علي كل”
محمد عبدالقادر
هل يستبينوا النصح؟!!
ليس مهما في هذا التوقيت ان ترضي عنك الحكومة او تواليك المعارضة بالاشادة والتصفيق، لن نقف مكتوفي الايدي حيال ما يتهدد الوطن من مخاطر نراها راي العين ارضاء لزيد او مداهنة لعبيد ، ولن يعنينا التصنيف وهياج جمهور الفريقين في مدرجات الفتنة والوعيد ، المهم كلمتنا للتاريخ نقولها ونمضي لا ننتظر ذهب المعز ولا نخشي سيفه ، فالوطن من حقنا جميعا وليس ملكا لاحد.
ومثلما سبقني الحبيب الدكتور مزمل ابوالقاسم رئيس التحرير فقد بذلنا كثيرا من النصح للحكومة ليس من باب الحرص علي بقائهأ وانما رافة بهذا الوطن من مواجهة الضياع والقفز في لجة المجهول، لكنها لم تستبن النصح الا ضحي الغد ولعلها فهمت الان ما كنا نعنيه حينما كنا نحذرها من صناعة الجوع والصمت عن مكافحة الفساد واهمية مراقبة الاسواق رافة بالناس واعمالا لمسؤولية الدولة التاريخية والاخلاقية تجاه شعب ظل يمنحها الفرصة تلو الاخري املا في الاصلاح وعشما في تصحيح اوضاع كان واضحا انها ستمضي بالبلاد كلها الي الهاوية .
نبهنا الي خطورة الوضع الاقتصادي وانعكاساته علي حياة المواطن الذي انهكه ارتفاع الاسعار بينما تحتجز البنوك امواله ولا يكاد يجد ما يسد به رمق اطفاله الصغار في ظل تردي المرتبات وتصاعد فواتير الحياة .
ذكرناهم بالمقولة العادلة والخالدة عجبت لمن لا يجد قوت يومه كيف لا يخرج علي الناس شاهرا سيفه( ، مقولة ليست من باب التحريض بالطبع وانما تنبيها للحكام باهمية ايلاء معاش الناس قدرا كافيا من الاهتمام.
قبل 6 اشهر كتبت مقالا بعنوان )لاصوت يعلو فوق صوت المعركة( وكنت اقصد منازلة الواقع الاقتصادي بما يلزم من اجراءات تحفظ علي الاقل هيبة الدولة التي تلاعب بها والسماسرة وهزمتها المضاربات والصمت علي مظاهر الفساد ، قلنا ان التجار اخطر علي الحكومة من الحركات المسلحة والاحزاب وقد كان ان خرج الناس بعد ان بلغ السيل الزبي.
مازلنا نرفض التصدي العنيف للمظاهرات واسقاط الابرياء ونذكر بهدينا النبوي ) مايزال المسلم في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما(، نتمني ان تعيد الحكومة الحياة الي طبيعتها بعيدا عن التدابير التي لا تجدي نفعا مثل اغلاق مواقع التواصل الاجتماعي والمدارس والجامعات ، الامر يحتاج الي معالجات اكبر من صم الاذنين والاكتفاء بالقبضة الامنية.
لم نكن في حاجة للاستئذان من احد حينما نكتب عن اخفاقات الحكومة ونطالب بعدم التعامل مع المتظاهرين بالحديد والنار وندعوها لاطلاق المعتقلين وفتح نوافذ التعبير ، في المقابل لن يحول هياج البعض دوننا ورفض مظاهر الحرائق والتدمير الذي تعرضت له المنشأت العامة ، ولن نغفل التحذير من مالات الاحتقان الماثل علي استقرار الاوضاع في بلادنا والتحذير من وضعها علي )كف عفريت( ، مازلت ارى شجرا يسير وللمحتجين نزجي نصحنا كذلك خوفا من )فش الغبينة وخراب المدينة( ، لا بد من المحافظة علي سلمية الحراك واتخاذ التدابير المعقمة في تصعيد الاحتجاج المكفول للجميع.
الاحظ ان مواقع التواصل الاجتماعي اصبحت مليئة بالفبركات والشتائم والاكاذيب ومحاولات كل طرف للانتصار علي الاخر وباي ثمن علي خلفية ما يحدث في الشارع، لغة الخطاب المبذولة علي قارعة الاسافير هذه الايام كذلك تنذر بشر مستطير لن يولد الا مزيدا من العنف والعنف المضاد، عبارات مشحونة بالغبائن ومعبأة بالاتهامات وتصفية الحسابات بين مؤيد ومعارض هكذا التصنيف دونما اعتبار لكثيرين مكتوين بامر البلد يجلسون علي رصيف الانتظار املا في بصيص امل لضبابية وضع يحتاج الي حلول لا هتاف ويتطلب من الجميع الهدوء وضبط النفس.
هي لحظة فاصلة وحاسمة من عمر التاريخ ينبغي ان لا تفلت احداثها من يد الجميع حكومة ومعارضة ومنظمات مجتمع مدني ومواطنين ، اديروا الشارع والخلافات بتبصر وتعقل وحافظوا علي ما تبقي من وطن يهدده الضياع وتحاصره الازمات و المالات المجهولة.. فليذهب الجميع وليبقي الوطن