النقد الذاتي
نار ونور
ربيع عبدالعاطي
‏
* يظل هناك فرق بين النقد الذاتي الذي يتجه نحو البناء والترميم ، والنقد الآخر الذي يسعى أصحابه نحو الهدم والتدمير ، ونقض الغزل ، وإستهداف تخريب المعمر ، وإنهيار الذي أصبح شامخاً ولا يراد له أن يكون نموذجاً للسمو والشموخ .
* والنقد ، إجراء واجب ، وإلزام لا يستغني عنه من أراد أن يحقق هدفاً ، أو يقيم مشروعاً ، أو يصلح شأناً ، أو يخطط نحو غدٍ مشرق ، ومستقبل زاهرٍ ، ونصرٍ من عند الله قريب .
* والمر اجعة ، وإعادة النظر ، هما كذلك أمران لا بد منهما ، للتأكد من عدم وجود أخطاء ، أو تصحيحها إن وجدت ، في المشاريع ، والبحوث ، ومختلف أنواع النشاطات ذات الصبغة الإقتصادية ، أو السياسية ، أو غيرها من جوانب ، ذات نفعٍ عاجل ، أو آجل ، أو باقتران العاجل بالآجل حيث لا فرق ، ولا إختلاف .
* والجرح والتعديل في المنهج الإسلامي هو الأسلوب الذي بناءً عليه يتم التكليف ، وتملأ الوظائف الشاغرة ، وتسند المسؤوليات ، وذلك طريق تم الإستيعاض عنه حالياً بالإعتماد على التقارير التي توضح مدى جودة الأداء ، وكذلك إجراء المعاينات التي تعقد للمتنافسين فيما لو كانت هناك فرص قد طرحت للتوظيف ، وأشترطت بشأنها ، مؤهلات وخبرات .
* والنقد الذاتي ، للأداء ، وتقويم مساره ، وتقييم مردوده ، هو الكفيل بإستقامة إعوجاج ظهرت معالمه ، أو إنحرافٍ لوحظت درجته ، أو هدفٍ أصبح بعيداً ، وكان لابدَّ من التفكير من حلٍ يقرب منه ، ويوجد آليات تحيله إلى واقع بعد أن كان مستحيلاً على التحقق ، فيما يشبه البعد بين المشرقين .
* والتخطيط الذي لا يراجع ، والأداء الذي لا يخضع للتطوير ، والمزيد من التدريب ، فكلاهما عرضة ليصبحا مشروعات للفشل ، أكثر من كونهما مشاريع لتحقيق الإنتصارات ، أوالنجاحات .
* وعلى ذكر النقد الذاتي وضرورته ، فإننا على كافة المستويات في حاجة للمراجعة ، وإعادة التقويم لما نطمح إليه ، وما نرجوه من آمالٍ نريد لها أن تتحقق على أرض الواقع ، ونلمسها في شكل نفعٍ وخير عميم .
* فسياستنا للدولة وعلاقتها بما هو متغير ، وكيفية إجراء المعالجات أمرٌ يحتاج لمراجعة ، وإلى نقد ذاتي كما تجب المراجعة لأسلوبنا ، وتعاملنا ، وعلاقاتنا الخارجية والداخلية ، ومشاكل إقتصادنا ، وعقبات الإنتاج التي تحول دون رفع الإنتاجية ، وإزدهار أوضاعنا ، ورفاهية شعبنا ، فكلها قضايا لا بدَّ من خضوعها لنقدٍ ذاتي كثيف ، ومراجعة لا تبارح ما يعتبر شاردة ، أو واردة ، وهكذا يوضع منهج التصويب ، والتصحيح ، موضع التنفيذ .
* وذلك هو النقد الذاتي المطلوب الذي يختلف إختلافاً جذرياً عن جلد الذات والتقليل من جهدها.