ﺍﺳﻤﺎﺀ ﻣﺤﻤﺪ ﺟﻤﻌﺔ - ﻣﻦ ﺍﻻﺧﺮ
ﺭﺋﻴﺴﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻫﻞ ﺗﺮﻳﺪﻫﺎ ﻣﻌﺮﻛﺔ !
ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻣﺎ ﺯﺍﻟﺖ ﺗﺪﻳﺮﻫﺎ ﻋﻘﻠﻴﺔ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻤﺨﻠﻮﻉ،ﺗﻜﺸﻒ ﻟﻨﺎ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ
ﺃﻧﻨﺎ ﺃﻣﺎﻡ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻋﺎﺟﺰﺓ ﻋﻦ ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ ﻣﻦ ﺳﺠﻦ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺆﺗﻤﺮ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ
ﺍﻟﻔﺎﺳﺪﻳﻦ، ﺇﻟﻰ ﻓﻀﺎﺀ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﺮﺣﻴﺐ ﻟﺘﻀﻄﻠﻊ ﺑﺪﻭﺭﻫﺎ ﺍﻟﻤﻬﻢ، ﻭﻣﺎﺯﺍﻟﺖ ﺗﺴﻘﻂ ﻓﻲ ﻛﻞ
ﺍﻣﺘﺤﺎﻥ ﺗﻔﺮﺿﻪ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻇﺮﻭﻑ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﻋﻘﻮﺩ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ، ﻣﺜﻠﻤﺎ ﺣﺪﺙ ﻗﺒﻞ
ﺃﻳﺎﻡ ﻓﻲ ﺣﺎﺩﺛﺔ ﺍﻟﻔﺎﻭ .
ﻣﺎﺣﺪﺙ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺎﻭ ﻫﻮ ﻗﺎﻡ ﺿﺒﺎﻁ ﺻﻐﺎﺭ ﻭﺟﻨﻮﺩ ﻳﺘﺒﻌﻮﻥ ﻟﻠﺠﻴﺶ ﺑﻀﺮﺏ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻟﻤﻘﻴﻢ
ﺑﺎﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﻭﻗﻮﻓﻬﻢ ﺑﺼﻒ ﺍﻟﻮﻗﻮﺩ، ﻭﻫﻮ ﺑﻼ ﺷﻚ ﺳﻠﻮﻙ ﻏﻴﺮ ﻛﺮﻳﻢ ﻭﻣﺪﺍﻥ، ﻭﻟﻢ
ﻳﺤﺪﺙ ﺣﺘﻰ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ﻓﻲ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻃﻴﻠﺔ ﺗﻜﺮﺍﺭ ﺍﻷﺯﻣﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺠﺒﺮﻫﻢ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻮﻗﻮﻑ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻔﻮﻑ ﻋﻠﻰ ﻣﺪﻯ 30 ﺳﻨﺔ،ﺣﺘﻰ ﻭﺇﻥ ﺩﺧﻞ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻓﻲ ﻣﺸﺎﺩﺍﺕ ﻳﺘﺪﺧﻞ
ﺍﻵﺧﺮﻭﻥ ﻟﺘﻬﺪﺋﺔ ﺍﻟﻄﺮﻓﻴﻦ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﺴﺘﻔﺤﻞ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﻭﺗﺬﻫﺐ ﺇﻟﻰ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻭﺍﻟﻘﻀﺎﺀ
ﺍﻟﻜﺒﺎﺭ، ﺍﻟﻐﺮﻳﺒﺔ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﺣﺪﺛﺖ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻜﺒﺎﺭ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻭﺍﻟﻘﻀﺎﺀ.
