ﺯﺍﻭﻳﺔ ﻏﺎﺋﻤﺔ - ﺟﻌﻔﺮ ﻋﺒـــﺎﺱ
ﻋﻤﻦ ﻳﺸﻮﻭﻥ ﺍﻟﺼﻘﺮ ﻭﻣﻦ ﻳﺤﺘﺮﻣﻮﻧﻪ
ﻛﺎﻧﺖ ﺃﻭﻝ ﻣﺤﻄﺔ ﻟﻲ ﻓﻲ ﻫﺠﺮﺗﻲ ﻃﻠﺒﺎ ﻟﺴﻌﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺯﻕ، ﺷﺮﻛﺔ ﺃﺭﺍﻣﻜﻮ ﻓﻲ ﺍﻟﻈﻬﺮﺍﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺸﺮﻗﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ، ﻭﺧﻼﻝ ﺷﻬﻮﺭﻱ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺮﻛﺔ ﻟﻢ ﻳﺴﻤﺤﻮﺍ ﻟﻲ ﺑﺎﺳﺘﻘﺪﺍﻡ ﺯﻭﺟﺘﻲ، ﻓﻜﺎﻥ ﺑﻴﺘﻲ ﻧﻘﻄﺔ ﺗﺠﻤﻊ ﺍﻷﺻﺪﻗﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺰّﺍﺏ ﻓﻲ ﺍﻷﻣﺴﻴﺎﺕ، ﻭﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ ﻣﺮ ﺑﻲ ﺻﺪﻳﻖ ﺳﻌﻮﺩﻱ ﻭﺃﻋﻄﺎﻧﻲ ﻛﻴﺴﺎ ﻗﺎﻝ ﺇﻧﻪ ﻳﺤﻮﻱ ‏» ﺷﺮﻳﻤﺐ ‏« - ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻋﺮﻓﺖ ﻻﺣﻘﺎ ﺃﻥ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺨﻠﻴﺞ ﻳﺴﻤﻮﻧﻪ ﺭﻭﺑﻴﺎﻥ - ﺛﻢ ﺍﻧﺼﺮﻑ، ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ ﺯﺍﺭﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻭﻃﻠﺐ ﻣﻨﻲ ﺃﻥ ﺃﺣﻀﺮ ﺍﻟﺸﺮﻳﻤﺐ، ﻭﻟﻢ ﺃﻛﻦ ﻗﺒﻠﻬﺎ ﻗﺪ ﺳﻤﻌﺖ ﺑﻪ ﺃﻭ ﺗﺬﻭﻗﺘﻪ، ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻪ ﺇﻧﻨﻲ ﻓﺘﺤﺖ ﺍﻟﻜﻴﺲ ﺑﻌﺪ ﺍﻥ ﻏﺎﺩﺭﻧﻲ ﻫﻮ ﻭﻭﺟﺪﺕ ﺑﺪﺍﺧﻠﻪ ﻛﺎﺋﻨﺎﺕ ﻗﺪّﺭﺕ ﺃﻧﻬﺎ ﻧﻮﻉ ﻣﻦ ﺻﺮﺍﺻﻴﺮ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺫﺍﺕ ﺭﺍﺋﺤﺔ ﻛﺮﻳﻬﺔ ﻓﺎﺳﺘﻨﺘﺠﺖ ﺃﻧﻪ ﺍﺷﺘﺮﺍﻫﺎ -ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﻨﺘﺒﻪ - ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ‏» ﺧﺎﺳﺖ ‏« ﺃﻱ ﺗﻌﻔﻨﺖ ﻓﺄﻟﻘﻴﺖ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻤﺎﻣﺔ، ﻓﻜﺎﺩ ﺍﻟﻤﺴﻜﻴﻦ ﻳﻤﺰﻕ ﻣﻼﺑﺴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺰﻥ ﻭﻧﻄﻖ ﺑﻤﺜﻞ ﺑﻠﻴﻎ ﺻﺮﺕ ﺃﺭﺩﺩﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﺎﻡ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺐ : ﺍﻟﻠﻲ ﻣﺎ ﻳﻌﺮﻑ ﺍﻟﺼﻘﺮ ﻳﺸﻮﻳﻪ ‏) ﻳﻘﺎﻝ ﻋﻤﻦ ﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﻗﻴﻤﺔ ﺷﻲﺀ ﻣﺎ ‏( .
ﻣﻨﺬ ﺍﻥ ﺩﻓﻊ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﻌﺘﻮﻩ ﺩﻧﻴﺲ ﺗﻴﺘﻮ ﻧﺤﻮ 25 ﻣﻠﻴﻮﻥ ﺩﻭﻻﺭ ﻟﻠﻘﻴﺎﻡ ﺑﺮﺣﻠﺔ ﻓﻀﺎﺋﻴﺔ، ﻭﺃﺣﻮﺍﻝ ﺍﻷﺛﺮﻳﺎﺀ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﻴﻦ ﺗﺪﻫﺸﻨﻲ، ﺑﺪﺭﺟﺔ ﺃﻧﻨﻲ ﺻﺮﺕ ﻣﻘﺘﻨﻌﺎ ﺃﻧﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻨﻒ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺸﻮﻱ ﺍﻟﺼﻘﺮ : ﻫﺬﺍ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﺪﻭﺭ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻜﺮﺓ ﺍﻷﺭﺿﻴﺔ ﺑﺒﺎﻟﻮﻥ، ﻭﺫﺍﻙ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﺪﺧﻞ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻛﺄﻭﻝ ﺷﺨﺺ ﻳﺒﺤﺮ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﻤﺤﻴﻄﺎﺕ ﻓﻲ ﺣﻮﺽ ﺣﻤﺎﻡ ‏) ﺑﺎﻧﻴﻮ ‏( ، ﻭﻟﻜﻦ ﻳﺪﻫﺸﻨﻲ ﺃﻛﺜﺮ ﻭﻟﻊ ﺍﻟﻤﻠﻴﻮﻧﻴﺮﺍﺕ ﺑﺎﻟﻘﻤﺎﺭ : ﻣﺎﺫﺍ ﻳﺮﻳﺪ ﺷﺨﺺ ﻟﺪﻳﻪ ﺧﻤﺴﻤﺎﺋﺔ ﻣﻠﻴﻮﻥ ﺩﻭﻻﺭ ﻣﻦ ﻣﺎﺋﺪﺓ ﺍﻟﻤﻴﺴﺮ؟ ﺛﻼﺛﺔ ﻣﻼﻳﻴﻦ ﺃﺧﺮﻯ؟ ﺇﻳﻪ ﻳﻌﻨﻲ؟ ﻳﻌﺸﻖ ﺍﻟﺨﺴﺎﺭﺓ؟ ﻭﻋﻼﻡ ﺍﻟﺘﻌﺐ ﻭﺭﻗﺒﺘﻲ ﺳﺪﺍﺩﺓ .. ﺃﻱ ﻭﺍﺣﺪ ﺗﻀﺎﻳﻘﻪ ﻓﻠﻮﺳﻪ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮﺓ ﺃﻧﺎ ﻣﺴﺘﻌﺪ ‏» ﺃﺧﻔﻒ ‏« ﻋﻨﻪ ﺑﺘﺴﻠﻢ ﻣﺎ ﻳﻌﺎﺩﻝ ﺍﻟﻤﺒﻠﻎ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻦ ﻳﻀﻴﺮﻩ ﺧﺴﺎﺭﺗﻪ ﻓﻲ ﻣﺎﺋﺔ ﺍﻟﻘﻤﺎﺭ ! ﺑﻞ ﻣﺎﺫﺍ ﻳﻔﻌﻞ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﺑﺨﻤﺴﻤﺎﺋﺔ ﻣﻠﻴﻮﻥ؟ ﺩﻋﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻤﺎﺭ، ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻳﻠﻬﺚ ﻣﻦ ﻟﺪﻳﻪ ﻣﺜﻞ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﺒﻠﻎ ﻟﻜﺴﺐ ﺍﻟﻤﺰﻳﺪ ﺣﺘﻰ ﻳﺼﺎﺏ ﺑﺎﺭﺗﻔﺎﻉ ﺿﻐﻂ ﺍﻟﺪﻡ ﻭﺍﻧﺴﺪﺍﺩ ﺍﻟﺸﺮﺍﻳﻴﻦ ﻭﺗﺴﺎﻗﻂ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﻭﺍﻟﺒﻮﺍﺳﻴﺮ ﻣﻦ ﻃﻮﻝ ﺍﻟﺠﻠﻮﺱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﺮﺍﺳﻲ؟ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻟﺪﻱ ﺧﻤﺴﻤﺎﺋﺔ ﺃﻟﻒ ‏) ﻭﻟﻴﺲ ﻣﻠﻴﻮﻥ ‏( ﺩﻭﻻﺭ، ﻟﺠﻠﺴﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺳﻨﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﺑﻼ ﺷﻐﻞ ﺃﻭ ﻣﺸﻐﻠﺔ ﺃﻟﺤﺲ ﺍﻵﻳﺴﻜﺮﻳﻢ ﻭﺁﻛﻞ ﺍﻟﺪﻭﻧﺖ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﺍﻟﺰﻻﺑﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻠﻘﻴﻤﺎﺕ ﺑﻌﺪ ﻋﻮﻟﻤﺘﻬﺎ، ﻛﻤﺎ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺍﻟﻜﻔﺘﺔ ﺑﻴﺮﺟﺮ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ‏» ﻃﻌﺠﻮﻫﺎ ‏« ﻭﺿﺮﺑﻮﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻡ ﺭﺃﺳﻬﺎ، ﻭﺟﻌﻠﻮﻫﺎ ﻣﺴﺘﺪﻳﺮﺓ ﺛﻢ ﻧﺎﻟﺖ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ، ﻭﻟﺴﺎﻓﺮﺕ ﺍﻟﻰ ﺇﻳﻄﺎﻟﻴﺎ ‏) ﺑﻤﻔﺮﺩﻱ ﻃﺒﻌﺎ ‏( ﻟﺸﺮﺍﺀ ﺃﺣﺬﻳﺔ ﺑـ 5 ﺁﻻﻑ - ﺧﻠﻴﻬﺎ 15 ﺃﻟﻒ ﺩﻭﻻﺭ، ﻟﺰﻭﺟﺘﻲ ﺇﺷﺒﺎﻋﺎ ﻟﻬﻮﺍﻳﺘﻬﺎ ﺍﻟﻌﺠﻴﺒﺔ ﻓﻲ ﺍﻗﺘﻨﺎﺀ ﺍﻷﺣﺬﻳﺔ، ﺛﻢ ﺍﻟﻰ ﺑﺎﺭﻳﺲ ﻟﺸﺮﺍﺀ ﻋﻄﻮﺭ ﺑﺎﻟﺠﺎﻟﻮﻥ .
ﻣﺎ ﻳﺤﻴﺮﻧﻲ ﺑﺸﺄﻥ ﺃﺣﻮﺍﻟﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﻳﺔ ﻫﻮ ﺃﻧﻨﻲ ﻭﻓﻲ ﻗﺮﺍﺭﺓ ﻧﻔﺴﻲ ﺃﺣﺲ ﺑﺎﻧﻨﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻴﺴﻮﺭﻳﻦ، ﻭﻻ ﻳﻨﻘﺼﻨﻲ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﻤﺎﺩﻳﺔ، ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻴﻪ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺑﺎﻧﻌﺪﺍﻡ ﺍﻟﻄﻤﻮﺡ، ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺃﻫﻠﻲ ﻻ ﻳﻘﺼﺮﻭﻥ ﻓﻲ ﺍﺳﺘﻐﻼﻝ ﺛﺮﻭﺍﺗﻲ، ﻭﻛﺄﻧﻤﺎ ﻫﻨﺎﻙ ﺟﻬﺔ ﻣﺎ ﺗﺒﻠﻐﻬﻢ ﺑﺄﻥ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﺠﻌﺎﻓﺮ ﺻﺎﺭ ﺛﺮﻳﺎ، ﻓﻤﺎ ﺍﻥ ﺗﺘﺠﺎﻭﺯ ﻣﺪﺧﺮﺍﺗﻲ ﺑﻀﻌﺔ ﺁﻻﻑ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻳﺎﻻﺕ، ﺣﺘﻰ ﺗﺼﻠﻨﻲ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺃﻭ ﻣﻜﺎﻟﻤﺔ ﻫﺎﺗﻔﻴﺔ ﻣﺆﺩﺍﻫﺎ ﺍﻥ ﺍﻷﻣﻄﺎﺭ ﻫﺪﻣﺖ ﺍﻟﺴﻮﺭ ﺍﻟﺸﺮﻗﻲ ﻟﻘﺼﺮ ﻋﺒﺎﺱ، ﺍﻟﻤﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﻏﺮﻓﺘﻴﻦ ﻭﺑﻴﺖ ﻟﻠﺪﺟﺎﺝ، ﻭﻓﻲ ﻓﻨﺎﺋﻪ ﺷﺠﺮﺓ ﻟﻴﻤﻮﻥ ‏» ﺫﻛﺮ ‏« ﻻ ﺗﻨﺘﺞ ﺣﺘﻰ ﺍﻷﺭﻳﺞ ﺍﻟﻤﻌﺘﺎﺩ، ﺃﻭ ﺍﻥ ﺣﺎﺟﺔ ﻓﻼﻧﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺔ ﺍﻟﻰ ﺗﺮﻗﻴﻊ ﺑﻜﺴﻮﺓ ﺫﻫﺒﻴﺔ، ﺃﻭ ﺍﻥ ﻓﻼﻧﺔ ﺳﺘﺘﺰﻭﺝ ﺑﻮﺍﺣﺪ ﺟﺮﺑﺎﻥ ﻻ ﻳﻤﻠﻚ ﺣﺘﻰ ﺣﺬﺍﺀ ﺻﺎﻟﺤﺎ ﻟﻼﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﻭﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ ﺗﻮﻓﻴﺮ ﺍﻟﻤﻼﺑﺲ ﻟﻪ ﻭﻟﻠﻌﺮﻭﺱ .
ﺃﺫﻛﺮ ﺃﻧﻨﻲ ﻛﻨﺖ ﻓﻲ ﺛﻤﺎﻧﻴﻨﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﻛﻨﺖ ﺃﻋﻄﻲ ﺃﻣﻲ 50 ﺟﻨﻴﻬﺎ ﺷﻬﺮﻳﺎ، ﻭﺍﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻘﻮﻝ ﺍﻥ ﺫﻟﻚ ﺳﻴﻔﺴﺪﻫﺎ ﻷﻧﻪ ﻳﻔﻮﻕ ﺍﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺗﻬﺎ، ﻭﻷﻥ ﻋﻤﺮ ﺍﻟﺒﺸﻴﺮ ﻇﻞ ﻳﻘﻮﺩ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻮﺭﺍﺀ ﺑﻜﻔﺎﺀﺓ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﻓﻘﺪ ﺭﻓﻌﺖ ﺣﺼﺔ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪﺓ ﺍﻟﺸﻬﺮﻳﺔ ﻣﻦ ﺭﺍﺗﺒﻲ ﺍﻟﻰ ﻧﺼﻒ ﻣﻠﻴﻮﻥ ﺟﻨﻴﻪ، ﻭﻣﻊ ﻫﺬﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺼﻔﻨﻲ ﺑﺎﻟﺒﺨﻞ ﻭﺍﻟﻌﻘﻮﻕ، ﻓﺄﻗﻮﻝ ﻟﻬﺎ : ﻳﺎ ﺣﺎﺟﺔ .. ﻳﺎ ﻣﺴﺰ ﻋﺒﺎﺱ، ‏) ﺗﻌﺘﺒﺮﻫﺎ ﺷﺘﻴﻤﺔ ﻓﺘﺼﻔﻌﻨﻲ ‏( ﺑﻼﺵ ﺑﻄﺮ ﻓﺄﻧﺖ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻤﺒﻠﻎ ﻣﻠﻴﻮﻧﻴﺮﺓ ﻻﻥ ﺩﺧﻠﻚ ﺍﻟﺴﻨﻮﻱ ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺒﻲ ﻓﻘﻂ ﺳﺘﺔ ﻣﻼﻳﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻨﻴﻬﺎﺕ، ﻓﺘﻘﺪﻡ ﻟﻲ ﻣﺤﺎﺿﺮﺓ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻀﺨﻢ ﻭﺍﻟﻌﺮﺽ ﻭﺍﻟﻄﻠﺐ، ﻭﺗﺬﻛﺮﻧﻲ ﺑﻤﺎ ﺃﻧﻔﻘﺘﻪ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻌﻠﻴﻤﻲ، ﻓﺄﺗﺬﻛﺮ ﺍﻧﻬﻢ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻌﻄﻮﻧﻲ ﺟﻨﻴﻬﺎ ﻭﻧﺼﻒ ﺍﻟﺠﻨﻴﻪ ﺷﻬﺮﻳﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﻴﺔ، ﻭﺍﻥ ﺫﻟﻚ ﺟﻌﻞ ﻣﻨﻲ ﻃﺎﻟﺒﺎ ﻣﺘﺮﻓﺎ ﺇﺫ ﺍﻧﺘﻘﻠﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺠﺎﺋﺮ ﺍﻟﻤﺤﻠﻲ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﺭﺩ ﻭﺗﻮﻗﻔﺖ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺨﻤﻴﺲ ﺃﻱ ﺍﻥ ﻳﺘﻘﺎﺳﻢ ﺍﻟﺴﻴﺠﺎﺭﺓ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪﺓ ﺧﻤﺴﺔ ﺃﺷﺨﺎﺹ !
ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺣﺎﻝ ﺃﻧﺎ ﺣﺎﻣﺪ ﻭﺷﺎﻛﺮ ﺑﻤﺎ ﺃﻧﺎ ﻓﻴﻪ ﻭﺳﻌﻴﺪ ﺑﺄﻧﻨﻲ ﻛﻨﺖ ﺃﺭﻓﻊ ﺭﺍﺗﺐ ﺃﻣﻲ ﺍﻟﺸﻬﺮﻱ ﺑﻤﺎ ﻳﺴﺎﻳﺮ ﻣﻌﺪﻻﺕ ﺍﻟﺘﻀﺨﻢ، ﻭﺑﺄﻧﻨﻲ ﻣﺎﺯﻟﺖ ﺃﻋﺮﻑ ﻗﻴﻤﺔ ﺍﻟﺼﻘﺮ