ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻳﺎﺳﺮ ﺯﻳﻦ ﺍﻟﻌﺎﺑﺪﻳﻦ ﺍﻟﻤﺤﺎﻣﻲ ﻋﻠﻲ ﺣﺎﻓﺔ ﺍﻟﺠﻨﻮﻥ !! ﻓﻘﺮﺍﺀ ﺗﺴﻤﻊ ﺃﻧﺎﺕ
ﻭﺟﻌﻬﻢ ﻣﻦ ﻋﻨﺖ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﻻ ﺣﻴﺎﺓ ﻟﻤﻦ ﺗﻨﺎﺩﻱ ... ﺍﻟﻔﻘﺮ ﺿﺮﺏ ﺑﺄﻃﻨﺎﺑﻪ ﻓﻲ ﻋﻤﻴﻖ ﻭﻣﺎ
ﺃﻭﻗﺪﺕ ﺟﺬﻭﺓ ﺍﻻﻣﻞ... ﺍﻟﺨﻮﻑ ﻭﺍﻟﺴﻬﺪ ﺍﻻﻟﻴﻢ ﻭﺑﻌﺾ ﻣﻦ ﺫﻛﺮﻳﺎﺕ ﺑﺪﺕ ﺭﻫﺎﺏ ...
ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻟﻴﺴﺖ ﻫﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺯﺍﺩﺕ ﺣﺪﺓ ﺍﻟﻌﻮﺯ ﻭﺍﻷﺧﻄﺮ ﻗﺎﺩﻡ ... ﺛﻮﺭﺓ ﺍﻟﺠﻴﺎﻉ ﺃﺻﺒﺤﺖ
ﻗﺎﺏ ﻗﻮﺳﻴﻦ ﺃﻭ ﺃﺩﻧﻲ ... ﺗﻌﻄﻞ ﺩﻭﻻﺏ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﺎﺕ ﻭﺍﻗﻊ ﻭﻗﺼﻮﺭ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﺣﻲ ﺷﺘﻲ
ﻭﻻ ﻓﻜﺎﻙ ... ﻭﻧﻔﻐﺮ ﻓﺎﻫﻨﺎ ﺣﺪ ﺍﻟﺪﻫﺸﺔ ﺍﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﻭﻋﻮﺩ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ... ﺿﺤﻜﻨﺎ ﺣﺪ
ﺍﻟﺒﻜﺎﺀ ﺍﻟﻤﻔﻀﻲ ﻟﻠﺠﻨﻮﻥ ﺣﻴﻦ ﺳﻤﻌﻨﺎ ﻣﻨﻬﻢ ... ﻏﺪﺍ ﺗﺄﺗﻠﻖ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﺃﻧﻬﺎﺭﺍ ﻭﻇﻼ ﺃﺫﺍ ﻣﺎ
ﻏﺎﺑﺖ ﺷﻤﺲ ﺍﻷﻧﻘﺎﺫ ﻭﺻﺪﻗﻨﺎﻫﻢ ... ﻭﻏﺪﺍ ﻧﻨﺴﻲ ﻓﻼ ﻧﺄﺳﻲ ﻋﻠﻲ ﻣﺎﺽ ﺗﻮﻟﻲ ﺃﺫﺍ
ﺃﻳﻨﻌﺖ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ... ﻗﻤﺤﺎ ﻭﻭﻋﺪﺍ ﻭﺗﻤﻨﻲ ﻟﻜﻦ ﻫﻴﻬﺎﺕ... ﻓﺎﻟﻮﻋﻮﺩ ﻭﺍﻷﺣﻼﻡ ﺳﺮﺍﺏ ﺑﻘﻴﻌﺔ
ﻳﺤﺴﺒﻪ ﺍﻟﻈﻤﺎﻥ ﻣﺎﺀ ... ﻭﺍﻥ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻈﻦ ﺍﺛﻢ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﻋﻴﻦ ﺍﻟﺠﻨﻮﻥ ... ﻓﺎﻟﻜﻼﻡ
ﻓﺎﻕ ﺍﻟﺨﻴﺎﻝ ﺟﻨﺢ ﻟﻠﺮﻳﺒﺔ ﻭﺍﻟﺸﻚ ﻭﻓﺎﺭﻕ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻭﺻﺪﻗﻨﺎﻩ ... ﻓﺄﻱ ﺣﺪﻳﺚ ﻻ ﻳﺴﻨﺪﻩ