ﺭﺩﺓ ﻓﻌﻞ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺑﺸﺄﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﺟﺎﺀﺕ ﻏﺮﻳﺒﺔ، ﻓﻘﺪ ﺃﻋﻠﻨﺖ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ ﻓﻮﺭﺍً
ﻋﻦ ﺇﺿﺮﺍﺏ ﺷﺎﻣﻞ ﺑﺎﻟﺒﻼﺩ ﻭﺗﻮﻗﻒ ﺍﻟﻘﻀﺎﺓ ﻋﻦ ﻋﻤﻠﻬﻢ ﻭﻭﻗﻌﺖ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﻓﻲ ﺭﺃﺱ
ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻦ ﺍﻟﻤﺴﻜﻴﻦ ﺍﻟﻼﻫﺚ ﺧﻠﻒ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ، ﺭﺋﻴﺴﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻟﻸﺳﻒ ﻫﻲ ﻣﻦ ﺩﻋﺖ
ﻟﻺﺿﺮﺍﺏ ﺑﻞ ﻭﺍﺷﺘﺮﻃﺖ ﺍﻋﺘﺬﺍﺭ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﻟﻨﻈﺎﻣﻴﺔ ﺣﺘﻰ ﻳﺘﻢ ﺭﻓﻊ ﺍﻹﺿﺮﺍﺏ، ﻭﻛﺄﻧﻬﺎ
ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻨﺘﻈﺮﺓ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺮﺻﺔ ﻭﻣﺎ ﺻﺪﻗﺖ ﺃﻧﻬﺎ ﺣﺪﺛﺖ، ﻓﻬﻞ ﺗﺮﻳﺪﻫﺎ ﻣﻌﺮﻛﺔ ﻓﻌﻼً؟
ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﺔ ﻗﺎﻣﺖ ﺑﺎﻟﻮﺍﺟﺐ ﻭﺃﻋﻠﻨﺖ ﻋﻦ ﺍﺗﺨﺎﺫ ﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﺿﺪ ﺍﻟﻀﺒﺎﻁ
ﺍﻟﺼﻐﺎﺭ ﻭﺍﻟﺠﻨﻮﺩ ﺍﻟﻤﻌﺘﺪﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ، ﻭﺗﺤﺪﺛﺖ ﻓﻲ ﺑﻴﺎﻥ ﻃﻮﻳﻞ ﻋﻦ ﻗﺪﺳﻴﺔ ﻭﻫﻴﺒﺔ
ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻭﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﺔ ﻟﻪ، ﻷﻧﻬﺎ ﺳﻨﺪﻩ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻭﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﻭﺩﻋﺖ
ﻣﻨﺴﻮﺑﻴﻬﺎ ﻻﺣﺘﺮﺍﻡ ﻗﺪﺳﻴﺔ ﻭﻫﻴﺒﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ، ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﻣﻤﺘﺎﺯ ﻭﻳﻜﻔﻲ ﻹﻧﻬﺎﺀ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ، ﻭﻟﻜﻦ
ﻳﺒﺪﻭ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﻧﻌﻤﺎﺕ ﻟﻢ ﻳﺮﺿﻬﺎ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﻭﻟﻢ ﺗﻘﺒﻞ .
ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﺗﺪﺧﻞ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﻭﺯﺍﺭﻫﺎ ﻭﻓﺪ ﻣﻨﻪ ﻧﺎﻗﺶ ﻣﻌﻬﺎ ﺍﻷﻣﺮ ﻭﻳﺒﺪﻭ ﺃﻧﻬﺎ
ﻛﺴﺮﺕ ﺑﺨﺎﻃﺮﻫﻢ، ﻭﻻ ﺃﺩﺭﻯ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ ﺍﻟﺼﺎﺭﺥ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺗﺨﺬﺗﻪ ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﻧﻌﻤﺎﺕ،ﻣﺎ
ﻫﺪﻓﻬﺎ ﻣﻦ ﺣﻤﻞ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﻋﻦ ﺍﻻﻋﺘﺬﺍﺭ، ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺍﻷﻣﺮ ﻳﺪﻋﻮﺍ ﻟﻠﻘﻠﻖ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ، ﺛﻢ ﻛﻴﻒ
ﻟﺮﺋﻴﺴﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺃﻥ ﺗﺪﻋﻮﺍ ﻹﺿﺮﺍﺏ ﻓﻬﻲ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺟﺰﺀﺍً ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻞ ﻭﻟﻴﺲ
ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ، ﺍﻹﺿﺮﺍﺏ ﻳﺪﻋﻮ ﻟﻪ ﺍﻟﺠﺴﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻤﺜﻠﻬﻢ، ﻭﺍﻵﻥ ﻟﻨﻔﺮﺽ ﺃﻥ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﺭﻓﺾ
ﺍﻻﻋﺘﺬﺍﺭ ﻣﺎﺫﺍ ﺳﺘﻔﻌﻞ ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﻧﻌﻤﺎﺕ؟ ﺛﻢ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺍﻷﻫﻢ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺍﻋﺘﺒﺮﺕ ﺍﻷﻣﺮ ﻣﻌﺮﻛﺔ
ﻭﺗﻮﻟﺖ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺑﻨﻔﺴﻬﺎ؟
ﺑﻼ ﺷﻚ ﻧﺪﻳﻦ ﺗﺼﺮﻑ ﺍﻟﻀﺒﺎﻁ ﺍﻟﺼﻐﺎﺭ ﻭﺍﻟﺠﻨﻮﺩ ﻭﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻌﺎﻗﺒﻮﺍ، ﻭﺃﻳﻀﺎً ﻧﺪﻳﻦ
ﻣﺴﻠﻚ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺼﺮﻑ ﺑﻌﺪﻡ ﻣﺴﺌﻮﻟﻴﺔ، ﻓﻤﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺸﺎﻛﻞ ﻻ ﺗﻌﺎﻟﺞ ﺑﻤﺜﻞ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ، ﺃﻳﻦ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﻭﺣﺴﻦ ﺍﻟﺘﺼﺮﻑ ﺃﻳﻦ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﻭﺭﺟﺎﺣﺔ ﻋﻘﻞ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ، ﻟﻘﺪ
ﺃﺧﺬﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻤﺎ ﺗﺴﺘﺤﻖ، ﻭﺃﻋﺘﻘﺪ ﺃﻥ ﻣﺎ ﺫﻫﺒﺖ ﺇﻟﻴﻪ ﺭﺋﻴﺴﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ
ﻳﺤﺴﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﻟﻴﺲ ﻟﻬﺎ.
ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻧﺤﻦ ﻧﻄﺎﻟﺐ ﺑﺮﺋﻴﺲ ﺣﻜﻴﻢ ﻟﻠﻘﻀﺎﺀ ﻳﻜﻮﻥ ﻗﺎﺩﺭﺍً ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺎﻟﺠﺔ ﺧﻼﻓﺎﺕ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ
ﺑﺪﻭﻥ ﺷﺨﺼﻨﺔ ﻭﺑﻤﻬﻨﻴﺔ ﻭﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻻ ﺗﺆﺛﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻭﻣﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ
ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﺃﺯﻣﺎﺕ ﻛﺜﻴﺮﺓ، ﻓﻬﺬﺍ ﻟﻴﺲ ﻭﻗﺘﺎً ﻟﻠﺨﻼﻑ ﻋﻠﻰ ﺃﺧﻄﺎﺀ ﻳﺮﺗﻜﺒﻬﺎ ﺍﻟﺼﻐﺎﺭ ﻭﺇﻧﻤﺎ
ﻣﻌﺎﻟﺠﺘﻬﺎ ﻭﺍﻟﻤﻀﻲ ﻗﺪﻣﺎً، ﻭﺣﻘﻴﻘﺔ ﺭﺋﻴﺴﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺗﺠﺮ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﻭﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺇﻟﻰ ﻣﻌﺮﻛﺔ ﻓﻲ
ﻏﻴﺮ ﻣﻌﺘﺮﻙ ﺃﺭﺟﻮ ﻳﺴﻤﻮ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﺑﻨﻔﺴﻪ