لم يتعلم الشيوعيون من عبر التاريخ ودروسه سواء ما حدث في شتى أنحاء العالم وهو يركل الشيوعية ويشيعها الى مثواها الأخير بدون أن يذرف عليها دمعة واحدة بعد أن أذاقت الدول التي حكمتها صنوفاً من القهر لشعوبها والتخلف لبلادها في مضمار التنمية والتطور او ما رأيناه من عبر الواقع السوداني الذي عانى من كيدهم منذ ما قبل الاستقلال فأنهكوه بالحروب والدسائس والمؤامرات.
< لم يتغيروا ولن يتغيروا قبل أن تتغير الجبال الراسيات. فقد كان سادتهم في أوروبا يضيفون الى اسم ألمانيا الشرقية الشيوعية التي حكموها بالحديد والنار وسجنوا شعبها خلف سور برلين حتى لا يهرب من الجحيم، كانوا يضيفون الى اسمها صفة )الديمقراطية( والآن يخلعون على اسم الحراك الثوري الذي اختطفوه شعار )حرية سلام وعدالة( فما أبشعه من كذب وتضليل وخداع؟!
< أحيلكم الى نماذج من ممارستهم للحرية والديمقراطية التي يتشدقون بها لتعرفوا أي طريق يقودوننا إليه.
< زعيم تجمع المهنيين محمد يوسف الشيوعي المنتمي الى الحركة الشعبية قطاع الشمال جناح المتمرد عبد العزيز الحلو صعر خده في تعال ودكتاتورية ستالينية لقيادات مبادرة السلام والإصلاح او الـ)52( التي يتزعمها د.الجزولي دفع الله رئيس وزراء الحكومة الانتقالية التي أعقبت ثورة أبريل 1985 وتضم عدداً مقدراً من الأكاديميين المعروفين ومنهم بروف الطيب زين العابدين ود.محمد محجوب هارون، وقال في إجابة عن سؤال من محررة صحيفة )السوداني( إيمان كمال الدين عن رأي تجمع المهنيين في تلك المبادرة، قال بالنص: )هذه المبادرة مضيعة للوقت ونحن ليس لدينا وقت للانشغال بإعلانات ومبادرات جديدة تهدف لاشغال الناس وإلهائهم(. ثم أردف بعبارة أخرى صادمة  أي إعلان او مبادرة بخلاف ما ورد في صلب إعلان الحرية والتغيير فهو غير مقبول(!
< تخيلوا هذه الغطرسة والطغيان في مواجهة أساتذة جامعة الخرطوم والذي جعلهم يسطون على الحراك الثوري غير المسيس الذي قفزوا على قمته باعتباره ابنهم الشرعي!
لكن هل نلومهم ام نلوم من منحوهم تلك الشرعية ووقفوا أمام بابهم متسولين رضاهم وطالبين اعترافهم وقبولهم الانضواء تحت مظلتهم!
< د.الجزولي دفع الله ربما استفزه ذلك الموقف المهين من التجمع، فقال لصحيفة )المجهر( إن مبادرتهم موجهة الى الشعب السوداني وليس الى تجمع المهنيين وأن الحراك الثوري ليس مملوكاً لهم!
< أزيدكم كيل بعير من الإقصاء الذي يعتبر جزءاً من عقيدتهم الماركسية التي تقوم على سحق الآخر وفقاً لنظرية الصراع الطبقي ومن تجبرهم الذي لا يقوم على ساقين، فقد صرح كبيرهم الذي علمهم السحر محمد مختار الخطيب سكرتير الحزب الشيوعي إنه لا مكان للذين خرجوا من الحكومة في المعارضة التي تدعم الاحتجاجات الحالية(! يقول ذلك بالرغم من أن تلميذه الشيوعي محمد يوسف زعيم تجمع المهنيين كان وزيراً في سلطة الإنقاذ إبان الفترة الانتقالية التي أعقبت اتفاقية نيفاشا ممثلاً للحركة الشعبية لتحرير السودان!
< إذن فقد سطا الشيوعيون على الحراك الثوري بانتهازية يجيدونها ويرفضون انضمام من لا يرغبون فيهم وهذه هي الحرية والديمقراطية في مفهومهم الأعرج الذي يريدون أن يحكموا به بلادنا المنكوبة بذات الأسلوب الستاليني الذي انحط بالاتحاد السوفيتي والدول الاشتراكية الى قاع التخلف والجهل.
< ديمقراطية لا تشمل جميع مكونات الشعب السوداني إنما لهم وحدهم وعلى مقاسهم. أما الآخرون، فليس لهم إلا العزل والإقصاء.
< أوردت من قبل نماذج من ممارساتهم الحاقدة ضد حزب الأمة ومذابح الأنصار في ودنوباوي والجزيرة أبا فماذا يتوقع الشعب السوداني منهم وقد ضموا الى تحالفهم الحركات المتمردة الحاملة للسلاح بمن في ذلك قطاع الشمال )الحلو( والجبهة الثورية وحركة تحرير السودان )عبد الواحد محمد نور(؟!
< لم ندع الى الإقصاء كما فعلوا، فالسودان وطن يسع الجميع ولذلك نحذر من كل من يريده لنفسه مُغلقاً الباب أمام الآخرين.