بحـث
المواضيع الأخيرة
» شركة باعظيم التجاريةمن طرف doaausef3i أمس في 21:37
» شراء اغراض مستعملة بالكويت وغرف نوم باعلى سعر - الدليل
من طرف nadya أمس في 16:09
» شراء اثاث مستعمل الجهراء - بأعلى سعر - الدليل
من طرف nadya أمس في 15:51
» تركيب مخيمات الكويت - جودة عالية خصم 20 %- الدليل
من طرف nadya أمس في 15:32
» شراء اثاث مستعمل الكويت - بأعلى سعر - الدليل
من طرف nadya أمس في 15:12
» موبي برايس ماركات الموبايلات
من طرف omnia أمس في 13:04
» كراتين للبيع بالكويت- افضل انواع الكراتين
من طرف omnia أمس في 12:39
» افضل شركة نقل عفش بالكويت
من طرف omnia أمس في 12:27
» افضل شركة شراء اثاث مستعمل بالكويت
من طرف omnia أمس في 12:16
» شركة تنظيف اثاث بالرياض - خصم 30% - اطلب مهني
من طرف omnia أمس في 12:06
أفضل 10 فاتحي مواضيع
قسي وبس2 | ||||
خالد فكري | ||||
ندا عمر | ||||
nadya | ||||
omnia | ||||
moslema_r | ||||
مارينا مايكل | ||||
ندا عصام | ||||
سيرين سعيد | ||||
رضوي سعيد |
المشاركات التي حصلت على أكثر ردود أفعال في الشهر
خادم Discord
| |
كن جميلاً التفاؤل
صفحة 2 من اصل 1 • شاطر
كن جميلاً التفاؤل
كن جميلاً (التفاؤل)
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه إلى يوم الدين .. أما بعد:
يسير الإنسان في هذه الدنيا متقلباً بين ظروفها المختلفة، سرور وحزن، وعسر ويسر، وسقم وعافية، وقد يلاقي الغنى في لحظة مفاجئة، وقد يصطدم بالفقر في برهة مباغتة، وهذا هو حال الدنيا.
ثمانية لابد أن تجري على الفتى ولابد أن تجري عليه الثمانية
سرورٌ وحزنٌ واجتماعٌ وفرقةٌ وعسرٌ ويسرٌ ثم سقمٌ وعافية
وهذه الأحوال يواجهها الإنسان كاملة ولابد له أن يفعل ذلك، وقد يزيد نوعٌ منها عند إنسان أحياناً، وينقص عند آخر، وليس ذلك الذي نريد أن نقف عليه؛ بل الذي نود أن نعيش معه هو: أننا نرى الجوانب الممتعة كالسرور والاجتماع، واليسر والعافية، وغير ذلك؛ يتعامل معها الناس بالشكل الذي يوافق كل شخص، وقد يسيء البعض إدارة هذه النعم، وإعمالها فيما يرضي الله – تعالى -، وليس هذا أيضاً هو موضوعنا؛ لأننا نريد أن نخاطب من أقبلت عليهم الدنيا بكدرها، ووجهت إليهم سواد وجهها، فأسبلت عليه ثوم الهموم والآلام، وأغرقتهم في بحر الغموم والأسقام.
ونرى ممن هذا حاله من قد عمت الظلمة وجهه، وخيم البؤس بين عينيه، وتملك اليأس عليه، وكأن قد أطبقت السماء على الأرض وهو بينهما، فلا يفارقه الضيق، ولا يرتاح لصديق، ويرى الخلق كلهم قد تنكروا له حتى الشقيق، فلا يرى في الوجود شيئاً جميلاً، ولا يجد إلى النور سبيلاً، ولا يعلم إلى السعادة دليلاً، بل هو غارقٌ في آلامه، متخبطٌ في ظلامه، لا يبتسم من كثرة آلامه، قد أحاط اليأس به من فوقه وتحته، ويمينه وشماله، وخلفه ومن أمامه، فمعه أردنا أن نكون في هذه اللحظات، نخاطب فيها دينه، ونتكلم مع عقله، ونتحاور مع عينه التي يرى بها الحياة، علَّ ذلك أن يخفف عنه ما يجد، ويُذهب عنه ما يقاسي.
فإليه وإلى كل من نظر إلى الحياة نظرة شؤمٍ، إلى كل من لا يعيش إلا في الظلام، إلى كل من يرى الشوكة في الزهرة فيرميها، ويحرم نفسه عبيرها، وجميل ما فيها؛ نقول له: "لا تيأس من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون"، تفاءل بالخير تجده، عش لحظات شروق الشمس، وتأمل في مخلوقات الله، فستنتعش روحك، وتزكو نفسك {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ}1.
أخرج من غرفتك المظلمة، وتأمل في معاني الحياة، ومسيرة الكون، انظر إلى الجديد كل اليوم، انظر نظرة المتفائل، ارجع البصر في الكون كرتين حتى ينتعش الإيمان في قلبك، وتزكو الروح في جسدك، فتقوم ذاكراً لله، عابداً له، ترجو رحمته، وتخشى عذابه {الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}2.
قلِّب بصرك في الفضاء ألا ترى أن الله – تعالى – يقلب الليل والنهار، فما يأتي من ليل، ولا ظلمة، وما يغشى من بأس إلا وينجلي، ويأتي بعده صباحٌ مشرقٌ، وشمسٌ ساطعةٌ، ونورٌ عميمٌ {يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِّأُوْلِي الْأَبْصَارِ}3، {وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُواْ فَضْلاً مِّن رَّبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلاً}4.
مهما دجى الليل فالتاريخ أنبأني أن النهار بأحشاء الدجى يثب
لماذا نرى أشياء ظاهرها الشر فنيأس؟ قد يكون في باطنها الخير كل الخير، فها هو النبي – صلى الله عليه وسلم – ينظر إلى المسحاة – أداة هدم – بيد يهود خيبر؛ فيتفاءل بالفتح، ويستبشر بالخير فعن أنس بن مالك – رضي الله عنه – أن النبي – صلى الله عليه وسلم – كان إذا غزا بنا قوماً لم يكن يغزو بنا حتى يصبح وينظر، فإن سمع أذاناً كفَّ عنهم، وإن لم يسمع أذاناً أغار عليهم، قال: فخرجنا إلى خيبر، فانتهينا إليهم ليلاً، فلما أصبح ولم يسمع أذاناً ركب، وركبت خلف أبي طلحة، وإن قدمي لتمس قدم النبي – صلى الله عليه وسلم -، قال: فخرجوا إلينا بمكاتلهم ومساحيهم، فلما رأوا النبي – صلى الله عليه وسلم -، قالوا: محمد والله، محمد والخميس، قال: فلما رآهم رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: (الله أكبر .. الله أكبر خربت خيبر، إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين)5.
لا بد أن يكون المسلم متفائل، لا بد أن ينظر إلى الحياة نظرة أمل وفألٍ حسن، فلماذا نموت قبل أن يأتي الموت؟
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه إلى يوم الدين .. أما بعد:
يسير الإنسان في هذه الدنيا متقلباً بين ظروفها المختلفة، سرور وحزن، وعسر ويسر، وسقم وعافية، وقد يلاقي الغنى في لحظة مفاجئة، وقد يصطدم بالفقر في برهة مباغتة، وهذا هو حال الدنيا.
ثمانية لابد أن تجري على الفتى ولابد أن تجري عليه الثمانية
سرورٌ وحزنٌ واجتماعٌ وفرقةٌ وعسرٌ ويسرٌ ثم سقمٌ وعافية
وهذه الأحوال يواجهها الإنسان كاملة ولابد له أن يفعل ذلك، وقد يزيد نوعٌ منها عند إنسان أحياناً، وينقص عند آخر، وليس ذلك الذي نريد أن نقف عليه؛ بل الذي نود أن نعيش معه هو: أننا نرى الجوانب الممتعة كالسرور والاجتماع، واليسر والعافية، وغير ذلك؛ يتعامل معها الناس بالشكل الذي يوافق كل شخص، وقد يسيء البعض إدارة هذه النعم، وإعمالها فيما يرضي الله – تعالى -، وليس هذا أيضاً هو موضوعنا؛ لأننا نريد أن نخاطب من أقبلت عليهم الدنيا بكدرها، ووجهت إليهم سواد وجهها، فأسبلت عليه ثوم الهموم والآلام، وأغرقتهم في بحر الغموم والأسقام.
ونرى ممن هذا حاله من قد عمت الظلمة وجهه، وخيم البؤس بين عينيه، وتملك اليأس عليه، وكأن قد أطبقت السماء على الأرض وهو بينهما، فلا يفارقه الضيق، ولا يرتاح لصديق، ويرى الخلق كلهم قد تنكروا له حتى الشقيق، فلا يرى في الوجود شيئاً جميلاً، ولا يجد إلى النور سبيلاً، ولا يعلم إلى السعادة دليلاً، بل هو غارقٌ في آلامه، متخبطٌ في ظلامه، لا يبتسم من كثرة آلامه، قد أحاط اليأس به من فوقه وتحته، ويمينه وشماله، وخلفه ومن أمامه، فمعه أردنا أن نكون في هذه اللحظات، نخاطب فيها دينه، ونتكلم مع عقله، ونتحاور مع عينه التي يرى بها الحياة، علَّ ذلك أن يخفف عنه ما يجد، ويُذهب عنه ما يقاسي.
فإليه وإلى كل من نظر إلى الحياة نظرة شؤمٍ، إلى كل من لا يعيش إلا في الظلام، إلى كل من يرى الشوكة في الزهرة فيرميها، ويحرم نفسه عبيرها، وجميل ما فيها؛ نقول له: "لا تيأس من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون"، تفاءل بالخير تجده، عش لحظات شروق الشمس، وتأمل في مخلوقات الله، فستنتعش روحك، وتزكو نفسك {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ}1.
أخرج من غرفتك المظلمة، وتأمل في معاني الحياة، ومسيرة الكون، انظر إلى الجديد كل اليوم، انظر نظرة المتفائل، ارجع البصر في الكون كرتين حتى ينتعش الإيمان في قلبك، وتزكو الروح في جسدك، فتقوم ذاكراً لله، عابداً له، ترجو رحمته، وتخشى عذابه {الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}2.
قلِّب بصرك في الفضاء ألا ترى أن الله – تعالى – يقلب الليل والنهار، فما يأتي من ليل، ولا ظلمة، وما يغشى من بأس إلا وينجلي، ويأتي بعده صباحٌ مشرقٌ، وشمسٌ ساطعةٌ، ونورٌ عميمٌ {يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِّأُوْلِي الْأَبْصَارِ}3، {وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُواْ فَضْلاً مِّن رَّبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلاً}4.
مهما دجى الليل فالتاريخ أنبأني أن النهار بأحشاء الدجى يثب
لماذا نرى أشياء ظاهرها الشر فنيأس؟ قد يكون في باطنها الخير كل الخير، فها هو النبي – صلى الله عليه وسلم – ينظر إلى المسحاة – أداة هدم – بيد يهود خيبر؛ فيتفاءل بالفتح، ويستبشر بالخير فعن أنس بن مالك – رضي الله عنه – أن النبي – صلى الله عليه وسلم – كان إذا غزا بنا قوماً لم يكن يغزو بنا حتى يصبح وينظر، فإن سمع أذاناً كفَّ عنهم، وإن لم يسمع أذاناً أغار عليهم، قال: فخرجنا إلى خيبر، فانتهينا إليهم ليلاً، فلما أصبح ولم يسمع أذاناً ركب، وركبت خلف أبي طلحة، وإن قدمي لتمس قدم النبي – صلى الله عليه وسلم -، قال: فخرجوا إلينا بمكاتلهم ومساحيهم، فلما رأوا النبي – صلى الله عليه وسلم -، قالوا: محمد والله، محمد والخميس، قال: فلما رآهم رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: (الله أكبر .. الله أكبر خربت خيبر، إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين)5.
لا بد أن يكون المسلم متفائل، لا بد أن ينظر إلى الحياة نظرة أمل وفألٍ حسن، فلماذا نموت قبل أن يأتي الموت؟
ولماذا ننظر إلى الدنيا نظر المغشي عليه من الموت؟
المرض سيزول، والدَّين سيقضى، والهم سينجلي، والكرب سينكشف، وإن مع العسر يسراً.
أي هذا الشـاكي ومـا بك داء كيف تغـدو إذا غدوت عليلا
إن شر الجناة في الأرض نفـس تتوخى قبل الرحيـل الرحيلا
وترى الشوك في الورود وتعمى إن ترى فوقـها الندى إكليلا
هو عـبء على الحياة ثقيـل من يظن الحياة عبـئـاً ثقيلا
والـذي نفسـه بغير جمـال لا يرى في الوجود شيئاً جميلا
ليس أشقى ممن يرى العيش مراً ويظـن اللذات فيـها فضولا
أحكـم الناس في الحياة أنـاس عللوهـا فأحسنوا التـعلـيلا
فتمتع بالـصبح ما دمت فـيه لا تخف أن يزول حتى تزولا
وإذا ما أظـل رأسـك هـمٌ قصِّر البحث فيه كيلا يطولا
أي هذا الشاكي وما بك داء كن جميلا تر الوجود جميلا
فكن متفائلاً في هذه الحياة، محسناً الظن بالله، فكما تظن بربك يكون جاء عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: ((قال الله: أنا عند ظن عبدي بي))6.
وما هذه الحياة إلا ظلٌ زائلٌ، فلماذا كل هذا الجزع؟ ولماذا كل هذا الخوف؟ ولماذا كل هذا الهم والغم؟
ادع الله – عز وجل -، وانتظر الفرج، واعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسراً {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا}7 عن زيد بن أسلم عن أبيه قال: كتب أبو عبيدة إلى عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – يذكر له جموعاً من الروم، وما يتخوف منهم، فكتب إليه عمر: "أما بعد: فإنه مهما ينزل بعبدٍ مؤمنٍ من شدةٍ؛ يجعل الله بعدها فرجاً، وإنه لن يغلب عسرٌ يسرين، وإن الله – تعالى – يقول في كتابه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}8"9 يقول الشيخ ناصر العمر – حفظه الله تعالى -: "..والمتفائل لا يبني من المصيبة سجناً يحبس فيه نفسه، لكنه يتطلع للفرج الذي يعقب كل ضيق، ولليسر الذي يتبع كل عسر"10.
اللهم اشرح صدورنا، وأصلح فساد قلوبنا، وارزقنا التفاؤل في حياتنا، وكن معنا ولا تكن علينا، وعلمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا، وصل على محمدٍ وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه إلى يوم الدين، وسلم تسليماً كثيراً.
1 سورة آل عمران (190).
2 سورة آل عمران (191).
3 سورة النور (44).
4 سورة الإسراء (12).
5 البخاري (575) بلفظه، ومسلم (3361).
6 البخاري (6951)، ومسلم (4832).
7 سورة الشرح (5-6).
8 سورة آل عمران (200).
9 كنز العمال (3/301).
المرض سيزول، والدَّين سيقضى، والهم سينجلي، والكرب سينكشف، وإن مع العسر يسراً.
أي هذا الشـاكي ومـا بك داء كيف تغـدو إذا غدوت عليلا
إن شر الجناة في الأرض نفـس تتوخى قبل الرحيـل الرحيلا
وترى الشوك في الورود وتعمى إن ترى فوقـها الندى إكليلا
هو عـبء على الحياة ثقيـل من يظن الحياة عبـئـاً ثقيلا
والـذي نفسـه بغير جمـال لا يرى في الوجود شيئاً جميلا
ليس أشقى ممن يرى العيش مراً ويظـن اللذات فيـها فضولا
أحكـم الناس في الحياة أنـاس عللوهـا فأحسنوا التـعلـيلا
فتمتع بالـصبح ما دمت فـيه لا تخف أن يزول حتى تزولا
وإذا ما أظـل رأسـك هـمٌ قصِّر البحث فيه كيلا يطولا
أي هذا الشاكي وما بك داء كن جميلا تر الوجود جميلا
فكن متفائلاً في هذه الحياة، محسناً الظن بالله، فكما تظن بربك يكون جاء عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: ((قال الله: أنا عند ظن عبدي بي))6.
وما هذه الحياة إلا ظلٌ زائلٌ، فلماذا كل هذا الجزع؟ ولماذا كل هذا الخوف؟ ولماذا كل هذا الهم والغم؟
ادع الله – عز وجل -، وانتظر الفرج، واعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسراً {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا}7 عن زيد بن أسلم عن أبيه قال: كتب أبو عبيدة إلى عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – يذكر له جموعاً من الروم، وما يتخوف منهم، فكتب إليه عمر: "أما بعد: فإنه مهما ينزل بعبدٍ مؤمنٍ من شدةٍ؛ يجعل الله بعدها فرجاً، وإنه لن يغلب عسرٌ يسرين، وإن الله – تعالى – يقول في كتابه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}8"9 يقول الشيخ ناصر العمر – حفظه الله تعالى -: "..والمتفائل لا يبني من المصيبة سجناً يحبس فيه نفسه، لكنه يتطلع للفرج الذي يعقب كل ضيق، ولليسر الذي يتبع كل عسر"10.
اللهم اشرح صدورنا، وأصلح فساد قلوبنا، وارزقنا التفاؤل في حياتنا، وكن معنا ولا تكن علينا، وعلمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا، وصل على محمدٍ وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه إلى يوم الدين، وسلم تسليماً كثيراً.
1 سورة آل عمران (190).
2 سورة آل عمران (191).
3 سورة النور (44).
4 سورة الإسراء (12).
5 البخاري (575) بلفظه، ومسلم (3361).
6 البخاري (6951)، ومسلم (4832).
7 سورة الشرح (5-6).
8 سورة آل عمران (200).
9 كنز العمال (3/301).
اللهم صلي وسلم علي سيدنا محمدوعلي اله وصحبه وسلم
صفحة 2 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدىق