ﺃﻣﻴﻦ ﺣﺴﻦ ﻋﻤﺮ ﻭﺻُﻮﻳﺤﺒﺎﺕ ﻳُﻮﺳﻒ
“ ﻣﻨﻰ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻔﺘﺎﺡ / ﻛﻴﻒ ﻻ ”
ﻗﺒﻞ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻋﻮﺍﻡ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎً ﻛﺘﺐ ﺃﻣﻴﻦ ﺣﺴﻦ ﻋﻤﺮ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﺷﻜﻞ ﻣﻘﺎﻝ ﺻﺤﻔﻲ ﻣﻮﺟﻬﺔ ﺇﻟﻰ ﺑﺮﻭﻓﻴﺴﻮﺭ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻄﻴﻒ ﺍﻟﺒﻮﻧﻲ، ﺭﺩﺍً ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺎﻝ ﺍﻟﺒﻮﻧﻲ ﺑﻌﻨﻮﺍﻥ “ ﻋﻤﺎﺭﺍﺕ ﻓﻮﻕ ﺟﺜﺔ ﺍﻟﺠﻨﻴﻪ ” ﺫﻛﺮ ﻓﻴﻪ ﺗﻌﻠﻴﻖ ﺃﻣﻴﻦ ﻓﻲ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ “ ﺣﺘﻰ ﺗﻜﺘﻤﻞ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ” ﺣﻮﻝ ﺍﻟﺼﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺒﺎﻧﻲ ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ .
ﻭﻛﻞ ﻣﻦ ﺍﻃﻠﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺩ ﻛﺎﻥ ﺍﺳﺘﻐﺮﺍﺑﻪ ﻓﻲ ﺃﻥّ ﺍﻷﻣﺮ ﻻ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﻣﻐﺎﻟﻄﺔ، ﻭﺇﻧّﻤﺎ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﺩﻗﺔ ﺑﺴﻴﻄﺔ ﻃﻠﺒﻬﺎ ﺃﻣﻴﻦ ﺣﺴﻦ ﻋﻤﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺤﻔﻴﻴﻦ، ﻭﻧﺴﻲ ﺃﻥ ﻳﻤﺘﺜﻞ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﻌﺮﺽ ﺭﺩﻩ، ﺍﻟﺮﺩ ﻓﻲ ﻣﺠﻤﻠﻪ ﻳﻨﻀﺢ ﺳﺨﺮﻳﺔ ﻭﺇﺷﺎﺭﺍﺕ ﻋﻨﺠﻬﻴﺔ، ﻭﺍﻟﺼﻔﺘﺎﻥ ﻻﺯﻣﺘﺎﻥ ﻟﺒﻌﺾ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺍﻟﻤﺘﺤﻮﻟﻴﻦ ﻣﻨﻬﻢ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﺍﻟﻌﻘﺎﺋﺪﻳﺔ، ﻓﺄﻣﻴﻦ ﺣﺴﻦ ﻋﻤﺮ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺤﻮﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﺸﻴﻮﻋﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﺗﺠﺎﻩ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ، ﻛﺎﻥ ﻳﻈﻦ ﺃﻧّﻪ ﻳﺘﻔﻀّﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ، ﻟﺬﺍ ﻓﺈﻧّﻪ ﻋﻠﻰ ﻃﻮﻝ ﻋﻤﺮ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﻭﺣﺘﻰ ﺳﻘﻮﻃﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﻢ ﻣﻜﺎﻓﺄﺗﻪ ﺑﻤﻨﺎﺻﺐ ﻫﻼﻣﻴﺔ .
ﻳُﺆﺧﺬ ﻋﻠﻰ ﺃﻣﻴﻦ ﺣﺴﻦ ﻋﻤﺮ، ﻋﺪﻡ ﺍﻟﺪﻗﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﺠﺎﻫﺰﺓ ﺃﻭ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺮﺑﻂ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﻲ، ﻭﻫﻮ ﺭﺟﻞ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﺷﻐﻞ ﻣﻨﺎﺻﺐ ﺭﻓﻴﻌﺔ ﻣﻦ ﺃﻣﻴﻦ ﻋﺎﻡ ﻟﻮﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻭﺍﻹﻋﻼﻡ ﺇﻟﻰ ﻭﺯﻳﺮ ﺩﻭﻟﺔ ﻭﻣﻔﺎﻭﺽ ﻓﻲ ﻣﺤﺎﺩﺛﺎﺕ ﺳﻼﻡ ﺩﺍﺭﻓﻮﺭ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ، ﻭﻫﻨﺎﻙ ﻣﺆﺷﺮ ﺁﺧﺮ ﺃﻛﺜﺮ ﺧﻄﻮﺭﺓ ﻧﺴﺘﺸﻔﻪ ﻣﻦ ﺭﺩ ﺃﻣﻴﻦ ﻭﻫﻮ ﺁﻓﺔ ﺍﻷﺭﻗﺎﻡ ﺑﻞ ﺑﺆﺳﻬﺎ ﻣﻊ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﻗﺒﻞ ﻃﻔﻴﻠﻴﻴﻬﺎ ﻣﻤﺎ ﺟﻌﻞ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻣﺴﺘﺒﺎﺣﺎً، ﻭﻟﻴﺲ ﺑﺄﻗﻞ ﻣﻦ ﺁﻓﺔ ﺗﺼﺮﻳﺢ ﻭﺯﻳﺮ ﻛﺒﻴﺮ ﻭﺇﻋﻼﻧﻪ ﺑﺄﻧّﻪ ﺗﻢ ﺗﺼﺪﻳﺮ ﺍﻟﺼﻤﻎ ﺑﻤﻠﻴﺎﺭﻳﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﻻﺭﺍﺕ ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻘﺼﺪ ﺑﻀﻌﺔ ﻣﻠﻴﻮﻥ ﺩﻭﻻﺭ .
ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻨﻘﻄﺔ ﺍﻷﺷﺪ ﺇﺛﺎﺭﺓ ﻓﻲ ﺭﺳﺎﻟﺘﻪ ﺗﻠﻚ ﻓﻬﻲ ﺭﺩﻩ ﺍﻟﻤﻮﺟﻪ ﻟﻠﺒﻮﻧﻲ ”: ﺃﻣﺎ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﻭﺍﻟﻤﺒﺎﻧﻲ ﻭﺍﻟﻘﺴﻤﺔ ﺍﻟﺴﻮﻳﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﻭﻟﻮﻳﺎﺕ، ﻓﻼ ﺃﺭﻯ ﺃﻥّ ﺍﻟﺮﻛﻦ ﺍﻟﺬﻯ ﺗﺤﺘﺠﺰﻩ ﻳﻜﻔﻰ ﻟﺒﻠﻮﻍ ﻣﺒﺘﻐﻰ ﺍﻹﻳﻀﺎﺡ ﺍﻟﺘﺎﻡ ﻣﻦ ﺇﺛﺎﺭﺗﻪ ﻭﺭﺑﻤﺎ ﺗﻔﻌﻞ ﺃﻧﺖ، ﺃﺻﺤﺎﺑﻚ ﻭﺍﻟﺼﻮﻳﺤﺒﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺤﻔﻴﻴﻦ ﻭﺍﻟﺼﺤﻔﻴﺎﺕ ﻭﻋﻨﺪﺋﺬ ﻓﺈﻥّ ﺗﺤﺮﻱ ﺍﻟﺪﻗﺔ ﺳﻴﺠﻌﻞ ﻣﺪﺍﺧﻼﺗﻜﻢ ﺃﻛﺜﺮ ﺑﻘﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﻛﻼﻡ ﺍﻟﺠﺮﺍﺋﺪ .”
ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺼﻮﻳﺤﺒﺎﺕ ﻫﺬﻩ ﻓﻠﻢ ﺗﺠﻲﺀ ﺗﺼﻐﻴﺮﺍً ﺑﻘﺼﺪ ﺍﻟﺘﺤﺒﻴﺐ ﻭﺇﻧّﻤﺎ ﺗﺄﺧﺬ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ، ﻓﻜﻤﺎ ﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﻗﺼﺺ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺃﻥّ ﺻﻮﻳﺤﺒﺎﺕ ﻳﻮﺳﻒ ﺇﻧّﻤﺎ ﻋﺼﻴﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺄﻥ ﺃﺭﺍﺩﺕ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻣﻨﻬﻦّ ﻣﻦ ﻳﻮﺳﻒ ﻣﺎ ﺃﺭﺍﺩﺗﻪ ﺍﻷﺧﺮﻯ، ﻭﻓﺘﻨﺖ ﺑﻪ ﻛﻤﺎ ﻓﺘﻨﺖ ﺑﻪ ﺻﺎﺣﺒﺘﻬﺎ، ﻭﺃﻛﺪ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻣﺎ ﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ‏) ﺹ ‏( ﺇﺑﺎﻥ ﻣﺮﺿﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻣﻨﻌﻪ ﻣﻦ ﺣﻀﻮﺭ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻣﻦ ﻭﺻﻔﻪ ﻟﻠﺴﻴﺪﺓ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﻭﺣﻔﺼﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﻟﻤﺎ ﻭﻗﻊ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﺮﺿﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﺍﻟﺸﻬﻴﺮﺓ ﺑﻘﻮﻟﻪ : “ ﺇﻧﻜﻦّ ﻟﺼﻮﻳﺤﺒﺎﺕ ﻳﻮﺳﻒ .”
ﻭﺃﻣﺎ ﺇﺷﺎﺭﺓ ﺃﻣﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﻛﻼﻡ ﺍﻟﺠﺮﺍﺋﺪ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻨﺸﺮ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎً ﺑﻬﺎ ﻓﻔﻴﻬﺎ ﺇﺯﺩﺭﺍﺀ ﻭﺍﺿﺢ ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺼﺤﻔﻲ ﻋﻤﻮﻣﺎً، ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺛﻤﺔ ﺗﻬﻤﺔ ﺭﺩﺍﺀﺓ ﻓﻬﻮ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻝ ﺍﻷﻭﻝ ﻋﻨﻬﺎ ﻷﻧّﻪ ﺗﺮّﻗﻰ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﺻﺐ ﺍﻟﺤﻘﻞ ﺍﻹﻋﻼﻣﻲ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﻐﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺁﻧﺬﺍﻙ ﺷﻴﺌﺎً، ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﺃﻭﺭﺙ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺼﺤﻔﻲ ﺑﺆﺳﺎً ﻣﻘﻴﻤﺎً ﻳﺤﺎﻭﻝ ﺍﻵﻥ ﺍﻟﺘﻌﺎﻓﻲ ﻣﻦ ﺗﺒﻌﺎﺗﻪ، ﺑﻞ ﻣﺎ ﻫﻲ ﺇﺳﻬﺎﻣﺎﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﺍﻟﺼﺤﻔﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺰﺩﺭﻳﻬﺎ ﻭﻳﺴﺘﻤﺴﻚ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﺁﻥٍ ﻭﺍﺣﺪ ﻟﺪﺭﺟﺔ ﺃﻧّﻪ ﻳﻜﺘﺐ ﻋﻠﻰ ﺳﻴﺮﺗﻪ ﺍﻟﺬﺍﺗﻴﺔ “ ﺻﺤﻔﻲ ” ، ﻛﻤﺎ ﻛﺘﺐ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺩ “ ﺻﺤﻔﻲ ﻣﻦ ﻣﻨﺎﺯﻟﻬﻢ ” ﻣﺘﻌﻔﻔﺎً ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻋﻦ ﺍﺗﺨﺎﺫ ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ﻛﻤﻬﻨﺔ