ﻣﻦ ﺍﻵﺧﺮ | ﺍﺳﻤﺎﺀ ﻣﺤﻤﺪ ﺟﻤﻌﺔ
ﺃﺯﻣﺔ ﺍﻟﻤﻮﺍﺻﻼﺕ ﻭﺃﺯﻣﺔ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻤﺨﻠﻮﻉ .
ﺭﻏﻢ ﺃﻥ ﺃﺯﻣﺔ ﺍﻟﻤﻮﺍﺻﻼﺕ ﻫﻲ ﺃﺯﻣﺔ ﻣﺴﺘﻤﺮﺓ ﻣﻨﺬ ﻋﻘﻮﺩ ﻃﻮﻳﻠﺔ، ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﺧﻼﻝ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺍﻟﻤﺎﺿﻴﺔ ﺗﻄﻮﺭﺕ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻏﺮﻳﺒﺔ ﺟﺪﺍً ﻭﻏﻴﺮ ﻣﺄﻟﻮﻓﺔ، ﻓﻘﺪ ﺍﺧﺘﻔﺖ ﺍﻟﺤﺎﻓﻼﺕ ﺗﻤﺎﻣﺎً ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻒ، ﻭﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺃﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﻳﻌﺰﻯ ﺇﻟﻰ ﺃﺯﻣﺔ ﻭﻗﻮﺩ،ﻷﻧﻪ ﻻ ﺗﻮﺟﺪ ﺻﻔﻮﻑ ﻟﻠﺤﺎﻓﻼﺕ ﻓﻲ ﻣﺤﻄﺎﺕ ﺍﻟﻮﻗﻮﺩ ﻛﻤﺎ ﺗﻌﻮﺩﻧﺎ ﺣﻴﻦ ﺗﻜﻮﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺃﺯﻣﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﻮﺩ، ﻭﺣﻘﻴﻘﺔ ﺍﻷﻣﺮ ﺃﺛﺎﺭ ﺍﺳﺘﻐﺮﺍﺏ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻇﻠﺖ ﺗﺘﺴﺎﺀﻝ ﺃﻳﻦ ﺍﺧﺘﻔﺖ ﻛﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺤﺎﻓﻼﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﺰﺍﺣﻢ ﻟﺘﻔﻮﺯ ﺑﺄﻛﺒﺮ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻛَّﺎﺏ .
ﺧﻼﻝ ﻧﻔﺲ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺗﺪﺍﻭﻝ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻮﻥ ﻭﺑﻜﺜﺎﻓﺔ ﺣﺪﻳﺜﺎً ﻳﻘﻮﻝ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺟﻬﺎﺕ ﺗﺪﻓﻊ ﻟﺴﺎﺋﻘﻲ ﺍﻟﺤﺎﻓﻼﺕ ﻗﻴﻤﺔ ﺇﻳﺮﺍﺩ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﺨﺮﺟﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻒ، ﻭﺣﻘﻴﻘﻴﺔ ﻟﻢ ﺃﺻﺪﻕ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻭﻟﻢ ﺃﺗﺨﻴﻞ ﺃﻧﻪ ﻳﻤﻜﻦ ﻷﻱ ﺷﺨﺺ ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺑﻼ ﺿﻤﻴﺮ ﻭﺑﻼ ﺇﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻭﺑﻼ ﺃﺧﻼﻕ ﻭﺑﻼ ﺩﻳﻦ ﺃﻥ ﻳﻔﻜﺮ ﻓﻲ ﺩﻓﻊ ﺭﺷﻮﺓ ﻟﺴﺎﺋﻘﻲ ﺣﺎﻓﻼﺕ ﺍﻟﻤﻮﺍﺻﻼﺕ ﻟﺰﻳﺎﺩﺓ ﺍﻷﺯﻣﺔ ﻛﻴﺪﺍً ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ، ﻭﺃﻋﺘﻘﺪ ﺃﻥ ﻭﺍﻟﻲ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﻋﻠﻢ ﺑﻤﺎ ﻳﺤﺪﺙ ﻟﻜﻨﻪ ﻟﻢ ﻳﺘﺼﺮﻑ ﻻ ﺃﺩﺭﻱ ﻟﻤﺎﺫﺍ .
ﺃﻭﻝ ﺃﻣﺲ ﻧﺸﺮﺕ ﺻﺤﻴﻔﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ﺇﻧﻬﺎ ﻗﺎﻣﺖ ﺑﺘﺤﻘﻴﻖ ﺃﺛﺒﺖ ﺻﺤﺔ ﻣﺎ ﻗﺎﻟﻪ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻮﻥ، ﻭﺫﻛﺮﺕ ﺃﻥ ﻣﺪﻳﺮ ﺷﺮﻛﺔ ﺍﻟﻤﻮﺍﺻﻼﺕ ﺑﺎﻹﻧﺎﺑﺔ ﻗﺎﻝ، ﺇﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻏﻴﺎﺑﺎً ﺷﺒﻪ ﺗﺎﻡ ﻟﻠﺤﺎﻓﻼﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﺮﺍﻭﺡ ﻋﺪﺩﻫﺎ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ 10 ﺇﻟﻰ 11 ﺃﻟﻒ ﺣﺎﻓﻠﺔ ﻓﻲ ﻭﻗﺖ ﻭﺍﺣﺪ، ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﺤﺪﺙ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻓﻲ ﺃﻳﺔ ﺃﺯﻣﺔ، ﻭﻗﺎﻝ ﺇﻧﻪ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﻦ ﻳﺪﻓﻊ ﺃﻣﻮﺍﻻً ﻟﻠﻌﺎﻣﻠﻴﻦ ﺑﺎﻟﺤﺎﻓﻼﺕ ﻟﻜﻲ ﻳﺨﺮﻭﺟﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻒ ﻟﺰﻳﺎﺩﺓ ﺍﻷﺯﻣﺔ، ﻛﻤﺎ ﺃﻛﺪ ﺳﺎﺋﻘﻮﻥ ﻟﻠﺼﺤﻔﻴﺔ ﺃﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻭﻫﻮ ﻳﺤﺪﺙ ﻣﻨﺬ ﺷﻬﻮﺭ .
ﻛﺜﻴﺮﻭﻥ ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻐﺮﺑﻮﺍ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺠﺒﺎﻥ ﻭﻟﻢ ﻳﺸﻜﻮﺍ ﺃﻥ ﻭﺭﺍﺀﻩ ﻓﻠﻮﻝ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻤﺨﻠﻮﻉ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﺻﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺻﻨﺎﻋﺔ ﺍﻷﺯﻣﺎﺕ ﻭﻣﺤﺎﺭﺑﺔ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ﻓﻲ ﻣﻌﻴﺸﺘﻬﻢ ﺑﻨﻔﺲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ، ﻭﻇﻞ ﻳﺤﺎﺭﺑﻬﻢ ﺣﺘﻰ ﻭﻫﻮ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻟﻴﺒﻘﻴﻬﻢ ﺿﻌﻔﺎﺀ ﺗﺤﺖ ﺳﻴﻄﺮﺗﻪ ﺑﺎﻹﺑﻘﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺯﻣﺎﺕ، ﻭﻫﺎﻫﻮ ﻳﺴﺘﺨﺪﻡ ﻧﻔﺲ ﺍﻷﺳﻠﻮﺏ ﻟﻴﻌﻮﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺑﻌﺪﻣﺎ ﺍﻗﺘﻠﻊ ﺑﺜﻮﺭﺓ ﺷﻌﺒﻴﺔ .
ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺴﻲﺀ ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻹﺟﺮﺍﻣﻲ ﺇﻥ ﺻﺢ ﻓﻬﻮ ﻳﻔﻀﺢ ﺑﻌﺾ ﺳﺎﺋﻘﻲ ﺍﻟﺤﺎﻓﻼﺕ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻗﺒﻠﻮﺍ ﺍﻟﺮﺷﻮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺪﻣﺖ ﻟﻬﻢ، ﻭﻫﺬﺍ ﺳﻠﻮﻙ ﻏﻴﺮ ﻣﻘﺒﻮﻝ ﺧﺎﺻﺔ ﻭﺇﻧﻬﻢ ﻣﻮﺍﻃﻨﻮﻥ ﻛﺎﻥ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺩﻋﻢ ﺇﺧﻮﺍﻧﻬﻢ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ﻭﻟﻴﺲ ﺍﻟﺘﺂﻣﺮ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺑﺎﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻣﻊ ﻋﺼﺎﺑﺎﺕ ﺇﺟﺮﺍﻣﻴﺔ، ﻓﻬﺬﺍ ﻳﻌﻨﻲ ﺇﻧﻬﻢ ﺃﻳﻀﺎً ﻓﺎﺳﺪﻭﻥ ﻳﻘﺒﻠﻮﻥ ﺍﻟﺮﺷﻮﺓ ﻭﻳﺘﺮﻛﻮﻥ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ .
ﺑﺎﻷﻣﺲ ﻗﻴﻞ ﺇﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺑﺼﺎﺕ ﻭﺻﻠﺖ ﻟﺤﻞ ﺃﺯﻣﺔ ﺍﻟﻤﻮﺍﺻﻼﺕ، ﻭﻫﻲ ﺑﻼ ﺷﻚ ﺳﺘﺤﺪﺙ ﻓﺮﻗﺎً ﻛﺒﻴﺮﺍً، ﻭﻟﻦ ﺗﻜﻮﻥ ﻫﻲ ﺍﻟﺤﻞ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﻭﺳﺘﺄﺗﻲ ﺍﻟﺤﻠﻮﻝ ﺗﺒﺎﻋﺎً، ﻓﻮﺯﻳﺮ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﻗﺎﻝ ﺃﻧﻪ ﻳﻤﻜﻨﻪ ﺍﻻﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﺑﻌﺪﺩ ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺼﺎﺕ ﺗﺤﻞ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ، ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻻ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﺗﻮﻗﻒ ﺍﻟﺤﺎﻓﻼﺕ ﺍﻵﻥ ﻷﻧﻬﺎ ﻓﺎﺗﺤﺔ ﺑﻴﻮﺕ، ﺃﻱ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ‏) ﺷﺎﻳﻠﺔ ‏( ﻫﻢ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﻓﻼﺕ ﻭﺗﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻬﻢ ﺑﻀﻤﻴﺮ ﻭﻫﻢ ﻳﺘﻌﺎﻣﻠﻮﻥ ﻣﻌﻬﺎ ﺑﻌﺪﻡ ﺿﻤﻴﺮ ﻭﻳﺘﺂﻣﺮﻭﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻊ ﺃﻋﺪﺍﺀ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻭﺍﻟﺤﻖ ﻭﺍﻟﻌﺪﻝ ﻋﺼﺎﺑﺔ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻤﺨﻠﻮﻉ ﺳﺒﺐ ﺍﻷﺯﻣﺎﺕ، ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ ﺫﻛﺮ ﺇﻧﻪ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻻﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﺑﺸﺮﻛﺔ ﻭﻗﺪ ﻓﻌﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﻤﻞ ﺑﻬﺎ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﻗﺒﻞ ﻋﺸﺮ ﺳﻨﻮﺍﺕ، ﻭﻣﺎ ﺯﺍﻟﺖ ﺍﻟﺸﺮﻛﺔ ﺗﺤﻘﻖ ﻧﺠﺎﺣﺎً ﻛﺒﻴﺮﺍً ﻟﺪﺭﺟﺔ ﺇﻧﻪ ﻓﻲ ﺁﺧﺮ ﻛﻞ ﻋﺎﻡ ﺑﻌﺪ ﺟﺮﺩﻫﺎ ﻳﺮﺳﻠﻮﻥ ﻟﻪ ﻧﺼﻴﺒﺎً ﻣﻦ ﺍﻷﺭﺑﺎﺡ ﺣﺘﻰ ﺍﻵﻥ، ﺭﻏﻢ ﺇﻧﻪ ﺗﺮﻙ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻣﻨﺬ ﺳﻨﻮﺍﺕ .
ﻟﻴﺖ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ ﻳﻄﺒﻖ ﺍﻟﺤﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺎﻟﻪ ﻓﻬﻮ ﺳﻴﺤﻞ ﺃﺯﻣﺔ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ ﻭﻳﻮﻓﺮ ﻭﻇﺎﺋﻒ ﻟﻌﺪﺩ ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﻃﻠﻴﻦ ﻭﻳﺤﺴﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﺿﻤﻴﺮ ﻟﻬﻢ ، ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺤﺎﻓﻼﺕ ﻓﻬﻲ ﻟﻦ ﺗﺘﻮﻗﻒ ﻷﻥ ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻟﻦ ﺗﻨﺘﻬﻲ ﻗﺮﻳﺒﺎً ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻟﻦ ﻳﺘﻀﺮﺭ ﺃﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻞ ﺍﻟﺠﺬﺭﻱ ﻟﻸﺯﻣﺔ، ﺑﻞ ﺍﻟﻌﻜﺲ ﺳﺘﻘﻔﻞ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﺴﺘﻐﻠﻬﺎ