بحـث
المواضيع الأخيرة
» شركة باعظيم التجاريةمن طرف doaausef3i أمس في 21:37
» شراء اغراض مستعملة بالكويت وغرف نوم باعلى سعر - الدليل
من طرف nadya أمس في 16:09
» شراء اثاث مستعمل الجهراء - بأعلى سعر - الدليل
من طرف nadya أمس في 15:51
» تركيب مخيمات الكويت - جودة عالية خصم 20 %- الدليل
من طرف nadya أمس في 15:32
» شراء اثاث مستعمل الكويت - بأعلى سعر - الدليل
من طرف nadya أمس في 15:12
» موبي برايس ماركات الموبايلات
من طرف omnia أمس في 13:04
» كراتين للبيع بالكويت- افضل انواع الكراتين
من طرف omnia أمس في 12:39
» افضل شركة نقل عفش بالكويت
من طرف omnia أمس في 12:27
» افضل شركة شراء اثاث مستعمل بالكويت
من طرف omnia أمس في 12:16
» شركة تنظيف اثاث بالرياض - خصم 30% - اطلب مهني
من طرف omnia أمس في 12:06
أفضل 10 فاتحي مواضيع
قسي وبس2 | ||||
خالد فكري | ||||
ندا عمر | ||||
nadya | ||||
omnia | ||||
moslema_r | ||||
مارينا مايكل | ||||
ندا عصام | ||||
سيرين سعيد | ||||
رضوي سعيد |
المشاركات التي حصلت على أكثر ردود أفعال في الشهر
خادم Discord
| |
ﺷﻬﻮﺓ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻭﺍﻟﺘﻨﺎﻭﻝ ﺍﻟﺴﻠﺒﻲ
صفحة 2 من اصل 1 • شاطر
ﺷﻬﻮﺓ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻭﺍﻟﺘﻨﺎﻭﻝ ﺍﻟﺴﻠﺒﻲ
ﻻ ﺷﻚ ﺃﻥ ﻗﻀﻴﺔ ﺍﻟﺸﻬﻮﺓ ﺗﺴﺘﺤﻮﺫ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺎﺣﺔ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﻣﻦ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﺎﺕ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻓﻲ ﻋﺼﺮ ﺗﻤﻮﺝ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻔﺘﻦ، ﻭﺗﺸﺮﺋﺐ ﻓﻴﻪ ﻋﻮﺍﻣﻞ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ .
ﻻ ﺷﻚ ﺃﻥ ﻗﻀﻴﺔ ﺍﻟﺸﻬﻮﺓ ﺗﺴﺘﺤﻮﺫ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺎﺣﺔ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﻣﻦ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﺎﺕ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻓﻲ ﻋﺼﺮ ﺗﻤﻮﺝ ﻓﻴﻪ
ﺍﻟﻔﺘﻦ ، ﻭﺗﺸﺮﺋﺐ ﻓﻴﻪ ﻋﻮﺍﻣﻞ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ .
ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻷﻫﻤﻴﺔ ﺗﻨﻌﻜﺲ - ﻻ ﺭﻳﺐ - ﻋﻠﻰ ﺣﻘﻞ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﻭﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ، ﺇﺫ ﺇﻥ ﺟﻬﺪ ﺍﻟﻤﺮﺑﻴﻦ ﻳﻨﺼﺮﻑ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﺎ ﻳﻨﺼﺮﻑ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻭﺗﺮﺑﻴﺘﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻼﺡ ﻭﺍﻟﻌﻔﺔ ﻭﺍﻻﺳﺘﻘﺎﻣﺔ، ﻭﺫﻟﻚ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺗﺄﺻَّﻠﺖ ﺍﻟﻘﻨﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﺘﺎﻣﺔ ﺑﻀﺮﻭﺭﺓ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺸﻤﻮﻟﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻜﺎﻣﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻔﺮﺿﻬﺎ ﻣﺘﻄﻠﺒﺎﺕ ﺍﻹﺻﻼﺡ .
ﺇﻃﻼﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻭﺍﻗﻊ ﺍﻟﻤﺮﺑﻴﻦ :
ﻏﻴﺮ ﺃﻥ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺮﺑﻴﻦ ﻗﺪ ﺳﻠﻜﻮﺍ ﻣﺴﻠﻜﺎً ﻏﻴﺮ ﻣُﺮﺽٍ ﻓﻲ ﺗﻨﺎﻭﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ، ﻓﻔﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻬﻤِّﺶ ﻓﻴﻪ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﻭﻻ ﻳﺘﻌﺮَّﺽ ﻟﻬﺎ ﺇﻻ ﺑﻘﺪﺭ ﺿﺌﻴﻞ ﻣﻦ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ؛ ﻧﺮﻯ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺎﻧﺐ ﺍﻵﺧﺮ ﻣِﻦ ﺍﻟﻤﺮﺑﻴﻦ ﻣَﻦ ﻳﺒﺎﻟﻎ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﻳﻀﺨﻢ ﻭﻳﻬﻮﻝ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻬﺎ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﺗﺠﻌﻞ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﻳﻌﻴﺶ ﺗﺤﺖ ﺗﻬﺪﻳﺪ ﻫﻮﺍﺟﺲ ﺍﻟﺸﻬﻮﺓ ﻓﻲ ﻓﺰﻉ، ﺣﻴﺚ ﺇﻥ ﺍﻟﻤﺮﺑﻲ ﻗﺪ ﺻﻮَّﺭ ﻟﻪ ﺍﻟﺸﻬﻮﺓ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻬﺎ ﻭﺣﺶ ﻳﺼﻌﺐ ﺍﻟﺘﺼﺪﻱ ﻟﻪ .
ﻭﻟﻴﺲ ﻫﺬﺍ ﻓﺤﺴﺐ، ﻟﻜﻨﻪ ﻳﺠﻨﺢ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻐﺎﻻﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺍﻟﺸﻬﻮﺓ، ﻓﺼﺎﺭﺕ ﺍﻟﻤﻌﺎﻟﺠﺔ ﻭﻛﺄﻧﻬﺎ ﺧﺮﺟﺖ ﻣﻦ ﺭﺣﻢ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺼﻮﻓﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺰﻛﻴﺔ ﺑﻔﺮﺽ ﺭﻳﺎﺿﺎﺕ ﻏﻴﺮ ﻣﺸﺮﻭﻋﺔ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﺘﺨﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺼﻔﻴﺔ .
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺴﻠﻚ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﻻ ﺷﻚ ﺃﻧﻪ ﻳﻀﻌﻒ ﺍﻻﺳﺘﻌﺪﺍﺩﺍﺕ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻟﻠﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﻗﻀﻴﺔ ﺍﻟﺸﻬﻮﺓ، ﺣﻴﺚ ﻳﻮﻫﻦ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﺸﺎﺏ، ﻭﻳﻔﻘﺪﻩ ﺍﻟﺜﻘﺔ ﺑﻘﺪﺭﺍﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻬﺎ، ﻭﻳﻌﻴﺶ ﺧﺎﺋﻔﺎً ﻣﺘﺮﻗﺒﺎً ﺍﻟﻮﻗﻮﻉ ﻓﻲ ﺑﺮﺍﺛﻦ ﺍﻟﺰﻟﻞ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻔﻴﻨﺔ ﻭﺍﻷﺧﺮﻯ .
ﺃﺿﻒ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﻤﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺮﺍﻫﺎ ﺍﻟﻤﺮﺑﻲ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﺤﻮ ﺗُﺜﻘﻞ ﻛﺎﻫﻞ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺑﺘﻜﺎﻟﻴﻒ ﻳﺮﻯ ﺃﻧﻬﺎ ﻣﻊ ﺻﻌﻮﺑﺘﻬﺎ ﻏﻴﺮ ﻛﻔﻴﻠﺔ ﺑﺎﻟﺘﺼﺪﻱ ﻟﺬﻟﻚ ﺍﻟﻮﺣﺶ ﺍﻟﻜﺎﺳﺮ، ﻣﺎ ﻳﻌﺮِّﺿﻪ ﻟﻼﻧﻔﻼﺕ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻳﻌﻠﻦ ﺍﺳﺘﺴﻼﻣﻪ .
ﻧﺤﻮ ﻣﻨﻬﺞ ﺭﺍﺷﺪ :
ﺭﺑﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻷﻫﻤﻴﺔ ﺑﻤﻜﺎﻥ ﻃﺮﺡُ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻷﻣﺜﻞ ﻓﻲ ﺗﻨﺎﻭﻝ ﻗﻀﻴﺔ ﺍﻟﺸﻬﻮﺓ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ ﺃﻫﻢ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﻮﺯ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﺎﺗﻬﻢ، ﻭﻟﺴﻨﺎ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻧﻔﺮﺍﺩ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﺑﻌﻤﻖ ﺍﻟﻤﻌﺎﻟﺠﺔ ﻟﻤﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺴﺎﺋﻞ؛ ﻻﺳﺘﻨﺎﺩﻫﺎ ﺇﻟﻰ ﺷﺮﻳﻌﺔ ﻣﺤﻜﻤﺔ، ﻭﻭﺣﻲ ﻻ ﻳﺘﻄﺮﻕ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﺨﻠﻞ، ﻭﻫﺬﺍ ﻳﻌﻠﻤﻪ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ، ﺇﻻ ﺃﻥ ﺗﺮﺟﻤﺘﻪ ﺇﻟﻰ ﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺘﻠﺒﺲ ﺑﺎﻟﺸﻄﻂ .
ﻭﺩﻋﻮﻧﺎ ﻧﻘﻮﻝ : ﺇﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﺤﺎﻭﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺪﻭﺭ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺗﻨﺎﻭﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺗﻤﺜﻞ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﻘﺮﺁﻧﻲ ﻭﺍﻟﻨﺒﻮﻱ ﻟﻤﻮﺍﺟﻬﺔ ﺇﻟﺤﺎﺡ ﺍﻟﺸﻬﻮﺓ، ﻟﻌﻞ ﻣﻦ ﺃﻫﻤﻬﺎ :
ﺑﻴﺎﻥ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﺸﻬﻮﺓ ﻟﻠﺸﺒﺎﺏ ﺩﻭﻥ ﻣﻐﺎﻻﺓ :
ﻓﺎﻟﺸﻬﻮﺓ ﻟﻴﺴﺖ ﺳُﺒَّﺔ، ﻭﻻ ﻫﻲ ﻣﻤَّﺎ ﻳﻌﺎﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺮﺀ؛ ﺑﻞ ﻻ ﺑﺪَّ ﻣﻦ ﺗﺼﻮﻳﺮﻫﺎ ﻟﻠﺸﺎﺏ ﻋﻠﻰ ﺣﻘﻴﻘﺘﻬﺎ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺃﻣﺮ ﻓﻄﺮﻱ، ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻗﺮﺭﻩ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ } : ﺯُﻳِّﻦَ ﻟِﻠﻨَّﺎﺱِ ﺣُﺐُّ ﺍﻟﺸَّﻬَﻮَﺍﺕِ ﻣِﻦَ ﺍﻟﻨِّﺴَﺎﺀِ { [ ﺁﻝ ﻋﻤﺮﺍﻥ : 14 ] ، ﻭﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻳﻘﻮﻝ ﺭﺷﻴﺪ ﺭﺿﺎ - ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ : " ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻣﺎ ﻓﻄﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﺷﻲﺀ ﻗﺒﻴﺢ، ﻭﻛﻴﻒ ﻳﻜﻮﻥ ﺣﺐُّ
ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻓﻲ ﺃﺻﻞ ﺍﻟﻔﻄﺮﺓ ﻣﺬﻣﻮﻣﺎً ﻭﻫﻮ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﺇﺗﻤﺎﻡ ﺣﻜﻤﺘﻪ ﻓﻲ ﺑﻘﺎﺀ ﻧﻮﻉ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ " [ 1 ] ، ﻓﺎﻟﻔﻄﺮﺓ ﻭﺍﻟﺠﺒﻠﺔ ﻻ ﻳﺤﻜﻢ ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﺑﻞ ﻳﺤﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺗﻨﺼﺮﻑ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﺣﻖ ﺃﻭ ﺑﺎﻃﻞ .
ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺐ ﺃﻥ ﻳﻔﻘﻪ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﻓﻲ ﻣﺤﻀﻨﻪ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻬﻮﺓ ﻭﺿﺒﻄﻬﺎ ﻟﻴﺲ ﺑﺎﻷﻣﺮ ﺍﻟﻌﺴﻴﺮ، ﻓﻜﻴﻒ ﻳﺄﻣﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﺎﻟﻌﻔﺔ ﻭﺻﻮﻥ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻋﻦ ﺗﻔﺮﻳﻎ ﺍﻟﺸﻬﻮﺓ ﻓﻲ ﺑﺎﻃﻞ ﻭﻳﻜﻮﻥ ﺫﻟﻚ ﻋﺴﻴﺮﺍً؟ ﻓﻬﺬﺍ ﻣﻨﺎﻑٍ ﻟﻘﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ } : ﻻ ﻳُﻜَﻠِّﻒُ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻧَﻔْﺴﺎً ﺇﻻَّ ﻭُﺳْﻌَﻬَﺎ { [ ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ : 286 ] ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺗﺘﻤﺮﺩ ﺍﻟﺸﻬﻮﺓ ﻋﻠﻰ ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ ﻭﺗﻄﻮِّﻋﻪ ﻟﻬﺎ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻳﻌﺮﺽ ﻧﻔﺴﻪ ﻟﺪﻭﺍﻋﻴﻬﺎ، ﻭﻳﻨﺄﻯ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻋﻦ ﻣﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﺬﻱ ﺭﺳﻤﻪ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ ﻟﻠﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻬﺎ، ﻓﻬﺬﺍ ﻣﺎ ﻳﺠﻌﻞ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺇﻟﻴﻪ ﻋﺴﻴﺮﺍً .
ﺗﻐﻴﻴﺮ ﺍﻹﺩﺭﺍﻙ :
ﺇﺩﺭﺍﻛﻨﺎ ﻟﻸﻣﻮﺭ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﺗﺼﻮﺭﺍﺕ ﺫﻫﻨﻴﺔ ﻟﻬﺎ، ﻓﻜﻤﺎ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﻟﻔﻘﻲ - ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ : ( ﺍﻟﺨﺮﻳﻄﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﻫﻲ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ) [ 2 ] ، ﻭﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺨﺮﻳﻄﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﺮﺍﻫﺎ ﻟﺪﻭﻟﺔ ﺃﻭ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻣﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﻫﻲ ﺫﺍﺗﻬﺎ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻫﻲ ﺗﺼﻮﺭﻧﺎ ﺍﻟﺬﻫﻨﻲ ﻟﻬﺎ .
ﻛﺬﻟﻚ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﻔﻌﻞ ﺍﻟﻤﺮﺑﻲ ﻣﻊ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﻓﻲ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﺸﻬﻮﺓ؛ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﺇﺩﺭﺍﻛﻪ ﻟﻬﺎ، ﻭﺭﺑﻤﺎ ﻳُﻔﻬﻢ ﺍﻟﻤﻘﺼﻮﺩ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺳﺄﻟﻬﺎ
ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﺎﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺫﺑﺤﻮﻫﺎ : « ﻣﺎ ﺑﻘﻲ ﻣﻨﻬﺎ » ، ﻗﺎﻟﺖ : " ﻣﺎ ﺑﻘﻲ ﻣﻨﻬﺎ ﺇﻻ ﻛﺘﻔﻬﺎ " ، ﻓﻐﻴَّﺮ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺇﺩﺭﺍﻛﻬﺎ ﻷﻣﺮ ﺍﻟﻨﻔﻘﺔ ﻗﺎﺋﻼً : « ﺑﻘﻲ ﻛﻠﻬﺎ ﻏﻴﺮ ﻛﺘﻔﻬﺎ » ، ﻓﻤﺎ ﻇﻨﺘﻪ ﻗﺪ ﺫﻫﺐ ﻫﻮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻣﺎ ﻳﻨﻔﻊ .
ﻭﺇﺫﺍ ﺳﻠﻄﻨﺎ ﺍﻟﻀﻮﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻌﺎﻟﺠﺔ ﺍﻟﻨﺒﻮﻳﺔ ﻟﻘﻀﻴﺔ ﺍﻟﺸﻬﻮﺓ ﻟﺪﻯ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ، ﻧﺮﻯ ﺃﻣﺮ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﺍﻹﺩﺭﺍﻙ ﺑﻮﺿﻮﺡ ﻓﻲ ﻗﺼﺔ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺳﺘﺄﺫﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺰِّﻧﻰ، ﻓﺒﻴﻨﻤﺎ ﺃﻗﺒﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺑﺎﻟﺰﺟﺮ، ﺃﺩﻧﺎﻩ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺑﺮﻓﻖ ﻭﺃﺟﻠﺴﻪ ﻗﺮﻳﺒﺎً ﻣﻨﻪ، ﻭﻗﺎﻝ : " « ﺃﺗﺤﺒﻪ ﻷﻣﻚ » ؟ ﻗﺎﻝ : ﻻ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺟﻌﻠﻨﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﺪﺍﻙ . ﻗﺎﻝ : « ﻭﻻ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﺤﺒﻮﻧﻪ ﻷﻣﻬﺎﺗﻬﻢ » .. ﻗﺎﻝ « ﺃﻓﺘﺤﺒﻪ ﻻﺑﻨﺘﻚ » ؟ ﻗﺎﻝ : ﻻ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ! ﺟﻌﻠﻨﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﺪﺍﻙ . ﻗﺎﻝ : « ﻭﻻ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﺤﺒﻮﻧﻪ ﻟﺒﻨﺎﺗﻬﻢ » .. ﻗﺎﻝ
« ﺃﺗﺤﺒﻪ ﻷﺧﺘﻚ » ؟ ﻗﺎﻝ : ﻻ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺟﻌﻠﻨﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﺪﺍﻙ . ﻗﺎﻝ : ﻭ « ﻻ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﺤﺒﻮﻧﻪ ﻷﺧﻮﺍﺗﻬﻢ » .. ﻗﺎﻝ « ﺃﺗﺤﺒﻪ ﻟﻌﻤﺘﻚ » ؟ ﻗﺎﻝ : ﻻ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺟﻌﻠﻨﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﺪﺍﻙ . ﻗﺎﻝ : « ﻭﻻ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﺤﺒﻮﻧﻪ ﻟﻌﻤﺎﺗﻬﻢ » .. ﻗﺎﻝ « ﺃﺗﺤﺒﻪ ﻟﺨﺎﻟﺘﻚ » ؟ ﻗﺎﻝ : ﻻ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺟﻌﻠﻨﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﺪﺍﻙ . ﻗﺎﻝ : « ﻭﻻ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﺤﺒﻮﻧﻪ ﻟﺨﺎﻻﺗﻬﻢ » .. ﻓﻮﺿﻊ ﻳﺪﻩ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻗﺎﻝ : « ﺍﻟﻠﻬﻢ ! ﺍﻏﻔﺮ ﺫﻧﺒﻪ ﻭﻃﻬِّﺮ ﻗﻠﺒﻪ ﻭﺣﺼِّﻦ ﻓﺮﺟﻪ » . ﻓﻠﻢ ﻳﻜﻦ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻔﺘﻰ ﻳﻠﺘﻔﺖ ﺇﻟﻰ ﺷﻲﺀ " [ 3 ] .
ﻓﺒﻌﺪ ﺃﻥ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺤﻞ ﻓﻲ ﺗﺼﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺍﻟﺬﻫﻨﻴﺔ ﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﺸﻬﻮﺓ ﻫﻮ ﺍﻟﺰِّﻧﻰ، ﺗﻐﻴَّﺮ ﺇﺩﺭﺍﻛﻪ ﻭﺗﺒﺪﻟﺖ ﻗﻨﺎﻋﺎﺗﻪ، ﺑﻤﺎﺫﺍ؟ ( ﻟﻘﺪ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺇﺩﺭﺍﻙ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻛﺎﻥ ﻣﺮﻛﺰﺍً ﻋﻠﻰ ﻗﻀﺎﺀ ﺷﻬﻮﺗﻪ . ﺃﺭﺷﺪﻩ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻳﻨﻈﺮ ﻟﻸﻣﺮ ﻣﻦ ﺯﺍﻭﻳﺔ ﺃﺧﺮﻯ؛ ﺃﻻ ﻭﻫﻲ ﺯﺍﻭﻳﺔ ﺍﻷﺛﺮ ﺍﻟﺴﻠﺒﻲ ﻭﺍﻹﻳﺬﺍﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﺪﺛﻪ ﺍﻟﺰِّﻧﻰ، ﺳﻮﺍﺀ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺰﻧﻲ ﺑﻬﺎ ﺃﻭ ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻠﻬﺎ، ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺗﻐﻴﺮ ﺳﻠﻮﻙ ﺍﻟﺸﺎﺏ ) [ 4 ] .
ﻭﻣﻤﺎ ﻳﺴﻴﻄﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺣﺎﻝ ﺛﻮﺭﺍﻥ ﺷﻬﻮﺗﻪ ﺍﻟﺮﻏﺒﺔُ ﻓﻲ ﻗﻀﺎﺀ ﻭﻃﺮﻩ ﺑﺄﻱ ﻭﺳﻴﻠﺔ، ﻓﺈﺫﺍ ﺍﺗﻀﺤﺖ ﻓﻲ ﺗﺼﻮﺭﺍﺗﻪ ﺯﻭﺍﻳﺎ ﺍﻟﺮﺅﻳﺔ ﺍﻷﺧﺮﻯ، ﻓﻼ ﺷﻚ ﺃﻧﻪ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﻋﺎﻣﻼً ﺣﻴﻮﻳﺎً ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺇﻟﺤﺎﺡ ﺍﻟﺸﻬﻮﺓ، ﻓﻤﻦ ﺫﻟﻚ :
- ﻛﻞ ﺃﻧﺜﻰ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﻔﺠﺮ ﺑﻬﺎ ﻫﻲ ﺑﻤﻨﺰﻟﺔ ﺍﻷﺧﺖ ﺃﻭ ﺍﻷﻡ .
- ﻗﻀﺎﺀ ﺍﻟﺸﻬﻮﺓ ﺑﺎﻟﺤﺮﺍﻡ ﺃﻳﺎً ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﺇﻧﻤﺎ ﻫﻮ ﻟﺬﺓ ﻭﻗﺘﻴﺔ ﻻ ﺗﻀﺎﻫﻲ ﻣﺎ ﻳﻌﻘﺒﻬﺎ ﻣﻦ ﺃﻟﻢ ﻭﺣﺴﺮﺓ ﻭﻧﺪﻡ ﻭﺿﻴﻖ ﺻﺪﺭ ﻭﻫﻢٍّ ﻳﻌﺘﻤﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻔﺲ .
- ﺍﻟﺸﻬﻮﺓ ﺷﻲﺀ ﻓﻄﺮﻱ ﻟﻢ ﻳﺤﻞ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺑﻴﻦ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﺑﻴﻨﻬﺎ ﺇﻻ ﺑﻤﺎ ﻳﻬﺬﺑﻬﺎ ﻭﻳﻀﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻬﺮ ﻭﺍﻟﻨﻘﺎﺀ ﻭﺍﻟﻌﻔﺎﻑ .
- ﻟﻴﺲ ﻗﻀﺎﺀ ﺍﻟﻮﻃﺮ ﺍﻟﻮﺳﻴﻠﺔَ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪﺓ ﻟﻠﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﺿﻐﻂ ﺍﻟﺸﻬﻮﺓ ﻭﺇﻟﺤﺎﺣﻬﺎ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻫﻨﺎﻙ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺃﻛﺜﺮ ﻧﻘﺎﺀً ﻭﻃﻬﺮﺍً ﻻ ﻳُﺘﺤﻤَّﻞ ﺑﻬﺎ ﺗﺒﻌﺔ .
ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﻋﻠﻰ ﺗﻌﻠﻴﺔ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﺍﻹﻳﻤﺎﻧﻲ :
ﺇﻥ ﻣﻦ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﻟﻠﺴﻠﻮﻙ ﻭﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻹﻳﻤﺎﻧﻴﺔ، ﻳﺪﺭﻙ ﺑﻐﻴﺮ ﺟﻬﺪ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﻘﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﻣﺒﺪﺃ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﺔ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺘﺨﻠﻴﺔ، ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﺮﺷﺪ ﺍﻟﺴﺎﻟﻚ ﺇﻟﻰ ﻋﻼﺝ ﺍﻵﻓﺎﺕ ﺃﻭﻻً ﺣﺘﻰ ﺗﻜﻮﻥ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻬﻴَّﺄﺓ ﻟﺘﻘﺒُّﻞ ﺍﻟﺨﻴﺮﺍﺕ ﻭﺯﺭﺍﻋﺔ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ .
ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ( ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺸﻘﺔ ﻭﺍﻟﻌﻨﺖ ﻣﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻪ ﻋﻠﻴﻢ، ﺇﺫ ﻣﺘﻰ ﻳﺴﺘﻘﻴﻢ ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﺄﻧﻪ ﺗﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﺟﻤﻴﻊ ﺁﻓﺎﺕ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﺃﻣﺮﺍﺿﻬﺎ؟ ! ﻭﻫﺬﺍ ﻋﺪﺍ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﺎﺕ ﺍﻟﺒﺪﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻟﻔﺔ ﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ) [ 5 ] .
ﻭﺃﻣﺎ ﻣﺪﺭﺳﺔ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ - ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ - ﻓﻬﻲ ﺍﻷﻗﺮﺏ ﻭﺍﻷﻛﺜﺮ ﺍﺗﺒﺎﻋﺎً ﻟﻤﻨﻬﺎﺝ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ، ﻭﻓﻴﻬﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﺎﻟﺘﺤﻠﻴﺔ ﻭﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﺎﻟﺒﻨﺎﺀ ﺍﻹﻳﻤﺎﻧﻲ، ﻣﻊ ﺍﻟﻠﺠﻮﺀ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺨﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﻟﻤﺴﻴﺮ، ﻓﻴﻨﺸﻐﻞ ﺑﻘﻄﻊ ﺍﻵﻓﺔ ﺇﺫﺍ ﻋُﺮﺿﺖ ﻟﻪ ﻣﻊ ﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﺭﺑﻪ .
ﻳﻘﻮﻝ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ : " ﻭﺳﺄﻟﺖ ﻳﻮﻣﺎً ﺷﻴﺦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ - ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ - ﻋﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ، ﻭﻗﻄﻊ ﺍﻵﻓﺎﺕ ﻭﺍﻻﺷﺘﻐﺎﻝ ﺑﺘﻨﻘﻴﺔ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻭﺗﻨﻈﻴﻔﻬﺎ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻲ ﺟﻤﻠﺔ ﻛﻼﻣﻪ : ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺒﺎﻃﻮﺱ، ﻭﻫﻮ ﺟﺐ ﺍﻟﻘﺬﺭ، ﻛﻠﻤﺎ ﻧﺒﺸﺘﻪ ﻇﻬﺮ ﻭﺧﺮﺝ، ﻭﻟﻜﻦ ﺇﻥ ﺃﻣﻜﻨﻚ ﺃﻥ ﺗﺴﻘﻒ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺗﻌﺒﺮﻩ ﻭﺗﺠﻮﺯﻩ ﻓﺎﻓﻌﻞ، ﻭﻻ ﺗﺸﺘﻐﻞ ﺑﻨﺒﺸﻪ، ﻓﺈﻧﻚ ﻟﻦ ﺗﺼﻞ ﺇﻟﻰ ﻗﺮﺍﺭﻩ، ﻭﻛﻠﻤﺎ ﻧﺒﺸﺖ ﺷﻴﺌﺎً ﻇﻬﺮ ﻏﻴﺮﻩ، ﻓﻘﻠﺖ : ﺳﺄﻟﺖ ﻋﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺸﻴﻮﺥ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻲ : ﻣﺜﺎﻝ ﺁﻓﺎﺕ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻣﺜﺎﻝ ﺍﻟﺤﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﻌﻘﺎﺭﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺮ، ﻓﺈﻥ ﺃﻗﺒﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﻔﺘﻴﺶ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻋﻨﻬﺎ ﻭﺍﻻﺷﺘﻐﺎﻝ ﺑﻘﺘﻠﻬﺎ؛ ﺍﻧﻘﻄﻊ ﻭﻟﻢ ﻳﻤﻜﻨﻪ ﺍﻟﺴﻔﺮ ﻗﻂ . ﻭﻟﻜﻦ ﻟﺘﻜﻦ ﻫﻤﺘﻚ ﺍﻟﻤﺴﻴﺮ ﻭﺍﻹﻋﺮﺍﺽ ﻋﻨﻬﺎ، ﻭﻋﺪﻡ ﺍﻻﻟﺘﻔﺎﺕ ﺇﻟﻴﻬﺎ، ﻓﺈﺫﺍ ﻋﺮﺽ ﻟﻚ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺎ ﻳﻌﻮﻗﻚ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺴﻴﺮ، ﻓﺎﻗﺘﻠﻪ ﺛﻢ ﺍﻣﺾ ﻋﻠﻰ ﺳﻴﺮﻙ ) [ 6 ] .
ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻓﺈﻥ ﺍﻻﺳﺘﻐﺮﺍﻕ ﻓﻲ ﻋﻼﺝ ﺗﺼﺪﻉ ﺍﻟﻌﻔﺔ ﻟﺪﻯ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﻭﺍﻟﻮﻗﻮﻑ ﻋﻨﺪﻫﺎ ﺩﻭﻥ ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﺘﻌﻠﻴﺔ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﺍﻹﻳﻤﺎﻧﻲ؛ ﻏﻴﺮ ﻣﺠﺪٍ، ﻓﻀﻼً ﻋﻦ ﻛﻮﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻔﺎﻑ، ﻭﻧﺴﺘﺸﻒ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ ﺃﻥ ﺭﺟﻼً ﺃﺻﺎﺏ ﻣﻦ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻳﻌﻨﻲ ﻣﺎ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻔﺎﺣﺸﺔ، ﻓﻼ ﺃﺩﺭﻱ ﻣﺎ ﺑﻠﻎ ﻏﻴﺮ ﺃﻧﻪ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺰِّﻧﻰ، ﻓﺄﺗﻰ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﺬﻛﺮ ﺫﻟﻚ ﻟﻪ ﻓﺄﻧﺰﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ } : ﻭَﺃَﻗِﻢِ ﺍﻟﺼَّﻼﺓَ ﻃَﺮَﻓَﻲِ ﺍﻟﻨَّﻬَﺎﺭِ ﻭَﺯُﻟَﻔًﺎ ﻣِّﻦَ ﺍﻟﻠَّﻴْﻞِ ﺇﻥَّ ﺍﻟْـﺤَﺴَﻨَﺎﺕِ ﻳُﺬْﻫِﺒْﻦَ ﺍﻟﺴَّﻴِّﺌَﺎﺕِ ﺫَﻟِﻚَ ﺫِﻛْﺮَﻯ ﻟِﻠﺬَّﺍﻛِﺮِﻳﻦَ { [ ﻫﻮﺩ : 114 ] ، ﻓﻘﺎﻝ : ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ . ﺃﻟﻲ ﻫﺬﻩ؟ ﻗﺎﻝ : ﻟﻤﻦ ﺃﺧﺬ ﺑﻬﺎ [ 7 ] .
ﻓﻮﺟَّﻪ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﺎﻟﺠﺎﻧﺐ ﺍﻹﻳﻤﺎﻧﻲ، ﻭﺗﻌﻠﻴﺔ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺼﺮﺡ ﺣﺘﻰ ﺗﻘﺘﻠﻊ ﺍﻵﻓﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻬﺘﻒ ﺑﻪ، ﻓﻬﻜﺬﺍ ﻧﻮﺭ ﺍﻟﻄـــﺎﻋﺔ ﻳﺒﺪﺩ ﻇﻼﻡ ﺍﻟﻤﻌﺼﻴﺔ، ﻭﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ - ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ :
( ﺍﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﺃﺷﻌﺔ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﺒﺪﺩ ﻣﻦ ﺿﺒﺎﺏ ﺍﻟﺬﻧﻮﺏ ﻭﻏﻴﻮﻣﻬﺎ ﺑﻘﺪﺭ ﻗﻮﺓ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺸﻌﺎﻉ ﻭﺿﻌﻔﻪ، ﻓﻠﻬﺎ ﻧﻮﺭ، ﻭﺗﻔﺎﻭﺕ ﺃﻫﻠـــﻬﺎ ﻓﻲ ﺫﻟـــﻚ ﺍﻟـــﻨﻮﺭ ﻗﻮﺓً ﻭﺿﻌـــﻔﺎً ﻻ ﻳﺤـــﺼﻴﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ، ﻓﻤﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﻧﻮﺭ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻪ ﻛﺎﻟﺸﻤﺲ، ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻧﻮﺭﻫﺎ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻪ ﻛﺎﻟﻜﻮﻛﺐ ﺍﻟﺪﺭﻱ، ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻧﻮﺭﻫﺎ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻪ ﻛﺎﻟﻤﺸﻌﻞ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ، ﻭﺁﺧﺮ ﻛﺎﻟﺴﺮﺍﺝ ﺍﻟﻤﻀﻲﺀ، ﻭﺁﺧﺮ ﻛﺎﻟﺴﺮﺍﺝ ﺍﻟﻀﻌﻴﻒ .
ﻭﻟﻬﺬﺍ ﺗﻈﻬﺮ ﺍﻷﻧﻮﺍﺭ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﺑﺄﻳﻤﺎﻧﻬﻢ ﻭﺑﻴﻦ ﺃﻳﺪﻳﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻘﺪﺍﺭ ﺑﺤﺴﺐ ﻣﺎ ﻓﻲ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ﻣﻦ ﻧﻮﺭ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻋﻠﻤﺎً ﻭﻋﻤﻼً ﻭﻣﻌﺮﻓﺔ ﻭﺣﺎﻻً، ﻭﻛﻠﻤﺎ ﻋﻈﻢ ﻧﻮﺭ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻭﺍﺷﺘﺪَّ، ﺃﺣﺮﻕ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺒﻬﺎﺕ ﻭﺍﻟﺸﻬﻮﺍﺕ ﺑﺤﺴﺐ ﻗﻮﺗﻪ ﻭﺷﺪﺗﻪ، ﺣﺘﻰ ﺇﻧﻪ ﺭﺑﻤﺎ ﻭﺻﻞ ﺇﻟﻰ ﺣﺎﻝ ﻻ ﻳﺼﺎﺩﻑ ﻣﻌﻬﺎ ﺷﺒﻬﺔ ﻭﻻ ﺷﻬﻮﺓ ﻭﻻ ﺫﻧﺒﺎً ﺇﻻ ﺃﺣﺮﻗﻪ ) [ 8 ] .
ﻭﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺫﻟﻚ ﻛﺎﻧﺖ ﻭﺻﻴﺔ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻟﻠﺸﺒﺎﺏ : « ﻳﺎ ﻣﻌﺸﺮ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻣﻦ ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﻣﻨﻜﻢ ﺍﻟﺒﺎﺀﺓ ﻓﻠﻴﺘﺰﻭﺝ، ﻭﻣﻦ ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ ﻓﻌﻠﻴﻪ ﺑﺎﻟﺼﻮﻡ ﻓﺈﻧﻪ ﻟﻪ ﻭِﺟﺎﺀ » [ 9 ] .
ﻭﻣﻦ ﺃﺟﻞِّ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗُﻌﻠﻲ ﻣﻦ ﺻﺮﺡ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﺎﻟﺘﻮﺟﻴﻪ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺤﺎﺿﻦ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ : ﺍﻟﺼﻠﻮﺍﺕ ﺍﻟﺨﻤﺲ ﻭﺃﺩﺍﺅﻫﺎ ﻓﻲ ﺃﻭﻗﺎﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﺑﻴﻮﺕ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﺷﺮﻭﻃﻬﺎ ﻭﺃﺭﻛﺎﻧﻬﺎ ﻭﻭﺍﺟﺒﺎﺗﻬﺎ ﻭﺧﺸﻮﻋﻬﺎ، ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺃﻋﻈﻢ ﻣﺎ ﻳﺘﻌﺒﺪ ﺑﻪ ﺍﻟﻤﺮﺀ .
ﺛﻢ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺘﻮﺟﻴﻪ ﻟﻘﻴﺎﻡ ﺍﻟﻠﻴﻞ، ﻓﻬﻮ ﺯﺍﺩ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﻟﻴﻮﻣﻪ، ﻭﻳﻘﺮِّﺑﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ، ﻓﻴﻌﻈﻢ ﻭﺍﻋﻆ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﻓﻲ
ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻓﺘﻜﻒُّ ﺍﻟﺠﻮﺍﺭﺡ .
ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﺗﺠﺪﺭ ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻜﺎﻟﻴﻒ ﺍﻟﺘﻌﺒﺪﻳﺔ ﻳﺮﺍﻋﻰ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺘﺪﺭﺝ ﻭﺍﻟﺘﻮﺳﻂ، ﻓﻼ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻧﺜﻘِﻞ ﺍﻟﻤﺘﺮﺑﻲ ﺑﺎﻟﺘﻜﺎﻟﻴﻒ ﺍﻟﺘﻌﺒﺪﻳﺔ ﻟﻠﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﺃﺳﺮ ﺍﻟﺸﻬﻮﺓ ﻭﺿﻐﻄﻬﺎ، ﻓﺮﻭﺡ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﺃﻫﻢ ﻣﻦ ﺟﺴﺪﻫﺎ، ﻭﺭﺑﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻘﻠﻴﻞ ﺍﻟﻤﺘﻘﻦ ﺧﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﺍﻟﻤﺴﺘﺜﻘﻞ .
ﻏﻠﻖ ﺍﻷﺑﻮﺍﺏ :
ﻭﻳﻘﺼﺪ ﺑﻪ ﺳﺪُّ ﻛﻞِّ ﺑﺎﺏ ﺗﺄﺗﻲ ﻣﻨﻪ ﺩﻭﺍﻋﻲ ﺍﻹﺛﺎﺭﺓ، ﻭﻧﺠﻤﻠﻬﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻠﻲ :
- ﺍﻟﺘﻮﺟﻴﻪ ﺇﻟﻰ ﻏﺾِّ ﺍﻟﺒﺼﺮ، ﻭﺃﻫﻤﻴﺘﻪ، ﻭﻓﻮﺍﺋﺪﻩ، ﻭﻣﻐﺒﺔ ﺇﻃﻼﻗﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺮﺍﻡ .
- ﺍﻟﺘﻮﺟﻴﻪ ﺇﻟﻰ ﺩﻓﻊ ﺍﻟﺨﺎﻃﺮ ﻭﺳﻴﻠﺔٌ ﻧﺎﺟﻌﺔ ﺗﻜﻔﻲ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺷﺮَّ ﻋﺒﺚ ﺍﻟﺨﻮﺍﻃﺮ ﺑﺎﻟﻨﻔﺲ .
- ﺍﻹﺭﺷﺎﺩ ﺇﻟﻰ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﺼﺤﺒﺔ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﺔ، ﻭﺍﻟﺘﺤﺬﻳﺮ ﻣﻦ ﺗﺒﻌﺎﺕ ﻣﺼﺎﺣﺒﺔ ﺃﺻﺪﻗﺎﺀ ﺍﻟﺴﻮﺀ .
- ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺍﻟﺠﻨﺲ ﺍﻵﺧﺮ ﻭَﻓﻖ ﺍﻟﻀﻮﺍﺑﻂ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻣﻨﻬﺎ : ﻋﺪﻡ ﺍﻟﻤﺼﺎﻓﺤﺔ، ﻭﻋﺪﻡ ﺍﻟﺨﻠﻮﺓ، ﻭﺗﺮﻙ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻟﻐﻴﺮ ﺣﺎﺟﺔ .
ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ، ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺍﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻋﻠﻰ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﺘﻀﺨﻴﻢ ﻣﻦ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﺸﻬﻮﺓ ﻟﺪﻯ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ، ﻭﺍﻟﻌﻨﺎﻳﺔ ﺑﺴﺒﻞ ﻣﻮﺍﺟﻬﺘﻬﺎ ﻭَﻓﻖ ﺍﻷﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺿﻌﻬﺎ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ، ﻓﻬﻮ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻭﺍﻷﺻﻮﺏ، ﻭﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺑﺎﺭﻙ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﻤﺪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺻﺤﺒﻪ
ﻻ ﺷﻚ ﺃﻥ ﻗﻀﻴﺔ ﺍﻟﺸﻬﻮﺓ ﺗﺴﺘﺤﻮﺫ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺎﺣﺔ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﻣﻦ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﺎﺕ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻓﻲ ﻋﺼﺮ ﺗﻤﻮﺝ ﻓﻴﻪ
ﺍﻟﻔﺘﻦ ، ﻭﺗﺸﺮﺋﺐ ﻓﻴﻪ ﻋﻮﺍﻣﻞ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ .
ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻷﻫﻤﻴﺔ ﺗﻨﻌﻜﺲ - ﻻ ﺭﻳﺐ - ﻋﻠﻰ ﺣﻘﻞ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﻭﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ، ﺇﺫ ﺇﻥ ﺟﻬﺪ ﺍﻟﻤﺮﺑﻴﻦ ﻳﻨﺼﺮﻑ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﺎ ﻳﻨﺼﺮﻑ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻭﺗﺮﺑﻴﺘﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻼﺡ ﻭﺍﻟﻌﻔﺔ ﻭﺍﻻﺳﺘﻘﺎﻣﺔ، ﻭﺫﻟﻚ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺗﺄﺻَّﻠﺖ ﺍﻟﻘﻨﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﺘﺎﻣﺔ ﺑﻀﺮﻭﺭﺓ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺸﻤﻮﻟﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻜﺎﻣﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻔﺮﺿﻬﺎ ﻣﺘﻄﻠﺒﺎﺕ ﺍﻹﺻﻼﺡ .
ﺇﻃﻼﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻭﺍﻗﻊ ﺍﻟﻤﺮﺑﻴﻦ :
ﻏﻴﺮ ﺃﻥ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺮﺑﻴﻦ ﻗﺪ ﺳﻠﻜﻮﺍ ﻣﺴﻠﻜﺎً ﻏﻴﺮ ﻣُﺮﺽٍ ﻓﻲ ﺗﻨﺎﻭﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ، ﻓﻔﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻬﻤِّﺶ ﻓﻴﻪ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﻭﻻ ﻳﺘﻌﺮَّﺽ ﻟﻬﺎ ﺇﻻ ﺑﻘﺪﺭ ﺿﺌﻴﻞ ﻣﻦ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ؛ ﻧﺮﻯ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺎﻧﺐ ﺍﻵﺧﺮ ﻣِﻦ ﺍﻟﻤﺮﺑﻴﻦ ﻣَﻦ ﻳﺒﺎﻟﻎ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﻳﻀﺨﻢ ﻭﻳﻬﻮﻝ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻬﺎ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﺗﺠﻌﻞ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﻳﻌﻴﺶ ﺗﺤﺖ ﺗﻬﺪﻳﺪ ﻫﻮﺍﺟﺲ ﺍﻟﺸﻬﻮﺓ ﻓﻲ ﻓﺰﻉ، ﺣﻴﺚ ﺇﻥ ﺍﻟﻤﺮﺑﻲ ﻗﺪ ﺻﻮَّﺭ ﻟﻪ ﺍﻟﺸﻬﻮﺓ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻬﺎ ﻭﺣﺶ ﻳﺼﻌﺐ ﺍﻟﺘﺼﺪﻱ ﻟﻪ .
ﻭﻟﻴﺲ ﻫﺬﺍ ﻓﺤﺴﺐ، ﻟﻜﻨﻪ ﻳﺠﻨﺢ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻐﺎﻻﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺍﻟﺸﻬﻮﺓ، ﻓﺼﺎﺭﺕ ﺍﻟﻤﻌﺎﻟﺠﺔ ﻭﻛﺄﻧﻬﺎ ﺧﺮﺟﺖ ﻣﻦ ﺭﺣﻢ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺼﻮﻓﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺰﻛﻴﺔ ﺑﻔﺮﺽ ﺭﻳﺎﺿﺎﺕ ﻏﻴﺮ ﻣﺸﺮﻭﻋﺔ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﺘﺨﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺼﻔﻴﺔ .
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺴﻠﻚ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﻻ ﺷﻚ ﺃﻧﻪ ﻳﻀﻌﻒ ﺍﻻﺳﺘﻌﺪﺍﺩﺍﺕ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻟﻠﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﻗﻀﻴﺔ ﺍﻟﺸﻬﻮﺓ، ﺣﻴﺚ ﻳﻮﻫﻦ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﺸﺎﺏ، ﻭﻳﻔﻘﺪﻩ ﺍﻟﺜﻘﺔ ﺑﻘﺪﺭﺍﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻬﺎ، ﻭﻳﻌﻴﺶ ﺧﺎﺋﻔﺎً ﻣﺘﺮﻗﺒﺎً ﺍﻟﻮﻗﻮﻉ ﻓﻲ ﺑﺮﺍﺛﻦ ﺍﻟﺰﻟﻞ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻔﻴﻨﺔ ﻭﺍﻷﺧﺮﻯ .
ﺃﺿﻒ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﻤﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺮﺍﻫﺎ ﺍﻟﻤﺮﺑﻲ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﺤﻮ ﺗُﺜﻘﻞ ﻛﺎﻫﻞ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺑﺘﻜﺎﻟﻴﻒ ﻳﺮﻯ ﺃﻧﻬﺎ ﻣﻊ ﺻﻌﻮﺑﺘﻬﺎ ﻏﻴﺮ ﻛﻔﻴﻠﺔ ﺑﺎﻟﺘﺼﺪﻱ ﻟﺬﻟﻚ ﺍﻟﻮﺣﺶ ﺍﻟﻜﺎﺳﺮ، ﻣﺎ ﻳﻌﺮِّﺿﻪ ﻟﻼﻧﻔﻼﺕ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻳﻌﻠﻦ ﺍﺳﺘﺴﻼﻣﻪ .
ﻧﺤﻮ ﻣﻨﻬﺞ ﺭﺍﺷﺪ :
ﺭﺑﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻷﻫﻤﻴﺔ ﺑﻤﻜﺎﻥ ﻃﺮﺡُ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻷﻣﺜﻞ ﻓﻲ ﺗﻨﺎﻭﻝ ﻗﻀﻴﺔ ﺍﻟﺸﻬﻮﺓ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ ﺃﻫﻢ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﻮﺯ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﺎﺗﻬﻢ، ﻭﻟﺴﻨﺎ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻧﻔﺮﺍﺩ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﺑﻌﻤﻖ ﺍﻟﻤﻌﺎﻟﺠﺔ ﻟﻤﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺴﺎﺋﻞ؛ ﻻﺳﺘﻨﺎﺩﻫﺎ ﺇﻟﻰ ﺷﺮﻳﻌﺔ ﻣﺤﻜﻤﺔ، ﻭﻭﺣﻲ ﻻ ﻳﺘﻄﺮﻕ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﺨﻠﻞ، ﻭﻫﺬﺍ ﻳﻌﻠﻤﻪ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ، ﺇﻻ ﺃﻥ ﺗﺮﺟﻤﺘﻪ ﺇﻟﻰ ﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺘﻠﺒﺲ ﺑﺎﻟﺸﻄﻂ .
ﻭﺩﻋﻮﻧﺎ ﻧﻘﻮﻝ : ﺇﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﺤﺎﻭﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺪﻭﺭ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺗﻨﺎﻭﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺗﻤﺜﻞ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﻘﺮﺁﻧﻲ ﻭﺍﻟﻨﺒﻮﻱ ﻟﻤﻮﺍﺟﻬﺔ ﺇﻟﺤﺎﺡ ﺍﻟﺸﻬﻮﺓ، ﻟﻌﻞ ﻣﻦ ﺃﻫﻤﻬﺎ :
ﺑﻴﺎﻥ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﺸﻬﻮﺓ ﻟﻠﺸﺒﺎﺏ ﺩﻭﻥ ﻣﻐﺎﻻﺓ :
ﻓﺎﻟﺸﻬﻮﺓ ﻟﻴﺴﺖ ﺳُﺒَّﺔ، ﻭﻻ ﻫﻲ ﻣﻤَّﺎ ﻳﻌﺎﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺮﺀ؛ ﺑﻞ ﻻ ﺑﺪَّ ﻣﻦ ﺗﺼﻮﻳﺮﻫﺎ ﻟﻠﺸﺎﺏ ﻋﻠﻰ ﺣﻘﻴﻘﺘﻬﺎ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺃﻣﺮ ﻓﻄﺮﻱ، ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻗﺮﺭﻩ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ } : ﺯُﻳِّﻦَ ﻟِﻠﻨَّﺎﺱِ ﺣُﺐُّ ﺍﻟﺸَّﻬَﻮَﺍﺕِ ﻣِﻦَ ﺍﻟﻨِّﺴَﺎﺀِ { [ ﺁﻝ ﻋﻤﺮﺍﻥ : 14 ] ، ﻭﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻳﻘﻮﻝ ﺭﺷﻴﺪ ﺭﺿﺎ - ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ : " ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻣﺎ ﻓﻄﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﺷﻲﺀ ﻗﺒﻴﺢ، ﻭﻛﻴﻒ ﻳﻜﻮﻥ ﺣﺐُّ
ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻓﻲ ﺃﺻﻞ ﺍﻟﻔﻄﺮﺓ ﻣﺬﻣﻮﻣﺎً ﻭﻫﻮ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﺇﺗﻤﺎﻡ ﺣﻜﻤﺘﻪ ﻓﻲ ﺑﻘﺎﺀ ﻧﻮﻉ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ " [ 1 ] ، ﻓﺎﻟﻔﻄﺮﺓ ﻭﺍﻟﺠﺒﻠﺔ ﻻ ﻳﺤﻜﻢ ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﺑﻞ ﻳﺤﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺗﻨﺼﺮﻑ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﺣﻖ ﺃﻭ ﺑﺎﻃﻞ .
ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺐ ﺃﻥ ﻳﻔﻘﻪ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﻓﻲ ﻣﺤﻀﻨﻪ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻬﻮﺓ ﻭﺿﺒﻄﻬﺎ ﻟﻴﺲ ﺑﺎﻷﻣﺮ ﺍﻟﻌﺴﻴﺮ، ﻓﻜﻴﻒ ﻳﺄﻣﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﺎﻟﻌﻔﺔ ﻭﺻﻮﻥ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻋﻦ ﺗﻔﺮﻳﻎ ﺍﻟﺸﻬﻮﺓ ﻓﻲ ﺑﺎﻃﻞ ﻭﻳﻜﻮﻥ ﺫﻟﻚ ﻋﺴﻴﺮﺍً؟ ﻓﻬﺬﺍ ﻣﻨﺎﻑٍ ﻟﻘﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ } : ﻻ ﻳُﻜَﻠِّﻒُ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻧَﻔْﺴﺎً ﺇﻻَّ ﻭُﺳْﻌَﻬَﺎ { [ ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ : 286 ] ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺗﺘﻤﺮﺩ ﺍﻟﺸﻬﻮﺓ ﻋﻠﻰ ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ ﻭﺗﻄﻮِّﻋﻪ ﻟﻬﺎ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻳﻌﺮﺽ ﻧﻔﺴﻪ ﻟﺪﻭﺍﻋﻴﻬﺎ، ﻭﻳﻨﺄﻯ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻋﻦ ﻣﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﺬﻱ ﺭﺳﻤﻪ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ ﻟﻠﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻬﺎ، ﻓﻬﺬﺍ ﻣﺎ ﻳﺠﻌﻞ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺇﻟﻴﻪ ﻋﺴﻴﺮﺍً .
ﺗﻐﻴﻴﺮ ﺍﻹﺩﺭﺍﻙ :
ﺇﺩﺭﺍﻛﻨﺎ ﻟﻸﻣﻮﺭ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﺗﺼﻮﺭﺍﺕ ﺫﻫﻨﻴﺔ ﻟﻬﺎ، ﻓﻜﻤﺎ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﻟﻔﻘﻲ - ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ : ( ﺍﻟﺨﺮﻳﻄﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﻫﻲ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ) [ 2 ] ، ﻭﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺨﺮﻳﻄﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﺮﺍﻫﺎ ﻟﺪﻭﻟﺔ ﺃﻭ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻣﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﻫﻲ ﺫﺍﺗﻬﺎ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻫﻲ ﺗﺼﻮﺭﻧﺎ ﺍﻟﺬﻫﻨﻲ ﻟﻬﺎ .
ﻛﺬﻟﻚ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﻔﻌﻞ ﺍﻟﻤﺮﺑﻲ ﻣﻊ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﻓﻲ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﺸﻬﻮﺓ؛ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﺇﺩﺭﺍﻛﻪ ﻟﻬﺎ، ﻭﺭﺑﻤﺎ ﻳُﻔﻬﻢ ﺍﻟﻤﻘﺼﻮﺩ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺳﺄﻟﻬﺎ
ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﺎﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺫﺑﺤﻮﻫﺎ : « ﻣﺎ ﺑﻘﻲ ﻣﻨﻬﺎ » ، ﻗﺎﻟﺖ : " ﻣﺎ ﺑﻘﻲ ﻣﻨﻬﺎ ﺇﻻ ﻛﺘﻔﻬﺎ " ، ﻓﻐﻴَّﺮ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺇﺩﺭﺍﻛﻬﺎ ﻷﻣﺮ ﺍﻟﻨﻔﻘﺔ ﻗﺎﺋﻼً : « ﺑﻘﻲ ﻛﻠﻬﺎ ﻏﻴﺮ ﻛﺘﻔﻬﺎ » ، ﻓﻤﺎ ﻇﻨﺘﻪ ﻗﺪ ﺫﻫﺐ ﻫﻮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻣﺎ ﻳﻨﻔﻊ .
ﻭﺇﺫﺍ ﺳﻠﻄﻨﺎ ﺍﻟﻀﻮﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻌﺎﻟﺠﺔ ﺍﻟﻨﺒﻮﻳﺔ ﻟﻘﻀﻴﺔ ﺍﻟﺸﻬﻮﺓ ﻟﺪﻯ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ، ﻧﺮﻯ ﺃﻣﺮ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﺍﻹﺩﺭﺍﻙ ﺑﻮﺿﻮﺡ ﻓﻲ ﻗﺼﺔ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺳﺘﺄﺫﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺰِّﻧﻰ، ﻓﺒﻴﻨﻤﺎ ﺃﻗﺒﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺑﺎﻟﺰﺟﺮ، ﺃﺩﻧﺎﻩ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺑﺮﻓﻖ ﻭﺃﺟﻠﺴﻪ ﻗﺮﻳﺒﺎً ﻣﻨﻪ، ﻭﻗﺎﻝ : " « ﺃﺗﺤﺒﻪ ﻷﻣﻚ » ؟ ﻗﺎﻝ : ﻻ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺟﻌﻠﻨﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﺪﺍﻙ . ﻗﺎﻝ : « ﻭﻻ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﺤﺒﻮﻧﻪ ﻷﻣﻬﺎﺗﻬﻢ » .. ﻗﺎﻝ « ﺃﻓﺘﺤﺒﻪ ﻻﺑﻨﺘﻚ » ؟ ﻗﺎﻝ : ﻻ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ! ﺟﻌﻠﻨﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﺪﺍﻙ . ﻗﺎﻝ : « ﻭﻻ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﺤﺒﻮﻧﻪ ﻟﺒﻨﺎﺗﻬﻢ » .. ﻗﺎﻝ
« ﺃﺗﺤﺒﻪ ﻷﺧﺘﻚ » ؟ ﻗﺎﻝ : ﻻ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺟﻌﻠﻨﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﺪﺍﻙ . ﻗﺎﻝ : ﻭ « ﻻ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﺤﺒﻮﻧﻪ ﻷﺧﻮﺍﺗﻬﻢ » .. ﻗﺎﻝ « ﺃﺗﺤﺒﻪ ﻟﻌﻤﺘﻚ » ؟ ﻗﺎﻝ : ﻻ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺟﻌﻠﻨﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﺪﺍﻙ . ﻗﺎﻝ : « ﻭﻻ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﺤﺒﻮﻧﻪ ﻟﻌﻤﺎﺗﻬﻢ » .. ﻗﺎﻝ « ﺃﺗﺤﺒﻪ ﻟﺨﺎﻟﺘﻚ » ؟ ﻗﺎﻝ : ﻻ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺟﻌﻠﻨﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﺪﺍﻙ . ﻗﺎﻝ : « ﻭﻻ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﺤﺒﻮﻧﻪ ﻟﺨﺎﻻﺗﻬﻢ » .. ﻓﻮﺿﻊ ﻳﺪﻩ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻗﺎﻝ : « ﺍﻟﻠﻬﻢ ! ﺍﻏﻔﺮ ﺫﻧﺒﻪ ﻭﻃﻬِّﺮ ﻗﻠﺒﻪ ﻭﺣﺼِّﻦ ﻓﺮﺟﻪ » . ﻓﻠﻢ ﻳﻜﻦ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻔﺘﻰ ﻳﻠﺘﻔﺖ ﺇﻟﻰ ﺷﻲﺀ " [ 3 ] .
ﻓﺒﻌﺪ ﺃﻥ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺤﻞ ﻓﻲ ﺗﺼﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺍﻟﺬﻫﻨﻴﺔ ﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﺸﻬﻮﺓ ﻫﻮ ﺍﻟﺰِّﻧﻰ، ﺗﻐﻴَّﺮ ﺇﺩﺭﺍﻛﻪ ﻭﺗﺒﺪﻟﺖ ﻗﻨﺎﻋﺎﺗﻪ، ﺑﻤﺎﺫﺍ؟ ( ﻟﻘﺪ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺇﺩﺭﺍﻙ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻛﺎﻥ ﻣﺮﻛﺰﺍً ﻋﻠﻰ ﻗﻀﺎﺀ ﺷﻬﻮﺗﻪ . ﺃﺭﺷﺪﻩ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻳﻨﻈﺮ ﻟﻸﻣﺮ ﻣﻦ ﺯﺍﻭﻳﺔ ﺃﺧﺮﻯ؛ ﺃﻻ ﻭﻫﻲ ﺯﺍﻭﻳﺔ ﺍﻷﺛﺮ ﺍﻟﺴﻠﺒﻲ ﻭﺍﻹﻳﺬﺍﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﺪﺛﻪ ﺍﻟﺰِّﻧﻰ، ﺳﻮﺍﺀ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺰﻧﻲ ﺑﻬﺎ ﺃﻭ ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻠﻬﺎ، ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺗﻐﻴﺮ ﺳﻠﻮﻙ ﺍﻟﺸﺎﺏ ) [ 4 ] .
ﻭﻣﻤﺎ ﻳﺴﻴﻄﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺣﺎﻝ ﺛﻮﺭﺍﻥ ﺷﻬﻮﺗﻪ ﺍﻟﺮﻏﺒﺔُ ﻓﻲ ﻗﻀﺎﺀ ﻭﻃﺮﻩ ﺑﺄﻱ ﻭﺳﻴﻠﺔ، ﻓﺈﺫﺍ ﺍﺗﻀﺤﺖ ﻓﻲ ﺗﺼﻮﺭﺍﺗﻪ ﺯﻭﺍﻳﺎ ﺍﻟﺮﺅﻳﺔ ﺍﻷﺧﺮﻯ، ﻓﻼ ﺷﻚ ﺃﻧﻪ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﻋﺎﻣﻼً ﺣﻴﻮﻳﺎً ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺇﻟﺤﺎﺡ ﺍﻟﺸﻬﻮﺓ، ﻓﻤﻦ ﺫﻟﻚ :
- ﻛﻞ ﺃﻧﺜﻰ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﻔﺠﺮ ﺑﻬﺎ ﻫﻲ ﺑﻤﻨﺰﻟﺔ ﺍﻷﺧﺖ ﺃﻭ ﺍﻷﻡ .
- ﻗﻀﺎﺀ ﺍﻟﺸﻬﻮﺓ ﺑﺎﻟﺤﺮﺍﻡ ﺃﻳﺎً ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﺇﻧﻤﺎ ﻫﻮ ﻟﺬﺓ ﻭﻗﺘﻴﺔ ﻻ ﺗﻀﺎﻫﻲ ﻣﺎ ﻳﻌﻘﺒﻬﺎ ﻣﻦ ﺃﻟﻢ ﻭﺣﺴﺮﺓ ﻭﻧﺪﻡ ﻭﺿﻴﻖ ﺻﺪﺭ ﻭﻫﻢٍّ ﻳﻌﺘﻤﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻔﺲ .
- ﺍﻟﺸﻬﻮﺓ ﺷﻲﺀ ﻓﻄﺮﻱ ﻟﻢ ﻳﺤﻞ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺑﻴﻦ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﺑﻴﻨﻬﺎ ﺇﻻ ﺑﻤﺎ ﻳﻬﺬﺑﻬﺎ ﻭﻳﻀﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻬﺮ ﻭﺍﻟﻨﻘﺎﺀ ﻭﺍﻟﻌﻔﺎﻑ .
- ﻟﻴﺲ ﻗﻀﺎﺀ ﺍﻟﻮﻃﺮ ﺍﻟﻮﺳﻴﻠﺔَ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪﺓ ﻟﻠﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﺿﻐﻂ ﺍﻟﺸﻬﻮﺓ ﻭﺇﻟﺤﺎﺣﻬﺎ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻫﻨﺎﻙ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺃﻛﺜﺮ ﻧﻘﺎﺀً ﻭﻃﻬﺮﺍً ﻻ ﻳُﺘﺤﻤَّﻞ ﺑﻬﺎ ﺗﺒﻌﺔ .
ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﻋﻠﻰ ﺗﻌﻠﻴﺔ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﺍﻹﻳﻤﺎﻧﻲ :
ﺇﻥ ﻣﻦ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﻟﻠﺴﻠﻮﻙ ﻭﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻹﻳﻤﺎﻧﻴﺔ، ﻳﺪﺭﻙ ﺑﻐﻴﺮ ﺟﻬﺪ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﻘﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﻣﺒﺪﺃ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﺔ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺘﺨﻠﻴﺔ، ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﺮﺷﺪ ﺍﻟﺴﺎﻟﻚ ﺇﻟﻰ ﻋﻼﺝ ﺍﻵﻓﺎﺕ ﺃﻭﻻً ﺣﺘﻰ ﺗﻜﻮﻥ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻬﻴَّﺄﺓ ﻟﺘﻘﺒُّﻞ ﺍﻟﺨﻴﺮﺍﺕ ﻭﺯﺭﺍﻋﺔ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ .
ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ( ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺸﻘﺔ ﻭﺍﻟﻌﻨﺖ ﻣﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻪ ﻋﻠﻴﻢ، ﺇﺫ ﻣﺘﻰ ﻳﺴﺘﻘﻴﻢ ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﺄﻧﻪ ﺗﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﺟﻤﻴﻊ ﺁﻓﺎﺕ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﺃﻣﺮﺍﺿﻬﺎ؟ ! ﻭﻫﺬﺍ ﻋﺪﺍ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﺎﺕ ﺍﻟﺒﺪﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻟﻔﺔ ﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ) [ 5 ] .
ﻭﺃﻣﺎ ﻣﺪﺭﺳﺔ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ - ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ - ﻓﻬﻲ ﺍﻷﻗﺮﺏ ﻭﺍﻷﻛﺜﺮ ﺍﺗﺒﺎﻋﺎً ﻟﻤﻨﻬﺎﺝ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ، ﻭﻓﻴﻬﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﺎﻟﺘﺤﻠﻴﺔ ﻭﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﺎﻟﺒﻨﺎﺀ ﺍﻹﻳﻤﺎﻧﻲ، ﻣﻊ ﺍﻟﻠﺠﻮﺀ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺨﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﻟﻤﺴﻴﺮ، ﻓﻴﻨﺸﻐﻞ ﺑﻘﻄﻊ ﺍﻵﻓﺔ ﺇﺫﺍ ﻋُﺮﺿﺖ ﻟﻪ ﻣﻊ ﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﺭﺑﻪ .
ﻳﻘﻮﻝ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ : " ﻭﺳﺄﻟﺖ ﻳﻮﻣﺎً ﺷﻴﺦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ - ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ - ﻋﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ، ﻭﻗﻄﻊ ﺍﻵﻓﺎﺕ ﻭﺍﻻﺷﺘﻐﺎﻝ ﺑﺘﻨﻘﻴﺔ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻭﺗﻨﻈﻴﻔﻬﺎ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻲ ﺟﻤﻠﺔ ﻛﻼﻣﻪ : ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺒﺎﻃﻮﺱ، ﻭﻫﻮ ﺟﺐ ﺍﻟﻘﺬﺭ، ﻛﻠﻤﺎ ﻧﺒﺸﺘﻪ ﻇﻬﺮ ﻭﺧﺮﺝ، ﻭﻟﻜﻦ ﺇﻥ ﺃﻣﻜﻨﻚ ﺃﻥ ﺗﺴﻘﻒ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺗﻌﺒﺮﻩ ﻭﺗﺠﻮﺯﻩ ﻓﺎﻓﻌﻞ، ﻭﻻ ﺗﺸﺘﻐﻞ ﺑﻨﺒﺸﻪ، ﻓﺈﻧﻚ ﻟﻦ ﺗﺼﻞ ﺇﻟﻰ ﻗﺮﺍﺭﻩ، ﻭﻛﻠﻤﺎ ﻧﺒﺸﺖ ﺷﻴﺌﺎً ﻇﻬﺮ ﻏﻴﺮﻩ، ﻓﻘﻠﺖ : ﺳﺄﻟﺖ ﻋﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺸﻴﻮﺥ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻲ : ﻣﺜﺎﻝ ﺁﻓﺎﺕ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻣﺜﺎﻝ ﺍﻟﺤﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﻌﻘﺎﺭﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺮ، ﻓﺈﻥ ﺃﻗﺒﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﻔﺘﻴﺶ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻋﻨﻬﺎ ﻭﺍﻻﺷﺘﻐﺎﻝ ﺑﻘﺘﻠﻬﺎ؛ ﺍﻧﻘﻄﻊ ﻭﻟﻢ ﻳﻤﻜﻨﻪ ﺍﻟﺴﻔﺮ ﻗﻂ . ﻭﻟﻜﻦ ﻟﺘﻜﻦ ﻫﻤﺘﻚ ﺍﻟﻤﺴﻴﺮ ﻭﺍﻹﻋﺮﺍﺽ ﻋﻨﻬﺎ، ﻭﻋﺪﻡ ﺍﻻﻟﺘﻔﺎﺕ ﺇﻟﻴﻬﺎ، ﻓﺈﺫﺍ ﻋﺮﺽ ﻟﻚ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺎ ﻳﻌﻮﻗﻚ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺴﻴﺮ، ﻓﺎﻗﺘﻠﻪ ﺛﻢ ﺍﻣﺾ ﻋﻠﻰ ﺳﻴﺮﻙ ) [ 6 ] .
ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻓﺈﻥ ﺍﻻﺳﺘﻐﺮﺍﻕ ﻓﻲ ﻋﻼﺝ ﺗﺼﺪﻉ ﺍﻟﻌﻔﺔ ﻟﺪﻯ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﻭﺍﻟﻮﻗﻮﻑ ﻋﻨﺪﻫﺎ ﺩﻭﻥ ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﺘﻌﻠﻴﺔ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﺍﻹﻳﻤﺎﻧﻲ؛ ﻏﻴﺮ ﻣﺠﺪٍ، ﻓﻀﻼً ﻋﻦ ﻛﻮﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻔﺎﻑ، ﻭﻧﺴﺘﺸﻒ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ ﺃﻥ ﺭﺟﻼً ﺃﺻﺎﺏ ﻣﻦ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻳﻌﻨﻲ ﻣﺎ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻔﺎﺣﺸﺔ، ﻓﻼ ﺃﺩﺭﻱ ﻣﺎ ﺑﻠﻎ ﻏﻴﺮ ﺃﻧﻪ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺰِّﻧﻰ، ﻓﺄﺗﻰ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﺬﻛﺮ ﺫﻟﻚ ﻟﻪ ﻓﺄﻧﺰﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ } : ﻭَﺃَﻗِﻢِ ﺍﻟﺼَّﻼﺓَ ﻃَﺮَﻓَﻲِ ﺍﻟﻨَّﻬَﺎﺭِ ﻭَﺯُﻟَﻔًﺎ ﻣِّﻦَ ﺍﻟﻠَّﻴْﻞِ ﺇﻥَّ ﺍﻟْـﺤَﺴَﻨَﺎﺕِ ﻳُﺬْﻫِﺒْﻦَ ﺍﻟﺴَّﻴِّﺌَﺎﺕِ ﺫَﻟِﻚَ ﺫِﻛْﺮَﻯ ﻟِﻠﺬَّﺍﻛِﺮِﻳﻦَ { [ ﻫﻮﺩ : 114 ] ، ﻓﻘﺎﻝ : ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ . ﺃﻟﻲ ﻫﺬﻩ؟ ﻗﺎﻝ : ﻟﻤﻦ ﺃﺧﺬ ﺑﻬﺎ [ 7 ] .
ﻓﻮﺟَّﻪ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﺎﻟﺠﺎﻧﺐ ﺍﻹﻳﻤﺎﻧﻲ، ﻭﺗﻌﻠﻴﺔ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺼﺮﺡ ﺣﺘﻰ ﺗﻘﺘﻠﻊ ﺍﻵﻓﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻬﺘﻒ ﺑﻪ، ﻓﻬﻜﺬﺍ ﻧﻮﺭ ﺍﻟﻄـــﺎﻋﺔ ﻳﺒﺪﺩ ﻇﻼﻡ ﺍﻟﻤﻌﺼﻴﺔ، ﻭﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ - ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ :
( ﺍﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﺃﺷﻌﺔ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﺒﺪﺩ ﻣﻦ ﺿﺒﺎﺏ ﺍﻟﺬﻧﻮﺏ ﻭﻏﻴﻮﻣﻬﺎ ﺑﻘﺪﺭ ﻗﻮﺓ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺸﻌﺎﻉ ﻭﺿﻌﻔﻪ، ﻓﻠﻬﺎ ﻧﻮﺭ، ﻭﺗﻔﺎﻭﺕ ﺃﻫﻠـــﻬﺎ ﻓﻲ ﺫﻟـــﻚ ﺍﻟـــﻨﻮﺭ ﻗﻮﺓً ﻭﺿﻌـــﻔﺎً ﻻ ﻳﺤـــﺼﻴﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ، ﻓﻤﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﻧﻮﺭ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻪ ﻛﺎﻟﺸﻤﺲ، ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻧﻮﺭﻫﺎ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻪ ﻛﺎﻟﻜﻮﻛﺐ ﺍﻟﺪﺭﻱ، ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻧﻮﺭﻫﺎ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻪ ﻛﺎﻟﻤﺸﻌﻞ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ، ﻭﺁﺧﺮ ﻛﺎﻟﺴﺮﺍﺝ ﺍﻟﻤﻀﻲﺀ، ﻭﺁﺧﺮ ﻛﺎﻟﺴﺮﺍﺝ ﺍﻟﻀﻌﻴﻒ .
ﻭﻟﻬﺬﺍ ﺗﻈﻬﺮ ﺍﻷﻧﻮﺍﺭ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﺑﺄﻳﻤﺎﻧﻬﻢ ﻭﺑﻴﻦ ﺃﻳﺪﻳﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻘﺪﺍﺭ ﺑﺤﺴﺐ ﻣﺎ ﻓﻲ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ﻣﻦ ﻧﻮﺭ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻋﻠﻤﺎً ﻭﻋﻤﻼً ﻭﻣﻌﺮﻓﺔ ﻭﺣﺎﻻً، ﻭﻛﻠﻤﺎ ﻋﻈﻢ ﻧﻮﺭ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻭﺍﺷﺘﺪَّ، ﺃﺣﺮﻕ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺒﻬﺎﺕ ﻭﺍﻟﺸﻬﻮﺍﺕ ﺑﺤﺴﺐ ﻗﻮﺗﻪ ﻭﺷﺪﺗﻪ، ﺣﺘﻰ ﺇﻧﻪ ﺭﺑﻤﺎ ﻭﺻﻞ ﺇﻟﻰ ﺣﺎﻝ ﻻ ﻳﺼﺎﺩﻑ ﻣﻌﻬﺎ ﺷﺒﻬﺔ ﻭﻻ ﺷﻬﻮﺓ ﻭﻻ ﺫﻧﺒﺎً ﺇﻻ ﺃﺣﺮﻗﻪ ) [ 8 ] .
ﻭﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺫﻟﻚ ﻛﺎﻧﺖ ﻭﺻﻴﺔ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻟﻠﺸﺒﺎﺏ : « ﻳﺎ ﻣﻌﺸﺮ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻣﻦ ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﻣﻨﻜﻢ ﺍﻟﺒﺎﺀﺓ ﻓﻠﻴﺘﺰﻭﺝ، ﻭﻣﻦ ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ ﻓﻌﻠﻴﻪ ﺑﺎﻟﺼﻮﻡ ﻓﺈﻧﻪ ﻟﻪ ﻭِﺟﺎﺀ » [ 9 ] .
ﻭﻣﻦ ﺃﺟﻞِّ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗُﻌﻠﻲ ﻣﻦ ﺻﺮﺡ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﺎﻟﺘﻮﺟﻴﻪ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺤﺎﺿﻦ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ : ﺍﻟﺼﻠﻮﺍﺕ ﺍﻟﺨﻤﺲ ﻭﺃﺩﺍﺅﻫﺎ ﻓﻲ ﺃﻭﻗﺎﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﺑﻴﻮﺕ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﺷﺮﻭﻃﻬﺎ ﻭﺃﺭﻛﺎﻧﻬﺎ ﻭﻭﺍﺟﺒﺎﺗﻬﺎ ﻭﺧﺸﻮﻋﻬﺎ، ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺃﻋﻈﻢ ﻣﺎ ﻳﺘﻌﺒﺪ ﺑﻪ ﺍﻟﻤﺮﺀ .
ﺛﻢ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺘﻮﺟﻴﻪ ﻟﻘﻴﺎﻡ ﺍﻟﻠﻴﻞ، ﻓﻬﻮ ﺯﺍﺩ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﻟﻴﻮﻣﻪ، ﻭﻳﻘﺮِّﺑﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ، ﻓﻴﻌﻈﻢ ﻭﺍﻋﻆ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﻓﻲ
ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻓﺘﻜﻒُّ ﺍﻟﺠﻮﺍﺭﺡ .
ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﺗﺠﺪﺭ ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻜﺎﻟﻴﻒ ﺍﻟﺘﻌﺒﺪﻳﺔ ﻳﺮﺍﻋﻰ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺘﺪﺭﺝ ﻭﺍﻟﺘﻮﺳﻂ، ﻓﻼ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻧﺜﻘِﻞ ﺍﻟﻤﺘﺮﺑﻲ ﺑﺎﻟﺘﻜﺎﻟﻴﻒ ﺍﻟﺘﻌﺒﺪﻳﺔ ﻟﻠﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﺃﺳﺮ ﺍﻟﺸﻬﻮﺓ ﻭﺿﻐﻄﻬﺎ، ﻓﺮﻭﺡ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﺃﻫﻢ ﻣﻦ ﺟﺴﺪﻫﺎ، ﻭﺭﺑﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻘﻠﻴﻞ ﺍﻟﻤﺘﻘﻦ ﺧﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﺍﻟﻤﺴﺘﺜﻘﻞ .
ﻏﻠﻖ ﺍﻷﺑﻮﺍﺏ :
ﻭﻳﻘﺼﺪ ﺑﻪ ﺳﺪُّ ﻛﻞِّ ﺑﺎﺏ ﺗﺄﺗﻲ ﻣﻨﻪ ﺩﻭﺍﻋﻲ ﺍﻹﺛﺎﺭﺓ، ﻭﻧﺠﻤﻠﻬﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻠﻲ :
- ﺍﻟﺘﻮﺟﻴﻪ ﺇﻟﻰ ﻏﺾِّ ﺍﻟﺒﺼﺮ، ﻭﺃﻫﻤﻴﺘﻪ، ﻭﻓﻮﺍﺋﺪﻩ، ﻭﻣﻐﺒﺔ ﺇﻃﻼﻗﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺮﺍﻡ .
- ﺍﻟﺘﻮﺟﻴﻪ ﺇﻟﻰ ﺩﻓﻊ ﺍﻟﺨﺎﻃﺮ ﻭﺳﻴﻠﺔٌ ﻧﺎﺟﻌﺔ ﺗﻜﻔﻲ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺷﺮَّ ﻋﺒﺚ ﺍﻟﺨﻮﺍﻃﺮ ﺑﺎﻟﻨﻔﺲ .
- ﺍﻹﺭﺷﺎﺩ ﺇﻟﻰ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﺼﺤﺒﺔ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﺔ، ﻭﺍﻟﺘﺤﺬﻳﺮ ﻣﻦ ﺗﺒﻌﺎﺕ ﻣﺼﺎﺣﺒﺔ ﺃﺻﺪﻗﺎﺀ ﺍﻟﺴﻮﺀ .
- ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺍﻟﺠﻨﺲ ﺍﻵﺧﺮ ﻭَﻓﻖ ﺍﻟﻀﻮﺍﺑﻂ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻣﻨﻬﺎ : ﻋﺪﻡ ﺍﻟﻤﺼﺎﻓﺤﺔ، ﻭﻋﺪﻡ ﺍﻟﺨﻠﻮﺓ، ﻭﺗﺮﻙ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻟﻐﻴﺮ ﺣﺎﺟﺔ .
ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ، ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺍﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻋﻠﻰ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﺘﻀﺨﻴﻢ ﻣﻦ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﺸﻬﻮﺓ ﻟﺪﻯ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ، ﻭﺍﻟﻌﻨﺎﻳﺔ ﺑﺴﺒﻞ ﻣﻮﺍﺟﻬﺘﻬﺎ ﻭَﻓﻖ ﺍﻷﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺿﻌﻬﺎ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ، ﻓﻬﻮ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻭﺍﻷﺻﻮﺏ، ﻭﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺑﺎﺭﻙ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﻤﺪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺻﺤﺒﻪ
مواضيع مماثلة
» ﺍﻟﺘﻴﺎﺭ : ﺗﺠﺎﻭﺯﺍﺕ ﺑﻮﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻭﺍﻟﺮﻳﺎﺿﺔ
» ﺃﻡ ﻭﺿﺎﺡ ﻋﺰ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻟﻘﺎﺀ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻣﻊ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ !!!!
» ﺃﺣﻤﺪ ﻳﻮﺳﻒ ﺍﻟﺘﺎﻱ ﻟﻬﺬﺍ ﻧﺤﻦ ﻣﻊ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ
» ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺃﻣﻞ ﺍﻷﻣﺔ ﻭﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻬﺎ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺭﺍﺗﺐ :
» ﺃﺣﻤﺪ ﻳﻮﺳﻒ ﺍﻟﺘﺎﻱ ﻟﻬﺬﺍ ﻧﺤﻦ ﻣﻊ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ
» ﺃﻡ ﻭﺿﺎﺡ ﻋﺰ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻟﻘﺎﺀ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻣﻊ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ !!!!
» ﺃﺣﻤﺪ ﻳﻮﺳﻒ ﺍﻟﺘﺎﻱ ﻟﻬﺬﺍ ﻧﺤﻦ ﻣﻊ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ
» ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺃﻣﻞ ﺍﻷﻣﺔ ﻭﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻬﺎ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺭﺍﺗﺐ :
» ﺃﺣﻤﺪ ﻳﻮﺳﻒ ﺍﻟﺘﺎﻱ ﻟﻬﺬﺍ ﻧﺤﻦ ﻣﻊ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ
صفحة 2 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدىق