نصف كوب
د.عبدالله فتحي
30 يونيو .. حزب الشباب السوداني

رشفة أولى :

رغم محاولات الإختطاف التي جرت وفشلت ومازالت تجري فإن الثورة لم يهمد جمرها الذي أشتعل أحمرا وهاجا في مسيرة 30 يونيو .. مررت بشعارات ولافتات وأوراق مطبوعة خلال المسيرة إختلفت في مطالبها وآرائها وتقييمها لأداء حكومة الفترة الانتقالية وظهر واضحا في هذه الشعارات الإستقطاب السياسي الحاد ما بين مواقف أحزاب اليمين واحزاب اليسار السوداني من الحكومة الإنتقالية ومكوناتها وتوظيف كل حزب لأدواته السياسية الخفية والمعلنة .. إلا أن جميع الشعارات إن نظرت في عيون الشباب الذين يحملونها تخبرك بصدق بانها تصب في شعار واحد كالنيل الواحد الخالد يقول ( الحصة لازالت .. وطن ) .

أعجبني .. عمل لجان تنسيقية المقاومة الشبابية التي نجحت إلى حد كبير في التنظيم الدقيق وتحقيق التجانس والتوافق بين المتظاهرين في مسيرة 30 يونيو رغم إختلاف رؤاهم وأيدولوجياتهم والمحافظة على إلتزام السلمية كمبدأ للجميع كمؤشر على جدارة الشباب في إدارة شئون ثورتهم وحدهم .. ( رغم أني لا أحبذ تسمية ( لجان المقاومة ) وأرى تحويلها الى ( لجان العمل والإنتاج ) بإعتبار أن مصطلح مقاومة مصطلح سياسي يرمز الى مناهضة دولة حكم طاغية والآن الثورة هى الدولة .. دولة تحتاج للعمل والإنتاج لتحقيق التنمية والتطوير والإزدهار ) .

لم يعجبني .. موقف السفارة الإمريكية في تدخلها السافر في شئون السودان الداخلية وقد أصدرت بيان تأييد للمسيرة وطالبت السلطات السودانية بحماية وتأمين المتظاهرين !! .. بغض النظر عن مضمون البيان فهو فعل لا يمكن حدوثه في دولة ذات سيادة ومخالف للاعراف الدبلوماسية الدولية ..!! ننتظر من الخارجية رد فعل موازي !!

رشفة ثانية :

مسيرة 30 يونيو الشبابية السودانية الناجحة تقودنا للنظر في طريق الثورة فنرى حقيقة كالشمس قادمة لا محالة .. فكلنا نعلم أن نهاية الفترة الإنتقالية تعني بوضوح إنتقال السودان إلى براحات الشورى والديمقراطية عبر بوابة الإنتخابات التي لابد قادمة والتي ستخوضها الأحزاب والكيانات السودانية التي نعلمها !! ..
أكثر من 60% من الشعب السوداني شباب .. إذن هم الأغلبية .. إذن ماذا سيفعل 60% من الشعب السوداني .. هل سينتمي إلى أحزاب مهترئة فاشلة دكتاتورية في ممارساتها السياسية بين عضويتها ناهيك عن شعب بكامله !! .. هل سينتمي إلى أحزاب تشظت كأميبا وإنقسمت إلى كتل تقودها المصالح الشخصية لا الرؤى والبرامج الوطنية ناهيك عن البرامج الحزبية !! .. لابد من الإستعداد منذ اللحظة في تكوين حزب ( الشباب السوداني ) .. حزب شعاره ( ها أنا ذا ) عضويته مفتوحة لكل شاب سوداني لم يتجاوز ال 45 عام .. لا يعاير أي شاب سوداني عضو بما فعله أباه .. أو إنتماؤه السابق .. بل يقيم بما سيفعله الآن وأهليته لذلك الفعل ( مؤهلات . خبرات . شهادات ) .. حزب لا يعرف القبيلة يكفي الجنس سوداني .. ينتخب مكتبه التنفيذي بإجراءات شورية ديمقراطية شفافة اساسها أن الثقة الكاملة في كل من تقدم وحمل الراية هو جدير بأن يقود المسيرة .

رشفة آخيرة :

آن لهذا الجيل أن يقول كلمته في حكم السودان .. و .. معاكم سلامة .

صوت الأمة