ﺍﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﺿﻌﻴﻔﺔ ﻟﻨﻈﺎﻓﺔ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ !!
ﻭﻟﻨﺎ ﺭﺃﻱ | ﺻﻼﺡ ﺣﺒﻴﺐ
ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﻟﻨﻈﺎﻓﺔ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﺩﻋﺖ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﻮﻻﻳﺔ ﻟﻤﺪﺓ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻳﺎﻡ ﻟﻢ ﺃﺭَ ﺃﻱ ﻣﻈﻬﺮ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺗﻐﻴﻴﺮﺍً ﻗﺪ ﻃﺮﺃ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﻻﻳﺔ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ، ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺳﻮﺩﺍﻧﺎً ﻣﺼﻐﺮﺍً ﻓﻼ ﻳﻤﻜﻦ ﻧﻈﺎﻓﺘﻪ ﺧﻼﻝ ﻳﻮﻣﻴﻦ ﺃﻭ ﺛﻼﺛﺔ ﻭﻻ ﺣﺘﻰ ﺷﻬﺮ، ﻓﺎﻟﻮﻻﻳﺔ ﺩﺧﻠﺘﻬﺎ ﺃﺟﻨﺎﺱ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺯﺣﻴﻦ ﻭﺍﻟﻼﺟﺌﻴﻦ ﻭﺍﻟﻌﺎﺑﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﺗﺨﺬﻭﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﺳﻜﻨﺎً ﻟﻬﻢ، ﻭﻟﻜﻦ ﻟﻸﺳﻒ ﻻ ﺭﻗﻴﺐ ﻭﻻ ﺣﺴﻴﺐ ﻳﺴﺄﻝ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﻨﺎﺯﺣﻴﻦ ﺃﻭ ﺍﻟﻮﺍﻓﺪﻳﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻤﺎﺭﺳﻮﻥ ﻧﻔﺲ ﻋﺎﺩﺍﺗﻬﻢ ﻭﺗﻘﺎﻟﻴﺪﻫﻢ ﺑﻤﻨﺎﻃﻘﻬﻢ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﻓﺪﻭﺍ ﻣﻨﻬﺎ، ﻓﺎﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﺳﺒﻖ ﺃﻥ ﺩﻋﺖ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻧﺎﺋﺐ ﺍﻟﻮﺍﻟﻲ ﺁﻧﺬﺍﻙ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ “ ﻣﺤﻤﺪ ﺣﺎﺗﻢ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ” ﻟﺠﻌﻞ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﻟﻨﺪﻥ ﺃﺧﺮﻯ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻣﺎ ﻃﺮﺣﻪ ﻟﻠﺜﻼﺛﺔ ﺯﻳﺮﻭﻫﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻃﺮﺣﻬﺎ ﻟﻠﺤﻞ ﻓﺄﻭﻟﻬﺎ ‏) ﺯﻳﺮﻭ ﻋﻄﺶ ﻭﺯﻳﺮﻭ ﻧﻔﺎﻳﺎﺕ ﻭﺯﻳﺮﻭ ﺣﻔﺮ ‏( ، ﻭﻟﻜﻦ ﻟﻸﺳﻒ ﺃﻳﻀﺎً ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ ﺃﻥ ﻳﻐﻄﻲ ﻋﻠﻰ ﺃﻱ ﺯﻳﺮﻭ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺰﻳﺮﻭﻫﺎﺕ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ، ﻭﺍﻧﺘﻬﺖ ﻓﺘﺮﺗﻪ ﺑﺪﻭﻥ ﺃﻱ ﻧﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻘﺪﻡ ﻓﻲ ﻧﻈﺎﻓﺔ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﺃﻭ ﺇﺯﺍﻟﺔ ﺍﻟﺘﺸﻮﻫﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻃﺮﺃﺕ ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﻓﺎﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻟﻴﺔ ﺗﻌﻤﻞ ﺑﻨﻔﺲ ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ، ﻓﺎﻟﻌﺎﻟﻢ ﻻ ﻳﺴﺘﺠﺪﻱ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ﻟﺘﻄﻬﻴﺮ ﻣﺪﻧﻬﻢ، ﻭﻟﻜﻦ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﻴﺰﺍﻧﻴﺎﺕ ﺗﺮﺻﺪ ﻟﻨﻈﺎﻓﺔ ﺍﻟﻤﺪﻥ ﻭﻻ ﻳﺪﺧﻞ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﻔﻴﺮ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ، ﻓﻜﻢ ﻣﻦ ﻣﺪﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺇﺫﺍ ﺣﻠﻠﺖ ﺑﻬﺎ ﻟﻦ ﺗﺠﺪ ﻋﺮﺑﺔ ﻟﻠﻨﻔﺎﻳﺎﺕ ﻭﻻ ﺍﻟﻌﺎﻣﻞ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻳﻜﺴﻮﻫﺎ ﺍﻟﺠﻤﺎﻝ ﻭﺍﻟﺨﻀﺮﺓ، ﺇﻥ ﺍﻟﻨﻔﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺩﻋﺖ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﻮﻻﻳﺔ ﻟﻢ ﺗﻈﻬﺮ ﺃﻱ ﻧﻮﻉ ﻣﻤﺎ ﻳﻨﺸﺪﻩ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻦ، ﻓﺎﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﻓﻲ ﺃﻳﺎﻣﻬﺎ ﺍﻟﺰﺍﻫﻴﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﻤﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻈﺎﻓﺔ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻝ، ﺣﺘﻰ ﺑﺪﺍ ﻳﻀﺮﺏ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻤﺜﻞ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﺑﺎﻟﻠﻴﻞ، ﺧﺎﺻﺔ ﻟﻠﺬﻳﻦ ﻳﺴﻬﺮﻭﻥ ﺑﺎﻟﻠﻴﻞ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﻻ ﺗﻨﺎﻡ، ﻓﺎﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻟﻴﺔ ﺃﻥ ﺃﺭﺍﺩﺕ ﺃﻥ ﺗﻌﻴﺪ ﻣﺠﺪ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ﻻﺑﺪ ﻣﻦ ﺍﺗﺨﺎﺫ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﻟﻠﻌﻘﺎﺏ، ﻓﻜﻞ ﻣﻦ ﻳﺪﻟﻖ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺃﻭ ﺇﻟﻘﺎﺀ ﺍﻟﻨﻔﺎﻳﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻷﻣﺎﻛﻦ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺨﺼﺺ ﻟﻬﺎ، ﻓﻨﺤﻦ ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﺗﻔﻌﻴﻞ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﻴﻦ ﻟﻴﻜﻮﻥ ﺭﺍﺩﻋﺎً ﻟﻜﻞ ﻣﺨﺎﻟﻒ ﻓﻠﺴﻨﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﻣﺜﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻨﻔﺮﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺴﻤﻦ ﻭﻻ ﺗﻐﻨﻲ ﻣﻦ ﺟﻮﻉ، ﻓﺸﻬﺪﻧﺎ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺃﻣﺜﺎﻝ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻨﻔﺮﺍﺕ، ﻭﻟﻜﻦ ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﺍﻧﺘﻬﺖ ﺃﻳﺎﻡ ﺍﻟﻨﻔﺮﺓ ﻋﺎﺩﺕ ﺣﻠﻴﻤﺔ ﺇﻟﻰ ﻗﺪﻳﻤﺔ، ﻓﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻨﻈﺎﻓﺔ ﺗﺮﺑﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻐﺮ، ﻓﺎﻹﻧﺴﺎﻥ ﻻ ﻳﺘﻌﻠﻤﻬﺎ ﻭﻫﻮ ﻛﺒﻴﺮ، ﻓﺄﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻤﺤﺎﻝ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻳﺔ ﺑﺎﻟﺴﻮﻕ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺗﺠﺪﻫﻢ ﻓﺮﻗﺎً ﺑﻴﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻤﺤﻼﺕ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻳﺔ ﺑﺎﻟﺴﻮﻕ ﺍﻷﻓﺮﻧﺠﻲ، ﻭﻧﺎﺱ ﻧﻤﺮﺓ ‏) 2 ‏( ﻳﺨﺘﻠﻔﻮﻥ ﻋﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﻨﺎﺋﻴﺔ، ﻓﺎﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺗﻌﻠﻴﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻐﺮ، ﻓﻨﺤﻦ ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﻏﺮﺑﻠﺔ ﻟﻠﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ﺍﻟﻮﺍﻓﺪﻳﻦ ﺇﻟﻰ ﻭﻻﻳﺔ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ، ﻟﻘﺪ ﺷﻬﺪﺕ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺑﻮﻻﻳﺔ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﺻﺮﻑ ﺃﺻﺤﺎﺑﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺇﻧﺸﺎﺀ ﻣﻨﺎﺯﻟﻬﻢ ﻣﻠﻴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺠﻨﻴﻬﺎﺕ، ﻭﻟﻜﻦ ﻟﻸﺳﻒ ﺇﺫﺍ ﻧﻈﺮﺕ ﺇﻟﻰ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻤﺮ ﻓﻴﻪ ﺳﻴﺎﺭﺓ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻦ ﺗﺘﻌﺠﺐ، ﻧﺤﻦ ﻣﺤﺘﺎﺟﻮﻥ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻟﻠﺒﺸﺮ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﻫﻮ ﺟﺰﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻘﻄﻨﻬﺎ، ﻓﺠﻤﺎﻝ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ ﻻ ﻳﻌﻨﻲ ﺃﻧﻚ ﻧﻈﻴﻒ، ﻓﺎﻟﺬﺑﺎﺏ ﻭﺍﻟﺒﻌﻮﺽ ﻻ ﻳﺄﺗﻲ ﺇﻻ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﺪﻓﻖ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﻋﺸﻮﺍﺋﻴﺔ ﻓﻤﻌﻈﻢ ﺷﻮﺍﺭﻋﻨﺎ ﺃﻳﺎﻡ ﺍﻟﺸﺘﺎﺀ ﺗﺠﺪ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﻣﺘﺪﻓﻘﺔ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﻛﺜﻴﻔﺔ ﺟﺪﺍً ﻣﻤﺎ ﺗﺴﺎﻋﺪ ﻓﻲ ﺗﻮﺍﻟﺪ ﺍﻟﺤﺸﺮﺍﺕ ﻭﺍﻟﺒﻌﻮﺽ، ﻓﻨﻈﺎﻓﺔ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﻣﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻷﺳﺒﻮﻉ ﺗﻐﻨﻴﻚ ﻣﻦ ﺻﺮﻑ ﻣﻼﻳﻴﻦ ﺍﻟﺠﻨﻴﻬﺎﺕ ﻓﻲ ﻋﻼﺝ ﺍﻟﻤﻼﺭﻳﺎ ﺃﻭ ﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﺴﺒﺐ ﻓﻴﻬﺎ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﻤﺘﺪﻓﻘﺔ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﻋﺸﻮﺍﺋﻴﺔ ﺃﻭ ﻋﺪﻡ ﺣﻤﻞ ﺍﻟﻨﻔﺎﻳﺎﺕ ﺃﻭﻻً ﺑﺄﻭﻝ، ﻟﺬﺍ ﻓﺈﻥ ﻭﻻﻳﺔ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﺃﻥ ﺃﺭﺍﺩﺕ ﺃﻥ ﺗﻘﻮﻡ ﺑﺎﻟﻨﻔﺮﺍﺕ ﻓﻌﻠﻴﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺮﺓ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺎﺕ ﻭﺍﻻﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﺑﺂﻟﻴﺎﺗﻬﺎ ﺑﺪﻻً ﻣﻦ ﺗﺮﻛﻬﺎ ﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺨﺮﻳﻒ ﺃﻭ ﺍﻟﻜﻮﺍﺭﺙ