بحـث
المواضيع الأخيرة
» افضل شركة نقل عفش بالكويتمن طرف omnia اليوم في 16:38
» كراتين للبيع بالكويت- افضل انواع الكراتين
من طرف omnia اليوم في 16:25
» افضل شركة شراء مكيفات مستعملة بالكويت
من طرف omnia اليوم في 16:12
» تركيب ستائر ايكيا الكويت - اسعار ممتازة بخصم 20% - الدليل
من طرف nadya اليوم في 15:56
» شركة مكافحة حشرات الكويت بأفضل الاسعار
من طرف omnia اليوم في 15:46
» افضل شركة تنظيف منازل بالكويت باقل الاسعار
من طرف omnia اليوم في 15:34
» افضل شركة شراء و بيع اثاث مستعمل بالكويت
من طرف omnia اليوم في 15:19
» دليل الشراء للأجهزة المنزلية الأساسية
من طرف AyaAli اليوم في 15:09
» موبي برايس ماركات الموبايلات
من طرف omnia اليوم في 15:07
» فيفو Vivo V40
من طرف omnia أمس في 16:29
أفضل 10 فاتحي مواضيع
قسي وبس2 | ||||
خالد فكري | ||||
ندا عمر | ||||
omnia | ||||
nadya | ||||
moslema_r | ||||
مارينا مايكل | ||||
ندا عصام | ||||
سيرين سعيد | ||||
رضوي سعيد |
المشاركات التي حصلت على أكثر ردود أفعال في الشهر
خادم Discord
| |
ﺯﺍﻭﻳﺔ ﻏﺎﺋﻤﺔ - ﺟﻌﻔﺮ ﻋﺒﺎﺱ ﺃﺟﻼﻑ .. ﻭﻟﻜﻨﻨﺎ ﻧﻌﺮﻑ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﺠﻮﺍﺭ
صفحة 2 من اصل 1 • شاطر
ﺯﺍﻭﻳﺔ ﻏﺎﺋﻤﺔ - ﺟﻌﻔﺮ ﻋﺒﺎﺱ ﺃﺟﻼﻑ .. ﻭﻟﻜﻨﻨﺎ ﻧﻌﺮﻑ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﺠﻮﺍﺭ
ﺯﺍﻭﻳﺔ ﻏﺎﺋﻤﺔ - ﺟﻌﻔﺮ ﻋﺒﺎﺱ
ﺃﺟﻼﻑ .. ﻭﻟﻜﻨﻨﺎ ﻧﻌﺮﻑ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﺠﻮﺍﺭ
ﺳﻌﺪﺕ ﺃﻣﻲ - ﺭﺣﻤﻬﺎ ﺍﻟﻠﻪ - ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺍﻣﺘﻠﻜﺖ ﺑﻴﺘﺎ ﻓﻲ ﺣﻲ ﺷﻌﺒﻲ ﻓﻲ ﺃﻃﺮﺍﻑ ﺍﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ، ﻭﺧﺎﺻﺔ ﺃﻧﻪ ﻧﺎﻝ ﺍﺳﺘﺤﺴﺎﻥ ﻭﺇﻋﺠﺎﺏ ﺍﻟﺠﻴﺮﺍﻥ ﻭﺍﻷﻗﺎﺭﺏ، ﺛﻢ ﺩﺍﺭﺕ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﻭﺍﻟﺴﻨﻮﻥ ﻭﻇﻠﺖ ﺃﻣﻲ ﺗﻨﻖ ﻭﺗﻄِﻦ ﻭﺗﺰِﻥ ﻛﻲ ﺃﻗﻮﻡ ﺑﺘﺸﻴﻴﺪ ﺑﻴﺖ ﻓﻲ ﺣﻲ » ﺭﺍﻗﻲ « ﻓﻬﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻴﻞ ﺍﻟﺒﺴﻴﻂ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺸﻖ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﺍﻟﻤﺒﺎﻧﻲ ﻭﻳﺮﺩﺩ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻘﺎﺋﻠﺔ ﺑﺄﻥ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﺍﻟﺒﻴﺖ ﻻ ﻳﺘﻌﺮﺿﺎﻥ ﻟﻠﺴﺮﻗﺔ، ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺃﻧﻬﻤﺎ ﺍﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﻣﻀﻤﻮﻥ، ﻭﻷﻥ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪﺓ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺩﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻭﻛﻠﻤﺘﻬﺎ ﻧﺎﻓﺬﺓ ﻓﻘﺪ ﺑﻨﻴﺖ ﺑﻴﺘﺎ ﻓﻲ ﺣﻲ ﻳﻮﺻﻒ ﺑﺎﻟﺮﻗﻲ، ﻭﻇﻠﻠﺖ ﺃﻗﻴﻢ ﻓﻴﻪ ﺑﺎﻧﺘﻈﺎﻡ ﻓﻲ ﺇﺟﺎﺯﺍﺗﻲ ﺍﻟﺴﻨﻮﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺪﻯ ﻧﺤﻮ ﻋﺸﺮ ﺳﻨﻮﺍﺕ، ﻭﻟﻜﻦ ﻇﻞ ﻳﺤﺰ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻲ ﺃﻧﻨﻲ ﻻ ﺃﻋﺮﻑ ﺟﻴﺮﺍﻧﻲ ﻭﻫﻢ ﻻ ﻳﻌﺮﻓﻮﻧﻨﻲ، ﻓﻘﻤﺖ ﻗﺒﻞ ﻧﺤﻮ ﺛﻼﺙ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺑﺘﻨﻈﻴﻢ ﺣﻔﻞ ﺷﺎﻱ ﺑﺴﻴﻂ ﻓﻲ ﻓﻨﺎﺀ ﺑﻴﺘﻲ ﻭﺩﻋﻮﺕ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﺠﺎﺭ ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ، ﻭﻗﻠﺖ ﻟﻬﻢ ﺻﺮﺍﺣﺔ : ﻋﻴﺐ ﻳﺎ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻓﻨﺤﻦ ﺟﻴﺮﺍﻥ ﻭﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻧﺘﺰﺍﻭﺭ ﻭﻧﺘﻮﺍﺻﻞ ﻭﺳﻌﺪﺕ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺍﻛﺘﺸﻔﺖ ﺃﻧﻬﻢ ﻳﺘﻌﺎﺭﻓﻮﻥ ﻭﻳﺘﻮﺍﺻﻠﻮﻥ ﻭﻟﻜﻨﻬﻢ ﺗﻌﺎﻣﻠﻮﺍ ﻣﻌﻲ ﻛﺰﺍﺋﺮ ﻋﺎﺑﺮ ﻭﻣﻦ ﺛﻢ ﻟﻢ ﻳﻔﻜﺮﻭﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﻣﻌﻲ، ﻭﻣﻨﺬ ﻳﻮﻣﻬﺎ ﻭﺃﻧﺎ ﻭﺟﻴﺮﺍﻧﻲ ﺳﻤﻦ ﻋﻠﻰ ﻋﺴﻞ ﻻ ﻳﺘﺴﺒﺐ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻜﺮﻱ ﺃﻭ ﺍﺭﺗﻔﺎﻉ ﺍﻟﻜﻮﻟﺴﺘﺮﻭﻝ .
ﻭﺑﺎﻟﻤﻘﺎﺑﻞ ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻏﺮﻳﻬﺎﻡ ﺟﻮﻧﺰ ﻭﻫﻮ ﻣﺰﺍﺭﻉ ﻣﻦ ﺇﻗﻠﻴﻢ ﻭﻳﻠﺰ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻲ، ﻓﻲ ﺍﻟـ 67 ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﺮ، ﻭﻇﻞ ﻳﻌﺎﻧﻲ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻣﻦ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻣﺴﺘﻌﺼﻴﺔ ) ﻓﻲ ﺗﻘﺪﻳﺮﻩ ( ﻭﻫﻲ ﺃﻥ ﻟﺠﺎﺭﻩ ﻭﻳﻨﻔﺮﻳﺪ ﺟﻮﻧﺰ، ﺍﻟﺒﺎﻟﻎ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﺮ 93 ﺳﻨﺔ، ﺳﺎﻋﺔ ﺣﺎﺋﻂ ﻗﺪﻳﻤﺔ ﺗﻤﻨﻊ ﺩﻗﺎﺗﻬﺎ ﻭﺭﻧﻴﻨﻬﺎ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺟﺮﻳﻬﺎﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻮﻡ، ﻓﻠﺠﺄ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻹﺭﻏﺎﻡ ﺍﻟﺠﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﺇﺯﺍﻟﺔ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﺃﻭ ﺇﻳﻘﺎﻓﻬﺎ، ﻓﺄﺟﺮﺕ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﺗﺤﺮﻳﺎﺗﻬﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﺮﺓ ﻭﺍﺳﺘﻌﺎﻧﺖ ﺑﺠﻤﺎﻋﺔ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﻟﻘﻴﺎﺱ ﻣﺪﻯ ﺍﻟﺘﻠﻮﺙ ﺍﻟﺼﻮﺗﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺴﺒﺒﻪ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ، ﻭﻗﺮﺭ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﺃﻥ ﺍﻹﺯﻋﺎﺝ ﺍﻟﻤﺰﻋﻮﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ ﺍﻟﻤﺼﺮﺡ ﺑﻬﺎ، ﻭﺿﺎﻗﺖ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﺫﺭﻋﺎ ﺑﺸﻜﺎﻭﻯ ﻋﻤﻮ ﺟﺮﻳﻬﺎﻡ ﻭﻭﺟﻬﺖ ﺍﻟﻴﻪ ﺗﺤﺬﻳﺮﺍ ﺑﻌﺪﻡ ﻣﻀﺎﻳﻘﺘﻬﺎ ﺃﻭ ﻣﻀﺎﻳﻘﺔ ﺍﻟﺠﺎﺭ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ، ﻓﻐﻀﺐ ﺟﺮﻳﻬﺎﻡ ﻭﻃﻨﻄﻦ ﻷﻥ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﺑﺤﺴﺐ ﺍﻹﺣﺼﺎﺀﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺟﺮﺍﻫﺎ ﺗﺪﻕ ﻭﺗﺮﻥ 639 ﻣﺮﺓ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﺎﺩﻳﺔ ﻋﺸﺮﺓ ﻣﺴﺎﺀ ﻭﺍﻟﺴﺎﺑﻌﺔ ﻭﺍﻟﻨﺼﻒ ﺻﺒﺎﺣﺎ، ﻭﻷﻧﻪ ﻛﻠﻤﺎ ﺩﻗﺖ ﺟﻠﺲ ﻓﻲ ﺳﺮﻳﺮﻩ ﻣﺘﻮﺗﺮﺍ ﺑﺎﻧﺘﻈﺎﺭ ﺍﻟﺪﻗﺔ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ، ﻭﻟﻤﺎ ﻳﺌﺲ ﺟﺮﻳﻬﺎﻡ ﻣﻦ ﻋﺪﺍﻟﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻲ ﺍﺗﺨﺬ ﺇﺟﺮﺍﺀ ﺣﺎﺳﻤﺎ ﻟﻮﺿﻊ ﺣﺪ ﻟﻤﻌﺎﻧﺎﺗﻪ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ : ﺍﻧﺘﺤﺮ ﺑﺄﻥ ﺟﻠﺲ ﻓﻲ ﺳﻴﺎﺭﺗﻪ ﻭﺳﻜﺐ ﺍﻟﺒﻨﺰﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﻌﺪ ﺍﻥ ﺃﺣﻜﻢ ﺇﻏﻼﻕ ﺃﺑﻮﺍﺏ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﻭﺃﺷﻌﻞ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ ﺣﺘﻰ ﺗﻔﺤﻢ، ﻭﺑﺪﺍﻫﺔ ﻓﻘﺪ ﺍﻧﻔﻄﺮ ﻗﻠﺒﻲ ﺣﺰﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﺍﻟﻤﺴﻜﻴﻨﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺣﺘﺮﻗﺖ ﻣﻊ ﺟﺮﻳﻬﺎﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺘﻞ ﻧﻔﺴﻪ - ﻓﻲ ﺍﻋﺘﻘﺎﺩﻱ - ﻷﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﺭﺟﻼ ﺣﻘﻮﺩﺍ ﻭﻳﺮﻳﺪ ﺣﺮﻣﺎﻥ ﺟﺎﺭﻩ ﺟﻮﻧﺰ ﺫﻱ ﺍﻟـ 93 » ﺭﺑﻴﻌﺎ « ﻣﻦ ﻣﺘﻌﺔ ﺍﻻﺣﺘﻔﺎﻅ ﺑﺴﺎﻋﺔ ﺃﺛﺮﻳﺔ، ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺟﺮﻳﻬﺎﻡ ﻫﺬﺍ ﺟﺎﺭﺍ ﻷﺳﺮﺓ ﻋﺮﺑﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻋﺮﺑﻴﺔ ﻻﻧﺘﺤﺮ ﻭﻫﻮ ﻓﻲ ﻋﺎﻣﻪ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ، ﻓﻸﻥ ﺍﻟﺠﺎﺭ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻣﺠﺒﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﺮﻡ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻔﺘﺢ ﺟﻬﺎﺯ ﺍﻟﺘﻠﻔﺰﻳﻮﻥ ﻋﻨﺪﻩ ﺑﺤﻴﺚ ﻳﺴﻤﻊ ﺍﻟﺠﻴﺮﺍﻥ ﻛﻞ ﻛﻠﻤﺔ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺃﻭ ﻓﻴﻠﻢ، ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺄﺗﻲ ﺯﺍﺋﺮ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺠﺎﺭ ﺍﻟﺴﺎﻛﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺎﺑﻖ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﻋﻤﺎﺭﺓ ﺫﺍﺕ ﺛﻼﺛﻴﻦ ﻃﺎﺑﻘﺎ، ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻘﻒ ﺍﻣﺎﻡ ﻣﺪﺧﻞ ﺍﻟﻌﻤﺎﺭﺓ ﻭﻳﺰﻣّﺮ ﺑﺒﻮﻕ ﺳﻴﺎﺭﺗﻪ ﻟﻠﻔﺖ ﺍﻧﺘﺒﺎﻩ ﺍﻟﺠﺎﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻧﻪ ﻭﺻﻞ، ﻭﺑﻌﺾ ﺍﻟﻀﻴﻮﻑ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻳﺄﺗﻮﻧﻚ ﻣﺴﺎﺀ، ﻭﻳﻮﺩﻋﻮﻧﻚ ﺑﻌﺪ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﺑﺈﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﻣﺼﺎﻓﺤﺔ ﺃﻃﻮﻝ ﻣﻦ ﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺘﺤﻴﺔ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻘﺎﺀ، ﺛﻢ ﻳﻤﺘﻄﻮﻥ ﺳﻴﺎﺭﺍﺗﻬﻢ ﻭﻳﺰﻣﺮﻭﻥ ﺑﻴﺐ ﺑﻴﺐ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﺗﺤﻴﺔ ﺍﻟﻮﺩﺍﻉ، ﻓﻨﺤﻦ ﺷﻌﻮﺏ ﻭﺩﻭﺩﺓ ﻭﺣﺒﻮﺑﺔ ﻭﻟﻜﻨﻨﺎ ﻧﻔﺘﻘﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺬﻭﻕ ﻓﻲ ﺗﻌﺎﻣﻠﻨﺎ ﺍﻟﻴﻮﻣﻲ ﻣﻊ ﺑﻌﻀﻨﺎ ﺍﻟﺒﻌﺾ .
ﻭﻟﺤﺴﻦ ﺣﻈﻲ ﻓﻘﺪ ﻋﻮّﺩﺗﻨﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺗﺤﻤﻞ ﺇﺯﻋﺎﺝ ﺍﻟﺠﻴﺮﺍﻥ، ﻓﻔﻲ ﻃﻔﻮﻟﺘﻲ ﻛﻨﺖ ﺃﺻﺤﻮ ﻋﻠﻰ ﻧﻬﻴﻖ ﺍﻟﺤﻤﻴﺮ ﻭﺛﻐﺎﺀ ﺍﻟﻤﺎﻋﺰ ﻭﺻﻴﺎﺡ ﺍﻟﺪﻳﻜﺔ ﻓﻲ ﺑﻴﺘﻨﺎ ﻭﺑﻴﻮﺕ ﺟﻴﺮﺍﻧﻨﺎ، ﻭﺍﻟﺒﻴﺖ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻱ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﺎﺩﺓ ﺣﻮﺷﺎ ﺃﻱ ﻓﻨﺎﺀ ﺿﺨﻤﺎ ﺗﻨﺎﺛﺮﺕ ﺣﻮﻟﻪ ﺍﻟﻐﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﻧﺤﻮ ﻋﺸﻮﺍﺋﻲ ﻓﻲ ﻏﺎﻟﺐ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ، ﻭﻛﺜﻴﺮﺍ ﻣﺎ ﻳﺘﺒﺎﺩﻝ ﺍﻟﺠﻴﺮﺍﻥ ﺍﻟﻮﻧﺴﺔ ﻭﺍﻻﺧﺒﺎﺭ ﻣﻦ ﺧﻠﻒ ﺍﻟﺠﺪﺭﺍﻥ، ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺍﻥ ﻳﻜﻮﻧﻮﺍ ﻗﺎﺩﺭﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﺭﺅﻳﺔ ﻭﺟﻮﻩ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺍﻟﺒﻌﺾ، ﻭﺍﻟﺪﻳﻚ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﻨﻮﺑﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ﻛﺎﺋﻦ ﻳﻌﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﺧﻠﻞ ﻓﻲ ﺳﺎﻋﺘﻪ ﺍﻟﺒﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﻓﺘﺴﻤﻌﻪ ﻳﺼﻴﺢ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﺩﻳﺔ ﻋﺸﺮﺓ ﻣﺴﺎﺀ ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺻﺒﺎﺣﺎ، ﻭﺑﻌﺾ ﺍﻟﺪﻳﻜﺔ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﺗﺸﺒﻪ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺩﻓﻌﺖ ﻋﻤﻮ ﺟﺮﻳﻬﺎﻡ ﻟﻼﻧﺘﺤﺎﺭ ﻓﻲ ﺍﻧﻬﺎ ﺗﺼﻴﺢ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺱ ﻛﻞ ﺳﺎﻋﺔ . ﻭﺑﺮﻏﻢ ﺟﻼﻓﺘﻨﺎ ﻓﺈﻧﻨﻲ ﺃﻓﻀﻞ ﺍﻟﺴﻜﻦ ﻗﺮﺏ ﺯﺭﻳﺒﺔ ﺑﻬﺎﺋﻢ ﻓﻲ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﺤﻈﺎﺋﺮ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻴﺶ ﺟﺎﺭﺍ ﻷﺳﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺮﻧﺠﺔ، ﻷﻧﻬﻢ ﻗﻮﻡ ﻻ ﻳﻘﻴﻤﻮﻥ ﻭﺯﻧﺎ ﻟﻠﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻭﻣﻦ ﺛﻢ ﻳﻨﻜﺴﺮﻭﻥ ﻭﻳﺘﻬﺎﻭﻭﻥ ﺇﺯﺍﺀ ﺃﻱ ﺍﻧﺘﻜﺎﺳﺔ ﻭﻳﻬﺮﺑﻮﻥ ﻣﻦ ﻣﺸﺎﻛﻠﻬﻢ ﺑﺎﻻﻧﺘﺤﺎﺭ
ﺃﺟﻼﻑ .. ﻭﻟﻜﻨﻨﺎ ﻧﻌﺮﻑ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﺠﻮﺍﺭ
ﺳﻌﺪﺕ ﺃﻣﻲ - ﺭﺣﻤﻬﺎ ﺍﻟﻠﻪ - ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺍﻣﺘﻠﻜﺖ ﺑﻴﺘﺎ ﻓﻲ ﺣﻲ ﺷﻌﺒﻲ ﻓﻲ ﺃﻃﺮﺍﻑ ﺍﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ، ﻭﺧﺎﺻﺔ ﺃﻧﻪ ﻧﺎﻝ ﺍﺳﺘﺤﺴﺎﻥ ﻭﺇﻋﺠﺎﺏ ﺍﻟﺠﻴﺮﺍﻥ ﻭﺍﻷﻗﺎﺭﺏ، ﺛﻢ ﺩﺍﺭﺕ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﻭﺍﻟﺴﻨﻮﻥ ﻭﻇﻠﺖ ﺃﻣﻲ ﺗﻨﻖ ﻭﺗﻄِﻦ ﻭﺗﺰِﻥ ﻛﻲ ﺃﻗﻮﻡ ﺑﺘﺸﻴﻴﺪ ﺑﻴﺖ ﻓﻲ ﺣﻲ » ﺭﺍﻗﻲ « ﻓﻬﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻴﻞ ﺍﻟﺒﺴﻴﻂ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺸﻖ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﺍﻟﻤﺒﺎﻧﻲ ﻭﻳﺮﺩﺩ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻘﺎﺋﻠﺔ ﺑﺄﻥ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﺍﻟﺒﻴﺖ ﻻ ﻳﺘﻌﺮﺿﺎﻥ ﻟﻠﺴﺮﻗﺔ، ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺃﻧﻬﻤﺎ ﺍﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﻣﻀﻤﻮﻥ، ﻭﻷﻥ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪﺓ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺩﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻭﻛﻠﻤﺘﻬﺎ ﻧﺎﻓﺬﺓ ﻓﻘﺪ ﺑﻨﻴﺖ ﺑﻴﺘﺎ ﻓﻲ ﺣﻲ ﻳﻮﺻﻒ ﺑﺎﻟﺮﻗﻲ، ﻭﻇﻠﻠﺖ ﺃﻗﻴﻢ ﻓﻴﻪ ﺑﺎﻧﺘﻈﺎﻡ ﻓﻲ ﺇﺟﺎﺯﺍﺗﻲ ﺍﻟﺴﻨﻮﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺪﻯ ﻧﺤﻮ ﻋﺸﺮ ﺳﻨﻮﺍﺕ، ﻭﻟﻜﻦ ﻇﻞ ﻳﺤﺰ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻲ ﺃﻧﻨﻲ ﻻ ﺃﻋﺮﻑ ﺟﻴﺮﺍﻧﻲ ﻭﻫﻢ ﻻ ﻳﻌﺮﻓﻮﻧﻨﻲ، ﻓﻘﻤﺖ ﻗﺒﻞ ﻧﺤﻮ ﺛﻼﺙ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺑﺘﻨﻈﻴﻢ ﺣﻔﻞ ﺷﺎﻱ ﺑﺴﻴﻂ ﻓﻲ ﻓﻨﺎﺀ ﺑﻴﺘﻲ ﻭﺩﻋﻮﺕ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﺠﺎﺭ ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ، ﻭﻗﻠﺖ ﻟﻬﻢ ﺻﺮﺍﺣﺔ : ﻋﻴﺐ ﻳﺎ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻓﻨﺤﻦ ﺟﻴﺮﺍﻥ ﻭﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻧﺘﺰﺍﻭﺭ ﻭﻧﺘﻮﺍﺻﻞ ﻭﺳﻌﺪﺕ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺍﻛﺘﺸﻔﺖ ﺃﻧﻬﻢ ﻳﺘﻌﺎﺭﻓﻮﻥ ﻭﻳﺘﻮﺍﺻﻠﻮﻥ ﻭﻟﻜﻨﻬﻢ ﺗﻌﺎﻣﻠﻮﺍ ﻣﻌﻲ ﻛﺰﺍﺋﺮ ﻋﺎﺑﺮ ﻭﻣﻦ ﺛﻢ ﻟﻢ ﻳﻔﻜﺮﻭﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﻣﻌﻲ، ﻭﻣﻨﺬ ﻳﻮﻣﻬﺎ ﻭﺃﻧﺎ ﻭﺟﻴﺮﺍﻧﻲ ﺳﻤﻦ ﻋﻠﻰ ﻋﺴﻞ ﻻ ﻳﺘﺴﺒﺐ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻜﺮﻱ ﺃﻭ ﺍﺭﺗﻔﺎﻉ ﺍﻟﻜﻮﻟﺴﺘﺮﻭﻝ .
ﻭﺑﺎﻟﻤﻘﺎﺑﻞ ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻏﺮﻳﻬﺎﻡ ﺟﻮﻧﺰ ﻭﻫﻮ ﻣﺰﺍﺭﻉ ﻣﻦ ﺇﻗﻠﻴﻢ ﻭﻳﻠﺰ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻲ، ﻓﻲ ﺍﻟـ 67 ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﺮ، ﻭﻇﻞ ﻳﻌﺎﻧﻲ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻣﻦ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻣﺴﺘﻌﺼﻴﺔ ) ﻓﻲ ﺗﻘﺪﻳﺮﻩ ( ﻭﻫﻲ ﺃﻥ ﻟﺠﺎﺭﻩ ﻭﻳﻨﻔﺮﻳﺪ ﺟﻮﻧﺰ، ﺍﻟﺒﺎﻟﻎ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﺮ 93 ﺳﻨﺔ، ﺳﺎﻋﺔ ﺣﺎﺋﻂ ﻗﺪﻳﻤﺔ ﺗﻤﻨﻊ ﺩﻗﺎﺗﻬﺎ ﻭﺭﻧﻴﻨﻬﺎ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺟﺮﻳﻬﺎﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻮﻡ، ﻓﻠﺠﺄ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻹﺭﻏﺎﻡ ﺍﻟﺠﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﺇﺯﺍﻟﺔ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﺃﻭ ﺇﻳﻘﺎﻓﻬﺎ، ﻓﺄﺟﺮﺕ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﺗﺤﺮﻳﺎﺗﻬﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﺮﺓ ﻭﺍﺳﺘﻌﺎﻧﺖ ﺑﺠﻤﺎﻋﺔ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﻟﻘﻴﺎﺱ ﻣﺪﻯ ﺍﻟﺘﻠﻮﺙ ﺍﻟﺼﻮﺗﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺴﺒﺒﻪ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ، ﻭﻗﺮﺭ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﺃﻥ ﺍﻹﺯﻋﺎﺝ ﺍﻟﻤﺰﻋﻮﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ ﺍﻟﻤﺼﺮﺡ ﺑﻬﺎ، ﻭﺿﺎﻗﺖ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﺫﺭﻋﺎ ﺑﺸﻜﺎﻭﻯ ﻋﻤﻮ ﺟﺮﻳﻬﺎﻡ ﻭﻭﺟﻬﺖ ﺍﻟﻴﻪ ﺗﺤﺬﻳﺮﺍ ﺑﻌﺪﻡ ﻣﻀﺎﻳﻘﺘﻬﺎ ﺃﻭ ﻣﻀﺎﻳﻘﺔ ﺍﻟﺠﺎﺭ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ، ﻓﻐﻀﺐ ﺟﺮﻳﻬﺎﻡ ﻭﻃﻨﻄﻦ ﻷﻥ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﺑﺤﺴﺐ ﺍﻹﺣﺼﺎﺀﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺟﺮﺍﻫﺎ ﺗﺪﻕ ﻭﺗﺮﻥ 639 ﻣﺮﺓ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﺎﺩﻳﺔ ﻋﺸﺮﺓ ﻣﺴﺎﺀ ﻭﺍﻟﺴﺎﺑﻌﺔ ﻭﺍﻟﻨﺼﻒ ﺻﺒﺎﺣﺎ، ﻭﻷﻧﻪ ﻛﻠﻤﺎ ﺩﻗﺖ ﺟﻠﺲ ﻓﻲ ﺳﺮﻳﺮﻩ ﻣﺘﻮﺗﺮﺍ ﺑﺎﻧﺘﻈﺎﺭ ﺍﻟﺪﻗﺔ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ، ﻭﻟﻤﺎ ﻳﺌﺲ ﺟﺮﻳﻬﺎﻡ ﻣﻦ ﻋﺪﺍﻟﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻲ ﺍﺗﺨﺬ ﺇﺟﺮﺍﺀ ﺣﺎﺳﻤﺎ ﻟﻮﺿﻊ ﺣﺪ ﻟﻤﻌﺎﻧﺎﺗﻪ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ : ﺍﻧﺘﺤﺮ ﺑﺄﻥ ﺟﻠﺲ ﻓﻲ ﺳﻴﺎﺭﺗﻪ ﻭﺳﻜﺐ ﺍﻟﺒﻨﺰﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﻌﺪ ﺍﻥ ﺃﺣﻜﻢ ﺇﻏﻼﻕ ﺃﺑﻮﺍﺏ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﻭﺃﺷﻌﻞ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ ﺣﺘﻰ ﺗﻔﺤﻢ، ﻭﺑﺪﺍﻫﺔ ﻓﻘﺪ ﺍﻧﻔﻄﺮ ﻗﻠﺒﻲ ﺣﺰﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﺍﻟﻤﺴﻜﻴﻨﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺣﺘﺮﻗﺖ ﻣﻊ ﺟﺮﻳﻬﺎﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺘﻞ ﻧﻔﺴﻪ - ﻓﻲ ﺍﻋﺘﻘﺎﺩﻱ - ﻷﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﺭﺟﻼ ﺣﻘﻮﺩﺍ ﻭﻳﺮﻳﺪ ﺣﺮﻣﺎﻥ ﺟﺎﺭﻩ ﺟﻮﻧﺰ ﺫﻱ ﺍﻟـ 93 » ﺭﺑﻴﻌﺎ « ﻣﻦ ﻣﺘﻌﺔ ﺍﻻﺣﺘﻔﺎﻅ ﺑﺴﺎﻋﺔ ﺃﺛﺮﻳﺔ، ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺟﺮﻳﻬﺎﻡ ﻫﺬﺍ ﺟﺎﺭﺍ ﻷﺳﺮﺓ ﻋﺮﺑﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻋﺮﺑﻴﺔ ﻻﻧﺘﺤﺮ ﻭﻫﻮ ﻓﻲ ﻋﺎﻣﻪ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ، ﻓﻸﻥ ﺍﻟﺠﺎﺭ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻣﺠﺒﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﺮﻡ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻔﺘﺢ ﺟﻬﺎﺯ ﺍﻟﺘﻠﻔﺰﻳﻮﻥ ﻋﻨﺪﻩ ﺑﺤﻴﺚ ﻳﺴﻤﻊ ﺍﻟﺠﻴﺮﺍﻥ ﻛﻞ ﻛﻠﻤﺔ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺃﻭ ﻓﻴﻠﻢ، ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺄﺗﻲ ﺯﺍﺋﺮ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺠﺎﺭ ﺍﻟﺴﺎﻛﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺎﺑﻖ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﻋﻤﺎﺭﺓ ﺫﺍﺕ ﺛﻼﺛﻴﻦ ﻃﺎﺑﻘﺎ، ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻘﻒ ﺍﻣﺎﻡ ﻣﺪﺧﻞ ﺍﻟﻌﻤﺎﺭﺓ ﻭﻳﺰﻣّﺮ ﺑﺒﻮﻕ ﺳﻴﺎﺭﺗﻪ ﻟﻠﻔﺖ ﺍﻧﺘﺒﺎﻩ ﺍﻟﺠﺎﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻧﻪ ﻭﺻﻞ، ﻭﺑﻌﺾ ﺍﻟﻀﻴﻮﻑ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻳﺄﺗﻮﻧﻚ ﻣﺴﺎﺀ، ﻭﻳﻮﺩﻋﻮﻧﻚ ﺑﻌﺪ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﺑﺈﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﻣﺼﺎﻓﺤﺔ ﺃﻃﻮﻝ ﻣﻦ ﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺘﺤﻴﺔ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻘﺎﺀ، ﺛﻢ ﻳﻤﺘﻄﻮﻥ ﺳﻴﺎﺭﺍﺗﻬﻢ ﻭﻳﺰﻣﺮﻭﻥ ﺑﻴﺐ ﺑﻴﺐ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﺗﺤﻴﺔ ﺍﻟﻮﺩﺍﻉ، ﻓﻨﺤﻦ ﺷﻌﻮﺏ ﻭﺩﻭﺩﺓ ﻭﺣﺒﻮﺑﺔ ﻭﻟﻜﻨﻨﺎ ﻧﻔﺘﻘﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺬﻭﻕ ﻓﻲ ﺗﻌﺎﻣﻠﻨﺎ ﺍﻟﻴﻮﻣﻲ ﻣﻊ ﺑﻌﻀﻨﺎ ﺍﻟﺒﻌﺾ .
ﻭﻟﺤﺴﻦ ﺣﻈﻲ ﻓﻘﺪ ﻋﻮّﺩﺗﻨﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺗﺤﻤﻞ ﺇﺯﻋﺎﺝ ﺍﻟﺠﻴﺮﺍﻥ، ﻓﻔﻲ ﻃﻔﻮﻟﺘﻲ ﻛﻨﺖ ﺃﺻﺤﻮ ﻋﻠﻰ ﻧﻬﻴﻖ ﺍﻟﺤﻤﻴﺮ ﻭﺛﻐﺎﺀ ﺍﻟﻤﺎﻋﺰ ﻭﺻﻴﺎﺡ ﺍﻟﺪﻳﻜﺔ ﻓﻲ ﺑﻴﺘﻨﺎ ﻭﺑﻴﻮﺕ ﺟﻴﺮﺍﻧﻨﺎ، ﻭﺍﻟﺒﻴﺖ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻱ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﺎﺩﺓ ﺣﻮﺷﺎ ﺃﻱ ﻓﻨﺎﺀ ﺿﺨﻤﺎ ﺗﻨﺎﺛﺮﺕ ﺣﻮﻟﻪ ﺍﻟﻐﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﻧﺤﻮ ﻋﺸﻮﺍﺋﻲ ﻓﻲ ﻏﺎﻟﺐ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ، ﻭﻛﺜﻴﺮﺍ ﻣﺎ ﻳﺘﺒﺎﺩﻝ ﺍﻟﺠﻴﺮﺍﻥ ﺍﻟﻮﻧﺴﺔ ﻭﺍﻻﺧﺒﺎﺭ ﻣﻦ ﺧﻠﻒ ﺍﻟﺠﺪﺭﺍﻥ، ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺍﻥ ﻳﻜﻮﻧﻮﺍ ﻗﺎﺩﺭﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﺭﺅﻳﺔ ﻭﺟﻮﻩ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺍﻟﺒﻌﺾ، ﻭﺍﻟﺪﻳﻚ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﻨﻮﺑﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ﻛﺎﺋﻦ ﻳﻌﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﺧﻠﻞ ﻓﻲ ﺳﺎﻋﺘﻪ ﺍﻟﺒﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﻓﺘﺴﻤﻌﻪ ﻳﺼﻴﺢ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﺩﻳﺔ ﻋﺸﺮﺓ ﻣﺴﺎﺀ ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺻﺒﺎﺣﺎ، ﻭﺑﻌﺾ ﺍﻟﺪﻳﻜﺔ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﺗﺸﺒﻪ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺩﻓﻌﺖ ﻋﻤﻮ ﺟﺮﻳﻬﺎﻡ ﻟﻼﻧﺘﺤﺎﺭ ﻓﻲ ﺍﻧﻬﺎ ﺗﺼﻴﺢ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺱ ﻛﻞ ﺳﺎﻋﺔ . ﻭﺑﺮﻏﻢ ﺟﻼﻓﺘﻨﺎ ﻓﺈﻧﻨﻲ ﺃﻓﻀﻞ ﺍﻟﺴﻜﻦ ﻗﺮﺏ ﺯﺭﻳﺒﺔ ﺑﻬﺎﺋﻢ ﻓﻲ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﺤﻈﺎﺋﺮ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻴﺶ ﺟﺎﺭﺍ ﻷﺳﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺮﻧﺠﺔ، ﻷﻧﻬﻢ ﻗﻮﻡ ﻻ ﻳﻘﻴﻤﻮﻥ ﻭﺯﻧﺎ ﻟﻠﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻭﻣﻦ ﺛﻢ ﻳﻨﻜﺴﺮﻭﻥ ﻭﻳﺘﻬﺎﻭﻭﻥ ﺇﺯﺍﺀ ﺃﻱ ﺍﻧﺘﻜﺎﺳﺔ ﻭﻳﻬﺮﺑﻮﻥ ﻣﻦ ﻣﺸﺎﻛﻠﻬﻢ ﺑﺎﻻﻧﺘﺤﺎﺭ
مواضيع مماثلة
» ﺯﺍﻭﻳﺔ ﻏﺎﺋﻤﺔ - ﺟﻌﻔﺮ ﻋﺒﺎﺱ ﺳﻮ ﻭﺍﺕ ﻳﺎ ﺑﻨﺎﺕ؟
» ﺯﺍﻭﻳﺔ ﻏﺎﺋﻤﺔ - ﺟﻌﻔﺮ ﻋﺒﺎﺱ ﻧﺴﺎﺀ ﺇﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﻏﻴﺮ ﺷﻜﻞ
» ﺯﺍﻭﻳﺔ ﻏﺎﺋﻤﺔ - ﺟﻌﻔﺮ ﻋﺒﺎﺱ ﺯﻫﻤﺮﺓ ﻏﻴﺮ ﻣﺮﺿﻴﺔ
» ﺯﺍﻭﻳﺔ ﻏﺎﺋﻤﺔ - ﺟﻌﻔﺮ ﻋﺒﺎﺱ ﻻﺑﺪ ﻣﻦ ﺍﺧﺘﻄﺎﻑ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﻔﻞ
» ﺯﺍﻭﻳﺔ ﻏﺎﺋﻤﺔ ﺟﻌﻔﺮ ﻋﺒﺎﺱ ﻋﻮﺩﺓ ﺍﻟﻰ ﻣﺎﺿﻲ ﺍﻟﺬﻛﺮﻳﺎﺕ
» ﺯﺍﻭﻳﺔ ﻏﺎﺋﻤﺔ - ﺟﻌﻔﺮ ﻋﺒﺎﺱ ﻧﺴﺎﺀ ﺇﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﻏﻴﺮ ﺷﻜﻞ
» ﺯﺍﻭﻳﺔ ﻏﺎﺋﻤﺔ - ﺟﻌﻔﺮ ﻋﺒﺎﺱ ﺯﻫﻤﺮﺓ ﻏﻴﺮ ﻣﺮﺿﻴﺔ
» ﺯﺍﻭﻳﺔ ﻏﺎﺋﻤﺔ - ﺟﻌﻔﺮ ﻋﺒﺎﺱ ﻻﺑﺪ ﻣﻦ ﺍﺧﺘﻄﺎﻑ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﻔﻞ
» ﺯﺍﻭﻳﺔ ﻏﺎﺋﻤﺔ ﺟﻌﻔﺮ ﻋﺒﺎﺱ ﻋﻮﺩﺓ ﺍﻟﻰ ﻣﺎﺿﻲ ﺍﻟﺬﻛﺮﻳﺎﺕ
صفحة 2 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدىق