ﻧَﺮْﺟُﻮ ﺭَﺣْﻤَﺘَﻚَ ﻭَﻧَﺨْﺸَﻰ ﻋَﺬَﺍﺑَﻚ -1-
.......................................
ﻋﻦْ ﺃَﻧَﺲٍ، ﺃَﻥَّ ﺍﻟﻨَّﺒِﻲَّ ﺻَﻠَّﻰ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻭَﺳَﻠَّﻢَ ﺩَﺧَﻞَ ﻋَﻠَﻰ ﺷَﺎﺏٍّ ﻭَﻫُﻮَ ﻓِﻲ ﺍﻟﻤَﻮْﺕِ، ﻓَﻘَﺎﻝَ : ‏« ﻛَﻴْﻒَ ﺗَﺠِﺪُﻙَ؟ ‏» ، ﻗَﺎﻝَ : ﻭَﺍﻟﻠَّﻪِ ﻳَﺎ ﺭَﺳُﻮﻝَ ﺍﻟﻠَّﻪِ، ﺇِﻧِّﻲ ﺃَﺭْﺟُﻮ ﺍﻟﻠَّﻪَ، ﻭَﺇِﻧِّﻲ ﺃَﺧَﺎﻑُ ﺫُﻧُﻮﺑِﻲ، ﻓَﻘَﺎﻝَ ﺭَﺳُﻮﻝُ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﺻَﻠَّﻰ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻭَﺳَﻠَّﻢَ : ‏« ﻟَﺎ ﻳَﺠْﺘَﻤِﻌَﺎﻥِ ﻓِﻲ ﻗَﻠْﺐِ ﻋَﺒْﺪٍ ﻓِﻲ ﻣِﺜْﻞِ ﻫَﺬَﺍ ﺍﻟﻤَﻮْﻃِﻦِ ﺇِﻟَّﺎ ﺃَﻋْﻄَﺎﻩُ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻣَﺎ ﻳَﺮْﺟُﻮ ﻭَﺁﻣَﻨَﻪُ ﻣِﻤَّﺎ ﻳَﺨَﺎﻑُ ‏» ‏( ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ ‏)
ﻭﻋﻦْ ﻋُﻤَﺮَ ﺑْﻦِ ﺍﻟْﺨَﻄَّﺎﺏِ ﻗَﺎﻝَ : " ﻟَﻮْ ﻧَﺎﺩَﻯ ﻣُﻨَﺎﺩٍ ﻣِﻦَ ﺍﻟﺴَّﻤَﺎﺀِ : ﺃَﻳُّﻬَﺎ ﺍﻟﻨَّﺎﺱُ ، ﺇِﻧَّﻜُﻢْ ﺩَﺍﺧِﻠُﻮﻥَ ﺍﻟْﺠَﻨَّﺔَ ﻛُﻠُّﻜُﻢْ ﺃَﺟْﻤَﻌُﻮﻥَ ﺇِﻻ ﺭَﺟُﻼ ﻭَﺍﺣِﺪًﺍ ، ﻟَﺨِﻔْﺖُ ﺃَﻥْ ﺃَﻛُﻮﻥَ ﻫُﻮَ / ﻭَﻟَﻮْ ﻧَﺎﺩَﻯ ﻣُﻨَﺎﺩٍ : ﺃَﻳُّﻬَﺎ ﺍﻟﻨَّﺎﺱُ ، ﺇِﻧَّﻜُﻢْ ﺩَﺍﺧِﻠُﻮﻥَ ﺍﻟﻨَّﺎﺭَ ﺇِﻻ ﺭَﺟُﻼ ﻭَﺍﺣِﺪًﺍ ، ﻟَﺮَﺟَﻮْﺕُ ﺃَﻥْ ﺃَﻛُﻮﻥَ ﻫُﻮَ " } ﺃُﻭﻟَـﺌِﻚَ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﻳَﺪْﻋُﻮﻥَ ﻳَﺒْﺘَﻐُﻮﻥَ ﺇِﻟَﻰ ﺭَﺑّﻬِﻢُ ﺍﻟْﻮَﺳِﻴﻠَﺔَ ﺃَﻳُّﻬُﻢْ ﺃَﻗْﺮَﺏُ ﻭَﻳَﺮْﺟُﻮﻥَ ﺭَﺣْﻤَﺘَﻪُ ﻭَﻳَﺨَـﺎﻓُﻮﻥَ ﻋَﺬَﺍﺑَﻪُ ﺇِﻥَّ ﻋَﺬَﺍﺏَ ﺭَﺑّﻚَ ﻛَﺎﻥَ ﻣَﺤْﺬُﻭﺭًﺍ { ‏[ ﺍﻹﺳﺮﺍﺀ 57: ‏] .
ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﻃﺎﺋﺮ / ﻭﻻ ﻳﺤﻠﻖ ﺍﻟﻄﺎﺋﺮ ﺇﻻ ﺑﺠﻨﺎﺣﻴﻦ / ﻭﺟﻨﺎﺣﺎ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ : ﺍﻟﺨﻮﻑ ﻭﺍﻟﺮﺟﺎﺀ / ﻭﺑﻬﻤﺎ ﻳﺤﻠﻖ ﻓﻲ ﺳﻤﺎﺀ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ / ﻓﺎﻟﺨﻮﻑ ﻳﺤﺠﺰﻩ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻌﺼﻴﺔ / ﻭﺍﻟﺮﺟﺎﺀ ﻳﻤﻨﻌﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻨﻮﻁ ﻭﺍﻟﻴﺄﺱ /
ﻓﺈﺫﺍ ﺯﺍﺩ ﺍﻟﺨﻮﻑ، ﻳﻘﻨﻂ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻣﻦ ﺭﺣﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ / ﻭﻗﺪ ﻧﻬﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﺑﻘﻮﻟﻪ " ﻗﻞ ﻳﺎ ﻋﺒﺎﺩﻱ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﺳﺮﻓﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻻ ﺗﻘﻨﻄﻮﺍ ﻣﻦ ﺭﺣﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ " ﻭﺇﺫﺍ ﺯﺍﺩ ﺍﻟﺮﺟﺎﺀ، ﺃﻣﻦ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻣﻜﺮ ﺍﻟﻠﻪ / ﻭﻗﺪ ﻧﻬﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﺃﻳﻀﺎ ﺣﻴﺚ ﻗﺎﻝ " ﻓﻼ ﻳﺄﻣﻦ ﻣﻜﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﺍﻟﺨﺎﺳﺮﻭﻥ " ﺍﻷﻋﺮﺍﻑ 99
ﻓﻤﺎ ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺏ ﺇﺫﺍ؟
ﻛﻲ ﻻ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻄﻴﻦ ﻭﻻ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺎﺳﺮﻳﻦ ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺏ ﻫﻮ ﺃﻥ ﺗﻮﺍﺯﻥ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﺎﻟﻴﻦ / ﺍﺳﻤﻊ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ " ﺍﻋﻠﻤﻮﺍ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺷﺪﻳﺪ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ / ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻏﻔﻮﺭ ﺭﺣﻴﻢ " ﺍﻟﻤﺎﺋﺪﺓ /98 ﻭﻗﻮﻟﻪ " ﻧﺒﺊ ﻋﺒﺎﺩﻱ ﺃﻧﻲ ﺃﻧﺎ ﺍﻟﻐﻔﻮﺭ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ / ﻭﺃﻥ ﻋﺬﺍﺑﻲ ﻫﻮ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﺍﻷﻟﻴﻢ " ﻓﺄﻥ ﺗﺆﻣﻦ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻏﻔﻮﺭ ﺭﺣﻴﻢ، ﻓﺬﻟﻚ ﻫﻮ ﺍﻟﺮﺟﺎﺀ / ﻭﻟﻜﻦ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻻ ﺑﺪ ﺃﻥ ﺗﺆﻣﻦ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺷﺪﻳﺪ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ، ﻭﺫﻟﻚ ﻫﻮ ﺍﻟﺨﻮﻑ /
ﻭﻛﻴﻒ ﻳﺘﺤﻘﻖ ﻟﻚ ﺫﻟﻚ ؟
* ﻻ ﻳﺘﺤﻘﻖ ﺫﻟﻚ ﺇﻻ ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ : ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﺄﻥ ﻟﻠﻪ ﺻﻔﺎﺕ ﺟﻤﺎﻝ ﻭﺻﻔﺎﺕ ﺟﻼﻝ / ﻓﺎﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻏﻔﻮﺭ ﺭﺣﻴﻢ، ﺣﻠﻴﻢ ﻛﺮﻳﻢ : ﻭﻫﺬﻩ ﺻﻔﺎﺕ ﺟﻤﺎﻝ ﺗﺠﻌﻠﻚ ﺗﺮﺟﻮ ﺭﺣﻤﺘﻪ ﻭﺗﻄﻤﻊ ﻓﻲ ﺣﻠﻤﻪ ﻭﻛﺮﻣﻪ /
ﻭﻟﻠﻪ ﺻﻔﺎﺕ ﺟﻼﻝ : ﻓﺎﻟﻠﻪ ﻗﻬﺎﺭ ،ﺟﺒﺎﺭ، ﻣﻨﺘﻘﻢ ، ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﺗﺠﻌﻠﻚ ﺗُﺠﻠﻪ ﻭﺗﻬﺎﺑﻪ ﻭﺗﺨﺎﻓﻪ /
ﻓﺈﺫﺍ ﻋﻠﻤﺖ ﺫﻟﻚ ﻭﻋﺮﻓﺖ ﻣﺎ ﻟﻠﻪ ﻣﻨﻚ ‏( ﻣﻦ ﺗﻘﺼﻴﺮ ﻭﻣﻌﺼﻴﺔ ‏) ﺧﻔﺘﻪ / ﻭﺇﺫﺍ ﻋﺮﻓﺖ ﻣﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻟﻴﻚ ‏( ﻣﻦ ﺭﺣﻤﺔ ﻭﻧﻌﻤﺔ ﻭﻋﻔﻮ ‏) ﺭﺟﻮﺗﻪ /
ﻭﺍﻹﺗﻜﺎﻝ ﻋﻠﻰ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﺠﻨﺎﺣﻴﻦ ‏( ﺍﻟﺨﻮﻑ ﺃﻭﺍﻟﺮﺟﺎﺀ ‏) ﺩﻭﻥ ﺍﻵﺧﺮ ﻋﻮﺍﻗﺒﻪ ﻭﺧﻴﻤﺔ / ﺍﺳﻤﻊ ﻣﺎ ﻗﺎﻝ ﺭﺑﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﻘﺪﺳﻲ / ﻗﺎﻝ : " ﻭﻋﺰﺗﻲ ﻭﺟﻼﻟﻲ ﻻ ﺃﺟﻤﻊ ﻟﻌﺒﺪﻱ ﺃﻣﻨﻴﻦ ﻭﻻ ﺧﻮﻓﻴﻦ / ﺇﻥ ﻫﻮ ﺃﻣﻨﻨﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ‏( ﺍﺗﻜﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺟﺎﺀ ﻭﻧﺴﻲ ﺍﻟﺨﻮﻑ : ﻗﺎﻝ : ﺭﺑﻲ ﻏﻔﻮﺭ ﺭﺣﻴﻢ ﻭﺃﺻﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻌﺼﻴﺔ / ﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ؟ : ﺇﻥ ﻫﻮ ﺃﻣﻨﻨﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺃﺧﻔﺘﻪ ﻳﻮﻡ ﺃﺟﻤﻊ ﻋﺒﺎﺩﻱ { ﻭﺇﻥ ﻫﻮ ﺧﺎﻓﻨﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺃﻣﻨﺘﻪ ﻳﻮﻡ ﺃﺟﻤﻊ ﻋﺒﺎﺩﻱ )" ﺻﺤﻴﺢ ﺍﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ‏) /
ﻭﺇﻥ ﺃﻋﻈﻢ ﻣﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﺃﻥَّ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻣﻬﻤﺎ ﺑﻠﻐﺖ ﺇﺳﺎﺀﺗﻪ، ﻭﻣﻬﻤﺎ ﺗﻔﺎﻗﻤﺖ ﺫﻧﻮﺑﻪ، ﻭﻣﻬﻤﺎ ﺷﺮﺩ ﻋﻦ ﺭﺑِّﻪ، ﻭﻣﻬﻤﺎ ﺍﻧﻐﻤﺲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﻲ ﻓﺒﻤﺠﺮِّﺩ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻝ : ﻳﺎ ﺭﺏ ﻟﻘﺪ ﺗُﺒﺖ ﺇﻟﻴﻚ، ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰَّ ﻭﺟﻞَّ : ﻟﺒَّﻴﻚ ﻋﺒﺪﻱ ﻭﺃﻧﺎ ﻗﺪ ﻗﺒﻠﺖ ﻣﻨﻚ /.
ﻳُﺮﻭﻯ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺑﻨﻲ ﺇﺳﺮﺋﻴﻞ ﺷﺎﺏٌ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ 20 ﺳﻨﺔ ﺛﻢ ﻋﺼﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ 20 ﺳﻨﺔ / ﻧﻈﺮ ﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﺁﺓ ﻓﺮﺃﻯ ﺍﻟﺸﻴﺐ ﻓﻲ ﻟﺤﻴﺘﻪ ﻭﺭﺃﺳﻪ ﻓﺎﺳﺘﺬﻛﺮ ﻓﻘﺎﻝ : ﻳﺎ ﺭﺏ ﺃﻃﻌﺘﻚ 20 ﺳﻨﺔ ﺛﻢ ﻋﺼﻴﺘﻚ 20 ﺳﻨﺔ , ﻓﺈﻥ ﺭﺟﻌﺖ ﺇﻟﻴﻚ ﺃﺗﻘﺒﻠﻨﻲ ؟ ﻓﻨﺎﺩﺍﻩ ﻣﻨﺎﺩﻱ ﺃﺭﺣﻢ ﺍﻟﺮﺍﺣﻤﻴﻦ ": ﺃﺣﺒﺒﺘﻨﺎ ﻓﺄﺣﺒﺒﻨﺎﻙ ... ﺗﺮﻛﺘﻨﺎ ﻓﻤﺎ ﺗﺮﻛﻨﺎﻙ .. ﻋﺼﻴﺘﻨﺎ ﻓﺄﻣﻬﻠﻨﺎﻙ .. ﻭﺇﻥ ﺭﺟﻌﺖ ﺇﻟﻴﻨﺎ ﻗﺒﻠﻨﺎﻙ " ﻭَﻫُﻮَ ﺍﻟَّﺬِﻱ ﻳَﻘْﺒَﻞُ ﺍﻟﺘَّﻮْﺑَﺔَ ﻋَﻦْ ﻋِﺒَﺎﺩِﻩِ ﻭَﻳَﻌْﻔُﻮﺍ ﻋَﻦِ ﺍﻟﺴَّﻴِّﺌَﺎﺕِ ﻭَﻳَﻌْﻠَﻢُ ﻣَﺎ ﺗَﻔْﻌَﻠُﻮﻥَ "
ﻫﻞ ﺗﺪﺭﻱ ﻣﺎ ﻣﻌﻨﻰ ﺍﻟﻌﻔُﻮّ ؟
ﺍﻟﻌﻔُﻮّ ﻟﻴﺲ ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻐﻔﻮﺭ / ﻓﻘﺪ ﻳﻐﻔﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺫﻧﺒﻚ ﻭﻟﻜﻦ ﻗﺒﻞ ﺫﻟﻚ ، ﺳﺘﺠﺪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺬﻧﻮﺏ ﻓﻲ ﺻﺤﻴﻔﺔ ﺃﻋﻤﺎﻟﻚ : ﻛﺘﺒﺘﻬﺎ ﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ‏( ﻭَﺇِﻥَّ ﻋَﻠَﻴْﻜُﻢْ ﻟَﺤَﺎﻓِﻈِﻴﻦَ ﻛِﺮَﺍﻣًﺎ ﻛَﺎﺗِﺒِﻴﻦَ ‏) / ﻭﺳﺘﺸﻬﺪ ﺑﻬﺎ ﻋﻠﻴﻚ ﺟﻮﺍﺭﺣﻚ ‏( ﻳَﻮْﻡَ ﺗَﺸْﻬَﺪُ ﻋَﻠَﻴْﻬِﻢْ ﺃَﻟْﺴِﻨَﺘُﻬُﻢْ ﻭَﺃَﻳْﺪِﻳﻬِﻢْ ﻭَﺃَﺭْﺟُﻠُﻬُﻢ ﺑِﻤَﺎ ﻛَﺎﻧُﻮﺍ ﻳَﻌْﻤَﻠُﻮﻥَ ‏) ﻭﺳﺘﺸﻬﺪ ﺑﻬﺎ ﻋﻠﻴﻚ ﺍﻷﺭﺽ ‏( ﻳَﻮْﻣَﺌِﺬٍ ﺗُﺤَﺪِّﺙُ ﺃَﺧْﺒَﺎﺭَﻫَﺎ ‏) ﻭﺳﻴﻘﺮﺭﻙ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻬﺎ ﺫﻧﺒﺎ ﺫﻧﺒﺎ ‏( ﺃَﻱْ ﻋَﺒْﺪِﻱ ! ﺗَﻌْﺮِﻑُ ﺫَﻧْﺐَ ﻛَﺬَﺍ ﻭَﻛَﺬَﺍ ؟ / ﻓَﻴَﻘُﻮﻝُ : ﻧَﻌَﻢْ ﺃَﻱْ ﺭَﺏِّ /! ﺣَﺘَّﻰ ﺇِﺫَﺍ ﻗَﺮَّﺭَﻩُ ﺑِﺬُﻧُﻮﺑِﻪِ ،ﻭَﺭَﺃَﻯ ﻓِﻲ ﻧَﻔْﺴِﻪِ ﺃَﻧَّﻪُ ﻗَﺪْ ﻫَﻠَﻚَ ، ﻗَﺎﻝَ : ﺇِﻧِّﻲ ﻗَﺪْ ﺳَﺘَﺮْﺗُﻬَﺎ ﻋَﻠَﻴْﻚَ ﻓِﻲ ﺍﻟﺪُّﻧْﻴَﺎ ، ﻭَﻗَﺪْ ﻏَﻔَﺮْﺗُﻬَﺎ ﻟَﻚَ ﺍﻟْﻴَﻮْﻡَ ‏) : ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻐﻔﻮﺭ
ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻌﻔُﻮّ ﻓﻤﻦ ﻓﻌﻞ ﻋﻔﺎ ﻳﻌﻔﻮ ﻭﻣﻌﻨﺎﻩ ﻛﻤﺎ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﺮﺍﺯﻱ " ﻣﻦ ﻣﻌﺎﻧﻲ ﺍﻟﻌﻔﻮَ : ﺍﻟﻤﺤﻮ ﻭﺍﻹﺯﺍﻟﺔ ." ﻓﻌﻔﺖ ﺍﻟﺮﻳﺎﺡ ﺍﻵﺛﺎﺭ ﺇﺫﺍ ﻣﺤﺘﻬﺎ ﻭﺃﺯﺍﻟﺘﻬﺎ / ﻭﻋﻔﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﺬﻧﺐ ﺑﻤﻌﻨﻰ ﻣﺤﺎﻩ ﻭﺃﺯﺍﻟﻪ : ﻣﻌﻨﺎﻩ ﻟﻦ ﺗﺠﺪ ﻟﻠﺬﻧﺐ ﺃﺛﺮﺍ ﻓﻲ ﺻﺤﻴﻔﺔ ﺃﻋﻤﺎﻟﻚ :/ ﻳﻨﺴّﻴﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﻭﺟﻮﺍﺭﺣﻚ ﻭﺑﻘﺎﻉ ﺍﻷﺭﺽ ﺑﻞ ﻭﺗُﻨﺴّﺎﻩ ﺃﻧﺖ / ﻟﻬﺬﺍ ﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ : )) ﺇﺫﺍ ﺗﺎﺏ ﺍﻟﻌﺒﺪُ ﺗﻮﺑﺔً ﻧﺼﻮﺣﺎ، ﺃﻧﺴﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺣﺎﻓﻈﻴﻪ، ﻭﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ، ﻭﺑﻘﺎﻉ ﺍﻷﺭﺽ ﻛﻠُّﻬﺎ ﺧﻄﺎﻳﺎﻩ ﻭﺫﻧﻮﺑﻪ (( ‏( ﺍﺑﻦ ﻋﺴﺎﻛﺮ ﻋﻦ ﺃﻧﺲ ‏) ﻓﻲ ﺳﻨﺪﻩ ﺿﻌﻒ / ﺑﻞ ﻭﻗﺪ ﺗﺠﺪ ﻓﻲ ﺻﺤﻴﻔﺘﻚ ﺑﺪﻝ ﺍﻟﺴﻴﺌﺔ ﺣﺴﻨﺔ ‏( ﺇﻟَّﺎ ﻣَﻦ ﺗَﺎﺏَ ﻭَﺁﻣَﻦَ ﻭَﻋَﻤِﻞَ ﻋَﻤَﻠًﺎ ﺻَﺎﻟِﺤًﺎ ﻓَﺄُﻭﻟَٰﺌِﻚَ ﻳُﺒَﺪِّﻝُ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﺳَﻴِّﺌَﺎﺗِﻬِﻢْ ﺣَﺴَﻨَﺎﺕٍ ‏)
ﻫﺬﺍ ﻋﻦ ﺍﻟﺬﻧﻮﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﻴﻨﻚ ﻭﺑﻴﻨﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ / ﺃﻣﺎ ﻣﺎ ﺑﻴﻨﻚ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ﻣﻦ ﺣﻘﻮﻕ – ﻓﻬﻮ ﺃﺻﻌﺐ ﺍﻟﺪﻭﺍﻭﻳﻦ ﻫﻮ ﺍﻟﺪﻳﻮﺍﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﺘﺮﻙ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻨﻪ ﺻﻐﻴﺮﺓ ﻭﻻ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﺇﻻ ﺃﺣﺼﺎﻫﺎ / ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻳﻘﺘﺺ ﺍﻟﻤﻈﻠﻮﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﻈﺎﻟﻢ : ﻳﻘﻮﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ : ‏( ﻟَﺘُﺆَﺩُّﻥَّ ﺍﻟْﺤُﻘُﻮﻕَ ﺇِﻟَﻰ ﺃَﻫْﻠِﻬَﺎ ﻳَﻮْﻡَ ﺍﻟْﻘِﻴَﺎﻣَﺔِ ﺣَﺘَّﻰ ﻳُﻘَﺎﺩَ ‏( ﻳُﻘﺘﺺ ‏) ﻟِﻠﺸَّﺎﺓِ ﺍﻟْﺠَﻠْﺤَﺎﺀِ ﻣِﻦْ ﺍﻟﺸَّﺎﺓِ ﺍﻟْﻘَﺮْﻧَﺎﺀِ ‏) / ﻭﺍﻟﻌُﻤْﻠﺔ ﺍﻟﻤﺘﺪﺍﻭﻟﺔ ﻳﻮﻣﺌﺬ ﻫﻲ ﺍﻟﺤﺴﻨﺎﺕ : ﺃﻋﻄﻨﻲ ﻣﻦ ﺣﺴﻨﺎﺗﻚ ﺃﻭ ﺍﺣﻤﻞ ﻣﻦ ﺳﻴﺌﺎﺗﻲ /
ﻭﻟﻜﻦ ﺃﻻ ﻳﻌﻔﻮ ﺭﺑّﻨﺎ؟ ﺃﻻ ﻳﺴﺎﻣﺢ ؟ / ﻻ / ﺗﻠﻚ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﺨﻠﻖ / ﻭﻣﻦ ﻋﺪﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﻻ ﻳﺘﻨﺎﺯﻝ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﻖ ﺇﻻ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺤﻖ / ﻭﻟﻜﻨّﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﺍﻟﻌﻔُﻮّ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻟﻪ ﺗﺪﺧّﻞ ﺁﺧﺮ ﻳﺼﻠﺢ ﺑﻪ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻈﺎﻟﻢ ﻭﺍﻟﻤﻈﻠﻮﻡ / ﻛﻴﻒ ﺫﻟﻚ ؟ / ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺳﻨﺘﻌﺮﻑ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻄﺒﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺑﺈﺫﻥ ﺍﻟﻠﻪ /
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺇﻧﻚ ﻋﻔﻮ ﻛﺮﻳﻢ ﺗﺤﺐ ﺍﻟﻌﻔﻮ ﻓﺎﻋﻒ ﻋﻨﺎ / ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺍﻗْﺴِﻢْ ﻟَﻨَﺎ ﻣِﻦْ ﺧَﺸْﻴَﺘِﻚَ ﻣَﺎ ﺗَﺤُﻮﻝُ ﺑِﻪِ ﺑَﻴْﻨَﻨَﺎ ﻭَﺑَﻴْﻦَ ﻣَﻌَﺎﺻِﻴﻚَ / ﻭَﻣِﻦْ ﻃَﺎﻋَﺘِﻚَ ﻣَﺎ ﺗُﺒَﻠِّﻐُﻨَﺎ ﺑِﻪِ ﺟَﻨَّﺘَﻚَ / ﻭﺍﻏﻔﺮ ﻟﻨﺎ ﻭﻟﻮﺍﻟﺪﻳﻨﺎ ﻭﻟﻠﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ ﻭﺁﺧﺮ ﺩﻋﻮﺍﻧﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ ////
ﻧَﺮْﺟُﻮ ﺭَﺣْﻤَﺘَﻚَ ﻭَﻧَﺨْﺸَﻰ ﻋَﺬَﺍﺑَﻚ -2-
ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ ﻭﺑﻪ ﺃﺳﺘﻌﻴﻦ / ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﻭﺻﺤﺒﻪ ﺍﻟﻄﻴﺒﻴﻦ / ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺍﺳﺘﻌﻤﻠﻨﺎ ﻭﻻ ﺗﺴﺘﺒﺪﻟﻨﺎ ﻭﺍﺟﻌﻠﻨﺎ ﻳﺎ ﺭﺏ ﻣﻤﻦ ﺧﺎﻓﻚ ﻭﺍﺗﻘﺎﻙ ﻭﺍﺗﺒﻊ ﻫﺪﺍﻙ
ﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﺬﻱ ﺻﺤﺤﻪ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﺪﺭﻙ ﻭﺿﻌّﻒ ﺳﻨﺪﻩ ﺁﺧﺮﻭﻥ ﺃﻥّْ ﺃَﻧَﺲِ ﺑْﻦِ ﻣَﺎﻟِﻚٍ ﺭَﺿِﻲَ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻋَﻨْﻪ، ﻗَﺎﻝَ : " ﺑَﻴْﻨَﺎ ﺭَﺳُﻮﻝُ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﺻَﻠَّﻰ ﺍﻟﻠﻪُ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻭَﺳَﻠَّﻢَ ﺟَﺎﻟِﺲٌ ، ﺇِﺫْ ﺭَﺃَﻳْﻨَﺎﻩُ ﺿَﺤِﻚَ ﺣَﺘَّﻰ ﺑَﺪَﺕْ ﺛَﻨَﺎﻳَﺎﻩُ، ﻓَﻘَﺎﻝَ ﻟَﻪُ ﻋُﻤَﺮُ : ﻣَﺎ ﺃَﺿْﺤَﻜَﻚَ ﻳَﺎ ﺭَﺳُﻮﻝَ ﺍﻟﻠَّﻪِ ، ﺑِﺄَﺑِﻲ ﺃَﻧْﺖَ ﻭَﺃُﻣِّﻲ؟
ﻗَﺎﻝَ : ‏( ﺭَﺟُﻠَﺎﻥِ ﻣِﻦْ ﺃُﻣَّﺘِﻲ ﺟَﺜَﻴَﺎ ﺑَﻴْﻦَ ﻳَﺪَﻱْ ﺭَﺏِّ ﺍﻟْﻌِﺰَّﺓِ ﻓَﻘَﺎﻝَ ﺃَﺣَﺪُﻫُﻤَﺎ : ﻳَﺎ ﺭَﺏِّ ﺧُﺬْ ﻟِﻲ ﻣَﻈْﻠِﻤَﺘِﻲ ﻣِﻦْ ﺃَﺧِﻲ ، ﻓَﻘَﺎﻝَ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﺗَﺒَﺎﺭَﻙَ ﻭَﺗَﻌَﺎﻟَﻰ ﻟِﻠﻄَّﺎﻟِﺐِ : ﻓَﻜَﻴْﻒَ ﺗَﺼْﻨَﻊُ ﺑِﺄَﺧِﻴﻚِ ﻭَﻟَﻢْ ﻳَﺒْﻖَ ﻣِﻦْ ﺣَﺴَﻨَﺎﺗِﻪِ ﺷَﻲْﺀٌ؟ ﻗَﺎﻝَ : ﻳَﺎ ﺭَﺏِّ ﻓَﻠْﻴَﺤْﻤِﻞْ ﻣِﻦْ ﺃَﻭْﺯَﺍﺭِﻱ ‏) ؟ ! ﻗَﺎﻝَ : ﻭَﻓَﺎﺿَﺖْ ﻋَﻴْﻨَﺎ ﺭَﺳُﻮﻝِ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﺻَﻠَّﻰ ﺍﻟﻠﻪُ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻭَﺳَﻠَّﻢَ ﺑِﺎﻟْﺒُﻜَﺎﺀِ ، ﺛُﻢَّ ﻗَﺎﻝَ : ‏( ﺇِﻥَّ ﺫَﺍﻙَ ﺍﻟْﻴَﻮْﻡَ ﻋَﻈِﻴﻢٌ ، ﻳَﺤْﺘَﺎﺝُ ﺍﻟﻨَّﺎﺱُ ﺃَﻥْ ﻳُﺤْﻤَﻞَ ﻋَﻨْﻬُﻢْ ﻣِﻦْ ﺃَﻭْﺯَﺍﺭِﻫِﻢْ - ﻓَﻘَﺎﻝَ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﺗَﻌَﺎﻟَﻰ ﻟِﻠﻄَّﺎﻟِﺐِ : ﺍﺭْﻓَﻊْ ﺑَﺼَﺮَﻙَ ﻓَﺎﻧْﻈُﺮْ ﻓِﻲ ﺍﻟْﺠِﻨَﺎﻥِ /ﻓَﺮَﻓَﻊَ ﺭَﺃْﺳَﻪُ ، ﻓَﻘَﺎﻝَ : ﻳَﺎ ﺭَﺏِّ ﺃَﺭَﻯ ﻣَﺪَﺍﺋِﻦَ ﻣِﻦْ ﺫَﻫَﺐٍ ﻭَﻗُﺼُﻮﺭًﺍ ﻣِﻦْ ﺫَﻫَﺐً ﻣُﻜَﻠَّﻠَﺔً ﺑِﺎﻟُّﻠﺆْﻟُﺆِ / ﻟِﺄَﻱِّ ﻧَﺒِﻲٍّ ﻫَﺬَﺍ ؟ﺃَﻭْ ﻟِﺄَﻱِّ ﺻِﺪِّﻳﻖٍ ﻫَﺬَﺍ ؟ ﺃَﻭْ ﻟِﺄَﻱِّ ﺷَﻬِﻴﺪٍ ﻫَﺬَﺍ ؟
ﻗَﺎﻝَ ﺍﻟﻠﻪ : ﻫَﺬَﺍ ﻟِﻤَﻦْ ﺃَﻋْﻄَﻰ ﺍﻟﺜَّﻤَﻦَ /!! ﻗَﺎﻝَ : ﻳَﺎ ﺭَﺏِّ ﻭَﻣَﻦْ ﻳَﻤْﻠِﻚُ ﺫَﻟِﻚَ ؟ / ﻗَﺎﻝَ : ﺃَﻧْﺖَ ﺗَﻤْﻠِﻜُﻪُ / ﻗَﺎﻝَ : ﺑِﻤَﺎﺫَﺍ؟ ﻗَﺎﻝَ : ﺑِﻌَﻔْﻮِﻙَ ﻋَﻦْ ﺃَﺧِﻴﻚَ ، ﻗَﺎﻝَ : ﻳَﺎ ﺭَﺏِّ ﻓَﺈِﻧِّﻲ ﻗَﺪْ ﻋَﻔَﻮْﺕُ ﻋَﻨْﻪُ / ﻗَﺎﻝَ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻋَﺰَّ ﻭَﺟَﻞَّ : ﻓَﺨُﺬْ ﺑِﻴَﺪِ ﺃَﺧِﻴﻚَ ﻓَﺄَﺩْﺧِﻠْﻪُ ﺍﻟْﺠَﻨَّﺔَ ‏) / ﺛﻢ ﻗَﺎﻝَ ﺻَﻠَّﻰ ﺍﻟﻠﻪُ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻭَﺳَﻠَّﻢَ : ‏( ﺍﺗَّﻘُﻮﺍ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻭَﺃَﺻْﻠِﺤُﻮﺍ ﺫَﺍﺕَ ﺑَﻴْﻨِﻜُﻢْ ﻓَﺈِﻥَّ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﺗَﻌَﺎﻟَﻰ ﻳُﺼْﻠِﺢُ ﺑَﻴْﻦَ ﺍﻟْﻤُﺴْﻠِﻤِﻴﻦَ ‏) ."
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻔﻮ ﻛﺮﻳﻢ / ﻭﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻳﺄﺗﻲ ﺍﻟﺮﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﺭﺣﻤﺘﻪ ﻭﻟﻜﻦ ﻣﻦ ﻳﻀﻤﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻌﻔﻮ ﻟﻨﻔﺴﻪ؟ ﻣﻦ ﻳﻀﻤﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﻴﺤﻤﻞ ﻋﻨﻪ ﻣﺎ ﺃﺫﻧﺐ؟ ﻭﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻳﺄﺗﻲ ﺍﻟﺨﻮﻑ /
ﻓﻤﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﻌﻼﺝ ﺇﺫﺍ ﻭﻗﻌﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﺼﻴﺔ؟
ﺛﻼﺙ ﺧﻄﻮﺍﺕ ﻻﺑﺪ ﺃﻥ ﺗﻘﻄﻌﻬﺎ ﻋﺴﺎﻙ ﺗﻔﻮﺯ ﺑﻌﻔﻮﻩ : 1 ‏) ﺍﻷﻛﻤﻞ ﻭﺍﻷﻭﻟﻰ ﻭﺍﻷﺻﺢ ﻭﺍﻷﺻﻮﺏ ﺃﻧَّﻪ ﺑﻤﺠﺮَّﺩ ﺃﻥ ﻳﻘﻊ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﺫﻧﺐ ﺃﻥ ﻳﺘﻮﺏ ﻓﻮﺭﺍً ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰَّ ﻭﺟﻞَّ : ﴿ ﺇِﻧَّﻤَﺎ ﺍﻟﺘَّﻮْﺑَﺔُ ﻋَﻠَﻰ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﻟِﻠَّﺬِﻳﻦَ ﻳَﻌْﻤَﻠُﻮﻥَ ﺍﻟﺴُّﻮﺀَ ﺑِﺠَﻬَﺎﻟَﺔٍ ﺛُﻢَّ ﻳَﺘُﻮﺑُﻮﻥَ ﻣِﻦ ﻗَﺮِﻳﺐٍ ﻓَﺄُﻭﻟَٰﺌِﻚَ ﻳَﺘُﻮﺏُ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻋَﻠَﻴْﻬِﻢْ ﴾ ﻓﻜﻠَّﻤﺎ ﻗﻠَّﺖ ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺔ ﺍﻟﺰﻣﻨﻴَّﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺬﻧﺐ ﻭﺍﻟﺘﻮﺑﺔ ﻛﻠَّﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ ﺃﺳﻬﻞ / ﻻ ﺗُﺴﻮّﻑ / ﻛﻲ ﻧﺤﺞ / ﻛﻲ ﻧﺘﻘﺎﻋﺪ / ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻌﺮﺱ / ﻓﻲ ﺭﻣﻀﺎﻥ / ﺟﺪّ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﻭﺃﻧﺖ ﺗﻠﻌﺐ ﻭﺍﻟﻌﻤﺮ ﻓﻲ ﻻﺷﻲﺀ ﻳﺬﻫﺐ ﻛﻢ ﻗﺪ ﺗﻘﻮﻝ ﻏﺪﺍ ﺃﺗﻮﺏ ﻏﺪﺍ .. ﻏﺪﺍ ﻭﺍﻟﻤﻮﺕ ﺃﻗﺮﺏ
2 ‏) ﺍﻟﺨﻄﻮﺓ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺃﺗﺒﻊ ﺍﻟﺴﻴﺌﺔ ﺍﻟﺤﺴﻨﺔ ﺗﻤﺤﻬﺎ / ﺃﺗﺒﻊ : ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﻭﺍﻟﻤﻜﺎﻥ / ﻗﺎﻝ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ : ﺇﺫﺍ ﻋَﺼَﻴْﺖَ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﻣَﻮْﺿﻊِ ،ﻓﻼ ﺗﻔﺎﺭﻕَ ﺍﻟﻤﻮﺿﻊَ ﺣَﺘَّﻰ ﺗﻌﻤﻞ ﻓﻴﻪ ﻃَﺎﻋﺔ ﺃﻭ ﺗﻘﻴﻢ ﻓﻴﻪ ﻋِﺒَﺎﺩَﺓ ،ﻓَﻜَﻤﺎ ﻳﺸﻬﺪ ﻋَﻠَﻴْﻚَ ﺇِﺫَﺍ ﺍﺳْﺘُﺸْﻬِﺪْ، ﻓﻜﺬﻟﻚ ﻳَﺸﻬﺪ ﻟﻚ، ﺣﺘّﻰ ﺛﻮﺑﻚ ﺍﻟﺬﻱ ﻋَﺼَﻴْﺖَ ﺍﻟﻠﻪ ﻓِﻴﻪ، ﻻ ﺗﻨﺰﻋﻪ ﺣﺘﻰ ﺗﻌﻤﻞ ﻓﻴﻪ ﺣﺴﻨﺔ .
3 ‏) ﺍﻟﺨﻄﻮﺓ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻭﺍﻷﻫﻢ : ﺃﻟﺴﺖ ﺗﻄﻠﺐ ﻋﻔﻮ ﺍﻟﻠﻪ؟ ﻫﻨﺎﻙ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺇﻻﻫﻲ ﻳﻘﻮﻝ : } ﻫَﻞْ ﺟَﺰَﺍﺀُ ﺍﻹﺣْﺴَﺎﻥِ ﺇِﻻ ﺍﻹﺣْﺴَﺎﻥُ { ﺑﻤﻌﻦﻯ : ﺇﺣﺴﺎﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻳُﻨﺎﻝ ﺑﺎﻹﺣﺴﺎﻥ ﻟﺨﻠﻘﻪ / ﻗﺎﻝ ﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ ": ﻳﺎ ﺍﺑﻦ ﺃﺩﻡ ﺇﻥ ﺑﻴﻨﻚ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺧﻄﺎﻳﺎ ﻭﺫﻧﻮﺑﺎ ﻻ ﻳﻌﻠﻤﻬﺎ ﺇﻻ ﻫﻮ , ﻭﺇﻧﻚ ﺗﺤﺐ ﺃﻥ ﻳﻐﻔﺮﻫﺎ ﻟﻚ / ﻓﺈﺫﺍ ﺃﺣﺒﺒﺖ ﺃﻥ ﻳﻐﻔﺮﻫﺎ ﻟﻚ ﻓﺎﻏﻔﺮ ﺃﻧﺖ ﻟﻌﺒﺎﺩﻩ , ﻭﺇﻥ ﺃﺣﺒﺒﺖ ﺃﻥ ﻳﻌﻔﻮﻫﺎ ﻋﻨﻚ ﻓﺎﻋﻒ ﺃﻧﺖ ﻋﻦ ﻋﺒﺎﺩﻩ , ﻓﺈﻧﻤﺎ ﺍﻟﺠﺰﺍﺀ ﻣﻦ ﺟﻨﺲ ﺍﻟﻌﻤﻞ : ﺗﻌﻔﻮ ﻫﻨﺎ ﻳﻌﻔﻮ ﻫﻨﺎﻙ , ﺗﻄﺎﻟﺐ ﺑﺎﻟﺤﻖ ﻫﻨﺎ ﺗُﻄﺎﻟﺐ ﺑﺎﻟﺤﻖ ﻫﻨﺎﻙ )" ﻭَﻟْﻴَﻌْﻔُﻮﺍ ﻭَﻟْﻴَﺼْﻔَﺤُﻮﺍ * ﻟَﺎ ﺗُﺤِﺒُّﻮﻥَ ﺃَﻥ ﻳَﻐْﻔِﺮَ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻟﻜﻢ ‏)
ﺻﺪﻕ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ / ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺇﻧﻚ ﻋﻔﻮ ﻛﺮﻳﻢ ﺗﺤﺐ ﺍﻟﻌﻔﻮ ﻓﺎﻋﻒ ﻋﻨﺎ / ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺃﻟﻒ ﺑﻴﻦ ﻗﻠﻮﺑﻨﺎ ﻭﺃﺻﻠﺢ ﺫﺍﺕ ﺑﻴﻨﻨﺎ ﻭﻻ ﺗﺠﻌﻞ ﻓﻲ ﻗﻠﻮﺑﻨﺎ ﻏﻼ ﻟﻠﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮﺍ