ﻋﻦ ﺟﺎﺑﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ - ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ - ﻗﺎﻝ :
ﻟﺒﺜﻨﺎ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺨﻨﺪﻕ ﻧﺤﻔﺮ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻳﺎﻡ ﻻ ﻧﺬﻭﻕ ﺫﻭﺍﻗﺎ ‏( ﻃﻌﺎﻣﺎ ‏) ﻓﻌﺮﺿﺖ ﻛُﺪﻳﺔ ‏( ﻫﻲ ﺍﻟﻘﻄﻌﺔ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪﺓ ﺍﻟﺼﻠﺒﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﺭﺽ ‏) ﺷﺪﻳﺪﺓ , ﻓﺠﺎﺀﻭﺍ ‏( ﺃﻱ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ‏) ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺒﻲ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ‏( ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮﺍ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻬﺎ ‏)
.. ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ : ﻫﺬﻩ ﻛُﺪﻳﺔ ﻋﺮﺿﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻨﺪﻕ ..
‏( ﺣﻴﻨﻤﺎ ﺗُﻜﻠَﻒُ ﺑﻌﻤﻞ، ﺛﻢ ﺗﻘﺎﺑﻠﻚ ﻓﻴﻪ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻻ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﺗﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻬﺎ، ﻓﻠﺘﺬﻫﺐ ﺇﻟﻰ ﻣﻦ ﻛﻠﻔﻚ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻟﺘﻌﺮﺽ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻷﻣﺮ، ﻭﻳﺎ ﺣﺒﺬﺍ ﻟﻮ ﺫﻫﺒﺖ ﻭﻣﻌﻚ ﺃﻓﻜﺎﺭ ﻭﺣﻠﻮﻝ، .. ﻫﻜﺬﺍ ﻓﻌﻞ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻢ .. ‏)
.. ﻓﻘﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ :- " ﺃﻧﺎ ﻧﺎﺯﻝ ﻓﺮﺷﻮﻫﺎ ﺑﺎﻟﻤﺎﺀ " , ﻓﺮﺷﻮﻫﺎ , " ﺛﻢ ﺟﺎﺀ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻓﺄﺧﺬ ﺍﻟﻤﻌﻮﻝ ﺛﻢ ﻗﺎﻝ : ﺑﺴﻢ ﺍﻟﻠﻪ , ﻓﻀﺮﺑﻬﺎ ﺛﻼﺛﺎ ﻓﺼﺎﺭﺕ ﻛﺜﻴﺒﺎ ﺃﻫﻴﻞ ‏( ﺻﺎﺭ ﺭﻣﻼ ﻳﺴﻴﻞ ﻭﻻ ﻳﺘﻤﺎﺳﻚ ‏) ﻓﺤﺎﻧﺖ ﻣﻨﻲ ﺍﻟﺘﻔﺎﺗﺔ ‏( ﺃﻱ ﺃﻟﺘﻔﺖُ ‏) , ﻓﺈﺫﺍ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻗﺪ ﺷﺪ ﻋﻠﻰ ﺑﻄﻨﻪ ﺣﺠﺮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻮﻉ "
‏( ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﻳﺸﺎﺭﻙ ﺟﻨﻮﺩﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ، ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﻳﻤﺪ ﻳﺪ ﺍﻟﻌﻮﻥ ﻟﺠﻨﻮﺩﻩ ﺩﻭﻥ ﺿﺠﺮ ﺃﻭ ﻣﻠﻞ، ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﻳﻌﻴﺶ ﺑﻴﻦ ﺟﻨﻮﺩﻩ ﻭﻳﺘﺄﺛﺮ ﺑﻤﺎ ﻳﺘﺄﺛﺮﻭﻥ ﺑﻪ، ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﻳﺠﻮﻉ ﻭﻳﺮﺑﻂ ﺣﺠﺮﺍ ﻋﻠﻰ ﺑﻄﻨﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻮﻉ ﻛﻤﺎ ﺍﻟﺠﻨﻮﺩ ﺗﻤﺎﻣﺎً، ﺇﻧﻪ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﻭﺍﻟﻘﺪﻭﺓ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ .. ‏)
.. ﻓﻘﻠﺖ : ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﺋﺬﻥ ﻟﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﻴﺖ ..
ﻓﻘﻠﺖ ﻻﻣﺮﺃﺗﻲ : ﺭﺃﻳﺖ ﺑﺎﻟﻨﺒﻲ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﺧﻤﺼﺎ ﺷﺪﻳﺪﺍ ‏( ﺟﻮﻋﺎً ﺷﺪﻳﺪﺍ ‏) , ﻓﻬﻞ ﻋﻨﺪﻙ ﺷﻲﺀ؟
‏( ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺍﻟﺘﻲ ﺻﻨﻌﻬﺎ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﺑﻴﻦ ﺟﻨﻮﺩﻩ ﻗﺪ ﺁﺗﺖ ﺛﻤﺎﺭﻫﺎ، ﻓﺠﻌﻠﺘﻬﻢ ﻳﺸﻌﺮﻭﻥ ﺃﻧﻬﻢ ﻧﺴﻴﺞ ﻭﺍﺣﺪ، ﻭﺃﻧﻬﻢ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﻓﻲ ﺟﺴﺪ ﻭﺍﺣﺪ، .. ‏)
.. ﻗﺎﻟﺖ : ﻋﻨﺪﻱ ﺷﻌﻴﺮ ﻭﻋﻨﺎﻕ ‏( ﺍﻟﻌﻨﺎﻕ ﻫﻲ ﺍﻷﻧﺜﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﺰ , ﻭﻗﻴﻞ : ﺍﻷﻧﺜﻰ ﻣﻦ ﺃﻭﻻﺩ ﺍﻟﻤﻌﺰ ﻭﺍﻟﻀﺄﻥ ‏)
.. ﻓﺬﺑﺤﺖ ﺍﻟﻌﻨﺎﻕ , ﻭﻃﺤﻨﺖ ﺍﻟﺸﻌﻴﺮ , ﺣﺘﻰ ﺟﻌﻠﻨﺎ ﺍﻟﻠﺤﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺮﻣﺔ ‏( ﺍﻟﻘﺪﺭ ‏) ﺛﻢ ﺟﺌﺖ ﺍﻟﻨﺒﻲ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻭﺍﻟﻌﺠﻴﻦ ﻗﺪ ﺍﻧﻜﺴﺮ ‏( ﺃﻱ ﻻﻥ ﻭﺭﻃﺐ ‏)
ﻭﺍﻟﺒﺮﻣﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﺛﺎﻓﻲ ‏( ﺃﻱ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﺠﺎﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻮﺿﻊ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻘﺪﺭ ﻭﻫﻲ ﺛﻼﺛﺔ ‏) ﻗﺪ ﻛﺎﺩﺕ ﺃﻥ ﺗﻨﻀﺞ ..
‏( ﺃﻋﺪ ﺟﺎﺑﺮ ﻭﺯﻭﺟﺘﻪ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻟﺮﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﺑﺈﺗﻘﺎﻥ، ﻭﺭﺿﺎ، ﻭﺣﺐ، ﻭﺇﻳﺜﺎﺭ ... ﻫﻜﺬﺍ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﻌﻄﺎﻳﺎ .. ‏)
.. ﻓﺴﺎﺭﺭﺗﻪ ‏( ﺣﺪﺛﺘﻪ ﺳﺮﺍً ‏) ﻓﻘﻠﺖ : ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ :
ﻃﻌﻴﻢ ‏( ﺗﺼﻐﻴﺮ ﻃﻌﺎﻡ ‏) ﻟﻲ , ﻓﻘﻢ ﺃﻧﺖ ﻭﺭﺟﻞ ﺃﻭ ﺭﺟﻼﻥ , ﻓﻘﺎﻝ : " ﻛﻢ ﻫﻮ؟ " , ﻓﺬﻛﺮﺕ ﻟﻪ ,
.. ﻓﻘﺎﻝ : " ﻛﺜﻴﺮ ﻃﻴﺐ , ﻓﻘﻞ ﻟﻬﺎ ﻻ ﺗﻨﺰﻉ ﺍﻟﺒﺮﻣﺔ ‏( ﺍﻟﻘﺪﺭ ‏) ﻭﻻ ﺍﻟﺨﺒﺰ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻨﻮﺭ ‏( ﺍﻟﻤﻮﻗﺪ ‏) ﺣﺘﻰ ﺁﺗﻲ ..
‏( ﺟﺎﺑﺮ ﻳﺘﺤﺮﻙ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻣﻌﺮﻓﺘﻪ ﺑﻘﺪﺭﺍﺗﻪ ﺍﻟﺒﺴﻴﻄﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻤﺘﻠﻜﻬﺎ .. ﻟﻜﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻟﻪ ﺷﺄﻥ ﺁﺧﺮ .. ‏)
.. ﺛﻢ ﺻﺎﺡ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻓﻘﺎﻝ : ﻳﺎ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺨﻨﺪﻕ , ﺇﻥ ﺟﺎﺑﺮﺍ ﻗﺪ ﺻﻨﻊ ﺳﺆﺭﺍ ‏( ﻛﻠﻤﺔ ﻓﺎﺭﺳﻴﺔ , ﻭﻣﻌﻨﺎﻫﺎ : ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺪﻋﻰ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ‏) ﻓﺤﻲَّ ﻫﻼ ﺑﻜﻢ ‏( ﺃﻱ , ﻫﻠﻤﻮﺍ ﻣﺴﺮﻋﻴﻦ . ‏)
.. ﻗﺎﻝ : ﻓﻘﺎﻡ ﺍﻟﻤﻬﺎﺟﺮﻭﻥ ﻭﺍﻷﻧﺼﺎﺭ ..
‏( ﺇﻥ ﻗﻴﺎﺳﺎﺕ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ، ﻭﻣﺎ ﻳﻮﺣﻰ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﺭﺑﻬﻢ، ﻟﻴﺴﺖ ﻛﻤﺎ ﺍﻟﺒﺸﺮ، ﻓﻠﻢ ﻳﻜﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻳﺤﺮﺝ ﺟﺎﺑﺮﺍ ﻭﺯﻭﺟﺘﻪ ﺇﺫ ﺩﻋﺎ ﻫﺆﻻﺀ ﺇﻟﻰ ﻃﻌﺎﻣﻬﻢ، ﺇﻧﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻌﺠﺰﺓ ﻳﺠﺮﻳﻬﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ ﺭﺳﻮﻟﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﻓﻴﺸﻌﺮ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺣﻴﻨﻬﺎ ﺑﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻬﻢ، ﻭﻋﻮﻧﻪ ﻭﻣﺪﺩﻩ ﻭﻧﺼﺮﺗﻪ ﻟﻬﻢ .. ‏)
.. ﻓﻠﻤﺎ ﺩﺧﻠﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻣﺮﺃﺗﻲ ﻗﻠﺖ : ﻭﻳﺤﻚ , ﺟﺎﺀ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﺑﺎﻟﻤﻬﺎﺟﺮﻳﻦ ﻭﺍﻷﻧﺼﺎﺭ ﻭﻣﻦ ﻣﻌﻬﻢ ﻓﻘﺎﻟﺖ : ﺑﻚ ﻭﺑﻚ ‏( ﺃﻱ ﺃﻧﻬﺎ ﻋﺎﺗﺒﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﻋﺪﻡ ﺗﺒﻴﻴﻨﻪ ﻟﻠﻨﺒﻲ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻗﻠﺔ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ , ﻭﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﻜﻔﻲ ﻟﻜﻞ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻨﺎﺱ ‏) ﻓﻘﻠﺖ : ﻗﺪ ﻓﻌﻠﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﻠﺖ ,
‏( ﻟﻴﺲ ﺑﻌﺠﻴﺐ ﻓﻌﻞ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ، ﺇﺫ ﻓﻌﻠﺖ .. ، ﻓﻬﺬﻩ ﺃﻳﻀﺎً ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻘﻴﺴﻮﻥ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺑﻤﺎ ﻳﺘﺮﺍﺉ ﻟﻬﻢ ﻣﻦ ﻗﻴﺎﺳﺎﺕ، ﻟﻜﻦ ﺍﻷﻣﺮ ﻛﻤﺎ ﻗﻠﻨﺎ .. ﻛﺎﻥ ﻣﻌﺠﺰﺓ .. ﻻ ﺗﻘﺎﺱ ﺑﺄﺩﻣﻐﺔ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﻭﻻ ﺑﺄﺫﺭﻋﻬﻢ .. ‏)
.. ﻭﺟﺎﺀ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻳﻘﺪﻡ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻘﺎﻝ ﻷﺻﺤﺎﺑﻪ : ﺍﺩﺧﻠﻮﺍ ﻭﻻ ﺗﻀﺎﻏﻄﻮﺍ ‏( ﻻ ﺗﺰﺩﺣﻤﻮﺍ ‏) " , ﻓﺄﺧﺮﺟﺖ ﻟﻪ ﻋﺠﻴﻨﺎ , ﻓﺒﺼﻖ ﻓﻴﻪ ﻭﺑﺎﺭﻙ ,
.. ﺛﻢ ﻋﻤﺪ ﺇﻟﻰ ﺑﺮﻣﺘﻨﺎ ‏( ﺍﻟﻘﺪﺭ ‏) , ﻓﺒﺼﻖ ﻭﺑﺎﺭﻙ ,
‏( ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺍﻵﺩﺍﺏ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺍﻟﺘﻀﺎﻏﻂ ﻭﺍﻟﺘﺰﺍﺣﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻮﺍﺋﺪ، ﻭﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺍﻷﺩﺏ ﻣﻊ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﺃﺷﻌﺮ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻲ ﺿﺠﺮﺍً ﺃﻭ ﺗﺄﻓﻔﺎً ﻣﻦ ﻓﻌﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺇﺫ ﺑﺼﻖ .. ﻓﻬﻮ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﻃﻬﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺑﻌﺚ ﻟﻴﺘﻤﻢ ﻣﻜﺎﺭﻡ ﺍﻷﺧﻼﻕ .. ‏)
.. ﺛﻢ ﻗﺎﻝ : ﺍﺩﻉ ﺧﺎﺑﺰﺓ ﻓﻠﺘﺨﺒﺰ ﻣﻌﻲ , ﻓﺠﻌﻞ ﻳﻜﺴﺮ ﺍﻟﺨﺒﺰ , ﻭﻳﺠﻌﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻠﺤﻢ , ﻭﻳﺨﻤﺮ ‏( ﺃﻱ ﻳﻐﻄﻲ ‏) ﺍﻟﺒﺮﻣﺔ ﻭﺍﻟﺘﻨﻮﺭ ‏( ﻭﺍﻟﻤﻮﻗﺪ ‏) ﺇﺫﺍ ﺃﺧﺬ ﻣﻨﻪ ,
.. ﻭﻳﻘﺮﺏ ﺇﻟﻰ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ , ﻓﻠﻢ ﻳﺰﻝ ﻳﻜﺴﺮ ﺍﻟﺨﺒﺰ ﻭﻳﻐﺮﻑ ..
ﻭﻫﻢ ﺃﻟﻒٌ ‏( ﺃﻱ : ﻋﺪﺩ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﻛﻠﻮﺍ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺃﻟﻒ ﺭﺟﻞ ‏) .
.. ﻓﺄﻗﺴﻢ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻟﻘﺪ ﺃﻛﻠﻮﺍ ﺣﺘﻰ ﺷﺒﻌﻮﺍ ﻓﺘﺮﻛﻮﻩ ,
ﻭﺇﻥ ﺑﺮﻣﺘﻨﺎ ﻟﺘﻐﻂ ‏( ﺗﻐﻠﻲ ﻭﺗﻔﻮﺭ ‏) ﻛﻤﺎ ﻫﻲ ,
.. ﻭﺇﻥ ﻋﺠﻴﻨﻨﺎ ﻟﻴﺨﺒﺰ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ..
‏( ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻌﺠﺰﺓ ﻣﻦ ﻣﻌﺠﺰﺍﺕ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺭﺃﻫﺎ ﺟﺎﺑﺮ ﻭﺯﻭﺟﺘﻪ ﻭﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﺭﺃﻱ ﺍﻟﻌﻴﻦ .. ‏)
.. ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻨﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ :- ﻛﻠﻮﺍ ﻫﺬﺍ ﻭﺃﻫﺪﻭﺍ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻗﺪ ﺃﺻﺎﺑﺘﻬﻢ ﻣﺠﺎﻋﺔ "
‏( ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻳﺼﻨﻊ ﻭﻳﺆﺳﺲ ﻣﺒﺪﺃ ﺍﻟﺘﻜﺎﻓﻞ ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ، ﻟﻴﺸﻌﺮ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﺑﺒﻌﻀﻪ، ﻭﻟﻴﻨﺘﺞ ﻣﻨﻪ ﻧﺴﻴﺠﺎً ﻭﺍﺣﺪﺍ ﻳﺸﺪ ﺑﻌﻀﻪ ﺑﻌﻀﺎً،
ﺃﻭ ﺟﺴﺪﺍ ﻭﺍﺣﺪﺍ ﻳﺘﺪﺍﻋﻲ ﺳﺎﺋﺮﻫﻢ ﺇﺫﺍ ﺃﺻﺎﺏ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﻫﻤﺎً ﺃﻭ ﻣﺮﺿﺎ ﺃﻭ ﺃﻟﻤﺎً ﺃﻭ ﻋِﻮَﺯﺍً .. ‏