بحـث
المواضيع الأخيرة
» اكتشف الفرص العقارية المتاحة: فلل للبيع بأفضل المواقع المصريةمن طرف AyaAli اليوم في 7:40
» ما هي الشموع اليابانية؟
من طرف doaausef3i أمس في 21:17
» فنى تركيب اثاث ايكيا بالكرتون بخصم 50%
من طرف nadya أمس في 15:47
» افضل شركة نقل عفش حولي بخصم 25% - اتصل الآن
من طرف nadya أمس في 15:22
» شراء اجهزة كهربائية ومفروشات مستعملة بأعلى سعر - الدليل
من طرف nadya أمس في 15:00
» كراتين للبيع حولي والشويخ لحماية اغراضك - الدليل
من طرف nadya أمس في 14:43
» نقل عفش الكويت عمالة امينة تشمل خدمات النقل - الدليل
من طرف nadya أمس في 14:25
» شركة شراء اثاث مستعمل بالرياض -خصم 20 %-اطلب مهني
من طرف omnia أمس في 10:12
» شركة تنظيف اثاث بالرياض - خصم 30% - اطلب مهني
من طرف omnia أمس في 9:52
» شركة باعظيم التجارية
من طرف doaausef3i الثلاثاء 12 نوفمبر 2024 - 21:37
أفضل 10 فاتحي مواضيع
قسي وبس2 | ||||
خالد فكري | ||||
ندا عمر | ||||
nadya | ||||
omnia | ||||
moslema_r | ||||
مارينا مايكل | ||||
ندا عصام | ||||
سيرين سعيد | ||||
رضوي سعيد |
المشاركات التي حصلت على أكثر ردود أفعال في الشهر
خادم Discord
| |
ﻛﻴﻒ ﻳﻘﻀﻲ ﺍﻟﻤﺘﻮﻓﻰ ﻳﻮﻣﻪ؟ .. ﻭﻛﻢ ﻳﻮﻣﺎ ﻳﺴﺄﻝ ﺍﻟﻤﻴﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺒﺮ؟
صفحة 2 من اصل 1 • شاطر
ﻛﻴﻒ ﻳﻘﻀﻲ ﺍﻟﻤﺘﻮﻓﻰ ﻳﻮﻣﻪ؟ .. ﻭﻛﻢ ﻳﻮﻣﺎ ﻳﺴﺄﻝ ﺍﻟﻤﻴﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺒﺮ؟
ﻛﻴﻒ ﻳﻘﻀﻲ ﺍﻟﻤﺘﻮﻓﻰ ﻳﻮﻣﻪ؟ ﻭﻛﻢ ﻳﻮﻡ ﻳﺴﺄﻝ ﺍﻟﻤﻴﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺒﺮ؟ ﺍﻟﻘﺒﺮ ﻫﻮ ﺃﻭﻟﻰ ﻣﻨﺎﺯﻝ ﺍﻵﺧﺮﺓ، ﺣﻴﺚ ﺇﻥَّ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻓﻴﻪ ﻳُﺒﺸَّﺮ ﺑﻤﻜﺎﻧﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﺃﻭ ﻣﻨﺰﻟﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ، ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻣُﺆﻣﻨًﺎ ﻟﻘﻲ ﻓﻲ ﻗﺒﺮﻩ ﺍﻟﺮﺍﺣﺔ ﻭﺍﻟﻔﺴﺤﺔ ﻭﺍﻟﺴّﻌﺎﺩﺓ، ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻛﺎﻓﺮًﺍ ﻋﺎﺻﻴًﺎ ﻓﺎﺳﻘًﺎ ﻟﻘﻲ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺑﻌﺪﻩ ﻋﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﻗﺒﺮﻩ ﻭﺗﻜﺬﻳﺒﻪ ﺑﻤﺎ ﺃﺭﺳﻠﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺟﺎﺀ ﺑﻪ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ، ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﺩﺧﻞ ﺍﻟﻘﺒﺮ ﻗﺪ ﺍﻗﺘﺮﻑ ﺫﻧﻮﺑًﺎ ﻳﺴﻴﺮﺓً ﻓﺈﻥ ﻟﻪ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﻣُﻌﺎﻣﻠﺔً ﺃﺧﺮﻯ، ﻭﻛﻞُّ ﺫﻟﻚ ﺳﻴﺠﺮﻱ ﺑﻴﺎﻧﻪ ﺧﻼﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻘﺎﻟﺔ .
ﺗﺒﺪﺃ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﻤﻴﺖ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺑﻌﺪ ﺩﺧﻮﻟﻪ ﺍﻟﻘﺒﺮ ، ﻓﻼ ﺗﻨﺘﻬﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺑﻤﻮﺕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺍﻷﻣﺮ، ﺑﻞ ﺇﻧّﻪ ﻳﻨﺘﻘﻞ ﻣﻦ ﺣﻜﻢ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺑﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻵﺧﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻭﻟﻬﺎ ﺍﻟﻘﺒﺮ، ﻭﺍﻟﻘﺒﺮ ﻟﻴﺲ ﺇﻻ ﻃﺮﻳﻖ ﻋﺒﻮﺭٍ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺍﻵﺧﺮﺓ، ﻓﺈﻥ ﺟﺎﺀ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻗﺎﻣﺖ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ، ﻓﺤﻴﻨﻬﺎ ﻳﻨﺘﻘﻞ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻘﺒﻮﺭ ﺇﻟﻰ ﻣﺮﺣﻠﺔٍ ﺃﺧﺮﻯ ﻫﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﻌﺮﺽ ﻭﺍﻟﺤﺴﺎﺏ، ﻭﺗﻮﺯﻳﻊ ﺍﻟﺠﻮﺍﺋﺰ ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﺯﻝ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻭﺍﻟﻨﺎﺭ .
ﻛﻴﻒ ﻳﻘﻀﻲ ﺍﻟﻤﺘﻮﻓﻰ ﻳﻮﻣﻪ؟
ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻣﺤﻤﻮﺩ ﺷﻠﺒﻲ، ﺃﻣﻴﻦ ﺍﻟﻔﺘﻮﻯ ﺑﺪﺍﺭ ﺍﻹﻓﺘﺎﺀ، ﺇﻥ ﻫﻨﺎﻙ 3 ﺃﻧﻮﺍﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ، ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ، ﻭﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﺒﺮﺯﺥ، ﻭﺣﻴﺎﺓ ﺍﻵﺧﺮﺓ، ﻣﻨﻮﻫًﺎ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻨﻮﻋﻴﻦ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟﻐﻴﺒﻴﺔ .
ﻭﺃﻭﺿﺢ « ﺷﻠﺒﻲ » ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺒﺚ ﺍﻟﻤﺒﺎﺷﺮ ﻟﺪﺍﺭ ﺍﻹﻓﺘﺎﺀ ﻋﻠﻰ « ﻓﻴﺴﺒﻮﻙ » ، ﺃﻥ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻌﻴﺸﻬﺎ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺗﻨﻘﺴﻢ ﺇﻟﻰ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻗﺴﺎﻡ : ﺃﻭﻟًﺎ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﺘﻬﻲ ﺑﺎﻟﻤﻮﺕ، ﻭﺛﺎﻧﻴًﺎ : ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﺒﺮﺯﺥ، ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻜﻮﻥ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﺇﻟﻰ ﻗﻴﺎﻡ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ، ﺛﺎﻟﺜًﺎ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻵﺧﺮﺓ، ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻜﻮﻥ ﺑﻌﺪ ﻗﻴﺎﻡ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﻗﺒﻮﺭﻫﻢ ﺇﻣﺎ ﺇﻟﻰ ﺟﻨﺔٍ، ﻭﺇﻣﺎ ﺇﻟﻰ ﻧﺎﺭ .
ﻭﺗﺎﺑﻊ : ﻓﺎﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺒﺮﺯﺧﻴﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻜﻮﻥ ﺑﻌﺪ ﻣﻮﺕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﺑﻌﺜﻪ، ﻭﺳﻮﺍﺀ ﻗُﺒِﺮ ﺃﻭ ﻟﻢ ﻳُﻘﺒﺮ ﺃﻭ ﺍﺣﺘﺮﻕ ﺃﻭ ﺃﻛﻠﺘﻪ ﺍﻟﺴﺒﺎﻉ، ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻣﺎ ﻭﺭﺩ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻴﺖ ﺑﻌﺪﻣﺎ ﻳﻮﺿﻊ ﻓﻲ ﻗﺒﺮﻩ ﻳﺴﻤﻊ ﻗﺮﻉ ﻧﻌﺎﻝ ﺃﻫﻠﻪ، ﻛﻤﺎ ﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ .
ﻭﻭﺍﺻﻞ : ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺇﻣﺎ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻧﻌﻴﻤًﺎ ﻭﺇﻣﺎ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺟﺤﻴﻤًﺎ ، ﻭﺍﻟﻘﺒﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﺇﻣﺎ ﺭﻭﺿﺔ ﻣﻦ ﺭﻳﺎﺽ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﺃﻭ ﺣﻔﺮﺓ ﻣﻦ ﺣﻔﺮ ﺍﻟﻨﻴﺮﺍﻥ، ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻌﻴﻢ ﻭﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﻓﻴﻬﺎ ، ﻗﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻦ ﻗﻮﻡ ﻓﺮﻋﻮﻥ : « ﺍﻟﻨَّﺎﺭُ ﻳُﻌْﺮَﺿُﻮﻥَ ﻋَﻠَﻴْﻬَﺎ ﻏُﺪُﻭًّﺍ ﻭَﻋَﺸِﻴًّﺎ ﻭَﻳَﻮْﻡَ ﺗَﻘُﻮﻡُ ﺍﻟﺴَّﺎﻋَﺔُ ﺃَﺩْﺧِﻠُﻮﺍ ﺀَﺍﻝَ ﻓِﺮْﻋَﻮْﻥَ ﺃَﺷَﺪَّ ﺍﻟْﻌَﺬَﺍﺏِ » ( ﺳﻮﺭﺓ ﻏﺎﻓﺮ 46: ) ، ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ : ﺇﻥ ﺃﺭﻭﺍﺡ ﺁﻝ ﻓﺮﻋﻮﻥ ﻭﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻣﺜﻠﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ﺗﺤﺸﺮ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺑﺎﻟﻐﺪﺍﺓ ﻭﺍﻟﻌﺸﻲ ﻓﻴﻘﺎﻝ ﻫﺬﻩ ﺩﺍﺭﻛﻢ .
ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﻤﻴﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺮﺯﺥ
ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﻤﻴﺖ ﺟﺎﺀﺕ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﺍﻟﻘﺮﺁﻧﻴّﺔ ﻓﻲ ﺇﺛﺒﺎﺕ ﻣﺎ ﻳﻤﺮُّ ﺑﻪ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﺑﻌﺪ ﺩﺧﻮﻟﻪ ﺍﻟﻘﺒﺮ ﻣﻦ ﻣﺮﺍﺣﻞ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻭﺍﻟﺤﺴﺎﺏ ﻭﺍﻟﻨﻌﻴﻢ ﻭﺍﻟﻌﺬﺍﺏ، ﻓﻤﻦ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻗﺮﻳﺒًﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ - ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ - ﻣُﺘﻌﻠّﻘًﺎ ﻓﻴﻪ، ﻣﺮّﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺮﺍﺣﻞ ﺳﻠﺴﺔً ﻳﺴﻴﺮﺓً، ﻭﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﻏﺎﻓﻠًﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺎﺻﻴًﺎ ﻟﻪ ﻣُﻄﻴﻌًﺎ ﻟﻬﻮﺍﻩ ﻭﺭﻏﺒﺎﺗﻪ ﻓﺈﻧّﻪ ﺳﻴﻠﻘﻰ ﺃﻗﺴﻰ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﻭﺍﻟﺤﺴﺎﺏ ﻭﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻣﻦ ﻗِﺒَﻞ ﻣﻼﺋﻜﺔ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﻓﻴﻤﺎ ﻳﺄﺗﻲ ﺑﻴﺎﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﺍﻟﺘﻲ ﺗُﺜﺒﺖ ﺷﻴﺌًﺎ ﻣﻤّﺎ ﻳﻤﺮُّ ﺑﻪ ﺍﻟﻤﻴﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺒﺮ ﺣﺴﺐ ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﻲ :
ﻣﻦ ﺁﻣﻦ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﺣﻖ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﻓﺈﻧﻪ ﺳﻴﺪﺧﻞ ﻗﺒﺮﻩ ﺁﻣﻨًﺎ ﻣُﻄﻤﺌﻨًﺎ، ﻓﺈﺫﺍ ﻣﺎ ﺳﺄﻟﻪ ﺍﻟﻤﻠﻜﺎﻥ ﺃﺟﺎﺑﻬﻤﺎ ﺑﺜﺒﺎﺕٍ ﻭﺳﻜﻴﻨﺔٍ ﻭﺍﻃﻤﺌﻨﺎﻥ، ﻭﺫﻟﻚ ﻟﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻨﻪ ﻣﻦ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﻭﺍﻟﺘﻘﻮﻯ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﻭﺣﺴﻦ ﺍﻻﺳﺘﻌﺪﺍﺩ ﻟﻶﺧﺮﺓ، ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : « ﺛَﺒِّﺖُ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﺁﻣَﻨُﻮﺍ ﺑِﺎﻟْﻘَﻮْﻝِ ﺍﻟﺜَّﺎﺑِﺖِ ﻓِﻲ ﺍﻟْﺤَﻴَﺎﺓِ ﺍﻟﺪُّﻧْﻴَﺎ ﻭَﻓِﻲ ﺍﻟْﺂﺧِﺮَﺓِ ۖ ﻭَﻳُﻀِﻞُّ ﻟﻠَّﻪُ ﺍﻟﻈَّﺎﻟِﻤِﻴ ۚ ﻭَﻳَﻔْﻌَﻞُ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻣَﺎ ﻳَﺸَﺎﺀُ » ( ﺳﻮﺭﺓ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ : 27 ) .
ﺇﺫﺍ ﺃُﻧﺰِﻝ ﺍﻟﻤﻴّﺖ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺒﺮ ﺛﻢ ﺍﻧﺼﺮﻑ ﻋﻨﻪ ﺃﻫﻠﻪ ﺃﺗﺎﻩ ﻣﻠﻜﺎﻥ ﻣﺒﻌﻮﺛﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ - ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ - ﻟﻴﺴﺄﻻﻩ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺳﺌﻠﺔ، ﻭﺑﻨﺎﺀً ﻋﻠﻰ ﺇﺟﺎﺑﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺌﻠﺘﻬﻢ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺼﻴﺮﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺒﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﻴﻮﺻﻠﻪ ﺇﻟﻰ ﻣﺼﻴﺮﻩ ﺍﻟﻤﺤﺘﻮﻡ ﻓﻲ ﺍﻵﺧﺮﺓ، ﻓﺈﺫﺍ ﺃﺗﻰ ﺍﻟﻤﻠﻜﺎﻥ ﻟﻠﻤﻴﺖ ﺑﻌﺪ ﺍﻧﺼﺮﺍﻑ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻨﻪ ﺃﻗﻌﺪﺍﻩ ﻓﻲ ﻣﻮﺿﻌﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺒﺮ ﺛﻢ ﺳﺄﻻﻩ ﻋﻦ ﺭﺑﻪ ﻣﻦ ﻫﻮ؛ ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻥ ﻣﺆﻣﻨًﺎ ﺃﺟﺎﺏ ﺑﺜﺒﺎﺕٍ ﻭﺛﻘﺔ : ﺭﺑﻲ ﺍﻟﻠﻪ، ﻓﻴﺴﺄﻻﻧﻪ ﻋﻦ ﻧﺒﻴﻪ، ﻓﻴﺠﻴﺐ : ﻧﺒﻴّﻲ ﻣﺤﻤﺪ، ﻓﻴﺴﺄﻻﻧﻪ ﻋﻦ ﺩﻳﻨﻪ، ﻓﻴﻘﻮﻝ : ﺩﻳﻨﻲ ﺍﻹﺳﻼﻡ، ﺣﺘﻰ ﺇﺫﺍ ﺍﻧﺘﻬﻴﺎ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺌﻠﺔ ﺭﺃﻯ ﻣﻨﺰﻟﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﺟﺰﺍﺀ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻨﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻼﺡ ﻭﺍﻟﺘﻘﻮﻯ، ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮ ﻓﺈﻧﻪ ﻳُﺠﻴﺐ ﺑﻌﺪ ﻛﻞ ﺳﺆﺍﻝ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﺳﺌﻠﺔ ﺑﻘﻮﻟﻪ : ﻫﺎﻩ ﻫﺎﻩ ﻻ ﺃﺩﺭﻱ، ﻓﻴُﺮﻯ ﻣﻘﻌﺪﻩ ﻭﻣﻜﺎﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺟﺰﺍﺀ ﺍﺗّﺒﺎﻋﻪ ﻟﻬﻮﺍﻩ ﻭﻛﻔﺮﻩ ﺑﻤﺎ ﺟﺎﺀ ﺑﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎﻥ ﺃﻧﺒﻴﺎﺋﻪ .
ﻫﻞ ﻳﺴﺘﻤﺮ ﻋﺬﺍﺏ ﺍﻟﻘﺒﺮ ﺇﻟﻰ ﻗﻴﺎﻡ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ
ﻭﻳُﺜﺒﺖ ﺫﻟﻚ ﻣﺎ ﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﻴﻦ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﻧﺲ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ - ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ - ﺃﻥّ ﺭﺳﻮﻝَ ﺍﻟﻠﻪِ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ -- ﻗﺎﻝ : « ﺇﻥّ ﺍﻟﻌﺒﺪَ ﺇﺫﺍ ﻭُﺿِﻊَ ﻓﻲ ﻗَﺒﺮِﻩ، ﻭﺗﻮﻟﻰ ﻋﻨﻪ ﺃﺻﺤﺎﺑَﻪ، ﻭﺇﻧﻪ ﻟﻴﺴﻤﻊُ ﻗَﺮْﻉَ ﻧﻌﺎﻟِﻬﻢ، ﺃﺗﺎﻩ ﻣﻠﻜﺎﻥِ، ﻓَﻴُﻘﻌَﺪﺍﻧِﻪ ﻓﻴﻘﻮﻻﻥِ : ﻣﺎ ﻛﻨﺖَ ﺗﻘﻮﻝُ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞِ، ﻟﻤﺤﻤﺪٍ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﻓﺄﻣﺎ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦُ ﻓﻴﻘﻮﻝُ : ﺃﺷﻬﺪُ ﺃﻧﻪ ﻋﺒﺪُ ﺍﻟﻠﻪِ ﻭﺭﺳﻮﻟُﻪ، ﻓَﻴُﻘﺎﻝُ ﻟﻪ : ﺍﻧﻈﺮْ ﺇﻟﻰ ﻣﻘﻌﺪِﻙَ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭِ، ﻗﺪ ﺃﺑﺪﻟﻚ ﺍﻟﻠﻪُ ﺑﻪ ﻣﻘﻌﺪًﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻨﺔِ، ﻓﻴﺮﺍﻫﻤﺎ ﺟﻤﻴﻌًﺎ . ﻗﺎﻝ ﻗَﺘﺎﺩَﺓُ ﻭﺫﻛﺮ ﻟﻨﺎ : ﺃﻧﻪ ﻳُﻔْﺴﺢُ ﻓﻲ ﻗﺒﺮِﻩ، ﺛﻢ ﺭﺟﻊ ﺇﻟﻰ ﺣﺪﻳﺚِ ﺃﻧﺲٍ، ﻗﺎﻝ : ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻖُ ﻭﺍﻟﻜﺎﻓﺮُ ﻓَﻴُﻘﺎﻝُ ﻟﻪ : ﻣﺎ ﻛﻨﺖَ ﺗﻘﻮﻝُ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞِ؟ ﻓﻴﻘﻮﻝُ : ﻻ ﺃﺩﺭﻱ، ﻛﻨﺖُ ﺃﻗﻮﻝُ ﻣﺎ ﻳﻘﻮﻝُ ﺍﻟﻨﺎﺱُ، ﻓَﻴُﻘﺎﻝُ : ﻻ ﺩَﺭﻳﺖَ ﻭﻻ ﺗَﻠﻴﺖَ، ﻭﻳُﻀْﺮَﺏُ ﺑِﻤَﻄﺎﺭِﻕَ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺪٍ ﺿﺮﺑﺔً، ﻓﻴﺼﻴﺢُ ﺻﻴﺤﺔً، ﻳَﺴﻤﻌُﻬﺎ ﻣﻦ ﻳﻠﻴِﻪ ﻏﻴﺮَ ﺍﻟﺜﻘﻠﻴﻦ » .
ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻳﻨﺼﺮﻑ ﺍﻟﻤﻠﻜﺎﻥ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻴﺖ ﺑﻌﺪ ﺳﺆﺍﻟﻪ ﻭﻳﺮﻯ ﻣﻜﺎﻧﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺗﺒﺪﺃ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﻘﺒﺮ؛ ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻣُﺆﻣﻨًﺎ ﻭُﺳِّﻊ ﻟﻪ ﻓﻲ ﻗﺒﺮﻩ ﻭﺭﺃﻯ ﻣﻦ ﻣﻈﺎﻫﺮ ﺍﻟﻨﻌﻴﻢ ﻭﺍﻟﻠﺬﺓ ﻣﺎ ﻳﺠﻌﻠﻪ ﻳﺘﻤﻨّﻰ ﻗﺮﺏ ﻗﻴﺎﻡ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﻟﻴﻨﺘﻘﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﻌﻴﻢ ﺍﻷﻛﺒﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﺔ، ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮ ﻭﺍﻟﻔﺎﺳﻖ ﻓﺈﻧﻪ ﻭﺑﻌﺪ ﺳﺆﺍﻝ ﺍﻟﻤﻠﻜﻴﻦ ﻟﻪ ﻭﻋﺮﺽ ﻣﻨﺰﻟﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻳﺘﻤﻨّﻰ ﺃﻻ ﺗﻘﻮﻡ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﺪﺧﻞ ﺍﻟﻨﺎﺭ، ﻓﻴﻀﻴﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﻗﺒﺮﻩ ﻭﻳﺸﻌﺮ ﺑﺎﻟﻌﺬﺍﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺄﺗﻴﻪ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻣﻜﺎﻥ، ﻭﻣﻦ ﺃﺷﺪ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﺃﻧﻪ ﻳﺮﻯ ﻣﻘﻌﺪﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﺀ، ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ : « ﺍﻟﻨَّﺎﺭُ ﻳُﻌْﺮَﺿُﻮﻥَ ﻋَﻠَﻴْﻬَﺎ ﻏُﺪُﻭًّﺍ ﻭَﻋَﺸِﻴًّﺎ » .
ﺧﻼﻑ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻓﻲ ﺭﺩِّ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﻟﻠﻤﻴﺖ ﻓﻲ ﻗﺒﺮﻩ
ﺍﺧﺘﻠﻒ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻓﻲ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺳﺆﺍﻝ ﺍﻟﻤﻠﻜﻴﻦ ﻟﻠﻤﻴﺖ ﻓﻲ ﻗﺒﺮﻩ، ﻫﻞ ﺃﻥَّ ﺳﺆﺍﻟﻬﻤﺎ ﻳﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺃﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺪﻥ ﺃﻡ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﻣﻌًﺎ، ﻭﺑﻴﺎﻥ ﻣﺎ ﺫﻫﺒﻮﺍ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺄﺗﻲ :
ﻳﺮﻯ ﺟﻤﻬﻮﺭ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺴُّﻨﺔ ﺃﻥّ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺗُﺮَﺩُّ ﺇﻟﻰ ﺟﺴﺪ ﺍﻟﻤﻴﺖ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻳُﺪﺧَﻞ ﺍﻟﻘﺒﺮ، ﺃﻭ ﺣﺘﻰ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺠﺴﺪ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺠﺴﺪ ﻗﺪ ﻟﺤﻖ ﺷﻴﺌًﺎ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﺒﺘﺮ ﺃﻭ ﺍﻟﺤﺮﻕ، ﻓﻼ ﻳﻤﻨﻊ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻛﻮﻥ ﺟﺴﻢ ﺍﻟﻤﻴﺖ ﻗﺪ ﺗﻤﺰَّﻕ ﺇﻟﻰ ﺃﺷﻼﺀ، ﺃﻭ ﺍﺣﺘﺮﻕ ﺑﻜﺎﻣﻠﻪ؛ ﻷﻥّ ﺍﻟﻠّﻪ ﻗﺎﺩﺭ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﻌﻴﺪ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺇﻟﻰ ﺟﺴﺪﻩ ﻭﻟﻮ ﻟﺠﺰﺀٍ ﺑﺴﻴﻂٍ ﻣﻨﻪ، ﻭﻳﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺰﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺒﻘﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﺴﺪ ﺳﺆﺍﻝ ﺍﻟﻤﻠﻜﻴﻦ ﻟﻪ ﻓﻲ ﻗﺒﺮﻩ .
ﻣﺬﻫﺐ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺃﺑﻲ ﺣﻨﻴﻔﺔ ﻭﺍﻟﻐﺰﺍﻟﻲّ - ﺭﺣﻤﻬﻤﺎ ﺍﻟﻠﻪ - ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﻫﻮ ﺍﻟﺘﻮﻗّﻒ، ﻟﻜﻨّﻬﻢ ﺃﻗﺮّﻭﺍ ﺃﻥّ ﺍﻟﻤﻴﺖ ﻓﻲ ﻗﺒﺮﻩ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﺒﻌﺾ ﺣﻴﺎﺓ، ﻓﻴﺘﻨﻌَّﻢ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺗﻘﻴًّﺎ، ﻭﻳُﻌﺬّﺏ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ، ﻭﻳﺘﻠﺬّﺫ ﺑﺎﻟﻤﻠﺬّﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺄﺗﻴﻪ ﺛﻮﺍﺑًﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻗﺪَّﻡ ﻣﻦ ﺻﺎﻟﺢ ﺍﻟﻌﻤﻞ، ﺃﻣﺎ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻋﻮﺩﺓ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﺴﺪ ﻋﻨﺪ ﺳﺆﺍﻝ ﺍﻟﻤﻠﻜﻴﻦ ﻭﺑﻌﺪﻫﺎ ﻓﻬﻲ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﻏﻴﺮ ﻣُﺴﺘﻘﺮّﺓٍ؛ ﻓﻴﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻌﻮﺩ ﺇﻟﻰ ﺟﺴﺪﻩ ﺇﺫﺍ ﺩﺧﻞ ﺍﻟﻘﺒﺮ، ﻭﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳُﺆﺧّﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺫﻟﻚ ﺇﻟﻰ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ، ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻭﺣﺪﻩ ﺍﻟﻌﻠﻴﻢ ﺑﺬﻟﻚ .
ﻳﺮﻯ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﺑﻦ ﺟﺮﻳﺮ ﺍﻟﻄﺒﺮﻱّ ﻭﺟﻤﺎﻋﺔٌ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺃﻥَّ ﺳﺆﺍﻝ ﺍﻟﻤﻠﻜﻴﻦ ﻟﻠﻤﻴﺖ ﻓﻲ ﻗﺒﺮﻩ ﺇﻧّﻤﺎ ﻳﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﺟﺴﺪﻩ ﻓﻘﻂ، ﻭﺃﻥّ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﻳﺨﻠُﻖ ﻓﻴﻪ ﺇﺩﺭﺍﻛًﺎ ﻭﺳﻤﻌًﺎ ﻭﻗﺪﺭﺓً ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻮﺍﺭ ﻭﺍﻹﺟﺎﺑﺔ، ﻭﻳﺠﻌﻠﻪ ﻳﺘﺄﻟّﻢ ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﺍﺳﺘﺤﻖّ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﻭﻟﻮ ﻟﺒﺮﻫﺔ، ﻛﻤﺎ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﺎﻟﻨّﻌﻴﻢ ﻭﻳﺘﻠﺬّﺫ ﺑﻪ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺘﻘﻮﻯ ﻭﺍﻟﺼّﻼﺡ .
ﺫﻫﺐ ﺍﺑﻦ ﻫُﺒﻴﺮﺓ ﻭﻏﻴﺮﻩ ﺇﻟﻰ ﺃﻥّ ﺳﺆﺍﻝ ﺍﻟﻤﻠﻜﻴﻦ ﻟﻠﻤﻴﺖ ﻓﻲ ﻗﺒﺮﻩ ﺇﻧﻤّﺎ ﻳﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﺭﻭﺣﻪ ﻓﻘﻂ ﻭﻻ ﻳﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﺟﺴﺪﻩ، ﻭﺫﻟﻚ ﻳﻘﺘﻀﻲ ﺇﻧﻜﺎﺭﻫﻢ ﺃﻥّ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﻤﻴﺖ ﺗﻌﻮﺩ ﻟﺠﺴﺪﻩ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺪﻓﻦ ﻭﻋﻨﺪ ﺳﺆﺍﻝ ﺍﻟﻤﻠﻜﻴﻦ ﻟﻪ
ﺗﺒﺪﺃ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﻤﻴﺖ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺑﻌﺪ ﺩﺧﻮﻟﻪ ﺍﻟﻘﺒﺮ ، ﻓﻼ ﺗﻨﺘﻬﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺑﻤﻮﺕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺍﻷﻣﺮ، ﺑﻞ ﺇﻧّﻪ ﻳﻨﺘﻘﻞ ﻣﻦ ﺣﻜﻢ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺑﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻵﺧﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻭﻟﻬﺎ ﺍﻟﻘﺒﺮ، ﻭﺍﻟﻘﺒﺮ ﻟﻴﺲ ﺇﻻ ﻃﺮﻳﻖ ﻋﺒﻮﺭٍ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺍﻵﺧﺮﺓ، ﻓﺈﻥ ﺟﺎﺀ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻗﺎﻣﺖ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ، ﻓﺤﻴﻨﻬﺎ ﻳﻨﺘﻘﻞ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻘﺒﻮﺭ ﺇﻟﻰ ﻣﺮﺣﻠﺔٍ ﺃﺧﺮﻯ ﻫﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﻌﺮﺽ ﻭﺍﻟﺤﺴﺎﺏ، ﻭﺗﻮﺯﻳﻊ ﺍﻟﺠﻮﺍﺋﺰ ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﺯﻝ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻭﺍﻟﻨﺎﺭ .
ﻛﻴﻒ ﻳﻘﻀﻲ ﺍﻟﻤﺘﻮﻓﻰ ﻳﻮﻣﻪ؟
ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻣﺤﻤﻮﺩ ﺷﻠﺒﻲ، ﺃﻣﻴﻦ ﺍﻟﻔﺘﻮﻯ ﺑﺪﺍﺭ ﺍﻹﻓﺘﺎﺀ، ﺇﻥ ﻫﻨﺎﻙ 3 ﺃﻧﻮﺍﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ، ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ، ﻭﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﺒﺮﺯﺥ، ﻭﺣﻴﺎﺓ ﺍﻵﺧﺮﺓ، ﻣﻨﻮﻫًﺎ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻨﻮﻋﻴﻦ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟﻐﻴﺒﻴﺔ .
ﻭﺃﻭﺿﺢ « ﺷﻠﺒﻲ » ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺒﺚ ﺍﻟﻤﺒﺎﺷﺮ ﻟﺪﺍﺭ ﺍﻹﻓﺘﺎﺀ ﻋﻠﻰ « ﻓﻴﺴﺒﻮﻙ » ، ﺃﻥ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻌﻴﺸﻬﺎ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺗﻨﻘﺴﻢ ﺇﻟﻰ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻗﺴﺎﻡ : ﺃﻭﻟًﺎ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﺘﻬﻲ ﺑﺎﻟﻤﻮﺕ، ﻭﺛﺎﻧﻴًﺎ : ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﺒﺮﺯﺥ، ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻜﻮﻥ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﺇﻟﻰ ﻗﻴﺎﻡ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ، ﺛﺎﻟﺜًﺎ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻵﺧﺮﺓ، ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻜﻮﻥ ﺑﻌﺪ ﻗﻴﺎﻡ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﻗﺒﻮﺭﻫﻢ ﺇﻣﺎ ﺇﻟﻰ ﺟﻨﺔٍ، ﻭﺇﻣﺎ ﺇﻟﻰ ﻧﺎﺭ .
ﻭﺗﺎﺑﻊ : ﻓﺎﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺒﺮﺯﺧﻴﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻜﻮﻥ ﺑﻌﺪ ﻣﻮﺕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﺑﻌﺜﻪ، ﻭﺳﻮﺍﺀ ﻗُﺒِﺮ ﺃﻭ ﻟﻢ ﻳُﻘﺒﺮ ﺃﻭ ﺍﺣﺘﺮﻕ ﺃﻭ ﺃﻛﻠﺘﻪ ﺍﻟﺴﺒﺎﻉ، ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻣﺎ ﻭﺭﺩ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻴﺖ ﺑﻌﺪﻣﺎ ﻳﻮﺿﻊ ﻓﻲ ﻗﺒﺮﻩ ﻳﺴﻤﻊ ﻗﺮﻉ ﻧﻌﺎﻝ ﺃﻫﻠﻪ، ﻛﻤﺎ ﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ .
ﻭﻭﺍﺻﻞ : ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺇﻣﺎ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻧﻌﻴﻤًﺎ ﻭﺇﻣﺎ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺟﺤﻴﻤًﺎ ، ﻭﺍﻟﻘﺒﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﺇﻣﺎ ﺭﻭﺿﺔ ﻣﻦ ﺭﻳﺎﺽ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﺃﻭ ﺣﻔﺮﺓ ﻣﻦ ﺣﻔﺮ ﺍﻟﻨﻴﺮﺍﻥ، ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻌﻴﻢ ﻭﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﻓﻴﻬﺎ ، ﻗﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻦ ﻗﻮﻡ ﻓﺮﻋﻮﻥ : « ﺍﻟﻨَّﺎﺭُ ﻳُﻌْﺮَﺿُﻮﻥَ ﻋَﻠَﻴْﻬَﺎ ﻏُﺪُﻭًّﺍ ﻭَﻋَﺸِﻴًّﺎ ﻭَﻳَﻮْﻡَ ﺗَﻘُﻮﻡُ ﺍﻟﺴَّﺎﻋَﺔُ ﺃَﺩْﺧِﻠُﻮﺍ ﺀَﺍﻝَ ﻓِﺮْﻋَﻮْﻥَ ﺃَﺷَﺪَّ ﺍﻟْﻌَﺬَﺍﺏِ » ( ﺳﻮﺭﺓ ﻏﺎﻓﺮ 46: ) ، ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ : ﺇﻥ ﺃﺭﻭﺍﺡ ﺁﻝ ﻓﺮﻋﻮﻥ ﻭﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻣﺜﻠﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ﺗﺤﺸﺮ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺑﺎﻟﻐﺪﺍﺓ ﻭﺍﻟﻌﺸﻲ ﻓﻴﻘﺎﻝ ﻫﺬﻩ ﺩﺍﺭﻛﻢ .
ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﻤﻴﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺮﺯﺥ
ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﻤﻴﺖ ﺟﺎﺀﺕ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﺍﻟﻘﺮﺁﻧﻴّﺔ ﻓﻲ ﺇﺛﺒﺎﺕ ﻣﺎ ﻳﻤﺮُّ ﺑﻪ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﺑﻌﺪ ﺩﺧﻮﻟﻪ ﺍﻟﻘﺒﺮ ﻣﻦ ﻣﺮﺍﺣﻞ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻭﺍﻟﺤﺴﺎﺏ ﻭﺍﻟﻨﻌﻴﻢ ﻭﺍﻟﻌﺬﺍﺏ، ﻓﻤﻦ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻗﺮﻳﺒًﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ - ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ - ﻣُﺘﻌﻠّﻘًﺎ ﻓﻴﻪ، ﻣﺮّﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺮﺍﺣﻞ ﺳﻠﺴﺔً ﻳﺴﻴﺮﺓً، ﻭﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﻏﺎﻓﻠًﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺎﺻﻴًﺎ ﻟﻪ ﻣُﻄﻴﻌًﺎ ﻟﻬﻮﺍﻩ ﻭﺭﻏﺒﺎﺗﻪ ﻓﺈﻧّﻪ ﺳﻴﻠﻘﻰ ﺃﻗﺴﻰ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﻭﺍﻟﺤﺴﺎﺏ ﻭﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻣﻦ ﻗِﺒَﻞ ﻣﻼﺋﻜﺔ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﻓﻴﻤﺎ ﻳﺄﺗﻲ ﺑﻴﺎﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﺍﻟﺘﻲ ﺗُﺜﺒﺖ ﺷﻴﺌًﺎ ﻣﻤّﺎ ﻳﻤﺮُّ ﺑﻪ ﺍﻟﻤﻴﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺒﺮ ﺣﺴﺐ ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﻲ :
ﻣﻦ ﺁﻣﻦ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﺣﻖ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﻓﺈﻧﻪ ﺳﻴﺪﺧﻞ ﻗﺒﺮﻩ ﺁﻣﻨًﺎ ﻣُﻄﻤﺌﻨًﺎ، ﻓﺈﺫﺍ ﻣﺎ ﺳﺄﻟﻪ ﺍﻟﻤﻠﻜﺎﻥ ﺃﺟﺎﺑﻬﻤﺎ ﺑﺜﺒﺎﺕٍ ﻭﺳﻜﻴﻨﺔٍ ﻭﺍﻃﻤﺌﻨﺎﻥ، ﻭﺫﻟﻚ ﻟﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻨﻪ ﻣﻦ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﻭﺍﻟﺘﻘﻮﻯ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﻭﺣﺴﻦ ﺍﻻﺳﺘﻌﺪﺍﺩ ﻟﻶﺧﺮﺓ، ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : « ﺛَﺒِّﺖُ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﺁﻣَﻨُﻮﺍ ﺑِﺎﻟْﻘَﻮْﻝِ ﺍﻟﺜَّﺎﺑِﺖِ ﻓِﻲ ﺍﻟْﺤَﻴَﺎﺓِ ﺍﻟﺪُّﻧْﻴَﺎ ﻭَﻓِﻲ ﺍﻟْﺂﺧِﺮَﺓِ ۖ ﻭَﻳُﻀِﻞُّ ﻟﻠَّﻪُ ﺍﻟﻈَّﺎﻟِﻤِﻴ ۚ ﻭَﻳَﻔْﻌَﻞُ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻣَﺎ ﻳَﺸَﺎﺀُ » ( ﺳﻮﺭﺓ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ : 27 ) .
ﺇﺫﺍ ﺃُﻧﺰِﻝ ﺍﻟﻤﻴّﺖ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺒﺮ ﺛﻢ ﺍﻧﺼﺮﻑ ﻋﻨﻪ ﺃﻫﻠﻪ ﺃﺗﺎﻩ ﻣﻠﻜﺎﻥ ﻣﺒﻌﻮﺛﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ - ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ - ﻟﻴﺴﺄﻻﻩ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺳﺌﻠﺔ، ﻭﺑﻨﺎﺀً ﻋﻠﻰ ﺇﺟﺎﺑﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺌﻠﺘﻬﻢ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺼﻴﺮﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺒﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﻴﻮﺻﻠﻪ ﺇﻟﻰ ﻣﺼﻴﺮﻩ ﺍﻟﻤﺤﺘﻮﻡ ﻓﻲ ﺍﻵﺧﺮﺓ، ﻓﺈﺫﺍ ﺃﺗﻰ ﺍﻟﻤﻠﻜﺎﻥ ﻟﻠﻤﻴﺖ ﺑﻌﺪ ﺍﻧﺼﺮﺍﻑ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻨﻪ ﺃﻗﻌﺪﺍﻩ ﻓﻲ ﻣﻮﺿﻌﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺒﺮ ﺛﻢ ﺳﺄﻻﻩ ﻋﻦ ﺭﺑﻪ ﻣﻦ ﻫﻮ؛ ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻥ ﻣﺆﻣﻨًﺎ ﺃﺟﺎﺏ ﺑﺜﺒﺎﺕٍ ﻭﺛﻘﺔ : ﺭﺑﻲ ﺍﻟﻠﻪ، ﻓﻴﺴﺄﻻﻧﻪ ﻋﻦ ﻧﺒﻴﻪ، ﻓﻴﺠﻴﺐ : ﻧﺒﻴّﻲ ﻣﺤﻤﺪ، ﻓﻴﺴﺄﻻﻧﻪ ﻋﻦ ﺩﻳﻨﻪ، ﻓﻴﻘﻮﻝ : ﺩﻳﻨﻲ ﺍﻹﺳﻼﻡ، ﺣﺘﻰ ﺇﺫﺍ ﺍﻧﺘﻬﻴﺎ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺌﻠﺔ ﺭﺃﻯ ﻣﻨﺰﻟﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﺟﺰﺍﺀ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻨﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻼﺡ ﻭﺍﻟﺘﻘﻮﻯ، ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮ ﻓﺈﻧﻪ ﻳُﺠﻴﺐ ﺑﻌﺪ ﻛﻞ ﺳﺆﺍﻝ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﺳﺌﻠﺔ ﺑﻘﻮﻟﻪ : ﻫﺎﻩ ﻫﺎﻩ ﻻ ﺃﺩﺭﻱ، ﻓﻴُﺮﻯ ﻣﻘﻌﺪﻩ ﻭﻣﻜﺎﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺟﺰﺍﺀ ﺍﺗّﺒﺎﻋﻪ ﻟﻬﻮﺍﻩ ﻭﻛﻔﺮﻩ ﺑﻤﺎ ﺟﺎﺀ ﺑﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎﻥ ﺃﻧﺒﻴﺎﺋﻪ .
ﻫﻞ ﻳﺴﺘﻤﺮ ﻋﺬﺍﺏ ﺍﻟﻘﺒﺮ ﺇﻟﻰ ﻗﻴﺎﻡ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ
ﻭﻳُﺜﺒﺖ ﺫﻟﻚ ﻣﺎ ﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﻴﻦ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﻧﺲ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ - ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ - ﺃﻥّ ﺭﺳﻮﻝَ ﺍﻟﻠﻪِ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ -- ﻗﺎﻝ : « ﺇﻥّ ﺍﻟﻌﺒﺪَ ﺇﺫﺍ ﻭُﺿِﻊَ ﻓﻲ ﻗَﺒﺮِﻩ، ﻭﺗﻮﻟﻰ ﻋﻨﻪ ﺃﺻﺤﺎﺑَﻪ، ﻭﺇﻧﻪ ﻟﻴﺴﻤﻊُ ﻗَﺮْﻉَ ﻧﻌﺎﻟِﻬﻢ، ﺃﺗﺎﻩ ﻣﻠﻜﺎﻥِ، ﻓَﻴُﻘﻌَﺪﺍﻧِﻪ ﻓﻴﻘﻮﻻﻥِ : ﻣﺎ ﻛﻨﺖَ ﺗﻘﻮﻝُ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞِ، ﻟﻤﺤﻤﺪٍ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﻓﺄﻣﺎ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦُ ﻓﻴﻘﻮﻝُ : ﺃﺷﻬﺪُ ﺃﻧﻪ ﻋﺒﺪُ ﺍﻟﻠﻪِ ﻭﺭﺳﻮﻟُﻪ، ﻓَﻴُﻘﺎﻝُ ﻟﻪ : ﺍﻧﻈﺮْ ﺇﻟﻰ ﻣﻘﻌﺪِﻙَ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭِ، ﻗﺪ ﺃﺑﺪﻟﻚ ﺍﻟﻠﻪُ ﺑﻪ ﻣﻘﻌﺪًﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻨﺔِ، ﻓﻴﺮﺍﻫﻤﺎ ﺟﻤﻴﻌًﺎ . ﻗﺎﻝ ﻗَﺘﺎﺩَﺓُ ﻭﺫﻛﺮ ﻟﻨﺎ : ﺃﻧﻪ ﻳُﻔْﺴﺢُ ﻓﻲ ﻗﺒﺮِﻩ، ﺛﻢ ﺭﺟﻊ ﺇﻟﻰ ﺣﺪﻳﺚِ ﺃﻧﺲٍ، ﻗﺎﻝ : ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻖُ ﻭﺍﻟﻜﺎﻓﺮُ ﻓَﻴُﻘﺎﻝُ ﻟﻪ : ﻣﺎ ﻛﻨﺖَ ﺗﻘﻮﻝُ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞِ؟ ﻓﻴﻘﻮﻝُ : ﻻ ﺃﺩﺭﻱ، ﻛﻨﺖُ ﺃﻗﻮﻝُ ﻣﺎ ﻳﻘﻮﻝُ ﺍﻟﻨﺎﺱُ، ﻓَﻴُﻘﺎﻝُ : ﻻ ﺩَﺭﻳﺖَ ﻭﻻ ﺗَﻠﻴﺖَ، ﻭﻳُﻀْﺮَﺏُ ﺑِﻤَﻄﺎﺭِﻕَ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺪٍ ﺿﺮﺑﺔً، ﻓﻴﺼﻴﺢُ ﺻﻴﺤﺔً، ﻳَﺴﻤﻌُﻬﺎ ﻣﻦ ﻳﻠﻴِﻪ ﻏﻴﺮَ ﺍﻟﺜﻘﻠﻴﻦ » .
ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻳﻨﺼﺮﻑ ﺍﻟﻤﻠﻜﺎﻥ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻴﺖ ﺑﻌﺪ ﺳﺆﺍﻟﻪ ﻭﻳﺮﻯ ﻣﻜﺎﻧﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺗﺒﺪﺃ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﻘﺒﺮ؛ ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻣُﺆﻣﻨًﺎ ﻭُﺳِّﻊ ﻟﻪ ﻓﻲ ﻗﺒﺮﻩ ﻭﺭﺃﻯ ﻣﻦ ﻣﻈﺎﻫﺮ ﺍﻟﻨﻌﻴﻢ ﻭﺍﻟﻠﺬﺓ ﻣﺎ ﻳﺠﻌﻠﻪ ﻳﺘﻤﻨّﻰ ﻗﺮﺏ ﻗﻴﺎﻡ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﻟﻴﻨﺘﻘﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﻌﻴﻢ ﺍﻷﻛﺒﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﺔ، ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮ ﻭﺍﻟﻔﺎﺳﻖ ﻓﺈﻧﻪ ﻭﺑﻌﺪ ﺳﺆﺍﻝ ﺍﻟﻤﻠﻜﻴﻦ ﻟﻪ ﻭﻋﺮﺽ ﻣﻨﺰﻟﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻳﺘﻤﻨّﻰ ﺃﻻ ﺗﻘﻮﻡ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﺪﺧﻞ ﺍﻟﻨﺎﺭ، ﻓﻴﻀﻴﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﻗﺒﺮﻩ ﻭﻳﺸﻌﺮ ﺑﺎﻟﻌﺬﺍﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺄﺗﻴﻪ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻣﻜﺎﻥ، ﻭﻣﻦ ﺃﺷﺪ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﺃﻧﻪ ﻳﺮﻯ ﻣﻘﻌﺪﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﺀ، ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ : « ﺍﻟﻨَّﺎﺭُ ﻳُﻌْﺮَﺿُﻮﻥَ ﻋَﻠَﻴْﻬَﺎ ﻏُﺪُﻭًّﺍ ﻭَﻋَﺸِﻴًّﺎ » .
ﺧﻼﻑ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻓﻲ ﺭﺩِّ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﻟﻠﻤﻴﺖ ﻓﻲ ﻗﺒﺮﻩ
ﺍﺧﺘﻠﻒ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻓﻲ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺳﺆﺍﻝ ﺍﻟﻤﻠﻜﻴﻦ ﻟﻠﻤﻴﺖ ﻓﻲ ﻗﺒﺮﻩ، ﻫﻞ ﺃﻥَّ ﺳﺆﺍﻟﻬﻤﺎ ﻳﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺃﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺪﻥ ﺃﻡ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﻣﻌًﺎ، ﻭﺑﻴﺎﻥ ﻣﺎ ﺫﻫﺒﻮﺍ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺄﺗﻲ :
ﻳﺮﻯ ﺟﻤﻬﻮﺭ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺴُّﻨﺔ ﺃﻥّ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺗُﺮَﺩُّ ﺇﻟﻰ ﺟﺴﺪ ﺍﻟﻤﻴﺖ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻳُﺪﺧَﻞ ﺍﻟﻘﺒﺮ، ﺃﻭ ﺣﺘﻰ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺠﺴﺪ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺠﺴﺪ ﻗﺪ ﻟﺤﻖ ﺷﻴﺌًﺎ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﺒﺘﺮ ﺃﻭ ﺍﻟﺤﺮﻕ، ﻓﻼ ﻳﻤﻨﻊ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻛﻮﻥ ﺟﺴﻢ ﺍﻟﻤﻴﺖ ﻗﺪ ﺗﻤﺰَّﻕ ﺇﻟﻰ ﺃﺷﻼﺀ، ﺃﻭ ﺍﺣﺘﺮﻕ ﺑﻜﺎﻣﻠﻪ؛ ﻷﻥّ ﺍﻟﻠّﻪ ﻗﺎﺩﺭ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﻌﻴﺪ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺇﻟﻰ ﺟﺴﺪﻩ ﻭﻟﻮ ﻟﺠﺰﺀٍ ﺑﺴﻴﻂٍ ﻣﻨﻪ، ﻭﻳﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺰﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺒﻘﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﺴﺪ ﺳﺆﺍﻝ ﺍﻟﻤﻠﻜﻴﻦ ﻟﻪ ﻓﻲ ﻗﺒﺮﻩ .
ﻣﺬﻫﺐ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺃﺑﻲ ﺣﻨﻴﻔﺔ ﻭﺍﻟﻐﺰﺍﻟﻲّ - ﺭﺣﻤﻬﻤﺎ ﺍﻟﻠﻪ - ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﻫﻮ ﺍﻟﺘﻮﻗّﻒ، ﻟﻜﻨّﻬﻢ ﺃﻗﺮّﻭﺍ ﺃﻥّ ﺍﻟﻤﻴﺖ ﻓﻲ ﻗﺒﺮﻩ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﺒﻌﺾ ﺣﻴﺎﺓ، ﻓﻴﺘﻨﻌَّﻢ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺗﻘﻴًّﺎ، ﻭﻳُﻌﺬّﺏ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ، ﻭﻳﺘﻠﺬّﺫ ﺑﺎﻟﻤﻠﺬّﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺄﺗﻴﻪ ﺛﻮﺍﺑًﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻗﺪَّﻡ ﻣﻦ ﺻﺎﻟﺢ ﺍﻟﻌﻤﻞ، ﺃﻣﺎ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻋﻮﺩﺓ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﺴﺪ ﻋﻨﺪ ﺳﺆﺍﻝ ﺍﻟﻤﻠﻜﻴﻦ ﻭﺑﻌﺪﻫﺎ ﻓﻬﻲ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﻏﻴﺮ ﻣُﺴﺘﻘﺮّﺓٍ؛ ﻓﻴﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻌﻮﺩ ﺇﻟﻰ ﺟﺴﺪﻩ ﺇﺫﺍ ﺩﺧﻞ ﺍﻟﻘﺒﺮ، ﻭﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳُﺆﺧّﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺫﻟﻚ ﺇﻟﻰ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ، ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻭﺣﺪﻩ ﺍﻟﻌﻠﻴﻢ ﺑﺬﻟﻚ .
ﻳﺮﻯ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﺑﻦ ﺟﺮﻳﺮ ﺍﻟﻄﺒﺮﻱّ ﻭﺟﻤﺎﻋﺔٌ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺃﻥَّ ﺳﺆﺍﻝ ﺍﻟﻤﻠﻜﻴﻦ ﻟﻠﻤﻴﺖ ﻓﻲ ﻗﺒﺮﻩ ﺇﻧّﻤﺎ ﻳﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﺟﺴﺪﻩ ﻓﻘﻂ، ﻭﺃﻥّ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﻳﺨﻠُﻖ ﻓﻴﻪ ﺇﺩﺭﺍﻛًﺎ ﻭﺳﻤﻌًﺎ ﻭﻗﺪﺭﺓً ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻮﺍﺭ ﻭﺍﻹﺟﺎﺑﺔ، ﻭﻳﺠﻌﻠﻪ ﻳﺘﺄﻟّﻢ ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﺍﺳﺘﺤﻖّ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﻭﻟﻮ ﻟﺒﺮﻫﺔ، ﻛﻤﺎ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﺎﻟﻨّﻌﻴﻢ ﻭﻳﺘﻠﺬّﺫ ﺑﻪ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺘﻘﻮﻯ ﻭﺍﻟﺼّﻼﺡ .
ﺫﻫﺐ ﺍﺑﻦ ﻫُﺒﻴﺮﺓ ﻭﻏﻴﺮﻩ ﺇﻟﻰ ﺃﻥّ ﺳﺆﺍﻝ ﺍﻟﻤﻠﻜﻴﻦ ﻟﻠﻤﻴﺖ ﻓﻲ ﻗﺒﺮﻩ ﺇﻧﻤّﺎ ﻳﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﺭﻭﺣﻪ ﻓﻘﻂ ﻭﻻ ﻳﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﺟﺴﺪﻩ، ﻭﺫﻟﻚ ﻳﻘﺘﻀﻲ ﺇﻧﻜﺎﺭﻫﻢ ﺃﻥّ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﻤﻴﺖ ﺗﻌﻮﺩ ﻟﺠﺴﺪﻩ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺪﻓﻦ ﻭﻋﻨﺪ ﺳﺆﺍﻝ ﺍﻟﻤﻠﻜﻴﻦ ﻟﻪ
مواضيع مماثلة
» ﺇﺣﺪﺍﺩ ﺍﻟﻤﺘﻮﻓﻰ ﻋﻨﻬﺎ ﺯﻭﺟﻬﺎ
» ﺟﺎﺀ ﺻﺒﻰ ﻳﺴﺄﻝ ﻣﻮﺳﻰ ﺍﻥ ﻳﻐﻨﻴﻪ ﺍﻟﻠﻪ
» ﺗﺬﻛﺮ ﻣﻤﺸﺎﻙ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﻘﺒﺮ
» ﺣﺮﻳﻖ ﻳﻘﻀﻲ ﻋﻠﻰ ﺑﺺ ، ﺑﺎﻟﺴﻮﻕ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ ﻣﺪﻧﻲ ﺻﺒﺎﺡ
» ﺃﻃﻴﺎﻑ - ﺻﺒﺎﺡ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﺃﻣﺮﻳﻜﺎ ﻳﺴﺄﻝ ﻣﻨﻚ ﺍﻟﺨﻴﺮ
» ﺟﺎﺀ ﺻﺒﻰ ﻳﺴﺄﻝ ﻣﻮﺳﻰ ﺍﻥ ﻳﻐﻨﻴﻪ ﺍﻟﻠﻪ
» ﺗﺬﻛﺮ ﻣﻤﺸﺎﻙ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﻘﺒﺮ
» ﺣﺮﻳﻖ ﻳﻘﻀﻲ ﻋﻠﻰ ﺑﺺ ، ﺑﺎﻟﺴﻮﻕ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ ﻣﺪﻧﻲ ﺻﺒﺎﺡ
» ﺃﻃﻴﺎﻑ - ﺻﺒﺎﺡ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﺃﻣﺮﻳﻜﺎ ﻳﺴﺄﻝ ﻣﻨﻚ ﺍﻟﺨﻴﺮ
صفحة 2 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدىق