ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ﻭﺍﺫﻛﺮ ﻋﺒﺪﻧﺎ ﺃﻳﻮﺏ ﺇﺫ ﻧﺎﺩﻯ ﺭﺑﻪ ﺃﻧﻲ ﻣﺴﻨﻲ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺑﻨﺼﺐ ﻭ ﻋﺬﺍﺏ .. ‏[ ﺹ : 41 ‏] .
ﻣﺜﺎﻝ ﻟﻠﻌﺒﺪ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﺍﻟﺘﻘﻲ ﺍﻟﺼﺎﺑﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻼﺀ . ﺍﻟﻤﺘﺼﻞ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ . ﺛﺎﺑﺖ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺘﺰﺣﺰﺡ ﻭ ﻻ ﺍﻟﻤﺘﺒﺮﻡ . ﻟﻤﺎ ﻧﺠﺢ ﻓﻲ ﺍﺧﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﻀﺮﺍﺀ ﺃﻧﺰﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻪ ﺍﻟﺸﻔﺎﺀ ﻭ ﺃﺑﺪﻟﻪ ﺑﺎﻟﻀﺮ ﻋﺎﻓﻴﺔ ﻭﺑﺎﻟﻜﺪﺭ ﺻﻔﺎﺀ .
ﻭﻭﻫﺐ ﺑﻌﺪ ﺗﺠﺎﻭﺯ ﺍﺧﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﻀﺮﺍﺀ ﻋﺎﻓﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺴﺪ ﻭ ﺑﺮﻛﺔ ﻓﻲ ﺍﻷﻫﻞ ﻭ ﺍﻟﺬﺭﻳﺔ ﻟﻴﺘﻌﻆ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻮﻥ ﻭ ﻳﺘﻔﻜﺮﻭﺍ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺪﺭﺱ ﺍﻹﻳﻤﺎﻧﻲ ﺍﻟﻌﻤﻠﻲ .
ﻫﺪﻑ ﻭﺣﻴﺪ ﻳﺴﻌﻰ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻟﺘﺤﻘﻴﻘﻪ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻷﻣﺮ ..
ﻫﻮ ﺃﻥ ﻳﻠﻘﻰ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺤﻴﻢ . ﻭﻳﺤﺮﻣﻪ ﺍﻟﺠﻨﺔ ..
ﺇِﻥَّ ﺍﻟﺸَّﻴْﻄَﺎﻥَ ﻟَﻜُﻢْ ﻋَﺪُﻭٌّ ﻓَﺎﺗَّﺨِﺬُﻭﻩُ ﻋَﺪُﻭًّﺍ ﺇِﻧَّﻤَﺎ ﻳَﺪْﻋُﻮ ﺣِﺰْﺑَﻪُ ﻟِﻴَﻜُﻮﻧُﻮﺍ ﻣِﻦْ ﺃَﺻْﺤَﺎﺏِ ﺍﻟﺴَّﻌِﻴﺮِ ‏[ ﻓﺎﻃﺮ 6: ‏] .
ﺑﺪﻋﻮﺗﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﻟﻜﻔﺮ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻭﺷﺮﻳﻌﺘﻪ :
ﻛَﻤَﺜَﻞِ ﺍﻟﺸَّﻴْﻄَﺎﻥِ ﺇِﺫْ ﻗَﺎﻝَ ﻟِﻺِﻧﺴَﺎﻥِ ﺍﻛْﻔُﺮْ ﻓَﻠَﻤَّﺎ ﻛَﻔَﺮَ ﻗَﺎﻝَ ﺇِﻧِّﻲ ﺑَﺮِﻱﺀٌ ﻣِّﻨﻚَ ﺇِﻧِّﻲ ﺃَﺧَﺎﻑُ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﺭَﺏَّ ﺍﻟْﻌَﺎﻟَﻤِﻴﻦَ ‏[ ﺍﻟﺤﺸﺮ : 16 ‏] .
ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺧﻄﺐ ﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ . ﻓﻘﺎﻝ ﻓﻲ ﺧﻄﺒﺘﻪ :
)) ﻳﺎ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ . ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺃﻣﺮﻧﻲ ﺃﻥ ﺃﻋﻠﻤﻜﻢ ﻣﺎ ﺟﻬﻠﺘﻢ . ﻣﻤﺎ ﻋﻠﻤﻨﻲ ﻳﻮﻣﻲ ﻫﺬﺍ . ﺇﻥ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻣﻨﺤﺘﻪ ﻋﺒﺪﻱ ﻓﻬﻮ ﻟﻪ ﺣﻼﻝ . ﻭﺇﻧﻲ ﺧﻠﻘﺖ ﻋﺒﺎﺩﻱ ﺣﻨﻔﺎﺀ ﻛﻠﻬﻢ . ﻓﺄﺗﺘﻬﻢ ﺍﻟﺸﻴﺎﻃﻴﻦ . ﻓﺎﺟﺘﺎﻟﺘﻬﻢ ﻋﻦ ﺩﻳﻨﻬﻢ . ﻭﺃﻣﺮﺗﻬﻢ ﺃﻥ ﻳﺸﺮﻛﻮﺍ ﺑﻲ ﻣﺎ ﻟﻢ ﺃﻧﺰﻝ ﺑﻪ ﺳﻠﻄﺎﻧﺎً (( .
ﻓﺈﺫﺍ ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ ﺇﻳﻘﺎﻋﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻭﺍﻟﻜﻔﺮ . ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﻳﻴﺌﺲ . ﻭﻳﺮﺿﻰ ﺑﻤﺎ ﺩﻭﻥ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺇﻳﻘﺎﻋﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺬﻧﻮﺏ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﺻﻲ . ﻭﻏﺮﺱ ﺍﻟﻌﺪﺍﻭﺓ ﻭﺍﻟﺒﻐﻀﺎﺀ ﻓﻲ ﺻﻔﻮﻓﻬﻢ ..
ﻫﻮ ﻻ ﻳﻜﺘﻔﻲ ﺑﺪﻋﻮﺓ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﻭﺍﻟﺬﻧﻮﺏ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﺻﻲ ﺑﻞ ﻳﺼﺪﻫﻢ ﻋﻦ ﻓﻌﻞ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻓﻼ ﻳﺘﺮﻙ ﺳﺒﻴﻼً ﻣﻦ ﺳﺒﻞ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻳﺴﻠﻜﻪ ﻋﺒﺪ ﻣﻦ ﻋﺒﺎﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻻ ﻗﻌﺪ ﻓﻴﻪ . ﻳﺼﺪﻫﻢ ﻭﻳﻤﻴﻞ ﺑﻬﻢ ..
ﻫﻮ ﻳﺄﻣﺮ ﺑﻜﻞ ﺷﺮ .. ﻳﻬﺪﻑ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﺇﺿﻼﻝ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺑﺎﻟﻜﻔﺮ ﻭﺍﻟﺬﻧﻮﺏ ..
ﺇِﻧَّﻤَﺎ ﻳَﺄْﻣُﺮُﻛُﻢْ ﺑِﺎﻟﺴُّﻮﺀِ ﻭَﺍﻟْﻔَﺤْﺸَﺎﺀ ﻭَﺃَﻥ ﺗَﻘُﻮﻟُﻮﺍْ ﻋَﻠَﻰ ﺍﻟﻠّﻪِ ﻣَﺎ ﻻَ ﺗَﻌْﻠَﻤُﻮﻥَ ‏[ ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ : 169 ‏] .
ﺃﺛﻨﻰ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻠﻰ ﻋﺒﺪﻩ ﺑﺄﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻧﻌﻢ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﺇﺫ ﺃﺑﻠﻰ ﻓﻲ ﺍﻻﺧﺘﺒﺎﺭ ﺑﻼﺀ ﺣﺴﻨﺎً ﻓﺄﺛﻨﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺴﺒﺐ ﺻﺒﺮﻩ ﻭ ﻛﺜﺮﺓ ﺭﺟﻮﻋﺔ ﻭ ﺗﻮﺑﺘﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