*سكة قلم*
*د.خالد مريود*

*شكرا قناة النيل الازرق وعذرا النقل شوفوا غيرا
.*

صباح اليوم الاربعاء 29 اغسطس وقبل لحظات من كتابة هذه الزاوية من سكة قلم كنت استمع لموضوع غاية فى الأهمية بثته قناة النيل الازرق على الهواء مباشرة والموضوع هو نقاش وجدل حول تطبيقات النقل الطارئ (ترحال) وغيرها الأمر الذى دفعنى للكتابة والتعليق عليه.. وقد تملكتنى الحيرة وانا استمع الى مبررات واهية وادعاء مثير للشفقة من مسؤولى بلادي الذين كلما تقدم الوطن خطوة ارادوه ان يتراجع للوراء عشر الحديث الذى استمعت اليه للاستاذ "يوسف جماع" الأمين العام لنقابة النقل والطيران وقد تحدث ناقدا بل مطالبا فى بداية حديثه بإيقاف تلك (التطبيقات) وللحقيقة اصدقكم القول أنه وبالرغم من متابعتى للكثير من قضايا الوطن والمواطن لم اسمع حديثا لأمين النقل هذا ونحن تحت رحمة سائقى الحافلات واستهتارهم بالمواطن بل لم اسمع قط بحديث له عن مشاكل النقل والمواصلات والفوضى التى تضرب المواقف اوقات الذروة وفترات المساء والصباح.
يوسف جماع ذكر فى حديثه والذى استمعت اليه بدهشة كبيرة بأنهم كنقابة نقل طالبوا و يطالبوا بإيقاف هذه التطبيقات.. ثم عاد ليقول: يجب تنظيمها والحد من انتشارها لأنها تضر بمصالح اعضاء نقابته وانها مجرد تطبيقات انترنت لا تخضع لأى قوانين ولا تدفع ضرائب.
هذا الحديث بالنسبة لى ولكل متابع بالطبع مجافى للحقيقة والواقع الذى نعايشه فليس هناك شيئ فى هذا الوطن يستفيد منه المواطن لا تفرض عليه الدولة رسوم او ضرائب ولو وجدت لطريقا لهذا الهواء الذى نستنشقه لفرض عليه.!
وبالطبع فات على الامين العام لنقابة النقل وهو يدافع عن عجزه وعجز نقابته ببادئ ذى بدء ان الدولة وان جاءت متأخرة فهى تسعى للحاق بركب التكنولوجيا وتسعى لحكومة اللكترونية.. كما فات عليه ان جميع هذه (التطبيقات) هى لشركات سودانية منشأة بموجب قانون الشركات 1925وقانون الاعمال 1931م وبموجب هذه القوانين فإنها تخضع بصورة تامة للضرائب والرسوم الولائية والمحلية وكل الدمغات ثانيا وبحسب إلمامى التام بهذه التطبيقات والتى اتعامل معها يوميا كما يتعامل كل الجمهور السوداني فإن أول شرط للإنضمام اليها هو (ترخيص العربة) المراد استخدامها وان يكون ترخيصا ساريا.
ثانيا التأمين يجب ان العربة مؤمنة ثالثا وهو المهم رخصة (النقل الطارئ) التى تصدرها الادارة العامة للنقل والبترول والتي نفى "جماع" حصولهم عليها بل والأهم من هذا كله هناك فحص عام لتلك المركبات شاهدته بأم عينى تجريه شركات متخصصة بدقة واحترافية.
اما السؤال المهم جدا للسيد "يوسف جماع" الامين العام للنقل والطيران هو مالذى يضيركم ان وجد المواطن الذى ذاق الويل من سائقيكم فى منتصف الليالى وشمس الظهيرة الحارقة وهو يحاول بكل يأس ايجاد فقط كرسى فى حافلة مهترئة ان وجد عربة مكيفة وآمنة لتوصله منزله.؟؟
مالذى يضيرك ونقابتك الموقرة ان وجدت اسرة بصغارها وعجزتها قادمة من احدى الولايات وسيلة تقلهم لوجهتهم.؟؟
مالذى يضيرك ان وجدت طالبة او طالب تقطعت بهم سبل المواصلات العامة واستهتار سائقيكم وعدم التزامهم لا بخط السير ولا التعريفة ان وجدوا عربة آمنة توصلهم.
اسئلة كثيرة فى ظل الوضع المتردى والعجز التام من قبلكم فى ايجاد حلول تريح المواطن بل توفر له ابسط مقومات الحياة وهى التنقل بيسر
اما فيما يتعلق بفوائد تلك التطبيقات التى لا تعد ولا تحصى فسأتركه للمواطن الذى هو ادرى بأين مصلحته.
ختاما اقول لك اخى "يوسف جماع" الامين العام لنقابة النقل والطيران (شوفوا غيرا)..

سكة اخيرة
بالمناسبة دى تذكرة الطيران للفاشر والجنينة ونيالا وصلت كم.؟؟

سيدي الأمين العام لنقابة النقل والطيران ان لم تكونوا جزءا من الحل فلا تكونوا جزءا من مشكلات الوطن والمواطن.

الاربعاء 29 اغسطس 2018م.