ﻋﻠﻰ ﻛﻞ - ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪﺍﻟﻘﺎﺩﺭ
‏) ﻏﻨﺪﻭﺭ ﻭﺍﻟﺪﻗﻴﺮ ‏( .. ‏) ﻟﺴﺔ ﺍﻷﻣﺎﻧﻲ ﻣﻤﻜﻨﺔ !!)
ﺗﺎﺑﻌﺖ ﺑﺎﻫﺘﻤﺎﻡ ﻭﺍﻓﺘﺨﺎﺭ ‏) ﻛﻼﺳﻴﻜﻮ ﻗﻨﺎﺓ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ‏( ﺍﻟﺬﻱ ﺟﻤﻊ ﺍﺛﻨﻴﻦ ﻣﻦ ﺃﻣﻬﺮ ﻣﺤﺘﺮﻓﻲ ﺩﻭﺭﻱ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ، ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻋﻤﺮ ﺍﻟﺪﻗﻴﺮ ﺭﺋﻴﺲ ﺣﺰﺏ ﺍﻟﻤﺆﺗﻤﺮ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ﻭ ﺍﻟﺒﺮﻭﻓﻴﺴﻮﺭ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻏﻨﺪﻭﺭ ﺭﺋﻴﺲ ﺣﺰﺏ ﺍﻟﻤﺆﺗﻤﺮ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻋﻠﻨﺖ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﺣﻠﻪ ﻗﺒﻞ ﺃﻳﺎﻡ ﺑﻤﻮﺟﺐ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺇﺯﺍﻟﺔ ﺍﻟﺘﻤﻜﻴﻦ .
ﺃﺣﺴﻨﺖ ‏) ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ‏( ﺍﻻﺧﺘﻴﺎﺭ ﻭﻫﻲ ﺗﻘﺪﻣﻨﺎ ﻟﻠﻌﺎﻟﻢ ﻋﺒﺮ ﻣﻨﺎﻇﺮﺓ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻣﺜﻠﺖ ﺩﺭﺳﺎً ﺭﻓﻴﻊ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻯ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻮﺍﺭ ﻭﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﺨﻼﻑ ﺗﺤﺘﺎﺟﻪ ﺑﻼﺩﻧﺎ ﺑﺸﺪﺓ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻳﺎﻡ .
ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻤﻨﺎﻇﺮﺓ ﻣﺤﺘﺸﺪﺓ ﺑﺎﻷﻓﻜﺎﺭ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ، ﺍﺳﺘﺨﺪﻡ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﺍﻟﺮﺟﻼﻥ ﻟﻐﺔ ﺑﺎﻫﺮﺓ ﻭﻧﺎﺻﻌﺔ ﺍﻟﻮﺿﻮﺡ ﻟﻢ ﺗﺸﻬﺪ ﺗﻠﺠﻠﺠﺎً ﺃﻭ ﻳﻌﺘﺮﻳﻬﺎ ‏) ﻏﺒﺶ ‏( ﻭﻻ ﻏﻤﻮﺽ، ﻛﺎﻥ ‏) ﺍﻟﺪﻗﻴﺮ ﻭﻏﻨﺪﻭﺭ ‏( ﻣﻮﻓﻘﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻧﺘﻘﺎﺀ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺓ ﻭﺍﻻﺭﺗﻘﺎﺀ ﺑﻤﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺤﻮﺍﺭ ﻭﺇﺷﺎﻋﺔ ﺭﻭﺡ ﺍﻻﺣﺘﺮﺍﻡ ﺭﻏﻢ ﺗﺒﺎﺩﻟﻬﻤﺎ ﺍﻟﻘﺼﻒ ﺍﻟﻤﺮﻛﺰ ﻭﺍﻟﻀﺮﺑﺎﺕ ﺍﻟﻤﺆﻟﻤﺔ ﻓﻲ ﺃﺣﺎﻳﻴﻦ ﻛﺜﻴﺮﺓ، ﺣﺘﻰ ﻋﻨﻒ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﻨﺢ ﻟﺘﺴﺪﻳﺪ ﺿﺮﺑﺎﺕ ﻗﺎﺿﻴﺔ ﻛﺎﻥ ﻣﻮﺿﻮﻋﻴﺎً ﻭﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺎً ﻭﻧﻈﻴﻔﺎً ﻣﻨﺰﻫﺎً ﻋﻦ ‏) ﺍﻟﻔﺎﻭﻻﺕ‏( ﻭﻋﺮﻗﻠﺔ ﺍﻧﺴﻴﺎﺏ ﺍﻟﺤﻮﺍﺭ ﺑﺄﻳﺔ ﺍﻧﺤﺮﺍﻓﺎﺕ ﺗﻜﺘﻴﻜﻴﺔ .
ﻟﻢ ﻳﻬﺒﻄﺎ ﺑﺎﻟﻤﻘﺎﺑﻠﺔ ﺇﻟﻰ ﺣﻀﻴﺾ ﺍﻟﺴﺒﺎﺏ ﻭﻟﻢ ﻳﺠﻨﺤﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﺘﺎﺋﻢ ﻛﻤﺎ ﻳﻔﻌﻞ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﺗﺤﺖ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﺍﻟﺸﺤﻦ ﺍﻟﺜﻮﺭﻱ ﻭﻏﺒﻦ ﻓﻘﺪﺍﻥ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ، ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺍﺗﺴﺎﻉ ﺍﻟﻔﺠﻮﺓ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻄﺮﻓﻴﻦ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻤﻠﻌﺐ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺇﻻ ﺃﻧﻬﻤﺎ ﻛﺎﻧﺎ ﻗﺮﻳﺒﻴﻦ ﻣﻦ ﻓﻜﺮﺓ ﺍﻟﺤﻮﺍﺭ ﻛﻤﻨﻬﺞ ﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﺨﻼﻓﺎﺕ ﺑﻌﻴﺪﺍً ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺸﻔﻲ ﻭ ﺍﻹﺳﻔﺎﻑ، ﻭﺍﻟﻨﺰﻭﻉ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻡ .
ﻛﻨﺖ ﺃﺗﺤﺪﺙ ﻟﻸﺥ ﻋﻤﺮ ﺍﻟﺪﻗﻴﺮ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺤﻠﻘﺔ ﻋﻦ ﺍﺳﺘﻀﺎﻓﺔ ﻓﻲ ‏) ﺣﻮﺍﺭ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ‏( ﻋﻠﻰ ﻓﻀﺎﺋﻴﺔ ﺍﻟﻨﻴﻞ ﺍﻷﺯﺭﻕ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺑﻌﻴﺪﺓ ﻋﻦ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﺤﻮﺍﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﺩﺍﺭ ﻟﻠﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ .
ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺤﻠﻘﺔ ﻛﺘﺒﺖ ﻟﻠﺒﺮﻭﻓﻴﺴﻮﺭ ﻏﻨﺪﻭﺭ ﻓﻲ ﻗﺮﻭﺏ ‏) ﺍﻟﺴﻮﺑﺮ ‏( ﺃﻧﺖ ﻭﺍﻟﺪﻗﻴﺮ ﻛﻨﺘﻤﺎ ﻣﺜﻞ ‏) ﻣﻴﺴﻲ ﻭﻛﺮﻳﺴﺘﻴﺎﻧﻮ ‏( ﻓﻲ ﻛﻼﺳﻴﻜﻮ ﻣﻤﺘﻊ، ﻛﻼﻛﻤﺎ ﻗﺪﻡ ﺗﺎﺑﻠﻮﻫﺎﺕ ﺭﺍﺋﻌﺔ ﻭﻣﻤﺘﻌﺔ، ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻖ ﺟﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻔﻴﺔ ﺍﺣﺘﻔﺎﺀ ﻏﻨﺪﻭﺭ ﺑﺎﻟﻤﻨﺎﻇﺮﺓ ﻭﺍﻟﺪﻗﻴﺮ ﺑﻌﺒﺎﺭﺓ ﻣﺤﺘﺮﻣﺔ ﺣﻤﻠﺖ ﺑﺎﻟﻨﺺ : ‏) ﺭﺟﻞ ﺧﻠﻮﻕ ﻭﺻﺎﺣﺐ ﻗﺪﺭﺍﺕ ﺳﻌﺪﺕ ﺑﺄﻥ ﺃﻛﻮﻥ ﻣﻌﻪ ‏( .
ﻫﺬﻩ ﻫﻲ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺑﺔ ﻓﻲ ﺳﺎﺳﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺧﻼﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺤﺴﺎﺳﺔ ﻏﻴﺮ ﺃﻥ ﺑﻌﺾ ﻧﺎﺷﻄﻲ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺣﺎﻭﻟﻮﺍ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﻨﺎﻇﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻳﻘﺔ ‏) ﻫﻼﻝ -ﻣﺮﻳﺦ ‏( ﻭﺻﻮﺭﻭﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﻭﻛﺄﻧﻪ ﻣﺒﺎﺭﺍﺓ ﻓﻲ ﻣﺼﺎﺭﻋﺔ ﺣﺮﺓ ﺗﺰﺩﺍﺩ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺼﻴﺤﺎﺕ ﻛﻠﻤﺎ ﻛﺜﺮﺕ ﺍﻟﻠﻜﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺆﺫﻳﺔ، ﺃﺭﺍﺩﻭﺍ ﺃﻥ ﻳﺨﺮﺟﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﺎﻇﺮﺓ ﺑﻨﺘﻴﺠﺔ ‏) ﻏﺎﻟﺐ ﻭﻣﻐﻠﻮﺏ ‏( ، ﻭﻣﺎ ﺩﺭﻭﺍ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻨﺘﺼﺮ ﻓﻲ ‏) ﻛﻼﺳﻴﻜﻮ ﻏﻨﺪﻭ ﻭﺍﻟﺪﻗﻴﺮ ‏( ﻛﺎﻥ ﻫﻮ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺣﻴﺚ ﺳﺪﺩ ﺍﻟﺨﺼﻤﺎﻥ ﺃﻫﺪﺍﻓﺎً ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ ﻓﻲ ﻣﺮﻣﻰ ﺍﻟﺘﻌﺎﻃﻲ ﺍﻟﺨﺎﻃﺊ ﻣﻊ ﺍﻟﺨﻼﻑ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﻭﺍﻟﻤﻮﻗﻒ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ .
ﺩﺭﺱ ﻣﻨﺎﻇﺮﺓ ‏) ﻏﻨﺪﻭﺭ - ﺍﻟﺪﻗﻴﺮ ‏( ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺣﺎﺿﺮﺍً ﻟﺪﻯ ﻣﻦ ﻳﻌﺘﺒﺮﻭﻥ ﺍﻟﺨﻼﻑ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻣﺪﻋﺎﺓ ﻟﻠﺘﻌﺎﻣﻞ ﺑـ ‏) ﻋﺪﻡ ﺃﺧﻼﻕ ﻭﺇﺳﻔﺎﻑ ‏( ، ﻭﻣﻦ ﻳﺮﻭﻧﻪ ﺗﻨﻔﻴﺴﺎً ﻋﻦ ﺍﻟﻐﻴﻆ ﺑﻌﺒﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﺸﻔﻲ ﻭﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻡ ﻭﻣﻔﺮﺩﺍﺕ ﺃﺳﻔﻞ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ‏( ، ﻧﺘﻤﻨﻰ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﻤﻨﺎﻇﺮﺓ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﻟﻤﺼﺎﻟﺤﺔ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﺗﻐﻠﺐ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ، ﻭﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ﺗﻮﺟﻪ ﻗﻮﺍﻧﺎ ﺇﻟﻰ ﻣﻌﺎﻟﺠﺔ ﺧﻼﻓﺎﺗﻬﺎ ﺑﺮﻭﺡ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﻭﺍﻟﻤﻨﻄﻖ ﺑﻌﻴﺪﺍً ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻄﺮﻑ ﻭﺍﻟﻐﻠﻮ ﻭﺍﻟﻜﺮﺍﻫﻴﺔ ﻭﻗﺮﻳﺒﺎً ﻣﻦ ﺍﻻﻋﺘﺪﺍﻝ ﻭﺍﻟﻮﺳﻄﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺴﺎﻣﺢ .. ، ﺷﻜﺮﺍً ﺍﻟﺪﻗﻴﺮ ﻭﻏﻨﺪﻭﺭ