ﺑﺮﻫﺎﻥ ﻫﻮ ﺟﻨﻮﻥ ﻣﻔﺮﻁ ... ﺍﻟﺜﺎﺑﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﺪﻟﻒ ﺍﻟﻴﻪ ﺍﻟﺸﻚ .... ﺟﻮﻋﻲ ﻓﻲ ﺍﻷﻃﺮﺍﻑ
ﻭ ﻓﻲ ﻗﻠﺐ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﻳﺘﺄﻟﻤﻮﻥ ... ﺍﺧﺮﻭﻥ ﻳﺄﻛﻠﻮﻥ ﻣﻦ ﺧﺸﺎﺵ ﺍﻷﺭﺽ ... ﺿﺮﺑﻮﺍ ﻓﻲ
ﻣﻨﺎﻛﺒﻬﺎ ﻟﻢ ﻳﺠﺪﻭﺍ ﺷﺮﻭﻱ ﻧﻘﻴﺮ ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺼﺪﻗﻴﻦ ... ﻟﻢ ﻳﻬﺪﺃ ﺭﻭﻋﻬﻢ ﻭﻟﻢ ﻳﻐﻤﺾ
ﻟﻬﻢ ﺟﻔﻦ ... ﻓﻘﺪ ﺗﻨﺎﻣﻲ ﻣﻌﺪﻝ ﺍﻟﺠﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﻧﺎﺓ ﻭﺯﺍﺩﺕ ﺍﻟﺼﻔﻮﻑ ... ﺍﺭﺍﺩﺓ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ
ﻏﺎﺋﺒﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﻭﻋﻦ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﺷﻮﺍﻗﻬﻢ ﻭﺍﺣﻼﻣﻬﻢ ..... ﻟﻢ ﺗﺒﺬﻝ ﺍﻟﺠﻬﺪ ﻟﺮﻓﻊ ﺣﺎﻟﺔ
ﺍﻟﻬﺸﺎﺷﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ... ﻟﻢ ﺗﻴﺴﺮ ﻓﻜﺮﺓ ﺍﺩﻣﺎﺝ ﺍﻟﻔﺌﺎﺕ ﺍﻟﻤﻬﻤﺸﺔ ﻭﺍﻟﻬﺸﺔ ... ﺿﻴﻖ ﻓﻲ
ﻭﻋﺎﺀ ﺍﻟﺨﺪﻣﺎﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ..... ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﻤﺘﻌﻮﻥ ﺑﻌﺎﺋﺪﺍﺕ ﺍﻟﻨﻤﻮ ﻓﺌﺎﺕ ﻗﻠﻴﻠﺔ. ﻗﺎﻟﻮﺍ
ﻟﻨﺎ ... ﺍﻧﻪ ﺯﻣﻦ ﺍﻻﺻﻼﺡ ﻣﺪﺩﻭﻩ ﺛﻢ ﺟﻤﺪﻭﻩ ... ﻏﺎﺏ ﺑﺼﻴﺺ ﺍﻟﻀﻮﺀ ﺍﻟﻤﻨﺒﻌﺚ ﻣﻦ
ﺍﻟﻌﺘﻤﺔ ﻻﺻﻼﺡ ﺍﻻﻧﻤﻮﺫﺝ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ..... ﺳﺆﺍﻝ ﻗﺪﻳﻢ ﻳﺘﺮﺩﺩ ﻋﻨﺪ ﺍﻫﻞ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻳﻬﻤﺎ
ﺍﻫﻢ ... ﺯﻳﺎﺩﺓ ﺍﻟﺜﺮﻭﺓ ﺃﻡ ﺣﺴﻦ ﺗﻮﺯﻳﻌﻬﺎ ... ﺍﻟﺜﺮﻭﺓ ﺗﺘﺮﻛﺰ ﺍﻻﻥ ﻓﻲ ﺃﻳﺪﻱ ﻓﺌﺎﺕ ﻣﺨﺘﺎﺭﺓ
ﺑﻌﻨﺎﻳﺔ ... ﺷﺮﻛﺔ ﺍﻟﻔﺎﺧﺮ ﻭﻣﺎ ﺧﻔﻲ ﻛﺎﻥ ﺃﻋﻈﻢ... ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺤﺪﺛﻨﺎ ﺻﺮﺧﻮﺍ ﻭﺍﻧﺘﻘﺪﻭﻧﺎ
ﺩﺍﻓﻌﻮﺍ ﻋﻨﻬﻢ ﺑﻼ ﺩﻟﻴﻞ ... ﺣﻤﻴﺔ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻣﺎ ﺃﻧﻔﻜﺖ ﺗﺠﺎﻧﺐ ﺍﻟﺼﺮﺍﻁ
ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﻴﻢ ... ﻋﻴﻦ ﺍﻟﺮﺿﺎ ﻋﻦ ﻛﻞ ﻋﻴﺐ ﻛﻠﻴﻠﺔ... ﻭﻋﻴﻦ ﺍﻟﺴﻮﺀ ﺗﺒﺪﻱ ﺍﻟﻤﺴﺎﻭﻳﺎ ... ﻋﻠﻴﻨﺎ
ﺍﻻﻧﺘﻈﺎﺭ ﺣﺘﻲ ﺗﺰﻳﺪ ﻭ ﺗﻜﺒﺮ ﺍﻟﻜﺮﻭﺵ ﺍﻟﻤﺘﺨﻤﺔ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ... ﺍﻧﺘﻈﺎﺭ ﺣﺘﻲ ﺍﻟﺮﻣﻖ
ﺍﻻﺧﻴﺮ ... ﺍﻋﺠﺐ ﻟﻤﻦ ﻻ ﻳﺠﺪ ﻗﻮﺕ ﻳﻮﻣﻪ ﻛﻴﻒ ﻻ ﻳﺨﺮﺝ ﺷﺎﻫﺮﺍ ﺳﻴﻔﻪ ... ﻗﺎﻟﻬﺎ ﺍﺑﺎ ﺫﺭ
ﺍﻟﻐﻔﺎﺭﻱ ﻗﺒﻞ ﻗﺮﻭﻥ ... ﺍﻟﺠﺎﺋﻊ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻻ ﻳﻤﻠﻚ ﺳﻴﻔﺎ ﻟﻴﺸﻬﺮﻩ ... ﻻ ﻳﻘﻮﻱ ﻋﻠﻲ
ﺍﻟﻤﺴﻴﺮ ﺑﺴﺎﻗﻴﻦ ﻭﻻ ﻳﺤﺪﻕ ﺑﻌﻴﻨﻴﻦ ﻓﻘﺪ ﺍﺿﻨﺎﻩ ﺍﻟﺠﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺴﻐﺒﺔ ﻭﺫﻝ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﺭﻫﻖ
ﺍﻟﺸﻬﻴﻖ ﻭﺍﻟﺰﻓﻴﺮ ..... ﻻ ﻳﻤﻠﻚ ﺻﻮﺗﺎ ﻳﻬﺘﻒ ﻭﻳﻌﺒﺮ ﺑﻪ ﻋﻦ ﺍﻣﻨﻴﺎﺗﻪ ﻭﺍﺣﻼﻣﻪ
ﻭﺍﺷﻮﺍﻗﻪ ..... ﺍﻟﺜﻮﺍﺭ ﺧﺮﺟﻮﺍ ﻟﻠﺸﺎﺭﻉ ﺑﺼﺪﻭﺭﻫﻢ ﺍﻟﻌﺎﺭﻳﺔ ﻋﺒﺮﻭﺍ ﻋﻦ ﻣﻄﺎﻟﺒﻬﻢ ... ﻓﻼ
ﻣﻌﻴﺎﺭ ﺻﻨﻔﻬﻢ ﻭﻻ ﻣﻘﻴﺎﺱ ﺃﺩﺭﺟﻬﻢ ﺗﺤﺖ ﺍﻱ ﻣﺴﻤﻲ... ﻟﻢ ﻳﺘﺤﻘﻖ ﻣﻄﻠﺐ ﻭﺍﺣﺪ ﻟﺤﺪ
ﺍﻻﻥ ... ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﺮﺍﻫﻦ ﻳﺰﺩﺍﺩ ﺗﻌﻘﻴﺪﺍ ﻭﺗﺄﺯﻳﻤﺎ ﻭﺃﺣﺒﺎﻃﺎ ﻣﺮﻳﻌﺎ ﻓﻼ ﺷﺊ ... ﺍﻻﻓﻈﻊ ﻣﻦ ﺍﻥ
ﺗﺨﻀﻊ ﻟﻼﺳﺘﻐﻼﻝ ﻭﻫﻮ ﺃﻻ ﺗﺠﺪ ﻏﺪﺍ ﻣﻦ ﻳﺴﺘﻐﻠﻚ ﻋﻠﻲ ﺍﻻﻃﻼﻕ ... ﺃﺳﺘﻐﻠﻮﻫﻢ ﺭﻛﺒﻮﺍ
ﻋﻠﻲ ﻇﻬﻮﺭﻫﻢ ﺳﺮﻗﻮﺍ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺿﺤﻲ ... ﻭﺍﻗﻊ ﻣﻬﻴﻦ ﻣﺨﺰ ﻣﻔﻀﻲ ﻟﻘﻤﺔ ﺍﻟﻴﺄﺱ
ﻭﺍﻟﺠﻨﻮﻥ ... ﻛﻞ ﺍﻟﺨﻮﻑ ﺍﻷﻗﺘﺮﺍﺏ ﻣﻦ ﻣﺸﺎﺭﻑ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﺘﺒﺔ ... ﻭﻗﺘﻬﺎ ﻻ ﻳﺴﺄﻝ ﺍﻟﻤﺠﻨﻮﻥ
ﻋﻦ ﺧﻴﺎﺭﺍﺗﻪ ... ‏(ﺍﻟﻮﻃﻦ