بحـث
المواضيع الأخيرة
» ما هي الشموع اليابانية؟من طرف doaausef3i أمس في 21:17
» فنى تركيب اثاث ايكيا بالكرتون بخصم 50%
من طرف nadya أمس في 15:47
» افضل شركة نقل عفش حولي بخصم 25% - اتصل الآن
من طرف nadya أمس في 15:22
» شراء اجهزة كهربائية ومفروشات مستعملة بأعلى سعر - الدليل
من طرف nadya أمس في 15:00
» كراتين للبيع حولي والشويخ لحماية اغراضك - الدليل
من طرف nadya أمس في 14:43
» نقل عفش الكويت عمالة امينة تشمل خدمات النقل - الدليل
من طرف nadya أمس في 14:25
» شركة شراء اثاث مستعمل بالرياض -خصم 20 %-اطلب مهني
من طرف omnia أمس في 10:12
» شركة تنظيف اثاث بالرياض - خصم 30% - اطلب مهني
من طرف omnia أمس في 9:52
» شركة باعظيم التجارية
من طرف doaausef3i الثلاثاء 12 نوفمبر 2024 - 21:37
» شراء اغراض مستعملة بالكويت وغرف نوم باعلى سعر - الدليل
من طرف nadya الثلاثاء 12 نوفمبر 2024 - 16:09
أفضل 10 فاتحي مواضيع
قسي وبس2 | ||||
خالد فكري | ||||
ندا عمر | ||||
nadya | ||||
omnia | ||||
moslema_r | ||||
مارينا مايكل | ||||
ندا عصام | ||||
سيرين سعيد | ||||
رضوي سعيد |
المشاركات التي حصلت على أكثر ردود أفعال في الشهر
خادم Discord
| |
ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ
صفحة 2 من اصل 1 • شاطر
ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ
ﺑﺴﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ
ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻭﺭﺣﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﺑﺮﻛﺎﺗﻪ
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺍﺭﺯﻗﻨﺎ ﺍﻟﺼﺒﺮ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺒﻼﺀ ، ﻭﺍﻟﺮﺿﺎ ﺑﺎﻟﻘﻀﺎﺀ
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻻ ﻋﻈﻴﻢ ﺍﻻ ﺍﻧﺖ ﻭﻻ ﺭﺣﻴﻢ ﺍﻻ ﺍﻧﺖ ﻭﻻ ﻛﺮﻳﻢ ﺍﻻ ﺍﻧﺖ ﻭﻻ ﻣﻌﻄﻲ
ﺍﻻ ﺍﻧﺖ ﻭﻻ ﺍﻟﻪ ﺍﻻ ﺍﻧﺖ
ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ
ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺿﺮﻭﺭﺓٌ ﻋﻘﻠﻴﺔ :
ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺑﻮﺟﻮﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻟﻴﺲ ﺧﻴﺎﺭًﺍ ﻣﺘﺎﺣًﺎ ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﻗَﺒﻮﻟﻪ ﺃﻭ ﺭﻓﻀﻪ، ﻓﻲ ﺍﻻﻧﺘﻤﺎﺀ ﺇﻟﻴﻪ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻨﻜﺮ ﻟﻪ؛ ﺫﻟﻚ ﻷﻥ ﻭﺟﻮﺩَ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻗﻴﻤﺔٌ ﺿﺮﻭﺭﻳﺔ ﻳﻘﺘﻀﻴﻬﺎ ﻣﻨﻄﻖ ﺍﻟﻌﻘﻞ، ﻭﺗﺘﻄﻠَّﺒﻬﺎ ﻓﻄﺮﺓ ﺍﻟﻮِﺟﺪﺍﻥ، ﻭﺗُﺤﺘِّﻤﻬﺎ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻷﺧﻼﻕ، ﻭﺗُﻮﺟِﺒﻬﺎ ﺣﻜﻤﺔ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ، ﻭﻳَﺴﺘﻠﺰﻣﻬﺎ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﻜﻮﻥ !
ﻧﻌﻢ، ﻓﻲ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﺍﻟﻄﻮﻳﻞ، ﻭﻓﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺍﺕ ﻭﺍﻟﺸﻌﻮﺏ - ﺍﻧﺤﺮﻑ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻦ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ، ﻓﻐﺮِﻗﻮﺍ ﻓﻲ ﻣﺴﺘﻨﻘﻊ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﺍﻵﺳِﻦ ﺑﻤﺨﺘﻠﻒ ﺃﺷﻜﺎﻟﻪ ﻭﻣﻈﺎﻫﺮﻩ، ﻛﻤﺎ ﺗﺒﻨَّﻮﺍ ﺗﺼﻮُّﺭﺍﺕ ﻋﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﺠﻴﺒﺔً ﻏﺮﻳﺒﺔ؛ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﻟﺠﻦ، ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﻟﺤﺠﺮ، ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﻟﻜﻮﺍﻛﺐ ... ﺇﻟﺦ .
ﻭﻟﻜﻦ ﺭﻏﻢ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﻧﺤﺮﺍﻓﺎﺕ ﻭﺍﻟﻀﻼﻻﺕ، ﻓﻘﺪ ﺑﻘِﻴﺖ ﻓﻜﺮﺓ ﺍﻹﻟﻪ ﺍﻟﺨﺎﻟﻖ ﻭﺿﺮﻭﺭﺓ ﻭﺟﻮﺩﻩ ﻣﺘﻮﻫِّﺠﺔً ﻣﺘﺄﻟﻘﺔ، ﻭﻋﻤﻴﻘﺔ ﺭﺍﺳﺨﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﻭﺍﻟﻌﻘﻮﻝ،
﴿ ﻭَﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﺍﺗَّﺨَﺬُﻭﺍ ﻣِﻦْ ﺩُﻭﻧِﻪِ ﺃَﻭْﻟِﻴَﺎﺀَ ﻣَﺎ ﻧَﻌْﺒُﺪُﻫُﻢْ ﺇِﻟَّﺎ ﻟِﻴُﻘَﺮِّﺑُﻮﻧَﺎ ﺇِﻟَﻰ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﺯُﻟْﻔَﻰ ﴾ [ ﺍﻟﺰﻣﺮ : 3 ] ، ﴿ ﻓِﻄْﺮَﺕَ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﺍﻟَّﺘِﻲ ﻓَﻄَﺮَ ﺍﻟﻨَّﺎﺱَ ﻋَﻠَﻴْﻬَﺎ ﻟَﺎ ﺗَﺒْﺪِﻳﻞَ ﻟِﺨَﻠْﻖِ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﴾ [ ﺍﻟﺮﻭﻡ : 30 ] .
ﺇﻥ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﺃﻋﻈﻢُ ﻭﺃﻇﻬﺮ ﻣِﻦ ﻛﻞ ﺑﺪﻳﻬﻴﺎﺕ ﺍﻟﻌﻘﻞ؛ ﻷﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﺪﻳﻬﻴﺎﺕ ﻗﺪ ﻳﻐﻔﻞُ ﻋﻨﻬﺎ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﻗﺪ ﻻ ﻳﺘﺒﻴَّﻨﻬﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﻭﺍﺿﺢ ﻟﻌﻮﺍﻣﻞَ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ، ﺃﻣﺎ ﺿﺮﻭﺭﺓُ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ، ﻓﻼ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻐﻔﻞ ﻋﻨﻬﺎ ﺃﻱ ﺇﻧﺴﺎﻥ، ﺭﻏﻢ ﻛﻞ ﺍﻟﺘﺸﻮُّﻫﺎﺕ ﻭﺍﻟﻀﺒﺎﺑﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﺗﻄﻮﻝ ﺻﻮﺭﺓَ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﺍﻹﻟﻬﻲ ﻓﻲ ﻋﻘﻮﻝ ﻛﺜﻴﺮﻳﻦ !
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﻳﺸﻌُﺮُ ﺑﻬﺎ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺣﻴﻦ ﻳﻠﺘﻔَّﺖ ﺇﻟﻰ ﻧﻔﺴﻪ، ﻭﺣﻴﻦ ﻳُﻘﻠِّﺐ ﻧﻈﺮﻩ ﻓﻲ ﺁﻓﺎﻕ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ، ﻭﺣﻴﻦ ﺗﻀﻐﻂُ ﻋﻠﻴﻪ ﻇﺮﻭﻑ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ، ﻳﻨﺘﺒﻪ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻭﻫﻮ ﻳﺸﻬﺪ ﺍﻧﺒﺜﺎﻕ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻟﻴﺪ ﺍﻟﻀﺌﻴﻞ، ﺃﻭ ﻓﻲ ﻧﻤﺎﺀ ﺍﻟﻨﺒﺘﺔ ﺍﻟﻀﻌﻴﻔﺔ، ﺃﻭ ﻓﻲ ﺍﻧﺒﻼﺝ ﻓﺠﺮٍ ﺟﺪﻳﺪ، ﺃﻭ ﻓﻲ ﻫﺪﺃﺓ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﺍﻟﺒﻬﻴﻢ !
ﻣِﻦ ﺃﺟﻞ ﺫﻟﻚ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻜﺮﺓ ﺍﻹﻟﻪ - ﺭﻏﻢ ﺗﻌﺪُّﺩ ﺃﺷﻜﺎﻟﻬﺎ ﻭﻣﻈﺎﻫﺮﻫﺎ - ﺃﺑﺮﺯَ ﻓﻜﺮﺓٍ ﻣﺤﺮِّﻛَﺔ ﻭﻣُﺜﻮِّﺭَﺓ ﻭﻣﺆﺳِّﺴَﺔ ﻓﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺍﺕ ﻭﺍﻟﺸﻌﻮﺏ، ﻭﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻳُﺤﺪِّﺛﻨﺎ ﺃﻧﻨﺎ ﻣِﻦ ﺍﻟﻤﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻧﺠﺪ ﺃﻣﻤًﺎ ﻭﺷﻌﻮﺑًﺎ ﺑﻼ ﺣﻀﺎﺭﺓ ﻣﺰﺩﻫﺮﺓ ﻣﺎﺩﻳًّﺎ، ﻏﻴﺮ ﺃﻧﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺴﻴﺮ ﺟﺪًّﺍ ﺃﻥ ﻧﺠﺪﺩ ﺃﻣﻤًﺎ ﻭﺷﻌﻮﺑًﺎ ﺑﻼ ﻣﻌﺎﺑﺪَ ﻣُﻘﺪَّﺳﺔ !
[ ... ] [ ... ] [ ... ] [ ... ] [ ... ]
ﺍﻹﻟﺤﺎﺩ ﺣﺎﻟﺔ ﺷﺎﺫَّﺓ :
ﺭﻏﻢ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ، ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻧﻌﺘﺮﻑ ﺑﺄﻧﻪ ﻗﺪ ﻭُﺟﺪﺕ ﺷِﺮْﺫﻣﺔٌ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺗﺪَّﻋﻲ ﺇﻧﻜﺎﺭ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻹﻟﻪ ﺍﻟﺨﺎﻟﻖ ﺇﻧﻜﺎﺭًﺍ ﻛﻠﻴًّﺎ ! ﻛﻤﺎ ﻭُﺟﺪ ﻣَﻦ ﺃﻧﻜﺮ ﺍﻹﻟﻪ ﺑﺎﻟﺸﻜﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻌﺮِﺿﻪ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻨﺘﻤﻲ ﺇﻟﻴﻬﺎ، ﻭﻛﺬﺍ ﻭُﺟﺪ ﻣَﻦ ﺃﻧﻜﺮ ﺑﻌﺾ ﻣﻘﺘﻀﻴﺎﺕ ﻋﻘﻴﺪﺓ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻹﻟﻪ ﺍﻟﺨﺎﻟﻖ؛ ﻛﺎﻟﺪﻳﻦ، ﻭﺍﻟﻨﺒﻮﺍﺕ، ﻭﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻤﻮﺕ !
ﻭﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﺗﺠﺎﻫﺎﺕ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﺷﺒﻪَ ﺑﺎﻻﺳﺘﺜﻨﺎﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺆﻛﺪ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ، ﻓﻠﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﻬﻢ ﺻﻮﺕٌ ﻣﺴﻤﻮﻉ، ﻭﻻ ﻓﻜﺮ ﻣﻨﻄﻘﻲ ﻳﺴﺘﻠﺰﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻘﻼﺀ ﺍﻟﺘﻮﻗُّﻒَ ﻋﻨﺪﻩ ﻃﻮﻳﻠًﺎ ﻭﺍﻟﻨﻈﺮ ﺍﻟﺠﺪﻱ ﻓﻴﻪ، ﺭﻏﻢ ﺭﺣﺎﺑﺔ ﺍﻟﻨﻘﺎﺷﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﺠﺎﺩﻻﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺧﺎﺿﻬﺎ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻮﻥ ﺑﻮﺟﻮﺩ ﺍﻹﻟﻪ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻟﻤﺒﺪﺃ، ﺣﻮﻝ ﺫﺍﺗﻪ ﻭﺻﻔﺎﺗﻪ ﻭﻋﻼﻗﺘﻪ ﺑﺎﻟﻜﻮﻥ ﻭﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﺍﻹﻧﺴﺎﻥ !
ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻠﻚ ﺍﻻﺗﺠﺎﻫﺎﺕُ ﺣﺎﻻﺕٍ ﻣﺘﻨﺎﺛﺮﺓً ﻫﻨﺎ ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺑﻴﻦ ﺷﻌﻮﺏ ﻭﺃﻣﻢ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ، ﻭﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺃﺑﺪًﺍ ﻇﺎﻫﺮﺓً ﻋﺎﻣﺔ ﺃﻭ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺗﻄﺒﻊ ﺑﻄﺎﺑﻌﻬﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﺔَ ﺃﻭ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺸﻌﺐ، ﺑﻞ ﺑﺎﻷﺣﺮﻯ ﺇﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺣﺎﻻﺕ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﻓﺮﺩﻳﺔ، ﻧﺸﺄﺕ ﻭﺍﻧﻄﻠﻘﺖ ﻓﻲ ﻟﺤﻈﺔ ﻓﻠﺘﺔِ ﻓﻜﺮ ﺃﻭ ﺟﻤﻮﺡ ﻏﺮﻳﺰﺓ، ﺃﻭ ﺿﻐﻂ ﺍﺑﺘﻼﺀ ﺃﻭ ﺷﺮﻭﺩ ﻭﻋﻲ !
ﺃﻣﺎ ﻓﻲ ﻋﺼﺮﻧﺎ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮ، ﻓﻤﺎ ﻣِﻦ ﺷﻚ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﺻﺎﺭ ﻟﻺﻟﺤﺎﺩ ﺻﻮﺕٌ ﻣﺮﺗﻔﻊ ﻭﺿﺠﻴﺞ ﺻﺎﺧﺐ، ﻭﻫﻮ ﺻﻮﺕ ﻭﻫﻮ ﺿﺠﻴﺞ، ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺍﻟﻀﻐﻮﻁُ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ، ﺃﻭ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺍﻷﺳﺮﻳﺔ، ﺃﻭ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ، ﺃﻭ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﻳﺔ، ﺃﻭ ﺍﻟﻜﺸﻮﻓﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ - ﻫﻲ ﺍﻟﻌﻨﺼﺮَ ﺍﻟﺠﻮﻫﺮﻱَّ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻛﺴﺐ ﺍﻹﻟﺤﺎﺩَ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓَ ﻋﻠﻰ ﺧﻨﻖ ﻫﻮﺍﺗﻒ ﺍﻟﻔﻄﺮﺓ ﻭﻣﺤﺎﺻﺮﺓ ﺃﺷﻮﺍﻕ ﺍﻟﺮﻭﺡ ! ﺑﻞ ﺑﺎﻷﺣﺮﻯ - ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﻞ ﻣﻦ ﻭﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮﻱ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ - ﺃﻥ ﺃﺑﺮﺯَ ﻋﺎﻣﻞ ﻓﻲ ﺍﻧﺘﺸﺎﺭ ﺍﻹﻟﺤﺎﺩ ﻭﺗﺼﻮﻳﺮﻩ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﺍﻟﺨﻴﺎﺭ ﺍﻟﻌﻘﻼﻧﻲ ﻭﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻭﺍﻟﺤﻀﺎﺭﻱ، ﻫﻮ ( ﺍﻹﻋﻼﻡ ) ﺑﻤﺨﺘﻠﻒ ﺃﺷﻜﺎﻟﻪ ﻭﻣﻈﺎﻫﺮﻩ؛ ﻓﻠﻘﺪ ﻋﻤِﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﻀﺨﻴﻢ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻌﻮﺍﻣﻞ ﻭﻧﺸﺮﻫﺎ، ﻟﻜﻲ ﻳُﻨﺸِﺊ ﻓﻲ ﻧﻔﻮﺱ ﺍﻟﻤﺘﺎﺑﻌﻴﻦ ﻭﺍﻟﻤﺘﻠﻘِّﻴﻦ ﻗﺎﺑﻠﻴﺔَ ﺍﻹﻟﺤﺎﺩ، ﻭﻣِﻦ ﺛﻢ ﻳﺴﻘَﻄﻮﻥ ﻓﻴﻪ ﺗﻠﻘﺎﺋﻴًّﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﺃﻧﻪ ﺭﻏﺒﺔٌ ﺣﺮﺓ ﻭﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﻭﺍﻉٍ ﻭﺿﺮﻭﺭﺓ ﺣﻀﺎﺭﻳﺔ !
ﻭﺧﻴﺮُ ﺩﻟﻴﻞٍ ﻋﻠﻰ ﺻﺤﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻨﺒﻴﻪ، ﻫﻮ ﺃﻥ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻌﻮﺍﻣﻞ ﺍﻟﺘﻲ ﺭﺑﻂ ﻛﺜﻴﺮٌ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﻴﻦ ﺷﻴﻮﻉ ﺍﻹﻟﺤﺎﺩ ﺑﻬﺎ، ﻫﻲ ﻋﻮﺍﻣﻞ ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ ﻓﻲ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﻭﺍﻷﻣﻢ، ﺑﻞ ﺇﻥ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻗﺪ ﻭُﺟِﺪ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﺃﺷﺪ ﻭﺃﻗﺴﻰ، ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ - ﻭﺑﺎﻋﺘﺮﺍﻑ ﺍﻟﻤﻼﺣﺪﺓ ﻗﺒﻞ ﻏﻴﺮﻫﻢ - ﻟﻢ ﻳﻌﺮِﻑ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﺍﻧﻔﺠﺎﺭَ ﻣﻮﺟﺔ ﺍﻹﻟﺤﺎﺩ ﻛﻤﺎ ﻋﺮَﻓﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ، ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻛﺜُﺮﺕ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﻭﺗﻄﻮﺭﺕ ﺃﺳﺎﻟﻴﺒﻪ ﻓﻲ ﺇﻳﺼﺎﻝ ﺍﻟﻔﻜﺮﺓ ﻭﺗﺰﻳﻴﻦ ﺍﻟﻮﻫﻢ ﻭﺗﺰﻳﻴﻒ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ !
[ ... ] [ ... ] [ ... ] [ ... ] [ ... ]
ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺑﺎﻟﺨﺎﻟﻖ :
ﻣِﻦ ﺍﻟﻌﺠﻴﺐ ﺃﻥ ﻓﻜﺮﺓ ﺍﻹﻟﻪ ﺍﻟﺨﺎﻟﻖ ﺭﻏﻢ ﻛﻮﻧﻬﺎ ﻋﻤﻴﻘﺔ ﺟﺪًّﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻄﺮﺓ، ﻭﺭﻏﻢ ﻛﻮﻧﻬﺎ ﺳﺎﻃﻌﺔ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ﻓﻲ ﻓﻜﺮ ﺍﻟﻌﻘﻞ؛ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻟﻔﻜﺮﺓ ﻭﺍﻟﺠﻮﻫﺮ، ﻓﻤﺎ ﻓﺘﺊ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻣﻨﺬ ﻗﺪﻳﻢ ﺍﻟﺪﻫﺮ، ﺣﺮﻳﺼًﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﺮﺽ ﺃﻗﻮﻯ ﺍﻟﺒﺮﺍﻫﻴﻦ ﻭﺃﻭﺿﺢ ﺍﻷﺩﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﺨﺎﻟﻖ، ﺭﻏﻢ ﻣﺎ ﻗﻠﻨﺎ ﺁﻧﻔًﺎ ﻋﻦ ﺗﺒﺎﻳﻦ ﺻﻮﺭﺓ ﺍﻹﻟﻪ ﺑﻴﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺃﻭ ﺫﺍﻙ !
ﻭﻓﻲ ﺣﺴﺒﺎﻧﻲ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺫﻟﻚ ﺃﻣﺎﺭﺓً ﻋﻠﻰ ﻣﺰﺍﺣﻤﺔ ﺍﻟﺸﻚ ﺣﻮﻝ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﺨﺎﻟﻖ ﺟﻞَّ ﻣﺠﺪُﻩ، ﺑﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﺪﻳﺮ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺁﻳﺔً ﻋﻠﻰ ﺭﺳﻮﺥ ﺣﻘﻴﻘﺘﻪ ﻓﻲ ﺟﻮﻫﺮ ﺍﻟﻔﻄﺮﺓ ﻭﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﻌﻘﻞ، ﻭﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻧﻌﻜﺎﺳًﺎ ﻟﺬﻟﻚ ﺍﻹﺩﺭﺍﻙ ﻭﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺍﻟﻌﻤﻴﻖ ﻟﺪﻯ ﻛﻞ ﺍﻷﻣﻢ ﺑﺄﻫﻤﻴﺔ ﻭﺿﺮﻭﺭﺓ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﺨﺎﻟﻖ !
ﺇﻥ ﺗﻔﻨﻦ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﻋﺒﺮ ﻣﺮﺍﺣﻞ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻄﻮﻳﻞ، ﻭﻣﻦ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺍﻟﺨﻠﻔﻴﺎﺕ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﻳﺔ، ﻓﻲ ﻋﺮﺽ ﺍﻷﺩﻟﺔ ﻭﺍﻟﺒﺮﺍﻫﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ - ﻗﺮﻳﺐٌ ﻣِﻦ ﺗﻔﻨُّﻦ ﺍﻟﻤﺤﺐ ﺍﻟﺪﺅﻭﺏ ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺍﻷﺩﻟﺔ ﺗﻠﻮ ﺍﻷﺩﻟﺔ ﻟﻤﺤﺒﻮﺑﻪ ﻋﻠﻰ ﺭﺳﻮﺥ ﺣﺒِّﻪ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺛْﺮَﻯ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﺑﻤﻌﺎﻧﻲ ﺍﻻﺭﺗﻘﺎﺀ ﻭﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ !
ﻭﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺮﺹ ﺍﻟﻤﺘﻮﺍﺻﻞ ﻻ ﻳﻌﻨﻲ ﺗﺸﻜُّﻚ ﺍﻟﻤﺤﺒﻮﺏ ﻓﻲ ﻣﺤﺒِّﻪ، ﻓﻜﺬﻟﻚ ﺣﺮﺹ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﺍﻟﻤﺘﻮﺍﺻﻞ ﻋﻠﻰ ﻋﺮﺽ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺍﻷﺩﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﺨﺎﻟﻖ ﻭﺣﻘﻴﻘﺔ ﺃﻟﻮﻫﻴَّﺘﻪ، ﻻ ﻳﻌﻨﻲ ﺗﺸﻜﻚ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﻓﻲ ﻭﺟﻮﺩﻩ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ، ﺑﻞ ﻳﻌﻨﻲ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺍﻟﻌﺠﺰ ﻋﻦ ﺍﻻﻧﻔﺼﺎﻝ ﻋﻨﻪ ﺇﺩﺭﺍﻛًﺎ ﻭﺷﻌﻮﺭًﺍ، ﻭﺍﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﺃﺳﺎﺱ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﻭﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﻭﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺃﺧﺮﻯ !
ﻭﻟﻘﺪ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻣﻦ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ، ﻭﻣِﻦ ﺛﻢ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﺪﻉُ ﻓﺮﺻﺔً ﺗﻤﺮُّ ﺩﻭﻧﻤﺎ ﺗﺬﻛﻴﺮٍ ﺑﺤﻀﻮﺭ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ، ﻭﻋﺮﺽ ﻟﺒﺮﺍﻫﻴﻦ ﺍﻷﻟﻮﻫﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻷﻧﻔﺲ ﻭﺍﻵﻓﺎﻕ، ﻭﻟﻜﻦ ﺑﺄﺳﻠﻮﺏ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻭﺻﻔﻪ ﺇﻻ ﺑﺄﻧﻪ ﺃﺳﻠﻮﺏ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻤﺘﻔﺮِّﺩ ﺍﻟﻤﺘﻤﻴِّﺰ، ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺃﻥ ﻳﻔﺘﺢ ﻟﻠﺮﻭﺡ ﻭﺍﻟﻌﻘﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﻵﻣﺎﺩ ﺍﻟﺴﺎﻣﻘﺔ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ !
ﻟﻘﺪ ﻋﺮَﺽ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﺩﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﺍﻟﺘﺬﻛﻴﺮ ﺑﻬﺎ، ﺑﺄﺳﺎﻟﻴﺐ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻭﻓﻲ ﺳﻴﺎﻗﺎﺕ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ، ﻏﻴﺮ ﺃﻥ ﺃﻫﻢ ﻣﺎ ﺭﻛَّﺰ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺮﺽ ﻭﺍﻟﺒﻴﺎﻥ، ﻫﻮ ﻣﺠﺎﻝ ﺁﻳﺎﺕ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻮﻥ ﻭﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ؛ ﻣِﻦ ﺗﻨﻮُّﻉ ﻟﻠﻜﺎﺋﻨﺎﺕ ﺇﻟﻰ ﺭﺣﺎﺑﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻮﻥ، ﻭﻣﻦ ﺇﺑﺪﺍﻉٍ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺼﻤﻴﻢ ﺇﻟﻰ ﺳﻤﻮٍّ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻤﺎﻝ، ﻭﻣِﻦ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﻏﺎﻳﺔ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﻧﺘﺼﺎﺭ ﻟﻠﺤﻖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ !
﴿ ﺇِﻥَّ ﻓِﻲ ﺧَﻠْﻖِ ﺍﻟﺴَّﻤَﺎﻭَﺍﺕِ ﻭَﺍﻟْﺄَﺭْﺽِ ﻭَﺍﺧْﺘِﻠَﺎﻑِ ﺍﻟﻠَّﻴْﻞِ ﻭَﺍﻟﻨَّﻬَﺎﺭِ ﻭَﺍﻟْﻔُﻠْﻚِ ﺍﻟَّﺘِﻲ ﺗَﺠْﺮِﻱ ﻓِﻲ ﺍﻟْﺒَﺤْﺮِ ﺑِﻤَﺎ ﻳَﻨْﻔَﻊُ ﺍﻟﻨَّﺎﺱَ ﻭَﻣَﺎ ﺃَﻧْﺰَﻝَ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻣِﻦَ ﺍﻟﺴَّﻤَﺎﺀِ ﻣِﻦْ ﻣَﺎﺀٍ ﻓَﺄَﺣْﻴَﺎ ﺑِﻪِ ﺍﻟْﺄَﺭْﺽَ ﺑَﻌْﺪَ ﻣَﻮْﺗِﻬَﺎ ﻭَﺑَﺚَّ ﻓِﻴﻬَﺎ ﻣِﻦْ ﻛُﻞِّ ﺩَﺍﺑَّﺔٍ ﻭَﺗَﺼْﺮِﻳﻒِ ﺍﻟﺮِّﻳَﺎﺡِ ﻭَﺍﻟﺴَّﺤَﺎﺏِ ﺍﻟْﻤُﺴَﺨَّﺮِ ﺑَﻴْﻦَ ﺍﻟﺴَّﻤَﺎﺀِ ﻭَﺍﻟْﺄَﺭْﺽِ ﻟَﺂﻳَﺎﺕٍ ﻟِﻘَﻮْﻡٍ ﻳَﻌْﻘِﻠُﻮﻥَ ﴾ [ ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ : 164 ] .
ﻭﺑﻬﺬﺍ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻗﺪ ﺍﺧﺘﺎﺭ ﻃﺮﻳﻘًﺎ ﻣﺨﺘﻠﻔًﺎ، ﻭﻓﺘﺢ ﻣﺠﺎﻟًﺎ ﺟﺪﻳﺪًﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺬﻛﻴﺮ ﺑﻮﺟﻮﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﺍﻟﺘﻨﺒﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﻋﻈﻤﺔ ﺃﻟﻮﻫﻴَّﺘﻪ، ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻋﺮﺽ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﻣﺸﺎﻫﺪ ﺁﻳﺎﺗﻪ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ؛ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻮﻥ ﻭﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﺍﻹﻧﺴﺎﻥ، ﻭﻫﻮ - ﺑﻼ ﺷﻚ - ﻣﻨﻬﺞٌ ﻳﺨﺘﻠﻒ ﺟﺬﺭﻳًّﺎ ﻋﻦ ﻣﻨﻬﺞ ﺍﻟﺠﺪﻝ ﺍﻟﺒﺎﺭﺩ ﺍﻟﺬﻱ ﺷﺎﻉ ﻗﺒﻞ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻓﻲ ﻓﻠﺴﻔﺎﺕ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ، ﻭﺑﻌﺪ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺴﻤﻰ ﺑﻌﻠﻢ ﺍﻟﻜﻼﻡ !
[ ... ] [ ... ] [ ... ] [ ... ] [ ... ]
ﺗﻼﺯﻡ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ :
ﻣﺎ ﻣِﻦ ﺷﻚ ﻓﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﻬﺪﻑ ﺍﻟﻨﻬﺎﺋﻲ ﻣﻦ ﺗﺮﻛﻴﺰ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻤﻂ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺮﺽ ﻭﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﺣﻮﻝ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ ﺍﻷﻧﻔﺲ ﻭﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻭﺍﻵﻓﺎﻕ، ﻫﻮ ﻣَﻞْﺀ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻭﺍﻟﻮﺟﺪﺍﻥ ﺑﻔُﻴُﻮﺿﺎﺕ ﺍﻟﻜﻤﺎﻝ ﻭﺍﻟﺠﻼﻝ، ﻟﻴﺮﺗﺒﻂَ ﺍﻟﻤﺘﻠﻘِّﻲ ﺑﻜﻞ ﻛِﻴﺎﻧﻪ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﺸﻜﻞ ﻭﺛﻴﻖ ﻭﻋﻤﻴﻖ؛ ﺇﺫ ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺭﺗﺒﺎﻁ ﻫﻮ ﺟﻮﻫﺮَ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﺧُﻠﻖ ﻟﻪ ﺍﻟﺨﻠﻖ !
ﻭﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻳﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺭﺗﺒﺎﻁ ﻟﻪ ﺁﺛﺎﺭٌ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﻭﺍﻟﻨﻔﺲ ﻭﺍﻟﻮﺍﻗﻊ؛ ﻣِﻦ ﺭﺅﻯ ﻭﺗﺼﻮﺭﺍﺕ، ﻭﻧﻈﻢ ﻭﺍﻟﺘﺰﺍﻣﺎﺕ؛ ﺫﻟﻚ ﻷﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﺣﺪﺓٌ ﻣﺘﻜﺎﻣﻠﺔ ﺑﻴﻦ ( ﻓﻜﺮﺓ ﺍﻟﻌﻘﻞ ) ﻭ ( ﺷﻌﻮﺭ ﺍﻟﻀﻤﻴﺮ ) ﻭ( ﺍﻟﺘﺰﺍﻡ ﺍﻟﺴﻠﻮﻙ ) ، ﻭﻫﻲ ﺷُﻌَﺐ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﺇﻻ ﺑﻀﻌﻒ ﻓﻲ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺃﻭ ﻋﻮﺍﻣﻞ ﺧﺎﺭﺟﻴﺔ ﺿﺎﻏﻄﺔ !
ﻭﻣِﻦ ﻫﻨﺎ ﺍﺳﺘﺜﻤﺮ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﻘﺮﺁﻧﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔَ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ ﻓﻲ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ، ﻟﻴُﺮﺗِّﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﻟﻴﺒﻨﻲ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺩﻋﻮﺗﻪ ﺍﻟﻤﻘﺪَّﺳﺔ ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ ﺑﺄﻥ ﻳﻠﺘﺰِﻡ ﺑﻤﻌﺎﻧﻲ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﻭﺣﻘﺎﺋﻖ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ، ﺇِﻥْ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻹﺩﺭﺍﻙ، ﻭﺇِﻥْ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ، ﻭﺇﻥ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺴﻠﻮﻙ ﻭﻧﺸﺎﻃﺎﺕ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﻋﻼﻗﺎﺗﻬﺎ ﻛﺎﻓﺔً، ﴿ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﻳَﺬْﻛُﺮُﻭﻥَ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻗِﻴَﺎﻣًﺎ ﻭَﻗُﻌُﻮﺩًﺍ ﻭَﻋَﻠَﻰ ﺟُﻨُﻮﺑِﻬِﻢْ ﻭَﻳَﺘَﻔَﻜَّﺮُﻭﻥَ ﻓِﻲ ﺧَﻠْﻖِ ﺍﻟﺴَّﻤَﺎﻭَﺍﺕِ ﻭَﺍﻟْﺄَﺭْﺽِ ﺭَﺑَّﻨَﺎ ﻣَﺎ ﺧَﻠَﻘْﺖَ ﻫَﺬَﺍ ﺑَﺎﻃِﻠًﺎ ﺳُﺒْﺤَﺎﻧَﻚَ ﻓَﻘِﻨَﺎ ﻋَﺬَﺍﺏَ ﺍﻟﻨَّﺎﺭِ ﴾ [ ﺁﻝ ﻋﻤﺮﺍﻥ : 191 ] .
﴿ ﺇِﻧَّﻤَﺎ ﺍﻟْﻤُﺆْﻣِﻨُﻮﻥَ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﺁﻣَﻨُﻮﺍ ﺑِﺎﻟﻠَّﻪِ ﻭَﺭَﺳُﻮﻟِﻪِ ﺛُﻢَّ ﻟَﻢْ ﻳَﺮْﺗَﺎﺑُﻮﺍ ﻭَﺟَﺎﻫَﺪُﻭﺍ ﺑِﺄَﻣْﻮَﺍﻟِﻬِﻢْ ﻭَﺃَﻧْﻔُﺴِﻬِﻢْ ﻓِﻲ ﺳَﺒِﻴﻞِ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﺃُﻭﻟَﺌِﻚَ ﻫُﻢُ ﺍﻟﺼَّﺎﺩِﻗُﻮﻥَ ﴾ [ ﺍﻟﺤﺠﺮﺍﺕ : 15 ] .
ﻭﻟﻬﺬﺍ ﻋﺮَّﻑ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺑﻘﻮﻟﻬﻢ : ( ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﻋﻘﺪٌ ﺑﺎﻟﺠﻨﺎﻥ، ﻭﻧﻄﻖ ﺑﺎﻟﻠﺴﺎﻥ، ﻭﻋﻤﻞٌ ﺑﺎﻷﺭﻛﺎﻥ ) ، ﻓﻌﻘﺪ ﺍﻟﺠﻨﺎﻥ ﻫﻮ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺍﻟﺒﺎﻃﻨﻲ ﺍﻟﺸﺎﻣﻞ ﻟﻠﺘﺼﺪﻳﻖ ﺍﻟﻌﻘﻠﻲ ﻭﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ، ﻭﻧﻄﻖ ﺍﻟﻠﺴﺎﻥ ﻫﻮ ﺷﻬﺎﺩﺓ ﺍﻹﺛﺒﺎﺕ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ ﻹﻋﻼﻥ ﺍﻟﻤﻔﺎﺭﻗﺔ ﻟﻠﻜﻔﺮ ﻭﺍﻹﻟﺤﺎﺩ، ﻭﻋﻤﻞ ﺍﻷﺭﻛﺎﻥ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﻗﺔ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻋﺘﻘﺎﺩ ﺍﻟﺒﺎﻃﻦ [ 1 ] .
ﻭﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺣﻴﻦ ﺷﺪَّﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻠﺔ ﻭﺍﻟﺘﻼﺯﻡ ﺑﻴﻦ ( ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ / ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ) ﻭ( ﺍﻟﺴﻠﻮﻙ / ﺍﻟﻌﻤﻞ ) ، ﻓﻘﺪ ﺍﻧﻄﻠﻖ ﻣِﻦ ﻣﻨﻄﻠﻘﻴﻦ ﻛﺒﻴﺮﻳﻦ، ﻣﻨﺤﺎ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺘﻮﻛﻴﺪ ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺼﻠﺔ ﻭﺍﻟﺘﻼﺯﻡ ﻣﻌﻨﺎﻩ ﻭﻗﺪﺳﻴﺔ ﻭﺍﻣﺘﺪﺍﺩﻩ :
ﺍﻧﻄﻠﻖ ﺃﻭﻟًﺎ : ﻣﻦ ﻣﻬﻤﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺣﺪَّﺩﻫﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺒﻮﺩﻳﺔ : ﴿ ﻭَﻣَﺎ ﺧَﻠَﻘْﺖُ ﺍﻟْﺠِﻦَّ ﻭَﺍﻟْﺈِﻧْﺲَ ﺇِﻟَّﺎ ﻟِﻴَﻌْﺒُﺪُﻭﻥِ ﴾ [ ﺍﻟﺬﺍﺭﻳﺎﺕ : 56 ] ، ﻭﻣﻌﻨﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﺣﺪﺩ ﻭﻇﻴﻔﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ، ﻫﻮ ﻗﻮﻟﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ : ﴿ ﻳَﺎ ﺃَﻳُّﻬَﺎ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﺁﻣَﻨُﻮﺍ ﺍﺩْﺧُﻠُﻮﺍ ﻓِﻲ ﺍﻟﺴِّﻠْﻢِ ﻛَﺎﻓَّﺔً ﻭَﻟَﺎ ﺗَﺘَّﺒِﻌُﻮﺍ ﺧُﻄُﻮَﺍﺕِ ﺍﻟﺸَّﻴْﻄَﺎﻥِ ﺇِﻧَّﻪُ ﻟَﻜُﻢْ ﻋَﺪُﻭٌّ ﻣُﺒِﻴﻦٌ ﴾ [ ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ : 208 ] ؛ ﻓﻬﻮ ﺇﺫًﺍ ﻣﻔﻬﻮﻡٌ ﺷﺎﻣﻞ ﻟﺘﺮﻛﻴﺒﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﻟﻨﺸﺎﻃﺎﺕ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ .
ﻭﺍﻧﻄﻠﻖ ﺛﺎﻧﻴًﺎ : ﻣﻦ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ، ﻭﺃﻧﻬﺎ ﻣﺠﺮَّﺩ ﻟﺤﻈﺔ ﻋﺎﺑﺮﺓ ﻓﻲ ﻣﺴﺎﺭ ﺍﻷﺑﺪﻳﺔ ﺍﻟﺪﻓَّﺎﻕ؛ ﻓﺎﻹﻧﺴﺎﻥ ﻣﺨﻠﻮﻕٌ ﻫﻨﺎ ﻷﺟﻞ ﻣﻬﻤﺔ ﻣﺤﺪَّﺩﺓ ﻛﻤﺎ ﻗﻠﻨﺎ، ﻭﻋﻠﻴﻬﺎ ﺳﻴﺘﺤﺪَّﺩ ﻣﺼﻴﺮﻩ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻤﻮﺕ، ﻭﻣِﻦ ﺛﻢ ﻓﺎﻟﺪﻧﻴﺎ ﻣﺴﺮﺡُ ﺍﺑﺘﻼﺀ ﻭﻓﻀﺎﺀ ﺗﺜﻮﻳﺮ ﻟﻄﺎﻗﺎﺕ ﺍﻟﻜﻴﻨﻮﻧﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ، ﻭﻟﻴﺴﺖ ﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺩﺍﺭَ ﻣﻘﺮ ﻭﻓﺮﺩﻭﺱ، ﴿ ﻭَﻣَﺎ ﻫَﺬِﻩِ ﺍﻟْﺤَﻴَﺎﺓُ ﺍﻟﺪُّﻧْﻴَﺎ ﺇِﻟَّﺎ ﻟَﻬْﻮٌ ﻭَﻟَﻌِﺐٌ ﻭَﺇِﻥَّ ﺍﻟﺪَّﺍﺭَ ﺍﻟْﺂﺧِﺮَﺓَ ﻟَﻬِﻲَ ﺍﻟْﺤَﻴَﻮَﺍﻥُ ﻟَﻮْ ﻛَﺎﻧُﻮﺍ ﻳَﻌْﻠَﻤُﻮﻥَ ﴾ [ ﺍﻟﻌﻨﻜﺒﻮﺕ : 64 ] .
ﻭﺑﻬﺬﺍ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻗﺪ ﺃﺿﻔﻰ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥِ ﺑﻮﺟﻮﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻗﻴﻤﺘَﻪ ﻭﻣﻌﻨﺎﻩ، ﻭﻧﻔﺦ ﻓﻴﻪ ﺟﻤﺎﻟﻪ ﻭﺟﻼﻟﻪ، ﻭﻣِﻦ ﺛﻢ ﻟﻢ ﻳﺘﺮُﻛْﻪ - ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺼﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﻨﺤﺮﻓﺔ - ﻣﻌﻠﻮﻣﺎﺕٍ ﺑﺎﺭﺩﺓً ﺗﺰﺣﻢ ﺍﻟﺬﻫﻦ، ﺃﻭ ﺟﺪﻟﻴﺎﺕ ﻻﻫﻴﺔ ﺗﺸﻐﻞ ﺍﻟﻨﻔﺲ، ﻓﺪﻋﻮﻯ ﺍﻻﻧﻔﺼﺎﻝ ﺑﻴﻦ ( ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ) ﻓﻲ ﻣﻴﺰﺍﻥ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ، ﻫﻲ ﺩﻋﻮﻯ ﻻ ﻗﻴﻤﺔ ﻟﻬﺎ ﻭﻻ ﺃﺳﺎﺱ !
ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻬﺎﺩﻱ ﺳﻮﺍﺀ ﺍﻟﺴﺒﻴﻞ
[ 1 ] ﺿﻌﻒ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﻳﻌﻨﻲ ﺿﻌﻔًﺎ ﻓﻲ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺘﺼﺪﻳﻖ ﺍﻟﻌﻘﻠﻲ ﻭﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ، ﻭﻋﻨﻬﻤﺎ ﻳﻨﺘﺞُ ﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﺿﻌﻒٌ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻠﻮﻙ ﺍﻟﺘﻄﺒﻴﻘﻲ .
ﺗﺤﻴﺘﻲ
ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻤﻮﻓﻖ
ﺍﻻﻟﻮﻛﺔ
ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻭﺭﺣﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﺑﺮﻛﺎﺗﻪ
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺍﺭﺯﻗﻨﺎ ﺍﻟﺼﺒﺮ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺒﻼﺀ ، ﻭﺍﻟﺮﺿﺎ ﺑﺎﻟﻘﻀﺎﺀ
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻻ ﻋﻈﻴﻢ ﺍﻻ ﺍﻧﺖ ﻭﻻ ﺭﺣﻴﻢ ﺍﻻ ﺍﻧﺖ ﻭﻻ ﻛﺮﻳﻢ ﺍﻻ ﺍﻧﺖ ﻭﻻ ﻣﻌﻄﻲ
ﺍﻻ ﺍﻧﺖ ﻭﻻ ﺍﻟﻪ ﺍﻻ ﺍﻧﺖ
ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ
ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺿﺮﻭﺭﺓٌ ﻋﻘﻠﻴﺔ :
ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺑﻮﺟﻮﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻟﻴﺲ ﺧﻴﺎﺭًﺍ ﻣﺘﺎﺣًﺎ ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﻗَﺒﻮﻟﻪ ﺃﻭ ﺭﻓﻀﻪ، ﻓﻲ ﺍﻻﻧﺘﻤﺎﺀ ﺇﻟﻴﻪ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻨﻜﺮ ﻟﻪ؛ ﺫﻟﻚ ﻷﻥ ﻭﺟﻮﺩَ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻗﻴﻤﺔٌ ﺿﺮﻭﺭﻳﺔ ﻳﻘﺘﻀﻴﻬﺎ ﻣﻨﻄﻖ ﺍﻟﻌﻘﻞ، ﻭﺗﺘﻄﻠَّﺒﻬﺎ ﻓﻄﺮﺓ ﺍﻟﻮِﺟﺪﺍﻥ، ﻭﺗُﺤﺘِّﻤﻬﺎ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻷﺧﻼﻕ، ﻭﺗُﻮﺟِﺒﻬﺎ ﺣﻜﻤﺔ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ، ﻭﻳَﺴﺘﻠﺰﻣﻬﺎ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﻜﻮﻥ !
ﻧﻌﻢ، ﻓﻲ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﺍﻟﻄﻮﻳﻞ، ﻭﻓﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺍﺕ ﻭﺍﻟﺸﻌﻮﺏ - ﺍﻧﺤﺮﻑ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻦ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ، ﻓﻐﺮِﻗﻮﺍ ﻓﻲ ﻣﺴﺘﻨﻘﻊ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﺍﻵﺳِﻦ ﺑﻤﺨﺘﻠﻒ ﺃﺷﻜﺎﻟﻪ ﻭﻣﻈﺎﻫﺮﻩ، ﻛﻤﺎ ﺗﺒﻨَّﻮﺍ ﺗﺼﻮُّﺭﺍﺕ ﻋﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﺠﻴﺒﺔً ﻏﺮﻳﺒﺔ؛ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﻟﺠﻦ، ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﻟﺤﺠﺮ، ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﻟﻜﻮﺍﻛﺐ ... ﺇﻟﺦ .
ﻭﻟﻜﻦ ﺭﻏﻢ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﻧﺤﺮﺍﻓﺎﺕ ﻭﺍﻟﻀﻼﻻﺕ، ﻓﻘﺪ ﺑﻘِﻴﺖ ﻓﻜﺮﺓ ﺍﻹﻟﻪ ﺍﻟﺨﺎﻟﻖ ﻭﺿﺮﻭﺭﺓ ﻭﺟﻮﺩﻩ ﻣﺘﻮﻫِّﺠﺔً ﻣﺘﺄﻟﻘﺔ، ﻭﻋﻤﻴﻘﺔ ﺭﺍﺳﺨﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﻭﺍﻟﻌﻘﻮﻝ،
﴿ ﻭَﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﺍﺗَّﺨَﺬُﻭﺍ ﻣِﻦْ ﺩُﻭﻧِﻪِ ﺃَﻭْﻟِﻴَﺎﺀَ ﻣَﺎ ﻧَﻌْﺒُﺪُﻫُﻢْ ﺇِﻟَّﺎ ﻟِﻴُﻘَﺮِّﺑُﻮﻧَﺎ ﺇِﻟَﻰ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﺯُﻟْﻔَﻰ ﴾ [ ﺍﻟﺰﻣﺮ : 3 ] ، ﴿ ﻓِﻄْﺮَﺕَ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﺍﻟَّﺘِﻲ ﻓَﻄَﺮَ ﺍﻟﻨَّﺎﺱَ ﻋَﻠَﻴْﻬَﺎ ﻟَﺎ ﺗَﺒْﺪِﻳﻞَ ﻟِﺨَﻠْﻖِ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﴾ [ ﺍﻟﺮﻭﻡ : 30 ] .
ﺇﻥ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﺃﻋﻈﻢُ ﻭﺃﻇﻬﺮ ﻣِﻦ ﻛﻞ ﺑﺪﻳﻬﻴﺎﺕ ﺍﻟﻌﻘﻞ؛ ﻷﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﺪﻳﻬﻴﺎﺕ ﻗﺪ ﻳﻐﻔﻞُ ﻋﻨﻬﺎ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﻗﺪ ﻻ ﻳﺘﺒﻴَّﻨﻬﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﻭﺍﺿﺢ ﻟﻌﻮﺍﻣﻞَ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ، ﺃﻣﺎ ﺿﺮﻭﺭﺓُ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ، ﻓﻼ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻐﻔﻞ ﻋﻨﻬﺎ ﺃﻱ ﺇﻧﺴﺎﻥ، ﺭﻏﻢ ﻛﻞ ﺍﻟﺘﺸﻮُّﻫﺎﺕ ﻭﺍﻟﻀﺒﺎﺑﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﺗﻄﻮﻝ ﺻﻮﺭﺓَ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﺍﻹﻟﻬﻲ ﻓﻲ ﻋﻘﻮﻝ ﻛﺜﻴﺮﻳﻦ !
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﻳﺸﻌُﺮُ ﺑﻬﺎ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺣﻴﻦ ﻳﻠﺘﻔَّﺖ ﺇﻟﻰ ﻧﻔﺴﻪ، ﻭﺣﻴﻦ ﻳُﻘﻠِّﺐ ﻧﻈﺮﻩ ﻓﻲ ﺁﻓﺎﻕ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ، ﻭﺣﻴﻦ ﺗﻀﻐﻂُ ﻋﻠﻴﻪ ﻇﺮﻭﻑ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ، ﻳﻨﺘﺒﻪ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻭﻫﻮ ﻳﺸﻬﺪ ﺍﻧﺒﺜﺎﻕ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻟﻴﺪ ﺍﻟﻀﺌﻴﻞ، ﺃﻭ ﻓﻲ ﻧﻤﺎﺀ ﺍﻟﻨﺒﺘﺔ ﺍﻟﻀﻌﻴﻔﺔ، ﺃﻭ ﻓﻲ ﺍﻧﺒﻼﺝ ﻓﺠﺮٍ ﺟﺪﻳﺪ، ﺃﻭ ﻓﻲ ﻫﺪﺃﺓ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﺍﻟﺒﻬﻴﻢ !
ﻣِﻦ ﺃﺟﻞ ﺫﻟﻚ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻜﺮﺓ ﺍﻹﻟﻪ - ﺭﻏﻢ ﺗﻌﺪُّﺩ ﺃﺷﻜﺎﻟﻬﺎ ﻭﻣﻈﺎﻫﺮﻫﺎ - ﺃﺑﺮﺯَ ﻓﻜﺮﺓٍ ﻣﺤﺮِّﻛَﺔ ﻭﻣُﺜﻮِّﺭَﺓ ﻭﻣﺆﺳِّﺴَﺔ ﻓﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺍﺕ ﻭﺍﻟﺸﻌﻮﺏ، ﻭﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻳُﺤﺪِّﺛﻨﺎ ﺃﻧﻨﺎ ﻣِﻦ ﺍﻟﻤﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻧﺠﺪ ﺃﻣﻤًﺎ ﻭﺷﻌﻮﺑًﺎ ﺑﻼ ﺣﻀﺎﺭﺓ ﻣﺰﺩﻫﺮﺓ ﻣﺎﺩﻳًّﺎ، ﻏﻴﺮ ﺃﻧﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺴﻴﺮ ﺟﺪًّﺍ ﺃﻥ ﻧﺠﺪﺩ ﺃﻣﻤًﺎ ﻭﺷﻌﻮﺑًﺎ ﺑﻼ ﻣﻌﺎﺑﺪَ ﻣُﻘﺪَّﺳﺔ !
[ ... ] [ ... ] [ ... ] [ ... ] [ ... ]
ﺍﻹﻟﺤﺎﺩ ﺣﺎﻟﺔ ﺷﺎﺫَّﺓ :
ﺭﻏﻢ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ، ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻧﻌﺘﺮﻑ ﺑﺄﻧﻪ ﻗﺪ ﻭُﺟﺪﺕ ﺷِﺮْﺫﻣﺔٌ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺗﺪَّﻋﻲ ﺇﻧﻜﺎﺭ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻹﻟﻪ ﺍﻟﺨﺎﻟﻖ ﺇﻧﻜﺎﺭًﺍ ﻛﻠﻴًّﺎ ! ﻛﻤﺎ ﻭُﺟﺪ ﻣَﻦ ﺃﻧﻜﺮ ﺍﻹﻟﻪ ﺑﺎﻟﺸﻜﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻌﺮِﺿﻪ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻨﺘﻤﻲ ﺇﻟﻴﻬﺎ، ﻭﻛﺬﺍ ﻭُﺟﺪ ﻣَﻦ ﺃﻧﻜﺮ ﺑﻌﺾ ﻣﻘﺘﻀﻴﺎﺕ ﻋﻘﻴﺪﺓ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻹﻟﻪ ﺍﻟﺨﺎﻟﻖ؛ ﻛﺎﻟﺪﻳﻦ، ﻭﺍﻟﻨﺒﻮﺍﺕ، ﻭﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻤﻮﺕ !
ﻭﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﺗﺠﺎﻫﺎﺕ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﺷﺒﻪَ ﺑﺎﻻﺳﺘﺜﻨﺎﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺆﻛﺪ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ، ﻓﻠﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﻬﻢ ﺻﻮﺕٌ ﻣﺴﻤﻮﻉ، ﻭﻻ ﻓﻜﺮ ﻣﻨﻄﻘﻲ ﻳﺴﺘﻠﺰﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻘﻼﺀ ﺍﻟﺘﻮﻗُّﻒَ ﻋﻨﺪﻩ ﻃﻮﻳﻠًﺎ ﻭﺍﻟﻨﻈﺮ ﺍﻟﺠﺪﻱ ﻓﻴﻪ، ﺭﻏﻢ ﺭﺣﺎﺑﺔ ﺍﻟﻨﻘﺎﺷﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﺠﺎﺩﻻﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺧﺎﺿﻬﺎ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻮﻥ ﺑﻮﺟﻮﺩ ﺍﻹﻟﻪ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻟﻤﺒﺪﺃ، ﺣﻮﻝ ﺫﺍﺗﻪ ﻭﺻﻔﺎﺗﻪ ﻭﻋﻼﻗﺘﻪ ﺑﺎﻟﻜﻮﻥ ﻭﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﺍﻹﻧﺴﺎﻥ !
ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻠﻚ ﺍﻻﺗﺠﺎﻫﺎﺕُ ﺣﺎﻻﺕٍ ﻣﺘﻨﺎﺛﺮﺓً ﻫﻨﺎ ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺑﻴﻦ ﺷﻌﻮﺏ ﻭﺃﻣﻢ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ، ﻭﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺃﺑﺪًﺍ ﻇﺎﻫﺮﺓً ﻋﺎﻣﺔ ﺃﻭ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺗﻄﺒﻊ ﺑﻄﺎﺑﻌﻬﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﺔَ ﺃﻭ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺸﻌﺐ، ﺑﻞ ﺑﺎﻷﺣﺮﻯ ﺇﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺣﺎﻻﺕ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﻓﺮﺩﻳﺔ، ﻧﺸﺄﺕ ﻭﺍﻧﻄﻠﻘﺖ ﻓﻲ ﻟﺤﻈﺔ ﻓﻠﺘﺔِ ﻓﻜﺮ ﺃﻭ ﺟﻤﻮﺡ ﻏﺮﻳﺰﺓ، ﺃﻭ ﺿﻐﻂ ﺍﺑﺘﻼﺀ ﺃﻭ ﺷﺮﻭﺩ ﻭﻋﻲ !
ﺃﻣﺎ ﻓﻲ ﻋﺼﺮﻧﺎ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮ، ﻓﻤﺎ ﻣِﻦ ﺷﻚ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﺻﺎﺭ ﻟﻺﻟﺤﺎﺩ ﺻﻮﺕٌ ﻣﺮﺗﻔﻊ ﻭﺿﺠﻴﺞ ﺻﺎﺧﺐ، ﻭﻫﻮ ﺻﻮﺕ ﻭﻫﻮ ﺿﺠﻴﺞ، ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺍﻟﻀﻐﻮﻁُ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ، ﺃﻭ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺍﻷﺳﺮﻳﺔ، ﺃﻭ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ، ﺃﻭ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﻳﺔ، ﺃﻭ ﺍﻟﻜﺸﻮﻓﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ - ﻫﻲ ﺍﻟﻌﻨﺼﺮَ ﺍﻟﺠﻮﻫﺮﻱَّ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻛﺴﺐ ﺍﻹﻟﺤﺎﺩَ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓَ ﻋﻠﻰ ﺧﻨﻖ ﻫﻮﺍﺗﻒ ﺍﻟﻔﻄﺮﺓ ﻭﻣﺤﺎﺻﺮﺓ ﺃﺷﻮﺍﻕ ﺍﻟﺮﻭﺡ ! ﺑﻞ ﺑﺎﻷﺣﺮﻯ - ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﻞ ﻣﻦ ﻭﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮﻱ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ - ﺃﻥ ﺃﺑﺮﺯَ ﻋﺎﻣﻞ ﻓﻲ ﺍﻧﺘﺸﺎﺭ ﺍﻹﻟﺤﺎﺩ ﻭﺗﺼﻮﻳﺮﻩ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﺍﻟﺨﻴﺎﺭ ﺍﻟﻌﻘﻼﻧﻲ ﻭﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻭﺍﻟﺤﻀﺎﺭﻱ، ﻫﻮ ( ﺍﻹﻋﻼﻡ ) ﺑﻤﺨﺘﻠﻒ ﺃﺷﻜﺎﻟﻪ ﻭﻣﻈﺎﻫﺮﻩ؛ ﻓﻠﻘﺪ ﻋﻤِﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﻀﺨﻴﻢ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻌﻮﺍﻣﻞ ﻭﻧﺸﺮﻫﺎ، ﻟﻜﻲ ﻳُﻨﺸِﺊ ﻓﻲ ﻧﻔﻮﺱ ﺍﻟﻤﺘﺎﺑﻌﻴﻦ ﻭﺍﻟﻤﺘﻠﻘِّﻴﻦ ﻗﺎﺑﻠﻴﺔَ ﺍﻹﻟﺤﺎﺩ، ﻭﻣِﻦ ﺛﻢ ﻳﺴﻘَﻄﻮﻥ ﻓﻴﻪ ﺗﻠﻘﺎﺋﻴًّﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﺃﻧﻪ ﺭﻏﺒﺔٌ ﺣﺮﺓ ﻭﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﻭﺍﻉٍ ﻭﺿﺮﻭﺭﺓ ﺣﻀﺎﺭﻳﺔ !
ﻭﺧﻴﺮُ ﺩﻟﻴﻞٍ ﻋﻠﻰ ﺻﺤﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻨﺒﻴﻪ، ﻫﻮ ﺃﻥ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻌﻮﺍﻣﻞ ﺍﻟﺘﻲ ﺭﺑﻂ ﻛﺜﻴﺮٌ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﻴﻦ ﺷﻴﻮﻉ ﺍﻹﻟﺤﺎﺩ ﺑﻬﺎ، ﻫﻲ ﻋﻮﺍﻣﻞ ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ ﻓﻲ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﻭﺍﻷﻣﻢ، ﺑﻞ ﺇﻥ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻗﺪ ﻭُﺟِﺪ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﺃﺷﺪ ﻭﺃﻗﺴﻰ، ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ - ﻭﺑﺎﻋﺘﺮﺍﻑ ﺍﻟﻤﻼﺣﺪﺓ ﻗﺒﻞ ﻏﻴﺮﻫﻢ - ﻟﻢ ﻳﻌﺮِﻑ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﺍﻧﻔﺠﺎﺭَ ﻣﻮﺟﺔ ﺍﻹﻟﺤﺎﺩ ﻛﻤﺎ ﻋﺮَﻓﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ، ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻛﺜُﺮﺕ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﻭﺗﻄﻮﺭﺕ ﺃﺳﺎﻟﻴﺒﻪ ﻓﻲ ﺇﻳﺼﺎﻝ ﺍﻟﻔﻜﺮﺓ ﻭﺗﺰﻳﻴﻦ ﺍﻟﻮﻫﻢ ﻭﺗﺰﻳﻴﻒ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ !
[ ... ] [ ... ] [ ... ] [ ... ] [ ... ]
ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺑﺎﻟﺨﺎﻟﻖ :
ﻣِﻦ ﺍﻟﻌﺠﻴﺐ ﺃﻥ ﻓﻜﺮﺓ ﺍﻹﻟﻪ ﺍﻟﺨﺎﻟﻖ ﺭﻏﻢ ﻛﻮﻧﻬﺎ ﻋﻤﻴﻘﺔ ﺟﺪًّﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻄﺮﺓ، ﻭﺭﻏﻢ ﻛﻮﻧﻬﺎ ﺳﺎﻃﻌﺔ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ﻓﻲ ﻓﻜﺮ ﺍﻟﻌﻘﻞ؛ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻟﻔﻜﺮﺓ ﻭﺍﻟﺠﻮﻫﺮ، ﻓﻤﺎ ﻓﺘﺊ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻣﻨﺬ ﻗﺪﻳﻢ ﺍﻟﺪﻫﺮ، ﺣﺮﻳﺼًﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﺮﺽ ﺃﻗﻮﻯ ﺍﻟﺒﺮﺍﻫﻴﻦ ﻭﺃﻭﺿﺢ ﺍﻷﺩﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﺨﺎﻟﻖ، ﺭﻏﻢ ﻣﺎ ﻗﻠﻨﺎ ﺁﻧﻔًﺎ ﻋﻦ ﺗﺒﺎﻳﻦ ﺻﻮﺭﺓ ﺍﻹﻟﻪ ﺑﻴﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺃﻭ ﺫﺍﻙ !
ﻭﻓﻲ ﺣﺴﺒﺎﻧﻲ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺫﻟﻚ ﺃﻣﺎﺭﺓً ﻋﻠﻰ ﻣﺰﺍﺣﻤﺔ ﺍﻟﺸﻚ ﺣﻮﻝ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﺨﺎﻟﻖ ﺟﻞَّ ﻣﺠﺪُﻩ، ﺑﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﺪﻳﺮ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺁﻳﺔً ﻋﻠﻰ ﺭﺳﻮﺥ ﺣﻘﻴﻘﺘﻪ ﻓﻲ ﺟﻮﻫﺮ ﺍﻟﻔﻄﺮﺓ ﻭﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﻌﻘﻞ، ﻭﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻧﻌﻜﺎﺳًﺎ ﻟﺬﻟﻚ ﺍﻹﺩﺭﺍﻙ ﻭﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺍﻟﻌﻤﻴﻖ ﻟﺪﻯ ﻛﻞ ﺍﻷﻣﻢ ﺑﺄﻫﻤﻴﺔ ﻭﺿﺮﻭﺭﺓ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﺨﺎﻟﻖ !
ﺇﻥ ﺗﻔﻨﻦ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﻋﺒﺮ ﻣﺮﺍﺣﻞ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻄﻮﻳﻞ، ﻭﻣﻦ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺍﻟﺨﻠﻔﻴﺎﺕ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﻳﺔ، ﻓﻲ ﻋﺮﺽ ﺍﻷﺩﻟﺔ ﻭﺍﻟﺒﺮﺍﻫﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ - ﻗﺮﻳﺐٌ ﻣِﻦ ﺗﻔﻨُّﻦ ﺍﻟﻤﺤﺐ ﺍﻟﺪﺅﻭﺏ ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺍﻷﺩﻟﺔ ﺗﻠﻮ ﺍﻷﺩﻟﺔ ﻟﻤﺤﺒﻮﺑﻪ ﻋﻠﻰ ﺭﺳﻮﺥ ﺣﺒِّﻪ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺛْﺮَﻯ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﺑﻤﻌﺎﻧﻲ ﺍﻻﺭﺗﻘﺎﺀ ﻭﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ !
ﻭﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺮﺹ ﺍﻟﻤﺘﻮﺍﺻﻞ ﻻ ﻳﻌﻨﻲ ﺗﺸﻜُّﻚ ﺍﻟﻤﺤﺒﻮﺏ ﻓﻲ ﻣﺤﺒِّﻪ، ﻓﻜﺬﻟﻚ ﺣﺮﺹ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﺍﻟﻤﺘﻮﺍﺻﻞ ﻋﻠﻰ ﻋﺮﺽ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺍﻷﺩﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﺨﺎﻟﻖ ﻭﺣﻘﻴﻘﺔ ﺃﻟﻮﻫﻴَّﺘﻪ، ﻻ ﻳﻌﻨﻲ ﺗﺸﻜﻚ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﻓﻲ ﻭﺟﻮﺩﻩ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ، ﺑﻞ ﻳﻌﻨﻲ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺍﻟﻌﺠﺰ ﻋﻦ ﺍﻻﻧﻔﺼﺎﻝ ﻋﻨﻪ ﺇﺩﺭﺍﻛًﺎ ﻭﺷﻌﻮﺭًﺍ، ﻭﺍﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﺃﺳﺎﺱ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﻭﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﻭﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺃﺧﺮﻯ !
ﻭﻟﻘﺪ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻣﻦ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ، ﻭﻣِﻦ ﺛﻢ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﺪﻉُ ﻓﺮﺻﺔً ﺗﻤﺮُّ ﺩﻭﻧﻤﺎ ﺗﺬﻛﻴﺮٍ ﺑﺤﻀﻮﺭ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ، ﻭﻋﺮﺽ ﻟﺒﺮﺍﻫﻴﻦ ﺍﻷﻟﻮﻫﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻷﻧﻔﺲ ﻭﺍﻵﻓﺎﻕ، ﻭﻟﻜﻦ ﺑﺄﺳﻠﻮﺏ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻭﺻﻔﻪ ﺇﻻ ﺑﺄﻧﻪ ﺃﺳﻠﻮﺏ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻤﺘﻔﺮِّﺩ ﺍﻟﻤﺘﻤﻴِّﺰ، ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺃﻥ ﻳﻔﺘﺢ ﻟﻠﺮﻭﺡ ﻭﺍﻟﻌﻘﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﻵﻣﺎﺩ ﺍﻟﺴﺎﻣﻘﺔ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ !
ﻟﻘﺪ ﻋﺮَﺽ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﺩﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﺍﻟﺘﺬﻛﻴﺮ ﺑﻬﺎ، ﺑﺄﺳﺎﻟﻴﺐ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻭﻓﻲ ﺳﻴﺎﻗﺎﺕ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ، ﻏﻴﺮ ﺃﻥ ﺃﻫﻢ ﻣﺎ ﺭﻛَّﺰ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺮﺽ ﻭﺍﻟﺒﻴﺎﻥ، ﻫﻮ ﻣﺠﺎﻝ ﺁﻳﺎﺕ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻮﻥ ﻭﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ؛ ﻣِﻦ ﺗﻨﻮُّﻉ ﻟﻠﻜﺎﺋﻨﺎﺕ ﺇﻟﻰ ﺭﺣﺎﺑﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻮﻥ، ﻭﻣﻦ ﺇﺑﺪﺍﻉٍ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺼﻤﻴﻢ ﺇﻟﻰ ﺳﻤﻮٍّ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻤﺎﻝ، ﻭﻣِﻦ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﻏﺎﻳﺔ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﻧﺘﺼﺎﺭ ﻟﻠﺤﻖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ !
﴿ ﺇِﻥَّ ﻓِﻲ ﺧَﻠْﻖِ ﺍﻟﺴَّﻤَﺎﻭَﺍﺕِ ﻭَﺍﻟْﺄَﺭْﺽِ ﻭَﺍﺧْﺘِﻠَﺎﻑِ ﺍﻟﻠَّﻴْﻞِ ﻭَﺍﻟﻨَّﻬَﺎﺭِ ﻭَﺍﻟْﻔُﻠْﻚِ ﺍﻟَّﺘِﻲ ﺗَﺠْﺮِﻱ ﻓِﻲ ﺍﻟْﺒَﺤْﺮِ ﺑِﻤَﺎ ﻳَﻨْﻔَﻊُ ﺍﻟﻨَّﺎﺱَ ﻭَﻣَﺎ ﺃَﻧْﺰَﻝَ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻣِﻦَ ﺍﻟﺴَّﻤَﺎﺀِ ﻣِﻦْ ﻣَﺎﺀٍ ﻓَﺄَﺣْﻴَﺎ ﺑِﻪِ ﺍﻟْﺄَﺭْﺽَ ﺑَﻌْﺪَ ﻣَﻮْﺗِﻬَﺎ ﻭَﺑَﺚَّ ﻓِﻴﻬَﺎ ﻣِﻦْ ﻛُﻞِّ ﺩَﺍﺑَّﺔٍ ﻭَﺗَﺼْﺮِﻳﻒِ ﺍﻟﺮِّﻳَﺎﺡِ ﻭَﺍﻟﺴَّﺤَﺎﺏِ ﺍﻟْﻤُﺴَﺨَّﺮِ ﺑَﻴْﻦَ ﺍﻟﺴَّﻤَﺎﺀِ ﻭَﺍﻟْﺄَﺭْﺽِ ﻟَﺂﻳَﺎﺕٍ ﻟِﻘَﻮْﻡٍ ﻳَﻌْﻘِﻠُﻮﻥَ ﴾ [ ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ : 164 ] .
ﻭﺑﻬﺬﺍ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻗﺪ ﺍﺧﺘﺎﺭ ﻃﺮﻳﻘًﺎ ﻣﺨﺘﻠﻔًﺎ، ﻭﻓﺘﺢ ﻣﺠﺎﻟًﺎ ﺟﺪﻳﺪًﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺬﻛﻴﺮ ﺑﻮﺟﻮﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﺍﻟﺘﻨﺒﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﻋﻈﻤﺔ ﺃﻟﻮﻫﻴَّﺘﻪ، ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻋﺮﺽ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﻣﺸﺎﻫﺪ ﺁﻳﺎﺗﻪ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ؛ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻮﻥ ﻭﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﺍﻹﻧﺴﺎﻥ، ﻭﻫﻮ - ﺑﻼ ﺷﻚ - ﻣﻨﻬﺞٌ ﻳﺨﺘﻠﻒ ﺟﺬﺭﻳًّﺎ ﻋﻦ ﻣﻨﻬﺞ ﺍﻟﺠﺪﻝ ﺍﻟﺒﺎﺭﺩ ﺍﻟﺬﻱ ﺷﺎﻉ ﻗﺒﻞ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻓﻲ ﻓﻠﺴﻔﺎﺕ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ، ﻭﺑﻌﺪ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺴﻤﻰ ﺑﻌﻠﻢ ﺍﻟﻜﻼﻡ !
[ ... ] [ ... ] [ ... ] [ ... ] [ ... ]
ﺗﻼﺯﻡ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ :
ﻣﺎ ﻣِﻦ ﺷﻚ ﻓﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﻬﺪﻑ ﺍﻟﻨﻬﺎﺋﻲ ﻣﻦ ﺗﺮﻛﻴﺰ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻤﻂ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺮﺽ ﻭﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﺣﻮﻝ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ ﺍﻷﻧﻔﺲ ﻭﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻭﺍﻵﻓﺎﻕ، ﻫﻮ ﻣَﻞْﺀ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻭﺍﻟﻮﺟﺪﺍﻥ ﺑﻔُﻴُﻮﺿﺎﺕ ﺍﻟﻜﻤﺎﻝ ﻭﺍﻟﺠﻼﻝ، ﻟﻴﺮﺗﺒﻂَ ﺍﻟﻤﺘﻠﻘِّﻲ ﺑﻜﻞ ﻛِﻴﺎﻧﻪ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﺸﻜﻞ ﻭﺛﻴﻖ ﻭﻋﻤﻴﻖ؛ ﺇﺫ ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺭﺗﺒﺎﻁ ﻫﻮ ﺟﻮﻫﺮَ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﺧُﻠﻖ ﻟﻪ ﺍﻟﺨﻠﻖ !
ﻭﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻳﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺭﺗﺒﺎﻁ ﻟﻪ ﺁﺛﺎﺭٌ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﻭﺍﻟﻨﻔﺲ ﻭﺍﻟﻮﺍﻗﻊ؛ ﻣِﻦ ﺭﺅﻯ ﻭﺗﺼﻮﺭﺍﺕ، ﻭﻧﻈﻢ ﻭﺍﻟﺘﺰﺍﻣﺎﺕ؛ ﺫﻟﻚ ﻷﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﺣﺪﺓٌ ﻣﺘﻜﺎﻣﻠﺔ ﺑﻴﻦ ( ﻓﻜﺮﺓ ﺍﻟﻌﻘﻞ ) ﻭ ( ﺷﻌﻮﺭ ﺍﻟﻀﻤﻴﺮ ) ﻭ( ﺍﻟﺘﺰﺍﻡ ﺍﻟﺴﻠﻮﻙ ) ، ﻭﻫﻲ ﺷُﻌَﺐ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﺇﻻ ﺑﻀﻌﻒ ﻓﻲ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺃﻭ ﻋﻮﺍﻣﻞ ﺧﺎﺭﺟﻴﺔ ﺿﺎﻏﻄﺔ !
ﻭﻣِﻦ ﻫﻨﺎ ﺍﺳﺘﺜﻤﺮ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﻘﺮﺁﻧﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔَ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ ﻓﻲ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ، ﻟﻴُﺮﺗِّﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﻟﻴﺒﻨﻲ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺩﻋﻮﺗﻪ ﺍﻟﻤﻘﺪَّﺳﺔ ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ ﺑﺄﻥ ﻳﻠﺘﺰِﻡ ﺑﻤﻌﺎﻧﻲ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﻭﺣﻘﺎﺋﻖ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ، ﺇِﻥْ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻹﺩﺭﺍﻙ، ﻭﺇِﻥْ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ، ﻭﺇﻥ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺴﻠﻮﻙ ﻭﻧﺸﺎﻃﺎﺕ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﻋﻼﻗﺎﺗﻬﺎ ﻛﺎﻓﺔً، ﴿ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﻳَﺬْﻛُﺮُﻭﻥَ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻗِﻴَﺎﻣًﺎ ﻭَﻗُﻌُﻮﺩًﺍ ﻭَﻋَﻠَﻰ ﺟُﻨُﻮﺑِﻬِﻢْ ﻭَﻳَﺘَﻔَﻜَّﺮُﻭﻥَ ﻓِﻲ ﺧَﻠْﻖِ ﺍﻟﺴَّﻤَﺎﻭَﺍﺕِ ﻭَﺍﻟْﺄَﺭْﺽِ ﺭَﺑَّﻨَﺎ ﻣَﺎ ﺧَﻠَﻘْﺖَ ﻫَﺬَﺍ ﺑَﺎﻃِﻠًﺎ ﺳُﺒْﺤَﺎﻧَﻚَ ﻓَﻘِﻨَﺎ ﻋَﺬَﺍﺏَ ﺍﻟﻨَّﺎﺭِ ﴾ [ ﺁﻝ ﻋﻤﺮﺍﻥ : 191 ] .
﴿ ﺇِﻧَّﻤَﺎ ﺍﻟْﻤُﺆْﻣِﻨُﻮﻥَ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﺁﻣَﻨُﻮﺍ ﺑِﺎﻟﻠَّﻪِ ﻭَﺭَﺳُﻮﻟِﻪِ ﺛُﻢَّ ﻟَﻢْ ﻳَﺮْﺗَﺎﺑُﻮﺍ ﻭَﺟَﺎﻫَﺪُﻭﺍ ﺑِﺄَﻣْﻮَﺍﻟِﻬِﻢْ ﻭَﺃَﻧْﻔُﺴِﻬِﻢْ ﻓِﻲ ﺳَﺒِﻴﻞِ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﺃُﻭﻟَﺌِﻚَ ﻫُﻢُ ﺍﻟﺼَّﺎﺩِﻗُﻮﻥَ ﴾ [ ﺍﻟﺤﺠﺮﺍﺕ : 15 ] .
ﻭﻟﻬﺬﺍ ﻋﺮَّﻑ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺑﻘﻮﻟﻬﻢ : ( ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﻋﻘﺪٌ ﺑﺎﻟﺠﻨﺎﻥ، ﻭﻧﻄﻖ ﺑﺎﻟﻠﺴﺎﻥ، ﻭﻋﻤﻞٌ ﺑﺎﻷﺭﻛﺎﻥ ) ، ﻓﻌﻘﺪ ﺍﻟﺠﻨﺎﻥ ﻫﻮ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺍﻟﺒﺎﻃﻨﻲ ﺍﻟﺸﺎﻣﻞ ﻟﻠﺘﺼﺪﻳﻖ ﺍﻟﻌﻘﻠﻲ ﻭﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ، ﻭﻧﻄﻖ ﺍﻟﻠﺴﺎﻥ ﻫﻮ ﺷﻬﺎﺩﺓ ﺍﻹﺛﺒﺎﺕ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ ﻹﻋﻼﻥ ﺍﻟﻤﻔﺎﺭﻗﺔ ﻟﻠﻜﻔﺮ ﻭﺍﻹﻟﺤﺎﺩ، ﻭﻋﻤﻞ ﺍﻷﺭﻛﺎﻥ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﻗﺔ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻋﺘﻘﺎﺩ ﺍﻟﺒﺎﻃﻦ [ 1 ] .
ﻭﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺣﻴﻦ ﺷﺪَّﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻠﺔ ﻭﺍﻟﺘﻼﺯﻡ ﺑﻴﻦ ( ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ / ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ) ﻭ( ﺍﻟﺴﻠﻮﻙ / ﺍﻟﻌﻤﻞ ) ، ﻓﻘﺪ ﺍﻧﻄﻠﻖ ﻣِﻦ ﻣﻨﻄﻠﻘﻴﻦ ﻛﺒﻴﺮﻳﻦ، ﻣﻨﺤﺎ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺘﻮﻛﻴﺪ ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺼﻠﺔ ﻭﺍﻟﺘﻼﺯﻡ ﻣﻌﻨﺎﻩ ﻭﻗﺪﺳﻴﺔ ﻭﺍﻣﺘﺪﺍﺩﻩ :
ﺍﻧﻄﻠﻖ ﺃﻭﻟًﺎ : ﻣﻦ ﻣﻬﻤﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺣﺪَّﺩﻫﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺒﻮﺩﻳﺔ : ﴿ ﻭَﻣَﺎ ﺧَﻠَﻘْﺖُ ﺍﻟْﺠِﻦَّ ﻭَﺍﻟْﺈِﻧْﺲَ ﺇِﻟَّﺎ ﻟِﻴَﻌْﺒُﺪُﻭﻥِ ﴾ [ ﺍﻟﺬﺍﺭﻳﺎﺕ : 56 ] ، ﻭﻣﻌﻨﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﺣﺪﺩ ﻭﻇﻴﻔﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ، ﻫﻮ ﻗﻮﻟﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ : ﴿ ﻳَﺎ ﺃَﻳُّﻬَﺎ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﺁﻣَﻨُﻮﺍ ﺍﺩْﺧُﻠُﻮﺍ ﻓِﻲ ﺍﻟﺴِّﻠْﻢِ ﻛَﺎﻓَّﺔً ﻭَﻟَﺎ ﺗَﺘَّﺒِﻌُﻮﺍ ﺧُﻄُﻮَﺍﺕِ ﺍﻟﺸَّﻴْﻄَﺎﻥِ ﺇِﻧَّﻪُ ﻟَﻜُﻢْ ﻋَﺪُﻭٌّ ﻣُﺒِﻴﻦٌ ﴾ [ ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ : 208 ] ؛ ﻓﻬﻮ ﺇﺫًﺍ ﻣﻔﻬﻮﻡٌ ﺷﺎﻣﻞ ﻟﺘﺮﻛﻴﺒﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﻟﻨﺸﺎﻃﺎﺕ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ .
ﻭﺍﻧﻄﻠﻖ ﺛﺎﻧﻴًﺎ : ﻣﻦ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ، ﻭﺃﻧﻬﺎ ﻣﺠﺮَّﺩ ﻟﺤﻈﺔ ﻋﺎﺑﺮﺓ ﻓﻲ ﻣﺴﺎﺭ ﺍﻷﺑﺪﻳﺔ ﺍﻟﺪﻓَّﺎﻕ؛ ﻓﺎﻹﻧﺴﺎﻥ ﻣﺨﻠﻮﻕٌ ﻫﻨﺎ ﻷﺟﻞ ﻣﻬﻤﺔ ﻣﺤﺪَّﺩﺓ ﻛﻤﺎ ﻗﻠﻨﺎ، ﻭﻋﻠﻴﻬﺎ ﺳﻴﺘﺤﺪَّﺩ ﻣﺼﻴﺮﻩ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻤﻮﺕ، ﻭﻣِﻦ ﺛﻢ ﻓﺎﻟﺪﻧﻴﺎ ﻣﺴﺮﺡُ ﺍﺑﺘﻼﺀ ﻭﻓﻀﺎﺀ ﺗﺜﻮﻳﺮ ﻟﻄﺎﻗﺎﺕ ﺍﻟﻜﻴﻨﻮﻧﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ، ﻭﻟﻴﺴﺖ ﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺩﺍﺭَ ﻣﻘﺮ ﻭﻓﺮﺩﻭﺱ، ﴿ ﻭَﻣَﺎ ﻫَﺬِﻩِ ﺍﻟْﺤَﻴَﺎﺓُ ﺍﻟﺪُّﻧْﻴَﺎ ﺇِﻟَّﺎ ﻟَﻬْﻮٌ ﻭَﻟَﻌِﺐٌ ﻭَﺇِﻥَّ ﺍﻟﺪَّﺍﺭَ ﺍﻟْﺂﺧِﺮَﺓَ ﻟَﻬِﻲَ ﺍﻟْﺤَﻴَﻮَﺍﻥُ ﻟَﻮْ ﻛَﺎﻧُﻮﺍ ﻳَﻌْﻠَﻤُﻮﻥَ ﴾ [ ﺍﻟﻌﻨﻜﺒﻮﺕ : 64 ] .
ﻭﺑﻬﺬﺍ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻗﺪ ﺃﺿﻔﻰ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥِ ﺑﻮﺟﻮﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻗﻴﻤﺘَﻪ ﻭﻣﻌﻨﺎﻩ، ﻭﻧﻔﺦ ﻓﻴﻪ ﺟﻤﺎﻟﻪ ﻭﺟﻼﻟﻪ، ﻭﻣِﻦ ﺛﻢ ﻟﻢ ﻳﺘﺮُﻛْﻪ - ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺼﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﻨﺤﺮﻓﺔ - ﻣﻌﻠﻮﻣﺎﺕٍ ﺑﺎﺭﺩﺓً ﺗﺰﺣﻢ ﺍﻟﺬﻫﻦ، ﺃﻭ ﺟﺪﻟﻴﺎﺕ ﻻﻫﻴﺔ ﺗﺸﻐﻞ ﺍﻟﻨﻔﺲ، ﻓﺪﻋﻮﻯ ﺍﻻﻧﻔﺼﺎﻝ ﺑﻴﻦ ( ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ) ﻓﻲ ﻣﻴﺰﺍﻥ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ، ﻫﻲ ﺩﻋﻮﻯ ﻻ ﻗﻴﻤﺔ ﻟﻬﺎ ﻭﻻ ﺃﺳﺎﺱ !
ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻬﺎﺩﻱ ﺳﻮﺍﺀ ﺍﻟﺴﺒﻴﻞ
[ 1 ] ﺿﻌﻒ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﻳﻌﻨﻲ ﺿﻌﻔًﺎ ﻓﻲ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺘﺼﺪﻳﻖ ﺍﻟﻌﻘﻠﻲ ﻭﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ، ﻭﻋﻨﻬﻤﺎ ﻳﻨﺘﺞُ ﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﺿﻌﻒٌ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻠﻮﻙ ﺍﻟﺘﻄﺒﻴﻘﻲ .
ﺗﺤﻴﺘﻲ
ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻤﻮﻓﻖ
ﺍﻻﻟﻮﻛﺔ
مواضيع مماثلة
» ﺗﺤﻤﻴﻞ ﻣﻌﺠﺰﺍﺕ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ
» ﺑﺎﻟﻠﻪ ﺍﻳﻪ ﺍﻟﻐﻴﺮﻙ
» ﻗﺼﺔ ﻗﻮﻡ ﻋﺎﺩ ﺍﻗﻮﻯ ﺧﻠﻖ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ
» ﺟﺎﺀ ﺷﺎﺏ ﺇﻟﻰ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻌﺎﺭﻓﻴﻦ ﺑﺎﻟﻠﻪ
» ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺤﻲ ﻳﻮﺳﻒ : ﺍﻟﺸﻴﻮﻋﻴﺔ ﻛﻔﺮ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ
» ﺑﺎﻟﻠﻪ ﺍﻳﻪ ﺍﻟﻐﻴﺮﻙ
» ﻗﺼﺔ ﻗﻮﻡ ﻋﺎﺩ ﺍﻗﻮﻯ ﺧﻠﻖ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ
» ﺟﺎﺀ ﺷﺎﺏ ﺇﻟﻰ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻌﺎﺭﻓﻴﻦ ﺑﺎﻟﻠﻪ
» ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺤﻲ ﻳﻮﺳﻒ : ﺍﻟﺸﻴﻮﻋﻴﺔ ﻛﻔﺮ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ
صفحة 2 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدىق