺃﻭ ﻫﻮ " : ﺇﺳﺎﺀﺓ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﺍﻟﻮﻇﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻜﺴﺐ ﺍﻟﺨﺎﺹ ."
ﻓﻬﻢ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻋﻤﺮ - ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ - ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻌﺎﻧﻲ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﻨﻈﺮ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﻴﻦ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ، ﻓﻘﺎﻃﻊ ﻛﻞ ﻗﻮﻝ ، ﻗﻮﻝُ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ﴿ ﻭَﻟَﺎ ﺗُﻔْﺴِﺪُﻭﺍ ﻓِﻲ ﺍﻟْﺄَﺭْﺽِ ﺑَﻌْﺪَ ﺇِﺻْﻠَﺎﺣِﻬَﺎ ﺫَﻟِﻜُﻢْ ﺧَﻴْﺮٌ ﻟَﻜُﻢْ ﺇِﻥْ ﻛُﻨْﺘُﻢْ ﻣُﺆْﻣِﻨِﻴﻦَ ﴾ ﻓﺠﻌﻞ ﺍﻟﺸﻔﺎﻓﻴﺔ ﻣﺒﺪﺀً ﺣﻘﻴﻘﻴﺎ ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﺳﺒﺔ ﺇﺟﺮﺍﺀ ﻋﻤﻠﻴﺎ . ﻗﺎﻝ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﺮﻗﻴﻦ " : ﺇﻥ ﺣﻴﺎﺓ ﻋﻤﺮ ﻻ ﺗﺘﻄﻠﺐ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻹﻇﻬﺎﺭ ﻣﻼﻣﺤﻬﺎ، ﺍﻟﺒﺴﺎﻃﺔُ ﻭﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﻛﺎﻧﺎ ﻣﺒﺎﺩﺋﻪ ﺍﻟﺘﻮﺟﻴﻬﻴﺔ ."
ﻭﻧﻘﻞ ﺍﺑﻦ ﻋﺴﺎﻛﺮ ﻓﻲ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺩﻣﺸﻖ ﻗﻮﻟﺔ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻋﻤﺮ ﺍﻟﺒﻠﻴﻐﺔ ، ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺷﻌﺎﺭ ﻛﻞ ﻣﺴﺆﻭﻝ ﻋﻔﻴﻒ " : ﺇﻧﻲ ﺃﻧﺰﻟﺖ ﻧﻔﺴﻲ ﻣﻦ ﻣﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻤﻨﺰﻟﺔ ﻭﻟﻲ ﺍﻟﻴﺘﻴﻢ
ﺇﻥ ﺍﺳﺘﻐﻨﻴﺖ ﺍﺳﺘﻌﻔﻔﺖ، ﻭﺇﻥ ﺍﺣﺘﺠﺖ ﺃﺧﺬﺕ ﻣﻨﻪ ﺑﺎﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ، ﻓﺈﺫﺍ ﺃﻳﺴﺮﺕ ﻗﻀﻴﺖ ."
ﻭﻣﻨﺬ ﺃﻥ ﺗﻮﻟﻰ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻋﻤﻞ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻭﺍﻟﺘﺴﻴﻴﺮ، ﻭﻗﻊ ﻋﻘﺪﺍ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﻦ ﻭﺳﺎﺋﺮ ﺍﻟﺮﻋﻴﺔ ، ﻳﻀﻤﻦ ﺣﻘﻮﻗﻬﻢ ﺍﻟﻤﺎﺩﻳﺔ، ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺠﺰﻫﻢ ﻋﻦ ﺃﻥ ﻳﻨﻈﺮ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﻣﺎﻝ ﻏﻴﺮﻩ ﺑﻌﻴﻦ ﺍﻟﻄﻤﻊ ﻭﺍﻟﺠﺸﻊ ﻓﻘﺎﻝ :
" ﻟﻜﻢ ﻋﻠﻲ ﺃﻥ ﻻ ﺃﺟﺘﺒﻲ ﺷﻴﺌًﺎ ﻣﻦ ﺧﺮﺍﺟﻜﻢ ، ﻭﻻ ﻣﻤﺎ ﺃﻓﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺇﻻ ﻓﻲ ﻭﺟﻬﻪ ، ﻭﻟﻜﻢ ﻋﻠﻲّ ﺇﺫﺍ ﻭﻗﻊ ﻓﻲ ﻳﺪﻱ ﺃﻻ ﻳﺨﺮﺝ ﻣﻨﻲ ﺇﻻ ﻓﻲ ﺣﻘﻪ .. ﻭﻟﻜﻢ ﻋﻠﻲّ ﺃﻥ ﺃﺯﻳﺪ ﻋﻄﺎﻳﺎﻛﻢ ﻭﺃﺭﺯﺍﻗﻜﻢ ﺇﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ، ﻭﺃﺳُﺪّ ﺛﻐﻮﺭﻛﻢ .. ﻭﺇﺫﺍ ﻏﺒﺘﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻌﻮﺙ ﻓﺄﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻌﻴﺎﻝ ﺣﺘﻰ ﺗﺮﺟﻌﻮﺍ ﺇﻟﻴﻬﻢ ، ﻓﺎﺗﻘﻮﺍ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺒﺎﺩ ﺍﻟﻠﻪ ، ﻭﺃﻋﻴﻨﻮﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻔﺴﻜﻢ ﺑﻜﻔﻬﺎ ﻋﻨﻲ ، ﻭﺃﻋﻴﻨﻮﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻲ ﺑﺎﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﻭﺍﻟﻨﻬﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻨﻜﺮ ﻭﺇﺣﻀﺎﺭﻱ ﺍﻟﻨﺼﻴﺤﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻭَﻻَّﻧﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺃﻣﺮﻛﻢ ."
ﻛﺎﻥ - ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ - ﻳﺠﻤﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻮﺍﺳﻢ ﻋﻤﺎﻟﻪ ﻣﻊ ﺍﻟﺮﻋﻴﺔ ﻭﺟﻬﺎ ﻟﻮﺟﻪ ﻭﻳﻘﻮﻝ " : ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﺇﻧﻲ ﻟﻢ ﺃﺑﻌﺚ ﻋﻤﺎﻟﻲ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻟﻴﺼﻴﺒﻮﺍ ﻣﻦ ﺃﺑﺸﺎﺭﻛﻢ ( ﻟﻴﻌﺘﺪﻭﺍ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺑﺎﻟﻀﺮﺏ ﻭﻧﺤﻮﻩ ) ، ﻭﻻ ﻣﻦ ﺃﻣﻮﺍﻟﻜﻢ ، ﺇﻧﻤﺎ ﺑﻌﺜﺘﻬﻢ ﻟﻴﺤﺠﺰﻭﺍ ﺑﻴﻨﻜﻢ ، ﻭﻟﻴﻘﺴﻤﻮﺍ ﻓﻴﺌﻜﻢ ﺑﻴﻨﻜﻢ ، ﻓﻤﻦ ﻓُﻌﻞ ﺑﻪ ﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﻓﻠﻴﻘﻢ ، ﻓﻤﺎ ﻗﺎﻡ ﺃﺣﺪ ﺇﻻ ﺭﺟﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻗﺎﻡ ﻓﻘﺎﻝ : ﻳﺎ ﺃﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ، ﺇﻥ ﻋﺎﻣﻠﻚ ﺿﺮﺑﻨﻲ ﻣﺎﺋﺔ ﺳﻮﻁ . ﻗﺎﻝ : ﻓﻴﻢ ﺿﺮﺑﺘﻪ ؟ ﻗﻢ ﻓﺎﻗﺘﺺ ﻣﻨﻪ، ﻓﻜﺎﺩ ﺃﻥ ﻳﻔﻌﻞ ﻟﻮﻻ ﺃﻥ ﺍﻗﺘﺮﺡ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﺍﻟﻌﺎﺹ - ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ - ﺍﺳﺘﺮﺿﺎﺀ ﺍﻟﻤﻈﻠﻮﻡ ﺑﻤﺎﺋﺘﻲ ﺩﻳﻨﺎﺭ .
ﻗﺎﻝ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻋﻤﺮ - ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ " :- ﻭﻟﺴﺖ ﺃﺩﻉ ﺃﺣﺪًﺍ ﻳﻈﻠﻢ ﺃﺣﺪًﺍ، ﺃﻭ ﻳﺘﻌﺪﻯ ﻋﻠﻴﻪ، ﺣﺘﻰ ﺃﺿﻊ ﺧﺪّﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ، ﻭﺃﺿﻊ ﻗﺪﻣِﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﺪ ﺍﻵﺧﺮ، ﺣﺘﻰ ﻳﺬﻋﻦ ﻟﻠﺤﻖ ."
ﻛﺎﻥ ﻳﺨﺘﺎﺭ - ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ - ﻟﻠﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻷﻗﻮﻯ ﻭﺍﻷﻟﻴﻖ، ﻭﺍﻷﻧﻔﻊ ﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ . ﻓﻘﺪ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻄﺒﺮﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ، ﺃﻥ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ - ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ - ﻋﺰﻝ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﺷﺮﺣﺒﻴﻞ ﺑﻦَ ﺣﺴﻨﺔ، ﻭﻋﻴﻦ ﺑﺪﻟﻪ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ . ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﺷﺮﺣﺒﻴﻞ : ﺃﻋﻦ ﺳﺨﻄﺔ ﻋﺰﻟﺘﻨﻲ ﻳﺎ ﺃﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ؟ ﻗﺎﻝ : ﻻ، ﺇﻧﻚَ ﻟَﻜَﻤَﺎ ﺃُﺣِﺐ ﻭﻟﻜﻨﻲ ﺃﺭﻳﺪ ﺭﺟﻠًﺎ ﺃﻗﻮﻯ ﻣﻦ ﺭﺟﻞ ."
ﻭﻛﺎﻥ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻳﺮﺍﻋﻲ ﻓﻲ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﻦ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﺎﻟﺪﻳﻦ، ﻭﺍﻟﻮﺭﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ . ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻄﺒﺮﻱ " : ﺇﻥ ﺃﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ، ﻛﺎﻥ ﺇﺫﺍ ﺍﺟﺘﻤﻊ ﺇﻟﻴﻪ ﺟﻴﺶ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ، ﺃﻣّﺮ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺭﺟﻠًﺎ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﻭﺍﻟﻌﻠﻢ ."
ﻭﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻳﺒﻄﻞ ﺍﻟﻌﺠﺐ ﻣﻤﺎ ﻳﺠﺮﻱ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻣﻦ ﺍﻋﺘﺪﺍﺀﺍﺕ ﻭﺍﻧﺘﻬﺎﻛﺎﺕ ﻓﻲ ﺻﻔﻮﻑ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ﺍﻷﺑﺮﻳﺎﺀ، ﺣﻴﺚ ﻳﺘﻮﻟﻰ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻣﻦ ﻻ ﺩﻳﻦ ﻟﻪ، ﻭﻻ ﺃﻣﺎﻧﺔ ﻭﻻ ﺧﻠﻖ ﻟﻪ، ﻭﻻ ﻋﻠﻢ ﺑﺎﻟﺸﺮﻉ ﻟﻪ .
ﻭﻛﺎﻥ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻳﺨﺘﺎﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﻦ ﺍﻷﻋﺮﻑ ﺑﺄﺣﻮﺍﻝ ﺍﻟﺮﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻬﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﻠﻒ ﻓﻴﻬﺎ ، ﺣﺘﻰ ﻳﺮﺍﻋﻲ ﺍﻟﺨﺼﺎﺋﺺ ، ﻭﺍﻟﻄﺒﺎﻉ، ﻭﺍﻟﻌﺎﺩﺍﺕ ، ﻭﺍﻷﻋﺮﺍﻑ . ﻓﻘﺪ ﻋُﺮﻑ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﻨﻬﻰ ﻋﻦ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﺭﺟﻞ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻮﺑﺮ ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻤﺪﺭ
ﺃﻱ : ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﺎﺩﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﻜﺲ، ﺧﻮﻓﺎ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺟﺎﻫﻼ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻄﺒﺎﻉ ﻭﺍﻷﻋﺮﺍﻑ ، ﻓﺘﻬﺪﺭ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ، ﻭﻳﺨﺘﻞ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ .
ﻭﻣﻊ ﺍﺷﺘﺮﺍﻁ ﺟﺪﻳﺔ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻝ، ﻭﻗﻮﺗﻪ ﻓﻲ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ، ﻛﺎﻥ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻋﻤﺮ ﻳﺸﺘﺮﻁ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺭﺣﻴﻤﺎ ﺑﺎﻟﺮﻋﻴﺔ، ﺷﻔﻮﻗﺎ ﻋﻠﻴﻬﻢ . ﻓﻘﺪ ﻛﺘﺐ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻋﻤﺮ ﻟﺮﺟﻞ ﻣﻦ ﺑﻨﻲ ﺃﺳﻠﻢ ﻛﺘﺎﺑًﺎ ﻳﺴﺘﻌﻤﻠﻪ ﺑﻪ، ﻓﺪﺧﻞ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻋﻠﻰ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻋﻤﺮ، ﻭﺑﻌﺾ ﺃﻭﻻﺩ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻋﻤﺮ ﻓﻲ ﺣﺠﺮ ﺃﺑﻴﻬﻢ ﻳُﻘﺒّﻠﻬﻢ . ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺮﺟﻞ : ﺗﻔﻌﻞ ﻫﺬﺍ ﻳﺎ ﺃﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ؟ ﻓﻮﺍﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﻗﺒَّﻠﺖُ ﻭﻟﺪًﺍ ﻟﻲ ﻗﻂ . ﻓﻘﺎﻝ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻋﻤﺮ : ﻓﺄﻧﺖ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺑﺎﻟﻨﺎﺱ ﺃﻗﻞ ﺭﺣﻤﺔ، ﻻ ﺗﻌﻤﻞ ﻟﻲ ﻋﻤﻠًﺎ . ﻭﺭﺩﻩ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻋﻤﺮ ﻭﻟﻢ ﻳﺴﺘﻌﻤﻠﻪ
مواضيع مماثلة
» ﺑﻌﺚ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﺟﻴﺸﺎ ﻟﺤﺮﺏ ﺍﻟﺮﻭﻡ ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﺷﺎﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻫﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺣﺬﺍﻓﺔ - ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ
» ﺩﻓﺎﻉ ﻋﻦ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ( 1
» ﺳﻤﻊ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ
» ﻛﺎﻥ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ - ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ - ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﻪ ﻭﻗﺖ ﻳﻨﺎﻡ
» ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻳﻌﺮﻑ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻭﻟﻜﻦ قليل
» ﺩﻓﺎﻉ ﻋﻦ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ( 1
» ﺳﻤﻊ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ
» ﻛﺎﻥ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ - ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ - ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﻪ ﻭﻗﺖ ﻳﻨﺎﻡ
» ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻳﻌﺮﻑ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻭﻟﻜﻦ قليل
صفحة 2 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدىق